** اصمتوا.. حسن (نصر الله) يتحدث **

[اسيره في قلب دامع]

** اصمتوا.. حسن (نصر الله) يتحدث **





عندما يتحدث هو يجب أن نصمت نحن لنستمع إلى الرجل الذي يقف نيابة عنا على خط نار المواجهة، فها هو (السيد) حسن نصر يخرج علينا من جديد في حلته السوداء، وبطلعته الكاريزمية المهيبة في ثالث ظهور له منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل..

لكن الجديد أن نصر الله تكلم للجزيرة لمدة تزيد عن الساعة وكأنه يتحدى عدوه بهدوئه وبتركيزه وبابتسامته الصافية وكلماته المقنعة، وبحججه التي تصل لدرجة البديهيات.

ظهر بصورته لينفي المزاعم الصهيونية التي ادعت مقتل قيادات حزب الله في غارة استهدفت مسجداً تحت الانشاء ببرج البراجنة مساء أول أمس؛ بل وسمح لقناة فضائية بإجراء حوار متلفز في يوم اشتد فيه القتال البري بين المقاومة وقوات العدو!

تحدث نصر الله فوق الساعة؛ ليؤكد أنه يعد مزيداً من المفاجآت ليس فقط لعدوه وعدونا، ولكن أيضاً للجبهة الداخلية التي توعدته بحساب عسير عقب الحرب لأنه لم يستأذنها قبل عملية أسر الجنود الصهاينة، فنصر الله ذكّر كل من هاجمه واتهمه بعدم التنسيق مع الحكومة بأن جميع قيادات القوى السياسية اللبنانية وقعت على بيان وزاري مكتوب ينص على استمرار المقاومة وعلى السعي لغلق ملف الأسرى عبر أسر جنود إسرائيلين.

تحدث نصر الله عن القادة العرب، متسائلاً في البداية عما إذا كان هناك ما يسمى بقادة عرب أساساً، متهماً تلك القيادات بأنها غطت على العدوان الإسرائيلي وسمحت للحرب بأن تستمر لأيام بدلاً من امتناعها عن صد ذلك العدوان عبر اتصالاتها وضغطها على واشنطن.

تحدث نصر الله بكل هدوء وثقة عن خسائر الجيش الإسرائيلي، وعندما سأله المذيع عن خسائر حزب الله التي يتكتم هو عليها، فرد بكل ثقة: "كيف اتكتم على الأخبار وجميع وسائل الإعلام تصور ما يحدث على أرض لبنان، عكس إسرائيل التي تتكبد الخسائر ولا تسمح لأحد بالتصوير على أراضيها".

وفي الحوار، رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تسليم الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، ولو جاء الكون كله إليه، إلا إذا كانت عن طريق مفاوضات غير مباشرة وبتبادل أسرى.

تحدث (نصر الله) عن (نصر الله المبين) الذي ينتظر الأمة إذا ما خرجت منتصرة من هذه المعركة مذكراً الجماهير بأنه لا يمتلك عتاداً ولا نية لدحر اليهود عن فلسطين، ولكن الانتصار في رأيه هو صمود الشعب والمقاومة ضد هذه الآلة العسكرية التي تعد الأقوى في المنطقة، وأحد أكبر جيوش العالم.

تحدث نصر الله طويلاً وكأنه هو المنتصر، وهو كذلك في نظرنا جميعاً، تحدث وكأنه هو الذي يملك أقوى الجيوش، ولكن العكس.. هو لا يمتلك إلا إيماناً وعزيمة صادقة، في وقت يصعب أن تجد فيه رجلا مثله.. فهو بحق أحد آخر الرجال المحترمين