عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2007, 12:08 PM   #1
نويره
مراقبة القسم الاسلامي
 
الصورة الرمزية نويره
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Feb 2006
رقم العضوية: 21803
المشاركات: 1,738
عدد المواضيع: 67
عدد الردود: 1671


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
نويره is on a distinguished road

نويره غير متصل
افتراضي أصوات الموتـــــــى

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عز و جل
[ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) ] سورة النمل.

و قال عز من قائل
[وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22)]
سورة فاطر.

منذ أيام كنت في أحد المقابر -أطال الله في أعماركم- لتشييع جثمان أحد الأصدقاء القدامى ،
وبعد الدفن تفرق الناس الى بيت العزاء و بقيت و لوحدي بين الأمــوات ،

لم أجد في الرطوبة أو الحر عذرا ً للخروج ، بل أطلت البقاء و جلست بجانب قبر ذاك الصديق
رحمه الله و رحم أمواتنا جميعا ً ، تأملت حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام حين أخبر ان
الميت بعد الدفن يسمع قرع نعال من شيـّعه ، تأملت بتلك اللحظة موقف صاحبي و ما سيكون
عليه المئال ، مالذي يجري هناك تحت الأرض ، كيف هي حال أهل القبور ....؟؟!

أسئلة لم تكن بحاجة لأجوبة ، بل كنت اتنفس هواء ً مبعثر بين تلك الأتربة و تحت هذه السماء ،

دارت رحى الايام بخاطري ، و تأملت كثيرا ً كم نحن ضعفاء جدا ً أمام عظمة الخالق سبحانه ،

في تلك المقبرة يوجد العديد من أصحاب المعالي ، و من أهل دار المسلمين من فقراء و غيرهم،

وفي تلك الأثناء قطع حبل أفكاري مشهد كنت ممن شاهده و لكن خلف الكواليس ، هناك دخل
من باب المقبرة رجل طاعن في السن و معه شابان لم يتجاوزا الـ 16 ، يخطوا ذاك الكهل
بخطوات تريد الرجوع لا الإقدام ، أما الشابان فكانا يمشيان كيفما اتفق ، تباعدت بيني و بينهم
المسافات و لكن الهدف واحد ، كانوا يزورون قبر أحد أقاربهم ، فجلس الكهل امام القبر
و غط ّ في بكاء مرير ، و الشابان كانا يراقبان الموقف بذهول ، و من خلفهم كنت هناك أرصد
تلك اللحظات ،

فكرت و لكني لم أطل التفكير ، في حال تلك القبور ، هل لهم صوت يناجوا من يزورهم ؟
هل يسمعوا تلك الدعوات او البكاء ؟

فكرت ايضا ً و بمراره كم من الأموات الذين يخطون برحابة على هذه الأرض
أموات في صيغة الإنسان ، أموات نراهم بكل يوم و في كل مكان

صوت ينادي من تحت الأرض لبعض الأموات على سطح الأرض ، لا فرق بيننا
فقد ماتت المشاعر ، و هلكت المعاني الإنسانية ببعض القلوب ،

الحياة يا سادة ليست عبث في انتقاء الأنانية كعنوان
بل هي العطاء و الدفء و الوفاء

و الموت ليس جثة هامدة تحت الأرض ، بل هو موت الإنسان في معانيه و في أفكاره،

إن كنا سنصنع معادلة للخروج من تلك الأزمة فأقول

أحسن الله عزاءنا في أنفسنا التي أهلكها اللهث خلف الدنيا بلا منطق


و في النهاية ،،، هناك من هو قابع تحت التراب و لكن سيرته العطره تعيش بيننا
حتى لو بعد آلاف السنين ، و هناك من نراه فوق الأرض و لكنه ميت منذ آلاف السنين ،،،
م،،،ن
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة