ليبيا تتهم المخابرات البلغاريه والموساد بحقن اطفالها بالايدز عمدا

[jassy 2007]

اتهمت الصحف الليبية المخابرات البلغارية وجهاز الموساد الإسرائيلي بأنهما وراء الجريمة البشعة التي ارتكبت من قبل خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني ضد ما يزيد عن 400 طفل ليبي أثناء ترددهم على مستشفى أطفال بنغازي لتلقي العلاج والتطعيمات.



وجاءت هذه الحملة الإعلامية في وقت تتصاعد فيه حملات التأييد الأوروبية لبلغاريا, حيث تجري في مدينة دينان البلجيكية حملة لدعم الممرضات البلغاريات بمبادرة من اتحاد الممرضات في بلجيكا.
كما استحسنت اللجنة الخارجية التابعة لمجلس الممثلين للبرلمان البلجيكي مشروعا لقرار دعم الممرضات البلغاريات.
ويطالب نص القرار الحكومة البلجيكية أن تطلب من السلطات الليبية بدء محاكمة جديدة عادلة وموضوعية, علما بأنه من المتوقع أن يجري تصويت المشروع في المجلس غدا.
وأكدت صحيفة "الزحف الأخضر" الناطقة باسم حركة اللجان الثورية الليبية في افتتاحيتها تحت عنوان "جريمة غير مسبوقة" أن جريمة بحجم وبشاعة جريمة حقن أكثر من 400 طفل ليبي بفيروس الإيدز القاتل لا شك أنها تقتضي ملاحقة من يقفون وراء الجناة لمعرفة الدوافع الحقيقية لاقترافها بهذه الوحشية التي يندى لها الضمير الإنساني لأنها جريمة غير مسبوقة في حق الطفولة وبراءتها التي انتهكت كأبشع ما يكون الانتهاك.
وقالت الصحيفة "إن المخابرات البلغارية في قفص الاتهام في هذه الجريمة الكبرى لا سيما في ظل توجه كل أصابع الاتهام صوبها في التحريض على ارتكاب هذه الجريمة البشعة والوقوف وراء حقن أطفالنا بفيروس الموت الرهيب".
وبعد أن أكدت في عنوان بالخط العريض أن "من يقف مع المجرمات البلغاريات ضالع في الجريمة" دعت صحيفة "الجماهيرية" إلى "مقاطعة الدول التي تتشكك في عدالة قضية أطفالنا سياسيا واقتصاديا".
وجاء في افتتاحية الصحيفة التي حملت عنوان "المخابرات البلغارية والموساد في قفص الاتهام" أنه "وحتى بعد صدور الحكم بالإدانة أكثر من مرة تركنا السؤال المهم عن الدوافع والأسباب بعيدا عن أذهاننا.. بل إننا على مدى كل هذه الأعوام لم نقل إن عصابة الستة هي خلية جواسيس ولم نقل إن هذه السابقة الكارثية هي عمل إرهابي".
وأضافت "الجماهيرية" أن "الذي لم نسأله نحن تجيب عليه الشواهد وتؤكده الحقائق كل يوم وهو مسؤولية المخابرات البلغارية ومخابرات دول أخرى عن هذه الجريمة النكراء".
أما صحيفة "الشمس " الصادرة في طرابلس فأكدت في افتتاحيتها التي كانت تحت عنوان "هل كانت المخابرات البلغارية رأس الشيطان؟!" أن كل جزء من قضية الأطفال الليبيين الضحايا "فيه رائحة العمل المخابراتي القذر.. مبالغ مالية وملابس داخلية وقوارير البلازما المخزن فيها الفيروس واتصالات مختلفة وتجنيد لشبكة من الأنفس الرخيصة".
وتابعت أن "القتلة الذين هم بين أيدي القضاء ليسوا سوى أذرع الشيطان الذي يجب أن نصل إلى رأسه.. فهل كانت المخابرات البلغارية رأس الشيطان أم أنها كانت مجرد وكيل لشيطان أكبر علينا أن نسعى لمعرفته".
ومن جانبها تساءلت صحيفة "الفجر الجديد" الصادرة في العاصمة الليبية "ما هي مصلحتهم في قتل 400 طفل ليبي؟.. لا بد أن يجيبونا".
وأضافت الصحيفة التي أوردت جزءا من كلمة العقيد معمر القذافي في لقائه يوم 30 ديسمبر 2006 مع رؤساء الكنائس في ليبيا وسفراء الدول المعتمدين لدى طرابلس وفعاليات المجتمع الليبي الثقافية والدينية والسياسية بمناسبة تزامن عيد ميلاد المسيح ونهاية السنة الميلادية وعيد الأضحى المبارك التي تطرق فيها لهذه القضية أن المهم معرفة كيف أن طاقم طبي يحقن عمدا أطفالا بالإيدز؟. ولمصلحة من؟. ومن أمر بذلك؟. ومن أعطى الفيروس؟
يذكر أن محكمة جنايات بنغازي أصدرت يوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2006 حكما بالإعدام ضد خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني يحمل جنسية بلغارية اتهموا بالحقن العمدي بفيروس فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" ل 439 طفل ليبي كانوا يتلقوا العلاج والتطعيمات في مستشفى أطفال بنغازي توفي منهم حتى الآن 54 طفلا
وكانت هذه المحكمة قد أصدرت في 2004 حكما أولا بالإعدام على جميع هؤلاء المتهمين في إطار نفس القضية بعد ثبوت إدانتهم بالحقن المتعمد للأطفال الليبيين الضحايا. وقامت المحكمة العليا الليبية بتاريخ 25 ديسمبر 2005 بقبول الطعن الذي تقدم به محامو المتهمين وأمرت بإعادة القضية أمام محكمة جنايات بنغازي لإعادة النظر فيها من أساسها
وفي خطابه الأول أمام البرلمان الأوروبي منذ انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي في 1 يناير، رحب الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف "بالتضامن الذي أبداه الاتحاد الأوروبي ككل" مع قضية الممرضات وحثهم على أن إيجاد حل يجب أن يكون "أولوية قصوى" للاتحاد.
وقال الرئيس البلغاري "نحن نقدر كذلك تعاطف المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء مع الأطفال الليبيين المصابين بهذه المأساة وأسرهم". كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لتلبية أهداف صندوق بنغازي الدولي الذي تم تأسيسه للتخفيف من معاناة الأطفال المصابين.