كل يوم ومع بزوغ فجر جديد لطالما حلمنا أن يكون فجرا للحرية, فجرا يعلن عن سلام وأمل ,حب وانتصار وطمأنينة وفجأة نصدم بعكس ما أملنا تلك الآمال التي قد تصل إلى أبعد من الواقع فتجعل من أحلامنا حقائق واعدة وتشدو بأفق جديد.
وفي هذا الوطن العربي الذي عاش الحرب وذاق مرارة الاحتلال الغاصب , نصدم وبعد صمت عربي كبير أحاطنا بصحوة متأخرة للضمير العربي الذي كان يعيش في سبات عميق ينتظر..............., لا ادري ماذا ينتظر!!! ربما كان ينتظر معجزة تغير الواقع فتنقلب كل الموازيين وتتغير الأوضاع العربية من هيجاء إلى هدوء وسكون , إلى أن يعم سلام في الأوساط العربية وتأتي فترة الطمأنينة والسلام .
وفي ظل مثل هذه الأوضاع المتدهورة , نسمع عن كابوس بدء يراود المحتل ويفزعه ذاك المحتل الذي لم يجعل من أوطاننا سوى ساحات من العنف والدمار يلهو بها ليحقق مبتغاه , جعل من شبابنا شبابا تاءه في غابة الحياة , ذاك الاحتلال الذي ضيق أنفاسنا بجرائمه النكراء التي لا تنتهي , كان هذا الكابوس هو الشعور الإنساني للبنانين بتحرير أرضهم والوقف موقف رجولياً إلى جانب الشعب الفلسطيني , وما أن حصل هذا إلا وقد أصاب الاحتلال الجنون وشعروا بالخوف الذي لم يسبق لنا وان رأيناه في صفوف المحتل وبالأخص الصهيوني . ولكنهم ورغم خوفهم هذا يستمرون بالمماطلة ويزيدون من جرائمهم ضد شعبنا الذي رأى جراء الاحتلال ما لم تره عين ولم تسمع به أذن من ظلم ودمار وقهر.
كانت هذه الصحوة أمل لنا و للشعب اللبناني أردنا بها أن نشعر العدو بقوتنا ولكن العدو ماطل وكعادته استمر في جرائمه ومجازره وزادها واحدة . ولكن شعوبنا العربية وحكامها وللأسف لا يستطيعون أن يفتحوا أفواههم في ظل هذه الأوضاع لما قاموا بتوقيعه من اتفاقيات تقيد حتى أنفاسهم . فماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذا يا عرب ؟ ما هذا الصمت المطبق ؟ ما هذا الذي تتفوهون به من كلام ضد شعبين لم يقترفا أية جريمة سوى دفاعهم عن أرضهم, أكل هذا من اجل حرمان شعوبكم من أن تنجر وراء هذه الصحوة ! أم لكي تبقوا محافظين على تلك المقاعد البهية التي تجلسون عليها أ وليس في بيوتكم مقاعد لتجلسوا عليها ولا يتقيد نفسكم ويموت ضميركم ويوضع قلبكم في زنزانة ويقفل عليه لكي لا تشعروا بما يدور حولكم ؟ أكل هذا من اجل حفنة من المال ! أم من اجل براميل من النفط وغيرها ؟ أين الروح العربية الموحدة ؟ أين الإحساس الذي نملكه؟ماذا سنورث للأجيال القادمة؟
اه على هذه الشعوب ! آه يا عرب على ضمائرنا التي نبيعها مقابل كل زائل في هذه الدنيا ! آه ولو نفعت ألاه لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه , الم نشبع هزائم ؟ هزائم تناولناها الواحدة تلو الأخرى ولم نتعلم من أخطائنا .
نخون دمائنا وأرضنا وعرضنا ولا ننسى الهزيمة , هل اكتفيتم بنصر واحد جمعكم ثم بدأتم تتخاذلون قولوا ,أفهموا هذه الشعوب التي صدقتكم ولازالت تنجر وراء أوهام لا صحة لها في الواقع . اصرخوا بأعلى صوت وقلوا ما تمليه عليكم ضمائركم فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه وأرضه وعرضه؟.
ميم - نون - قاف - واو - لام
مع تحياتي :
رحـــيـــق الزهــــــــــور :bye1
: