:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-2006, 02:30 PM   #1
شروق الدلوعه
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية شروق الدلوعه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26411
المشاركات: 375
عدد المواضيع: 8
عدد الردود: 367


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شروق الدلوعه is on a distinguished road

شروق الدلوعه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

مشكوووووووووووره على جراتك
يااحلى احساس
وبنتظار التكمله
صويحبتس:
شروق الدلوعه
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 21-10-2006, 03:29 PM   #2
ميدووحلا
موقوف
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23274
المشاركات: 3,349
عدد المواضيع: 568
عدد الردود: 2781


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ميدووحلا is on a distinguished road

ميدووحلا غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

black"]احساس رسامة«◙••.•

رقة كلماتك
ورقة همسك
عطرا انعش أجواءحلا
حد الانفجار والبوح بالكلمات
التي صرخت لتعبرعن حبك
احلى الأمنيات الفواحة بتوهج حروفك
الصادقه وبعطر قلبك
وادامك الله مبدعة..[/COLOR][/COLOR]
 
قديم 21-10-2006, 05:37 PM   #3
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

البجادي...

اليوم ابي انزل الجزء بـس ترا مو اكـيد...

شـروق الدلوعـه...

هلا والله بصويحبتي ...

تدرين اني جريـئه طول عمـري...
ميدو حلا

مشكور اخـوي على المديح...

ومشـكور علـى مرورك الصفحـه...


أرق تحيـه ....

اختكــم...


احساس رسامه....
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 21-10-2006, 05:53 PM   #4
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(4)


ماذا فعل التنبل بقمرة في تلك الليلة ؟ ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل فما زالت بداخلنا

رواسب من أبي جهل وما زلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل نلف نساءنا بالقطن ندفنهن في

الرمل وملكهن كالسجاد كالأبقار في الحقل ونرجع آخر الليل نمارس حقنا الزوجي كالثيران

والخيل نمارسه خلال دقائق خمسة بلا شوق ، ولا ذوق ولا ميل نمارسه كالآت تؤدي الفعل

للفعل ونرقد بعدها موتى ونرتكهن وسط النار وسط الطين والوحل قتيلات بلا قتل بنصف الدرب

نتركهن يا لفظاظة الخيل ! نزار قباني أكاد أسمع سباب الرجال من القراء ولعنهم إياي بعد هذه

القصيدة . أرجو أن تفهموها كما أريدكم أن تفهموها ، وكما أظن نزاراً قد أراد لكم أن تفهموها .

** بعد انقضاء شهر العسل ، توجهت قمرة مع عريسها إلى شيكاغو ، التي اختارها ليبدأ فيها

تحضيره للدكتوراة في التجارة الإلكترونية ، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في لوس

آنجلس ، والماجستير في إنديانابوليس. تبدأ قمرة حياتها الجديدة بكثير من الخوف والتوجس .

كانت تموت رعباً كلما ركبت المصعد لتصل إلى الشقة التي يسكنانها في الطابق الأربعين من

البريزيدينشال تاورز . تشعر بالضغط يمزق رأسها ويسد أذنيها كلما ارتفع المصعد طابقاً من

طوابق ناطحة السحاب الشاهقة ، وكانت تصاب بدوار في كل مرة تحاول أن تطل فيها من إحدى

نوافذ شقتها . كل شيء يبدو ضئيلاً في الأٍفل البعيد جداً . كانت تنظر إلى شوارع المدينة فتبدو

لها كشوارع ألعاب الليغو التي كانت تلعب بها أيام طفولتها ، بسياراتها الصغيرة التي لا يتجاوز

حجمها حجم علبة الكبريت ، بل أن صفوق السيارات من ذلك العلو تبدو كصفوف النلم في

صغرها وتراصها . كانت تخاف من المتسولين السكارى الذين يملؤون الشوارع ويهزون

علبهم المعدنية في وجهها طلباً للنقود ، وتخشى قصص السرقة والقتل التي تسمع عنها في

تلك الولاية الخرطة ، وتخاف من حارس العمارة الأسود الضخم الذي يتجاهلها كلما حاولت

لفت انتباهه بانجليزيتها الركيكة لحاجتها إلى سيارة أجرة . كان راشد منشغلاً منذ وصوله

بالجامعة والبحث . كان يخرج من الشقة في السابعة صباحاً ليعود في الثامنة أو التاسعة

وأحياناً في العاشرة مساء ، وفي عطل نهاية الأسبوع كان يحاول إشغال نفسه عنها بأي شيء

، كالجلوس لساعات على الإنترنت أو مشاهدة التلفاز كان كثيراً ما ينام على الأريكة أثناء

متابعته لمباراة بيسبول مملة أو لأخبار السي إن إن ، وأما إذا ذهب للنوم في سريرهما ، فإنه

يذهب بسرواله الداخلي الأبيض الطويل وفنيلته القطنية الذي لا يرتدي سواهما أثناء تواجده

معها في الشقة ، ليلقي بنفسه على السرير كعجوز خائر القوى لا كعريس جديد . كانت قمرة

تحلم بالكثير ، كثير من الملاطفة وكثير من الحب وكثير من الحنان والعواطف كالتي تدغدغ

قلبها عند قراءة الروايات العاطفية أن مشاهدة الأفلام الرومانسية وها هي تجد نفسها أمام

زوج لا يشعر بانجذاب نحوها ، بل أنه لم يلمسها منذ تلك الليلة المشؤومة في روما . بعد أن

تناولا العشاء في مطعم الفندق الراقي ، قررت قمرة بحزم أن تلك الليلة ستكون ليلة دخلتها

التي طال انتظارها . ما دام زوجها خجولاً فلا بأس من أن تساعده وتمهد له الطريق كما

نصحتها أمها . صعدا إلى غرفتهما وبدأت تلاطفه على استحياء ، بعد دقائق من المداعبة

البريئة صار هو المتحكم بزمام الأمور ، استلمت هي رغم ارتباكها وتوترها الشديدين

وأغمضت عينيها بانتظار ما تتوقع حدوثه ، وإذا به يفاجئها بفعل لم يخطر لها على بال ! كانت

ردة فعلها المفاجئة له ولها في حينها أن صفعته بقوة ! التقت العيون في لحظة رهيبة ! كانت

عيناها مليئتين بالخوف والذهول ، وكانت عيناه مليئتين بغضب لم تر مثله من قبل . ابتعد عنها

بسرعة وارتدى ثيابه على عجل وغادر الغرفة وسط دموعها واعتذاراتها ، ولم تره إلا في

مساء اليوم التالي عندما قدم على مضض لاصطحابها للمطار ليستقلا الطائرة المتوجهة لواشنطن ، ثم أخرى باتجاه شيكاغو .




يـــ ــــــ ــــــ ــتـــــ ــــــــــــ ـــــــبـــ ــــــع


بـس اشوف الردود
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 22-10-2006, 03:58 AM   #5
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

•.••◙» احساس رسامه «◙••.•

مشكـــورهـ أختـــي

علــى القصـــه وبنتظــار البقيـــه

دائمــاًً تأتــي لنــا بكــل ما هــو مميـز ورائــع

يعطيــكِـ ألـف عافيــة علـى مجهـودكِـ

تقبلــي خالـص ودي ,,,

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 22-10-2006, 06:25 AM   #6
حـ الذكريات ـلو
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية حـ الذكريات ـلو
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23286
الدولة: دار أبو متعب
المشاركات: 4,981
عدد المواضيع: 58
عدد الردود: 4923


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حـ الذكريات ـلو is on a distinguished road

حـ الذكريات ـلو غير متصل
Thumbs up مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

متابع ....
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-10-2006, 02:18 PM   #7
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

الـبـجادي ...

شـكلـه مـحد مـشـجعني اكمل القـصه غيركـ...


انت عن عشره اعضاء خخخ...

أرق تحيه...


احساس رسامه...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 09:50 AM   #8
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(14)

عن ميشيل وفيصل أحدثكم الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها ، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ولولا أن الحب من أغلى الأشياء ، لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه ، وقد جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفئها إلا النكاح وذلك بقوله : (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ابن ماجة : 1847، فالحب الذي يبقى مقيداً بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه ، وسبيله الوحيد النكاح، فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد . إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر ، أما إذا تحول الحب إلى سلوك كلمسة وقبلة وضمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراماً وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه ، ولكن ما هو الحب الذي نريده ، نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس . نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين . موقع جاسم المطوع الإلكتروني أصبحت تستهويني قراءة تعليقاتكم على القصة ، فبعد إيميلي الأخير وصلني ما يقارب مائة رسالة ! قرأتها جميعاً لأتكد أننا شعب اتفق على ألا يتفق ، فمن متعاطف مع قمرة إلى محتقر لها ومن مؤيد لراشد إلى ناقم عليه . أؤكد لكم أنني استمتعت بقراءة كل رأي من آرائكم المتباينة حتى التي أختلف معها . سعيدة أنا بمتابعتكم رسائلي ، وسعيدة أكثر باختلافاتكم لأنها تشير إلى بداية تكوين بعضكم لفكر مستقل عن رأي الأغلبية ، رأي يتقنعون به ويؤمنون بمبادئه ويتمسكون به (أو هذا ما أتمناه) ! وهذه أروع الفوائد التي جنيتها معكم من إيميلاتي .

** وجدت ميشيل في فيصل كل ما كانت تبحث عنه في الرجل ، فقد كان يختلف عن بقية الشباب الذين تعرفت عليهم منذ استقرارها في السعودية ، وأكبر دليل على ذلك استمرار العلاقة بينهما لما يقارب العام مع أن أطول علاقاتها السابقة لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر . كان فيصل شاباً متحضراً ، يعرف تماماً كيف يتعامل مع المرأة ولا يستغل الفرص كما يفعل الباقون ، كان لديه العديد من الصديقات كما كان لدى ميشيل العديد من الأصدقاء لكنهما أصبحا (كوبل) بعد فترة قصيرة من تعارفهما وحرصا على إعلان ذلك أمام جميع أصدقائهما . رقته الآسرة وسلوكه الرفيع جعلاها تعيد النظر في حساباتها وتغير الانطباع السيء الذي كونته عن الشباب في بلدها بعد عدد من التجارب القصيرة . لم يخطر ببالها قبل تعرفها على فيصل أن بإمكان الشاب السعودي أن يكون رومانسياً كغيره من شباب العالم المتحضر . كان فيصل يتبعها بسيارته كل صباح وهي في طريقها إلى الجامعة مع سائقها الخاص . كانت رؤيته في الساعة السابقة صباحاً يجول شوارع الرياض معها وهو يغالب النعاس – خاصة في الأيام التي لا تبدأ محاضراته فيها قبل الظهر – تدغدغ قلبها بحنان لا يسعها إلا الاعتراف به والتلذذ بطعمه . لم تستطع يوماً أن تشرح لأحد أصدقائها أو حتى صديقاتها المقربات ما تشعر به من ضياع ، فرغم أن صديقاتها كن يدركن مدى كراهيتها للمجتمع السعودي وتقاليده الصارمة واستهزائها بما يفرضه على الفتاة من قيود ، إلا أن ما بداخلها من صراع حضاري كان بحاجة لعقل واعٍ وفكرٍ مستنير وشخص متفتح الذهن حتى يستوعب ما يدور في ذهنها من تداخلات . وجدت ميشيل لذتها بعد ذلك مع فيصل ، الذي أدرك تماماً ما تعانيه ، فصارت تبث همومها في كل حين . بعد أن عثرت أخيراً على الفتى الذي يفهمها بعد سنوات من التخطيط ، كيف لها أن تصوم من جديد عن لذة البوح ؟ فتحت ميشيل صندوقها الأسود القابع في أعماقها وقامت بعرض محتوياته بحرص على فيصل ، الذي ساعدها في نفض الغبار عن كل قطعة منها ، ثم أعاد طيها قبل أن يودعها الصندوق من جديد ، بعد أن تأكد كلاهما أن مفتاح الصندوق الوحيد أصبح في جيبه هو . في منزل أم نوير اجتمعت به . تؤمن أم نوير بالحب ولم تحاول يوماً تصويره للشابات الأربع على أنه نجاسة يجب الترفع عنها ، إلا أنها كانت تعلم أن الحب الصادق لا يجد له متنفساً في هذا البلد ، وأن أية علاقة مهما كانت عفيفة لا بد وأن تقابل بالرفض والكبت الذي قد يدفع أبطالها للوقوع في الكثير من الأخطاء ، لذا فعندما أخبرتها ميشيل عن عزمها على دعوة فيصل إلى منزلها (في غياب أبويها) بعد أن ملت لقاءه في المقاهي والمطاعم التي يندسان خلف ستائرها كل مرة كهاربين من العدالة ، وطلبت منها الإذن بأن تخبر أبويها أنها ستمضي السهرة في منزلها ، عندها فتحت أم نوير باب منزلها في وجه الحبيبين الحائرين حماية لحبهما من نفسيهما ، وحماية لعلاقتهما البريئة من التحول إلى ما هو أكبر من ذلك قبل أن يتم الارتباط الرسمي بينهما ليحفظ لكل منهما حقوقه ، في زمن لا يعترف إلا بالأوراق الرسمية . أمسك فيصل بكلب ميشيل المدلل باودر يداعبه ، وهو كلب أبيض صغير من فصيلة البودل ، وراح يستمع إلى ميشيل وهي تسرد له إحدى قصصها ، كعادتها باللغة الإنجليزية التي تمنحها حرية أكبر في البوح والانطلاق . - عندما كان عمري خمس سنوات ، وكنا آنذاك لا نزال في أمريكا ، اكتشف الأطباء إصابة ماما بسرطان عنق الرحم . خضعت ماما للعلاج الكيميائي ثم أجريت لها عملية اسئصال للرحم ، وهكذا فقدت قدرتها على الحمل والإنجاب . بمجرد عودتنا إلى الرياض بعد انتهاء العلاج الإشعاعي ، وقبل أن تستعيد أمي شعرها المتساقط ، بدلاً من مواساتنا اقترحت عمتي أمام أمي وأمامي تزويج أبي من أخرى تستطيع أن تنجب ابناً يحمل اسمه ، وكأنني أحمل اسم رجل غريب ! مع علينا ، لو أنني سأقف عند كل خطأ يُرتكب في هذا المجتمع المتناقض لما انتهيت من الحديث أبداً ! دادي أصر على رأيه ورفض أن يتزوج من امرأة أخرى ، فهو يحب مامي كثيراً ومتعلق بها . أحبها منذ أن رآها لأول مرة في أميركا في ليلة رأس السنة التي كان يقضيها عند أحد الأصدقاء . تعرف عليها في تلك الليلة وتزوجها بعدها بشهرين . عائلة أبي لم ترض يوماً عن هذه الزيجة وظلت جدتي تتأفف عند زيارة أمي لها حتى اليوم . عاد أبي معنا إلى أميركا بعد أقل من شهر من رحيلنا عنها ، أبي الذي كان يحلم بالعودة إلى وطنه حتى أشب على أرضه كفتاة سعودية ، عجز عن تعليم أقاربه احترام خصوصياته ، فآثر الهجرة من جديد ... تدخل عليهما أم نوير لتفقد الأوضاع . كم هي طيبة أم نوير ، فهي على الرغم من تحررها إلا أنها تخاف على البنات الأربع كبناتها وتعمد إلى مراقبتهن بطرقها اللطيفة المكشوفة . تجلس معهما لدقائق ، تسأل فيصل عن صحة الوالدة التي لم ترها والإخوة الذين لا تعرف أياً منهم ، تلتفت إلى ميشيل وتسألها عن الشريط الكئيب الذي يستمعان إليه. - بنك فلوويد ، آنتي . - (مبديةً امتعاضها) ويه! قميضه وا علينا عليه ! اش حقه جذي ؟ الحين هذا بدال ما تحطين له : آه يا لاسمر يا زين ، الشوق أمرني أطيعك وانسى خلاني ! تحطين له هاللي يتحلطم !؟ . تغمز أم نوير باتجاه فيصل الذي يضحك بحبور حتى تبدو غمازتاه الجذابتان . تصرخ ميشيل : - آنتي ؟ بليز لا تكبرين راسه علي ! ما صدقنا نلقى واحد حلو وما هو شايف نفسه! ويضحكون جميعاً . تعود لتكمل قصتها بعد انصراف أم نوير وهما يتناولان ما وضعته أمامهما من مكسرات وبنك ونقل تأتي بهم من الكويت . - عدنا بعد ذلك بثلاث سنوات إلى الرياض ومعنا مشعل . هل تصدق أنني أنا التي اخترت ميشو من بين مئات الأطفال حتى يكون أخاً لي ؟ لقد شعرت حينها بأنني أصنع القدر ! أعجبني شعره الأسود القريب من لون شعري ووجهه البريء . أحسسته قريباً مني . كان في شهره السابع عندما تبنيناه ، كان سو كيوت ! حالماً رأيته أخبرت أمي وأبي أن هذا الطفل هو أخي الذي يبحثان عنه . عندما عدنا إلى الرياض ، اجتمع أبي بأبويه وإخوته وأخواته ، وقال لهم بوضوح أن مشعل الصغير سوف يكون ابنه الذي لم يشأ الله أن يهبه إياه عن طريق دايان – والدتي – وأن عليهم جميعاً احترام قراره ، وأن يعدوه بألا يكشفوا هذا السر أمام مشعل في يوم من الأيام . كان أفراد العائلة المقربون الوحيدين الذين علموا بمرض أمي لأن أحداً لم يرها هنا طوال فترة مرضها وعلاجها ، ولم يسمح أبي بانتشار الخبر . خيّر أبي أهله ما بين رضوخهم لقراراته مقابل بقائه معهم ، وما بين عودته للعيش في أميركا إن لم يوافقوا . بعد أسبوع من المداولات العائلية ، وافقت الأسرة على انضمام مشعل الصغير إليها . أبي كان متأكداً من موافقتهم ، لا لحبهم له وإنما لأن البزنس العائلي كان بحاجة ماسة لخبرات والدي وطاقاته . عدنا لأمريكا لتصفية شؤوننا هناك ، وبعد سنة كنا نحن الأربعة في الرياض ، نبدأ مرحلة جديدة من حياتنا ... عوّدها فيصل على صمته أثناء حديثها خاصة إذا كان حديثاً ذا شجون كهذا ، لكنها خافت صمته هذه المرة ، فراحت تبحث في عينيه عن ردة فعل أو انفعال ما يشي بما يفكر به بعد سماع كلامها ، ولما لم تجد ما يطمئنها أضافت بحزن : - نحن لا نخاف من أحد ولم نخف حقيقة مشعل عن الناس لأننا نخجل من ذلك . صدقني كان أبي علي استعداد لنشر الحقيقة على صفحات الجرائد والمجلات لولا تأكده من أن مجتمعه هنا لن يتقبل ابنه بنفس الحفاوة التي تقبلها به مجتمع زوجته في أمريكا . أليس من المحزن أن أضطر لإخفاء حقيقة مثل هذه عن ميشو وعن صديقاتي ؟ ليتني كنت أستطيع إخبارهن ، لكنهن لن يفهمن ! سوف يسمونه بأسماء مؤلمة من وراء ظهري وسيعاملونه وفقاً لتلك المسميات الجارحة ، وهذا ما لن أقبل به ! إنها حياة أبي وأمي وقد اختارا أن يعيشاها بهذه الطريقة فلم يتدخل الجميع في شؤونهما ؟ لم أجبر على التمثيل أمام الآخرين حتى لا يضطهدونني ؟ لم لا يحترم المجتمع اختلاف أسرتي عن بقية الأسر السعودية ؟ الجميع يعتبرونني فتاة سيئة لمجرد أن والدتي أمريكية ! كيف أستطيع العيش في مجتمع جائر كهذا ؟؟ قل لي كيف يا فيصل ؟!! . تندفع في البكاء الذي أصبح يلذ لها وهي بصحبته . وحده الذي يعرف كم دمعة بالضبط يجب أن يدعها تذرف قبل أن يداعبها بلطف لتتوقف عن البكاء . وحده يعرف أنها ستقهقه رغماً عنها لو اشترى لها من أقرب دكان للبقالة (قوطي شاني) أو (حلاو بقر) !. فيصل هذه المرة كان يفكر بنفسه . راح يواسيها برقة وهو يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين والدته حالما يعود إلى المنزل . لقد حاول تأجيل هذا الحوار مراراً لكنه هذه المرة عازم على أن يفتح(أو يقفل!) الموضوع مع والدته . الله يستر !
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 09:51 AM   #9
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(14)

عن ميشيل وفيصل أحدثكم الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها ، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ولولا أن الحب من أغلى الأشياء ، لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه ، وقد جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفئها إلا النكاح وذلك بقوله : (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ابن ماجة : 1847، فالحب الذي يبقى مقيداً بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه ، وسبيله الوحيد النكاح، فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد . إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر ، أما إذا تحول الحب إلى سلوك كلمسة وقبلة وضمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراماً وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه ، ولكن ما هو الحب الذي نريده ، نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس . نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين . موقع جاسم المطوع الإلكتروني أصبحت تستهويني قراءة تعليقاتكم على القصة ، فبعد إيميلي الأخير وصلني ما يقارب مائة رسالة ! قرأتها جميعاً لأتكد أننا شعب اتفق على ألا يتفق ، فمن متعاطف مع قمرة إلى محتقر لها ومن مؤيد لراشد إلى ناقم عليه . أؤكد لكم أنني استمتعت بقراءة كل رأي من آرائكم المتباينة حتى التي أختلف معها . سعيدة أنا بمتابعتكم رسائلي ، وسعيدة أكثر باختلافاتكم لأنها تشير إلى بداية تكوين بعضكم لفكر مستقل عن رأي الأغلبية ، رأي يتقنعون به ويؤمنون بمبادئه ويتمسكون به (أو هذا ما أتمناه) ! وهذه أروع الفوائد التي جنيتها معكم من إيميلاتي .

** وجدت ميشيل في فيصل كل ما كانت تبحث عنه في الرجل ، فقد كان يختلف عن بقية الشباب الذين تعرفت عليهم منذ استقرارها في السعودية ، وأكبر دليل على ذلك استمرار العلاقة بينهما لما يقارب العام مع أن أطول علاقاتها السابقة لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر . كان فيصل شاباً متحضراً ، يعرف تماماً كيف يتعامل مع المرأة ولا يستغل الفرص كما يفعل الباقون ، كان لديه العديد من الصديقات كما كان لدى ميشيل العديد من الأصدقاء لكنهما أصبحا (كوبل) بعد فترة قصيرة من تعارفهما وحرصا على إعلان ذلك أمام جميع أصدقائهما . رقته الآسرة وسلوكه الرفيع جعلاها تعيد النظر في حساباتها وتغير الانطباع السيء الذي كونته عن الشباب في بلدها بعد عدد من التجارب القصيرة . لم يخطر ببالها قبل تعرفها على فيصل أن بإمكان الشاب السعودي أن يكون رومانسياً كغيره من شباب العالم المتحضر . كان فيصل يتبعها بسيارته كل صباح وهي في طريقها إلى الجامعة مع سائقها الخاص . كانت رؤيته في الساعة السابقة صباحاً يجول شوارع الرياض معها وهو يغالب النعاس – خاصة في الأيام التي لا تبدأ محاضراته فيها قبل الظهر – تدغدغ قلبها بحنان لا يسعها إلا الاعتراف به والتلذذ بطعمه . لم تستطع يوماً أن تشرح لأحد أصدقائها أو حتى صديقاتها المقربات ما تشعر به من ضياع ، فرغم أن صديقاتها كن يدركن مدى كراهيتها للمجتمع السعودي وتقاليده الصارمة واستهزائها بما يفرضه على الفتاة من قيود ، إلا أن ما بداخلها من صراع حضاري كان بحاجة لعقل واعٍ وفكرٍ مستنير وشخص متفتح الذهن حتى يستوعب ما يدور في ذهنها من تداخلات . وجدت ميشيل لذتها بعد ذلك مع فيصل ، الذي أدرك تماماً ما تعانيه ، فصارت تبث همومها في كل حين . بعد أن عثرت أخيراً على الفتى الذي يفهمها بعد سنوات من التخطيط ، كيف لها أن تصوم من جديد عن لذة البوح ؟ فتحت ميشيل صندوقها الأسود القابع في أعماقها وقامت بعرض محتوياته بحرص على فيصل ، الذي ساعدها في نفض الغبار عن كل قطعة منها ، ثم أعاد طيها قبل أن يودعها الصندوق من جديد ، بعد أن تأكد كلاهما أن مفتاح الصندوق الوحيد أصبح في جيبه هو . في منزل أم نوير اجتمعت به . تؤمن أم نوير بالحب ولم تحاول يوماً تصويره للشابات الأربع على أنه نجاسة يجب الترفع عنها ، إلا أنها كانت تعلم أن الحب الصادق لا يجد له متنفساً في هذا البلد ، وأن أية علاقة مهما كانت عفيفة لا بد وأن تقابل بالرفض والكبت الذي قد يدفع أبطالها للوقوع في الكثير من الأخطاء ، لذا فعندما أخبرتها ميشيل عن عزمها على دعوة فيصل إلى منزلها (في غياب أبويها) بعد أن ملت لقاءه في المقاهي والمطاعم التي يندسان خلف ستائرها كل مرة كهاربين من العدالة ، وطلبت منها الإذن بأن تخبر أبويها أنها ستمضي السهرة في منزلها ، عندها فتحت أم نوير باب منزلها في وجه الحبيبين الحائرين حماية لحبهما من نفسيهما ، وحماية لعلاقتهما البريئة من التحول إلى ما هو أكبر من ذلك قبل أن يتم الارتباط الرسمي بينهما ليحفظ لكل منهما حقوقه ، في زمن لا يعترف إلا بالأوراق الرسمية . أمسك فيصل بكلب ميشيل المدلل باودر يداعبه ، وهو كلب أبيض صغير من فصيلة البودل ، وراح يستمع إلى ميشيل وهي تسرد له إحدى قصصها ، كعادتها باللغة الإنجليزية التي تمنحها حرية أكبر في البوح والانطلاق . - عندما كان عمري خمس سنوات ، وكنا آنذاك لا نزال في أمريكا ، اكتشف الأطباء إصابة ماما بسرطان عنق الرحم . خضعت ماما للعلاج الكيميائي ثم أجريت لها عملية اسئصال للرحم ، وهكذا فقدت قدرتها على الحمل والإنجاب . بمجرد عودتنا إلى الرياض بعد انتهاء العلاج الإشعاعي ، وقبل أن تستعيد أمي شعرها المتساقط ، بدلاً من مواساتنا اقترحت عمتي أمام أمي وأمامي تزويج أبي من أخرى تستطيع أن تنجب ابناً يحمل اسمه ، وكأنني أحمل اسم رجل غريب ! مع علينا ، لو أنني سأقف عند كل خطأ يُرتكب في هذا المجتمع المتناقض لما انتهيت من الحديث أبداً ! دادي أصر على رأيه ورفض أن يتزوج من امرأة أخرى ، فهو يحب مامي كثيراً ومتعلق بها . أحبها منذ أن رآها لأول مرة في أميركا في ليلة رأس السنة التي كان يقضيها عند أحد الأصدقاء . تعرف عليها في تلك الليلة وتزوجها بعدها بشهرين . عائلة أبي لم ترض يوماً عن هذه الزيجة وظلت جدتي تتأفف عند زيارة أمي لها حتى اليوم . عاد أبي معنا إلى أميركا بعد أقل من شهر من رحيلنا عنها ، أبي الذي كان يحلم بالعودة إلى وطنه حتى أشب على أرضه كفتاة سعودية ، عجز عن تعليم أقاربه احترام خصوصياته ، فآثر الهجرة من جديد ... تدخل عليهما أم نوير لتفقد الأوضاع . كم هي طيبة أم نوير ، فهي على الرغم من تحررها إلا أنها تخاف على البنات الأربع كبناتها وتعمد إلى مراقبتهن بطرقها اللطيفة المكشوفة . تجلس معهما لدقائق ، تسأل فيصل عن صحة الوالدة التي لم ترها والإخوة الذين لا تعرف أياً منهم ، تلتفت إلى ميشيل وتسألها عن الشريط الكئيب الذي يستمعان إليه. - بنك فلوويد ، آنتي . - (مبديةً امتعاضها) ويه! قميضه وا علينا عليه ! اش حقه جذي ؟ الحين هذا بدال ما تحطين له : آه يا لاسمر يا زين ، الشوق أمرني أطيعك وانسى خلاني ! تحطين له هاللي يتحلطم !؟ . تغمز أم نوير باتجاه فيصل الذي يضحك بحبور حتى تبدو غمازتاه الجذابتان . تصرخ ميشيل : - آنتي ؟ بليز لا تكبرين راسه علي ! ما صدقنا نلقى واحد حلو وما هو شايف نفسه! ويضحكون جميعاً . تعود لتكمل قصتها بعد انصراف أم نوير وهما يتناولان ما وضعته أمامهما من مكسرات وبنك ونقل تأتي بهم من الكويت . - عدنا بعد ذلك بثلاث سنوات إلى الرياض ومعنا مشعل . هل تصدق أنني أنا التي اخترت ميشو من بين مئات الأطفال حتى يكون أخاً لي ؟ لقد شعرت حينها بأنني أصنع القدر ! أعجبني شعره الأسود القريب من لون شعري ووجهه البريء . أحسسته قريباً مني . كان في شهره السابع عندما تبنيناه ، كان سو كيوت ! حالماً رأيته أخبرت أمي وأبي أن هذا الطفل هو أخي الذي يبحثان عنه . عندما عدنا إلى الرياض ، اجتمع أبي بأبويه وإخوته وأخواته ، وقال لهم بوضوح أن مشعل الصغير سوف يكون ابنه الذي لم يشأ الله أن يهبه إياه عن طريق دايان – والدتي – وأن عليهم جميعاً احترام قراره ، وأن يعدوه بألا يكشفوا هذا السر أمام مشعل في يوم من الأيام . كان أفراد العائلة المقربون الوحيدين الذين علموا بمرض أمي لأن أحداً لم يرها هنا طوال فترة مرضها وعلاجها ، ولم يسمح أبي بانتشار الخبر . خيّر أبي أهله ما بين رضوخهم لقراراته مقابل بقائه معهم ، وما بين عودته للعيش في أميركا إن لم يوافقوا . بعد أسبوع من المداولات العائلية ، وافقت الأسرة على انضمام مشعل الصغير إليها . أبي كان متأكداً من موافقتهم ، لا لحبهم له وإنما لأن البزنس العائلي كان بحاجة ماسة لخبرات والدي وطاقاته . عدنا لأمريكا لتصفية شؤوننا هناك ، وبعد سنة كنا نحن الأربعة في الرياض ، نبدأ مرحلة جديدة من حياتنا ... عوّدها فيصل على صمته أثناء حديثها خاصة إذا كان حديثاً ذا شجون كهذا ، لكنها خافت صمته هذه المرة ، فراحت تبحث في عينيه عن ردة فعل أو انفعال ما يشي بما يفكر به بعد سماع كلامها ، ولما لم تجد ما يطمئنها أضافت بحزن : - نحن لا نخاف من أحد ولم نخف حقيقة مشعل عن الناس لأننا نخجل من ذلك . صدقني كان أبي علي استعداد لنشر الحقيقة على صفحات الجرائد والمجلات لولا تأكده من أن مجتمعه هنا لن يتقبل ابنه بنفس الحفاوة التي تقبلها به مجتمع زوجته في أمريكا . أليس من المحزن أن أضطر لإخفاء حقيقة مثل هذه عن ميشو وعن صديقاتي ؟ ليتني كنت أستطيع إخبارهن ، لكنهن لن يفهمن ! سوف يسمونه بأسماء مؤلمة من وراء ظهري وسيعاملونه وفقاً لتلك المسميات الجارحة ، وهذا ما لن أقبل به ! إنها حياة أبي وأمي وقد اختارا أن يعيشاها بهذه الطريقة فلم يتدخل الجميع في شؤونهما ؟ لم أجبر على التمثيل أمام الآخرين حتى لا يضطهدونني ؟ لم لا يحترم المجتمع اختلاف أسرتي عن بقية الأسر السعودية ؟ الجميع يعتبرونني فتاة سيئة لمجرد أن والدتي أمريكية ! كيف أستطيع العيش في مجتمع جائر كهذا ؟؟ قل لي كيف يا فيصل ؟!! . تندفع في البكاء الذي أصبح يلذ لها وهي بصحبته . وحده الذي يعرف كم دمعة بالضبط يجب أن يدعها تذرف قبل أن يداعبها بلطف لتتوقف عن البكاء . وحده يعرف أنها ستقهقه رغماً عنها لو اشترى لها من أقرب دكان للبقالة (قوطي شاني) أو (حلاو بقر) !. فيصل هذه المرة كان يفكر بنفسه . راح يواسيها برقة وهو يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين والدته حالما يعود إلى المنزل . لقد حاول تأجيل هذا الحوار مراراً لكنه هذه المرة عازم على أن يفتح(أو يقفل!) الموضوع مع والدته . الله يستر !
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 09:56 AM   #10
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(15)

ألبي! ألبي! ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون . ومنهم من ينظر إليكم أفأنت تهدي العمي ولو كانوالا يبصرون. إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون . سورة يونس 42-44 أعرف أنكم تتوقون لمعرفة ما حدث بين فيصل ووالدته ، ولذلك نعود اليوم إلى فصل فيصل وميشيل من القصة ، ميشيل التي احتار الناس في كوني إياها أو سديم ! فأنا ميشيل إذا ما استخدمت مصطلحات إنجليزية ، ثم أصبح سديم في الأسبوع التالي إذا ما كتبت قصيدة لنزار قباني ... يا حياة الشقا !


** فينك يا يوسف يا وهبي تيجي تشوف اللي بيحصل . حركة أو (لازمة) ألبي ألبي! التي ابتدعتها لتضحكنا أصبحت من الخدع الأكثر انتشاراً في أوساطنا المحلية مؤخراً ، وخصوصاً بين الأمهات ، عندما يحين الوقت للتعامل مع طلبات الأبناء المدللين . حالما سمعت أم فيصل اسم ميشيل ركبها ستميت عفريت ! تدارك فيصل خطأه بسرعة : ينادونها ميشيل لكن اسمها الحقيقي مشاعل ! مشاعل العبد الرحمن ! نظرة سوداء من عيني أمه أصابته بالرعب وعقدت لسانه ! خشي الشاب أن تكون هناك عداوة قديمة ما بين العائلتين ، لكن اتضح له أن الأم لم تكن قد سمعت باسم عائلة ميشيل من قبل . من هو العبد الرحمن ؟ وأي عبد للرحمن ؟ ما أكثر عباد الرحمن !! كان اسم عائلتها عادياً جداً ، لا يرقى إلى مصاف العوائل التي تناسب أو تخالد عائلة البطران ! حاول أن يوضح لها أن أبا ميشيل لم يستقر في البلد سوى من سنوات قليلة ولذلك فإن اسمه غير معروف للكثيرين من أهل الرياض ، لكنها لم تفهم . من هم إخوته ؟ يقول أن والد ميشيل هو أنجح مَن بالعبد الرحمن! وقد اعتاد بعد عودته من أميركا التي عاش فيها طويلاً ألا يختلط إلا بمن يوافقونه تمدناً وأفكاراً ، ولكن ذلك كأنما زادها امتعاضاً . عائلة تلك الفتاة ليست من مواخيذهم . لا بد من سؤال الأب ، فهو أعرف منها بمسائل الأنساب ، لكن الموضوع منذ بدايته لا يبشر بخير. لقد ضحكت عليه البنت! آه من بنات هذه الأيام !! ويا لابنها الصغير الغر الذي لم تكن تتوقع منه أن يقع في شباك فتاة كهذه ! سألته عن أخوال البنت ، وأراد أن يكحلها فعماها ! عندما سمعت الأم أن أم الفتاة أمريكية قررت أن تقفل باب هذا النقاش العقيم حول هذه المهزلة إلى غير رجعة بأن تلجأ لتكنيك يوسف بيه وهبي بعد السعوَدة : - قم با وليدي . قم بسرعة جب لي دوا الضغط والقلب ، شكل السكر انخفض معي! حاول الابن أن يقنعها ، أن يكسب رضاها عن ميشيل . عدد لها محاسن الفتاة . حدثها عن أشياء لا تهمها ، فتاة مهذبة متعلمة وطالبة جامعية مثقفة ، تعبه بخليطها الشرقي الغربي . البنت تفهمه ، البنت متحضرة وليست قروية كبقية البنات اللواتي سبق له التعرف إليهن أو اللاتي تلمح والدته إلى مشاريعها في تزويجه إحداهن . لم يستطع أن يقول لها صراحة أن البنت تحبه وأنه هو يحبها أكثر . تناولت الأم أدويتها التي إن لم تكن تنفع فهي لا تضر ، وهي تمسح دموعاً كثيرة ، وتتحدث وهي تمسح على شعره بحنان عن آمالها الكبيرة في تزويج ابنها الأصغر من أحسن البنات ، وإهدائه أحسن منزل وأحسن سيارة وتذاكر لقضاء أحسن شهر عسل . بكى فيصل اليائس ، فيصل البائس تحت قدمي أمه الغالية ، أمه التي لا يحب أحداً في الكون أكثر منها ولم يعارضها يوماً . بكى البنت المتحضرة ، حبيبته التي تفهمه ويفهمها أكثر من أي اثنين في هذا العالم ، ميشيل ذات الجمال النجدي والشخصية الأمريكية ، التي لن تكون من نصيبه .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd