إن المساحات أمامى ضيقة
لا تبدو كما هى فى السابق و كل الطرق تؤدى إلى قلبى
أريد أن أهرب من كل شيء
إلا... انتى حبيبتي
صباح .. ليس كتلك الصباحات ..
صباح يشبهني و يشبهك
كم إشتقت لأن تخاطبيني .. هكذا
ها أنا أعود من جديد
في يوم صارخ بين صراعات الحياة وأمواج تقلباتها
ها أنا أعود من جديد
طفلا تائها بين أحلامه وأمانيه
ها أنا أعود من جديد
بعد أن ألفت البعد حتى لم يعد للعودة معنى
إلا أن أستعيد غصات الذكرى
تلك الذكرى لبعض من الأزهار
كانت كشعاع ضوء إبتلعه الظلام
لا أعلم إلى أين أمضي
ولا في أي إتجاه أسير
فقد توهمت لنفسي هدفا مستحيلا
فأصطدمت بقدري المجهول
لأحيل الحنين الجارف إلى مساحات من الأوراق
تعصف بكل جدران الصمت
مساحات من الأوراق لا تحمل إلا صقيع الوحدة القاتل
لترسم النهاية كضحكة بريئة تاهت في الفضاء
نهاية قلب طفل إغتيل يوم ميلاده
كل مسـاء تشرق فيه كلماتها
وتورِق همساتها في حنايا الفكر
كل مساء تزِهر في أعماق الروح
جذورا من الصمت وممرات من الوحدةْ
كل مساء تنزِِع من شراييني نبضة الإِحساس الذائبة في الحنِين
وتنثر في خلايا فؤادي ومضات التمني
كل مساء أعدو إِليها ويسابقني الحلم
وتتساقط أشواقي حولها كزخات مطَر
كل مساء تتسلل إِلى أوراَقي وآهاتي
كل مساء أعود لقلمي لألتقي بِها على تلك الصفحات
و فى وجود القلم أحادثها و أضحك معها فقط على السطور
أسامرها فى الليالى المقمرة على ضوء ينثره حبر القلم
أحيطها بحنانى بين حروف يملؤها الأمل
و أضمها لصدرى بشوق يفوق وصف الكلمات
أغضب منها
أسامحها
فى بعض تلك اللحظات
أرسل أصابعى بين خصلات شعرها فى خيالى
فأتوه فى نعومته و ليله البهيم
آه ... آه .... من خيالى
يعذبنى
يسهرنى
يبعثرنى
ثم يلمنى
يجرحنى
ثم يداوينى
بكل ما يصوره لى من مواقف و حكايات
ليس لها بالواقع أي صلات
فإن كنتى يا حبيبتى أحن على من خيالى
فإنى أسألك أن تجمعى خيوط اللقاء لنرحل معا
أمير
الاحساس