|
23-04-2011, 09:23 PM | #1 |
نائبة الإدارة |
:: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
قصة حقيقة (رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه) حرقة في القلب تزداد اضطراما ودموع من عيون تتهامى وحنين وأنين واشتياق والتياع يلجم القلب لجاما آآآآآآه .. هكذا زفرها إبراهيم من صدره محرقة مؤلمة ، كتلك الآلام التي تكوي فؤاده. الدنيا مبتهجة والكل سعيد يتبادل تهاني العيد، والأطفال فرحون بالعيدية، إلا أن إبراهيم ضائق الصدر ويشعر بأن الجو خانق يكاد يكتم أنفاسه. ما الذي سلب إبراهيم فرحته ؟ وأطفأ شمعة بهجتك؟ يعود بذاكرته للوراء قبل سنة تحديدا ثاني أيام عيد الأضحى، ووسط تلك الفرحة الرائعة، ورائحة اللحم المقلي تُزكم الأنوف، وأصوات الألعاب النارية ترج المكان، بهجة الصغار وثرثرة النساء وانشغال الرجال بإعداد اللحم ، للعيد نكهة خاصة لا تكون في سواه ، يجتمع الجيران في منزل أبي لتناول الغداء ولحم "المقلاي" سيد الموقف يأتي كل بلحمه ويتناوله الجيران جماعة ... لم يفسد جمال تلك الأجواء شيء حتى جاء (يوسف) ابن أخي !! - عمي عمي نحن بنرووووح الشرقية اليوم بتروح معنا؟ - لا حبيبي ما بروح معكم لكن تراني أبا من العيدية ، اللي يعيديك قوله بعد أريد حق عمي عيدية . (يوسف لم يدخل عامه الثالث بعد جميل وكأنه فلقة قمر أو ملك بهي الطلعة شعره طويل منسدل على كتفه، أعشق تلك اللكنة الطفولية التي يتكلم بها) الأزهر والزهراء إخوان يوسف يستعدان للرحلة وأرى الفرحة في أعينهما سيذهبون لرؤية جدهم لأمهم أنهكه المرض وسائق الرحلة خالهم إبراهيم . خرجنا جميعا لتوديعهم عند شجرة "الشريشة" والكل مبتهج ويتبادلون التعليقات والنكات والضحكات. أمي رقيقة القلب لابد أن تبكي حين تودع أي شخص كانت تضم يوسف والأزهر والزهراء ودموعها تترقرق وبدعابة تطلب منهم أن لا يذهبوا – وليتهم فعلوا – نزل يوسف بغتة من السيارة قبل انطلاق الرحلة - عموووة فطووووم هذا دبدوبي ضميه حقي يوم برجع بخذه ولا تعطيه عمي عيسى. وما علم يوسف أنه لن يعود !! يتبع |
|
|
23-04-2011, 09:23 PM | #2 |
نائبة الإدارة |
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
وما علمت عمته فاطمة أنها ستكتوي بأمانته إلى الأبد ،
وسيحترق فؤادها كلما رأت اللعبة. انطلقوا هم ... وعدنا نحن لإكمال اللحم وإكمال مسابقة (سين جيم) التي تتخلل الجو خشية الملل، أما الأجواء مع أم يوسف وأخيها في رحلتهم جميلة جدا فالأزهر يطربهم بحروفه المكسرة التي تأبى أن تعتدل ، ويوسف بلهجته البدوية التي ما أتقنها بعد، أما الزهراء فتعشق العناد والعصبية، وخالهم يسترق النظر إليهم والضحك معهم وهو منهمك بقيادة السيارة بسرعة تحلو له، كباقي الشباب المتهور الذي يثق برزانته في القيادة ، ولا حاجة لحزام الأمان طبعا لأنهم حريصون – كما يدعون- نزلوا لأداء الصلاة ثم اشتروا بعض الكعك والعصائر لإكمال الرحلة الدافئة. الأزهر والزهراء يتعاركان على العصير ، ويوسف أصر أن يأخذ حصة أمه من الكعك فهي ألذ في نظره.- أماية أنا بجي عندك قدام - ما أريدك لا تجي - لكن أنا أرييييدك بجي ... دون أن ينتظر منها ردا قفز يوسف إلى الكرسي الأمامي عند أمه ، كان واقفا بين رجليها ويكمل أكل كعكته. في الخط السريع في شارع السوادي كانت سيارتهم تسابق الريح ، شوقا للقاء للأهل، وما دروا أن في أحد التقاطعات ينتظرهم سائق متهور آخر شغله الحديث في هاتفه ، قد يغير مسار رحلتهم ويقتل بهجتهم، أم يوسف رأتها، نعم رأتها وأدركت حجم الفاجعة ولكن شل الخوف لسانها فما استطاعت الحديث ، وإبراهيم أدرك أنه لا مناص فالسيارة دخلت أمامهم فجأة فلا كبح فرامل، ولا تخفيف سرعة يفيد، فقد وقع القضاء ونفذ القدر، وارتطمت السيارتان !! ما حجم الفاجعة يا ترى؟ وأي ابتسامة ستخمد ؟ وأي طفولة ستسلب ؟ حشد كبير من الناس يحيط بالمكان، أم يوسف تمسك يوسف بيديها مضرج بدمائه لا يتحدث ولا يحرك ساكنا إلا دماء تخرج من فمه ..حملته ونزلت من السيارة ، حملته ومن هول المصاب ما علمت أن كلتا يديها كسيرتين وأنفها مكسور فبأي يد حملته يا أم يوسف ؟؟ إبراهيم مكسور الساق وما استطاع حراكا حتى أسعف. الزهراء محصورة بين كرسي السائق والسيارة وجبهتها تنزف بندبة ستلازمها العمر كله. الأزهر بخير لم يصب بأذى إلا أنه يبكي بشدة خوفا من هول ما رأى. ويحهم ما رحموا طفولته !! يتبع |
|
|
23-04-2011, 09:25 PM | #3 |
نائبة الإدارة |
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
أُسعفوا للمستشفى كلهم خرجوا بشاش أبيض يلف بعض أعضائهم المكسورة إلا يوسف ، بما سيخرج؟؟ في العناية المركزة أو ما تسمى (إِنْ عَاش) ، قالوا أنه بخير وأعطوه مخدر ، ولا أراه كذاك !! أجهزة تغطي جسده ، تغيرت محاسن وجهه، رأسه متضخم بالدماء، اختلط مخه بدمه، رحماك ربي منظر لا يقوى شديد البأس على رؤيته. لا يفتح عينيه ولا يحرك ساكنا، بل إني أراه ولسان حاله يقول : أبـــتاه طفــلك مــوجع ويــعانــي ***** أبــــتاه رفقــــا بالفـــؤاد العـاني أبـــتاه إنــي بــالجـــهــاز مكــبل ***** والـــــرأس حطــمه حزام أمان أنا قــد ســكبت الدمـع يا أبتي إذا ***** ما الـــهم أثـــقلني وهـــد كيـاني ونـزفت روحـا مــزقت أطـرافها ***** فــي لحـــظة ممـــزوجة بحنان سيــارة ســرقت جــمال طفـولتي ***** وبـــراءتي ســـيقت إلى الأكفان أنـا مـا رضـيت البعد لكـن يا أبي ***** هــــي ســـرعة قد آذنت بأواني أنـا ذلـك الـطفل الـذي عرف الـــ ***** ـحياة بهـــية مــــزدانة الألــوان ســيارة مــع ســـرعـة مع هـاتف ***** مـــن ســـــائق مــــتهور غفلان ســـلبــــت نــــظـــــارة يـــوسف ***** فـــــإذا بطـــفلك طــــائر بجنان أبــــتاه عذرا قد رحلت من الدنى ***** بلـــغتـــك مهلــكتي ونص بياني هـــي نـــعمة لا تجـــعلوها نــقمة ***** في القلب تصليكم لــظى النيران لا تســـرعوا أو تغفلوا في سيركم ***** فالموت سهم غاص في الشريان سكن الحشا فتضرمت لجج الحشا ***** فــغدا رســـول الهم والأشــجان فلئن جـرى دمعي على الخدين لا ***** تحسـبه ضعفا وارعوي أحزاني بعد 11 يوم خرج يوسف من العناية نعم خرج بكفن أبيض غطى طفولته وأحلامه !! وخرجت الزهراء بجرح في جبهتها يلازمها ما بقيت ويذكرها بما حدث ، وبجرح في قلبها، وبرعب يلازمها كلما ركبت سيارة . خرج الأزهر بصمت يخنقه ، وبرعب يأكله، ودموع لا تفارقه. إيه يا أم يوسف أي قلب ستخرجين به ؟ ألا قاتل الله السرعة، فكم من ابتسامة خطفت؟ وكم من طفولة وأدت ؟ براءة يوسف سيقت إلى الأكفان بسبب سرعة لا داعي لها وما علموا أن في السرعة الندامة، وبسبب سائق شغله هاتفه وليته طبق (لا تتصل حتى تصل) وما سمي حزام الأمان أمانا إلا لأنه يحمي صاحبه. يا سائقي السيارات: هل هانت عليكم أرواحكم وأرواح أطفالكم فأهدرتموها بالسرعة، وبسرعة ؟؟ هل استثقلتم على يوسف وأمثاله طفولتهم وبراءتهم فسلبتموها؟ (رُب سرعة أورثت في قلب صاحبها ندامة لن تزول) لا بأس عليك يا يوسف فأنت طير إلى الجنات تزدلف ، ولكن عزائي لمن يسلبون الناس أرواحهم بأي حال ستقفون بين يدي الله؟ وأي عذر ستقدمون ؟ أعدوا لكل سؤال جواب، ولكل جواب صواب م / ن
|
|
|
24-04-2011, 01:56 AM | #4 |
نائبة الإدارة |
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
مشمشتى لا إله إلا الله هكذا اهدي اجمل عبارات الاحترام لكى هكذا ارفع اسمى ايات الشكر لكى هكذا اطلب من الله ان يزيدك من مواضيعك الرائعة تقبلى مرورى |
|
|
24-04-2011, 02:04 PM | #5 |
نائبة الإدارة |
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
مشكوره ع المرور والتواصل الدائم يالغلا
اعذب التحايا شمس القوايل |
|
|
25-04-2011, 12:02 AM | #6 |
(حلا متميز)
|
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
مشكوووره لمجهودك الرائع
|
|
|
25-04-2011, 01:38 AM | #7 |
نائبة الإدارة |
رد: :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::
مشكوره ع المرور لاهنتي
اعذب التحايا شمس القوايل |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|