:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-2006, 11:25 PM   #61
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )



(37)

رجل كالآخرين ؟! أدري طريقي صعب وأدري فراقك صعب حتى رجوعي صعب ما به حلول لكن با قول تعذبي يوم ، يمكن شهر انسي السهر وانسي القهر ، وانسيني عيشي حياتك كلها ، بحلوها وبمرها يمكن تلاقي لك حبيب يصير لجروحك طبيب وترجع فرحتك ثاني وتنسي الحب وتنساني وتترك ديرة احزاني بدر بن عبد المحسن الأخ عادل الفايق – الذي يبدو لي أنه متخصص في مادة الإحصاء – أرسل لي منتقداً رسائلي لأنها تأتي بأطوال متباينة وغير متناسقة كأطراف الفساتين حسب موضة هذه السنة . يقول الأخ أنه كي تكون أطوال إيميلاتي متناسقة فإنه يجب أن يتم توزيعها توزيعاً طبيعياً ، وحسب الأخ عادل فإن التوزيع الطبيعي هو ما تتمحور 95% من البيانات فيه حول المعدل الطبيعي ، مع مراعاة عامل التنوع أو (الستاندرد ديفيشن) ، وأن تكون نسبة البيانات الخارجة عن منطقة التمحور هذه – سواء المنخفضة عنها أو المرتفعة – لا تتعدى ال 5ر2% في كلتي الناحيتين ، لما مجموعه 5% . أحد معاه ريال ؟
** أتت النهاية التي ظلت سديم تغمض عنها عينيها لمدة ثلاثة سنوات ونصف السنة . بعد أن أهداها فراس جهاز الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) الذي وعدها به في عطلة نصف العام الدراسي بعد تخرجها بأيام ، أخبرها بصوت خافت وكلمات تقطر ببطء كقطرات الماء من صنبور مقفل ، بأنه قد خطب فتاة تقرب لأحد أزواج أخواته الخمس. ألقت سديم بسماعة الهاتف غير عابئة بتوسلات فراس . شعرت بدوامة عنيفة تشدها لأسفل ، تشدها لما تحت الأرض ! حيث يسكن الموتى الذين تمنت أن تكون إحداهم في تلك اللحظة . ايعقل أن يتزوج فراس من غيرها ؟ كيف يمكن لمثل هذا أن يحدث !!؟ بعد كل هذا الحب والسنوات التي عاشاها معاً ؟ أيعقل أن يعجز رجل بقوة فراس عن إقناع أهله بزواجه من فتاة قد سبق لها الارتباط برجل قبله ، أم أنه عجز عن إقناع نفسه بذلك قبل كل شيء ؟ أتكون فشلت بعد كل هذه المحاولات في أن تصل إلى درجة الكمال الذي يليق برجل مثل فراس ؟؟ لا يمكن أن يكون فراس نسخة أخرى من فيصل حبيب ميشيل ! كانت تراه أكبر وأقوى وأكثر شهامة من ذلك المتخاذل الذي تخلى عن صديقتها بلا رجولة ، فإذا به من نفس الفصيلة . لا فرق بين أفراد تلك الفصيلة سوى بالشكل . يبدو أن الرجال جميعهم من صنف واحد وقد جعل الله لهم وجوهاً مختلفة حتى يتسنى لنا التفريق بينهم فقط ! كان فراس قد اتصل بها على هاتفها الجوال ثلاثة وعشرين اتصالاً خلال سبع دقائق لكن الغصة التي في حلق سديم كانت أكبر من أن تسمح لها بالحديث معه ! لأول مرة لا ترد سديم على اتصال لفراس بعدما كانت تهرع إلى الجوال لحظة أن تسمع نغمة اتصاله المميزة ، (لقيت روحي بعدما أنا لقيتك ... وبعد اللقا أرجوك لالا تغيبي ...) راح يكتب لها رسائل نصية رغماً عنها ، يحاول أن يوضح فيها ما حدث ، فتقرأ ويزداد غضبها بدلاً من أن تهدأ . كيف استطاع أن يخفي عنها نبأ خطوبته لمدة أسبوعين هي مدة امتحاناتها النهائية؟! كان يحادثها عشرات المرات كل يوم ليطمئن على سير مذاكرتها وكأن شيئاً لم يكن !ألهذا السبب كان قد كف عن الاتصال بها باستخدام هواتفه الخاصة وصار يتصل بها بواسطة البطاقات المسبقة الدفع حتى لا يكتشف أهل خطيبته ما بينه وبينها من علاقة إذا ما حاولوا مراجعة فواتير هواتفه الخاص ؟؟ إذن فقد كان يعد لهذا الأمر من شهور !! كتب لها أنه أصر على ألا يعلمها بالأمر قبل أن يطمئن إلى تخرجها من الجامعة بتفوق ، وكان هذا ما حدث ، فقد حصلت في ذلك الفصل على أعلى الدرجات ، مثل عادتها منذ أن تعرفت على فراس . كان فراس ينصب نفسه مسؤولاً عن دراستها وتفوقها وكانت هي تسلم له زمام الأمور وتكتفي بطاعة أوامره بسعادة ، فهي تصب دائماً في مصلحتها . لقد تفوقت في هذا الفصل على الرغم من وفاة والدها قبل موعد امتحاناتها النهائية بعشرة أسابيع . ودت حينها لو أنها لم تتفوق ولم تنجح ولم تتخرج . لو أنها رسبت ، لما شعرت بهذا الذنب الثقيل بسبب تفوقها رغم وفاة والدها القريبة ، ولما استطاع فراس أن يتركها ليتزوج إلا بعد فصل دراسي آخر !! هل سيرحل فراس عنها إلى الأبد كما رحل والدها قبل أسابيع ؟ من سيرعاها بعدهما في هذه الحياة ؟؟ خطرت ببال سديم وفاة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاة السيدة خديجة رضي الله عنها في عام واحد ، وتسميته بعام الحزن . استغفرت الله وهي تفكر بأن أحزانها هذا العام تعادل أحزان كل البشر على وجه الأرض . انقطعت عن تناول الطعام لثلاثة أيام متواصلة ، ولم تقوى على مغادرة غرفتها إلا بعد أسبوع كامل من سماعها للنبأ الذي شل مشاعرها وأفكارها وجوارحها وتركها لأول مرة منذ سنين بحاجة لاتخاذ قرارات دون استشارة المستشار فراس . ألمح لها في رسائله النصية المتواترة بأنه مستعد لأن يبقى حبيبها طوال العمر . هذا هو ما يريده بالفعل ، لكنه سيضطر لإخفاء ذلك عن زوجته وأهله ! أقسم لها أن الموضوع ليس بيده ، وأن الظروف كانت أقوى منه ومنها ، وأنه يتألم لهذه النتيجة التي وصلا إليها أكثر منها ولكن ما باليد حيلة ! ليس أمامهما إلا الصبر . حاول إقناعها بأنها ستظل حبيبته مدى الحياة ، وأنه لن تتمكن امرأة أياً كانت من احتلال مكانها في قلبه . أخبرها أنه يرثي لحال خطيبته منذ الآن لأنها ارتبطت برجل قد تذوق طعم الكما في امرأة قبلها ، وسيظل الطعم باقياً على لسانه ، يستحيل على امرأة عادية أن تمحوه ! بعد سنين من سعيها وراء الكمال الذي لا يليق برجل مثل فراس سواه ، ركل فراس كمالها بقدمه والتفت إلى العادية ، بل التفت إلى الابتذال حتى يخلص نفسه من عناء المقارنة بين أية فتاة قريبة من الكمال وبينها . اعترف فراس لنفسه ولها أنها وحدها التي تشبع كل عاطفة وغريزة بداخله . حاول إقناعها وإقناع نفسه قبلها بأنه قد أعلن استسلامه أمام مشيئة الله التي أبت اجتماعهما ، ولذلك فقد تساوت في نظره جميع النساء ولا فائدة من التنقيب عمن توازيها ، فهي الوحيدة التي اختزلتهن جميعاً في روحها ، ومن الصعب عليه التفكير باحتمالية وجود من تشبهها على وجه الأرض . كان قرار الابتعاد أول قرار اتخذته بعد الصدمة ودون أن تفكر بعواقبه . حال سماعها لخبر خطبته لم تستطع أن تستمر في التمثيل . أنهت تلك المكالمة دون توديعة لأول مرة في حياتها ، ورفضت الرد على مكالماته ورسائله المستعطفة بعد ذلك رغم كل الألم الذي كان يعتصرها بعنف شيطاني . كانت تلوذ بدموعها الساخنة التي لم تجف دقيقة واحدة على مدى أسبوعين . كانت تداري حزنها على فراس بحزنها على والدها الذي اشتد قسوة بالفعل بعد انقطاعها عن حبيبها . حاولت بصدق أن تتجاوز محنتها دون مساعدة فراس . كانت تجلس إلى مائدة الطعام مع خالتها بدرية فلا تمر دقيقة حتى تنهار باكية ، أمام طبق من السمك الذي تحبه أو صحن من المهلبية التي تعشقها .كانت تكتم غصتها وهي تشارك خالتها مشاهدة التلفاز فتنفلت الدموع رغماً عنها ، يتبعها أنين لا تقوى على كتمانه . لو كان الأمر بيدها ، لو لم يكن بها بقية من عقل وأشلاء كرامة ، لكانت ذهبت برجليها إليه وارتمت بين أحضانه لتفرغ ما في قلبها من حقائب البكاء على صدره الذي ليس لها سواه في هذا العالم ، لراحت تشكوه إليه وتستنجد به منه . خالتها بدرية التي كانت قد انتقلت للسكن معها في المنزل بعد وفاة أبيها حتى تنتهي سديم من تقديم امتحاناتها النهائية تصر الآن على أخذها للعيش معهم في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية ، لكن سديم ترفض . لن تنتقل للسكن في مدينة فراس مهما كلف الأمر ! لم تعد تطيق العيش معه تحت سماء واحدة بعدما فعله بها وبعد الجرح الذي سببه لها ، فكيف تعيش في نفس مدينته ؟ تقسم خالتها بأنها لن تدعها وحدها في الرياض مهما فعلت ومهما قالت ومهما تذرعت بمنزل أبيها والذكريات التي يعز عليها فراقها . لم يمض على انقطاعها عنه سوى أيام وهاهي تشعر منذ الآن بحاجة ماسة إليه . لم يكن مجرد شوق وحنين ، وإنما كان شعور المخنوق بعد انقطاع الهواء عنه . كان فراس الهواء الذي تتنفسه على مدى سنوات ، وكان الشخص الوحيد الذي تسرد له تفاصيلها اليومية بإسهاب مذنب يجلس على كرسي الاعتراف أمام كاهنه . كانت تحكي له عن كل شيء حتى يسخر منها بسبب أحاديثها التي لا تنتهي ، ويضحكان معاً وهو يذكرها بالأيام الخوالي في بداية علاقتهما ، عندما كان يجرجر فيها الكلمات من فمها بطلوع الروح !



التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:28 PM   #62
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(38)

الصبر مفتاح ال ... زواج الرجل له مصباح هو الضمير ، والمرأة لها نجم هو الأمل ، فالمصباح يهدي ، والأمل ينجي . فيكتور هوجو حزن البعض على فراق سديم وفراس ، وفرح البعض لأن فراس اختار زوجة صالحة بدلاً من سديم التي لا تصلح لأن تكون أماً لأبنائه . قرأت ضمن الرسائل التي وصلتني عبارة تقول أن الحب الذي يأتي بعد الزواج هو الحب الذي يدوم ، وأن ما قبل الزواج من مشاعر ليس إلا عبث وضحك على الذقون ، فهل هذا صحيح برأيكم ؟
** لم تعتقد لميس أن خطتها أو (رسمها ) على نزار سوف يتطلب منها كل هذا الصبر وبرودة الأعصاب ! كانت في البداية تظن أن مهلة الأشهر الثلاث كافية لإيقاعه في شباكها ولكنها مع الوقت اكتشفت أن الأمر يتطلب منها الكثير من الحنكة والصبر ، وهذان في تناقض مستمر مع ازدياد إعجابها بنزار ! لم تتصل به أبداً وكانت تحاول جاهدة أن لا ترد على بعض اتصالاته الشحيحة . كانت تشعر بقواها الخارقة تضعف مع كل رنة من هاتفها الجوال ، تظل عيناها معلقتين برقمه الظاهر على شاشة الجوال حتى يكف الجهاز عن الرنين ويكف قلبها عن الخفقان على وزن رنة الجوال ! كانت النتيجة مُرضية في البداية ، فقد أرضى اهتمامه بها غرورها . حذرته بحزم منذ البداية من أن يتدخل في حياتها ، وأفهمته أن صداقتهما لا تعني أن من حقه أن يتطفل عليها ويسألها عن جدولها اليومي . كان يعتذر لها باستمرار مبرراً اهتمامه بحرصه على معرفة أوقات فراغها حتى لا يزعجها أثناء انشغالها ، ثم أنها لا ترد على الرسائل النصية التي يبعثها إليها ! أخبرته أنها لا تحب كتابة الرسائل النصية فهي تتطلب منها وقتاً ليست في غنى عنه (لو وقع هاتفها بين يديه لوجده مليئاً بالرسائل المرسلة والمستقبلة من صديقاتها وقريباته ) !. بدأ اهتمامه بها يخفت تدريجياً باعثاً في نفسها القلق والخوف ، فاتصالاته قلت بشكل ملحوظ وحديثه أصبح أكثر جدية ورسمية وكأنه بدأ يضع لعلاقتهما حدوداً لم يكن يضعها من قبل . اعتقدت لميس أن الوقت قد حان للاستغناء عن خطتها المتشددة لكنها خافت أن تندم بعد ذلك على استعجالها وفي التي تنتقد سذاجة صديقاتها وقلة صبرهن على الرجال . ظلت تواسي نفسها بكون نزار ليس من نوعية الشباب السهل ، وأن هذا على الأرجح أكثر ما يشدها إليه ، وما سيملؤها فخراً فيما بعد إن هي نجحت في الحصول عليه ! حاولت أن تحتفظ بإيجابيتها طوال الشهور الثلاثة التي حددتها للعلاقة . كانت تذكر نفسها بمدى إعجاب نزار بها وهي تنبش في ذاكرتها عن كل صغيرة تشير إلى ذلك . بدا الأمر سهلاً خلال الشهر الأول من عودتها إلى الرياض ، فالأحداث التي مرت بهما في جدة ما زالت طازجة بعد في عقلها . كان يحسن الاستماع إلى حديثها ، وكان يستمتع بما تقول وما تفعل حتى وإن كان ما تقوله أو تفعله غاية في الغباء أو التفاهة ، كنكتة سخيفة أو صنع فنجان من النسكافيه كل صباح حتى أحاديثهما الهاتفية خلال الشهر الأول من بداية الدراسة كانت تدل على إعجاب مبطن ، فرغم أنها كانت جافة معه في كثير من الأحيان وكانت تختلف معه في كثير من الأمور إلا أنه كان دوماً من يبادر بالاتصال والاعتذار إن استدعى الأمر . في الشهر الثاني كانت قد استهلكت جميع الذكريات الواضحة وتحولت إلى تلك الدقائق التي لم تلاحظها إلا بعد أن أجهدت ذهنها في التفكير ، مثل ذكرى آخر يوم لها في المستشفى بجدة ، عندما ذهبا لتناول الغداء في البوفيه ، فسحب لها الكرسي قبل أن تجلس على إحدى الطاولات وما كان قد فعل ذلك لها من قبل ، ثم جلس هو في الكرسي المجاور وليس المقابل كعادته ، وكأن الكرسي المقابل أبعد من اللازم في يوم الوداع ، ثم استدراجه إياها مرات عديدة لأن تنطق ببعض الكلمات التي يحب سماعها منها بسبب طريقة لفظها المميزة لها ، مثل كلمة Water اللي تنطق حرف ال T فيها كحرف D مثلما يفعل الأمريكان ، وكلمة Exactly التي يصر على تقليدها فيها بشكل مبالغ فيه ليبدو مضحكاً جداً Eg-zak-ly! ، وكلمة أربعين التي لم تكتشف أنها من ضمن ألاعيبه حتى سألها في ذلك اليوم : - أقول لك ، كم كان عمر المريضة اللي شفناها من شويّة ؟ - سبعة وأربعين سنة على ما أذكر . - بكم البيتزا الكبيرة ؟ - بخمسة وأربعين ، ليش تبغانا نطلب بيتزا بعد ما شربنا كل دا الأكل يا فجعان؟ - (وهو يغالب ضحكته) : لا لا طنشي . طيب عشرة زائد تلاتين يساوي كم ؟ - أربعين ! يوه ! إش بك يا نزار ؟! ترى إزا ما قلتاللي أيش الحكاية راح أزعل منك! ينفجر نزار ضاحكاً وهو يخبرها أنه يحب كثيراً طريقة لفظها لتلك الكلمة بالذات : أريعين ! في بداية الشهر الثالث كان قد مر على آخر اتصالاته أسبوعان كاملان ، تعبت خلالهما لميس من إيجابيتها وخططها التي لا تلتزم بها إلا من لا قلب لها ، لكنها ظلت خائفة من التراجع ، وقد قطعت في تنفيذ سياستها شوطاً لا بأس به ! أقنعت نفسها بأن نزار سيعود في يوم ما ولكن فقد في حال كونه مكتوباً في صفحة قدرها . لم يخيب القدر ظنها ، والخطة التي كانت تنوي إيقاف العمل بها إن لم يصرح نزار بحبه لها في غضون ثلاثة أشهر ، نجحت في دفعه إلى التقدم لخطبتها رسمياً من أهلها قبل نهاية المهلة المحددة بثلاثة أسابيع !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:31 PM   #63
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(39)

صفحات من الدفتر السماوي لا توقظوا المرأة التي تحب . دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود إلى الواقع المرّ . مارك توين صديقي بندر من الرياض حانق علي لأنني أحاول – وفق رأيه – أن أصور رجال المنطقة الغربية كملائكة منزهين عن الخطأ وكرجال غاية في الرقة والأدب وخفة الدم ، بينما أصور البدو ورجال المنطقتين الوسطى والشرقية كرجال متوحشين وهمجيين في تعاملهم مع المرأة ، وأرسم بنات الرياض على أنهن معقدات ومحرومات بينما بنات جدة غارقات في السعادة التي يحصلن عليها بمنتهى السهولة ! ليس الأمر متعلقاً بالجغرافيا يا بندر . إنها قصة أرويها كما حدثت ، وأنا متأكدة من أنه لا يجوز التعميم في مثل هذه الأمور ، ففي كل منطقة نرى أصنافاً متنوعة من الناس ، وهذه طبيعة بشرية لا يمكننا إنكارها ، وأتمنى أن تكون أنت يا عزيزي قاعدة جيدة لهؤلاء الذين تدافع عنهم تعادل حموضة أبطال هذه القصة .
** في صفحة من صفحات دفعترها الأزرق بلون السماء ، حيث اعتادت أن تلصق ثور فراس التي تجمعها بعناية من صفحات الجرائد والمجلات ، كتبت سديم : آه ... يا عوار القلب ، يا حبي الوحيد يا ن وهبته العمر ، الماضي والجاي حبك بصدري ينوح ، والعين تبكيك مالي سوى ذكراك ، هي زادي بدنياي أطلمتي يا دنياي ، والتعت يا قلب ومليتي يا روح من ثرة معاناي وش يصلب الجسم ، والقلب مذبوح ؟ ما عاد لي بعدك ، حس ولا راي يا روح روح الروح ! يا أغلى من لي يا بعد قلبي ، ويا غاية نواياي لا من تعبت ، ووسادتي ملتّ من دمع عيني ، ومن حر شكواي قمت وتوضيت ، وابليس هجّدته وربي حمدته ، حتى على بلواي يالله يا رحمان . ما بيك تردّه ! بس ما بيك تهنيه ! ولا يحبها شرواي جعله يذوق الظيم والغيرة مثلي ! ويظل يحبين ! ويتحلم برؤياي للحين أحبه ... ما هقيته نساني الله كريم .. يعوضني ، عن البايع بشرّاي لم تعتد سديم كتابة خواطرها قبل أن تبدأ علاقتها بفراس . حبه كان يدفعها لدباجة رسائل حب تقرأها عليه بين الحين والآخر حتى يتطوس ويمشي مختالاً بريشه الذي تلونه له سديم بنفسها ريشة ريشة ، لكن شيئاً ما حدث بعد خطوبة فراس ، جعلها تنزف أبياتاً كل يوم في سكون الليل الذي اعتادت لثلاث سنوات ونصف أن يشاركها ساعاته صوت فراس، كتبت : إلى صديقي العزيز ، وأغلى ما لدينا إلى القلب الحنون ، وتوأم الروح أيا نجمة سقطت ، يوماً بين كفيّا لم أكتب الشعر يوماً ، ولم أكن أبداً سعاد أو بدراً ، ولا إيليّا لكنك اليوم أنت تلهمني زواجك حرّك كل ما فيّا سنين طويلة قضيناها معاً ثلاثاً سعيدة ، والرابعة ها هيّا تفجرت فيهن كل المشاعر وعشت فيهن أحلى لياليّا حب ، وشوق ، وحرمان طويلٌ قربٌ وبعدٌ ، قهرٌ وحنّيّة تفرقنا الأقدرا ، لنعود ونلتقي الحب يبقى ، مهما استكبروا غيّا قالوا وقلنا ، وانتصروا همُ أه لو عرفوا ، ما قاسيته ُ ليّا آه لو يدرون .. لو عانوا ، من الحب الذي يحطم كل الجسور يفتت كل الصخور يبسّط كل الأمور ليجمعنا علانية ! صديقي العزيز ، ماذا نقول لهم ؟ الله يسامحهم ؟ أو لا يسامحهم ؟ ما عدتُ أفرح ، ولا عدت أحقد شيءٌ بداخل صدري ... تكسّر الشيّا ! إذا الله لم يكتب لنا أن نكون معاً فالله أكبر . لا اعتراض لديّا دعني أبارك لك ، وبارك لها عني يحقق لك الله كل الأمانيّا يا إلى ما لدي ، ويا زوجة الغالي يا رب اجعل كل أيامهما هنية صديقي ستبقى معي دائماً لن تصبح الذكرى يوم منسية ضحكاتنا ، دمعاتنا تبقى ما دام الذهن صافيّا والقلب يبقى محباً ، عاشقاً أبداً حبنا الأول لا يمحوه تاليّا ! صديقي سنصبح أبطال الحكايات نقصها على أطفالنا بأسماء وهمية صديقي تظل صديقي .. صديقي أيا نجمة سقطت ، يوماً ، بين كفيّا الصراع الداخلي الذي عاشته سديم وتذبذب مشاعرها في تلك الفترة ما بين الصفح والغفران جعلا من حياتها كابوساً مريراً . كانت عاجزة عن تحديد مشاعرها الحقيقية ، فهي تسب فراس وتبصق على صوره لتعود بعدها لتقبيل الصور بحنان وهي تطلب الصفح منها !كانت تتذكر مواقفه معها طوال تلك السنين فتبكي ثم تتذكر تلميحه العابر قبل سنتين عن مفاتحته لوالديه في موضوع الارتباط بمطلقة وردهما الذي جرحها يومها فتعمدت تناسيه ، هذا ما كانت ميشيل ولميس تحذرانها منه ، فتبكي المزيد وهي تتحسر على سنوات عمرها الضائعة وتدعو على وليد سبب كل شيء ! لاحظت قمرة ولميس وأم نوير أن سديم أصبحت أكثر تهاوناً في أداء صلاتها مؤخراً وأنها صارت تكشف عن شعرها عند ارتدائها للطرحة أكثر من ذي قبل . كان اهتمام سديم بالدين مرتبطاً بفراس ، وحنقها عليه جعلها حانقة على كل شيء يذكرها به ، حتى الدين . في تلك الفترة ، كانت خالتها بدرية تقضي أياماً معها في الرياض وأياماً مع أسرتها في المنطقة الشرقية ، ولم تكف أثناء ذلك عن محاولات إقناع سديم بالانتقال معها للعيش في الخُبر بشكل دائم حتى يأتيها النصيب . عندما رأت الخالة إحباط ابنة أختها الوحيدة وممانعتها فكرة السفر ، قررت أن تلمح لها برغبتها في تزويجها من ابنها طارق ، علها تبث في قلبها الطمأنينة للمستقبل ، لكن ذلك لم يزد سديم إلا غيظاً ومرارة . أيريدون أن يزوجوها من ذلك الصبي المراهق طالب طب الأسنان الذي لا يكبرها سوى بعام واحد ! ما تفعل به ؟ تلعب معه عروسة وعريس ؟ لو أنهم يعرفون شيئاً عن فراسها لما تجرؤوا بتقديم مثل هذا الطلب إليها ! إنهم يستغلون وحدتها وحاجتها لمنزل تعيش فيه باطمئنان دون أن تطالها انتقادات الناس بعد وفاة أبيها ، حتى خالتها بدرية تريد أن تضمن بتزويجها من ابنها بقاء سديم تحت مراقبتها ، ومن يدري ؟ قد يكون طارق بانتظار ما سترثه عن أبيها من أموال ليسلبها إياها بحريض من والدته ! مستحيل ! لن تتزوج لا منه ولا من غيره ! سوف تترهبن في دار أبيها ، وإن كانت خالتها بدرية مصرّة على ألا تتركها تعيش في منزلهم بالرياض فإنها ستقبل فكرة السفر والعيش معهم لكنها ستملي عليهم شروطها ولن تسمح لأحد بأن يعاملها كشيء مسلّم به ، مثلما كان فراس يعاملها !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:36 PM   #64
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(40)ِ

حمدان بو مداوخ ليس أصعب من حياة المرأة التي تجد نفسها حائرة بين راجل يحبها ، ورجل تحبه. جبران خليل جبران أصاب بتوتر كلما تخيلت شكل حياتي بعد أن أنتهي من سرد هذه القصة ! ماذا سأفعل بعد أن تعودت على رسائلكم التي تملأ فراغ أيامي ؟ من سيشتمني ومن سيطبطب علي ؟ من سيذكرني بعد ذلك ؟ هل سأستطيع العيش في الظل بعد أن اعتدت أن أكون مثار الجدل في كل مجلس في البلاد على مدار شهور طويلة ؟ يحز في نفسي مجرد التفكير فيما سيكون . صحيح أني بدأت بنية توضيح بعض الحقائق التي تخفى عن كثير منكم ، إلا أنني تعلقت بالقصة كثيراً ، وصرت أنتظر ردودكم على كل إيميل بفارغ الصبر ، وأغضب إن لم تصلني تعليقات كافية ، وأفرح إذا ما قرأ عني خبراً في جريدة أو مجلة أو صفحة على الإنترنت . سأفتقد كل هذا الاهتمام بالتأكيد ، وقد أشتاق إليه إلى درجة تحملني على الكتابة من جديد ، فماذا تريدون مني أن أكتب إن فعلت ؟؟ أنا على استعداد دائم لأن أكتب ما يطلبه القارؤون .
** لا تصدق ميشيل أن صديقتها سديم تعتبر السعودية الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم . فالإمارات دولة إسلامية في نظر ميشيل لكنها توفر الحرية الدنية والاجتماعية لشعبها وهذا هو الصحيح في نظرها . تحاول سديم أن توضح لها أن كون الدولة مسلمة لا يعني بالضرورة كونها إسلامية . السعودية هي الدولة الوحيدة التي تحكم بالشرع وحده وتطبقه في جميع النطاقات ، أما الدول الأخرى فإنها تعمل وفق الشريعة الإسلامية في القوانين العامة لكنها تدع القرارات الفرعية لحكم البشر وذلك لمواكبة التطور المتضطرد في شتى جوانب الحياة . ترى ميشيل الفجوة تزداد اتساعاً بينها وبين صديقاتها حتى تشعر في بعض الأحيان أنها لم تنتمي يوماً لتلك البيئة التي لا توافق أياً من أفكارها ولا ميولها ولا طموحاتها . طموحها أن تستمر في العمل الإعلامي وأن تحصد المزيد من النجاح والشهرة . كانت تحلم بأن ترى صورتها يوماً على غلاف إحدى المجلات وهي تقف إلى جانب براد بت أو جوني ديب ! وأن تتسابق المطبوعات والقنوات الإذاعية والتلفازية لإذاعة ما تسجله من لقاءات مع المشاهير ، وأن تُدعى لحضور حفلات الأوسكار والإيمي والغرامي أووردز مثلما صارت تدعى لحضور المهرجانات العربية التي لا يسمح لها والدها حتى الآن بحضورها ، ولكنها سوف تقنعه مع الوقت . لن ترضى بأن تصبح مثل صديقاتها البائسات، سجينة المنزل مثل قمرة أو سجينة الرجل مثل سديم أو سجينة الطب مثل لميس. قررت أنها لن ترتبط بأي رجل بعد تجربتها الفاشلة مع فيصل وشبه تجربتها مع ماتي ، حتى وإن كان هذا الرجل بملاحة حمدان وثقافته ، ذلك المخرج الشاب الذي يقوم بإخراج برنامجها الأسبوعي ، والذي درس الإخراج بجامعة تفتس في بوسطن . اعترفت ميشيل لنفسها بميلها لحمدان منذ بداية عملهما معاً ، فقد كان من ذلك النوع الذي يتجمع حوله طاقم العمل حال وصوله إلى موقع التصوير وهم فرحين لحضوره لما يشيعه على المجموعة من بهجة ومرح . كان حضوره صاخباً دوماً : - مرحبا الساع ! شحالكم شباب ؟؟ أسرّت لها جمانة عن إعجابها به ، وهما تتأملانه من بعيد وهو يدخن مداوخه (سيجارته) في أول أيامهما في المحطة ، لكنها كانت تحب أحد أقاربها وتنوي الزواج منه بمجرد حصوله على شهادة الماجستير من بريطانيا وعودته إلى الوطن ، لذلك فقد حرضت صديقتها ميشيل على التقرب من حمدان ، لكنه سبقها . لاحظت إعجابه بها ولم تستغرب ، فقد كانا الأكثر توافقاً وانسجاماً ضمن طاقم العمل ، وكانا الأنسب لبعضهما بشهادة الجميع . كان حمدان في الثامنة والشعرين من عمره . أجمل ما فيه أنفه المسلول كالسيف ، ولحيته الخفيفة المرتبة ، وضحكته المجلجلة التي تدفع كل من يسمعها إلى الضحك ! كان حمدان يأتي للعمل متأنقاً مثلها . كان غالباً ما يأتي ببنطال جينز وتي شيرت من إحدى الماركات الشهيرة ، وأحياناً يطل عليهم بكندورته البيضاء (الثوب) مع عصامة (عمامة) الرأس . رغم حرصه الدائم على أناقته إلا أنه لم يكن يتحمل غطاء الرأس لمدة تزيد عن نصف ساعة أو ساعة على الأكثر ، فكان ينزع العمامة ليظهر شعره الذي كان يفوق شعرها طولاً بعد أن قامت بتقصير شعرها على طريقة هالي بيري ، وهي القصة التي طالما نهاها فيصل عن تنفيذها أسفاً على شعرها الجميل وتموجاته الرقيقة التي كان يحب لفها حول أصابعه . تحدثنا كثيراً حول عملهما والبرنامج وحول مواضع أخرى من كل نوع ، وصارو يخرجان معاً بحكم العمل إلى أماكن مختلفة من مطاعم ومقاهي وأسواق ومهرجانات محلية ، ودعاها مرات كثيرة لمشاركته رحلات الحدائق (الصيد البحري) على طرّاده السريع الذي يهتم به أكثر من اهتمامه بسيارته ، ورحلات القنص (الصيد البري) التي تستهويه أيضاً إلى حد كبير ، لكنها لم تكن تشاركه هذه المغامرات وتكتفي منها بالسمع ومشاهدة الصور .



التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:39 PM   #65
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(41)

رسالة إلى فاء : من السهل على أي شخص أن يغضب ، لكن الصعب هو أن يغضب من الشخص المطلوب ، إلى الحد المطلوب ، في الوقت الصحيح ، للسبب الصحيح ، وبالأسلوب الصحيح . أرسطو كتب لي كثيرون يستفسرون عن الدفتر السماوي لسديم الذي ذكرته في الإيميل السابق ، بعضهم يتساءل كيف قرأ ما كتبت سديم (أرادوا أن يضيفوا) : إن لم تكوني سديم نفسها ، لكن الذوق منعهم من ذلك ، والبعض الآخر متحمس لمعرفة المزيد مما كُتب في هذا الدفتر . يا لفضولنا القاتل يود البعض لو يقرأ بعض الفضائح الشخصية أوكي ، للملاقيف (مثلي) سأقرأ لكم ومعكم المزيد من خواطر سديم التي دونتها في دفترها السماوي ، وللتحريين (الغثيثين) أقول : أنتم مستقعدين لي ؟ ما حد قال لكم تقرون إيميلاتي إذا كان عندكم شك بكلامي مادام فيه ناس مصدقة ليش نقطع وناستها ؟ يعني لا ترحمون ولا تخلون رحمة ربنا تنزل ؟ طيب وش رايكم أن غزالتي الفسفورية سرقت الدفتر من غرفة سديم وهي نايمة وطارت وحطته عندي ، سويت لي كوبي وعطيته لغزالتي ترجعه .. هاه؟ عندكم شي ؟ حد شريكي ؟ اللي مو مصدق يصطفل ، والغرفة لها أربع جدران
** قررت سديم بدأ مشروع صغير بجزء من إرثها بعد أن عجزت عن العثور على وظيفة مناسبة بعد التخرج . كانت تفكر في تنسيق الحفلات والأعراس بما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن تُدعى لحضور عرس أو زوارة أو حفل عشاء أو استقبال ، أما في بداية فصل الصيف فقد كانت تُدعى إلى أكثر من مناسبتين أو ثلاث في الليلة الواحدة كانت هي وصديقاتها وكثير من الفتيات في سنهن إذا ما شعرن بالملل أو الضيق تدبرن لهن بطاقات دعوة لأحد هذه الأعراس (أياً كان العرس) ، وتأنقن وتزينن وذهبن لحضوره ليمضين الوقت في الرقص على أنغام الطقاقات الحية . كان الأمر أشبه بالسهر في نايت كلوب نسائي محترم . فكرت أن تبدأ في إعداد المناسبات الصغيرة لأقاربها وصديقاتها ثم تتوسع تدريجياً حتى تصل إلى تنظيم حفلات الأعراس . كان مجال التنظيم عادة حكراً على بعض السيدات اللبنانيات أو المصريات أو المغربيات اللواتي يطلبن مبالغ طائلة دون تقديم خدمات بالمستوى المطلوب ، وهذا ما كانت تلاحظه سديم لسنوات . من هنا جاءتها الفكرة ، أن تعمل على تنسيق المناسبات والإعداد لها من الألف إلى الياء حسب المواصفات المطلوبة للحفل وحسب الميزانية المتوفرة ، وسوف تتعامل مع بعض المطاعم ومحال المفروشات والمطابع ومشاغل الخياطة لمساعدتها ، كلٌ في مجاله . اقترحت على أم نوير أن تكون المسؤولة عن المشروع في الرياض وتساعدها قمرة بينما تتولى هي المنطقة الشرقية التي ستنتقل إليها ، كما يمكن للميس الانضمام لهما فيما بعد إن أرادت لتتولى تنسيق الحفلات في جدة حيث ستنتقل للسكن مع زوجها نزار بعد تخرجها ، ويمكن أن يتم التنسيق مع ميشيل في دبي للوصول إلى المطربين والمطربات لتسجيل بعض الأغاني الخاصة بالزفة أو التخرج ، حتى يقمن بإذاعتها في تلك الحفلات. رحبت أم نوير بالفكرة التي ستملأ وقت فراغها اليومي بعد عودتها من العمل خاصة بعد رحيل سديم ، وتحمست قمرة كثيراً وبدأت هي وسديم تجريان الاتصالات وتنظمان بعض الاجتماعات الصغيرة التي تدعوان إليها معارف كل منهما كنوع من الدعاية والتسويق ، وساعد طارق ابن خالة سديم في إجراء المعاملات الرسمية المتعلقة بالموضوع والحصول على التصاريح اللازمة واستخراج سجل تجاري ، بعد أن أعدت له سديم توكيلاً رسمياً ليقوم بالمهام القانونية التي تمنع المرأة من القيام بها . في الليلة السابقة لسفر سديم إلى المنطقة الشرقية ، استطاعت قمرة توفير بطاقات دعوة لحضور حفل زفاف أحد أقرباء صديقة أختها حصة . ذهبت قمرة وحصة مع سديم ولميس إلى العرس وأخذت حصة مكانها على طاولة صديقات العروس بينما جلست الصديقات الثلاث على منصة الرقص حيث تجلس الشابات العازبات عادة للفت أنظار الأمهات . عندما دندنت الطقاقة في المايكروفون : (حمام جانا مسيّان ... ولا سلمّ عليه... حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه ... ولا يسلم عليه ... هلا ... ولا سلم عليه ... ولا سلم عليه ... ) قامت الفتيات الثلاث مع جميع الفتيات الجالسات فوق المنصة مع بداية دق الطيران الذي أقام القاعة ولم يعقدها . راحت الطقاقة تغني : حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه سنونه حب الرمان ... والقذلة هلهلية ... علامة مر عجلان ... حمام القيصرية ... يذكر كل ولهان ... على فرا خويه ... . كانت سديم ترقص في مكانها مغمضة عينيها وهي تطقطق بإصبعيها الإبهام والوسطى مع أنغام الأغنية ، مع هزة من كتفيها بين الحين والآخر ، بينما تحرك قمرة ذراعيها وساقيها باستمرار دون توافق مع اللحن ، وعيناها شاخصتان إلى الأعلى ، أما لميس فتهز وسطها وردفيها وكأنها ترقص رقصاً مصرياً وتردد مع الطقاقة كلما الأغنية ، بعكس قمرة التي لا تحفظ أياً من الأغاني وسديم التي تعتبر الغناء وإظهار الانسجام الزائد أثناء الرقص سلوكاً مبالغاً فيه ودليلاً على الخفة . بانتظار الرقصة التالية ، انزوت لميس مع إحدى العروسات الجدد من صديقات المدرسة القدامى التقتها صدفة في تلك الليلة ، لتسألها عن تجربة الزواج وعن ليلة الدخلة وعن وسائل منع الحمل التي جربتها وغيرها من الأمور المتعلقة بزواجها الذي حدد موعده في عطلة نصف السنة . قامت سديم مع قمرة للرقص على أغنية طلال مداح التي تعشقها : أحبك لو تكون حاضر ، أحبك لو تكون هاجر ومهما الهجر يحرقني ، راح أمشي معاك للآخر أحبك لو تحب غيري وتنساني وتبقى بعيد عشان قلبي بيتمنى يشوفك كل لحظة سعيد تصل الكلمات الرقيقة واللحن الشجي إلى قلب سديم مباشرة . تحتل صورة فراس عقلها وتشعر بانفصالها عن كل ما حولها وهي ترقص رقصة المذبوح على تلك الكلمات : أحبك كلمة معناها حياتي وروحي في يدّك يهون عليك تنساها وأنا صابر على غلبك ؟ راح أمشي معاك ، للآخر على مائدة العشاء ، بعد أن ملأت كل منهن صحنها من البوفيه ، استغرقت الصديقات في الحديث عن سفر سديم المنتظر في الغد . كانت سديم تشعر بحزن شديد وضيق في صدرها لا تعرف سبيلاً للخلاص منه . بينما كان الحديث دائراً أثناء الأكل ، انبعثت نغمة وصول رسالة من أحد الجولات الموضوعة على المائدة ، فانقضت كل واحدة منهن على هاتفها علّها تجد الرسالة من نصيبها كانت الرسالة من نصيب لميس التي كتب لها نزار قائلاً : عقبى لنا يا حبيبتي . عادت سديم إلى منزلها وتأملت الصناديق والحقائب التي تملأ غرفتها بانتظار شحنها إلى الخبر . شعرت بغصة في حلقها وهي تقرأ خربشاتها الطفولية على طرف طاولة مذكراتها ، وتتأمل صورها الملصقة على باب خزانة ثيابها . تناولت دفترها السماوي وقلمها الرصاص وكتبت : رسالة إلى فاء : الساعة الآن الثالثة وأربعون دقيقة صباحاً بتوقيت المملكة ، وعيون القلب سهرانة ما بتنامشي على رأي نجاة الصغيرة . لا أنا نايمة ، ولا صاحية ، ما بقدرشي يبات الليل ، يبات سهران ، على رمشي وأنا رمشي ما داق النوم ، وهو عيونه تشبع نوم روح ، روح يا نوم من عين حبيبي روح يا نوم . بعد دقائق تقام صلاة الفجر في مدينة الرياض . لا بد أنك في طريقك نحو المسجد الآن ، فصلاتكم في المنطقة الشرقية تسبقنا بقليل ، أم أنك في الرياض الآن ؟ لا أدري إن كنتما تسكنان هنا أم هناك . هل ما زالت تداوم على صلاة الجماعة ؟ أم أن لذة النوم إلى جانبها جعلتك تتكاسل عن النهوض وأداء فرض الله ؟ أموت شوقاً لصوتك . ليتني أستطيع إيقاظك من النوم الآن ! كئيبة هي الدنيا بدونك. الليل أظلم من عادته ، والسكون أوحش . كيف استطعت وأنت معي أن تجعل من الليل احتفالاً ننتظره كل يوم ؟ كيف جعلت سكوني صخباً حتى وأنت تغط في النوم ؟ أتذكر (يغط حبيبي في النوم ) ، ونومي أنا يجافيني ؟ أول قصيدة أنظمها في حياتي. لا أدري حقيقة إن كان بإمكاني أن أطلق عليها مسمى قصيدة! كانت مثل سائر رسائلي لك مجرد حديث بين قلبي وقلبك لا يخضع لأي موازين . كتبتها لك خلال خمس عشرة دقيقة هي مدة شجارنا ، عندما دعوت علي بالحب ! تريدني أن أجربه مع غيرك ، وكأنك تهيئني للفراق . أقول دعوت علي ولا أقول دعوت لي ، لأنني (ومازلت) لا أتخيل في حياتي حباً سواك . أتذكر تلك القصيدة أم أذكرك بها ؟ قلت فيها : يغط حببي في النوم ونوميي أنا يجافيني برودُ الثلج في صوته أداعبه ، فيُبكيني ! بدأنا لعبنا مزحاً فأنهاه بسكين ! أحبه ، يا لقسوته ! مرار الكأس يسقيني خيالي ينسج الرؤيا وتسطرها دواويني فيُطلق حُبّي القاسي على فرحي الأفاعيني ! تبث السُم في الحلم وتمتص الشراييني دُعاك عليّ بالحب يحطم كل ما فيني ! أحبك أنت ، لا غيرك ! لم بالحب تشقيني ؟ توقف عن مضايقتي فضيق الضيق يشكيني ! رجالُ الكون كلهم برأيي اليوم ، شياطين ! أريدك أنت دون سواك وأطلب منك باللين ! فإن آثرت الاستمرار بتجريح المساكين سأرحل عنك في الدنيا وأرضي بالشياطين !! قرأتها لك بعد أن اتصلت بي لتوقظني لأداء صلاة الفجر بعد شجارنا . كيف يمكنني أن أنام خلال ربع ساعة كم كانت حججك لمصالحتي جميلة وشقية ! يا ربي ... كم أحبك ! أتذكر عندما اتصلت بي من طائرتك الخاصة المتجهة إلى القاهرة ؟ لا أذكر سبب خلافنا في ذلك اليوم ، لكنني أذكر كم كنت مكتئبة لسفرك وأنا ما زلت غاضبة . جاءتني اتصال من رقم طويل وغريب ، بعد نصف ساعة من رسالتك النصية التي ودعتني بها من المطار . لم يخطر ببالي أنه أنت ! صرخت بفرح عارم وأنا أسمع صوتك الحبيب يغسل قلبي من كل ضيق : فراس حبيبي !! ما سفرت ؟؟! أخبرتني بأنك معلق في الجو ، وقلبك معي على الأرض يحاول استرضائي، وظللت تغازلني مدة نصف ساعة وأنا أكاد أذوب من شدة حبك . آه آه آه ... ليتك معي الآن . أتذكر (حنتشتنا) كل يوم ؟ ضحكت كثيراً عندما قلت لي هذه الكلمة أول مرة ! اشتقت للحنتشة ! رقصت اليوم على أنغام أغنية (أحبك لو تكون حاضر) التي غنيتها لك في إحدى مكالمتنا . رقصت عليها وأنا أتخيلك واقفاً أمامي فأمد يداي إليكم ولا أستطيع بلوغك . آه آه آه ... أنيني يئن من حنيني إليك ! أبكيك في الليلة عشرين مأتماً ! وأنت إلى جانبها ، تحنتش ! لا سامحك الله ولا سامحها . ولا ردك الله ، ولا أسعدها . أحبك ... لا ... أكرهك ! أكرهك ! حبيبي الذي أكرهه ! فاء ، أسافر إليك في الغد . أخيراً ، سوف أعيش إلى جانبك في الخبر . تجمعنا مدينة واحدة ، أنا ، وأنت ، ومعنا المدام ! كيف سأقطع الطريق براً وذكري مرورك بسيارتك قبل ثلاث سنوات إلى جانب سيارتي لم تُمنع من ذاكرتي يوماً ؟ كيف ستمر علي ساعات الطريق الثلاث دون أن أعرف أنك تحرسني من بعيد ؟ كنت أود السفر بالطائرة لكن طارق أتى بسيارته من الشرقية خصيصاً ليأخذنا معه. أقنعته بأن يضع أسماءنا على لائحة الانتظار في المطار ، ليأخذنا معه . أقنعته بأن يضع أسماءنا على لائحة الانتظار في المطار ، درجة أولى ، درجة رجال الأعمال ، سياحي أو حتى (شعبطة) على أحد الأجنحة ! المهم أنني لا أتخيل نفسي على خط الشرقية بدونك ! بل لا أتخيل نفسي في أي مكان بعدك ! لا أتخيل أن بإمكاني الاستمرار في هذه الحياة بعيداً عنك ! كله منه هو ! الله يا خذك يا وليد ! الله ينتقم منك !!

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:47 PM   #66
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(42)

لميس تتزوج الحب الأول في حياتها : من قلب المرأة الحساس تنبثق سعادة البشر . جبران خليل جبران إحدى القارئات – لم تذكر اسمها – تقول إنها لا تدري كيف أنادي بالحب بسذاجة وأفتخر بصديقاتي الغبيات اللواتي ظللن يبحثن عن هذا المجهول طوال حياتهن . ترى هي أنه ما من أفضل من خاطب محترم يدخل عن طريق الباب كما يقولون ، تعرف الأسرتان بعضهما وتوثق العلاقة ويتم التصديق عليها من قبل الأهل . لا مجال هنا للعبث أو الخديعة كما في الحب ! هذه الطريقة تضمن للفتاة عدم تعرضها لشكوك الرجل في ماضيها لو كانا على علاقة قبل الزواج . كيف ترفس الفتاة العاقلة فرصة مضمونة كهذه لتركض وراء السراب ؟ رأيك أحترمه يا عزيزتي ، لكننا لو فقدنا إيماننا بالحب ، فستفقد كل الأشياء في هذه الدنيا لذتها ، ستفقد الأغاني حلاوتها ، والأزهار شذاها ، والحياة بهجتها ، فبوجود الحب في حياتنا تصبح اللذة الحقة هي لذة الحب ، وكل لذة سواها نابعة منها . تصبح الأغاني الجميلة هي تلك التي يدندن بها الحبيب ، وأحلى الأزهار تلك التي يقدمها هو ، ولا إطراء سوى ما يأتي منه . باختصار ، تصبح الحياة ملونة بالتكنيكولور بمجرد أن يلمسها أصبع الحب ! يا الله ، لقد حُرمنا أشياء كثيرة ، فلا تحرمنا نعمة الحب !
** بعد خطبة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع تبعاً لعادات كثير من أهل الحجاز – الذين يفضلون تقصير فترة الخطوبة وإطالة الملكة بعكس أهل نجد – وفترة ملكة مدتها أربعة أشهر ، جاء زفاف لميس ، الذي كان أول زفاف تنظمه قمرة وسديم وأم نوير بالتعاون مع لميس وميشيل التي أتت من دبي خصيصاً لحضور زفاف صديقتها في الخامس من شوال . كانت الاستعدادت تجري على قدم واسق خلال شهر رمضان ، وقد كان الحمل الأكبر يقع على عاتق أم نوير وقمرة بحكم وجودهما الدائم في الرياض حيث يقام العرس . تولت سديم مهام بسيطة مثل طلب الشيكولاته من فرنسا ، وميشيل كانت مسؤولة عن تسجيل شريط أغانٍ لبعض المطربين الذين تجمعها بهم علاقات جيدة لتتم إذاعتها أثناء العرس وتوزيع الأشرطة بعد ذلك على المدعوات للذكرى . كان عمل قمرة يبدأ يومياً بعد أدائها صلاة التراويح في مسجد الملك خالد . كانت تصطحب معها صالح لتعويده مبكراً على الأجواء الروحانية . كان يرتدي العباءة النسائية السوداء التي فصلتها على مقاسه بعد أن أصر على أن تشتري له عباءة كعباءتها ، رغم تحذيرات أم نوير المتكررة لها من أن تنصاع لرغباته ! كانت قمرة تذكر أم نوير بأن وضع صالح مختلف عن وضع نوري ، فصلوحي يكبر وسط أخواله الذكور ولذلك فلا خوف عليه من انعدام القدوة الذكورية بسبب غياب أبيه ، كما أنه يبدو لطيفاً جداً هو يضم أطراف عباءته النسائية حول ثوبه بينما رأسه تغطيه طاقية بيضاء رجالية ! كان صالح يقف إلى جانبها في الصلاة مقلداً جميع حركاتها ، من تكبير وقراءة وركوع وسجود وتشهد وتسليم . عندما يمل من تقليدها ، كان يميل برأسه وجذعه محاولاً النظر في عينيها وأعين بقية المصليات المصطفات وإضحاكهن ! كان يميل حتى ينكفي على وجهه على الأرض ، فينقلب على ظهره وهو ما يزال يبتسم ابتسامته الكبيرة منتظراً أن تبتسم له إحدى هؤلاء النسوة العابسات اللواتي يتحاشين النظر إليه . بعد أن ييأس كان يستغل فرصة ركوعهن ليلشط كل واحدة منهن على مؤخرتها عقاباً لها قبل أن يعود للتمدد على ظهره أمامهن وهو يضحك ! كانت النساء يشتكين من شقاوته ويأمرن أمه بأن تدعه يصلي في مصلى الرجال فتتصنع قمرة توبيخه أمامهن وهي تغالب الضحك لخفة دمه ، فيبادلها الضحك الذي تكتمه وكأنه يعرف أنها لا تعني ما تقول . كانت التراويح تنتهي عند حوالي الساعة التاسعة ، تفتح بعدها المحلات التجارية أبوابها فتقضي قمرة مشاوريها من زيارات للخياطة التي تتولى خياطة مفارش الطاولات وأغطية المقاعد ، والمطعم الذي يعد لها أصنافاً جديدة كل يوم لتختار منها ما يعجبها لتضمينه في بوفيه الحفل ، ومحلات التحف ، ومشاتل الزهور ، والمطبعة التي تعد بطاقات الدعوة ، إلى جانب زياراتها للسوق مع لميس لإكمال الناقص من جهازها قبل موعد الزفاف . لم تكن قمرة تعود إلى المنزل قبل الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل ، أما العشر الأواخر من الشهر فكانت تعودقبل ذلك بساعة أو ساعتين لتلحق بصلاة القيام التي تؤديها في نفس المسجد في الثلث الأخير من الليل مع والدتها وأخواتها . في البداية كانت أم قمرة تمانع من خروج قمرة لقضاء هذه المهام وحدها إلا أنها أخذت تتساهل معها بعد أن لمست جديتها ورأتها تسلم أول ربح حصلت عليه من ترتيب حفل عشاء في منزل إحدى أستاذات سديم في الجامعة إلى يد أبيها الذي اقتنع أخيراً بعمل ابنته الغريب . حاولت الم أن تجبر أحد أبنائها على قضاء مشاوير ابنتها إلا أنهم رفضوا جميعاً فلم تلح وتركتها لتقوم بأعمالها مع أختها شهلاء أحياناً أو مع أم نوير أحياناً أخرى أو مع صالح فقط في معظم الأحيان . في اليوم المنتظر ، بدت لميس أجمل من أي يوم ، بشعرها البني الذي انساب بإهمال مدروس ، وثوبها الصدفي الذي ينحسر عن كتفيها برقة ليلف صدرها بطريقة جميلة ويكشف عن النصف العلوي من ظهرها قبل أن يأخذ في الإتساع تدريجياً حتى يصل إلى الأرض ، وطرحتها التُل التي ثبتت فوق رأسها لتنسدل بنعومة على ظهرها العاري ، وفي إحدى يديها باقة من زهور الليلي ، بينما يدها الأخرى في يد نزار الذي يسمّي عليها قبل كل خطوة ويرفع معها طرف ثوبها الطويل . رأت صديقات لميس في عينيها السعادة الكاملة وهي ترقص مع نزار بعد الزفة ، وسط حلقة من قريباتها وقريباته . صديقتهن لميس كانت الوحيدة التي حققت حلم كل واحدة منهن ، حلم الزواج من الحب الأول في حياتها . قمرة : الله يخلف علينا . شوفي وش ملحهم وهم يرقصون . أقول يا من تاخذ لها حجازي بس ! وين رجالنا عن هالحركات ؟ والله النجي يموتك لو قلتي له التفت ناحيتي بس شوي وانت على الكوشة بدال ما تقعد مكشر كأنهم طاقينك وجايبينك ! سديم : تذكرين كيف راشد ولّع لما قلنا له يبوسك في العرس ؟ وهذا نزار ما غير يبوس راسم لميس كل شي ويدينها وخدودها وما خلا شي ! صدق يا ختي جدة غييييير!! قمرة : بس يا حليل نزار اللي راضي يخليها تظل في الرياض وهو في جدة إلى أن تتخرج وبعدين تنتقل تعيش معه . والله إنه رجال يسوى ، الله يتمم عليهم . ميشيل : يا سلام ؟ هذا هو المفروض أصلاً ، والا تبينه يمنعها تكمل دراستها والا يغصبها تكمل عنده بجدة ؟ هذي حياتها وهي حرة فيها مثل ما هو حر بحياته . احنا مشكلتنا أننا نعطي الرجال أكبر من حجمهم ! لازم أول شي نفهم إن اللي يسوونه هذا هو الواجب والمنطقي ، وما تطير عيوننا إذا الواحد منهم سوا شي صح ! سديم : تراكم زهقتونا انتو الثنتين ، خلونا نتفرج على عدنان ولينا ذولي ! يا ربي مرة طالعين كيوت وهم يرقصون ! ياي !! شوفي كيف قاعد يناظرها ! عيونه تلمع ! شكله دمّع من الفرحة ! آه يا قلبي ! هذا الحب والأ بلاش ! قمرة : مسكينة تمار . ما تحسينها غيرانة من لميس عضانها تزوجت قبلها ؟ سديم : وليس تغار ؟ بكرة يجيها نصيبها ، إلا على فكرة ! ما لاحظتي إن الشباب الحجازيين في عروسهم يلامعون من النظافة ؟ وتلاقين السكسوكة ختم الجودة ، لازم كل العرسان تكون عندهم سكسوكة خفيفة نفس المقاس ، تقولين يروحون لنفس الحلاق ! ميشيل : هذولي يسوون تنظيف بشرة وحمام مغربي وتركي وفتلة ولقط وباديكير وأحياناً واكسنق بعد ، مهو مثل شباب الرياض اللي العريس ما تفرقينه عن باقي المعازيم إلا بلون البشت ! الله يفشلهم ! سديم : انا عادي ما تفرق معي إذا الواحد مرتب أو لا ، بالعكس أميل للمبهذل شوي، أحسه رجال وما عنده وقت للتكشخ والزكرته وحركات العيال الفاضين ! أم نوير : أمبيه ! الله يرحم أيام أول ! أيام ما كنتي تنهبلين على الريايل الحلوين ، حتى وليد ما كان مالي عينج ! سديم : عاد الشكوى لله . جاني بعده الشين اللي ملا عين عيني ! قمرة : أنا على العموم ما عندي مانع يجيني أياً كان ، يجي نظيف ، يجي وصخ ، يجي محرول بسم المهم أنه يجي ! أنا مستعدة أرضى بأي رجال ! مليت يا بنات !! طقت تسبدي ! ترى خلاص ! ترى خلاص ! ما باقي إلا شوي وانحرف ! عندما حان وقت رمي البوكيه ، اصطفت الشابات غير المتزوجات خلف العروس بانتظار معرفة من ستركب قطار الزواج الجميل بعدها . تزاحمت قريباتها وقريبات نزار مع زميلاتها في الكلية وصديقاتها من أيام المدرسة . وقفت معهن تماضر بعد إلحاح من والدتها ، ووقفت سديم وميشيل وقمرة التي شجعتها أم نوير على الوقوف من ضمن العازبات فوافقت بسرعة . أدارت لميس ظهرها للبنات بعد أن اتفقت مع صديقاتها الثلاث على أن تحاول إلقاء الباقة باتجاههن . ألقت الباقة عالياً في الهواء ، وتقافزت الفتيات لالتقاطها . بعد شد وجذب وركل وضرب ، حصلت قمرة على (ماتبقى) من الباقة من وريقات خضراء مربوطة بشريط من نفس قماش بدلة الزفاف ، رفعتها عالياً وهي تقهقه !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 11:49 PM   #67
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

عــــــــــــــــــــاد ماقـصـرت


عوضت لكم نص الي فات هع هع


يــــــــــــتـــــــــــــــبــــــــــــــع هع هع هع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 24-11-2006, 11:36 AM   #68
rko
(حلا جديد )
 
الصورة الرمزية rko
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2006
رقم العضوية: 26962
المشاركات: 34
عدد المواضيع: 3
عدد الردود: 31


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
rko is on a distinguished road

rko غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يـــــــــــــسلمك ربي

كفيتي ووفيتي

الله يوفقك بدراستــــــــــك ..

والله قصه من جد روعه ...

لا تطولين علينــــــا..

واسفين على الازعاج.
 
قديم 24-11-2006, 03:13 PM   #69
روبــrobyــي
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية روبــrobyــي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2006
رقم العضوية: 26153
الدولة: K.S.A
المشاركات: 254
عدد المواضيع: 21
عدد الردود: 233


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
روبــrobyــي is on a distinguished road

روبــrobyــي غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يعطيك الف عااااااااافيه يا احساس ع مجهودك
ونا قريتها الروايه عندي
تستحق ان تقرا
اختك روبي
 
قديم 28-11-2006, 11:43 PM   #70
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

rko... نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اهـلين ...

مشـكور اخـوي ...

آمــــــــيــــن ويـاك ان شاء الله...

بكـره بأذن الرحمن راح اكملـهـا ...

وثـانكس على الطـله البهيـه...



لا عـادي مـافـيه اي ازعـاج...

أرق تحـيـه...
اخــتــكـ...


احساس رسامه...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة احساس رسامه ; 28-11-2006 الساعة 11:53 PM.
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd