كلمةٌ كسرت جدار الصمت ..

[اسيرالحب]

كلمةٌ كسرت جدار الصمت ..
نزعت غشاء الزيف ..
وأزالت غبار كذبة السنين ..
لتزرع بداخلي ما يشبه الصمت ..


هي الصدمة تثقل كاهلي النحيل ..
هي نبتة الصحراء ..
ترفض الماء ..
تعشق الهدوء وهدير الرياح ..
تكره حفيف الشجر ..
وتعشق الوحده .!!
تميل لعزل صاحبها عما حوله ..
ليعيش معها عالمًا من الذكيــــــات .
فيذرف الدموع لظمأ نبتةٍ سكنت حناياه ..


بالأمس .. منذ عام ..
سافرتُ مع عبق الإبتسامة إلى عيني حبيبتي ..
بريقٌ يلوّن سود العيون ..
ونظرات البراءة تتراقص مابين الرموش ..
اظنه أول لقاء بها !!


نعم ... أعترف ..
فقد عصيت الخالق وأطلت بنظرتي ..
سرقتني العيون بسحرها وبريقها الجذّاب ..
فجعلتْ مني أسيرًا للؤلؤتين تسبحان في حيّزٍ ضيّق ..
تجذفان ذات اليمين وذات الشمال بحثًا عني ..
لم تخن نظراتي سحر أعينها ..
ولم أعرف أبدًا لحبيبتي شكلاً أبحث عنها به ..
فقد كانت ترسل العطر مسافات قبلها ..
لتنبأني بموعدٍ جديد يخفيه لي القدر مع أعينها ..
لتسافر البسمة بكلّ أرجاء جسدي ..
مخلّفة القشعريرة تهزّ كلّ جزءٍ فيني ..
فتحتضنني بنظراتها... لتعطيني الدفء ..
وكأنّ رأسي على صدرها ..
وكأني رضيعها الذي تحتضنه دائمًا ..


نعم ... أحتاجها ..!!
كالطفلِ يظمأ لحنان صدر أمّه ..

أحتاجها ..!!
كيائسٍ من عفو الأحزان ترمقني بابتسامة التسامح ..

أحتاجها ..!!
كعطرٍ أفوّحه بين أرجاء جسدي فتخلصني من حزني العميق ..

وهي .. تحتاجني .. !!
أسقيها ينابيع الأمان ..
أحميها من جور الزمان ..

تحتاجني ..
كعكازةٍ تسند من أضناه المرض ..
كعطرٍ يطير بدون قارورته ..

تحتاجني ..
كمعطفٍ يقي من بردٍ قارصٍ وأمطارٍ رذاذه ..

كنت أشعر دائمًا وكأن الشتاء يزورني مرتديًا المعطف ..
لأقابل عيون الملاك وقد احتضنت نفسها بيديها النحيلتين خوفًا من البرد ..
ترتجف ..!! وتزيح خصلةً مبتلةً تتمايل على جبينها الناصع البياض ..

فأعرّي جسدي من المعطف ..
غير آبهٍ بمطرٍ أو رياح ..
أبحث عن أكتافها ..
لأغطيها ..
فتنبثق من خلف عيناي نظرات الحسره ...
فكم أتمنى احتضانها ...


مرّ الشتاء سريعًا ..
فإذا بها زهرةٌ تتفتّح مع الزهور .
اتسائل!! هل غيّرت عطرها؟؟ أم هو المرض أصابني فأعمى بصيرتي ؟؟


تجرأت ذات مرّة!! وهربتُ من أسر عينيها لأرمق الإبتسامة على شفتيها الورديتين ..
إبتسامة هادئه .. بريئه ..
بالكاد أرى ...!!
سبحان الله ..
بالكاد أرى البريق ثانيةً .. بريقٌ يتوسّط شفتاها ..
وهكذا كانت عيناي كنحلةٍ تنتقل بزهور ملامحها ..
حتى انقضى الربيع بدورة ... جارًا وراءة الضيف .. !!


وككلّ خريفٍ .. تتساقط أوراق الشجر ..
وتذبل الزهور .. لتدفنها الرياح .
وككلّ كلمة .. تبدأ بنقطة حبرٍ من رأس القلم وتنتهي بنقطة ..
فلكلّ بدايةٍ نهايه ..
أخضرت الصحراء منذ عامٍ لتعود كسابق عهدها ..
زرعت بداخلي البساتين لتنجلي بوداعها ...

كلمة وداعٍ كسرت بداخلي جدار الصمت ..
لتزرع بداخلي ما يشبه الصمت