ذات يوم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس مع صحابته، وفيهم أب وبكر الصديق- رضى الله عنه-، فجاء رجل وأخذ يسبُّ أبا بكر ويشتمه ، فلم يرد عليه أبو بكر، فزاد الرجل فى سبِّه، وأبو بكر ساكت، فلما أكثر الرجل من السب والشتم رد عليه أبو بكر بعض قوله، فترك الرسول صلى الله عليه وسلم المجلس، وقام كأنه كره ذلك.
فخرج أبو بكر- رضى الله عنه-خلف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لحق به، فقال له: يا رسول الله، كان يشتمنى وأنت جالس، فلما رددتُ عليه بعض قوله غضبتَ وقمتَ، فهل غضبتَ علىَّ يا رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وسلم : (إنه كان معك مَلَك يرد عنك، فلما رددتَ عليه بعض قوله وقع (جاء) الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان)، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد ظُلِم بمظلمة فيُغْضِى عنها (يسكت عنها، ويصبر عليها) لله -عز وجل-إلا أعز الله بها نصره).