~'*¤! البؤساء وعندما يغرد الديناصور!¤*'~

[أبو شميس]

بسم الله الرحمن الرحيم




العقل أولا , ومن ثم القلب , وينتج عنهما السلوك العام للفرد في المجتمع .
ولنعرج هنا على أمر مهما للغاية , وهو أن نمتثل امتثالا كامل ,ا في وجوب قيادة العقل , لكل من الجسد البشري كمادة فاعلة ومحركة , وللأفكار , سواء أن كانت حسية معنوية , أو مادية ملموسة . وان القلب هو المساعد في كل هذه الأمور , وانه المخرج والمولد الأساسي للسلوك العام .
فلا يمكن أن يستغني احدهما عن الأخر . ولكن وجب استخدام العقل في البناء , أو الترميم . والقلب في المساعدة الحسية في التزين والتجميل , والتحكم فيما بعد في إنتاج السلوك العام .
وبهذا يكون النتاج الاجتماعي القوي , والجميل , والذي بدوره سيساعد بكل قوة , وجمال , في إنتاج فكر اقتصادي , أو سياسي , فالحالة الاجتماعية هي المؤسس الأول , والأخير في تبني أي فكر سياسي , أو اقتصادي .


--------------------------------------------------------------------------------


يختلف الأشخاص بقدر نجاحاتهم . في صنع أي فكرة , أو قرار , أو أي أمر من أمور الحياة الحسية , أو الملموسة على هذه القاعدة المهمة .


فهناك من جعل العقل قائدا يحرك به شتى خلايا المخ العصبية. نراه يقرا بعقله فيحدد الهدف فيما كتب ويعي المضمون بكل مفهومه , كمن يسمع من أذن ويخرج من الأخرى دون اثر رجعي , أو وقع على القلب . لأنه أهمل دور القلب في المساعدة الحسية .
فنرى منه منتجا اجتماعيا خشنا خالي من كل جمال يذكر , منتج تزدري منه النفوس ولا تقبله .
قد يكون ناجحا ويحبذه البعض ولكنه يصيب بالملل والخنوع للكسل .

وقد يكون فاشلا ويتبناه البعض فيكونوا زمرة منبوذة في المجتمع .
وأجمل ما يكون التشبيه في قصة ملك اليمن حسان بن ابي كرب , حين عقد العزم على الهجوم على الجزيرة العربية , ومن ثم بلاد فارس , والروم . فأتجه بقبيلة حمير وكم من قبائل العرب في اليمن وهو من يقودهم , أراد زعماء القبائل العودة فرفض رفضا قاطعا وأمر بقتل كل من عقد العودة في مخيلته , كان لحسان اخا يصغره يدعى عمرو . زين هؤلاء الزعماء لعمرو الملك وقتل اخاه فأستشار فأجمعوا على قتله الا رجل من حمير يدعى ذا رعين الحميري فلما سلم لذا رعين هم بقتله الا ان يكتب له كتابا فكتب ذا رعين له ما يريد في بيتين فقال :

ألا من يشتري سهر بنوم ** سعيد من ينام قرير عين
فأما حمير غردت وخانت ** فمعذرة الا له لذي رعين

قتل عمرو اخاه حسان , وعاد بهم لليمن , وأصابه ما كره فلم يستطع النوم , فعندما سأل اجابه الحكماء إن لدم الاخ لعنة تصيب , واصابتك بعدم النوم , فهم بقتل كل من نصحه على قتل اخاه , وعندما هم بذي رعين قال له عندي براءة منك وهي كتابي

*** الا من يشتري سهر بنوم ***

وهل تصلح القلوب ماتفسده العقول الخشنة في اتخاذ القرار .

وهناك من جعل القلب هو القائد وهو بهذا قد اخلف الطبيعة البشرية في النجاح فلقد نصب قائدا لا يقوى ولا يعي ولا يفهم مفهوم القيادة في ضل متغيرات الحياة الاجتماعية . قائد لا يحسن الاستقبال أو صنع القرار , وهو بهذا ألغى خاصية مهمة في تلقي الأفكار أو إنتاجها .
فهو بهذا أنتج عقلا يملك صفة القماش الحريري , فهي مادة لا تقوى على إمساك كل ما يمر عليها من ماء , أو تراب .
فنجد ما ينتجه قد يكون ناجحا , جميلا ولكنه لا يملك القوة الكافية في الصمود , والتصدي .

وقد يكون فاشلا فينتج شخصية هشة , وفكر لا يعانق به إلا أحلام الفئران , في حسن الاختباء والظهور بالخفاء .

وأجمل ما يكون التشبيه هنا في العلاقات الغرامية والعاطفية بين فتيات وشباب هذه الأمة , وسآتي بذكرهم لاحقا .


وهناك من جعل القلب مستقبلا أولي , أو مرتكزا حقيقي , من وجهة نظره للإنتاج الاجتماعي .

وخير دليل لنا في هذا هو المجنون , فهو يحمل قلبا بلا عقل , وهو بهذا يحقق رغما عنه انتكاسة حقيقة في مجتمعه . كذلك الطفل قبل أن يتكون له ذلك العقل من مدخلات اجتماعية , أو بيئية .
وكذلك الجاهل الذي يتبع قلب بلا عقل مفكر .


--------------------------------------------------------------------------------


يكمن أي منتج اجتماعي من بناء عام , أو فكرة عامة , في قوته ومن ثم جماله ( والقوة بالعقل والجمال بالقلب ) . فهناك من يبحث عن الجمال , وهناك من يبحث عن القوة , وهناك من يبحث عنهما معا دون ترتيب , وهناك من بحث عن القوة أولا ومن ثم الجمال .


--------------------------------------------------------------------------------


إن الطبيعة البشرية في أي نتاج اجتماعي , من الفرد يجب أن يكون مرتكز ها وأول مستقبليها العقل , فالعقل من مدخلاته , أو طبيعته , أو بيئته , يعتبر المركز الأول في استقبال أي فكرة كانت منشأها من نتاج اجتماعي أخر , أو فكرة منشأها تأمل خاص لمن يحمل هذا العقل . ومن ثم يقوم العقل , بتمرير ما يلاءم تلك المدخلات من ( حسن أو سيء ) إلى القلب , الذي يقوم بدوره بالتثبيت , والتفكير , والتأمل .
وما التمرير هذا إلا وقعا خاص أصاب العقل ولائمه في مواصفاته , فكان وقعا للقلب فسيكّون نتاجا يسمى بالسلوك العام .

****************************************

واستدل من هنا بحادثة لسيد الأنام عليه الصلاة والسلام , وفي قريش أن كانت تمنع الرسول عليه الصلاة والسلام من الدعوة لله قبل فتح مكة , في موسم الحج فكان من بين الحجيج شاعر أعرابي,
فقالوا له زعماء قريش : لا تسمع لمحمد . فوضع في أذنيه قطنا حتى لا يسمع من محمد , وبعد وهلة !!
قال : إنما إنا عاقل , وسأسمع منه , فأن كان خيرا ! أخذته . وإن كان شرا ! نبذته .
فجلس مع الرسول عليه الصلاة والسلام وسمع منه فأسلم على الفور .

فهنا سمع هذا الإعرابي حديث سيد الأنام فوافق عقله , ووقع فيه , وأثر , فسمح هذا العقل بأن يمرر ذلك الوقع للقلب , فنتج عنه سلوك قام به فصدق , وتثبّت , واسلم , وآمن .

****************************************

وأيضا جاء نفر من الأعراب ويسألون احد العلماء سؤالا أرقهم كثيرا ,,
وهو .. هل الله موجود ؟
فرد عليهم بكل منطقية فقال :
البعرة تدل على البعير ,
والأثرة تدل على المسير ,
سماء ذات أبراج ,
وارض ذات فجاج ,
ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير .


--------------------------------------------------------------------------------


فالإسلام , والإيمان , قضيتان عقليتان أحدثتا وقعا عقلي , فتكون اثر رجعي , من هذا الوقع مما سمح للتمرير للقلب تصديقا وإيمانا لكل ما يرد منهما ,
فدعونا هنا نبين قضية مهمة للغاية .
فئة ضالة من البشر سميت ( بالعلمانيين ) أحدثوا جدلا واسعا , في الأمور الغيبية والتشريعية .
وهي أن العقل وجب عليه أن يأخذ كل تطبيق ديني بتفكير وتمحيص , ومن ثم التطبيق المعلن.

فالعقل قد اقتنع بأمر ما ,واحدث وقعا بالقلب فيكون منا ما يكون من تطبيق أمر تشريعي .

************
وأما إن لم يأخذه العقل ولم يحدث وقعا فنتركه . كيف لا !! ولم يأخذ منا الاقتناع أي مأخذ .
************
لم تعي هذه الفئة البشرية أن لعلم المنطق أصول , وحيثيات , وخاصة إن دخلت مدخلا دينيا , فالدين الإسلامي تشريع , ونهج ينتهجه العاقلون باقتناع عقلي منهم , احدث هذا الاقتناع فيهم وقعا قلبيا , اثر بشكل كلي على سلوك الفرد .
فشهادة أن لا اله إلا الله محمد رسول الله , هي إعلان لدخول الإسلام وتطبيق كل أركانه .
والإيمان بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , وبالقدر خيره وشره , وباليوم الآخر , هو إعلان على إيمان الفرد .

وهو بهذا صدق ووثق وعاهد وسلم واسلم . فكل ما يأمر به من تشريع ديني عليه أن يطيع دون سؤال , وان كان هذا جائزا في الأمور الاجتهادية .

يقول احد العلماء ( لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهرة ) .

ولنا في قضية التيمم خير دليل في هذا فالتيمم أبيح أن لم يكن الماء موجودا ,
وهو ضرب اليدين بالتراب !!
كيف هذا !!
والماء إن وجد يزيل التراب ,
فضرب اليدين بالتراب لا يزيد إلا اتساخا !!
وفي هذا نهج وتشريع ديني , وجب علينا أن نطيع بلا سؤال كما ذكرت آنفا . إلا إن كان اجتهادا لمعرفة السبب , ولكنه تشريع ديني وجب الطاعة أولا قبل كل شيء .

************
فالدين بالإتباع وليس بالرأي .
************



--------------------------------------------------------------------------------

[rock]

الاخ ابو شميس
مشكور اخى على الموضوع الجميل والطرح المميز دائما الى المام دمت بالف خير وسعاده وهناء امين
الروك

[اسيرة الصمت]

ابو شميس
يسلمووو اخي على موضوعك الجميل
مشكور على مجهودك
يعطيك الف عافية
ننتظر منك المزيد
تقبل خالص تحياتي

[ღاوراق الوردღ]

ابو شميس

مشكوور اخى على الموضوع

ويعطيك العافية على مجهودك

ولك اطيب الامنيات

[أبو شميس]

تسلمون على المرور