|
28-11-2008, 11:55 PM | #1 |
(حلا نشِـط )
|
الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
جلست متحسرا أشاهد مباراة مصر و أمريكا في كأس القارات ،
لأول مرة أجلس بمقاعد المتفرجين ، مكاني دائما كان بين اللاعبين لا بين المشاهدين ، لم أحس من قبل هذا الإحساس الغريب ، تحسست هذا الجبس اللعين الذي غلف قدمي المكسورة ، تنهدت حسرة و ألم ، رفعت يدي لأعلى متمنيا سرعة الشفاء ، تمنيت لو كان في استطاعتي شق هذا الجبس ، حاولت أن أشغل نفسي بعيدا عن هذه الهواجس التي بدأت تتملكني ، حولت نظري و فكري إلى جموع المتفرجين من حولي ، نظرت عن يساري فإذا برجل بدين يرتدي جلبابا يكاد يتفتق عن بطنه المنتفخة ، كأن بطنه تشتكي احتباسا خلف هذه الأزرار التي أحكمت عليها ، و إذا به و قد أحكم قبضته على دجاجة مسكينة يفترسها بنهم شديد ، بينما قبعت أمام قدميه حقيبة تكاد تنفجر من كثرة ما بها من طعام و شراب ، نظرت إليه ، عندما أحس بوجودي نظر إلي و قال و براءة الأطفال في عينيه ) : وشك أصفر ليه ؟ جعان ؟ : لا أبدا ، الحمد لله ، لسه واكل . ( مد يده ( الملظلظة ) إلى حقيبة العجائب ، أخرج بين أصابعه عددا من أصابع المحشي ، المفاجأة ألجمت لساني ، لم أنبس بحرف ، فإذا به يبادرني ) : ما بتحبش المحشي ؟ خد ( منبار ) . ( أخرج بعض أصابع ( المنبار ) ، لم استطع تممييز أصابعه من أصابع ( المنبار ) ، لم أتمالك نفسي من الضحك ، بادرته قائلا ) : ها ها ، محشي و منبار ؟ : لازم الواحد يعمل حسابه ، الجوع كافر بعيد عنك ، أقولك ، تضرب ( بيبس ) ؟ ( أخرج من الحقيبة زجاجة مياه غازية من الحجم العائلي ، عندها تملكتني حالة من الضحك الهستيري ، حاولت تمالك نفسي و قلت ) : ها ها هااااي ، لا ، شكرا ، ألف شكر . ( عندها قال و قد سيطر على وجهه خيبة الأمل ) : أنت حر ، براحتك ، على العموم الأكل مش ها يطير ، في أي ساعة تجوع اضرب أيدك في الشنطة و طلع اللي نفسك فيه . : ماشي إن شاء الله ، إن شاء الله . ( حولت نظري عنه ، نظرت عن يميني فإذا بسيدة غاية في الأناقة تجلس بجواري ، أخرجت السيدة من حقيبتها علبة سجائرها ، فتحتها ، قربتها من يدي ، قالت هامسة ) : تعفر ؟ : لا شكرا . : خد خد ، دي مغمسة ( غمزت بعينها ) . : يا ستي ما بادخنش ، و بعدين يعني إيه مغمسة ؟ : بانجو . : كده بانجو ؟ : خلاص فهمت ، طب تضرب ( تلك ) ؟ ( أخرجت ورقة صغيرة من حقيبة يدها ، فتحتها و إذا بها مسحوق أبيض ، عندها صرخت بوجهها ) : إيه ده كمان ؟ : إنت ها تسيح ؟ ما تخافش دي بودرة . : ها هاي ، ( صرخت ) ها اقـــابله بودرة ، الله يخرب بيوتكم . ( هرولت بعرجتي هربا من بين حجري الرحى ، أخذت أبحث هنا و هناك ، وجدت مدرجاتنا و قد امتلأت بنفس الوجوه السلبية القبيحة ، بطون منتفخة ، حقائب متخمة ، قلوب كسولة ، روائح كريهة ، تلوث يملأ المدرجات ، فجأة صمت أسماعنا هتاف جماهير الفريق المنافس تستهجن ، عندها نظرت إلى الملعب فإذا بلاعبينا و قد دخلوا و بدءوا عملية الإحماء ، وقفت متحمسا أصفق و أهلل ، و إذا بي الوحيد الذي يصفق و يهلل ، خيم الصمت على جمهورنا الغفير ، لم يحرك أحد منهم ساكنا ، إلا من صوت غطيطهم الذي ملأ الفضاء من حولنا ، حاولت إيقاظهم من غفوتهم ، صرخت بأعلى صوتي ) ـ أفيقي أيتها الجماهير الغفيرة ، اللاعيبة بتوعنا نزلوا الملعب ، الماتش ها يبدأ يا عالم يا هوه . ( و لا حياة لمن تنادي ، صرخت و صرخت ) : أمال لو قلت لكم انزلوا العبوا زي جماهير الفريق الصيني ما عملت ، ها تعملوا إيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( عندها تجشأت الجماهير بوجهي ، أطلقوا ناحيتي رياح برائحة بطونهم العفنة ، نفث البعض منهم أدخنتهم الخبيثة بوجهي ، ما لبثوا أن قالوا في صوت واحد ممل رهيب ) : بتصرخ ليه يا ابن المكعبلة ؟ ها تطير الحجرين . : الماتش ها يبدأ يا عالم يا هوه . : ماتش مين يا با ؟ اللي خادته القارعة تاخده أم الشعور ، ( و إذا بزئير الجماهير الأمريكية الغفيرة يزلزل المدرجات ، نظرت إلى أرض الملعب فإذا بلاعبيهم و قد نزلوا أرض الملعب ، بدأت الدماء تغلي في عروقي ، و إذا بجماهيرهم يتركون مقاعدهم ، بدءوا في النزول إلى أرض الملعب ، أخذت أصرخ و أصرخ ) : أفيقوا ، الجماهير بتاعتهم نزلوا الملعب كمان ، : ( صرخت ) إنهم يرتدون ملابس اللعب ، عددهم يزداد و يزداد ، أفيقوا أيها المخدوعون ، أصبح عددهم مائتين ، ما هذا ؟ إنهم يتزايدون ، أصبحوا ألف لاعب ، لا لا ، عشرة آلاف ، مائة ألف ...... الجماهير كلها نزلت الملعب . ( عندها صرخ أحد مشجعينا قائلا ) : إبقى اتغطى كويس و أنت نايم يا سوسو ، ها ها هااااي . ( عندها أحسست ببركان انفجر بصدري ، ضربت يدي في حقيبة صاحبي ، أخرجت منها سكينا ، بدأت بشق الجبس الذي غلف قدمي ، عندما نزعته تماما ، وقفت منتشيا للحظة ، ما لبثت أن نزلت درجات السلم هرولة إلى الملعب ، قفزت السور بيننا و بين الملعب ، عرجت إلى منتصف الملعب ، أطلق أحد مشجعيهم صفارته و قد ارتدى ملابس حكم الساحة ، أحاط بي بعض مشجعيهم و قد ارتدوا ملابس قوات الأمن ، صرخت فيهم ) : مكاني هنا مش في المدرجات . ( صرخ حكم الساحة ) : طلعوا المجنون ده بره . ( أمسكوا بي ، حاولت الإفلات من بين أيديهم ، حاولت و حاولت حتى نجحت ، جريت ناحية حكم الساحة و قد أمسك بالكرة بين يديه ، ضربتها بقوة بقبضة يدي فسقطت أرضا ، عندها ركلتها بكل قوة باتجاه مرماهم ، جريت لألحق بها ، جريت و جريت ، و إذا بهم جميعا ورائي يطاردونني ، ركضت سنوات و سنوات حتى وصلت أخيرا إلى مرماهم ، صرخ حكمهم ) : إرهابي ، إياكم أن يصيب مرماكم بهدف ، امسكوه ، اقتلوه ، حرقوه . ( نظرت إلى مرماهم نظرة تحدي ، لملمت ما تبقى بداخلي من إباء ماضي أمة بأكملها ، أمة ما خفضت إلا لباريها الجبين ، صرخت بأعلى صوتي ) : حريــــــــــــــــــــــــــــة . ( ركلت الكرة بكل ما تبقى لدي من قوة ، انطلقت كطائرة تتوغل بأعماق مبنى زجاجي هش ، مزقت شباكهم تمزيقا ، دكت حصونهم دكا ، ( صرخت ) : و جــون و جـــون و جــــون و جــــــــــــــــــون عندها انهالت على رأسي عصيهم و سلاسلهم الحديدية ، حاول لاعبينا الغلابة انتشالي من بين أيديهم ، لكن ماذا يفعل إحدى عشر لاعبا أمام الملايين من الجماهير ؟ سقطت بين أرجلهم مخضبا بالدماء ، تمنيت ـ قبل أن أفقد الوعي ـ لو نزلت جماهيرنا الغفيرة لأرض الملعب ، ترى هل أفاقت الجماهير و نزلت ؟ أم أنهم كالعادة رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ؟ |
02-12-2008, 09:00 PM | #2 |
نائبة الإدارة |
رد: الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
محمد سنجر
تسلم ع الطرح يعطيك العافيه ننتظر جديدك القادم ودمت بخير شمس القوايل |
|
|
03-12-2008, 08:01 PM | #3 |
(حلا نشِـط )
|
رد: الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
|
06-02-2009, 08:15 PM | #4 |
موقوف
|
رد: الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
محمد سنجر
|
07-02-2009, 09:36 PM | #5 |
(حلا نشِـط )
|
رد: الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
|
08-02-2009, 07:30 PM | #6 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
رد: الخوالف ( نزف قلم : محمد سنجر )
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العاقبة ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مجلس حلا العام | 12 | 05-04-2008 08:55 PM |
اقرؤوها صدقوني ستذهلون يا أمة محمد.... | تونا | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 10 | 14-12-2007 04:01 AM |
مكالمه هاتفيه فى منتصف الليل | داليا ميدو | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 13 | 05-12-2007 08:53 PM |