متعة الرحيل....؟

[بحر التولّه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قافلة الزمن تحمل بين طياتها تلالاً من الوجع الجرئ و الممالك الحزينة التي تستغيث بالصمت ومتعة الرحيل. الحزن قصائد التكوين ورحيل الفاجعة. و الدخول إلى دهاليزه متعة لشاعر يحسن الإنسياب بين مدن النجوم و كثبان الإبداع و السكون.
لا الحزن يسكن خاطري و لا أنا بعيد أنا عن قصة الشجون. كم هي عظيمةُ أحزاننا الطفولية المقام والتمرد. وعندما تتحالف ضد قلب صاحبها تنهك إحساسه البدائي القديم وتتضرب بأهدابها المتعبة خفقات توجعه، فتكبر ألف عام وهي تنثر مدامعها بين شرايين المفردات وجدران الصمت وبين أضلع الكلمات.
وعظيمُ هو ذاك الجرح المولود من رحم الأحزان بعد معاناةٍ استنزف فيها الحبر والبكاء وتبعثرت من خلالها الصرخات عبر زوايا من ورق أبكت المساء حسرةً والنجوم والليل حزناً وألماً . . .
عظيمُ أنت يا قلمي المشبع بجنون العافية والشجن، فما زلت تنشد في هذا الزمان وجود الأوفياء، ولازال لديك بصيصُ من أمل. ولكن أشعة الشمس باتت معتمة وخيوط ظلالها تحيط بي يا قلمي المرهق بالعمق الشهي. لا تبكي أيها العزيز فبرغم ما نحمل أنا وأنت من أحزان وآهات ما زلت أشعر بوجوده. هذا الذي نبحث عنه منذ بداية ذكر البشرية، حب و صراع وحنين وهو طالما كُتب عليه البقاء في زاوية الظلام ينتظر مثلنا أنا و أنت و المدى مداخل الصباح على أرصفة الشمس و الشراع. ولكن هل لانتظارك موجة يحملها رحيق البحر؟ ثم ماذا بعد ذلك الانتظار !!!

قلمي العزيز أرجو أن تسمح لي بالوقوف هنا على ناصية هذه الورقة. ولتسمع مني هذه الكلمات:

"أبكيت وحدتي ولم يبقى لي في هذه الأثناء إلاي وأنت وهو .. ولكن! هل يا ترى يتذكرني وهل يشعر بمعاناتي وألمي وبكائي؟ وهل شعر بتوترات أدمعي على خدِّي المسكين الذي أرهقته من غلياء همومي وضجيج الصدق عندي والنشيد البكر و العزاء الوحيد؟"

قل لهُ يا قلمي بأنني أبكيه هنا (وحيد) ... اشكيه لحروفي العذراء (وحيد) وأرسمه بين برواز أحلامي الجميلة حرفاً من نور ... وحرفاً من شعور. قل لهُ بأنني لازلتُ (هو) .. فهل ما زال (أنا) ؟!! .. أم أنه يا قلبي الحزين يأبى إلا أن يكون هو .. هو وأن أكون هو كما يريد هو.


مع التحيه