|
10-01-2010, 12:09 PM | #1 |
(حلا نشِـط )
|
عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )
( الحلقة الأولى )
( طرق شيخ الخفر الباب ، جاءه صوت العمدة من الداخل ) أدخل . السلام عليكم . و عليكم السلام ، ادخل يا شيخ الغفر تعالى ، هيه ، عملتوا إيه ؟ كله تمام يا حضرة العمدة . يعني إيه كله تمام ؟ فين التقارير و الإحصاءات بتاعتك ؟ ههههههه ، تقارير إيه يا عمدة ؟ قال عد غنمك يا جحا .... ها تفضل طول عمرك بلاصي ، شوف بقى أما أقولك ، تلات ساعات ما فيش غيرهم ، و إذا ما غطست و قبيت و لقيتك حاطط قدامي تقرير مفصل ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم . لا و على إيه ، سلام عليكم . ( خرج شيخ الخفر مسرعا ، ما هي إلا دقائق حتى عاد ثانية و في يده ورقة واحدة ) اتفضل يا حضرة العمدة . إيه ده يا روح ست أبوها ؟ التقرير . ورقة ؟ بقى هازز طولك و ركبت الحمار و رايح فين يا شيخ الخفر ؟ رايح أجيب التقرير ، و راجع ليه يا شيخ الخفر ؟ أصلي كنت بجيب التقرير ، و آخرة المتمة ألاقي التقارير ورقة يتيمة ؟ ما هي الورقة دي فيها كل حاجة يا عمدة ، بالتفصيل ، و بعدين دي غرقانة كتابة وش و ضهر . ( وضع العمدة نظارته و أخذ يقرأ ، باغته شيخ الخفر ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها يا حضرة العمدة ؟ ما يموتوا و الا يغوروا فيستين داهية .... ( نظر إليه العمدة حانقا ) و أنا أموت و أعرف أقرا اللي انته كاتبه ده إزاي ؟ نبش فراخ ده يا شيخ الخفر و إلا إيه بالظبط ؟ ميت مرة أقولك حسن خطك ، حسن خطك ، يعني أخنقك و أخلص البلد من خطك ... ( أمسك العمدة شيخ الخفر من رقبته ، صرخ شيخ الخفر يحاول الخلاص) خلاص يا جناب العمدة أنا في عرضك ، مش كاتب أيتها حاجة تاني ... ( أفلت من يديه ، عندها قذفه العمدة بالورقة ) طيب عقابا ليك لازم انته بقى اللي تقراها ... حاضر يا جناب العمدة حاضر ، أنا اللي استاهل ... ( بدأ شيخ الخفر في القراءة ) نمرة واحد ، حسان أبو شوشة ، و مراته زينب و ابنه خالد و بناته سوسن و تفيدة ، توب قماش ، شوال رز ، شوال دقيق ، شوال بطاطس ، صفيحة زيت ، نمرة اتنين ، محمود أبو اسماعين و أخوه عوض ، عشرة متر قماش ، نص رز ، نص دقيق ، نص بطاطس ، عشر قزايز زيت .... عملت إيه مع الواد أبو الروس جوز البت جميلة أم المتولي ؟ بس ده يا عمده مش من بلدنا ، ده من كفر أبو حطب ..... و لو يا بقف ، طالما متجوز من بلدنا و قاعد فيها يبقى زيه زينا ، و إلا يعني أبو الروس مش بنى آدم بياكل و يشرب زينا ؟ و إلا هو ما لوش كرش و انته بكرشين ؟ أيوه بس أموت و أعرف إيه لزمته ده كله ؟ ما يطفحوا و إلا عن أبوهم ما طفحوا ، ليه المصاريف دي كلها ؟ هو انته خلفتهم و نسيتهم ؟ ما فيش فايدة ، الله يرحمه قال ما فيش فايدة ، أفهمك يا طربش ، القط اللي كانت أمك ست أبوها مربياه في بيتكم فاكره ؟ قطع و قطعت سيرته ، ده أنا نزلت عليه دب بالفاس لحد ما فطسته ... ليه ؟ مش لاقيناه واكل الكتاكيت .. طيب ما عرفتوش هو كلهم ليه ؟ عشان كان جعان . الله ينور عليك ، طيب لو انته مأكله و شبعان أول باول ؟ كان ممكن يعملها ؟ لأ طبعا ، ما هو كان طول عمره عايش معانا من أيام أبويا الله يرحمه ، و لا عمره قل بأصله ..... أيوه ، لأن أبوك كان مراعيه مأكله و مشربه و مهنيه ، لكن ست أبوها كانت مصدرة له الطرشة ...... و هو ربنا بينسى حد يا جناب العمدة ، ده ربك ها يرزقه لو في بطن الجبل . أهو انته عملت زي اللي واقف على القضيب و شايف القطر هاجم عليه و مش عاوز يتحرك و بيقول لو ربنا عايز القطر يفرمني ها يفرمني ، أمال ربنا خلق لنا عقل ليه ؟ و ليه خلى الإنسان خليفته في الأرض ؟ طيب و إيه دخل القط في العاطلين اللي عندنا في البلد يا عمده ؟ الناس دول قاعدين لا شغله و لا مشغلة ، عطلانة يعني ، أو زي ما بيقولوا في الجرايد ( بطالة ) ، لا عندهم أرض يأجروها أو يزرعوها ، فيهم اللي مريض أو تعبان أو مش لاقي شغل ، يعني ناس جعانة بصريح العبارة كده ، لا هدمة تسترهم و تستر عيالهم و لا لقمة تسكت كلاب الجوع السعرانة اللي بتقطع في معدتهم ... ( يشير شيخ الخفر بسبابته إلى رأسه ) عشان كده بتأكلهم و تشبعهم قبل ما ندخل عليهم في يوم نلاقيهم كلوا الكتاكيت زي القط بتاعنا ، صح يا حضرة العمدة ؟ تسلم دماغ اللي نفضك ، دي إيه النباهة دي كلتها ؟ أيوة بس برضك دي مصاريف كتيرة قوي يا عمدة ... كام يعني ؟ لو عملناها مرتين ، يعني ممكن يكلفوك حوالي خمس ست الاف في السنة . عليك نور ، طيب و لو سبناهم هايجين زي مقاطيع كفر أبو حطب ؟ احسب كده بقى مصاريف حادثة واحدة من اللي عملوها هناك ... دول لما سرقوا دوار عمدتهم بس ، خدوا عشر جمايس على الأقل بمتين ألف ..... و حصان و حمارين ، ده غير دهب مرات العمدة ، و غير العربية اللي اتقلبت في الترعة و همه بيطاردوهم ، و السين و الجيم و التحقيقات و الاقلام و الورق و الملفات ، و مدير الأمن و المأمور و وكلاء النيابة و الظباط و العساكر و الشهود و عطلة الناس ..... ده كله كوم و التلات غفر اللي ماتوا لما ضربوا عليهم نار كوم تاني ، و نسوانهم اللي بقوا أرامل و العيال اللي اتيتمت ، شوف انته بقى الناس الي ماتوا دول ، الواحد فيهم يسوى كام ؟ لو قلنا الغفير الواحد بألف ( ينظر للسقف ) يبقى التلاتة بتلات الاف . هو إيه اللي بألف ؟ ( احمر وجه العمدة حتى كاد الدم أن يتفجر من خديه ) مالك يا حضرة العمدة ؟ هو إيه اللي بألف يا شيخ الغفر ؟؟؟؟ الغفير ، الواحد بألف ....... ( أخذ الشرر يتطاير من عين العمدة ، أخذ يبحث حوله ، لم يجد ضالته ، عندها انحنى يخلع حذائه ، أمسكه بسرعة بين يديه ، أطلقه ناحية وجه شيخ الخفر ، و أخذ يصيح ) مافيش فايدة ، مافيش فايدة ... ( انتفض من مكانه ، هجم على رأس شيخ الخفر ينزع شعر رأسه ، شعرة شعره ، يردد ) فيه فايدة ، ما فيش فايدة ، فيه فايدة ، ما فيش .... ( أخذ شيخ الخفر يصرخ من شدة الألم ) خليهم ألفين ، خليهم ألفين .... ( حاول جاهدا الفرار ، أخيرا ينجح ، يخرج مسرعا ، يجري بشوارع القرية ، يصرخ ) خليهم ألفين ، خليهم ألفين ، خليهم ألفين ... ( الحلقة الثانية ) ( دخل شيخ الخفر مسرعا على العمدة دون أن يطرق الباب، يصرخ ) إلحق يا حضرة العمدة ، إلحقنا يا كبير البلد ... ( عندها انتفض العمدة واقفا ، يضربه ، و يصرخ في وجهه ) إنت إيه ؟ هه ؟ جنسك إيه قولي ؟ فهمني ، البعيد جبلة و إلا إيه بالظبط يعني ؟ فهمني يا وله ، ( أمسكه من جلبابه و أخذ يهزه ) خلاص ، ما فيش إحساس ؟ ما عندكش و لو شوية م الأحمر ؟ إنت البعيد و لا إحساس و لا دم و لا أيتها حاجة خالص ؟؟؟؟؟ مالك يا حضرة العمدة ؟ فيه إيه بس ؟ أنا اللي مالي و فيه إيه ؟ مش باقولك ، صحيح اللي اختشوا ماتوا ... طب بس قولي إيه اللي مزعلك ؟ أنا مش منبه عليك مليون مرة قبل كده ، لما تحب تدخل عليا تخبط الأول على الباب ؟ حصل و إلا ما حصلش ، لنفرض إني كنت قاعد كده و إلا كده لا سمح الله ، و إلا خالع الطاقية و راسي عريانة ... معلش سامحني يا حضرة العمدة ، بس الموضوع خطير جدا جدا ، و عشان كده سها عليا و نسيت ... ( ترك العمدة جلباب شيخ الخفر ) موضوع إيه ؟ لا ، ما هو أني مش ها أقول أيتها حاجة إلا أما تسامحني الأول . خلاص سامحتك . لا ، دي طالعة من غير نفس ، لازمن تقول سامحتك يا حضرة شيخ الخفر و بعدي.......... ( عندها دفعه العمدة من صدره ناحية الباب ) إنت ها تتأمر عليا كمان ، طب جزاءا ليك و الله لتطلع بره و تخبط زي ما علمتك ، ياله بره ، و خبط زي البني آدميين ، ياله .... ( أخرجه العمدة ، أغلق الباب خلفه ، ذهب العمدة ليجلس على كرسيه ، لحظات مرت و لم يطرق شيخ الخفر الباب ، دقائق تمر و دقائق و لا فائدة ، عندها استشاط العمدة غضبا ، اتجه ناحية الباب ، فتح الباب ، و إذا بشيخ الخفر يقف أمام الباب ، صرخ العمدة في وجهه ) فيه إيه يا شيخ الغفر ، ما خبطتش ليه ؟ بقى لي ساعة بخبط يا عمدة ، بس انته ما قلتليش ادخل . هو انته بتخبط إزاي يا شيخ الغفر ؟ وريني كده . ( طرق شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) يا سلااااااااااااااام ، يا سلام سلم يا ولاد ،بقى عايزني أسمع تخبيطك ده ؟ طب إزاي فهمني ؟ ( أمسك بأذني شيخ الخفر ، يهز رأسه ) إنته ناوي تشلني ياجدع إنته ؟ هه ، فيه حد موحيك عليا ؟ و الا حكايتك إيه بالظبط معايا ، فهمني .... آي ، آي ، حرامك عليك يا حضرة العمدة ، هو أنا عملت إيه تاني بس ؟ كل ده و مش عارف عملت إيه ؟ يعني أعمل إيه أنا بقى أقطع نفسي ؟ ده أنا اللي ها أقطعك حتت حتت ، و أرميك لكلاب السكك تنهش لحمك . هو لا كده عاجب و لا كده عاجب ؟ مش انته اللي قايل لي ابقى خبط بشويش ؟ أيوة تخبط بشويش يعني بالراحة ، مش تخربش زي القطط على الباب و عايزني أسمعك .... حاضر يا حضرة العمدة ، حاضر ، فهمت خلاص . أما أشوف . ( دخل العمدة يجلس مكانه ، لحظات و طرق شيخ الخفر الباب ) مين ؟ حضرة العمدة موجود يا عمدة ؟ نقوله مين يا شيخ الغفر ؟ قوله شيخ الغفر عاوزك ضروري . ادخل يا شيخ الغفر ، تعالى . ( يدفع شيخ الخفر الباب بكل هدوء ) السلام عليكم يا حضرة العمدة . و عليكم السلام ، اقعد يا شيخ الغفر . ( يجلس ) فيه إيه بقى ؟ فاكر لما قلت لي وزع دقيق و سكر و رز و زيت على الجماعة إياهم ؟ أيوة طبعا فاكر . عارف كانوا كام واحد بنوزع عليهم يا عمدة ؟ كام ؟ كانوا اتناشر نفر . طب و إيه يعني ؟ اصبر بس يا عمدة ، عارف بقوا كام دلوقتي ؟ كام ؟ بقوا متين و خمسين نفر يا عمدة ، و بكرة يبقوا ألف ... متين و خمسين ؟ ليه ان شاء الله ؟ وحد خاسس عليه حاجة يا عمدة ؟ ما هم قاعدين يا كلوا في قتة محلولة ، أكل و مرعة و قلة صنعة . أيوة بس جم منين دول ؟ اللي جاي من كفر أبو حطب و اتجوز له بت من بلدنا ، و اللي جاي من أبو زعيبل ، ما هي بقت تكية خلاص ... و انته إزاي تسكت لغاية لما توصل لكده يا شيخ الغفر ؟ انته مش قايل كل اللي تنطبق عليه الشروط أعطيه ؟ أيوة بس مش بالشكل ده ؟ مش بس كده يا عمدة ، ده الغفير عوضين قال لي إنه شايف ناس بره البلد قاعدين يبيعوا الدقيق و السكر و الزيت اللي إحنا وزعناه عليهم و بينادوا و يقولوا ( دقيق و زيت عمدة كفر البلاص ) لا حول و لا قوة إلا بالله ، بقى دي أخرتها ؟ و العمل إيه دلوقتي يا عمدة ؟ عملك اسود و مهبب ، وقف الموضوع فورا ، و إياك عدت تعطي لأي واحد فيهم أيتها حاجة ، و لا حباية سكر واحدة ، فاهم و إلا لأ ؟ أنا قلت من الأول ما فيش فايدة ، كل ما أحاول أصلحها من ناحية يبوظوها من الناحية التانية ، ها أقعد أرقع فيها كده لحد إمتى ؟ ( قاطعه شيخ الخفر ) بتقول حاجة يا عمدة ؟ هو انت لسه هنا ؟ ما تنجر يلا من هنا . حاضر يا حضرة العمدة حاضر ،أديني ماشي أهوه .... ( خرج شيخ الخفر بينما جلس العمدة يفكر ) ( يتبع ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضد التيار ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مجلس حلا لعذب الكلام | 3 | 11-05-2009 11:07 PM |
بسمة ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مجلس حلا للقصص والروايات | 12 | 15-06-2008 09:40 PM |
أخــــي ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مجلس حلا للقصص والروايات | 10 | 03-06-2008 08:52 AM |
على ترابك( نزف قلم:محمد سنجر) | محمد سنجر | مجلس حلا لعذب الكلام | 8 | 04-04-2008 11:46 AM |
بارقة سراب (نزف قلم محمد سنجر ) | محمد سنجر | مجلس حلا العام | 8 | 06-06-2007 09:53 AM |