الحبّ ينزف في الأزمة وعيده بلون البورصة الفاقع
لهذا العيد، عادة، سوقه الخاص، الذي كان ينشط قبل أيام من اقترابه، إلا أن هذا العام المتعب بأزمة مالية، قطع حبل الوصال مع أرباح الأعوام الماضية للشركات المعنية بسلع «الحب»
سبقت الأزمة الاقتصادية العالمية هذه المرة العاشقين إلى لقاءاتهم في يوم الحب بمسلسل التدخل المزعج للأزمة في حياة الناس، بعد أن ضُربت أموالهم ومدخراتهم وأصيبوا بمصادر رزقهم، لتأتي بورصة عيد العشاق اليوم بلون أحمر فاقع.
ولهذا العيد، عادة، سوقه الخاص، الذي كان ينشط قبل أيام من اقترابه، إلا أن هذا العام المتعب بأزمة مالية، قطع حبل الوصال مع أرباح الأعوام الماضية للشركات المعنية بسلع «الحب».
أن «الحب» لم يكن سلعة مربحة هذا العام، ففي سوق الذهب، حيث تقدّم الهدايا الثمينة، وهي مؤشر مهم لحجم الإنفاق في أيام الأعياد، يمكن اختصار حجم تراجع الطلب في الأسواق هذه السنة بالمقارنة مع أعوام الرواج السابقة. ويلخّص وكيل محلات لازوردي الشهيرة في الكويت علي الثلجي، الواقع «غير الذهبي» للعيد: «هناك إقبال ضعيف على شراء المشغولات والهدايا الذهبية في عيد الحب بنسبة 60% عن العام الماضي».
وفيما يبدو أنه مؤشر على اتجاه الناس إلى عدم التبذير في الأمور غير الأساسية، من أجل الاحتياط للمستقبل، كإجراء نفسي وبالقدْر نفسه مالي، يشرح الدكتور في علم النفس والاجتماع أحمد البستان اتجاهات الحب والمال عند الأشخاص بقوله: «الأزمة المالية هزّت المؤسسات المالية بأكملها، فما بالك بالفرد! غير أن درجة التأثر من جراء الأزمة تختلف من فرد إلى آخر على حسب قدرة تحمله، ولكن في أغلب الأحيان تجعل الأفراد مشتتي الذهن وغير مقبلين على الحياة».
من الطبيعي أن تكون الاحتفالات ومظاهر البهجة بالنسبة للمتضررين من الأزمة، غير مرغوب بها، هكذا يرى الدكتور البستان، حتى بالنسبة لذوي الخسائر المحدودة، فالأجواء النفسية الملبّدة ستؤثر فيهم.
قصص عدة التقطتها «أوان» من قلب السوق، تتحدث عن الأزمة والعشاق هذه السنة، حيث هناك من يفتش بتأنٍّ عن سلعة جميلة ورخيصة، وآخرون يحسبون ألف حساب لكل فلس ينفقونه على سلع كمالية، في وقت يتساءل آخرون عن مصير علاقاتهم العاطفية في ظل مستقبل وظيفي غير مضمون. يأتي كل ذلك، في ظل من يعتبر نفسه خارج بورصة عيد الحب، ويبدو سعيدا لأن خسائر هذه البورصة لم تلحق به.
منقول من احدى المواقع الاخبارية