|
05-11-2005, 01:12 PM | #1 |
(حلا متميز)
|
(مستحيل-- لا أستطيع ) كلمتان مدمرتان
كلمتان تتكرران على الألسنة كثيراً ، وهما سبب رئيس لحالة الفشل العامة والخاصة ؛ التي تعيشها الأمة,وأفرادها .
إن منبع هاتين الكلمتين ؛ هو العجز العقلي , قبل أن يكون عجزاً حقيقياً واقعياً . والعقول العاجزة لا تصنع إلا الفشل . لا مراء ولا جدال أن هناك أموراً في الحياة لا يستطيعها الفرد ؛ ولـذلك كـان النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع الصحابة يقول لهم : ( فيما استطعت ) ؛كما في حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - وغيره . بل يقول سبحانه تأكيداً لهذا الأمر : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) ( البقرة: من الآية 286) مما يدل على : أن هناك ما هو فوق الوسع والطاقة . ومن هنا فإن هذه الحقيقة ليست مندرجة في هذا الموضوع الذي نحن بصدده , حتى لا ندخل في جدال لا ينتهي ؛ بل ينتهي بنا إلى الوهم الكبير : ( لا أستطيع – مستحيل ) ويزيد على ذلك : بأن نلبسه لباساً شرعياً . إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز,وتأخر, وتفريط . تساقان للتبرير , والتخدير , وتحطيم العزائم ووأد النجاح . كثير من الناس ، وأجيال تتلوها أجيال ، جعلت من هاتين الكلمتين: نبراساً لحياتهم ومنهجاً لتفكيرهم ، ومنطلقاً للشعور بعدم التقصير ، وأساساً للرضى بالواقع المرير . إنني أقف مدهوشاً أمام هذا التخلف الرهيب , في واقع الأمة وحياتها ؛ مع ما تملكه من مقومات النجاح,والتفوق, والريادة , والسيادة . ومن ثم , أعملت تفكيري في هذا الأمر الجلل ؛ فتوصلت - بعد مراحل من البحث والتحليل، والسبر والتقسيم - إلى أن من أهم الأسباب في ذلك – والأسباب كثيرة– :تحول هـذا الوهم الكبير : ( لا أستطيع – مستحيل ) إلى قاعدة صلبـة في حياة كثير من أفراد الأمة أولاً، وشعوبها ثانياً . منهـا ينطلقون ، وفي ظلامها يسيرون. وكم جر علينا هذا الوهم - ولا يزال- : من مآس , وتأخر, وتقهقر في أمور الدين والدنيا ؛ ولذلك فإن من أخطر ما يتعلق بهذا الأمر هو : عدم الإدراك بأنه وهم ، لا يثبت عند التحقيق , والتمحيص . فترى من يفني جزءاً من حياته للدفاع عن هذا الصنم ؛ ليثبت أنه ركن صلب , وحقيقة قائمة ، ومسلمة لا مراء فيها . إن هذا الوهم لم ينشأ بين عشيه وضحاها ؛ وإنما هو ثمرة لمجموعة من التراكمات والعوامل ؛ نشأت على مر السنين والأعوام . وهو إفراز لظروف مرت بها الأمة في تاريخها الطويل . فبدل أن تنتج من رحم المعاناة رجالاً ؛ يقودون الأمة إلى الرقي , والتقدم دون استسلام للصعوبات , والعقبات وبنيات الطريق ؛ وإذا بتلك العوامل تكون سببا لمزيد من الإحباط , واليأس , والفشل , والتردي في هوة الوادي السحيق . كم يتعجب المرأ عندما يرى أمة وثنية ؛ اتخذت من الشدائد منطلقاً لرقيها ومزاحمتها لأشد أعدائها,دون أن تستسلم للهزيمة النفسية ، والإحباط المعنوي . فهذه اليابان جعلت من حطام قنبلتي ( هيروشيما , وناجازاكي ) وقوداً سريع الإنضاج , لما وصلت إليه من رقى, وتحضر في أمور الدنيا ؛ حتى أصبحت رقماً مهماً في المعادلة الاقتصادية الدولية ، ولم تجعل من تلك الهزائم, والفواجع وسيلة للبكاء , واستدرار عطف الآخرين . أما ألمانيا ؛ فقد خرجت من تحت أنقاض الخراب والدمار دولة كبرى . يحسب لها المجتمع الدولي ألف حساب. وأصبح اقتصادها من أقوى ركائز الاقتصاد في العالم مع أنه لم يمر على تدمير ألمانيا سوى سنوات معدودة ؛ حيث إن النقلة بين التاريخيين لا تزيد عن ( 30 ) عاماً . إنني أسرح في تفكيري بعيداً !! فأقول : يا تُرى , لو أن المجددين والمصلحين -من قادة الأمة - استسلموا لهذا الوهم الكبير : ( لا أستطيع – مستحيل ) ، كيف سيكون حال الأمة ومصيرها ؟!! لو أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال : لا أستطيع مقاتلة العرب بعد ارتدادهم واستسلم لهذا الواقع المرير – وحاشاه من ذلك – كيف ستكون النتيجة ؟! إن مجرد التفكير في ذلك ؛ يحدث هزة ورعباً لو أن صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله - استسلم لذلك الذل الرهيب , الذي كانت تعيشه الأمة تحت استعمار الصليبيين ، وهم يدنسون بقعة من أقدس البقاع في الأرض ، معللاً نفسه بأنه : لا يستطيع أن يواجه تلك القوى الغاشمة , التي تملك أقوى الأسلحة المادية ، مع الدعم اللا محدود من كثير من بلدان العالم ، ورضى لنفسه ما رضيه كثير من حكام زمانه ؛ بالخضوع والخنوع , مع ضمان الملك والسلطان . لو أنه فعل ذلك ، وقال: إن إخراج النصارى ومواجهتهم مستحيلة ، أكانت القدس تطهر من براثن الصليبيين وحقدهم ؟!! قد تمر سنوات طويلة ؛ حتى يتحقق ما تحقق على يد صلاح الدين في حطين ، وما أشبه الليلة بالبارحة! سيقول كثيرون: إن أولئك الرجال عظماء ، وقليل ما هم !! فأقول : إننا لم نعرف أنهم عظماء ؛ إلا بعد أن سجلوا تلك الصفحات المشرقة وقاموا بتلك البطـولات الرائعـة في شتى الميادين ؛ وإلا فإنهم قبل ذلك رجـال عاديون ؛ ولكنهم - لأسباب كثيرة - تدرجوا في قصة النجاح الطويلة ، التي جعلت منهم أبطالاً وقادة . وكان على قمة تلك الأسباب : تحطيم ذلك الوهم الكبير ( لا أستطيع – مستحيل ) . وارجو ان يأتي زمان لانسمع فيه هاتان الكلمتان الا في الاعمال التي لا يرغب بها الاسلام مع فائق الاحترام والتقدير |
|
|
05-11-2005, 04:32 PM | #2 |
موقوف
|
مشاركة: (مستحيل-- لا أستطيع ) كلمتان مدمرتان
الزهيرى
سلمت وسلمت يمينك على ما قدمت وعلى الطرح المميز والاسلوب الراقى بارك الله فيك وعليك الروك |
06-11-2005, 11:59 AM | #3 |
عضو VIP
|
مشاركة: (مستحيل-- لا أستطيع ) كلمتان مدمرتان
الزهيري
سلمت يداك على النقل الموافق الجميل. وعسى الله لا يحرمنا من هذه المواضيع الرائعه بالفعل. |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمتان تجلب الرزق .. لا تتـركهـا أبداً | فرح | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 21-03-2006 11:58 AM |
((((مستحيل انساك))))) | NOOR ELHOODA | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 12 | 27-01-2006 05:56 AM |
كلمتان بسببها تجلب كل خير لك ان شاء الله. | اسيرة الصمت | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 18 | 07-01-2006 04:24 PM |
((((مستحيل انساك))))) | NOOR ELHOODA | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 6 | 30-12-2005 02:30 AM |
هل أستطيع الإنضمام | الجرح الصامت | مجلس حلا للترحيب والإهداءات | 7 | 19-10-2005 11:18 PM |