![]() |
|
![]() |
![]() |
#1 |
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية لفضيلة الشيخ : حسين آل الشيخ بتاريخ : 16- 10-1426هـ وهي بعنوان : صيانة اللسان عن الغيبة الحمد لله العلي الأعلى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله أفضل الأنبياء، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء. أمَّا بعد: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله حقَّ تقواه، فمن اتَّقاه وقاه، ومن أطاعه أسعدَه ولا أشقاه. إخوةَ الإسلام، مِنَ الأصول المقطوعِ بها في الإسلامِ وجوبُ صيانة اللِّسان عن أذيَّة أهل الإيمان، ومِن هنا فقد حرَّم الإسلام كلَّ ما يخالف هذا الأصلَ، ومن ذلك مرضٌ خطير وداء فتَّاك ومعوَل هدّام، ألا وهو داءُ الغيبةِ. إنها الغيبةُ التي حقيقتها ذِكر مساوئِ الإنسان وما يَكرَهه في غيبته، يقول ![]() قال ابن حجر رحمه الله في بيان الغيبةِ وتفسيرِها على التّفصيل: "هي ذِكرُ المرءِ بما يكره، سواء كان ذلك في بدَنِه أو دينِه أو دُنياه أو نفسِه أو خُلقه أو ماله". أيّها المسلمون، والغيبةُ التي هذه حقيقتها هي كبيرةٌ من كبائر الذّنوب والعصيان، حكاه غيرُ واحد من أهل العرفان كابن حجَر والقرطبيّ عليهما رحمة الرحمن، يقول ربُّنا جلّ وعلا: ![]() ![]() ![]() عبادَ الله، الغيبةُ خَصلة تنمّ على ضعفِ الإيمان وسلاطَةِ اللسان وخُبث الجَنان، فما أعظَمَ خطرَها، وما أشنَعَ جرمَها، يقول ![]() إخوةَ الإسلام، الغيبةُ سبَبٌ لعذاب القَبر وسبيل لسوءِ المصير في الآخرة، روى ابن ماجه واللفظُ له عن أبي بكرةَ رضي الله عنه قال: مرَّ النبيّ ![]() ![]() ![]() معاشرَ المسلمين، الحذرَ الحذرَ من الوقوعِ في غيبة المسلمين والتّجَاسر على أعراضِ المؤمنين، فإنها ـ أي: الغيبة ـ خطيرةُ الضّرر شنيعة الأثر، يقول ![]() ![]() إخوةَ الإسلام، تأمَّلوا هذه النصوصَ وتبصَّروا في مدلولاتها، قِفوا عند حدودِها تَسلموا من شرِّ اللسان وتنجوا من حبائلِ الشيطان قبل فوات الأوان، واعلَموا أنَّ الخسارةَ الكبرى أن يبذُلَ المسلم حسناتِه لغيره عن طريقِ ذِكر مساوئ المسلمين والنَّيل في أعراض المؤمنين؛ ولهذا كان السّلف لا يرَونَ العبادةَ في الصلاة والصوم فحسب، بل ويرونَ أنها في الكفِّ عن أعراضِ المسلمين، ويُروَى عن الحسن أنَّ رجلاً قال له: إنَّ فلانًا قد اغتابك، فبعث إليه رُطَبًا على طبق، وقال: قد بلغني أنّك أهديتَ إليَّ مِن حسناتك، فأردتُ أن أكافِئَك عليها، فاعذُرني فإني لا أقدر أن أكافِئَك على التمام. أيّها المسلمون، وتزداد خطورةُ الغيبة ويعظُم شرّها حينما يتَّخِذها المسلم سببًا لنيلِ عرَضًا من أعراض الدنيا وحُطامها الفاني، فرسولنا ![]() أيّها المسلمون، الواجبُ المحتَّم على من سمِع غيبةَ مسلم أن يردَّها ويزجرَ قائلها بالمعروفِ، فإن لم ينزجِر فارقَ ذلك المجلسَ، كما قرَّر ذلك النوويّ وغيره من أهلِ العلم، يقول ![]() فاتقوا الله أيّها المؤمنون، والتزِموا بأوامرِ الله وأوامِر رسوله ![]() أقول هذا القولَ، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمدُ لله كما ينبغِي لجلال وجهِه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه. أمّا بعد: فيا أيّها المسلِمون، أوصيكم ونَفسي بتقوَى الله عزّ وجلّ؛ فهي خير الزادِ ليومِ المعاد. أيّها المسلمون، وقد ذكَر العلماء من مُنطلَق نصوصِ الشرع مواضِعَ تُباح فيها الغيبة للضّرورة إليها، وهي التظلُّم من ظالمٍ عند من يقدِر إنصافَه، وفي الاستفتاء، وفي النصيحةِ للمسلمين لتحذيرهم من شرٍّ ما، وفي إظهار المجاهِرِ بفسقٍ أو بِدعةٍ فيما يجاهِر به لا بِغيره، وفي التعريفِ بمن لا يُعرَف إلا بوصفٍ يتميَّز به عن غيره لا على جِهَة التنقّص، وما أمكن البعدُ عن الغيبة في هذه المواضع فهذا هو الأولى إذا تحقَّق المقصود بالتّعريض والتلميح. ألا فتوبوا إلى الله، واحذروا هذا الجرمَ الكبير، وعلى المغتابِ التوبةُ إلى الله جلّ وعلا والتحلّلُ ممّن اغتابه والدعاءُ له وذِكر محاسنه وفضائله في المواضعِ والأماكن التي كان يَغتاب فيها. ثمّ إنَّ الله جلّ وعلا أمرنا بأمر عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيِّ الكريم. اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك نبيّنا محمّد، وارض اللّهمّ عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديّين... في وداعة الرحمن
شمس القوايل |
|
|
![]() |
#2 | |||||||||
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]()
|
|||||||||
|
||||||||||
![]() |
#3 |
موقوف
![]() ![]() |
![]()
جزاكي الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك يعطيكي الف افيه دمتي مبدعه الي الامام دائما |
![]() |
#4 |
(مراقبة مجلس حلا للصور)
![]() ![]() |
![]()
شمس
![]() |
|
|
![]() |
#5 |
مراقبة الديكور والأشغال اليدويه
![]() ![]() |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
#6 |
مراقبة قسم المال والاقتصاد
![]() ![]() |
![]()
بارك الله فيكي يا شمسة
يعطيكي العافية على جهدك |
|
|
![]() |
#7 |
شخصية هامة
![]() ![]() |
![]()
جزاك الله كل الخير
تقبلي مروري نزيف الفكر |
|
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( المداومه على الطاعات بعد رمضان )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 3 | 04-10-2008 02:11 AM |
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( العشر الأواخر من رمضان )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 2 | 27-09-2008 04:19 PM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( الاستقامه الحقه )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 1 | 02-08-2008 12:23 AM |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( من حسن اسلام المرء تركه ما لايعنيه )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 2 | 01-08-2008 02:41 AM |
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( المحاسبه الجاده )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 07-06-2008 02:01 PM |