|
19-12-2005, 03:32 AM | #1 |
(حلا متميز)
|
المقاطعة العربية سلاح فتاك يهدده الصدأ
جهاز المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل الذي أنشأته جامعة الدول العربية هو الجهاز العربي الوحيد الذي عمل بكفاءة وفاعلية منذ بدايته في عام 1951م، وحتى بدأت عملية السلام على المسار الفلسطيني في بداية التسعينيات، حيث نجح هذا الجهاز في بلورة أحكام المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل على أسس علمية مدروسة، وتمكن من أن يلحق ضررًا ملموسًا ومتراكمًا بالاقتصاد الإسرائيلي، وفي ظل عودة الانتفاضة إلى الأراضي الفلسطينية، وتصاعد لهجة العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل، ارتفعت أصوات عربية تنادي بتفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل، والتي أصابها الفتور فى ظل مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية، والسؤال المطروح هنا:
هل المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما زالت سلاحًا فعَّالاً بيد الدول العربية؟ وبمعنى آخر: هل اتخاذ قرار تشديد المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل من جانب القمة العربية التي ستعقد في القاهرة في 21 أكتوبر 2000م سيكون قراراً مؤثرًا في حالة اتخاذه؟! هذا ما تحاول هذه السطور أن تجيب عنه. المقاطعة العربية لإسرائيل: الفكرة والمضمون تعتبر المقاطعة بأشكالها المختلفة - بما فيها المقاطعة الاقتصادية - إحدى وسائل الدفاع عن النفس بين الدول ضد المعتدين على أراضيها أو سياساتها أو مواطنيها، كما تعتبر وسيلة من وسائل الضغط الجماعي التى تستخدمها مجموعة من الدول؛ لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتعتبر المقاطعة العربية لإسرائيل التى بدأ العمل بها منذ عام 1945م عملاً دفاعيًّا مشروعًا أقرته جامعة الدول العربية كإحدى الوسائل التي يستخدمها العرب ضد الاعتداءات الواقعة عليهم من إسرائيل، كما تجسِّد المقاطعة العربية لإسرائيل دفاعًا عن الوجود العربي أمام استمرار إسرائيل فى احتلال الأراضي العربية والاعتداء على الشعوب العربية وتهديد الأمن القومي العربي. وتعود فكرة المقاطعة العربية لإسرائيل تاريخيًّا إلى عام 1922م وذلك حينما قاطع أبناء فلسطين السلع الإسرائيلية، وكان ذلك ردًّا على مقاطعة اليهود للسلع العربية، وقد بدأ تاريخ المقاطعة العربية لإسرائيل رسميًّا عام 1945م عندما اتخذت جامعة الدول العربية قرارات وتوصيات بضرورة المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل. ومن تتبع التاريخ تبين أن المقاطعة العربية لإسرائيل مرت بعدة تطورات، حيث تم تشكيل لجنة دائمة للمقاطعة بدلاً من اللجنة المؤقتة؛ لمتابعة تنفيذ قرارات المقاطعة، ثم تطورت بعد ذلك، حيث تم نقل عملية المقاطعة من مجرد مقاطعة سلبية إلى مقاطعة إيجابية، بمعني أن تقوم الدول العربية بإنشاء صناعات ذات أسس اقتصادية؛ لتحل محل السلع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أو في الدول العربية الأخرى؛ ليتمكن الفلسطينيون من الاعتماد على السلع العربية، والاستغناء عن السلع الإسرائيلية المثيلة، وانتقلت المقاطعة العربية لإسرائيل من الالتزام الحكومي العربي فقط إلى الالتزام الشعبي، وتم إنشاء مكاتب للمقاطعة فى كل دولة عربية؛ لتعمل تحت إشراف مكتب رئيسي مقره فى دمشق. ويقوم المكتب الرئيسي بتنسيق العمل بينه وبين المكاتب الإقليمية، والإشراف على أجهزة المقاطعة، والتوصية بالإجراءات الواجب اتخاذها لتشديد هذه المقاطعة، ومطالبة السلطات العربية فى الدول المختلفة بتنفيذ الإجراءات المطلوبة منها فى هذا المجال. وتتم المقاطعة في عدة مجالات منها: الاستيراد والتصدير، والمناطق الجمركية الحرة، ومراقبة الأسواق المالية والمصارف، وتعاملات التجار، ومكافحة التهريب ومراقبة الحدود، ومعاقبة الشركات الأجنبية التي تعاون إسرائيل خاصة شركات الطيران والملاحة والإنتاج السينمائي. آثار المقاطعة العربية على إسرائيل لا يمكن الجزم بأن المقاطعة العربية لإسرائيل قد حققت كل أهدافها؛ وذلك لأنها لم تطبق بدرجة 100%، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار الآثار والخسائر الاقتصادية التى تكبدتها إسرائيل؛ بسبب المقاطعة العربية لها سواء كانت مقاطعة مباشرة أو غير مباشرة، وتشير بيانات المكتب الرئيسي للمقاطعة العربية فى دمشق إلى أن الخسائر التي تكبدتها إسرائيل بسبب هذه المقاطعة أخذت في التراكم بمرور الوقت، حتى بلغ إجمالي الخسائر 90 مليار دولار منذ بداية المقاطعة وحتى عام 1999م، وذلك رغم اتساع الثقوب فى جدار هذه المقاطعة، والجدول التالي يوضِّح تراكم خسائر إسرائيل المباشرة بسبب المقاطعة العربية لها منذ بداية المقاطعة العربية الرسمية فى عام 1945م. ********** خسائر إسرائيل من المقاطعة ************ الفتره من /1945 -1956 50 مليون دولار حتى / 1973 300 مليون دولار حتى / 1983 45000 مليون دولار حتى / 1989 87000 مليون دولار حتى / 1999 90000 مليون دولار وتوكد تطورات الارقام فى الجدول السابق على ضرورة عدم التقليل من فاعليه المقاطعه العربيه لاسرائيل لانها بلا شك ضيعت على الاقتصاد الاسرائيلى فرصة التقدم والازدهار بما يعادل هذا المبلغ ملحوضه : الموضوع بقلم الاستاذ/ مغاورى شلبى |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلاح اسرائيلي جديد | NOOR ELHOODA | مجلس حلا للقضايا العربية | 42 | 22-06-2007 11:20 PM |
"الرأس العربية في ميزان الأحذية الغربية" | MARjo0o0oj | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 8 | 14-02-2006 08:05 AM |
سلاح إسرائيلي جديد | خالد عز | مجلس حلا للقضايا العربية | 3 | 18-08-2005 04:09 PM |