|
18-01-2005, 03:10 PM | #10 |
(حلا نشِـط )
|
الحلقة الثانية و العشرون
لم تمر ليلتي بسلام ... و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة ألا أنني نهضت باكرا ... لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد ! دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا ... بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور ... و تناولنا حصصنا من الكعكة ... سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم ... قالت دانة : " أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! " قال وليد : " و أنا سأخرج الآن " و نهض مباشرة ... سامر قال : " إلى أين ؟؟ " " سأتجول في المنطقة " و سرعان ما غادر قال سامر : " ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! " قلت : " إنه يريد الرحيل " قال : " لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! " ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول : " بعد أيام فقط ... " أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي ! لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه ! قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر ... و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر : " حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل " قلت : " أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! " سامر التفت إلي باستغراب و قال : " لا أحضر ؟؟ في يوم مميز كهذا ؟؟ " قلت : " أقصد .. مشقة السفر ... حضورا و ذهابا ... " قال : " لأجلك أنت ِ " صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة ... بعد قليل ، قال سامر : " لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر ... البارحة ؟؟ " التفت نحوه بتعجب ! قلت : " لم أشعر بالنعاس قبلها ... " و أضفت : " كما و أن ... وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل " قال : " هل ... يسهر بعيدا كل ليلة ؟؟ " " لا ! أبدا ... فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! " عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة ... سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب ... " تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل " و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة ... قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا لذا أتى سامر و قال : " أ آخذك إلى بيت خالتك ؟؟ " لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا ... لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد ... قلت : " أين هو وليد ؟؟ " " يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور ... " و تنهد سامر باستياء ! إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب ! قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل و أيضا لم نجد أحدا هناك ... عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء ... " إن علي ّ الذهاب الآن ... فمتى ستعود ؟؟ " و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد ! قال سامر : " و الآن هللا حضرت ؟؟ " بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد ... بادره سامر بالعتاب : " تأخرت يا وليد كثيرا .. متى سأصل إلى شقتي ؟؟ " قال : " شاركت الآخرين مهرجانات العيد ... لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا " فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز ... التزمت الصمت ... قال سامر : " سأذهب الآن ... " و صافحني ، ثم صافح وليد و قال : " تصبحان على خير " بقيت مع وليد ... وحيدين في المنزل ... حينما رأيت الضجر باد عليه قلت : " إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما ... فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب " و ببساطة تجاهلني ! قلت بغضب : " وليد أنا أتحدث معك ! " الفت إلي و قال : " أسمعك ، لكنني لست مجنونا لأفعل ذلك " صمت قليلا ، ثم قلت : " أنا آسفة ... للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة ... بقيت بضع أيام " لم يرد ... قلت : " أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة ... و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا " رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني ! لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي ... أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم ! وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار ... بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ... أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ... و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر : " مرحبا ، أنا وليد شاكر " ( ........................ ) ( أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ ) تركت القلم من يدي و أصغيت باهتمام ... ( ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ ) ( ...................... ) " أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ " ( .................... ) " لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله " ( .................. ) " شكرا لك ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير " و أنهى المكالمة ... و عاد و شغّل التلفاز ، ألا أنه كان شاردا ... من تكون أروى هذه ؟؟ تركت اللوحة جانبا ، و قلت بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد : " وليد " " نعم ؟؟ " " من كنت تحدّث ؟؟ " بدا عليه الاستغراب ، ثم قال : " لم السؤال ؟؟ " " لاحظت ... استيائك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ " قال : " زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى " صمت ّ قليلا ثم سألته : " و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ " " كلا . هذه ابنتها " ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة ! بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة قلت : " إلى أين ؟؟ " التفت إلي بانزعاج و قال : " سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ " لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ... ليته يعرف ! استدار ليخرج فعدت أناديه : " وليد " تنهد و هو يلتفت نحوي قائلا : " ماذا الآن ؟؟ " تابع الحلقة الثانية والعشرون تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ... " نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ " توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت : " هل أعجبَتـْـك ؟؟ " " ما هي ؟؟ " " الهدية ! " وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال : " لا أذكر أين تركتها ... آسف ! " ّّّّّّّ~~~~~~~~~~~~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذي حياتي | NOOR ELHOODA | الإرشيف الأدبــي | 14 | 15-03-2006 05:37 AM |
هذه حياتي | هلوول | مجلس حلا لعذب الكلام | 9 | 03-01-2006 10:11 AM |
قصة حياتي / قصيدة | وردة الحب | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 12 | 26-10-2005 06:50 PM |
أمنية حياتي | dark angel | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 4 | 10-04-2005 03:30 AM |
هذه حياتي | حلاه الكون | مجلس حلا لعذب الكلام | 4 | 28-01-2005 06:30 PM |