يحدث احياناً
ان تقوم بعمل ما وتشعر بالفخر بنفسك لقيامك بهذا العمل وتتضخم بنشوة الاعجاب بأعمالك وتتمدد بطول هذا الكون وعرضه وتبحث عن من يثني عليك ثم تلتقى احدهم فيتعمد التقليل من أهمية ما قمت به ويسقطك بكلمة حقد واحده
يحدث احياناً
أن تمارس دورك فى حكاية ما فتتقن الاداء وتتقن أداء الدور وتقف بكامل فرحتك فى انتظار تصفيقهم الذى يمنحك قلادة الجداره فتكتشف انك كنت تؤدى دورك فى حكايه انت بطلها الوحيد وانك كنت تمثل وحدك امام نفسك
يحدث احياناً
ان تعود الى نفسك وتستلقي تحت اشجار التذكر لا احد معك سواك وتنزف تعبك فوق تراب الذكرى وتغمض عينيك بعمق وتسافر الى مدن تعشقها ومحطات تشتهى الوقوف عليها فتفتح عينيك وفى فمك طعم الحلم الجميل وقبل ان يفزعك ضوء الواقع تتزكر انك كنت فى لحظة حلم .
يحدث احياناً
ان تسير وحدك بصحبة نفسك فتتمنى لو ان احداً كان معك يسير بجانبك ملتصقأ بحلمك يثير عبق الحب من حولك ويملأ وجودك بفرح وجوده ويحدثك بلغة الشوق ويلون ايامك المقبله بالامل ويرسم امام عينيك جنه فوق الارض
يحدث احياناً ان تمسك بالورقه والقلم وتفكر فى كتابة رساله ما الى انسان يهمك امره وتتمنى بينك وبين نفسك ان يهمه امرك وتبحر فى احشاء اللغه بحثاً عن لغه تناسب احساسك وتبعثر الحروف بحثا عن كلمة تعبر عنك وقبل اكتمال الكلمه الاخيره من الرساله تتردد وتتراجع وتمزق الورقه خوفاَ من الا تكون حروفك تكفيه
يحدث احياناَ
ان تشتاق الى انسان ما وتفتقد احساسك الجميل تجاهه فتاخذك خطواتك الى طرقاته وتزور مكان جمعك يوماَ فيه وتقف فوق ارض كانت مسرح اللقاء به فلا تعرفك الطرقات ولا يتذكرك المكان فيؤلمك اكتشاف ان اطلالك لم تعد اطلالك
يحدث احياناً
ان تتمنى لو تملك قدرة اعادة الزمان لا عادة مرحله عمرية من مراحل حياتك كي تلتقى اناساً مارسوا دور البطولة فى عمرك ذات عمر وتركوا عمق بصاماتهم فوق جدارنك وكانوا يمثلون شطراً جميلاً من احلامك ثم غابوا وغابت خلفهم الاحلام والايام وبقى خلفهم فراغ ممل تتجول فيه كلما شدك اليهم حنين
يحدث احياناً
ان تصاب بالإكتآب وتشعر بتفاهة الاحداث حولك وتزهد فى كل طقوس الحياة المحيطه بك وتفقد الاشياء قيمتها واهميتها لديك ويخيل اليك ان الحياة توقفت عن النبض وتتساوى عندك الاماكن والاوقات وتبقى وحيداً وتبقى بعيداً لاشى معك سوى احساسك المقيت وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك وقد تبقى فى دائرة الاكتأب فتره طويله وقد تشرق شمس الامل فجأ.
يحدث احيانا .. ان تخذلك الحياة .. مرة بعد مرة .. فتلجا للامل .. ويخذلك الامل .. تلجا للدمع .. لكنه لا يكفي احزانك .. ولا تدرى الي اين المفر .. تتبعثر الكلمات علي صفحات وجودك .. تلوذ الي الصمت .. يقتلك الصمت الف الف مرة .. وتدرك انك لست سوي تشخيص علي مسرح الحياة .. تمثل دورك وترحل ..