الحق أنطقها و أخرسه_ القصه الثانيه

[اسيرالحب]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحق أنطقها و أخرسه
قال الشيباني : جلس الأمون يوماً للظالم ، فكان آخر من تقدم إليه وقد هم بالقيام _ امرأة عليهاهيئة السفر ، عليها ثياب رثة .
فوقفت بين يديه و قالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته : فنظر المأمون إلى يحيى بن الأكثم . فقال لهل يحيى : و عليك السلام يا أمة الله ، تكلمي في حاجتك ؛ فقالت :
يا خير منتصف يهدي له الرشد و يا إماماً به قد أشرق البلد
تشكو إليك عميد القوم أرملة عدا عليها فلم يترك لها سبد
و ابتز مني ضياعي بعد منعتها ظلماً و فرق مني الأهل و الولد

فأطرق المأمون رأسه حيناً ، ثم رفع رأسه إليها ، و هو يقول :
في دون ما قلت زال الصبر و الجلد عني ؛ و قرح مني القلب و الكبد
هذا أوان صلاة العصر فانصرفي و أحضري الخصم في اليوم الذي أعد
و المجلس السبت إن يقض الجلوس لنا ننصفك منه ؛ و إلا المجلس الأحد

فلما كان يوم الأحد جلس ، فكان أول من تقدم إليه تلك المرأة ، فقالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته . فقال : و عليك السلام ، أين الخصم ؟ فقالت : الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين - و أومأت إلى العباس ابنه .
فقال : يا أحمد بن أبي خالد ، خذ بيده فأجلسه معها مجلس الخصوم . فجعل كلامها يعلو كلام العباس ، فقال لها أحمد بن أبي خالد : يا أمة الله ؛ إنك بين يدي أمير المؤمنين ، و إنك تكلمين الأمير ، فاخفضي من صوتك ، فقال المأمون : دعها يا أحمد ، فإن الحق أنطقها و أخرسه . ثم قضى لها برد ضيعتها إليها ، و أمر بالكتاب لها إلى العامل ببلدها إن يوغر لها ضيعتها و يحسن معاونتها ، و أمر لها بنفقة .

جزاكم الله خيراً