![]() |
|
![]() |
![]() |
#1 |
¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨ ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله الحلم عند الغضب الحمد لله الحليم العظيم، رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم، ![]() ![]() أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، اتقوه واعبدوه، وراقبوه في خلواتكم وجلواتكم، ![]() ![]() أيها الناس، ما عُرف على هذه البسيطة ولن يُعرف مظلومٌ من البشر تواطأ الناس على ظلمه وما فتئوا يصفونه بأحدّ ما وُضِع من ألفاظ مُسفَّة في أعقاب نبوّات أعطب الشيطان ثمارها على بقاءٍ في لبِّه ونور في دعوته وصدق في حديثه وثقةٍ في أمانته مثلَ رسول الله ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه، فلقد نال الشتائم والسبابَ من كافة طبقات المجتمع، فقد هجاه شعراء، وسخر منه سادة، وآذاه عتارسة، ونال منه سحرة. ولقد شاء الله سبحانه أن يأتي اليومُ الموعود الذي يفتح الله به على نبيه ![]() الله أكبر، ما أجمل العفو عند المقدرة، والله أكبر، ما أجمل السعة عند الضيق والعزّة عند الذلة. ومن أحق بذلك إن لم يكن رسول الله ![]() ![]() ![]() أيها المسلمون، بهذا الموقف وبغيره من المواقف العظيمة دأب رسول الله ![]() ![]() ![]() لقد كفكف الرسول ![]() ![]() الحلم ـ أيها المسلمون ـ اسم يقع على زمِّ النفس من الخروج عند الورود عليها ضدَّ ما تحبّ إلى ما نُهي عنه، وهو في موطن الغضب سيادةٌ على النفس وضبط لها وكبحٌ لجماحها، كما أنه لباس العلم، فمن فقده فقد تعرّى وبدت للناس سوأته، وهل يجيء الباطل بخير؟! ألا إن الغضب قرين الشر، وإن الحلم راحة القلوب وسعادة الجماعات. إن التفاوت بين الناس بعيد الشقة مع أنهم من أبوين اثنين، فإن اختلافهم في أوضاعهم وخلالهم مثار امتحان بالغ الجدوى، ولذا قال جل شأنه: ![]() ![]() ففي الناس الحليم الأريب المتأني الذي إذا استنفرته الشدائد أبقى على وقعها الأليم محتفظاً برجاحة فكره وسجاحة خلقه، فلا يَحمي من قليل يسمعه فيوقعه في كثير يكرهه، ولا يفضح نفسه ليتشفَّى من غيظه، فإن جُهل عليه لم ينفعه إلا حلمه، ويا للعظمة والعلو إن فعل كفِعل قيس بن عاصم، وقد أتوه برجل قد قتل ابنَه، فجاؤوا به مكتوفاً فقال: ذعرتُم أخي، أطلقوه واحملوا إلى أمّ ولدي ديَّته؛ فإنها ليست من قومنا. ثم إن في الناس الطائشَ الأهوج، كما أن فيهم الغرَّ المأفون الذي تستخفُّه التوافه فيستحمق على عجل، ويكون لسانه وفعله قبل قلبه وعقله، فلا يزِمّ نفسَه ولا يتريّث، بل يهذي بكلام ويوكس ويشطط في أفعال يحتاج بعدها إلى اعتذار وتلفيق، فيقع فيها نهى عنه المصطفى ![]() ولقد رأينا الغضبَ يشتطّ بأصحابه إلى حدّ الجنون عندما تُقتحم عليه نفوسهم، ويرون أنهم حُقِّروا تحقيراً لا يعالجه إلا سفك الدم، أفلو كان المسلم يعيش من وراء أسوار عالية من فضائله أتُراه يُحسّ بوخز الألم على هذا النحو الشديد؟! لا وكلا، بل إن الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد، ولا غرو في ذلك إذ لا تعود الجمرة إلا على موقدها الأول، يقول الرسول ![]() فلا ينبغي للمؤمن الكبير أن يضيق بهرف قطعانٍ متناثرة، بل إن المصلح العظيم يُفيض من أناته على ذوي النزق حتى يُلجئهم إلى الخير إلجاءً، فيطلقوا ألسنتهم تلهج بالثناء والذكر الحسن. إن من الناس من لا يسكت عن الغضب، فهو شخص غضوب، في ثورة دائمة وتغيّظ يطبع على وجهه العبوس، إذا مسّه أحد بأذى ارتعش كالمحموم، وأنشأ يرغي ويُزبد ويلعن ويطعن، وكثيراً ما يذهب به غضبه مذاهب حمقاء، فقد يسُبّ الباب إذا استعصى عليه فتحُه، وقد يلعن دابةً جمحت به، أو يعرّ امرأته ويكسر ضلعها ويضيّع أمرَها فيفرّق شملَه في نقصان ملحٍ أو يبوسة خبز، ثم يطلقها عددَ نجوم السماء، وكان يكفيه من ذلك زُحل، فيتهارشان تهارشَ الكلبين، ويتناقران تناقرَ الديكين، فلا يفترقان إلا عن الخدش والعقر والهجر، فيجني كلٌّ منهما على نفسه بالحرمان والعقوبة، والنتيجة الحاصلة هي يُتم الأولاد إبان حياة الأبوين، والإسلام بريء كلَّ البراءة من هذه الخلال الكدِرة، يقول الرسول ![]() ثم لا تسألوا بعد ذلك ـ أيها المسلمون ـ عن ندم الزوجين ولات ساعة مندم، إذ يختلقون المعاذير، ويراجعون القضاة والمفتين، كلُّ ذلك لمحو غلطة ارتكبها الغاضب دون تفكير أو رويَّة أو تدرّج في التأديب، مما تسبَّب في هدم لبنةٍ كان بإمكانه معالجتها لو ملك عقلَه وأشهر حلمه وكفّ غضبه، وما ذنب الولد إذا خرج من بيته هلِعاً مكفهرٌّ وجهُه ضائق صدرُه، ينطلق يمنةً ويسرة يبحث عن سببٍ يزيل به همَّه ويجلو غمّه، ولربّما استبشر به وبأمثاله وحوش الظلام وذئاب المجتمع، فيسير وراء تخبّطهم ويضيع بضياعهم، كل ذلك من خلال تعاطي الكيوف القتالة من المسكرات والمخدرات، وما ذاك إلا نتيجة غضبة من أبيه أو أمه، أعقبها سبّ وشتم ولطم، وربما طردٌ ولعن، فيتبدّد بذلك شمل الأسرة وتقَوَّض المجتمعات، فيكسَب في كل يوم عدوّ، ويفقَد صديق، ويهدَم بيت، فلا حول ولا قوة إلا بالله. عباد الله، اعلموا أن الحليم إما أن يكون عاجزاً جباناً، ليس له شيء ولا عليه شيء، فهذا إن لم يغنم فإنه لا يأثم، وإن ادَّعى الحلمَ مع عدم الاقتدار على إنفاذ العقوبة فهذه حجة لا يلجأ إليها إلا اللئام. وإما أن يكون مخادعاً مكاراً، ظِهارتهُ سمتُ المؤمنين، وبطانته حِقدُ المجرمين، يتحلّم ظاهراً ويعُفّ علناً، ولكنه يغضب باطناً وينتقم مسرِفاً، فهذا حقودٌ لدود، ينقلب على المجتمع من سوء صنيعه سوساً كطبع السوس، لا يقع على شيء إلا نخره أو عابه، أو دوداً كطبع الدود، لا يقع على شيء إلا أفسده وقذَّره، ومثل هذا لا يلبث أن يفضحه الله على رؤوس الخلائق. وإما أن يكون حليماً مفطوراً على الخير مجبولاً عليه، مع إمكان تنفيذ العقوبة، وهذا كأشجّ عبد القيس الذي قال له رسول الله ![]() وإما أن يكون ثائرَ النفس، أزعجه من ظلمه، فيصبر محتسباً، ويصفح قادراً، ويأمره إيمانه بالعرف والعفو عن الجاهلين، وهذا هو المُثاب في الدنيا والآخرة، والمشكور عند الله، ومن ثمّ عند خلقه، وهو الموصوف بالشدة والقوة كما في قول المصطفى ![]() ![]() أعاذنا الله وإياكم من الغضب، ومن سوئه وآثاره، ورزقنا الحلم والتحلُّم، إنه سميع قريب. ![]() ![]() ![]() بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله إنه كان غفاراً. الخطبة الثانية: الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه. أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، واعلموا أنه يجب علينا أن نعمل بتعاليم ديننا الحنيف، وأن نأخذ بإرشادات نبينا ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ويختلف الغضب في دنيا الناس إذ يتراوح صعوداً وهبوطاً باختلاف الأحوال والظروف، ولكنه من خلال الإطار الشرعي العام لا يخرج عن ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: مرتبة الاعتدال؛ بأن يغضب ليدافع عن نفسه أو دينه أو عرضه أو مالك، ولولا ذلك لفسدت الأرض بانتشار الفوضى وتقويض نظام المجتمع، يقول الرسول ![]() المرتبة الثانية: أن ينحطّ الغضب عن الاعتدال بأن يضعف في الإنسان أو يُفقَد بالكلية، وهذه الحال مذمومة شرعاً، لا سيما إذا تعلَّقت بحرمات الله وشعائره، قالت عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول ![]() والمرتبة الثالثة: أن يطغى الغضب على العقل والدين، ولربما جرّ صاحبَه إلى ارتكاب جرائم كبيرة وموبقات كثيرة، ولا يمكن التخلصُ من هذه العقبة إلا بفعل ما أرشد إليه النبي ![]() ![]() ![]() اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد... خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لفضيلة الشيخ : سعود الشريم بتاريخ : 6- 7-1423هـ دمتم في حفظ الرحمن اخوكم و محبكم في الله لطفي
|
|
|
![]() |
#2 |
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]() لطفي
شكرا على الطرح والخطبه الطيبه بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعله في موازين اعمالك الصالحه ان شاء الله ننتظر جديدك القادم دمت بخير |
|
|
![]() |
#3 | |||||||||
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]()
|
|||||||||
|
||||||||||
![]() |
#4 | |||||||||
(مراقبة مجلس حلا للصور)
![]() ![]() |
![]()
|
|||||||||
|
||||||||||
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه ليوم 10-11-1424هـ بعنوان (( طلب الحق والاذعان له )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 12 | 12-03-2008 04:38 PM |
خطبة الجمعة ليوم 15 صفر 1429 بعوان (( محاسن الأخلاق )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 23-02-2008 10:35 AM |
خطبة الجمعة ليوم 17 محرم 1429 بعنوان (( الأقصى بين العدوان المشين والخذلان المهين )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 4 | 29-01-2008 11:47 AM |
خطبة الجمعه ليوم 16 رمضان 1428 بعنوان ( وقفة محاسبة مع انتصاف شهر رمضان ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 01-10-2007 08:39 PM |
خطبة الجمعه ليوم 28 جماد الاول 1428 بعنوان (( سمة الاعتدال والوسطية )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 14-07-2007 06:12 PM |