:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-2007, 03:35 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم ))

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بعد...


امانة القلم




الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، ولي الصالحين ومجيب دعوة المضطرين، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، له الحكم كله وإليه يرجع الأمر كله وبيده الخير كله، له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير مرسول وأشرف متبوع بالحق قضى وللحق دعا فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن سعادة المؤمن ورفعته تبدو مجلاة في تقواه لربه؛ إذ بالتقوى يُذكر وفي التقوى يُنصر، يطيع فيُشكر ويعصي فيُغفر، فليتقِّ الله امرِؤٌ حيث ما كان وليتبع السيئة الحسنة تمحها وليخالق الناس بخلق حسن ذلك ذكرى للذاكرين والعاقبة للتقوى.

أيها الناس، قاعدة من قواعد التفسير مقررة؛ كشف معناها علماء التأويل وأئمته وعدُّوها معنىً من معاني التشريف والتكريم، ما جاءت أَفْرَادُها في القرآن إلا وفُهِم منها علو المكانة ورفعة المنة بها، ونعمة الإيجاد التي يمنُّ الله بها على عباده من مخلوقاته في الأرض وفي السماء، تلكم القاعدة عباد الله هي: أن لله جل وعلا أن يقسم بما شاء من مخلوقاته في سمائه وأرضه كالليل والقمر والشمس والنجم والطارق والفجر والعصر وغيرها من المخلوقات. وهذا القسم من الله أمارة على المكانة والاختصاص من بين سائر المخلوقات، و إذا ما أرسلنا الطرف رامقاً بين دفتي كتاب الله جل وعلا فإننا ولا جرم سنجد أن هناك قَسَماً من بين تلك الأقسام الجليلة، قسمًا أُنزل على محمد صلى الله عليه و سلم (( نزل به الروح الأمين ))، قَسَمًا أنزله الله تسلية وتثبيتا لخاتم الرسالات والمرسلين، قسمًا من الباري جلَّ شأنه في مقابل تكذيب وعناد يصرخ بهما كفار قريش وصناديدهم، إنه قول الباري جل وعلا: بسم الله الرحمن الرحيم (( ن والقلم وما يسطرون % ما أنت بنعمة ربك بمجنون )) الإقسام من الله لا يتبع إلا بشريف ما أبدع وكريم ما صنع، لقد أقسم الله بالكتاب وآلته وهو القلم، الذي هو إحدى آياته وأول مخلوقاته. والقلم عباد الله اسم جنس لكل ما يكتب به وهو أول مخلوقات الله تعالى، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إن أول ما خلق الله القلم .. الحديث".

القلم أيها المسلمون هو خطيب الناس وفصيحهم وواعظهم وطبيبهم، بالأقلام تُدّبر الأقاليم وتساس الممالك، القلم نظام الأفهام يخطها خطا فتعود أنظر من الوشي المرقوم، وكما أن اللسان بريد القلب فإن القلم بريد اللسان الصامت، وإذا كان الأمر كذلك فـقلمك يا أخية لا تذكر به عورة امرئ إذ كلك عورات وللناس أقلام، الكتابة بالقلم للمرء شرف ورفعة وبضاعة رابحة وآثر غال ومأثر عليّ، هي للمتعلم بمنزلة السلطان وإنسان عينه بل عين إنسانه، كيف لا؟ وأعظم شاهد لجليل قدرها وأقوى دليل على رفعة شأنها، أن الله سبحانه نسب تعليمها إلى نفسه واعتدَّها من وافر كرمه وجزيل إفضاله، بسم الله الرحمن الرحيم:(( اقرأ بسم ربك الذي خلق%خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) بالإضافة إلى ما يؤكد أن هذه الآية مفتتح الوحي وأول التنزيل على أشرف نبي وأكرم مرسل، وفي ذلك من الاهتمام بشأنها ورفعة محلها مالا خفاء فيه، بله ما وصف الله به حفظته بقول: (( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين )) .

يقول ابن القيم رحمه الله: ( التعليم بالقلم من أعظم نعمه على عباده إذ به تخلد العلوم وتثبت الحقوق، ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأزمنة عن بعض واندرست السنن وتخبطت الأحكام ولم يعرف الخلف مذهب السلف، وكان يعظم الخلل الداخل على الناس في دينهم ودنياهم لما يعتريهم من النسيان الذي يمحو صور العلم من قلوبهم.. إلى أن قال رحمه الله: فمن ذا الذي أنطق لسانك وحرك بنانك، ومن ذا الذي دعم البنان بالكف ودعم الكف بالساعد فكم لله من آية نحن غافلون عنها في التعليم بالقلم ).

أيها الناس دعا إلى القلم والخط به نبيّ أُميّ لم تكن أميته يوما ما قدحا في رسالته أو مثلبا في نبوته، كلا بل هي مدح ومنقبة لأن من ورائها حكمة بالغة هي رد وحجة على الملحدين المعاندين حيث نسبوه إلى الاقتباس من كتب المتقدمين كما أخبر الله بقوله: ] وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [ وأكد ذلك بقوله: (( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون )) فكان ذلك من أقوى الحجج على تكذيبهم وحسم أسباب الشك في نبوته صلى الله عليه و سلم.

لقد كان الخط في مبدأ ظهور الإسلام هو الخط الأنباري وكان يكتب به النزر اليسير من العرب عامة وبضعة عشر من قريش خاصة، وبعد انتصار النبي صلى الله عليه و سلم في بدر أُسر جماعة من المشركين كان من بينهم بعض الكتاب فقُبل الفِداء من أمييهم وفادى الكاتب فيهم بتعليم عشرة من صبيان المدينة، فانتشرت الكتابة بين المسلمين وحضُّوا على تعلمها، واشتهر كُتّاب الصحابة كزيد ابن ثابت، ومعاوية، وعبد الله بن الزبير، وسعيد ابن العاص رضي الله عنهم أجمعين، ثم ازدادت انتشارا في عصر التابعين على قلة الإمكانات وعسر الحال، يقول سعيد بن جبير رحمه الله: ( كنت أجلس إلى ابن عباس فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ ثم أقلب نعلي فأكتب في ظهورهما )

وقال عبد الله بن حنش: ( رأيتهم عند البراء يكتبون بأطراف القصب على أكفهم )

وذكر الإمام الدارمي رحمه الله: ( أن أبانا رحمه الله يكتب عند أنس في سبورة )

قال سعيد بن العاص t: ( من لم يكتب فيمينه يسرى )

وقال معن بن زائدة: ( إذا لم تكتب اليد فهي رجل )

هذه النصوص وأمثالها لا أبعاد لها إلا التحضيض والترغيب في الكتابة وتعلمها ليس إلا.

أيها المسلمون، لقد فاخر كثير من البلاغيين بالقلم حتى جارَوْ به السيف أو أزيد من ذلك بضروب من وجوه الترجيح، كيف لا وقد أقسم الله به، إضافة إلى أن القلم يؤثر في إرهاب العدو على بعدٍ بخلاف السيف فإنه لا يؤثر فيه إلا عن قرب، إذ أن القلم البار الجاد يرقُم صحائف الأبرار لتحطيم صحائف الأشرار، لا يصرفه عن ذلك ما يلاقيه في عوالم شتى من قبل ذوي النزق من أهل البدع والإلحاد في الدين، أو من ذوي الأقلام المأجورة ممن همهم الإحبار أمام الدرهم والدينار، فضلا عما يصاحب ذلك من تعسف وإرهاق ويد قوة في استرقاق الأقلام أو تجفيف المحابر، إنه في الحقيقة لا يزيد أهل العلم إلا بيانا وتبيانا، وعزما على قول الحق وتبيين الدين للخلق والتحذير مما يغضب الله ورسوله مع سكينة وأريحية، حاديهم في ذلك قوله جل وعلا (( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين )).

عباد الله، ِصدقُ القلم وفصاحته من أحسن ما يتلبس به الكاتب ويتزر به العاقل، والاعتناء بأدب القلم في المعنى هو ضرورة كما الأمر في المبنى، وهو بذلك صاحب في غربة ومؤنس في قلة، وزين في المحافل وأشياع الناس، ناهيكم بعد ذلك عن دِلالته على العقل والمروءة ورباطة الجأش والتبري من ضيق العطن وعشق رأي الذات (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) ثمة ولا شك أن من غرس فسيلاً يوشك أن يأكل رطبها، وما يستوي عند أهل النهى وذوي الحِجى قلمان: أحدهما ثرثار متفيهق يطِبُّ زكامًا فيُحدِثُ جُذامًا، والآخر يكتب على استحياء محمود وغيرة نابتة من حب الله ورسوله وإذا تعارض القلمان فإن الخرس خير من البيان بالكذب كما أن الحصُور خير من العاهر.

من عزم الكتابة عباد الله فلا يتخذها للمماراة عُدةً ولا للمجاراة ملجأ ولا يأمن الزلة والعرضة للخطأ، وكما قيل:

( من ألّف فقد اُستهدف ) وفي القديم قيل: ( من كتب فكأنما قدم عقله للناس في طبق ).

ألا وإن أبلغ الأقلام في الوصول إلى القلب ما لم يكن بالقروي المجدع ولا البدوي المعرّب مع ما يتحلى به صاحبه من صدق في الحال ونية في الإصلاح وإلا ( فماذا يغني الضبط بالقلم إذا لم يشفِ من ألم ) وحاصل ذلك أنه ما رُأي كمثل القلم في حمل المتناقضات:

· * فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر ومركبٌ من مراكب البلوغ والنجاح، ورأب صدع الفلك الماخر.

· * وهو عند الوقح السفيه عقرب خبيثة ودود علق يلاصق لحم من ينال.

· * وبينهما ثالث برزخ يقول فيه أهل العلم: العرب تضرب المثل بحاطب الليل الذي يكتب كل ما يسمع من غث وسمين وصحيح وسقيم؛ لأن المحتطب بالليل ربما ضم إليه أفعى تنينا فتنهشه وهو يحسبها من الحطب، وأهل هذا الصنف سواد في الناس غير خاف لرامقٍ ببصر.

قد يوفق الكاتب في كتابته فيكون لها شأن يظهر عليها منه الجِدا وإجادة المطلع وحسن المقطع مدعمة بالنصوص الشرعية والأقوال المرعية فتبهر القلوب وتأخذ بالألباب حتى يظن القارئ أو السامع أنها غير ما في أيدي الناس وهي ممَّا في أيدي الناس، حيث ترى براعة القلم وشجاعته ولطف ذوقه وشهامة خاطره وليس كل خاطر براقًا وفي الحديث الحسن " إن من عباد الله من إذا قرأ القرآن رأيت أنه يخاف الله " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، لقد بُهرت الأمة بكتَّاب مسلمين في كافة الميادين، شعراء ملهمين من شعراء الزهد والحكمة كأبي العتاهية وأئمة المهديين أشاعوا العلم ونصروه ونصروا السنة بأقلامهم كالأئمة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، ومحمد بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم كثير وكثير من مجددي ما اندرس من معالم الإسلام، بيد أن القلم في هذا الزمن قد فشى فشواً كبيراً واتسع نطاقه حتى بلغ القاصي والداني في صورة هي في الحقيقة مصداق لقول النبي صلى الله عليه و سلم "إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفُشُوَّ التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق وظهور القلم " رواه أحمد.

ومما لا شك فيه أن الشيء إذا فشى وذاع ذيوعا واسعا كثر مدّعوه وقل آخذوه بحقه فكثر الخطأ وعم الزلل وإن من ذلك عريَّ بعض الأقلام عن الأدب فلم ترعَ حرمة ولم تحسن رقما، ولم تزن عاطفة في نقاش فثارت حفائظ وبعثت أضغان وكُشفت أستار واشتد لغط رقمًا بقلمٍ في قرطاس ملموس بالأيدي، ناهيكم عن الكذب والافتراء والتصريح بالعورات والمنكرات والجرأة على الله ورسوله مع ما يصاحب ذلك من قلم متعثر ومقالات لها في كل وادٍ شعبة يعثرون من خلالها عثرات متكررة دون التفات إلى أسباب تلك العثرات حتى يزداد خطرها ويستفحل شرها ومن ثمَّ ينوء أصحابها بأحمال ندم لا يقلها ظهر وتنكيس رؤوس يمسون بها بعيدي الرفع، ودموع حزن على قبح تسطير ما لمددها انقطاع، وأقسى الكل أن سيقال لمثل أولئك بماذا، ومن أجل ماذا، ولأي شيء يا من خططت ببنانك ما يوبق انتماءك للحق وصدق جنانك، ثم توزن بالعدل والميزان غالٍ، فيا لله العجب كيف وُهبت لهؤلاء عقول؟ وأسيلت أقلام؟ فما قدروا الله حق قدره بها، ولم يستحضروا ثمرة العقل الموهوب والرقم مكتوب الذي باينوا به البهائم حتى تشمقوا بفعلهم وغفلوا عمن وهب وهو (( الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) ولعمر الله أي شيء لهم في الحبر والقلم ليس ملك لهم، ويا لله كيف لا توجه الموضوعية في الطرح على شرعة ومنهاج من بعث لصاحب القلم السيال في ظلام طَبْعِه نور القبس (( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )) اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا و نستغفرك اللهم إنك كنت غفارًا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله و صحبه وإخوانه، أما بعد:

فإن المسلمين بعامة في حاجة ماسَّة إلى القلم الصادق إلى القلم الأمين إلى القلم الملهم الذي ينشر الحق ويحي السنة ويدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم (( ولا يأبى كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب )) إن القلم أمانة وحملته كُثرٌ من بني الإنسان (( إنه كان ظلوما جهولا )) وما كلُّ من حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذا لفت علماء الإسلام الانتباه إلى صفات وضوابط لا يسع الأمة إهمالها ولا ينبغي أن يقصر فيها كاتب أو ذو قلم، أو من جهة أخرى تلفت الفِطن من قبل القرَّاء وأمثالهم إلى: عمَّن يتلقون ما ينفع؟ ولمن يقرءون ما يفيد؟ وممن يأخذون ولمن يذرون؟ فتكلموا عن كون صاحب القلم مكلفاً بليغا قوي العزم كفواً عالي الهمة ونحو ذلك، إلا أن أجلَّ التأكيد منصبُّ في كثير من كلام أهل العلم على أمور ثلاثة هي من الأهمية بمكان:

· * أولها: أن يكون الكاتب مسلما ليُؤمنَ فيما يكتبه ويسطره ويوثق به فيما يذره ويأتيه إذ هو لسان المجتمعات الجاذب للقلوب، ولأجل ذا لما قدم أبو موسى الأشعري على الفاروق رضي الله عنهما ومعه كاتب نصراني فأُعجب الفاروق بحسن خطه فقال: أحضر كاتبك ليقرأ فقال أبو موسى: إنه نصراني لا يدخل المسجد، فزجره عمر وقال: ( لا تُؤَمِنُوهُم وقد خَوَّنهُم الله ولا تُدْنُوهُم وقد أبْعَدَهُم الله ولا تُعِزُّوهم وقد أذلَّهم الله ).

وقد قال الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: ( ما ينبغي لقاضٍ ولا والٍ أن يتخذ كاتبا ذميا ولا يضع الذمي موضعا يفضل به مسلما )، فإذا كان هذا أيها المسلمون فإنه يعزُّ علينا جميعا أن يكون لنا حاجة إلى غير مسلم وإذا كان هذا في حق كاتب القاضي أو الوالي ففي كُتّاب المسلمين وصحافتهم من باب أولى لعموم النفع أو الضرّ به، فليت شعري هل يعي ذلك ممتهن الصحافة قراءة وكتابة؟ وهل سيظَلون في دائرة التلقي ممن في صدق انتمائهم للدين شك؟ أم أننا سنظل أبدا نتذوق مرارات نتجرعها ولا نكاد نسيغها غير مرة من جراء ثقة عمياء كإعماء البُله أو على حد قول بعضهم: ( اعصب عيناك واتبعني ).

· * أما ثاني الأمور يا رعاكم الله: أن يكون صاحب القلم عالما بما يكتب على وفق ما أراد الله ورسوله e في أي جانب من جوانب الأقلام سياسة، أو اقتصادا، أو اجتماعا، أو حضارة أو غير ذلك، فالشريعة تسع الجميع وهي الرسالة العظمى والجميع مفتقر إليها، ومن ظن أنه يسعه الخروج عنها ولو بشبر كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فقد خلع رقة الإسلام من عنقه، والله الهادي إلى سواء السبيل.

بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذا إلى أهل اليمن بكتاب قال فيه:" إنِّي بعثت إليكم كاتبا " قال ابن الأثير في غريب الحديث: ( أراد عالما ) سمي بذلك لأن الغالب على من كان يعلم الكتابة أن عنده علم ومعرفة.

· * وثالث الأمور عباد الله : هي العدالة، وما أدراكم ما العدالة، لأن صاحب القلم إذا كان فاسقا غير مستقيم المروءة يكبر ضرره ويشتد خطره وربما قادته أهواؤه ومآربه إلى استمالة قلوب الرعاع، لأنه لو زاد أو حذف، أو كتم شيء عَلِمَه، أو تَأَوَّل، أو حرَّف، أو لبّس و دلّس، أو كان ممن وصفهم الله بقوله (( تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )) لِيَطْغُوا لُبَادَاتِهِم من جراء هذا التلاعب فيؤدي ذلك إلى ضرر من لا يستوجب الإضرار ونفع من يجب أن لا يرفع عنه الضرر وربما موّه وغش حتى مدح المذموم وذم الممدوح فيؤَثِر فعله من الإضرار ما لم تؤثره السيوف؛ لأن مثل هذا إذا عزم عداوة سفك الدم بسنة قلمه، والمقرر المشاهد أن الكلام يُنسى والهم يُغفر، والمكتوب موثق باق ورسول الله صلى اله عليه و سلم يقول: " إن الله عفى لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به " فكيف يا رعاكم الله إذا كتبه ونشره ألا إن الأمر أشد والعلة أدهى وأمر ولا يضر المخطئ إلا نفسه و (( المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله )) و (( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم )).


اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، الله انصر من نصر الدين واخذل من خذل عبادك المؤمنين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشفِّ مرضانا ومرضى المسلمين.

اللهم ما سألناك من خير فأعطنا وما لم نسألك فابتدءنا وما قَصُرت عنه آمالنا من الخيرات فبلغنا.

اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة
لفضيلة الشيخ : سعود الشريم
بتاريخ : 28- 12-1421هـ




دمتم في حفظ الرحمن
اخوكم و محبكم في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 26-10-2007, 03:51 PM   #2
دينا احمد

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية دينا احمد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16799
المشاركات: 56,501
عدد المواضيع: 2821
عدد الردود: 53680
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
دينا احمد is on a distinguished road

دينا احمد غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لطفى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أسالك اللهم بخير من خيرك

الذي لا يعطيه غيرك

ان تجعل هذا الموضوع

فى موازين حسنات كاتبه

جزاك الله كل خير

ننتظر كل جديد ان شاء الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 26-10-2007, 04:20 PM   #3
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم ))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 26-10-2007, 07:08 PM   #4
valentino114
موقوف
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2007
رقم العضوية: 36014
الدولة: ** مصري وكلي فخر **
المشاركات: 5,594
عدد المواضيع: 237
عدد الردود: 5357


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
valentino114 is on a distinguished road

valentino114 غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم ))

لطفـــــــي

باركـ الله فيكـ اخي الفاضل

اللهم اجعل كل كلمه كتبتها حجه لكـ لا عليكـ

في انتظار المزيد منكـــ

دمت في رعايه الله وحفظــــــه

وتقبل مروري البسيط

\
/
\
/

فلانتينو
 
قديم 27-10-2007, 11:38 AM   #5
المصارع
عضو مميز
 
الصورة الرمزية المصارع
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2007
رقم العضوية: 40287
الدولة: أرض الكنانه
المشاركات: 6,437
عدد المواضيع: 310
عدد الردود: 6127
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
المصارع is on a distinguished road

المصارع غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعة ليوم 15 شوال 1428 بعنوان (( امانة القلم ))

لو سمحت يا اخ لطفى رفع الحذر عن العضو omex112

وذلك لانة لم يكن ملم بقوانين المنتدى

ولكم جزيل الشكر والعرفان

كما انة يوعدكم بالالتزام بالقوانين كاملة

لكن اريد من حضرتكم

ارسال القوانين الخاصة بالمنتدى فى صورة نقاط محددة ولكم جزيل الشكر


انتظر الرد ................. دمتم بكل خير

على فكرة omex112 ليس الا صديق

وهوا الذى جذبنى للاشتراك فى هذا المنتدى الرائع
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعة ليوم 2 رمضان 1428 بعنوان (( رمضان )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 5 17-12-2007 05:01 AM
خطبة الجمعة ليوم 7 شوال 1428 بعنوان (( وماذا بعد رمضان )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 25-10-2007 11:50 AM
خطبة الجمعة ليوم 18 شعبان 1428 بعنوان ( نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [2] ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 7 05-09-2007 10:11 AM
خطبة الجمعة ليوم 4 شعبان 1428 بعنوان ( ولا تفرقوا ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 7 26-08-2007 05:35 PM
خطبة الجمعة ليوم 11 شعبان 1428 بعنوان ( نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [1] ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 4 24-08-2007 04:33 PM


الساعة الآن 07:43 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd