تعرف على القدس " 3 " باب الغوانمة.. وحريقٌ مستمر..!

[رحااال]

لأنها القدس قبلة للصلاة، حاضرة الأمة وعنوان قضيتها الأولى، دار الاسلام ووطن العرب، استحقت أن نفرد لها مساحة يومية أن شاء الله على صدر منتدانا " حلا "، مرحبين بأي مشاركة تخدم الفكرة، سواء كانت مقالة، أو خبراً ، أو تقريراً، أو صورة.
فالمسجد الأقصى هو ثاني المسجدين وأولى القبلتين شيدته الملائكة في ذات القرن الذي بنت فيه المسجد الحرام. أمَّ فيه المصطفى عموم المرسلين عليهم الصلاة والسلام فكان بذلك هو النبي الأعظم والرسول المقدم ومنه صعد الى العلا فوصل الى سدرة المنتهى ورأى ما رأى وتلقى ما تلقى

فمن كانت لدية اية معلومات فليساعدنا على نشرها وتعميمها وله خير الجزاء ان شاء الله

اخيكم رحااال

-------------------------------------------------------------------------

الحلقة الثالثة

باب الغوانمة.. وحريقٌ مستمر..!

مرة أخرى تعود أرواحنا لتزور بيت الله المقدس تؤنسه في وحشته وتعبه، وهانحن اليوم عند نور آخر من أنوار المسجد الأقصى المبارك.. هو باب الغوانمة. وهو باب صغير لطيف البناء، يقع عند الزاوية الشمالية الغربية من المسجد الأقصى المبارك.

من أسماء هذا الباب: باب درج الغوانمة، باب بني غانم، باب الخليل. وأول أسمائه التي عرف بها كان باب الخليل، ولعل هذه التسمية كانت نسبة لسيدنا الخليل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من باب التشريف لا أكثر، حيث أنه لا يوجد أي علاقة بين هذا الباب وبين اتجاه مدينة الخليل مثلاً أو أي معلم آخر خارجه أو داخله ينسب للخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وأما تسمية (الغوانمة) أو (بني غانم) أو (درج الغوانمة) فكلها كانت نسبةً لقربه من حارة بني غانم الموجودة خارجه، وبنو غانم حين ينتسبون إلى جدهم يقال لهم (الغوانمة) وهذا هو الاسم الذي شاع وعرف لهذا الباب، وقيل إن بني غانم كانوا قد جاؤوا مع صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه وسكنوا هذه الجهة، إلا أن هذا الأمر غير مسجل-و للأسف- في كتب المؤرخين.

وهو عبارة عن باب صغير بشكل عام، تصعد إليه من داخل المسجد الأقصى المبارك بثماني درجات ثم تخرج منه فتجد نفسك أمام واجهة مغلقة وليس لك إلى أن تتجه يميناً لتجد درجاً طويلاً داخل حارة الغوانمة، وعندما تصعد هذا الدرج تجد نفسك أصبحت على (طريق الآلام) المعروف عند النصارى، والذي إذا سرت فيه إلى يسارك انتهيت إلى كنيسة القيامة.

وكالعادة في جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، لا يعرف أول من بنى بابنا الجليل، وإنما سجل لدينا أنه تم تجديده آخر مرة في الفترة المملوكية وبالتحديد عام 707هـ/1307م أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون الصالحي رحمه الله. ولم يسجل عنه أنه احتاج لترميمات أخرى بسبب طبيعة بنائه وإن كانت قد جرت له ترميمات بسيطة لا تذكر.

إلا أن أصعب لحظة مرت على هذا الباب الحبيب هي حينما اعتدي عليه من قبل الغاصبين، وهو ما حدث عام 1998م عندما أقدم يهودي متطرف على إحراق هذا الباب المبارك، وكادت النيران لولا لطف الله عز وجل تمتد للأبنية المحيطة به لتشكل حريقاً ثانياً للأقصى المبارك بعد الحريق الشهير الذي حدث يوم 21/8/1969م، وقامت دائرة الأوقاف الإسلامية ببيت المقدس بتجديده على الفور خوفاً من فتح ثغرة للمتطرفين لدخول الأقصى والاعتداء عليه. وإنه ليؤسفنا أن نجد أن كثيراً من أبناء هذه الأمة الجليلة نسوا حريق باب الغوانمة وبعضهم أصبح لا يعلم حتى أن هذا الباب قد أحرق..!! وإنه لمما يحز في النفس أن نرى مقدسات الأمة تنتهك ولا مجيب ولا مغيث..! وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وصحيح ان قصة باب الغوانمة صغيرة بسيطة.. ولكن فيها ما فيها من المعاني والعبر، فالاسم ارتبط أولاً بالأنبياء، ثم بالمجاهدين، والتاريخ ماضٍ حافلٌ بالكثير من الملمات والخطوب، وأما الحاضر فمعاناة وصبر ونيران واحتمال، فمتى يا أمة الإسلام تمدين يداً لتمسح عن بابنا المجروح دموع السنين؟ إلى الملتقى عند قبس آخر في رحلة أخرى لأرواحنا المشتاقة للبيت المقدس.



-

------------------------------------
أقرأ ايضا :

الحلقة الاولى : تعرف على المسجد الاقصى ...... القدس تعرضت للاحتلال 17 مرة ودحرت المحتلين جميعا
الحلقة الثانية : تعرف على المسجد الاقصى " 2 " ...... حائط البراق الشريف

[اسيرة الصمت]

رحال
مشكووووووووووور اخي على هذه المشاركة
يعطيك الف عافية
تقبل خالص تحياتي