:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-2007, 08:33 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb خطبة الجمعة ليوم 22 شوال 1428 بعنوان (( الشيطان عدوك فاحذره ))

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله

الشيطان عدوك فاحذره


الحمد لله رب العالمين، القوي المتين، له الخلق والأمر، قائم على كل نفس بما كسبت، نفذت مشيئته، ولطفت حكمته، فلله الحجة البالغة فلو شاء لهدى الناس أجمعين، أحمد ربي وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ شهادة الحق واليقين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين،
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المسلمون- سراً وعلانية وارجوا اليوم الآخر ولا تتبعوا سبيل المفسدين.
واعلموا -معشر العباد- أن لكل شيء بداية، ولكل بداية نهاية، ولكل سباق غاية، ألا وإنكم في دار ابتلاء واختبار، وإن الغاية الجنة أو النار.
وقد جعل الله للجنة طريقاً واحداً هو الإسلام، قال تعالى: (( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ )) [آل عمران:85].
وجعل لهذا الإسلام أعمالاً صالحة منجية من الهلكات، دافعة للشرور والموبقات، وجعل للجنة دار النعيم أهلاً يعلمون الصالحات لها، ودعاة يدعون إليها، وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأتباعهم، وهم الذين أنعم الله عليهم وأحلهم أفضل الدرجات، ووفقهم لاستباق الخيرات، قال الله تعالى: (( وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً )) [النساء:69-70].
حسنت سيرتهم، وطهرت سريرتهم، وزكت أعمالهم، وسعدوا في عاجل أمرهم وآجله، وفازوا بجنة الخلد.
كما أنه سبحانه وتعالى جعل للنار أهلاً، وبعمل أهل النار يعملون، وبيّن الطرق التي توجب الخلود في العذاب الأليم، وحذّر تبارك وتعالى من الشرور والمحرمات، التي توجب غضب الجبار، وتقود إلى الهوان ودخول النار، قال الله تعالى: (( وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً )) [الجن:23].
وهذه الدار التي خلق الله فيها أنواع العذاب الأبدي لها دعاة في هذه الحياة الدنيا، كما قال تعالى عن أهل النار: (( وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَـٰهُم فِى هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَـٰمَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ )) [القصص:41-42].
ودعاة جهنم يزينون المعصية، ويدعون إلى الإثم الذي يوبق صاحبه، وأشد الخلق دعوة إلى جهنم، وأعظم الخلق عداوة لله تعالى، وشر النفوس وأخبثها؛ إبليس لعنه الله، وأعاذنا والمسلمين منه ومن ذريته، فقد ابتلى الله به، ليعلم الطائع من العاصي علم واقعٍ وظهور، يترتب عليه العقاب والثواب، قال الله تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مّن سُلْطَـٰنٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِى شَكّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلّ شَىْء حَفُيظٌ )) [سبأ:20-21].
وقال تعالى: (( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِى ءادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَـٰنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ ٱعْبُدُونِى هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) [يس:60-61].
هذا المخلوق الشرير الذي يدعو إلى كل فاحشة وإثم قد جعل الله له قدرة لا يتجاوزها، وآتى المؤمن سلاحاً لدفع شره، ومعونة على دحره، فقد أقدر الله إبليس على الوسوسة، والقذف بالهواجس الرديئة إلى القلب، ونفث سموم الخواطر الباطلة إلى النفس، وترديد ذلك لينبعث الهم بالمعصية، ثم الإرادة، ثم الفعل، لأن أول كل فعل هو أن يتحدث القلب بذلك الفعل.
كما أعطى الله إبليس اللعين القدرة على تزيين المعصية، قال الله تعالى: (( وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ )) [الأنعام:43].
ولكن الله تعالى لم يُقدر إبليس اللعين على خلق الحب للشيء، فخلق الحب للشيء يقدر عليه الرب وحده، قال الله عز وجل: (( وَٱعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مّنَ ٱلاْمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلاْيمَـٰنَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ )) [الحجرات:7].
كما أعطى الله هذا المخلوق الشرير القدرة على تهييج الكفار وإثارتهم على المعاصي، قال الله تعالى:
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَـٰطِينَ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً )) [مريم:83-84].
كما أقدر الله إبليس لعنه الله على النخس وهو نوع خاص من النخز والدفع إلى الغضب، وأقدر الله هذا العدو المبين على الهمس، وهو دفع الوساوس والإغواء إلى القلب، وأقدره على النفث والنفخ، وجميع ما أخبر الله به من كيد الشيطان، فهو كيد ضعيف، يبطل ويضمحل، ويتلاشى عمل الشيطان بالإيمان والاعتصام بالله تعالى: (( إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفاً )) [النساء:76].
وقال تعالى عن هذا العدو: (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ )) [النحل:99-100]. ليس له حجة، وليس له قدرة على المؤمنين المتوكلين على الله.
وهذا العدو المبين نؤمن بوجوده، ونعرف أثره، ونلمس نتائج شروره، أعاذنا الله والمسلمين منه، وهذا العدو قد قعد بكل طريق خير يصد عنه، ويدعو إلى ضده، كما قال تعالى عن هذا العدو: (( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لاقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ )) [الأعراف:16-17].
ولن ندفع شر إبليس لعنه الله، ولن نبطل مكائده، ولن ننجو من غوايته وفساده إلا بالاعتصام بالله تعالى، قال الله عز وجل: (( وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرٰطٍ مّسْتَقِيمٍ )) [آل عمران:101].
فالنجاة من الشيطان بالعمل بالكتاب والسنة، ودعوة الناس إلى ذلك.
أيها المسلمون:
إن الله تعالى بيّن لنا أن هذا العدو يقود الإنسان ويورده المهالك، ثم يتخلى عنه، ويسخر منه، قال الله تعالى: (( تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـِّنُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) [النحل:63]. إنه زيّن لقوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين الشرك والكفر والمعاصي.
إنه زيّن لقوم لوط الفاحشة، وزيّن للقرون الخالية المتمردة أنواع الذنوب والمعاصي فلمّا نزل بهم بأس الله لم ينفعهم الندم، ولم يغن عنهم الشيطان شيئاً، (( كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَـٰنِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِىء مّنكَ إِنّى أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ فَكَانَ عَـٰقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِى ٱلنَّارِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء ٱلظَّـٰلِمِينَ )) [الحشر:16-17].
وأما في الآخرة فإن هذا الشيطان يقف على كثيب من نار مرتفع، ويخطب في أتباعه في النار، كما قال عز وجل: (( وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلأمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـٰنٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) [إبراهيم:22]. فلا يبقى بعد ذلك إلا الزفير والشهيق والندم والبكاء والصراخ، ولات ساعة مندم، فيقول الله لهم: قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ [المؤمنون:108].
ومما يدفع به المسلم كيد هذا العدو المبين الاستعاذة بالله، فالاستعاذة معناها اللجأ والاعتصام واللياذ بالله، قال الله تعالى: (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ )) [فصلت:36]. (( وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّيـٰطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ )) [المؤمنون:97-98].
والرسول استب عنده رجلان فاحمرّ وجه أحدهما وانتفخت أوداجه، فقال عليه الصلاة والسلام: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).
ومما يدفع كيد الشيطان وشره المحافظة على الصلاة جماعة، قال الله تعالى: (( وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ )) [العنكبوت:45]. وقال عن إبليس: (( وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ )) [النور:21].
فهي تدفع الفحشاء والمنكر الذي يدعو إليه إبليس، وفي الحديث عن النبي : ((من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله إلى أن يمسي، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).
ومما يدفع شر الشيطان قراءة آية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وأول غافر دبر كل صلاة وإذا دخل المسلم المسجد فقال: ((بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)) ، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم.
ومما يدفع الله شر الشيطان الإكثار من قراءة القرآن الكريم، فله خاصية في طرده، وكلما أكثر العبد من التلاوة حصّن نفسه من الشيطان الرجيم.
ومما يدفع الله به شر الشيطان الزكاة والصدقة والإنفاق في سبل الخير، قال : ((والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)). وإذا وُقي المسلم الخطيئة نجا من شر عظيم، و((صنائع المعروف تقي مصارع السوء)).
ومما يدفع كيد الشيطان مداومة ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والدعاء، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: ((إذا قال المؤمن: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة في أول يومه كان ذلك حرزاً له من الشيطان في يومه، وكانت كعتق عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة)).
ومما يدفع الله به شر الشيطان الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى، ومما يدفع الله به شر الشيطان شهود مجالس الخير والعلم، والبعد عن مجالس اللهو واللعب، والباطل والغفلة، فإن مجالس اللهو والباطل يحضرها الشيطان، ويوقع فيها العداوة والبغضاء والشقاء، وقد يتعدى الشر إلى العدوان على النفس، وشرب الخمر وكبائر الإثم.
ومما ينجي أولاً وآخراً من شر هذا الشيطان هو التوحيد، والتوكل على الله، والانقطاع إليه، وإخلاص العبادة كلها لله وحده، قال الله تعالى: (( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ )) [الحجر:42].
فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون واحذروا خطرات الشيطان، وغفلاته وخطواته، ومكائده وشهواته، قال الله تعالى: (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) [البقرة:208-209].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله مُعز من أطاعه واتقاه، ومُذل من خالف أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا إله سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، اصطفاه ربه واجتباه، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه،
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى، واعلموا أن إبليس يدعوا ابن آدم إلى كل شر، ويقف له بكل طريق خير، ولا يحقر أحداً من الناس.
وأول شيء يدعو ابن آدم إليه الكفر، فإن استجاب له فقد أعطاه زمامه، وقاده إلى كل شر وهلكة في الدنيا والآخرة.
فإن لم يستجب له في الكفر دعاه إلى البدعة في الدين، لأن البدعة لا يتوب منها صاحبها غالباً، لأنه يراها ديناً، فيفرح الشيطان به.
فإن لم يقدر دعاه إلى كبائر الذنوب، ثم إلى الإصرار على الصغائر إن لم يقدر على دعوته إلى الكبائر.
فإن لم يقدر على ذلك دعاه إلى أن يشتغل بالمباحات عن المستحبات، وأن يشتغل بما لا يعنيه.
إن الشيطان يُشامُّ النفس، وينظر رغباتها، فيأتيها من ميلها ومن جهة محابها، فيفتح لها أبواباً من الشرور من جهة رغباتها وإراداتها، والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله، قال الله تعالى: (( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ )) [فاطر:5-6].
إن الشيطان يقنع ويرضى بما يحقر العبد من المعاصي، وما يستهين به من الذنوب، فاحذروا عباد الله مداخله عليكم، قال : ((إن الشيطان قد أيس أن يعبد بجزيرة العرب، ولكن رضي بالتحريش بينكم)).

عباد الله إن الله أمركم بأمر بدء فيه بنفسه فقال تعالى: (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )) [الأحزاب: 56].
وقد قال : ((من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)).
فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليم كثيرا. اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلّ الكفر والكافرين، اللهم أذِلّ الكفر والكافرين يا رب العالمين ودمر أعداءك أعداء الدين. اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم واحفظ الإسلام وأهله في كل مكان يا رب العالمين. اللهم واحفظ مقدسات المسلمين يا أرحم الراحمين، يا قوي يا متين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم. اللهم يسر أمر كل مسلم ومسلمة يا رب العالمين إنك على كل قدير. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين من المسلمين، واقض الدين عن المدنين من المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم احفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أعنه على أمور الدين والدنيا، اللهم انصر به دينك واجمع به كلمة المسلمين يا رب العالمين، اللهم وفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين إنك على كل شيء قدير. اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم اجعل ولاة المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم إنك على كل شي قدير. اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا يا أرحم الراحمين. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
عباد الله: (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )). [النحل:90 ، 91]
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية

لفضيلة الشيخ : على الحذيفي

بتاريخ : 20- 5-1422هـ



دمتم في حفظ الرحمن

اخوكم و محبكم في الله

لطفي

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 03-11-2007, 02:16 AM   #2
لحظات تفكير
موقوف
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Feb 2007
رقم العضوية: 31825
المشاركات: 8,121
عدد المواضيع: 431
عدد الردود: 7690


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لحظات تفكير is on a distinguished road

لحظات تفكير غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 22 شوال 1428 بعنوان (( الشيطان عدوك فاحذره ))


اخي في الله لطفي
مشكور اخي وبارك الله فيك واكثر من امثالك
وجزاك الله كل خير عنا لافادتنا وتوعيتنا
وانار الله دربك لما فيه الخير
وجعل كل حرف مما كتبت في موازين حسناتك

فيجب ان نستعين ونستنجد ونستجير بالله
فاللجوء الي الله هو الذي يخلص من كيد الشيطان
وعند الله يكون الانسان في مأمن من كيد الشياطين
اللهم انا نعوذوا بك من الشيطان الرجيم
اللهم نسألك ان ابعد عنا شياطين الانس والجان
 
قديم 03-11-2007, 03:30 AM   #3
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,396
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41041


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 22 شوال 1428 بعنوان (( الشيطان عدوك فاحذره ))

لطفي


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


وجعله في موازين اعمالك ان شاء الله
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 09-11-2007, 12:46 AM   #4
دينا احمد

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية دينا احمد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16799
المشاركات: 56,501
عدد المواضيع: 2821
عدد الردود: 53680
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
دينا احمد is on a distinguished road

دينا احمد غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 22 شوال 1428 بعنوان (( الشيطان عدوك فاحذره ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لطفى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أسالك اللهم بخير من خيرك

الذي لا يعطيه غيرك

ان تجعل هذا الموضوع

فى موازين حسنات كاتبه

جزاك الله كل خير

ننتظر كل جديد ان شاء الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 09-11-2007, 02:37 AM   #5
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 22 شوال 1428 بعنوان (( الشيطان عدوك فاحذره ))


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
-=¤§لطفي §¤=-
بارك الله فيك
وجعلها بموازين اعمالك اخي الكريم
ويجعل كل كلمه سطرتها هنا حجه لك لا عليك
موضوع رائع تشكر عليه يعطيك العافيه
دمت بكل موده
//
ملاك الحزن
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 4 27-10-2007 11:38 AM
خطبة الجمعة ليوم 7 شوال 1428 بعنوان (( وماذا بعد رمضان )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 25-10-2007 11:50 AM
خطبة الجمعة ليوم 18 شعبان 1428 بعنوان ( نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [2] ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 7 05-09-2007 10:11 AM
خطبة الجمعة ليوم 4 شعبان 1428 بعنوان ( ولا تفرقوا ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 7 26-08-2007 05:35 PM
خطبة الجمعة ليوم 11 شعبان 1428 بعنوان ( نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [1] ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 4 24-08-2007 04:33 PM


الساعة الآن 06:37 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd