# مأساااه غرووووب !!

[خياليه حدي]

غروب فتاة مدللة ما زالت في عمر الورود (17عاما) وقفت ذات مساء تنظر الى وجهها في المرآة المعلقة على حائط غرفتها ذات الجدران البرتقالية اللون والعروق البنية وحولها الأثاث ذو اللون البني الداكن والستائر البنية المنسدلة على النوافذ ذات اللون البني المرقط باللون الذهبي اللامع وقد بدت على وجهها علامات الحزن واليأس من ذلك الموضوع الذي يشغل بالها ,وهي على هذا الحال انحدرت دمعة حزن من عينيها الواسعتين الكحيلتين ذات الأهداب الطويلة وهي تحمل معها ما عانته فب رحلتها الطويلة الشاقة . لقد كانت المدللة لوالديها وكانت تتمتع بذاكرة قوية وأسلوب لبق وشخصية جذابة وجمال ساحر كانت متكبرة ومتغطرسة لا تتحدث مع اي إنسان لا بد أن يكون في مستواها المعيشي والفكري ولكن كأي فتاة أو بالأصح كأي إنسان كانت تبحث عن تلك التي تقضي معها وقتها في اللعب و النزهات والتحدث على الهاتف . وسرعان ما وجدت تلك الصديقة والكثير مثلها , لقد قضت معها وقتا طويلا جدا ثم ملت من مجالستها وفكرت في البحث عن أخرى , فوجدتها في وقت لايزيد عن أسبوع واحد وتوطدت علاقتها بها وانسجمت معها وكانت فرحة للغاية لقد أحبتها حبا شديدا حتى أصبحت مذلولة لهاكأنها خادمة , أصبحت تفعل ماتأمرها وما ترضى عنه تلك الصديقة وازداد تعلقها بها وحبها لها وبعد وقت قصير ؛ثلاثة شهور تقريبا أخبرتها صديقتها بأنها على علاقة مع شاب لكن غروب نصحتها وحاولت دفعها عما كانت تفعله لكنها لم تستمع إليها وحاولت تزيين ذلك الفعل في عينيها الساحرتين وهددتها بتركها إذا لم تفعل ذلك . ولكنها طلبت منها فرصة للتفكير في ذلك الموضوع لأنها كانت تحب صديقتها جدا ولا تستطيع أن ترفض لها طلبا , وبعد ذلك وافقت .
عندما أخبرت صديقتها بقرارها قالت لها : أنت لن تحدثيه بالهاتف لكننا سنذهب سويا يوم الخميس الى مقهى من المقاهي وسترين صديقك الجديد.
فبدأت غروب في التفكير في كيفية إقناع والديها بالخروج مع صديقتها ولكن أمها قابلتها برفض شديد وقالت لها:
اسمعي ياابنتي والله إني أحب أن أراك مع تلك الصديقة التي تختارينها وأن تتوطد علاقتك معها ولكن( أفنان) لا تصلح بأن تكون صديقة .
فردت غروب على أمها غاضبة وبصوت مرتفع:
لا دخل لك في اختيار صديقاتي هذه حريتي الشخصية وأنا لم أعد صغيرة لتختارين لي صديقتي وأنا أعرف جيدا ماذا أفعل وسأذهب مع أفنان يوم الخميس .
فقالت الأم : والله لن تذهبي معها .
وجاء يوم الخميس وقد أغلقت الأم الأبواب على غروب وأخفت الهاتف عنها لكي لا تتصل بصديقتها أفنان وظلت غروب تبكي وتحاول الخروج ولكن بدون جدوى. وعندما ذهبت إلى المدرسة يوم السبت
قابلتها أفنان غاضبة وقالت لها :
لقد انتظرتك يوم الخمبس ولم تأتي واتصلت على هاتفك ولم أجد أي رد وهذه آخر علاقتي بك , فحاولت غروب التفاهم مع أفنان ولكن أفنان لم تصدق أن وجدت ما تتخلص به منها وقالت لها :
أنت فتاة ذات شخصية ضعيفة وأنت غبية جدا لدرجة أنك لا تستطيعين التفاهم مع والتعامل مع الآخرين وأنا لم أعد أطيق مجالستك.
فما كان من غروب إلا البكاء الشديد لأنها لم تكن تتخيل أن تفرط بها صديقتها بهذه السهولة التي لطالما أحبتها . وأيقنت بشدة أن هذا النوع من الفتيات لا تصلح أن تكون صديقة .فقررت أن تبحث عن تلك الصديقة الصدوقة , المضحية المرهفة المشاعر التي تتمتع بخصال طيبة تغير مافيها وتشدها لأعلى وبدأت رحلتها الشاقة . فبدلت مكانها في الصف وجلست بالقرب من (إيمان) وكانت فتاة طيبة ملتزمة متفوقة في دراستها , حاولت غروب أن تصادقها ولكن إيمان كانت قد عرفت بتفكير غروب السابق فخافت على نفسها وابتعدت عنها . فانتكست حالة غروب النفسية لأن كل من كان حولها ابتعد عنها بسبب ماكانت تفعله وبسبب غرورها وكبريائها فجلست غروب وحيدة لفترة طويلة جدا وتخرجت من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية وفي إجازة الصيف .. قررت تغيير شخصيتها وأسلوبها وطريقة تعاملها مع من حولها وحاولت جاهدة فكانت النتيجة هي أنه عندما بدأت السنه
الدراسية الجديدة دخلت إلى مدرسة جديدة إلى ناس لم تعرفهم ولم ترهم من قبل . فمضى أول أسبوع وهي تبحث عن صديقة إلى أن تعرفت على فتاة وقضت معها الفصل الدراسي الأول ولكنها لم تجد فيها الصفات المطلوبة فحاولت تغيير صفاتها ولكنها لم تستطع وقابلتها صديقتها بالإساءة وبقولها:"أنا هكذا وإن لم أعجبك فاذهبي عني " وكانت هذه هي المرة الثانية التي تخونها صديقتها واستمرت في البحث عن أخرى وأخيرا وبعد وقت طويل وجدت ماكانت تيحث عنه وسرت غروب سرورا جنونيا وأحبت صديقتها جدا ,استمرت معها الفصل الدراسي الثاني وانتهى العام الدراسي وقضت غروب إجازتها وهي على اتصال دائم بصديقتها وبدأت السنة الدراسية الجديدة ومن حسن حظها أنها كانت في نفس الصف الذي فيه صديقتها وجلست بجوارها واستمرت السنة في سرور ولكن مع بداية الفصل الدراسي الثاني تعرفت صديقة غروب على أخرى وحاولت التقرب منها وبدأت تبتعد عن غروب تدريجيا فأيقنت غروب أن صديقتها وبلا شك ستتركها وبدأت عليها علامات الخيانة ووقعت بينهما مشاكل فظلت غروب تحاول أن تحل المشاكل التي بينها وبين صديقتها وحاولت أن تعرف عن سبب معاملة صديقتها لها بهذا لأسلوب ولكنها قابلتها بردود جافة جدا وعادت ثانية تبحث عن صديقة جديدة تلك الصديقة التي لطالما حلمت بها وبما تتميز به من صفات خلقية جميلة.
ولم يقطع على غروبهذا التفكير إلا صوت آذان العصر من المسجد المجاور لغرفتها فمسحت دمعها من على خديها وتوضأت وقامت للصلاة وبعد الإنتهاء من آدائها دعت ربها بقلب خاشع أن يرزقها تلك الصديقة المضحية .... وبعد فترة ليست بقصيرة استجاب الله تعالى لطلبها , قامت في يوم من الأيام في الصباح الباكر كعادتها تريد الذهاب إلى لمدرستها فدخلت المدرسة وحيدة كسابق الأيام ولكن بعد الإنتهاء من الحصة الأولى جاءتها (ريماز ومرام) وكانتا صديقتان وفيتان لبعضهما وتحدثتا مع
غروب على أن لهما رغبة شديدة في مصادقتها وبعد تردد شديد جدا جدا قبلت غروب بذلك لفترة مؤقتة فقط فذهبت مع ريمار و مرام إلى صديقاتهن فاستمرت معهن أسبوع فوجدت فيهن الصفات المطلوبة جميعها من (وفاء , وتضحية , وحب , وأخوة , ومساعدة ) فحمدت الله سبحانه وتعالى على أن أهداها هذه الهدية العظيمة وتمنت أن تستمر هذه الصداقة إلى الأبد.

[سحر الأماكن]