مشادة كلامية تحرم (كين) من مونديال 2002

[Gad]

روي كين اسم لمع في جبل مانشستر يونايتد الذهبي جيل التسيعنيات لاعب الوسط ومحور الفريق الخبير وكابتن المنتخب الأيرلندي والذي استبعد من نهائيات كأس العالم بسبب خلافه مع مدرب المنتخب مكارثي وقد خسرته ايرلندا في تلك البطولة، حصد أغلب البطولات مع مانشستر يونايتد ويأمل أن يحصل على المزيد مع الفريق الذي أحبه والمدرب الذي أعطاه الثقة وجعله كابتناً لفرقة الشياطين الحمر خصوصاً أنه على مشارف نهاية مشواره الرياضي الطويل.
بدايته الكروية
ولد روي كين في كورك في العاشر من أكتوبر 1971 وكانت بداية مسيرته صعبة للغاية حيث أخفق في إثبات وجوده في عدد من الأندية الانجليزية وبالرغم من أنه أيرلندي الجنسية إلا أنه عاش معظم فترات حياته في انجلترا، وبدأ مع فريق كوبه رامبليرز، وعندما بلغ سن الثامنة عشرة لاحظه براين كلاو وشاهد أداءه ولعبه وقام بضمه للعب في صفوف نوتينغهام فوريست.
وما أن توفرت الفرصة لهذا النجم إلا وبرز في تشكيلة الفريق وقدم مستويات جيدة ساهمت في وصول نوتينغهام إلى نهائي كأس الاتحاد الانجليزي 1991 حيث تقابل نوتينغهام مع مانشستريونايتد وخسر بنتيجة (0/1) واستطاع روي كين أن يجذب الأنظار إليه بتدخلاته القوية وبأدائه الرائع والذي يتصف بالثقة والهدوء، وفي نهائي كبير بالرغم من صغر سنه آنذاك.
ويبدو أن إدارة مانشستر كانت قد وضعت اسمه ضمن أسماء اللاعبين الذين يرغب فيرجسون في ضمهم كما أن المدرب الأيرلندي آنذاك جاك تشارلتن قام بضمه للعب في صفوف المنتخب الأيرلندي، وخاض روي كين أول مباراة دولية له في مايو 1991م.
انتقاله لمانشستر يونايتد
بعد ثلاثة مواسم قضاها روي كين في نادي نوتينغهام فوريست لعب حوالي 114 مباراة وسجل خلالها ما يقارب 22 هدفاً، انهالت العروض في فصل الصيف عندما بدأ موسم الانتقالات على اللاعب الموهوب في خط الوسط، وقام مانشستر يونايتد بتقديم عرض مغر ودفع سعراً قياسياً للحصول على خدمات اللاعب الموهوب، وبلغت صفقة انتقاله 3.75 ملايين جنيه استرليني، ووافق نوتينغهام بدون أدنى شرط نظراً لقوة العرض المقدم.
وبعد انتقاله أصبح روين كين يلعب في وسط الملعب متأخراً وأمام صندوق منطقة الجزاء لفريقه وأثبت أنه لاعب كبير ولا يمكن تعويضه في خط الوسط المان يونايتد، تدخلاته الصحيحة والقوية وإيصاله الكرات لزملائه في الأمام وتسجيله للأهداف بقدمه الصاروخية جعلت منه أحد أهم الركائز الأساسية في الفريق والتي لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال، وكانت بدايته في موسم 1993- 1994 حيث لعب 37 مباراة مع مانشستر وسجل خلالها خمسة أهداف وأثبت كين أنه صفقة ناجحة لفريقه.
وأخذ مستواه في الارتفاع من مباراة لأخرى ومن موسم لآخر وساهم في تحقيق العديد من البطولات المحلية والأوروبية للنادي الإنجليزي العريق حيث فاز بست بطولات دوري، واعتبره النقاد واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط الارتكاز في العالم.
قيادة الفريق
مع انتهاء موسم 1997 واعتزال زميله وقائد المان يونايتد أيرك كانتونا الدولي الفرنسي وصاحب جائزة أفضل لاعب في تاريخ مانشستر يونايتد رأت إدارة النادي ومدرب الفريق السير أليكس فيرجسون أن شارة القائد يجب أن تعطى للاعب يتحلى بقوة الأداء وقوة الشخصية داخل الملعب وخارجه وأن يكون محترماً ومحبوباً من قبل زملائه اللاعبين وجماهير النادي، ولم يجدوا لاعباً متمكناً وقادراً على قيادة الفريق أفضل من روي كين حيث تم إسناد المهمة له حتى يومنا الحالي.
مشاركاته في كأس العالم
شارك في كأس العام 1994 بأمريكا وقدم مستويات رائعة مع منتخب بلاده واستطاعت ايرلندا التأهل للأدوار النهائية وخرجت في دور الستة عشر على يد المنتخب الهولندي بعد أن حققت نتائج إيجابية نالت بها إعجاب الشارع الأيرلندي بشكل عام.
وفي سبتمبر 1997 تعرض روي كين لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي حيث غاب عن الملاعب لما يقارب 9 أشهر ولم يتمكن من خوض الموسم مع ناديه ولا مع منتخب بلاده الذي أخفق في بلوغ نهائيات كأس العالم لفرنسا 98 بدون قائده، واستطاع كين خوض برنامجه الإعدادي على أكمل وجه وتمكن من تخطي إصابته والعودة للياقته التي عهدها الجميع عنه.
ولعل أكثر السعداء بعودته هو مدربه السير أليكس فيرجسون الذي قال إن روي كين يعتبر اللاعب رقم واحد في خطط وتكتيك الفريق، حيث يتم بناء الهجمات عن طريقه وعودته للملاعب ستعيد الهيبة والقوة لخط وسط الفريق.
وبعد عودته للعب في بطولة دوري أبطال أوروبا نال البطاقة الصفراء الثانية في لقاء الإياب أمام اليوفنتوس وحرم من لعب النهائي الشهير في برشلونة وأمام بايرن ميونخ الألماني وبالتالي حرم من أهم نهائي لعبه مانشستر يونايتد في تاريخه الكروي.
وأبدى فيرجسون مخاوفه من تغيب أهم لاعبيه ووضع التكتيك المناسب لتفادي نقص كابتن الفريق واستطاع الفوز في الدقائق الأخيرة بشكل مثير ومدهش حيث قلب النتيجة رأساً على عقب في ثلاث دقائق فقط وحول الخسارة إلى فوز بهدفي شرينغهام وسولتشكاير .
ولم ينس نجوم المان يونايتد ومدربهم قائدهم وأصروا على أن يتقدم ويحمل كأس البطولة الغالية التي لعب فيها روي كين دوراً مهماً خاصة في تخطي فريق عريق مثل يوفنتوس الإيطالي وواصل كين مشاركاته الدولية حيث شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 بكوريا واليابان ونجح في قيادة منتخب بلاده للتأهل والوصول للنهائيات بالرغم من وجود منتخبين قويين وعريقين مثل منتخبي البرتغال وهولندا في نفس المجموعة.
ولكنه لم يتمكن من خوض مباريات كأس العالم بسبب الخلاف الكبير والمشادة الكلامية التي نشبت بينه وبين مدرب المنتخب الأيرلندي ميك مكارثي وتم على اثرها استبعاد روي كين من بعثة المنتخب في اليابان وعودته لأرض وطنه بشكل مخز.
اعتزال اللعب دولياً
بعد تلك الحادثة قرر روي كين اعتزال اللعب دولياً مع منتخب بلاده وقرر إكمال مسيرته مع ناديه مانشستر يونايتد.
كين مدرباً للشياطين
ينتهي عقد روي كين في صيف عام 2006 ويرى مدربه السير أليكس فيرجسون أن روي كين هو من سيكون خليفته في تدريب فرقة الشياطين الحمر وقد صرح السير في أكثر من مرة عن امكانات وقدرة روي كين في قيادة الفريق كمدرب بعد أن قاده كلاعب ورغم ذلك إلا أن مدربه السير قال في آخر تصريح له عن روي كين أن كين باستطاعته اللعب لموسمين مقبلين وقال أيضاً أتمنى أن يستمر معنا كين ويؤجل قرار اعتزاله وهو حالياً يقدم مستويات قوية ومازال قادراً على العطاء أما زميله السابق ديفيد بيكهام فقد أكد كلام مدربه السير وقال إن كين سيصبح يوماً من الأيام مدرباً عظيماً.
إيجابياته وسلبياته
أفضل ما يتمتع به روي كين هو قيادة الفريق داخل الملعب فهو يعتبر مدرباً لزملائه داخل الملعب وقائدا فذا، ويجيد التمريرات الطويلة للمهاجمين ويجيد قطع الكرات والسيطرة على منتصف الملعب وفرض قوته على الخصوم أما أكبر عيوب هذا النجم الكبير تكمن في عدوانيته وعصبيته الشديدة والتي دفعته لنيل العديد من البطاقات الصفراء والحمراء ودفعته للدخول في مشادة كلامية مع مدرب منتخب بلاده حرمته من المشاركة في أهم بطولة في العالم. ويقول روي كين (إنه لا يستطيع السيطرة على أعصابه عندما يغضب وهو عيب متوفر في كثير من الناس على حد رأيه).