|
31-08-2006, 05:48 AM | #1 |
(حلا متميز)
|
وفاة الحرفوش الأخير.. ألد أعداء عبد الناصر
نعت مصر صباح اليوم الأربعاء الأديب العالمي " المشاغب" نجيب محفوظ , والذي يعتبر واحد من أهم الكتاب الذين أثاروا جدلاً واسعاً على الساحة المصرية بداية من كونه أول مصري يفوز بجائزة نوبل في الأدب حيث لم يسبقه في هذا الإنجاز العظيم إلا الرئيس السادات الذي حصل على جائزة نوبل في السلام عام 1979 بعد توقيعه على اتفاقية السلام مع إسرائيل , وهي الجائزة التي حصل عليها السادات مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.
ويعتبر محفوظ أول أديب مصري يختلف صراحة مع رئيس الجمهورية , ويقصد هنا نظام الحكم بعد ثورة عام 1952 , حيث اختلف محفوظ مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر صراحة على الرغم من اليد الحديدية التي كان عبد الناصر يحكم بها مصر , وتركز الخلاف بينهما حول الطرق التي أتبعتها ثورة يوليو في التعامل مع المصريين وتنكيلها بالعشرات منهم بسبب اختلافها معهم بالإضافة إلى زعم محفوظ أن الرئيس عبد الناصر أدخل مصر في صراع مع إسرائيل ليس لها بها ناقة ولا جمل زاعماً أن إسرائيل دولة جوار وأنه لا يصح لدولة تعاني من أزمات اقتصادية مثل مصر أن تدخل في حروب مع إسرائيل التي ترعاها وتدعمها الولايات المتحدة وكبرى القوى الكبرى في العالم. من اوائل من فازو بجائزه نوبل فى الادب واول من فاز بها فى مصر المثير أن هذا الخلاف استفحل وتفاقم مع الروايات التي قدمها محفوظ وقصد بها انتقاد الثورة , ومن أبرز هذه الروايات "ثرثرة فوق النيل" الذي ألقى الضوء على الحاجز النفسي الكبير الذي سيطر على العلاقة بين المؤسسة الحاكمة في مصر وبعض الجماهير بعد مرور نحو 5 سنوات من اندلاعها ويأس عدد من المصريين في تحسن أحوالهم على الرغم من الوعود التي أطلقتها الثورة لتحسين أوضاعهم, وألقى محفوظ الضوء على كيفية ممارسة هؤلاء المصريون الشاعرون بالغربة والكراهية تجاه الثورة لحياتهم , حيث يلجئون إلى ممارسة الجنس وشرب المواد المخدرة حتى يتناسوا إيمانهم بالثورة ودعمهم لها وفي المقابل عدم حصولهم على أي شيء مقابلها , بالإضافة إلى رواية اللص والكلاب التي هدف من ورائها محفوظ إلى ألقاء الضوء على طائفة المصريين الفقراء ممن استفادوا وبانتهازية من الثورة والذين تناسوا أصولهم وأصدقائهم بعد صعودهم الصاروخي نحو القمة , وسببت هذه الرواية بالفعل العديد من المشاكل لمحفوظ خاصة وأن البعض زعم أنه يقصد بالكلاب أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين ينحدرون جميعهم من أصول فقيرة ومهمشة اجتماعياً. بجانب رواية زقاق المدق التي يلقي فيها الضوء على الكبت الجنسي الذي حل بالمصريين بعد قرار الثورة حظر البغاء والدعارة , وهو أحد أبرز الأهداف التي قامت بها الثورة حيث حظرت الدعارة, الأمر الذي أدى لاستفحال ظاهرة الاغتصاب واللواط بين الشباب بل والعلاقات السرية الغير شرعية التي تنتشر بين الشباب, وهو ما جعل محفوظ يصف الثورة في أحدى ندواته ب" ثورة كبت مشاعر المصريين", ورواية أولاد حارتنا التي يلقي الضوء على فساد العسكريين وعجز عدد منهم مادياً وجنسياً , الأمر الذي يدفعهم للتنكيل بالمصريين. غير أن أبرز رواية دفعت الناصريين بالفعل لانتقاد محفوظ بل والهجوم الحاد عليه هي رواية "ميرامار" التي يلقي فيها الضوء على اللامبالاة التي باتت تسيطر على الشعب في أعقاب الثورة عام 1952 , وأن أغلب المصريين باتوا لا يفكون إلا في الشهوات سواء الجنسية أو الطعام , الأمر الذي يجعلهم في مصاف أقل الكائنات , وهو ما دفع بالعديد من الكتاب للرد على محفوظ خاصة وأن ميرامار ألقت الضوء على الطبقات التي استفادت من الثورة ولم تكتف بمصادرة أموال الأغنياء بل واغتصاب أعراضهم والتنكيل بهم بجانب سرقة الدولة المصرية في نفس الوقت. الأهم من هذا أن هذه الرواية ألقت الضوء على واحدة من أهم سلبيات الثورة وهي هجرة العديد من الأجانب الذين تعلموا في مصر ودرسوا بها , حيث كانت مصر بالفعل تمثل المنارة التعليمية والفكرية للعديد من شعوب العالم خاصة البحر المتوسط , إلا أن الثورة جاءت لتصيب الأجانب الذين يعيشون في مصر بالرعب وتجبرهم على الهجرة منها , وهو ما أفقد مصر ريادتها الفكرية في المنطقة. تعرض محفوظ لانتقادات حادة من قبل أعضاء الحزب الناصري والقوميين في مصر ناهينا بجانب كل هذا هناك الثلاثية التي تبرز أمراض المجتمع المصري خاصة الجزء الثالث منها المعروف ب" السكرية" والذي يظهر سيطرة المال على تفكير قطاعات واسعة من المصريين بالإضافة إلى قمع الثورة أصحاب التوجهات الفكرية التي تختلف معها وعلى رأسها أصحاب التوجهات الإسلامية. ويعتبر محفوظ هو قائد شلة الحرافيش التي تعرف بهذا الاسم في الأوساط المصرية والتي تضم العديد من الشخصيات أبرزها الفنان أحمد مظهر الذي كان يحمل بدوره توجهات تعادي الثورة خاصة وأنه كان من القائمين على التمرد الذي حصل في سلاح الفرسان المصري بعد الثورة , وهو السلاح الذي رفض الأسلوب الحديدي الذي تدير به الثورة مصر. وبناءً على هذه التوجهات تعرض محفوظ لانتقادات حادة من قبل أعضاء الحزب الناصري والقوميين في مصر, حيث زعموا أنه حصل على جائزة نوبل في الأدب بسبب ترويجه لأفكار التعايش المرفوضة شعبياً مع إسرائيل , الأمر الذي دفع محفوظ للرد في الأمسية الأسبوعية التي يقوم بها كل أربعاء ويحضرها معه المؤلف المسرحي علي سالم ورئيس تحرير صحيفة الأهرام أبدو المصرية الناطقة بالفرنسية محمد سلماوي أن هذا الكلام لو صحيح لفاز العديد من الكتاب المصريين والعرب المؤمنين بالسلام مع إسرائيل بهذه الجائزة التي حصل عليها بعد جهود وأعمال فكرية مضنية. وكانت أخر معارك محفوظ قبل وفاته معركته مع صحيفة الفجر الأسبوعية المصرية يرأس تحريرها عادل حمودة الذي قام بنشر رواية أولاد حارتنا في أعداد الصحيفة الأسبوعية بدون الرجوع إليه, وهو ما دفع بمحفوظ لرفع قضية على حمودة تولاها إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق والذي يعرف في الأوساط المصرية باسم المتحدث الرسمي ل" محفوظ" والذي هاجم حمودة واتهمه بالسرقة خاصة وأن دار الشروق تنوي طبع الرواية التي حظر طبعها في مصر بسبب تطرقها للحديث عن سلبيات الثورة وتم مناقشة الموضوع في المحاكم وما زال ينظر بها إلى الآن. ان لله وان اليه لراجعون |
|
|
31-08-2006, 01:52 PM | #2 |
موقوف
|
مشاركة: وفاة الحرفوش الأخير.. ألد أعداء عبد الناصر
ديل
مشكور اخى على الخير والطرح الرائع والشرح الوافى دمت فى رعايه الله الروك |
31-08-2006, 01:56 PM | #3 |
(حلا متميز)
|
مشاركة: وفاة الحرفوش الأخير.. ألد أعداء عبد الناصر
مشكووووووووووووووووور ماست
بس انا سبقتك بنقل خبر وفاته تحياتي |
|
|
01-09-2006, 07:55 AM | #4 |
(حلا متميز)
|
مشاركة: وفاة الحرفوش الأخير.. ألد أعداء عبد الناصر
شكرا يا روك على مرورك القيم جدا بالنسبه لى
وانا اسف يا بوسى انى نزلت الموضوع بعدك بس للاسف انا ما شوفتش الموضوع بتاعك الا بعد ما عملت الموضوع ده وشكرا على مرورك يابوسى واهتمامك بالمنتدى |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|