:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-2007, 01:49 AM   #31
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.





خلصنا الدوام ، و جت الساعة 5 و نص ، و أنا و سلطان لسا موجودين بمكتبه نملم أوراقنا .




كان يوم أربعاء ، و كنت أبي ألحق أروح ارتاح و اقضي لي كم شغلة ، قبل ما اروح عرس بسـّـام .


أنا و بسـّـام معرفة قديمة و الرجال عزيز علي ، و لازم احضر زواجه .








- يالله سلطان يكفي ! نكمل بكرة .


- بكرة الخميس يا ياسر ، ما فيه دوام . أبي أخلص الشغلة و تكون جاهزة للسبت .


- أجل أنا بـ اطلع ، وراي عزومة الليلة و عندي كم شغلة أنجزها ...





يعني أنا مو قوي الملاحظة لذيك الدرجة ، بس كأنه وجه الرجـّـال انعفس ، و قط القلم من إيده ، و قال :


- يالله ، أنا بعد طالع خلاص ...







و في نفس اللحظة ، جا العامل و بايده علبة صغيرة ، و عطاها سلطان ...



- إش هذه ؟

- جاية بالبريد






بعد ما طلع العامل ، صار سلطان يقلب بذيك علبة ، مستغرب ... و شاف اسمه و بريده الخاص مسجل عليها ...





- افتحها شوف !




قلت و أنا كلي فضول ، لأن العلبة الصغيرة شكلها كان غريب ... !





فتح سلطان العلبة ، و أنا جنبه ، و اندهشنا لما شفنا اللي فيها ...


أنا كان اندهاشي اندهاش تعجب و تساؤل ، لكن هو ...


كانت دهشته دهشة ذهول ... و وجهه اعتفس كلـّـش ... و تعابيره صارت مخيفة و مهولة ... مفزعة ، إن صح

تعبيري ...







داخل العلبة ، كان فيه سلسلة فضية مقطوعة ... و جنبها ... كان فيه ورقة صغيرة مكتوب عليها :





((( القمر يقول لك الوداع ... )))
















... يــتــبــع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:49 AM   #32
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.



((.. الحلقةالعاشرة .. ))
*******

** فاجعة **








مرت سنتين من زواج قمر و بسام ، و تقريبا سنة من زواج شوق و ياسر ، و أربع شهور من خطوبتي أنا و

( يوسف ) .


احنا في بداية العطلة الصيفية و زواجنا رح يكون بعد 25 يوم ...



علاقتنا أنا و قمر و شوق ، استمرت مثل ماهي ، أخوات و صديقات و زميلات دراسة ...






كانت المرة الأخيرة اللي تهاوشت فيها مع شوق هي قبل سنتين ، لما دبرت لقاء بين قمر و سلطانوه ، بعدها ،

و لما شفت النتائج الإيجابية ، و قرار قمر باتمام زواجها من بسام ، و طردها سلطانوه من حياتها نهائيا ،

بعدها ، حمدت ربي أن شوق قدرت تدبر بينهم هاللقاء ، و صرت مدينة لها بالشكر !






أكبر دليل على أن سلطانوه انتهى من حياة قمر ، هو تقبلها لمنال بشكل طبيعي ، و خصوصا في حفلة زفاف

شوق ، حتى أن اللي يشوفهم سوى يفكرهم من الأصحاب ...

... تقريـــــــــبا من الـ (( أصحاب )) ! !







بعد كذا ، التقت قمر بمنال مرة أو مرتين ، في بيت شوق ، و الأمور سارت بشكل طبيعي .

... تقريـــــــــبا (( طبيعي )) ! !








آخر الأيام أنا كنت مشغولة بالتحضير لزواجي ، و ما شفتهم أو كلمتهم من أكثر من أسبوعين ، إلا البارحة ،


اتصلت علي شوق و سمعتها تقول انها مخططة تروح رحلة للبحر مع زوجها ...





*
* *
*




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:49 AM   #33
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.







نجحنا احنا الثلاث ، و كنا مبسوطين ... و قلت لياسر أبي أسافر سفرة حلوة ، بس ما شجعني ..، عنده شغل

كثير .... و بالمقابل ، وعدني انه طول الأجازة يوديني رحلات ...





كنا مقررين نروح رحلة بحرية بكرة ... و اليوم ما عندي شي و رحت بيت أهلي ..





كنت في البيت ، ملانة و ودي اغير جو ... اتصلت على سلمى لقيتها مشغولة

و اتصلت على قمر أبي أشوف إذا فاضية تطلع السوق معي ؟








- متى ؟

- الحين ! أمرك و نروح ؟

- خليها لبكرة شوق ، عندي شغلة العصرية ذي .

- بكرة باروح البحر مع ياسر ! يمكن ما نرد غير آخر الليل ...

- الله ! حلو ! زمان ما رحت البحر ...

- تجوا معنا ؟ و الله فكرة ! إش رايك قمر ؟









و على كذا تواعدنا نلتقي هناك ...


يوم ثاني ، و أنا أجهز بالأغراض ، قال لي ياسر :




- كثري من كل شي بعد زود ...

- تبالغ ياسر ! كلنا أربعة أشخاص ! هذا إذا جا بسام و قمر و شفناهم !

- سلطان و زوجته و ولده جايين معنا .







اندهشت ، طالعت فيه باساغراب متفاجأة :




- سلطان و منال جايين ؟ من قال ؟

- أنا جبت طاري الرحلة قدام سلطان و عجبته الفكرة و قلت له يجي معنا !






الحين ، صرت بحيرة ...

صحيح ... أن سنتين مروا ... عمر مر ... و ذكريات انست ... بس ... ما ارتحت للفكرة ..




- ياسر .... قمر رح تكون معنا ....




كأني أبي ألفت انتباهه لشي يمكن يكون غفل عنه ؟




- و إذا ؟ أهلا و سهلا ... إحنا أولاد اليوم ....







للحق ، ما ارتحت ، كان ودي أتصل على قمر أقول لها ، سلطان و منال جايين ، أو حتى أقول لها ، لغينا

الرحلة ... ما ادري ، بس حسيت أنهم لو التقوا ... رح يصير شي ... و شي ... الله يستر منه ... !







من قبل ، في مرة من المرات ، كنت اسأل أخوي إذا كان يحبها ، و هو جاوبني بأنه يعشقها ...


بعدها بكم شهر ، سألتني منال بشكل مفاجىء :




- ( سلطان كان يحب وحدة قبل ما يتزوجني ؟ )







و اعترفت لي بانها سمعت كلام بيني و بينه ليلة من الليالي ، و ما كان اسم قمر انذكر ذيك الليلة ، و ظلت منال

في داخلها تتساءل الى الآن :


-( من هي ؟ )









هذا السؤال شفته بعيونها بأكثر من مناسبة ، تقريبا ، في كل مرة أشوفها فيها ...



و لا أنا جاوبت ، و لا هي ردت سألت ...





*
* *
*





التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:51 AM   #34
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.







وصلنا عند البحر ، احنا و أخوي سلطان قبل قمر و بسـّـام .



منال أصرت تجيب معها ( نواف ) الصغير ، و ما تركته عند امي بالبيت .


ياسر استأجر قارب آلي ( طرّاد ) ، و ناوي ياخذنا بقلب البحر فيه ...





لمحنا سيارة بسـّـام و هي تعبر ، و أشر ياسر عليهم ...





سلطان ، و حتى منال ، ما كانوا عارفين ان قمر و بسام جايين معنا




و حسيت بحرج الموقف ، و انقهرت في ياسر ، كيف يتصرف كذا ؟؟؟







بسام و ياسر تصافحوا بكل ترحيب و بساطة ، و رد سلطان تحية بسام من بعيد !




أما قمر ، فأول ما نزلت من السيارة وقفت بمكانها ...





جيت لعندها و سلمت عليها ، و شفت بعينها نظرة الاستنكار و اللوم و الاستياء ...



- بعدين أقل لك وش صار ، غصبا علي ...





ما حسيتها مرتاحة ، و لولا الحرج ... يمكن قالت لزوجها :


- ( خلاص رجعنا البيت ) !










ماجد و رائد ، أخوان بسام التوأم بعد كانوا موجودين ... و أول ما نزلوا من السيارة على طول هجموا على

القارب و البحر ، بكل براءة الأطفال ...







حاولنا كلنا نتصرف بشكل (( طبيعي )) ، ما كأنه فيه ( شي ) مو في محله !




الطبيعيين كانوا ياسر و بسام و منال ، و الأطفال طبعا ...




أما الباقي ، لو يدقق الواحد النظر ، كان لاحظ الشحنات الغير مريحة اللي دارت حوالينهم ... !





*
* *
*




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:52 AM   #35
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.





كنا متواعدين أنا و شوق ، نطلع رحلة بحرية مع بسام و ياسر ، نغير جو و ننبسط شوي ...


رائد و ماجد ما صدقوا خبر ، على طول جهزوا عدتهم و لباس العوم يبوا يروحوا معنا ، و طبعا ما كسرنا

بخاطرهم ، و أخذناهم ...



الولدين اليتيمين متعلقين بأخوهم بسام ، تعلقهم بالأب ، اللي فقدوه من سنين ...





لما وصلنا المكان اللي اتفقنا عليه ، انصدمت ...





كان فيه سيارة ثانية ... أعرفها زين ....

سيارة ما ركبتها من سنتين ...

و صاحبها شخص ... ما شفته من سنتين ... و لا أبي أشوفه أبدا ....







حسيت أنها حفرة و طحت فيها و ما قدرت أطلع ، بسام وقف السيارة جنب سيارتينهم ، و ماجد و رائد قفزوا

على طول للبحر ...


و أنا ... تدبّست ... و ما قدرت أنسحب ...







جت شوق لعندي تسلم علي ، و طالعتها بنظرة غضب و استياء ، و لسان حالي يقول :



- ( وش جابهم هذولا بعد ؟ )





شوق فهمت علي و قالت لي أنه صار غصبا عنها ...



ما كان عندي خيار ، ليتني قدرت أرجع ...

يا ليت ...





بعدين ، لو انسحبت ، رح يظن ( صاحب السيارة ) أن وجوده أثر علي ...

رفعت عيني للسماء ، الله يعدي الوقت بسرعة و بخير ...


و بعدها ناظرت المرأة الثانية ، اللي كانت مع شوق ...





كانت زوجة ( صاحب السيارة ) جالسة على سجادة مفروشة على الرمل ، و بيدها ولدها الصغير نواف ...

و الله يعيني عليها ...







رحنا و جلسنا معها ، و بدينا نسولف و أنا مو طايقة أسمعها ..

من بد كل البشر اللي خلقهم ربي ، هذه الانسانة أنا ما أطيقها بالمرة ... !

غصب هي ؟ ...

ما أقدر أستحملها أبدا !








- الجو حلو كثير ! ليتنا نجي كل اسبوع هنا !




قالت منال ، و ردت شوق :




- ياليت ! بس وين ؟ ! ياسر كله مشغول بعمله ، ما قدر ياخذ أجازة نسافر لنا كم يوم، اذا بغيته لازم أحجز قبل

اسبوع على الأقل !

- يعني سلطان اللي فاضي ؟ و الله ما ادري كيف صادفت فرصة نجي معكم !

يا حظك يا قمر ، زوجك يقدر يأجز وقت ما يبي !







استثقلتها ، وش قصدها يعني ؟ عشان بسام شغله حر ، و مو صاحب منصب مثل أزواجهم ؟



رديت بلهجة حادة :



- بسام بعد مو فاضي ، و الحين نبني بيت جديد و ماخذ كل وقته ... و بعدين عنده مسؤوليات كثيرة في البيت و

العيلة ، و لا يقدر يأجز أو يسافر بكيفه ...






و على هالحال ، كلما قالت شي وقفت لها برد اعتراض ، يمكن هي ما حست ، أو ما اهتمت ، بس شوق كل

شوي تناظرني ( هدّي الجو شوي ) ... !


حتى و أنا أتكلم ، عيوني ما كنت أجيبها بعينها ! أسوي حالي منبهرة بالبحر و السماء ...

ما أبي أشوفها ...





و لأني كنت اناظر البحر ... كان لابد إن عيني تجي على ... ( صاحب السيارة ) ... تلقائيا ....



و بسرعة ، أبعدها ...

أصرفها أي مكان ...

يا ليت مركبة فوق راسي عشان ما أشوف إلا السماء !









جا الجماعة من جولتهم الأولى بالقارب ، مبسوطين ، و أصروا ياخذونا معهم في الجولة الثانية ، قبل ما تغرب

الشمس ...






الفكرة كانت فكرة ياسر ، أنا طبعا ما عجبتني ، ما بغيت أركب مع ذاك الشخص في زورق واحد ، و بعد معنا

زوجته و ولده ... ؟؟ هذا اللي ناقص !






ما ابي اقترب منه مسافة أقل من عشرين متر .... ما أبي أحس بوجوده و أكون في الحيز اللي تقدر فيه أنسام

الهواء تعبر عليه و تجيني ...

ما أبي صوته يهز طبلتي ...

يا ليتني جبت معي ( سدّادة آذان ) !

أو حتى ...

سدادة حناجر أبلعه إياها !

ما كنت أبي أرطب معهم أبدا ...

لكن ، لما شفتهم كلهم راكبين ، اضطريت أركب غصبا علي ...








جلسنا احنا الثلاث في مؤخرة القارب ، و الرجال كانوا قدام ، و رائد و ماجد يتنقلوا من جهة لجهه و معهم

كورة صغيرة ...







انطلق القارب بسرعة معتدلة ، كان ياسر هو اللي يقود ، و جت الأنسام تلفح الوجوه و تداعب الرموش ، و

تشرح الصدور ...





كانت الشمس تقرأ خواتيم السورة ، قريب تودع ...



أمواج البحر كانت هائجة نوعا ما ... و كان القارب يتراقص مع رقصتها المستمرة ، فوق و تحت ...

يمين و شمال ...






شوق كانت تتأمل الموجات اللي يتركها القارب وراه ، و منال كانت تداعب طفلها الصغير ...





بعد شوي ، وقــّـف ياسر القارب وسط البحر ...




صرنا كأننا بجزيرة صغيرة ، الماء يحيط بنا من كل الجهات ، و السماء تعانق البحر عند الأفق ، الساحل

بعيد ... قرص الشمي ( يذوب ) داخل البحر شوي شوي ...






المنظر الجميل ، و وجوده هو على نفس القارب ، على بعد كم متر مني ، خلى الذكريات تدور براسي رغما

عني ....







تذكرته ، و هو يقول لي :


- ( اعتبريني موجه و عدت ، و ما بقى الا الزبد )










انتهزت فرصة انشغال الكل بجمال المنظر ، و تسللت بنظري ... و القيت نظرة خاطفة عليه ...




كان جالس على يسار ياسر ، و بسـّـام على الطرف اليمين ، كانوا يتكلموا و يضحكوا ...



صوت المحرك اللي غاب – بعد ما وقف ياسر القارب – عطى فرصة لصوته أنه يوصلني ...

جهور و رنان و واضح ... مثل ما كان ...





يا ليت ياسر يشغل المحرك مرة ثانية ، ما أبي أسمع صوته ، ما ابي أشوفه ، ما ابي أكون و هو بمكان واحد ....




شحت بوجهي بعيد ، و على وسع البحر و السماء ، ضاق صدري ... الكل كان مبسوط و أنا كنت أبي بس يمر

الوقت بسرعة ، و أرجع لبيتي ....



آه يا بيتي ...











رائد ، و هو يلعب – يسوي حاله يقود – ما ادري اش سوى و ضرب بالمحرك و انكسر شي منه بدون

قصد ...



جا ياسر يبي يشغل المحرك ، ما اشتغل ...


كرر المحاولة مرة و ثنتين و عشر ... دون فايدة ....


المحرك تعطل ، و احنا علقنا في وسط البحر ....






تسعة أشخاص ... على قارب صغير يتأرجح على الموجات الغاضبة ، وسط البحر




ما كان في القارب أية مجاديف ، و المسافة بيننا و بين الساحل ، مو قصيرة ...


بدا التوتر يسود الأجواء ، بدل الانبساط و المرح اللي كانوا قبل شوي ..








ياسر مازال يحاول و المحرك عنيد ...

إش يصير لو ظلينا كذا ....؟؟؟





الشمس ، كانت تنذرنا بالرحيل الموشك ، لازم نرجع الساحل و إلا ...





بعد مدة ، و ياسر و البقية يحاولوا يسووا اي شي بالمحرك ، و بعد ضربات متكررة ، كسر ياسر منه جزء ثاني

، ما ادري وش صار له و فجأة اشتغل ....







اشتغل المحرك ، و انطلق القارب فجأة بسرعة مذهلة ، بأقصى سرعة يقدر عليها ...

اهتز و كلنا اهتزينا معه ، و الأولاد طاحوا و تعوروا ......





حاول ياسر يخفف من السرعة ، لكن المقود المكسور ، و المحرك الخربان عصوا الأوامر ...



بدا كل واحد يصرخ من جهه ، ( وقفوه ... وقفوه ) ، و القارب منطلق بلا مبالاه مصر يكمل مشواره


للآخر ....







أي شي يطلع قدامنا رح نصطدم به ، و تكون العواقب وخيمة ...


و هذا الـ ( أي شي ) ، كان قارب كبير مهجور ، عايم وسط البحر ...







صرنا نقترب من القارب ، و لا نقدر نروح يمين و لا شمال ، و قاربنا ( مفلوت من غير فرامل ) ....




ترافعت الصرخات ، و وقفنا كلنا مرة وحدة ، و اهتز القارب و اختل توازنه ، و اللي قدر يمسك بشي مسك ، و

اللي ما لحق ... طار ...







عرفنا أن حنا رايحين فيها لا محالة ، و الضوء الأحمر توهج قدامنا ... و دقت أجراس الخطر ... و كل ٍ علق

يده عند قلبه ...







- اقفزوا كلكم ... بسرعة .......





صرخ ياسر صرخة النداء الأخير ... و فزعنا الفزعة الأخيرة ...





ما اذكر ... إش اللي صار بالضبط ...


الفزع و الذعر اللي عشته ، كان أعظم من انه يسمح لذاكرتي أنها تسجل تفاصيله

أو حتى تلحق تشوف تفاصيله ...










أذكر ، أني كنت أشوف القارب العائم يقترب ... و أن قاربنا كان يتأرجح بعنف ...


ما اذكر ، من اللي قفز ... و إذا كان أحد قفز أو لا ... بس أذكر ... أن سلطان كان بعده واقف ....










- سلطان اقفز ....





قلت له بفزع ، و التفت سلطان لي ، و جت عيني بعينه ...



- اقفز يا سلطان بسرعة ...





ما اذكر ، كيف كانت تعابير وجهه ، اظن كان مذعور ؟ لا ... كان يبتسم ؟ تهيأ لي أنه ابتسم ... أو يمكن

اختلطت علي الأمور ...






ما عاد بيننا و بين القارب إلا ثواني ...




كأني سمعت صوت بسـّـام يناديني ؟؟؟




- قمر ... يا قمر ... انزلي ...




خلاص ... القارب الثاني قدّام عيوني على طول ...


خلاص رح نصطدم به ...


خلاص هذه النهاية ...






صرخت ... بكل قوة الصراخ اللي سمح بها الكون تطلع من حنجرة بشر ...

صرخة زلزلت الأرض ، و هزت البحر ، صدعت السماء و دوت الكون ...





- اقفز يا ســـــــــــلــــــــــــطـــــــــااااااااان
























فجأة شفت روحي وسط الماء ، داخل في عمق البحر ... شوي و أختنق ...

بلعت ماء كثير ... و انكتمت انفاسي ...





سبحت لفوق لين وصلت سطح الماء ، هجمت الأنفاس على صدري بقوة ...






طالعت صوب القارب ، شفته و نصه غارق و نصه طافي ، و بعده يمشي صوب القارب الثاني ، و سلطان

واقف فوقه ....






- سـلـطـان ... سـلـطـااااان ... ســـلـــطــــــــااااااااااااان ....




*
* *
*




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:54 AM   #36
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.






سلطان قفز للماء في اللحظة الأخيرة ...

شفته و هو يبتلعه البحر ... ، و شفته و هو يطلع مرة ثانية على سطحه ، بعد ما ارتطم القاربين و جلجلوا

الأجواء بضجة قوية ....

و يرد يختفي ...







الشمس تخلت عني في أحوج ألأوقات لها ... النور كانت خافت ... دورت على سلطان ما لقيته ...





سبحت تجاه المكان اللي شفته به قبل شوي ، أدور عليه و انادي ... و أصرخ ....




طلع سلطان من قلب البحر ، يصارع الموج ، يصارع الموت ، سلطان ما يعرف يسبح ....




سبحت بكل قوتي ، بأكثر من كل قوتي ، ما خليت فيني غضلة وحدة الا و حركتها بالقوة ... بالجبروت ...

بالغصب ...





أطالع بسلطان ، و هو مرة يطفو و مرة يغرق ... عيونه مفتوحة لحدها ، شهقاته قوية و مقطوعة ، و إيده تحاول

تمسك الماء ... و روحه تهدد بالنزع ......





- تماسك سلطان تماسك ... تماسك أرجــــــــــــــــــــوك ....






أمواج البحر كانت تعاندني ، اخترقتها غصبا عنها ... سبحت و سبحت ... استرجعت كل دروسي و خبرتي

بالسباحة ، و أخيرا ... وصلت لسلطان ....








مسكت سلطان ، و رفعته فوق ... فوق ... و هو تشبث بي مثل ما يتشبث أي غريق بأي طوق نجاه ....



- تنفس سلطان تنفس ... تنفس ...






تنفس سلطان بنهم ... بشراهه ... و هو يضغط بيده علي ، خايف ينفلت و يبلعه البحر مرة ثانية ....



رفعت ذراعه على كتفي ، و صرت أدوّر ... وين الساحل ...





آخر بصيص للشمس كان من ناحية ، يعني الساحل من الناحية الثانية ... و سبحت بسلطان ، بكل قوتي و بأسرع

ما سمحت لي به الأمواج ....






فجأة ، فلت سلطان من إيدي و سحبه عمق البحر ...





لااااااااااا







غطست وراه و مسكته ، كنت أشوف بقايا فقاعات الهواء اللي كان بصده ، تتخلى عنه و تطلع من صدره ، من

فمه و أنفه بكل غدر ...






شديته لي و رفعته فوق ، صرخت ...



- سلطان تنفس ... تماسك سلطان ...أجوك تماسك ... تماسك الحين نوصل ...




تعبت ، خارت قواي كلها ، و احنا بعد ما وصلنا ... ما ادري كم من الزمن مر ... يمكن شهر ؟ يمكن سنة ؟؟؟





البحر كان متعطش للفتك ، للغدر ... أمواجه تلاعبت بنا ... فوق و تحت ... يمين و شمال ... قدام و ورا ...

ما بدا لي أن البر موجود ....







ما لازم استسلم ، لازم أوصل ... تمسك يا سلطان ... باقي قليل ...




سحبته معي ، و أنا أسمع أنفاسه مرة ، و مرة لا ... و أشوف عينه مفتوحة مرة ، و مرة لا ... و أحس بإيده

تمسكني مرة ، و مرة لا ...












أخيرا قربنا من البر ... شوي ... و حسيت رجلي تلامس القاع ... وصلنا بر الأمان يا سلطان ... تمسك ...








ارتميت على الرمل ، بين البر و البحر ، عند مضرب الأمواج ... التقط أنفاسي ... ارخي عضلاتي المنهكة ...

و أحس بالألم في كل جسمي ...





التفت لسلطان اللي جنبي .... كان ملقى على بطنه ، و راسه على الرمل المبلل ، و أمواج البحر توصل طرف

أنفه ...





قمت و سحبته ، ابعدته عن الماء ... و قلبته على ظهره ... و رفعته على رجلي و ذراعي ...

كان مغمض ... و فاقد الوعي ...


صرخت ،




- سلطان ... سلطان تسمعني ؟

سلطان رد علي ؟؟؟





و صرت أضرب بوجهه و صدره ، و اهز أكتافه بعنف ....




- رد علي يا سلطان ... رد علي ... تكلم ... أرجوك ...





قلبته بسرعة على بطنه مرة ثانية ، و ضربته على ظهره ..

طلع ماء كثير ... كثير ... من صدره .... يا بعد عمري يا سلطان ...






صار يكح ... و يطلع ماء من صدره ... من أنفه و من فمه ... و تالي توقف ...

- سلطان لا تموت ... سلطان حبيبي لا تموت أرجوك لا ... لا ... لا ...






رديت عدلته على ظهره ، و صرت أنعشه بأنفاسي ، ما توقعت أني رح استخدم الانعاش اللي تعلمناه بالجامعة

يوم من الأيام ، و استخدمه ، لسلطان ...








صار يكح ، رفعته على رجلي و سويته جالس ، و أحنيته لقدام شوي .... و أنا أضرب ظهره .... و هو يكح ،

بين الواعي و المغمى عليه ...




- سلطان لا تموت ...

أرجوك لا تموت حبيبي لا ...إلا أنت أرجوك لا ... أرجوك ...









فتح سلطان عينه ، و أخذت راسه بين يديني ...


الماء يقطر من شعره الناعم مثل ما تقطر الدموع من عيوني الحمراء ...


عيونه هو بعد كانت حمراء من ملوحة الماء ...






- سلطان حبيبي أنت حي ؟ رد علي أرجوك ؟؟





كان يتنفس ، و عينه كانت تطالعني ...




- رد علي يا سلطان ؟ أنت حي ؟؟ كلمني جاوبني سلطاااان ...


- آه ...






طلعت آهة من حنجرته ... سلطان بعده حي ... ما مات ....


سلطان حي ... حي ... حي ...








أخذته بحضني ، و لفيته بذاعيني ، و ضميته بقوة ، بقوة ، بقوة ....





ما أدري من وين جبت ها القوة بعد ذاك التعب ...

ضغطت عليه ضغطة ، يمكن بغت تكتم نفسه من جديد ...






قولوا عني اللي تبون ...

سلطان بيموت بين يدي ...

لا احد يلومني ...









-لا تموت حبيبي أرجوك ... لا تموت ... يا بعد عمري ...

لا تمو ت و تتركني ، لا ... لا سلطان ... لا ... لا ... لا ...

يا رب لا ... خذني و لا تاخذه يا رب لا ....










رفعت راسي شوي ، و بعدته عني ، أبي أشوف وجهه و أتاكد أنه حي ...

كانت عينه مفتوحة ، و الهواء أحس به يطلع من أنفه ...



- أنت حي سلطان مو صح ؟

- ... قمره ...

- يا بعدي ...






رديت ضميته لصدري ، بلا شعور ، بلا وعي ، بلا إرادة ، بلا إدراك ...

و أنا أبكي بشدة ، مفزوعة مفجوعة ... ماسكتنه بقوة ... بقوة ... بقوة ... ، خايفة البحر يسحبه مني ...

لا ... لا ... لا ...

إلا سلطان ...







مرة ثانية باعدته عني شوي ، أتاكد أنه صحيح حي ...





- سلطان ... أنت حي مو صح ؟ أنت حي ؟



حرك سلطان راسه و صار يدور بعينه ، طالع صوب البحر و قال :




- نواف ... منال ... شوق ...















عند ذي اللحظة ، انهارت عضلاتي ...

فقد ت كل احساس ... فقدت كل وجود ...






تركت سلطان من بين يديني ...

رفعت روحي ، لين وقفت ، كأني معلقة بخيوط نازله من السماء ....

طالعت البحر ...

أسود ... غضبان ... خسر فريسته

لفيت ببصري حوالي ....

شفت ناس تجي و ناس تروح ...

شفت نور كشاف يتولع فجأة ، من ناحية البر ...

سمعت أصوات ... ما قدرت أميزها ...

البحر كان يرقص ، و أمواجه بعدها تتأرجح ...

حتى الأرض كانت تتأرجح ....

و السماء كانت تدور ...

وين اختفى النور ؟ من طفى الكشاف ؟

ليه الأرض تهتز ؟ أنا بعدني في البحر ...؟

ما عاد أشوف

ما عاد أحس

ما عاد ادري بنفسي ....

سلطان حي ...

الحلم كذاب ....





*
* *
*





التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:55 AM   #37
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.






فتحت عيونها شوي شوي ، كانت نصف واعية في البداية ، بعدها ، بدا و كأنها استردت وعيها الكامل فجأة ، و

طالعت حوالينها ، و فجأة صرخت بفزع :




- وين سلطان ؟




كنت أنا جالسة جنبها و مسكت إيدها ، و أنا أشوف علامات الذعر و الفزع المهوله على وجهها الشاحب ...




ردت صرخت ، و هي تحاول تقوم من السرير :




- وين سلطان ؟؟؟؟


- اهدئي قمر خليك منسدحة






شدّت على إيدي لين بغت أظافرها تنغرس فيني ، و ردت صرخت :




- وين سلطان ؟؟؟

- بالغرفة الثانية ، اهدأي قمر ...




ما كأنها صدقتني ، هزت راسها ( لا ) ، و ردت تسأل :




- وين سلطان ؟

-أقول لك بالغرفة الثانية ، بخير

- لا تضحكي علي ... سلطان مات ؟

- لا يا قمر ، بالغرفة اللي جنبنا






و قامت ... ، وهي بعدها في ملابسها المبللة اللي ما جفت ...




- وين قمر ....؟!

- أبي أشوفه

- خليك قمر أنت ِ تعبانة ارتاحي شوي ...

- لا تكذبي علي شوق ، وينه ؟ مات ؟ خليني أشوفه ؟

وينه ؟؟؟






حالتها كانت هيستيرية ، جنونية ، ما هي طبيعية أبدا ...


قمت و رحت معها حسب رغبتها الملحة الجارفة ، و طلعنا للغرفة اللي كانت جنبنا في طوارىء المستشفى ...




كان أخوي سلطان متمدد على السرير ، و عليه قناع الأوكسجين ، و نايم ...



و جنبه ، كانت منال جالسة تبكي ، و ولدها نايم بحضنها ... توني تركتهم قبل دقايق و رحت لعند قمر ، و اللي

ما استردت وعيها من طاحت عند الساحل ...







أول ما دخلنا ، قمر وقفت تطالع ، كأنها تبي تتأكد هذا اللي ممدد على السرير هو سلطان و الا غيره ؟

و شافت منال جنبه و معاها الولد ، و مع ذلك ، لفت علي و سألتني بتوجس :




- سلطان ؟




هزيت راسي ، أأكد لها أنه هو ... و ردت سألت :



- حي ؟




رديت هزيت راسي ، ايه حي ...


- أبي أشوفه ...






طالعتني ، ما ادري هي ( تستأذن ) و الا تعلن ، و الا تنذر ؟؟؟




أنا ما قدرت أتحمل ، انهرت و جلست أبكي ... ، فهمت هي أن صابه شي ، و ذعرت و وقف قلبها و هي تنقل

بصرها بيني و بينه ... بفزع ... بذعر ... بهلع ... بحال ... ما عندي كلمة وافية أقدر بها اوصف التعابير اللي

كانت على وجه قمر و بقلبها ...






- سلطان ...





نادت فجأة و بصوت عالي ، و مرة ثانية بصوت أعلى :



- ســلــطــان ...





انتبه أخوي من النوم ، و فتح عينه و دار بها بيننا ، و استقرت عند قمر



- ... سلطان ...




نادت هالمرة بصوت مكبوت ، مسحوب ، منخفض ، ممزوج بصيحة ، ممزوج براحة ، و أسى ...




جت تبي تتقدم خطوة ، ما شالتها رجلها ... حسيتها بتطيح و بسرعة مسكتها و اسندتها علي ، و جلستها على

كرسي قريب منا ...






حضنتها بقوة ، بقوة مرارة ... بقوة الصدمة اللي راحت ، و الصدمة اللي جاية ...




و أنا أشوفها ، مجرد هيكل ... مجرد بقايا قماش متمزق ... بقايا روح و بقايا جسد ... بقايا حب و بقايا

عذاب ... و بداية فجيعة أكبر ...






وصلتنا أصوات و حركة عند الباب ، و شفنا بو ثامر و أم ثامر داخلين الغرفة ، و جت أم قمر مثل المجنونة

تحضن بنتها ... و تبكي و تنوح ...





و شوي ، و وصلتنا صرخة من الممر ... عند الباب ...




- و لـــيـــدي ...







كانت صرخة أم مثكولة ، فقدت ضناها ... غرقان وسط البحر ...





أم بسـّـام ....












بسام ، كان الشخص الوحيد اللي ... ما رجع من ذيك الرحلة .......




يتبع ....




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:55 AM   #38
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.



((.. الحلقة الحادية عشرة .. ))

* * * * * * * * * * * *
** خاتمة الذكرى**













ما أظن ، أن فيه فاجعة و مصيبة ممكن تمر على إنسان ، أعظم من اللي مرت على صديقتي و حبيبتي قمر



وفاة بـسـّـام ، كانت أفظع من انه يتحملها أي قلب بشري ... أنا ما أعرف التفاصيل لأني ما شهدتها معهم ، و لا

أبي أعرفها ...






الحمد لله ، أني ما كنت معهم ذاك اليوم ...






الفترة اللي تلت الحادث المفجع كانت أفجع و أمر ...





قمر قضت شهور ، تتنقل بين البيت و المستشفى في حالة انهيار عصبي و نفسي حاد و شديد ... كنت ملازمة

لها طول الوقت ، و أشوفها تموت قدامي يوم بعد يوم ...









فيه مرات كنت أنام معها ، بالبيت أو المستشفى ... و كانت ، تصحى من النوم بعز الليل فجأة ، مذعورة

مفزوعة و تصرخ ...









-( سلطان غرق ؟؟؟)

( بسـّــام وينه ؟؟؟)

( سلطان لا تموت)

(سلطان تنفس)

(باكسر الجدار)

( سلطان لا تروح)

(سلطان تماسك )

(سلطان أحبك)












سلطان و سلطان و سلطان ، طابور من السلاطين ، و اللي كتمتهم في صدرها طول هالسنتين ، تفجروا و طلعوا

كلهم غصبا عليها ... في هذه الأزمة ...







كنت آخذها بحضني و أحاول أهديها ، كانت تصيح و تقول لي :






- (أبي أشوفه يا سلمى ، قولي لشوق تخليني أشوفه )





أنا أبكي و هي تبكي ، لين تتعب من البكاء ، و ترد تنام ...






كم كنت غلطانة ، لما اعتقدت أنه طلع من قلبها خلاص ...





هذا و هو حي ، ما مات ، و هي جنت لأنه شافته على وشك الموت ...






لو كان مات ؟




يا ليته كان هو اللي مات ، و ظل بسام ...






الحين قمر انقذت زوجك يا منال ، و هي ترملت ....










أول ما شفت شوق بعد الحادثة المفجعة ، ما تمالكت نفسي ... كانت جاية تبي تشوف قمر ، بالمستشفى ...




أنا شفتها عند الممر ، قبل ما تدخل الغرفة و بس طاحت عيوني عليها ولـّـعت فيها ...







صرخت بوجهها و اتهمتها أنها المسؤولة ، مع أن ما لها يد في اللي صار بس و أنا أشوف قمر قدامي مثل

المجنونة ... فقدت كل أعصابي ... تهاوشت معها هوشة حقيقية و منعتها تدخل الغرفة ، و أنا اصرخ :





- (وش تبون بعد أكثر ؟ موتوا الرجـّـال و رمـّـلوتها و فجعتوها و عشتوا أنتوا ...

ابعدوا عنها الله لا يبارك فيك يا سلطان ، الله لا يهنيك يا سلطان ،

الله ياخذك و يريحنا منك يا سلطان الزفت )











بعدها ، علاقتي بشوق تدهورت ، و كل وحدة راحت لحالها ...





ظلت قمر على ذا الحال بين انتكاس و تحسن ، لين جابت ولدها اليتيم الوحيد ( بدر )


في البداية انتكست حالتها أكثر ، لكن مع مرور الأيام ... بدا ولدها يثير انتباهها و اهتمامها شوي شوي ،

و بدت تتعلق به كلما كبر ....








طبعا زواجي أنا و يوسف تأجل إلى أجل غير مسمى ، و في الواقع ما تزوجنا إلا بعد ما مرت سنة ، من الحادث

المشؤوم ، و لا قمر ، و لا شوق ... حضروا الزواج .





*
* *
*








التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 01:56 AM   #39
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.







ما كانت الفاجعة بس مقتصرة على قمر ، كلنا انفجعنا ...




أخوي سلطان ظل بالمستشفى 12 يوم ، جاه التهاب رئوي حاد ، و احتاج يدخل العناية المركزة و ينحط تحت

الملاحظة ثلاثة أيام .









كانت قمر، و هي بعدها بالمستشفى ، تطلع و تجي تشوفه من وقت لوقت






ما شكلها استوعبت أن زوجها مات ، إلا بعد فترة ... كانت في بداية الصدمة ، مهووسة بس على سلطان ...




و كانت سلمى بعد تجي تلقي عليه نظرة ، لكني ما أنسى نظرة الشماته الوحشية اللي كانت تنبعث من عينها ، بكل

كره و بغض ... و قسوة ...








سلمى كانت تمنعني أشوف قمر ، كل كرهها لأخوي سلطان صبته علي أنا ، و صرت أنا أمثل سلطان قدامها ،


و بدت علاقتنا تتدهور بشكل سريع ... و في النهاية تجمدت ...









اختلت الموازين عندنا بالبيت و انعفس النظام ...





الشعور ، بأنه هو حي لأن قمر انقذته ، و لأنها انقذته هو تركت زوجها يغرق في البحر و تصير أرملة ، هذا

الشعور ذبح أخوي سلطان أكثر مما ذبحه الغرق ، و الالتهاب الرؤي الحاد ...






أما منال ، و اللي عرفت ( من هي ) ، حبيبة سلطان الأولى ، و اللي هي نفسها ، اللي انقذت زوجها من الموت

بالتالي من أنها تترمل ، و ولدها يتيتم ، و اللي ترملت هي بدورها في لعبة قدر فظيعة ، و تيتم طفلها قبل ما

ينولد ، ما كان منها إلا انها استسلمت بلا إرادة ، لأي شي يكتبه القدر و يقرره عليها ، مهما يكون .....










سلطان أخوي , ما قدر يشوفها ... ما قدر حتى يقول لها كلمة شكر ، أو كلمة تعزية




عاش بعذاب ... و مرارة و حزن طويل ... حالته كانت أصعب من أن يتحملها انسان ... لدرجة أن ...


في مرة من المرات ، صحـّـتني منال من النوم آخر الليل ، و هي تبكي و ما لها حال ... و قالت لي :



- (خله يشوفها يمكن ترد له روحه ، بيموت إن ظل على ذي الحال )









ما كان أخوي يسألني عنها ، ما كان يجرأ يسألني عنها ، لكن أنا كنت أطمنه عليها كلما تطمنت أن حالتها تحسنت شوي ...






قمر ما عاد رجعت بيت أهل زوجها ، و بيتها الجديد اللي كان ينبني باعوه على حاله ...




رائد و ماجد ، فقدوا (أبوهم ) مرة ثانية ، و ها المرة بشكل أعنف ...



كانوا لابسين ملابس عوم ، بالتالي ظلوا طافين على سطح البحر ، ماسكين بأخوهم الكبير اللي ما يعرف يسبح ،

لين طغى الموج ، و فلت منهم ... و غرق ....







احنا ما شفنا اللي صار له و لا كيف صار ...



ياسر كان ماسكني ، و أنا عيني على نواف كلى كتف أمه و هي تحاول تسبح صوب الساحل ... ، بعدها ياسر

شال الولد و أنا مسكت منال ، و صار ياسر يسبح بسرعة و احنا نسبح وراه ...







كان هو أول واحد وصل الساحل و الولد على كتفه ، حطه على الرمل و جا بسرعة يمسكني ...




قبل ما نوصل البر ، شفت قمر و هي تسحب سلطان لين وصلت الشاطي ... صرخت ...




- (أخوي سلطان غرق)






شفتها و هي تهز فيه ... تنعشه ... تحضنه ... تصرخ ... ( لا تموت يا سلطان )

(سلطان حبيبي رد علي )








أتعجب ، كيف قدرت أتذكر مثل هالتفاصيل في مثل ذاك الوضع ؟


يمكن الحين ، بعد ما هدأت الأمور و استقر الوضع ، بدت ذاكرتي تستعيد الأحداث ....





أذكر ، لما وصلنا للساحل ، و جينا نركض صوب سلطان ... كان هو جالس ، و عنده واقفه قمر ... تطالع حواليها ... جت عينها على عيني ، بس ما كأنها شافتني



نظرتها كانت تايهة ... ما كأنها موجوده ... كأنها لاشيء ...


و بعد ثانيتين أو ثلاث ، انهارت قمر فاقدة الوعي ...






منال أول ما وصلت الساحل راحت لولدها و شالته عن الرمل و ضمته لصدرها بقوة ...



و جت بعدها لعندنا و سلطان ماسك قمر على ذراعه و هو جالس بمكانه ما تحرك يحاول يصحيها



- (قمره ... قمره ... )





و احنا بها الوضع ، ما جا ببالنا أن فيه ثلاث أشخاص من اللي كانوا معنا ما ظهروا

لين وصلنا بعد شوي صياح الولدين ، و هو عايمين في البحر ...



- ( لحقوا علينا ... بسام غرق )






قمر كانت آخر وحدة عرفت أن بـسـّـام غرق ...

كانت آخر مرة شافته فيها وهم وسط البحر ...

مع ذلك ، هاجسها كان بأن سلطان حي ، أكبر من هاجسها بأن بسـّـام مات ...







من أول لحظة ، لما بدأ القارب يهتز فجأة ، و احنا متمسكين به بالقوة ، وقفت قمر فجأة و صرخت :


- (اقفز يا سلطان ) ...




سنتين و هي ما تطيق يجي طاريه قدامها ، و تتظاهر بانها نسته و حتى كرهته ... و أنا صدقت أنه ما عاد يعني لها شي ...


لكن يوم الحادث ...


ما كان همها إلا أنها تنقذ سلطان من بين كل الموجودين ....






أخوي عايش ، لأن قمر انقذت حياته ...



و هذا اللي مستحيل ننساه يوم من الأيام ....





*
* *
*










التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-06-2007, 02:04 AM   #40
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.








سافرت قمر مع أخوها ثامر ، يكملوا دراستهم برّى ، و معها طبعا ولدها اليتيم بدر ...

و مرت سنين ، و انقطعت الأخبار ، و انشغل كل واحد بحياته ، و اندفنت ذكريات الحادثة المفجعة تحت أكوام

و أكوام من الحوادث اليومية ، و انسيت أو بالأحري تتوسيت ... و ما عاد أحد يجيب ذكرها أبدا ....







... يــتــبــع ...



التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd