:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-11-2004, 11:01 PM   #8
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

الحلقة الخامسة

أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !


إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها


كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي


أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف ...


مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .



الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث ...

إنها أحد أحلام حياتي ...

ما أكثر الأحلام !




أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟

أضفت إليه حلما جديدا يقول :

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !




اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !




وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات
القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد



و ما اقرب بعد الغد !


إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم ...

إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له

ادعوا لي بالتوفيق !









في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل ... عاطل عن المستقبل !







خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !

تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !



أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !

لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !

و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !

و اعتقد أنكم تتوقعون أنني ...

لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر ...








وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !




و راقبوا ما سيحصل !





تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي ...

تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية

تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي

تتنازعان

تتشاجران

تحتكمان إلي !





" وليد ! أنا وصلت قبلها "

" بل أنا يا وليد ... أليس كذلك ؟ "

" وليد قل لها أن تبتعد عني "

" أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "






" كفى ! "




كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !


" حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "



أجابت دانة :

" أنا "


قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "




و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكستين !









" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "





" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "




قالت رغد بسرعة :


" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "



قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "




أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...



ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !








كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان ...





حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...




" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "




و احتدم النزاع !




أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !

قلت بحدة :


" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "





المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! ألا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !

التفت إليها و قلت :


" لم الضحك ؟؟ "


قالت و هي تقهقه :


" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "



قالت دانة :

" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "


رغد :

" ماذا ؟ "


دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "


رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ


" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "



و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى
أصابتاني بالصداع و التخمة !!



قلت :

" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "




و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و
انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب ...




" وليد ! "


التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :



" ماذا بعد ؟؟ "



قالت :


" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "



اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :


" عفوا ؟؟ ! "


رددت "


" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "

" و لماذا ؟؟ "


ابتسمت بخبث و قالت :

" لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويـــــــــــــــــــل "





ابتسمت لها بهدوء ، ثم فجأة ، مددت يدي نحوها و رفعتها عن الأرض على حين غفلة منها إلى الأعلى عند رأسي و أنا أقول :


" هكذا ؟؟ "



رغد أخذت تضحك بسعادة و بهجة لا توصف !

أتذكرون كم كانت تعشق أن أحملها !؟
لا تزال كذلك !




دخلت المنزل ، ثم المطبخ و أنا لا أزال احملها و هي تضحك بسرور ، ثم أجلستها على أحد المقاعد و ألقيت التحية على والدتي ، و التي كانت مشغولة بتجهيز أطباق المائدة



قالت أمي :

" رغد ، هيا اذهبي و أدي صلاتك ثم اجلسي عند مائدة الطعام "


قامت رغد ، و هي تنزع الحقيبة المدرسية عن ظهرها و تنظر إلى أمي و تقول :


" بطاطا مقلية ؟ "

" نعم ! حضرتها لأجلك "


و انطلقت رغد فرحة ، و غادرت المطبخ .

للعلم ، فإن صغيرتي هذه تحب البطاطا المقلية كثيرا !





والدتي استمرت في عملها و حدثتني دون أن تنظر إلي :


" لم تعد صغيرة ! "


ركزت بصري عليها ، و قلت :


" رغد ؟ لقد كبرت قليلا ! "


" لم تعد صغيرة لتحملها على ذراعيك "



غيرت كلمات والدتي هذه مجرى ما فهمت ...

إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا ...؟

" و لكن ... إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك ... "



" إنها في التاسعة من العمر يا وليد ... "







جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي ...


تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين ... !


آه ... ( المخلوقة البكاءة ) !


يا للأيام ...



من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !


من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !


يا للذكريات !







في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي ...

صحيح ... لقد كبرت الصغيرة !

مر الوقت سريعا ...

و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر ... ... ...

توقفت عند هذا الحد ...

فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك

كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني ...؟

كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟

كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب

دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟

كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا ...

كيف لقلبي أن ينبض ... دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟







إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل



إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس ...

هل أقوى على ذلك ؟؟



لابد لي من ذلك ... فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير ...




المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم

و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله ...





قلبت الألبوم و أنا في حيرة ... أي صورة آخذها معي ؟؟

ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !

فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل ...


" هذه هي ! "



أخذت الصورة ، و صورة أخرى لرغد و هي تلوّن في أحد دفاترها ، و وضعتهما في محفظة

جيبي .





في المساء ، ذهبت مع أخي سامر لأحد المتاجر لاقتناء بعض الأشياء ، و وقفنا عند حقائب السفر
رغبة في شراء بعضها




فيما كنا هناك ، حضر مجموعة من الشبان ، كان عمّار فيما بينهم .



عمّار نجح بصعوبة ، و تخرج ـ رغم إهماله ـ من المدرسة الثانوية ، و اعتقد أن والده
ذا النفوذ الكبير قد استطاع تدبير مقعد دراسي له في إحدى الجامعات ... بطريقة ( غير قانونية !)





عندما رآني عمّار ، أقبل نوي تسبقه ضحكته البغيضة ، و قال :


" يبدو أن وليد ينوي السفر أيها الأصحاب ! هل عثر والدك على كرسي جامعي شاغر لك !؟
أم أن حطام الجامعة قد حطّم قلبك يا مسكين ؟؟ "


و بدأ مجموعة الشبان بالضحك و القهقهة



أوليتهم ظهري فقال عمّار :

" لا تقلق ! سأطلب من والدي أن يساعدك في البحث عن جامعة ! أو ... ما رأيك بالعمل
عندنا ! فمصنعنا لم يحترق ! سأوصي بك خيرا ! "



سامر لم يتحمّل هذه السخرية من ذلك اللئيم ، و ثار قائلا :


" لم يبق إلا أن يعمل الأعزة عند الأذلة المنحرفين ! "



صرخ عمّار قائلا :


" اخرس أيها الأعور القبيح ! من سمح لك بالتحدث ! ألا تخجل من وجهك المفزع ؟ "



و التفت إلى أصحابه و قال :


" اهربوا يا شباب ! الأعور الدجال ! "






سيل من اللكمات العنيفة وجهتها بلا توقف و لا شعور نحو كل ما وقعت قبضتي عليه من أجساد
عمّار و أصحابه ...


لحظتها ، شعرت برغبة في فقء عينيه و سلخ جلده ...

أخي سامر نال منهم أيضا

و احتدّ العراك و تدخّل من تدخل ، و فر من فر ، و انتهى الأمر بنا تدخل من قبل الشرطة !








في تلك الليلة و للمرة الأولى منذ الحادثة المشؤومة ، سمعت صوت بكاء أخي خلسة .





عندما أصيب بالحرق ، كان لا يزال طفلا في الحادية عشرة من العمر ... ربما لم يكن شكله يشغل تفكيره و اهتمامه بمعنى الكلمة ، أما الآن ... و هو فتى بالغ أعمق تفكيرا ، فإن الأمر اختلف كثيرا ...




ليلتها ، قال أنه يريد أن يخضع لعملية تجميل جديدة ...

لكن أوضاعنا المادية في الوقت الحالي ، لا تسمح بذلك ....




عندما أحصل على شهادتي الجامعية ... و أعمل و أكسب المال ، فسوف أعرضه على أمهر
جراحي التجميل ، ليعيده كما كان ...


فقط عندما أحصل على شهادتي ...
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذي حياتي NOOR ELHOODA الإرشيف الأدبــي 14 15-03-2006 05:37 AM
هذه حياتي هلوول مجلس حلا لعذب الكلام 9 03-01-2006 10:11 AM
قصة حياتي / قصيدة وردة الحب مجلس حلا للشعر وهمس القوافي 12 26-10-2005 06:50 PM
أمنية حياتي dark angel مجلس حلا للشعر وهمس القوافي 4 10-04-2005 03:30 AM
هذه حياتي حلاه الكون مجلس حلا لعذب الكلام 4 28-01-2005 06:30 PM


الساعة الآن 09:48 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd