|
|
05-11-2004, 09:26 PM | #1 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
قصة عن حسن الخاتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يشعر المرء بضوء الفجر أثناء ساعات الليل الحالك ؟ وكيف يغرف الإنسان من عذب المياه بعد إنهاك طال من عطش الهجير ؟ ذاك مساء لم أشهده من قبل رغم خبرتي الطويلة مع المرضى . إذ أقبل علينا شاب يبدو أنه في عقده الثاني من العمر ، ذو عينين عميقتين ونظرات حادة وجادة . قد استعار وجهه لون أوراق الخريف المتساقطة ، فهو خائر القوى ، واهن الصوت : . كان متكئا على أحدهم . دفع إلينا هويته فقرأت البيانات التالية الاسم : رينو أوستيان . العمر : خمسة وعشرون عامًا . المهنة : مهندس مدني الجنسية : هندي كل البيانات طبيعيه ,لكن عينيَّ تسمَّرتا أمام ديانته البوذية . كان واضحا تماما لصاحب الخبرة الضئيلة أن( رينو) هذا يجب أن يدخل قسم الطوارئ لإنقاذ . وضعه المتعب جلست قبالته وقرأت تقاريره التي كان يحملها زميله . . حدقت مرات في صورة الكبد المتآكلة بسبب التليف والالتهابات . كنت أنظر إليها مرة وإلى تقريره مرة . . أكاد أُجنّ ! ! لَكَأنَّي لا أصدق نفسي أو أنني درست علوما ظنيَّة وليست يقينية . ذهبت إلى زميلي الدكتور الاستشاري أحمد، الذي أشعر بمهارته الطبية وباستقامته الخلقية . ووضعت التقرير بين يديه . لأول مرة قرأه وهو جالس، ثم نهض واقفا هاتفا : أيعقل أن يكون هذا المريض ما يزال حيا يسعى إن حالته متدهورة جدًا . سبحان من سجل الأنفاس للإنسان وعليه . صدقني لم تمر علي حالة قط أشد سوءًا من هذه . ربما تخيلت أن مريضنا قد وصل مرحلة اليأس قبل هذه بكثير وجلس الدكتور أحمد يقلب أوراقه ويفكر في حالة مريضه . حتما إن لله حكمة في إمهال هذا الشاب . . وحكمة أخرى ترينا أن الطبيب الذي يحمل شهادة عالية لا يمكنه أن يجزم أبدًا بلحظة بدء حياة أي إنسان أو نهايتها . نحن نظن ظنا . ، ويجب ألاّ نقول حتما . وكل يوم تمر علينا آية أكبر من أختها لعلنا نتأمل . ودار في خلده خاطر . . لم لا أجلس مع رينو هذا ؟ وأصارحه بالوضع وبالحالة أمسك بيد رينو بصعوبة، وبدأ يتجاذب معه أطراف الحديث . . فعلم أن رينو جاء من بلاد الهند منذ تخرجه ، وأنه كان يعمل بجدية ونشاط في شركة استثمارية تبعد قليلا عن هذا المستشفى . كان يتابع حالته الصحية طبيب من الشركة نفسها . مازال يقضي إجازته في بلاده استمع إليه الدكتور أحمد وتابع حالته بدقة بالغة ، وقد استولت عليه مشاعر الشفقة والرثاء . . وشيء ما غامض يريد أن يبوح به لكنه ، وخوفا من أن يجهد مريضه ، فقد استأذنه . حاول رينو أن يتشبث به ، لكن الدكتور أحمد أفهمه . أنه يريد أداء صلاة المغرب هز رينو رأسه وقال بصوت خفيض : صلاة . . صلاة . وقد رسمت علامات الارتياح على وجهه . . ثم مد يده مصافحا طالبا من الدكتور العودة إليه متى أمكنه . ذلك . فقد انشرح صدره للحديث أطياف متلاحقة متصارعة مرت بذهن رينو . أحس أن حياته كانت لا شيء ، سوى بضعة عمارات شاهقة أشرف على بنائها ، وبضعة شوارع خطط لشقها . لكنه لم يعرف أي . طريق يسلك حتى الآن ناقش الدكتور أحمد الأمر في ذاته . وبرقت بذهنه فكرة ما . . كان جوابا لتساؤله عن الحكمة في إمهال هذا الشاب المنهك . فقرر أن يعود ليجلس إلى جوار مريضه : ويحدثه . وكان مما قال له أنت تعرف يا رينو أن نهاية كل حي . . قاطعه بصوت واهن : الموت . . الفناء . . العدم . - لا يارينو . . فالموت ليس رديفا للفناء والعدم في حس المسلم ما الفارق ؟ - المسلم يعتقد جازما أن الموت نقلة من عالم إلى عالم . من دنيا إلى آخرة . هل تعتقد أن الإنسان صاحب الروح المحلقة والأماني المشرقة ، ذاك العالم القائم بذاته سوف ينتهي كما ينتهي السرير الذي تنام عليه ؟ . - بالطبع لا حدثه عن الإسلام بإيجاز . كان رينو يهز رأسه ويحبس أدمعه . وعندما سمع العبارة : التي يقولها من أحب الإسلام واقتنع به ، رفع رأسه بفخر قائلا . نعم . . أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله خرجت من فيه قوية جريئة . شعر الجميع أن جنبات المستشفى قد ارتعشت وتفاعلت . . أقبلت الممرضات من جميع الأقسام ليشهدن الحدث العظيم . . لم تتمالك الكثيرات منهن أنفسهن فذرفن العبرات . أما الدكتور أحمد فلم يستطع كتمان انفعالاته، بدا كمن حاز على جائزة نوبل بل أكثر . . و أمر بتوزيع الحلوى . أما رينو فقد استغرق بترديد الشهادتين ، وبدا كأنه يسبح في عالم نوراني وضيء . لم يشعر أحد بعقارب الساعة التي أعلنت قرب منتصف الليل ، استأذن الدكتور أحمد . أخاه رينو، ووعده بزيارة صباحية أشرق فجر اليوم التالي وبلهفة بالغة دخل الدكتور أحمد غرفة رينو فلم يجده : أحس أنه لم يجد إنسانًا عظيمًا وأخًا عزيزًا . . سمع من يقول له لقد أتعبنا وأتعب نفسه وهو يردد الشهادتين طوال الليل . حتى إذا بزغ الفجر . سكن الصوت إلى الأبد . كتم الدكتور مشاعره وقال مخاطبا زملاءه : مات الرجل . . وعاشت روحه منقول |
05-11-2004, 09:51 PM | #2 |
شخصية هامة
|
سبحااااااااااان الله
نعم هناك نهاية لكل نفس النهاية التي لطالما غفلنا أو تغافلنا عنها مع أننا مستيقنين بها . إنها اللحظات الأخيرة من عمر لعله يكون طويلا أو قصيرا بصراحه قصةمؤثره واتمنى موته نفس موته القيصر مشكوووور على هذه القصة الراااااائعة ويعطيك العافية تقبل تحيتى |
|
|
05-11-2004, 11:02 PM | #3 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
اختي بدور
تشرفت بمرورك الذي اضفى رونقا خاصا على صفحتي فكل التحية لك وشكرا على تواصلك |
05-11-2004, 11:40 PM | #4 |
(حلا نشِـط )
|
جزاك الله خيرا اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها
|
06-11-2004, 07:51 AM | #5 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
كل الشكر لك اخي سندباد على اهتمامك ومرورك
ويعطيك الف عافية |
06-11-2004, 06:58 PM | #6 |
موقوف
|
اخي القيصر ما اروعك وما اجمل موضوعك مشكورررررررررر اخي وبارك الله لك
|
06-11-2004, 10:59 PM | #7 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
مرورك هو الاروع دائما اخي eyeadam
سلمت اناملك |
07-11-2004, 05:29 AM | #8 |
مشرف القسم العام
|
شكرا على موضوعك اخي
|
|
|
07-11-2004, 09:09 AM | #9 |
(حلا فعّال)
|
مشكوووووووور اخي على موضوعك وجزاك الله كل خير
اسأل الله ان يحسن خاتمتنا |
|
|
07-11-2004, 01:05 PM | #10 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
اخي اسير الحب
ولك ايضا كل الشكر على حسن مرورك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذه قصص عن سوء الخاتمة فهل من معتبر؟؟؟ | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 11 | 05-03-2006 11:42 PM |
حسن الخاتمة | الجاســر | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 4 | 24-07-2005 12:45 PM |
علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة | اسيرالحب | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 3 | 10-07-2005 05:02 PM |