|
04-07-2006, 04:28 AM | #1 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
الحب: فطرة أم خطيئة؟
أحبه... لا أقدر على نسيانه ... أطفئوا لواعج قلبي ... حبه يحاصرني في كل مكان ... طيفه معي أينما حللت ... قد سكن الحشا وشغاف القلب يعشقه ... لا أقوى على الهروب منه ... أحلم به ليل نهار ... الخ!
كلمات لطالما سمعناها وللأسف ليس في الأفلام وإنما ممّن اكتوى بنار الحب حتى فقد لذة العيش من دون من يهوى، وقد انتشر هذا العشق في هذا الزمن بشكل ملفت وغريب حتى ليكاد يكون مرض العصر بلا منازع. لربما تكون المشكلة الرئيسة التي تعترض شبابنا هي "الجنس الآخر" ! ويتوه الشباب في حبائل "الحب" الذي يكون غالبًا وهميًا أو من طرف واحد أو غير قابل للترجمة العملية الشرعية من خطوبة وزواج. أسئلة كثيرة تُطرَح ... ما منبع هذا الحب؟ وكيف السبيل إلى الترفع عن هذه العلاقة؟ خاصة إن كانت تسير في طريق مسدود! وما البديل؟ بداية ... يجب علينا أن نُقِرّ بوجود هذا الميل الطبيعي بين الجنسين الناتج عن الفطرة التي غرسها ربنا جلّ وعلا في النفس البشريّة لغاية كبرى وهي عمارة الأرض، فهي غريزة وحاجة في النفس وطاقة لا يستطيع المرء التخلص منها، ولكن العاقل من يجريها في جدولٍ حلال. إنّ خلق السماوات والأرض بُنِيَ على الحب "يحبّهم ويحبّونه"، فلولا محبّة الله جل وعلا لعباده لما خلق لهم الكون لينعموا فيه، والحب هو المحرِّك والوقود للهدف المنشود، ومستودع هذا الحب هو القلب الذي إذا صلُح صلح الجسد كله وإذا فسد فقد تعس في الدنيا والآخرة! ولكن ماذا عن الحب بين الشاب والفتاة؟ وهل يندرج تحت ظل هذا الحب المحمود أم إنه يجعل صاحبه يرتكس في الرذيلة ويهوي به في وادٍ سحيق من الدنو والانحلال؟ يعرّفون العشق فيقولون أنّه: "الميْل الدائم بالقلب الهائم، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب، وموافقة الحبيب حضورًا وغيابًا، وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه، والطواعية الكاملة، والذكر الدائم وعدم السلوان ..." ويترتّب عنه: "عمى القلب عن رؤية غير المحبوب، وصَمَمُهُ عن سماع العذل فيه". يقول الطنطاوي رحمه الله: "ما في الحب شيء ولا على المحبّين من سبيل، إنّما السبيل على من ينسى في الحبّ دينه أو يضيّع خلقه، أو يشتري بلذّة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنّم"! وقد أقرّ الحبيب عليه الصلاة والسلام هذه العاطفة ولذلك جاء في حديث ابن عباس "لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح" فلم يُنكِر الحب ولم يتهم المحبّين بالعبث واللهو، وإنما وضعه ضمن إطاره الطبيعي الذي هو الزواج ... بل أكثر من ذلك! فقد شفع الحبيب عليه الصلاة والسلام لـ "مغيث" بعدما رأى كيف تمكّن الحب في قلبه. فالحب ليس حراماً في ذاته ولكنه يدخل دائرة الحرام حين يتم التعبير عنه خارج الأطر الشرعية، ليس في الإسلام حرمانًا وإنما هناك تنظيمًا لكافة شؤون المسلمين بما يصلح دينهم ودنياهم، وتوجيهًا طاهرًا لضمان طهارة الأرواح والأنساب والمجتمع. حين يتسلل هذا الشعور الى النفس على المرء أن يبتعد عن ما يؤجّجه إن كان يخشى على دينه وقلبه وهو يعلم أنه لا يستطيع الزواج من الطرف الآخر، فيردم حفرة الاعجاب قبل أن يتطور الأمر إلى علاقة وطيدة ينتزعها الحرام من كل جانب في لقاءات وأحاديث ومواعيد ومراسلات وتقرّب وتودّد وقد تصل الأمور الى الملامسة المحرّمة وسلوكيات لا يرضاها المولى جل وعلا. ونأتي الى النقطة الأخيرة في معرض كلامنا في هذا المقال.. أليس هناك من علاج لهذه المشاعر التي تتحرك بين الضلوع؟ وكيف السبيل للخروج من هذا الخندق؟ دعونا أولا نسأل أنفسنا.. من الذي وهب لنا هذا القلب الذي ينبض بالحياة والحب؟ أليس الله جل وعلا؟ فكيف نقوى على أن يحوي هذا القلب حبيباً خارج أطر الشرع الذي حدّدها الله عز وجل! لنفكّر بمنطق وعقل ... ما الذي سيورِثنا هذا الحب الذي لم نستطع ترجمته فعلياً لزواج شرعي؟ لذّة وفرح؟ كم تُعَدّ نسبة هذه الدقائق مقابل مشاعر الألم إن من البُعد عن المحبوب أو من الخوف من الرحمن جلّ وعلا؟ أي أنسٍ نجده مع الله عز وجل وقد شُغِلنا بغيره؟ وقد وقع في قلب الشاب الذي عصى ولم يجد عقاباً من الله تعالى أن يا عبدي قد عاقبتك ولم تدرِ ... ألم أحرمك لذة مناجاتي؟ ألا يكفيك هذا العقاب؟ أم تُرى قد مات القلب ولم يعد يشغله إلا محبوبٌ بعيد عنه في الدنيا وفارّ منه يوم يكون لكل امرءٍ شأن يغنيه! إن علاج هذا الحب وإن لم يرُق للكثير من المصابين به هو بتر العلاقة إن لم تكن مؤهّلة للتتويج بالزواج الشرعي، وإن استطاع العاشق أن يخرج من كل المحيط الموجود فيه من يحب لكان خيرًا وأجدى، فلا لقاء ولا مكالمة ولا مراسلة ولا نظرة! ومن دون تدرج وإنما بتر وقطع فوري ... هذا لمن خشي على نفسه الفتنة والبعد عن الله سبحانه وتعالى. ومن أساليب العلاج من هذا العشق أيضاً ولعلّ أهمها هو الدعاء والإلحاح فيه وصدق التوجّه إلى الله جل وعلا، ثم التفكر في الله القادر ومراقبته لنا والإيمان بأنّ من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، ليس فقط في الدنيا وإنما أيضاً في جنان الخلد والنعيم المقيم، والانشغال بالأعمال الصالحة وخاصة الذكر وتلاوة القرآن التي تورِث سكينة وسعادة، والتفكّر في نعيم الجنّة وعذاب الآخرة، واختيار الصحبة الصالحة التي تذكِّر بالآخرة، وإشغال النفس والوقت بأنشطة محبّبة كالرياضة والزيارات والأنشطة الدعوية العامة وغيرها، وقبل ذلك كله فليتفكّر كيف سيكون اللقاء مع الله العظيم يوم الحساب، ولربما إذا تفكّر العاشق بمآسي الأمّة وكيف يتكالب عليها أعداؤها من كل جانب شعر بتفاهة ما يمر به وبتكبيل نفسه في أطرٍ ضيّقة والإسلام مطعون ومحارب. |
|
|
04-07-2006, 06:39 AM | #2 |
موقوف
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
ماكنزى
دائما متالقه مبهرة تحتارى مواضيعك بعنايه فائقه فتاثر القلوب والعقول ولا يسعنى ان اقدم كلمه شكر على نا تقديمه من ابداع على صفحات هذا الصرح حلا ولاكنى اقبلى منى كلمه شكر بسيطه على مجهودك الرائع وحسن اختيارك للمواضيع مشكورة اختى الغاليه باركا الله فيكى دمتى فى رعايه الله اخوكى الروك |
04-07-2006, 11:19 AM | #3 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ماكنزى أختى العزيزه قد يختلف هذا مع ذاك ولكل منهم تفسيره ولكن دعينا أولا نقر بأن المشاعر والحب هى واقع نعيشه بغض النظر عن من يراه ومن لا يعترف به من حيث المبدأ من ناحيه علميه فالحب هو عصب الحياه فالقلب الذى لا يعرف الحب لا يعرف الحياه من منا سيدتى أكتوى بغير الحب فعندما ننظر الى من سبقنا نجد الامثال هى خير دليل على كلامى فمثلا عندما ننظر لقيس أو عنتر فهذه وقائع حقيقه أصبحت لنا نبراس نعرف من خلال بأن الحب نبض وليس قلب فقط فأنا ومن وجه نظر مقتنع بها تماما أعترف بوجود هذا النبض ومؤمن به بغض النظر عن أراء اللى تخالفنى ماكنزى الف شكر على الطرح حقيقه أمتعنا كثيرا جدا وهذا الفضل يعود لقمك الممتع حقيقه |
|
|
04-07-2006, 04:31 PM | #4 |
مراقب قسم الكمبيوتر والموبايل
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
ماكنزى
اسمك من الاسماء التى لا يمكن لاى شخص ان يمر عليها الا وان نتعلم من موضوعاتك مشكوره اختى على مشاركتك وما اسمى واروع الحب الحب بحميع انواعه تقبلى احترامى ومرورى |
|
|
04-07-2006, 04:46 PM | #5 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
الروك
أشكر مرورك عزيزي و كلمات الثناء الجميلة لا حرمنا تواصلك دمت بود |
|
|
04-07-2006, 04:48 PM | #6 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
اهلا و سهلا بالمهاجر
كالعادة حضور مميز و تعليق رائع أثلج صدري ردك في الحقيقة انت معاك حق الحب موجود و سامي لكن انا اتكلم عن الحب الغير سامي و الذي ليس له نهاية سعيدة يعني البتر له افضل دمت بود |
|
|
04-07-2006, 04:51 PM | #7 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
شموع هادئة
أشكرك أخي على مرورك العذب و تواجدك الرائع و كلماتك الرقيقة فعلا الحب علاقة سامية لا غنى عنها اذا سارت في المسار الصحيح لا حرمنا تواصلك دمت بود |
|
|
20-12-2006, 12:53 AM | #8 |
(حلا متميز)
|
رد: الحب: فطرة أم خطيئة؟
أحساس رائع ...لايأتي الا من مبدع يستحق التصفيق الحار...
تقبلي تحياتي... |
|
|
20-12-2006, 01:04 AM | #9 |
شخصية هامة
|
مشاركة: الحب: فطرة أم خطيئة؟
ماكنزي
موضوع جميل جدا يا اختي الحمد لله على رجوعك بيننا دمتي بكل ود واحترام تقبلي مروري * * * نزيف الفكر |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإنسان قبل ( الحب ) وبعد ( الحب ) وعند ( الحب ) ... | @ _epdaa_ @ | مجلس حلا لعذب الكلام | 11 | 19-01-2006 08:32 PM |
الأنســان قبل الحب شي _ وعند الحب كل شي _ وبعد الحب لاشي .. | مسألة وقـت | مجلس حلا العام | 5 | 09-05-2005 10:42 PM |
الحب كما هو الحب ولكن على طريقتى انا الخاصه........ولاتفوتكم ذى الكلمات يللا ادخلو .. | اسلام بن الباديه | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 0 | 29-10-2004 09:48 AM |