غزة بعد الانسحاب.. سنغافورة أم الصومال؟!

[رحااال]

هل نصبح سنغافورة أم الصومال؟".. هذا هو السؤال الأهم المطروح في أوساط الفلسطينيين وهم ينتظرون الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من قطاع غزة في شهر أغسطس 2005، حيث يرفع البعض سقف توقعات المواطنين بحدوث انتعاش اقتصادي كبير داخل هذا القطاع الفقير، في حين يحذر آخرون من الإفراط في التفاؤل، ويخشون من تحول الانسحاب إلى كارثة اقتصادية تزيد من معاناة المواطنين.

الفقر والبطالة أبرز مشكلتين بغزة بعد الانسحاب

الحكومة ممثلة في وزير الاقتصاد مازن سنقرط فتقول إنها أعدت خطة للتنمية الاقتصادية لقطاع غزة، في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع، وتحسين آليات التمويل الخارجي، وتوجيهها بما يلبي متطلبات عملية التنمية.
أهمية هذا الجدل الاقتصادي هي أن القطاع يعاني من مشكلات كبيرة تتطلب مواجهة بعد الانسحاب؛ فاستنادًا إلى أرقام البنك الدولي لعام 2004 فإن 70% من فلسطينيي غزة، البالغ عددهم مليون و300 ألف نسمة يعيشون تحت مستوى الفقر، فيما تطال البطالة 44% من القادرين على العمل في هذا القطاع؛ حيث يمثل الشبان دون الثامنة عشرة نسبة 60% من إجمالي السكان

.

انتعاش بشروط

المتفائلون اقتصاديًّا بمستقبل غزة يتحدثون عن مساعدات هائلة من العالم للقطاع، ومنها 3 مليارات دولار قررت الدولة المانحة تقديمها للفلسطينيين، بالإضافة إلى قرار دولة الإمارات العربية إنشاء مدينة سكنية على أنقاض المستوطنات بقيمة 100 مليون دولار. ويرى هؤلاء أن هذه المساعدات ستضخ الدماء في القطاعات الاقتصادية الراكدة في غزة سواء أكانت زراعية أم صناعية.
يقول سمير حمتو الصحفي والمحلل الاقتصادي الفلسطيني: إنه حال حدوث الانسحاب ستكون هناك نقلة نوعية لاقتصاد غزة المدمر تمامًا، لكن بشرط أن يوجد ما يشجع رجال الأعمال العرب والأجانب والفلسطينيين على الاستثمار، وإقامة المشاريع الحيوية، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو ما يتطلب أن توفر السلطة مناخًا مواتيًا للاستثمار؛ لأنه سيساعد على القضاء على البطالة والفقر.
هناك شرط آخر يضيفه المحلل الفلسطيني لحدوث انتعاش في غزة؛ وهو أن تكون للفلسطينيين السيطرة الكاملة على الموارد الطبيعية والحدود، والمنافذ التي تربط القطاع والخارج والضفة وغزة. أيضا فإن أراضي المستوطنات بحد ذاتها قادرة على إحداث تحسن في الأوضاع الاقتصادية للقطاع؛ حيث إنها كانت في عهد الاحتلال توفر 10 آلاف فرصة عمل، أما الآن فإمكانها أن تضاعف هذا العدد إلى 4-5 مرات على الأقل.
غير أن ذلك لن يتسنى تنفيذه -من وجهة نظر المحلل الاقتصادي- إلا عبر تكليف خبراء اقتصاد متخصصين بوضع الخطط الكفيلة لاستغلال هذه المناطق، بما يضمن إقامة مشاريع حيوية توفر فرص عمل، وعدم اللجوء لسياسة "تطفيش" المستثمرين من خلال وضع الشروط المقعدة أمام رغبتهم في الاستثمار، ومشاركتهم في أرباحهم.
ونبه حمتو إلى أن هذا التحسن في الأوضاع الاقتصادية يحتاج إلى عام أو عامين على الأقل حتى تستقر الأوضاع، موضحًا أن المشاريع التي ستقام الآن ستكون مؤقتة تشغل بضعة آلاف لشهرين أو على شهور في الردم أو التنظيف، أما المشاريع التي يعول عليها المواطنون فتحتاج لعام أو عامين على الأقل حتى تؤتي ثمارها.

لا مبرر للتفاؤل

في المقابل لا يرى صلاح عبد الشافي -المحلل الاقتصادي من غزة- أي مدعاة للتفاؤل؛ نظرا لكون القضية الأساسية في تحقق هذا الانتعاش الاقتصادي لم تتحقق، وهي حرية تنقل الأفراد والبضائع بعد الانسحاب. وتساءل قائلا: "هل سيكون هناك ربط بين القطاع والضفة يمكن المواطنين من الحركة دون عوائق، ويمكن البضائع من التحرك بحرية؟ وإلى أي مدى ستكون السلطة الفلسطينية مسيطرة على المعابر؟.. هذه هي التحديات الأساسية، ورغم التنسيق المكثف بين الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)، ووساطات الدول المانحة لم يتم الاتفاق النهائي والتفصيلي على أي من هذه الأمور".
ومضى يقول: "حتى اللحظة لا داعي للتفاؤل، إذا حدث تغيير يسمح بحرية الحركة والربط بين الضفة والقطاع، فحينها قد نشهد عملية إنعاش اقتصادي.. الجميع يرى أن هناك فرصة، لكن حتى تكون فرصة حقيقية لا بد من توفر شروط سياسية واقتصادية، وحتى الآن غير متوفرة هذه الشروط".
ويطالب الخبير الاقتصادي السلطة الفلسطينية بخفض سقف توقعات المواطنين، محذرا من تكرار تجربة ما حدث أيام توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، حيث تم رفع سقف توقعات المواطنين، وكان الحديث عن تحويل القطاع لسنغافورة الشرق الأوسط، وعندما لم يحدث ذلك أصيب المواطنون بخيبة أمل.
ورغم عدم تفاؤله من تحسن الأوضاع الاقتصادية لا يقلل عبد الشافي من أهمية مساحة الأراضي التي ستعود للفلسطينيين والتي تقدر بـ25% من مساحة القطاع، وهي أراضٍ خصبة وهامة للإسكان والزراعة ومقامة فوق الخزان الجوفي وسط القطاع وشماله.
لكنه يضيف قائلا: "كل هذه الأمور مهمة.. لكنها لا تكفي، المحك هو حرية الحركة والبنك الدولي، وهو جهة ليست منحازة للفلسطينيين أصدر تقريرين العام الماضي حول الانسحاب أحادي الجانب، قال فيهما: إنه لن يؤدي إلى تحسن بالأوضاع الاقتصادية، إذا لم يصحبه تغيير في سياسة الإغلاق على قطاع غزة".

مخاطر محتملة

ويتفق د.سالم حلس عميد كلية التجارية بالجامعة الإسلامية بغزة مع رأي المتخوفين من تداعيات الانسحاب على غزة، لكنه يضيف تخوفًا آخر وهو إغراق الأسواق الفلسطينية بمنتجات دول عربية؛ الأمر الذي سيهدد السلع المحلية الفلسطينية.
ويقول حلس: "صحيح أن هناك أراضيَ ستعود للسلطة نأمل في استغلالها بما يخدم مصلحة شعبنا، لكن هناك تخوفا من نتائج اتفاقيات يجري عقدها الآن مع شركات عربية، خاصة بالألبان ومشتقاتها وأدوية وسلع أخرى، لو دخلت القطاع بحرية فستهدد الصناعات الوطنية الفلسطينية".
وحتى مساعدات الدول المانحة التي يتم التعويل عليها لدعم غزة؛ فإن الدكتور حلس يرى أن التجربة الفلسطينية مع المساعدات الخارجية ليست مشجعة، "فعادة ما نسمع عن أرقام خيالية، لكن ما يصل إلى الشعب الفلسطيني هو الفتات؛ لأن جزءا من هذه المساعدات هو دراسات وبحوث توضع على الأرفف، وأموال تدفع لمستشارين أجانب يتقاضون 50-70 ألف دولار شهريا".
وطالب السلطة الفلسطينية بضرورة دعم المنتجات والصناعات المحلية، عقب تنفيذ الانسحاب من أجل إنعاش الاقتصاد، وقال: "الدول المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه، إلا بحماية منتجاتها في البداية ودعم الصناعات المحلية، وهؤلاء الآن هي دول كبيرة، ونحن في دور الحضانة، ونريد أن ننافسهم، وهذا غير ممكن".
وتظل هناك شروط أساسية لتحقيق انتعاش اقتصادي في غزة عقب الانسحاب الإسرائيلي المزمع؛ أهمها أن تصبح للسلطة الفلسطينية السيطرة على المقدرات الاقتصادية والسيطرة على المعابر، يضاف إلى ذلك إنشاء ميناء يخدم المنطقة بالكامل وإعادة تأهيل وتشغيل المطار لنقل البضائع والركاب وخلق بيئة اقتصادية وتشريعية تشجع الاستثمار، وإلا فستتحول غزة إلى سجن كبير يزيد من الفقر والبطالة المستشرية أصلا.

[صدود المحبه]

مشكور رحااال على الموضوع
وما اقول غير الله يعين الشعب هو الوحيد المتأذي بكل شي

صدود المحبه .......

[اسيرة الصمت]

رحال
مشكوور اخي على هذه المشاركة

وان شاء الله ما يصير الا كل خير بعد النسحاب
باذن الله الوضع راح يتحسن ليش هدا التشاؤم
بالعكس احنا متفاءلين بكل خير بعد الانسحاب
مشكوووووووووووووووووور

[الهـــــــروب]

ربنا يجيب العواقب سليمة


والله يرفع عن شعبنا يا رب


بس الفرحة حتكون كبيرة


الهروب_فلسطين