![]() |
|
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لفضيلة الشيخ : أسامة خياط بتاريخ : 16- 1-1426هـ وهي بعنوان : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، أحمده سبحانه رضي لنا الإسلام دينًا وجعلنا خير أمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تكون لمن استمسك بها خير عصمة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، بعثه للعالمين رحمة، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه صلاةً تكون لنا نورًا في الدُجى والظُلمة. أمّا بعد: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله فتقوى الله خيرُ زادٍ في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، ![]() ![]() ![]() أيّها المسلِمون، إنّ حرصَ المرءِ على سلامةِ دينه وحسنِ إسلامه وصِحّةِ إيمانه دليلٌ ظاهر وآية بيِّنة وبرهان شاهدٌ على رجاحةِ عقلِه واستقامة نهجِه وكمالِ توفيقِه، فدينُ المسلم ـ يا عبادَ الله ـ هو دليلُه وقائده إلى كلِّ سعادةٍ في حياته الدّنيا وإلى كلِّ فوز ورفعةٍ في الآخرة بما جاءَ فيه من البيِّنات والهدى الذي يستعصِم به من الضّلال وينأَى به عن سبلِ الشقاءِ ومسالك الخيبةِ والخسران. ولقد أرشَدَ رسول الله ![]() ![]() وهذا الحديثُ ـ كما قال الإمام الحافظُ ابن عبد البر رحمه الله ـ مِنَ الكلام الجامِع للمعاني الكثيرةِ الجليلة في الألفاظِ القلِيلة، وهو مما لم يقُله أحد قبلَه ![]() ![]() ألا وإنَّ من اشتغال المرءِ بما لا يَعنيه تعلّمَ ما لا يهمّ من العلومِ وتَركَ الأهمِّ منها مما فيه صلاحُ قلبه وتزكيةُ نفسه ونفعُ إخوانه ورَفعُ شأن وطنِه وأمّته، ومنه أيضا عدَمُ حِفظ اللسان عن لغوِ الكلام وعن تتبُّع ما لا يهمّ ولا ينفَع تتبُّعه من أخبار الناسِ وأحوالهم وأموالهم ومِقدارِ إِنفاقهم وادِّخارهم ومن إحصاءِ ذلك عليهم والتنقيبِ عن أقوالهم وأعمالهم داخلَ دورهم وبين أهليهِم وأولادهم، بغَير عرضٍ شرعيّ سِوى الكشفِ عمّا لا يعني من خاصِّ أمورهم وخفيِّ أمورهم. ومن ذلكَ أيضًا ـ يا عبادَ الله ـ تكلُّمُ المرء فيما لا يحسِنه ولا يتقنه ممّا لم يعرَف له تخصّصٌ فيه ولا سابِق إلمامٍ أو خِبرة به، ولم يكن مطلوبًا منه التحدُّث أو إبداء الرأيِ فيه، وما ذلك إلاّ لطلبِ التسلِّي وإزجاءِ الوقتِ وإضاعتِه وتصدُّرِ المجالس وصرفِ الأنظار إليه، وقد يخرُج به ذلك إلى الخوضِ فيما لا يجوز الخوضُ فيه من أحاديث الفواحشِ والشّهوات ووصفِ العورات وقذفِ المحصَنات المؤمناتِ الغافلات ونشرِ قالَةِ السوءِ وبَثِّ الشائعاتِ والأكاذيب والأخبارِ المفتَريَات، وقد يجتَمع إلى ذلك وَلعٌ بما يسمَّى بالتّحليلات والتوقُّعات المبنيَّةِ في غالبها على الظنونِ والأوهام، وكلّ ذلك ممّا لا يصحّ تتبُّعه ولا الخوض فيه ولا الاستِنادُ إليه ولا الاغتِرار به ولا العمَلُ بمقتضاه. ألا وإنَّ مما يعين على تركِ المرء ما لا يَعنيه تذكّرَ أنَّ الواجباتِ أكثرُ من الأوقات وأنَّ العمرَ قصير كما أخبر بذلك رسول الهدَى ![]() ![]() والمرءُ أيضًا مسؤول عن عمُره: فيم أفناه؟ كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الترمذيّ في جامعه بإسناد صحيحٍ عن أبي برزَةَ الأسلميّ -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله ![]() ومَا يلفِظ الإنسان من قولٍ إلاّ وهو مسطَّر في صحائِفِه مجزيٌّ به؛ ليعلَمَ أنّ للكلمة مسؤوليةً وتَبِعَة كما قال عزّ من قائل: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وقد أخرَج مالك في الموطّأ وأحمدُ في مسندِه والترمذيّ والنسائيّ وابن ماجه في سننهم بإسنادٍ صحيح عن علقمةَ الليثيّ عن بلال بن الحارث -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله ![]() فاتقوا الله عبادَ الله، واعملوا على الاقتداء بالصّفوة من عبادِ الرحمن في ترك ما لا يَعني من الأقوال والأعمال؛ تكونوا مِن المفلحين الفائزين في جناتِ النعيم، ![]() ![]() نفعني الله وإيّاكم بهديِ كتابِه وبسنّةِ نبيِّه محمد ![]() الخطبة الثانية: الحمدُ لله الذي يهدِي من يَشاء إلى صراطٍ مستقيم، أحمَده سبحانَه وهو البَرّ الرَّؤوفُ الرحيم، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شرِيكَ له، وأشهَد أنّ سيِّدنا ونَبيَّنا محمّدًا عبدُ الله ورَسوله صاحبُ النّهجِ الراشِد والخُلُق القويم، اللهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلَى آله وأصحابه أفضل صلاةٍ وأتمَّ تسليم.أمّا بعد: فيَا عبادَ الله، نقِلَ عن الحسنِ البصري رحمه الله قولُه: "من علامةِ إِعراض الله عن العبدِ أن يجعلَ شغلَه فيما لا يَعنيه". فعلى العاقلِ الذي يرجو الله والدارَ الآخرة أن يكونَ مقبِلا على شأنه، حافظًا للسانِه، بصيرًا بزمانه، وأن يعُدَّ كلامه من عملِه، فإنَّ مَن عدَّ كلامَه من عمَلِه قلَّ كلامُه إلاّ فيما يَعنيه؛ ذلك أنَّ أكثَرَ ما يُقصَد بترك ما لا يعني كما ـ قال العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله ـ حِفظُ اللسان عن لغوِ الكلام، وحَسبُه ضررًا أن يشغلَ صاحبَه عن ألوانٍ كثيرة من الخير الذي يسمو به مقامُه ويعلو به قدرُه وتشرُف به منزلته وتطيب به حياتُه وتحسُن به عاقِبته. ألا فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على ما ينفعكم في دنياكم وأُخراكم. واذكُروا على الدّوَام أنَّ الله تعالى قد أمَرَكم بالصّلاة والسّلام على خاتَمِ النبيّين وإمَامِ المتّقين ورحمةِ الله للعالمين، فقالَ سبحانه في الكتابِ المبين: ![]() ![]() اللّهمَّ صلِّ وسلِّم علَى عبدك ورسولكَ محمّد، وارضَ اللَّهمّ عن خلَفائِه الأربعة... في وداعة الرحمن
شمس القوايل |
|
|
![]() |
#2 |
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]() ![]() شموسه ![]() ![]() أسالك اللهم بخير من خيرك الذي لا يعطيه غيرك ان تجعل هذا الموضوع فى موازين حسنات كاتبة هذا الموضوع جزاك الله كل خير اختى الغالية ننتظر كل جديد لكى ان شاء الله ![]() ![]() |
|
|
![]() |
#3 |
(مراقبة مجلس حلا للصور)
![]() ![]() |
![]()
شمس
جزاك الله كل خير وتقبل الله منك ومنا صالح الاعمال |
|
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( حب الاوطان )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 1 | 23-07-2008 11:51 PM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( منهج السلف في الاخلاق والسلوك )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 09-07-2008 12:39 PM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( رساله الى كل مريض )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 2 | 15-06-2008 03:51 PM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( مهلا أيها الزوجان )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 07-06-2008 02:02 PM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 07-06-2008 01:57 PM |