:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-2006, 04:17 PM   #21
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(6)

أنا لميس والأجر على الله ! على الدفاتر خلفت الصبا نتفاً وفي الفصولِ تركت القلب أجزاء على

الطباشير شيء من دم 00 عجباً تبدو الطباشير رغم الجرح بيضاء غازي القصيبي اعترف بأن

قدرات الناس على الربط والتحليل ما انفكت تفاجئني ! رسائل كثيرة وصلتني تسألني عن هويتي

الحقيقية ، وهل أكون إحدى الفتيات الأربع اللواتي أكتب عنهن في هذه الإيميلات ؟ ولم لا ؟ ما

رأيكم في أن أضع لكم رقماً لإرسال توقعاتكم حتى تظهر على إحدى محطات الأغاني ؟ خلونا

نترزق الله ! نضع مذيعة لبنانية مهضومة تستقبل توقعاتكم على طريقة : ' بونسوار لإلكون ' ،

مين ببتوأعوا تكون الشخسية المجهولي ؟ أمرة يما سديم يما ميشيل يما لميس ؟ احزوروا

وبتربحوا تزكرتين مع إكامي ببيروت تتجوا تحضرونا بحفلة البرايم ! ويمكن يكون الحز من

نسيبكون وتفوزوا بساعة بؤرب الحبيب ، يا للي هوي شخصيتنا المجهولي ! احزور وما تتأخر !

اتصل أو ابعتلنا إس إم إس ع هالأرآم المكتوبي ع الشيشي . حتى الآن تنحصر أغلب التوقعات

ما بين قمرة وسديم ، واحد فقد يرجح كوني ميشيل ، لكنه يستدرك قائلاً أن انجليزية ميشيل

أفضل من إنجليزيتي 000 هو أنا تكلمت انجليزي أصلاً !؟ صحيح تجيك التهايم وانت نايم ! يو

قت أكيوزد وايل يور أسليب ! حتى لا تقولوا أنني لا أعرف انجليزي 000 ما أضحكني فعلاً هو

إيميل من هيثم من المدينة المنورة ينتقدني فيه لتعصبي لبنات الرياض (البدو) وإهمالي

لشخصية تميس ، أعني لميس ، حبيبة القلب ما زولا . هل يعرفها الأخ من ورائي ؟ ولا يهمك

يا أخ هيثم . إيميلي اليوم سوف يكون عن لميس ولميس فقط 000 بس لا تزعل علينا يا أبو

هيثم يا عسل (أبو هيثم) عسل بدون ميم قبل العين ، والحدق يفهم ! . وش نسوي يا أبو الهياثم

؟ بدو ! ما علينا شرهة ! على رأي إحدى دكتوراتي الحجازيات في الجامعة : بدوية رفتة !

** رغم التشابه الظاهري بين لميس وتوأمها تماضر إلا أن هناك اختلافات شاسعة بين الأختين

في الطباع والأفكار ، ومع أنهما اشتركتا في الفصل في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ،

وحتى في دراستهما الجامعية حيث التحقت كلتاهما بكلية الطب البشري ، إلا أن تماضر كانت

وحدها مثار إعجاب الأساتذة والأستاذات ، لجيتها الشديدة وشخصيتها المنضبطة ، بينما كانت

لميس (الدافورة أو الشاطرة الكول) المفضلة بين الأختين لدى زميلاتهما ، لظرفها وقربها من

الجميع ، مع محافظتها على مستواها الدراسي المرتفع . كانت لميس أكثر جرأة وشجاعة من

تماضر التي تؤثر السير بجانب الحائط ، وتصف أختها دائماً بالمتهورة واللعوب . كان والدهما

الدكتور عاصم حجازي عميداً سابقاً لكلية الصيدلة ، ووالدتهما الدكتورة فاتن خليل وكيلة

سابقة في نفس الكلية ، كان العاملان الأساسيان في نجاح الفتاتين وتفوقهما الدراسي

الملوحظ . منذ ولادتهما والأبوان يحرصان كل الحرص على توزيع الأدوار فيما بينهما حتى

يوليا كلاً من الطفلتين ما تحتاجه من اهتمام ورعاية ، ومع دخولهما الحضانة ، في الروضة ،

في المدرسة ، كان اهتمام الأبوين يزداد وحرصهما على تميز ابنتيهما يتكثف. لم ينجب الزوجان

سوى هذا التوأم ، والذي لم ينجباه إلا بعد عناء وعلاج طويل دام على مدى أربعة عشر عاماً ،

رزقا بعده برحمة من الله هاتين الطفلتين الجميلتين . لم يحاولا الإنجاب بعد ذلك ، حيث أن سن

الأم أصبح متأخراً ، ومحاولات الإنجاب بعد ذلك قد تؤثر سلباًَ على صحتها وصحة الجنين . من

أطرف الحوادث التي مرت بلميس أيام دراستها الثانوية ، عندما كانت في الصف الأول الثانوي

، كان أن اتفقت هي وميشيل وزميلتان لهما في الفصل على تبادل بعض أفلام الفيديو . في

اليوم المقرر جلبت كل منهن أربعة أفلام . اتفقن على توزيع الأفلام الستة عشر فيما بينهن في

آخر الدوام ، إلا أن الحظ التعيس (أو القرادة) الرجاء الرجوع الإيميل الأول للشرح ، كان لهن

بالمرصاد . سمعت الفتيات عن نية الإدارة بتفتيش الفصول وحقائب الطالبات بحثاً عن

الممنوعات وعلى رأسها أشرطة الفيديو والكاسيت . لم تدرِ لميس هل وشت إحدى الفتيات بهن

أم أنه مجرد سوء الحظ الذي يلازمها . ارتبكت الفتيات الأربع وأسقط في يديهن حينما تسرب

خبر التفتيش ، والمصيبة أن المخالفة لم تكن عبارة عن شريط أو اثنين ، إنها ستة عشر شريط

فيديو مع أربعة من أوائل الطالبات يا للفضيحة التي لم تكن على البال على رأي ماري منيب :

(ده اللي حصل واللي جرى لا ينكتب ولا ينقرا). جمعت لميس الأشرطة من الفتيات ، ووضعتهن

في كيس ورقي كبير ، وطلبت منهن أن يتصرفن على طبيعتهن (وهنا تتضح قدرات لميس

الإرهابية) . أخرتهن بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام وأنها ستتولى الموضوع .

ذهبت بالكيس خلال الفسحة إلى دورة المياه ، وراحت تبحث عن مخبأ مناسب . لم يكن المكان

مناسباً ، فالكيس كبير وهي تخشى أن تجده أي من العاملات فتقوم بالاستيلاء عليه أو إيصاله

للإدارة ، وحينما لن تكون مشكلتها مع الفضيحة المدرسية بل مع زميلاتها اللواتي لن ترضى

أي منهن أن تفرط بأشرطتها حاولت إخفاء الكيس في خزانة الفصل إلا أنها شعرت بأن المكان

مكشوف ومتوقع . كان الأمر أشبه بلعبة (غميمة) في وقت ومكان غير مناسبين . جاءتها

الفكرة العبقرية طرقت باب غرفة المعلمات وطلبت رؤية معلمتها المفضلة أبلة هناء معلمة

الكيمياء . جاءت أبلة هناء مرحبة بهذه الزيارة المفاجئة ، وبجرأة شرحت لميس موقفها

الصعب ، فراحت أبلة هناء تولول : - وشو بدك يانا نساوي يا لميس ؟ - ولي عا قامتي مستحيل

ما بقدر خبيهون عندي - لو عرفت الإدارة ، والله ليفنشوني - معقولة يا بنتي سطعش فيلم مرة

واحدة يا عيب الشوم عليكي . أخذت المعلمة الكيس الضخم تحت ضغط لميس بعد تردد طويل ،

ووعدتها أن تفعل ما بوسعها لإنقاذ سمعتها . انقضت بعض المسؤولات في الإدارة على فصل

لميس في الحصة الخامسة وقمن بتفتيش حقائب الطالبات وأدراج الطاولات والخزانة عن أية

ممنوعات ، خبأت بعض الطالبات ما يحملنه من أشرطة كاسيت (واحد أو اثنين) أو قنينة عطر

أو ألبوم صور صغير أو جهاز بيجر في جيوب المريول المدرسي ، ووقفن وظهورهن ملتصقة

بجدران الفصل . كانت أعيث صديقات لميس تدور مع المفتشات بهلع وهن بانتظار أن تعثرن

على أفلامهن في حقيبة لميس ! أثناء الحصة الأخيرة ، جاءت إحدى الساعيات إلى فصل لميس

مخبرة إياها بأن مديرة القسم الثانوي بالمدرسة قد طلبت رؤيتها . أطرقت لميس مفكرة : هادي

آخرتها يا أبلة هناء ؟ تفتني عليا ؟ أيش هادا الخوف ؟ هادا وانتي أبلة طلعت خوافة أكتر

مني ! صحيح الأبلات ما لهن أمان . دخلت لميس مكتب المديرة بلا خوف . (ذل دامج إز دون)

ولن ينفعها الخوف والارتباك ، لكنها كانت تشعر بحرج شديد ، فهذه ليست المرة الأولى التي

تقع فيها في مشكلة من هذا النوع ليتم استدعاؤها إلى مكتب المديرة . - وبعدين معك يا لميس

؟ مو كفاية اللي سويتيه الأسبوع الماضي لما رفضتي تعلمينا مين البنتاللي حطت الحبر الأحمر

على كرسي الأبلة في الفصل ؟ تطأطئ لميس رأسها وتبتسم رغماً عنها عندما تتذكر كيف

وضعت زميلتهن أوراد بضع نقاط من أنبوبة قلمها الأحمر على كرسي المعلمة بين الحصص .

دخلت الأستاذة لتفاجأ بالقطرات الحمراء على جلد المقعد ! وقفت مشدوهة للحظات والطالبات

يغالبن ضحكاتهن ثم سألت : - من كان عليكن الحصة اللي قبل هاي يا بنات ؟ - (بصوت

جماعي ) أبلة نعمت يا أبلة ! خرجت الأستاذة مسرعة من الفصل لتبحث عن أبلة نعمت التي

تكرهها الطالبات جميعاً ، وبطون الطالبات تؤلمهن من شدة الضحك ! ردت عليها لميس يومها

بغض : - أبلة أنا قلت لك إني ما أقدر أفتن على صاحباتي . - هاذي اسمها سلبية يا لميس !

أنتي لازم تكونين في صفنا إذا كنتي حريصة على مستواكِ وعلاماتك . ليش ما نتي مثل أختك

تماضر ؟ بعد هذا التهديد الصريح ، والسؤال المستفز المعهود (ليش ما نتي مثل أختك تماضر)

قدمت أم لميس الدكتورة سميحة للقاء المديرة ، وحذرتها من استخدام هذا الأسلوب مع ابنتها

مرة ثانية . ما دامت لميس لم تكن هي من قامت بترتيب المقلب، فليس من حقهن أن يطالبنها

بإفشاء سر صديقاتها ، والأفضل لهن كمعلمات أن يبحثن عن الفاعلة الحقيقية بأنفسهن عوضاً

عن محاولة تسخير لميس للتجسس لحسابهن لتخسر بذلك احترامها لنفسها ومحبة رفيقاتها

الكبيرة لها . صحيح أن المعلمات يسألنها دائماً لم ليست كأختها تماضر ، لكن صديقاتها بالمقابل

يسألنها لم ليست تماضر مثلها ! كانت لميس أكيدة أن المديرة ستكون أكثر تساهلاً معها هذه

المرة ، خاصة وأنه لم يمض على زيارة والدتها للمدرسة سوى أيام ، وقد كانت لوالدتها مكانة

خاصة في تلك المدرسة ، فهي رئيسة جمعية أمهات الطالبات منذ خمس سنوات ولها الكثير

من المشاركات الفعالة في نشاطات المدرسة الخيرية ، علاوة على أن ابنتيها من أبرز

الطالبات في تلك المدرسة وغالباً ما يتم اختيارهن لتمثيل المدرسة في المسابقات الثقافية على مستوى المنطقة .

قالت لها المديرة : - أنا وصلني الكيس مثل ما انتي شايفة لكن أنا وعدت أبلة هناء أني ما

أعاقبك وأنا عند وعدي . كل اللي حاسويه هو أني راح آخذ الأفلام معي اليوم وأرجعها لك بعدما

أتفرج عليها . - تتفرجي عليها ؟ ليه ؟! - علشان أتأكد من إن ما فيها أفلام كذه وإلا كذه (وهي

تغمز). يا له من طلب مكشوف ! لم لا تطلب منها بصراحة أن تستعير الأفلام لمشاهدتها ؟ على

أية حال ، لن تتمتع هذه المديرة الكريهة بأفلامها بعد هذه المشاكل التي تزجها فيها كل يوم -

آسفة يا أبلة . الأفلام ما هي حقتي ، وصاحباتي لو عرفوا إنو الأفلام اتخدت راح يبهدلوني . -

ومن هم صديقاتك هذول ؟ يا لهذه المديرة التي لا تكف عن السؤال المحرج . - ما قدر أقول لك

يا أبلة . حيعرفوا إني قلتلك وأنا وعدتهم إني أحل المشكلة لوحدي. - مشكلتك يا لميس إنك

مسوية فيها زعيمة عصابة وكل التهزيء يجي على راسك انتي في النهاية ! - (وهي تحاول

اكتشاف صدق المديرة من كذبها) يعني يا أبلة ، لو قلتلك أساميهم دحينا ما حيوصل لهم خبر ؟

ولا حيعرفوا إني فتنت عليهم ؟ ولا حتعملي لهم حاجة أكيد ؟ - أوعدك . أخبرتها لميس بأسماء

شريكاتها في الجريمة وأخذت الأفلام بعد ذلك ووزعتها بينها وبين صديقاتها الثلاث قبل

انصرافهن إلى بيوتهن وهن يسألنها أين كان المخبأ وكيف استطاعت أن تتخلص من هذا

الكيس الكير ! اكتفت لميس بابتسامة واثقة وقولها المعتاد : ده أنا لميس والأجر على الله .

هكذا كانت شخصية لميس ، وكانت تماضر على العكس منها ، هادئة ومطيعة ، ورافضة لكل

ما تقوم به أختها العنيدة . رافضة ، كانت تلك الكلمة بداية لأكبر خلافات لميس مع أختها تماضر ، ومع بقية الشلة أيضاً .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 31-10-2006, 04:25 PM   #22
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(7)

: أساطير شارع خمسة هل هذه الكلمات شغل يدي ؟ إني أشك بكل ما حولي ... بدفاتري ...

بنزيف ألواني ... هل هذه اللوحات من عملي ؟ أم أنها لمصور ثاني ؟ نزار قباني اتهمني

الكثيرون بأنني أقلد طريقة بعد الأدباء في الكتابة ، ولي الشرف صراحة أن أقلد كتاباً كالذين

ذكروا ، مع أنني والله أصغر من أن أقلدهم . للأمانة ، أنا أكتب بهذا الأسلوب (المصرقع)

حبتين ، حبة فوق وحبة تحت منذ صغري ، ولدي ما يثبت أن صرقعتي قديمة و (منذ مبطي) ،

دفاتر مادة التعبير المليئة بخنبقاتي عبر السنين . كان أكثر ما يغيظني المدرسات اللواتي لا

تستهويهن تقليعاتي وكتاباتي المرجوجة . كنت أعاقب هؤلاء شر عقاب فأنقل لهن مواضيعاً من

دفاتر قريباتي أو صديقاتي من المدارس الأخرى. لست أنسى المرة التي طلبت فيها إحدى

المعلمات الرزينات مني أن أقرأ موضوعي عن الشجرة أمام زميلاتي في الفصل . وقفت بثقة

في مواجهة ثلاثين طالبة لأقرأ ما نقلته من كراسة إحدى قريباتي الأكبر مني بثلاث سنوات : (

من منا لا يعرف الشجرة ؟ الشجرة هي المصنع الأول للأكسجين ...! ). بعد بضعة سطور

إضافية تعذيبية من هذا النوع ، طلبت مني المعلمة أن أعود إلى مقعدي ، ورجتني أن لا أنقل

مواضيعاً من آخرين في القادمة ! واعترفت لي على مضض أنها تفضل مواضيعي المرجوجة

على هذه التفاهات . ما أسوأ أن لا يجد الإنسان تقديراً من أقرب الناس إليه . في تلك السن

المبكرة ، عرفت أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الزواج الثاني .

** كانت فاطمة زميلة للميس في كلية الطب . كان كل ما تعرفه لميس في البداية أن فاطمة من

القطيف . لم تتعرف لميس من قبل على أي فتاة قطيفية كما لم تتعرف على أي فتاة من الأحساء

أو الجبيل أو غيرها من مناطق الساحل الشرقي . لم تكن تعرف من المنطقة الشرقية سوى

الخبر والدمام . تعرفت عند دخولها للجامعة على زميلات لها في كلية الطب قدمن من مناطق

بعيدة لم تسمع بكثير عنها . منهن من جاءت من حفر الباطن ، ومنهن من قدمت من الجوف

ومن عرعر ومن القريات ومن خميس مشيط ، ومنهن من تسكن على أطراف مدينة الرياض

أو في أحياء لم تسمع بها من قبل كالسويدي وخنشليلة. كانت كمية الطالبات القادمات من

خارج الرياض كمية كبيرة قد تصل إلى أكثر من نصف الدفعة المكونة من ستين طالبة . كانت

لميس تشعر بالإعجاب كلما تقربت من هؤلاء الفتيات لما تتميز به شخصياتهن من نشاط

واستقلالية وقدرة على التحمل . كن قد تخرجن من مدارس حكومية ولم تتوفر لهن ربع

المساعدات التي توفرت لا ولصديقاتها الثلاث في مدارسهن الأهلية المعروفة ، ومع ذ لك فقد

تفوقن ونلن أعلى الدرجات ، ولولا ضعف غالبيتهن في اللغة الإنجليزية لما استطاع أحد

تمييزهن عن صديقاتها ، إلا ربما ببساطة ما يرتدينه . لم تكن إحداهن قد سمعت من قبل

بالماركات الشهيرة التي لا تشتري فردات الشلة الرباعية من سواها ، ولم تتخيل أخرى يوماً

وهي تتذوق ما مع لميس من شيكولاتة فاخرة أنها بهذا السعر الباهظ : - خير إن شاء الله ؟

وش ذي ؟ شوكاطه والا ذهب ؟ - أنا سمعت عن شي عندكم اسمه باتشي يقولون مرة كشخة ! -

في شي أغلى من باتشي بعد ؟ يا ويلي ! ذهلت ميشيل مرة عند سماعها إحدى الطالبات

وراءهما تستغفر بحنق عندما سمعت بالصدفة لميس للفستان الذي سترتديه الليلة في عرس

ابنة عمتها ! وقالت لها سديم أن إحدى الطالبات معهن في القسم تكرر في كل حين أنها تبحث

بين زميلاتها عن عروس لزوجها الذي تزوجت منه قبل سنة واحدة لتخطبها له بنفسها !

والسبب أنها تريد أن تجد وقتاً لتنظيف المنزل ودهن شعرها وتحنية كفيها والتزين له والعناية

بطفليهما وما سيتبعه من أطفال ، في الوقت الذي يقضيه زوجها مع زوجته الأخرى ! لم تكن

ميشيل من بين صديقاتها تستسغ هذه النوعية من الفتيات ولا تحبذ الدخول مع أي منهن في

نقاش وجدل عقيم ، ولم تكن سعيدة بحماس لميس الواضح لتكوين علاقات معهن . كانت تشعر

وكأن لميس تمثل دور شير في فيلم مراهقتهما المفضل (كلوليس) . تتعرف على أقل الفتيات

حظاً لتبدأ معها رحلة التجميل والتثقيف والتطوير .

تعطيها (كومبليت ميك أوفر) ربما لتشعرها بتفوقها وسيطرتها عليها . لم تكن ميشيل تفهم ،

وزادها حنقاً أن سديم كانت تشارك لميس حماسها وانسجامها مع هؤلاء الفتيات الجدد . كانت

هؤلاء الفتيات على بساطتهن في غاية الأدب ورقة الطباع وكانت طيبتهن تجذب الجميع لهن ،

علاوة على خفة الدم التي تكاد تكون معدومة في الأوساط الراقية ! هل هناك علاقة عكسية ما

بين المركز المادي والاجتماعي وبين خفة الدم والشخصية المرحة ؟ مثلما يؤمن البعض بوجود

علاقة طردية بين البدانة وخفة الدم ؟ أنا شخصياً أؤمن بذلك . (المصالة) أو (ثقالة الطينة) أو

السماجة داء متفش في الأوساط الراقية ، وباعتبار أن نسبة المصالة بين الإناث تفوق بكثير

نسبتها لدى الذكور ، ولأن التماسيح للأسف أخف دماً من السحالي ، (خصوصاً السحالي

الجميلة مثلنا) ، فإنني أنعي بكل أسى نفسي وصديقاتي ، ولكن الحمد لله على أية حال ، فكما

يقول المثل الشعبي : العَوَض ولا القطيعة ! بدأت لميس تلاحظ غيرة ميشيل من كل فتاة تتقرب

منها في الجامعة . مع أن لميس اجتماعية منذ معرفة ميشيل بها ، لكن البيئة في الجامعة

تختلف تمام الاختلاف عن بيئة مدرستهن ، والطبقة الأرستقراطية أو المجتمع المخملي الذي

تنحدر منه معظم زميلاتهن في المدرسة ، ليس إلا جزءاً بسيطاً من الطبقات المتباينة الموجودة

في الجامعة . إن مجتمعنا السعودي أشبه بكوكتيل الطبقات الذي لا تختلط فيه أي طبقة بالأخرى

إلا للضرورة وعند الخفق القوي. في الفصل الدراسي الأول من أولى سنواتهن الجامعية ، كانت

سديم ولميس تجتمعان ويمياً على رصيف شارع خمسة أو الشانز (الشانزليزييه) كما يسمونه

في جامعة البنات بعليشة . كانت الفتاتات تحلمان برؤية شانز عليشة من كثرة ما سمعتا عنه ،

فإذا به مجرد بضعة مقاعد خشبية قديمة موزعة أمام بوابة الخروج رقم خمسة ، وإذا بجامعة

عليشة مجرد مبانٍ آيلة للسقوط وشوارع مغطاة ببقايا تمر جاف سقط من نخلات متراصة على

امتداد طرقها ، بعد أن يئس من قدوم من يجنيه ، وحتى بعد وقوعه ، لم يجد له من يرفعه عن

الأرض . ميشيل التي قدمت من كليتها بالملز خصيصاً للتحقق من ما هية شانز عليشة أصيبت

بخيبة أمل كبيرة ، وندبت حظها الذي أجبرها على دخول الجامعة في السعودية بدلاً من أمريكا .

لمجرد أن عماتها اجتهدن في حشو رأس والدها المتفتح بأفكار بالية . حذرنه من مغبة السماح

لها بالدراسة وحدها في الخارج ، لأن الفتيات اللواتي يقمن بذلك يكثر حولهن الكلام فلا يجدن

من يتزوج منهن بعد عودتهن إلى البلاد . الطامة الكبرى كانت في اقتناع أبيها المتحضر فجأة

بهذه السخافات ! كان لرصيف نمرة خمسة كما في أغنية عمرو دياب في فيلم آيس كريم في

جليم – هل كان يعني عليشة ما غيرها ؟ - أسرار أشبه بالأساطير ، وكانت تروى عنه الكثير

من القصص الحقيقية أحياناً والمبالغ بها أحياناً أخرى . إحدى قصص رصيف خمسة

المشهورة والتي تناقلتها الأجيال في جامعة عليشة قصة أروى . هل توجد بين طالبات عليشة

من لم تسمع بأروى؟! كانت أروى طالبة مليحة التقاطيع ، يميزها شعرها القصير جداً ومشيتها

المسترجلة . كان الكل يخاف من أروى والكل يطلب ود أروى . إحدى البنات تقسم أنها رأت

أروى في أحد الأيام جالسة على رصيف شارع خمسة وقد ظهر طرف السروال الرجالي الأبيض من تحت

تنورتها السوداء الطويلة ! وأخرى تؤكد أن صديقة لها كانت قد رأتها وهي تلف يدها حول خصر

إحدى الفتيات بطريقة مشبوهة ! تذكر سديم أنها ماتت رعباً عندما مرتب بجانبها أروى وهي

(تحش) فيها . لم تكن سديم قد التقت أروى قبل ذلك ولذلك فإنها لم تنتبه للمأزق الذي وضعت

نفسها فيه حتى أخبرتها إحدى الزميلات التي انضمت متأخرة إلى الحديث أن المستندة إلى ذلك

الجدار القريب وعيناها معلقتان بسديم وابتسامتها المخيفة لا تغادر شفتيها ليست سوى

أروى ! - تهقونها سمعتني يا بنات ؟ إذا كانت سمعت ، وش بستوي فيني !؟ سألت سديم

صديقاتها والعرق يتصبب من كل مسام جلدها . حذرتها صديقاتها من أن تسير بمفردها في تلك

الجامعة بعد ذلك اليوم ، فمن الواضح أنها قد انضمت – عن جدارة – إلى اللائحة السوداء

لأروى!. - الله يخلف عليك يا سدّوم ! ابتعدي عن مبنى رقم (............) فهو أقدم المباني

وأبعدها ويقولون إن أروى تصطاد البنات اللي يروحون هناك بلحالهم لأن المكان بعيد وخرابة

والبنت إذا صرخت وإلا كسرت الدنيا هناك محد داري عنها ! - أروى الشوشو ، الله الحافظ ! إلا

صحيح هل تخرجت أروى من عليشة ؟ لم أسمع عنها منذ زمن . أصبحت أروى الآن أسطورة

كغيرها من أساطير هذه الجامعة الأثرية . بعد انتهاء النصف الدراسي الأول من سنتهما الأولى

، انتقلت لميس مع تماضر للدراسة في جامعة الأقسام العلمية للبنات بالملز حيث تدرس ميشيل

أيضاً في كلية الحاسب الآلي ، وذلك لمدة فصل دراسي واحد تنتقلان بعده إلى كلية الطب

البشري للبنات – في الملز أيضاً – لمدة سنتين ، تنتقلان بعدها – أخيراً – للدراسة في

مستشفى الملك خالد الجامعي . وهذه المحطة الأخيرة في دراستهن هي ما تحسدهن عليه بقية

الفتيات ، ففي نفس المستشفى يدرس طلاب الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلوم

الطبية – وذلك قبل افتتاح كلية العلوم الطبية في عليشة . كان حلم الاختلاط بالشباب حلماً كبيراً

بالنسبة لكثير من الطالبات والطلاب ، ودافعاً للبعض ممن ليست لهم أي ميول طبية للالتحاق

بتلك الكليات التي قد توفر لهم مساحة أكبر من الحرية ، حتى وإن كان الاختلاط المنتظر مقيداً

ولا يتجاوز الصدف العابرة أثناء الفراغات ما بين المحاضرات أو وقت الصلاة حيث لا يحلو

للطلاب إلا أن يصلوا في المصلى القريب من الطالبات ، واللمحات السريعة أثناء التجول في المستشفى أو أثناء ركوب المصاعب .

يـــــــتـــبع ياحلويـــن >> ادري غثيتكم خخخ

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 31-10-2006, 06:17 PM   #23
حـ الذكريات ـلو
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية حـ الذكريات ـلو
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23286
الدولة: دار أبو متعب
المشاركات: 4,981
عدد المواضيع: 58
عدد الردود: 4923


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حـ الذكريات ـلو is on a distinguished road

حـ الذكريات ـلو غير متصل
Smile

الله يعطيك العافيه
و مجهود تشكرين عليه
ولازلت

متابع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 03:50 PM   #24
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

البجادي...
يعطك الف عافيه على الرد...

ههههه حلوه لازلت متابع ...

أرق تحيه...


احساس رسامه...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 04:19 PM   #25
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )



الذي لا يعجبه العجب عندما تصاب المرأة بحالة يأس فإن قلبها يصبح كأكرة الباب ، أي إنسان

يديرها يميناً وشمالاً . أنيس منصور أولاً أقدم لكم اعتذاري عن تأخري غير المقصود عن

إرسال هذا الأيميل ، فقد تعرضت لظروف صحية منعتني من الكتابة بالأمس يوم الجمعة ، ولذلك

يأتيكم إيميلي اليوم السبت ، فسامحني يا عزيزي إياد لأني أعدت لك عصر الجمعة الكئيب بعد

أن تعودتعلى إيميلاتي التي صارت تخفف عنك تعاسة هذا اليوم ، واعذريني يا غادة و (أشكرك)

بالمناسبة لأنك أول فتاة تعبّرني بإيميل منذ بداية هذه السلسلة الفضائحية ، لأنني لم أوفر لك

مادة للتعليق أنت وزميلاتك في البنك هذا السبت ، وسامحني يا رائد أبو دم خفيف لأنني لخبطت

عليك جدولك الأسبوعي وشككتك باليوم والتاريخ حتى ظننت أن البارحة هو يوم الخميس وكدت

تتغيب عن العمل اليوم السبت وتأكل بهدلة بسبب إيميلي المتأخر ! وضعت أحمري الصارخ ،

وصحن (طرشي) كبير إلى جانبي . أنا بحاجة لطعم لاذع هذه المرة ليذكرني بطعم ما سأكتب في هذا الإيميل .

** عودت قمرة نفسها على حياتها الجديدة ، بعد أن اتضح لنا أن ما يقوم به راشد ليس مجرد

حياء من الزوجة التي اقتحمت حياته فجأة ، وإنما أكثر من ذلك . لم تكن قمرة قادرة على

تسمية تصرفاته باسمها الذي يرد في ذهنها وإن ظلت الكلمات تتسرب من عقلها إلى قلبها

الوجل : ( زوجي اللي أحبه يكرهني . يبغي يطفشني ...) . تعودت بعد أسابيع قليلة من وصولهما

إلى شيكاغو وبعد أن زاد تذمر راشد من كسلها وعدم مغادرتها الشقة أن تذهب للتبضع وشراء

مستلزمات المنزل في نهاية كل أسبوع . لم يكن راشد على استعداد لتعليمها قيادة السيارة

بنفسه ، ولم يكن يثق بقدرتها على التفاهم مع معلم أو معلمة أجنبية بإنجليزيتها الركيكة ،

فاستعان بزوجة أحد أصدقائه العرب التي عرضت تلعيمها القيادة لقاء مبلغ مالي . رسبت قمرة

في الامتحان العملي ثلاث مرات متتالية فقطع راشد عليها دروس القيادة وأمرها بأن تعتاد

على استخدام سيارات الأجرة في قضاء حوائجها . كانت ترتدي عند خروجها معطفاً طويلاً فوق

ثيابها مع حجاب أسود أو رمادي . حتى لباسها هذا أصبح بعد فترة مصدر إزعاج لراشد . ليس

ما تلبسين ملابس عادية مثل باقي الحريم ؟ كإنك تتعمدين تحرجيني قدام أصدقائي بهذه

الملابس المبهذلة ! وتسأليني ليش ما أطلع معك ! لم تتمكن قمرة ولا والدتها من استيعاب

مصدر الإزعاج ولاتوبر المستمر لدى راشد، إلا أنه على الرغم من ضيقها وحزنها الشديدين

فقط كانت مستعدة لعمل المستحيل لإنجاح هذا الزواج ، أو على الأقل مجرد الاستمرار فيه .

ألحت عليه في أحد الأيام أن يصطحبها إلى السينما . بعد أن وصلا واتخذا مقعده في القاعة

وهي إلى جانبه ، فاجأته بنزع معطفها وحجابها ، وهي تبتسم بخجل وتحاول قراءة أفكاره في

تلك اللحظة . بعد أن تأملها بطرف عينه لبضع ثوان قال لها بجلافة : - الحجاب أرحم ... البسيه

بس البسيه قبل الزواج ، كانت فرحتها بالخطوبة والعريس (الكشخة) والتجهيز من لبنان

بالمهر الذي لم يُدفع لأي من بنات العائلة أكثر منه ، أكبر من أن تشوبها شائبة ، لكن تساؤلات

وشكوك كثيرة وجدت طريقها لنفسها مع مرور الأيام . (وشو له تزوجني إذا ما كان يبيني؟)

سألت قمرة نفسها مراراً وتكراراً ، وسألت والدتها أيضاً عما إذا كانت قد سمعت من أهل راشد

أنه كان مرغماً على زواجه منها ، ولكن أيعقل أن يُجبر رجل – طول بعرض – على الزواج

من امرأة لا يريدها أياً كانت الأسباب ؟ لم تره قبل العرس إلا يوم الرؤية الشرعية ، وبما أن

تقاليد عائلتها لا تسمح للمتقدم للخطبة برؤية العروس بعد ذلك إلا بعد أن يتم عقد القران ، ولأنه

لم يكن بين العقد والعرس سوى أسبوعين ، فقد تم الاتفاق بين والدة قمرة وأم راشد على أن لا

يرى راشد عروسه في تلك الفترة حتى تتمكن من الاستعداد لحفل العرس . كل ذلك كان منطقياً

في نظر قمرة ، إلا أنها استغربت عدم طلب راشد من والدها أن يسمح له بمهاتفتها للتعرف

عليها قبل أن يتم الزفاف ، كما فعل وليد مع سديم فيما بعد . كانت تسمع أن غالبية الشبان هذه

الأيام يصرون على التعرف على خطيباتهن من خلال المكالمات الهاتفية قبل أن يتم عقد القران

، مع أن عادات أسرتها لا تسمح بالمكالمات إلا بعد العقد . كان الزواج عندهم كالبطيخ على

السكين كما يقولون ، وقد كانت بطيخة أختها الكبرى نفلة سكر زيادة بينما كانت بطيختها

وبطيخة حصة قرعة . كل هذه الدقائق وملاحظاتها على شخثية راشد الصعبة و(كلاكيعه)

النفسية بدأت تكبر وتكبر ككرة متدحرجة من الثلج تنحدر من قمة الجبل وهي آخذة في

التضخم . ظلت قمرة تبحث بين تلك الدقائق عن السبب الحقيقي لنفوره منها ، السبب الحقيقي

وراء استخفافه بها ، السبب الذي يدفعه لإجبارها على تناول حبوب منع الحمل طوال هذه

الأشهر ، على الرغم من تحرقها لإنجاب طفلة منه . بدأ الشك يتسرب إلى نفس قمرة بعد مرور

بضعة أشهر على زواجهما . لم تكن معاملة راشد لها تختلف كثيراً عن معاملة أبيها لأمها ، إلا

أنها كانت تختلف عن معاملة محمد لأختها نفلة وحتى عن معاملة خالد لحصة في بداية

زواجهما ، وكانت تختلف كل الاختلاف عن معاملة جارهما الكويتي لزوجته التي تزوجها قبل

زواج راشد من قمرة بستة أشهر . أحبت قمرة زوجها رغم ما قابلها به من قسوة وغلظة ،

وتعلقت به على الرغم من كل شيء ، فهو أول رجل تختلط به من خارج وسط محارمها ، وهو

أول رجل يتقدم لطلب يدها ليشعرها بأن هناك من يحس بوجودها في هذا العالم . لم تدر قمرة

هل أحبت راشد لأنه جدير بأن يحب أم لأنها تشعر بأن من واجبها أن تحبه بصفته زوجها ، لكن

الشك الذي بدأ يغزو قلبها من ناحيته أقلق منامها وأيقض مضجعها وجعل أيامها سوداء بسواد

أفكارها . أثناء تسوقها في بقالة الخيّام العربية في شارع كيدزي ، كان صاحب البقالة يغني مع

أم كلثوم بطرب واضح . أصغت قمرة إلى اللحن الحزين والكلمات التي لامست جرحاً غائراً

بداخلها : كأني طاف بي ركب الليالي يحدث عنك في الدنيا وعني على أني أغالط فيك سمعي

وتبصر فيك غير الشك عيني وما أنا بالمصدق فيك قولاً ولكني شقيتُ بحسنِ ظني تعذب في

لهيب الشك روحي وتشقى بالظنون وبالتمني أجبني إذا سألتك ! هل صحيح ... حديث الناس ؟

خن ؟؟ أم لم تخني ؟ أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني .. (( معقولة راشد يحب

واحدة غيري )) ؟ . اغرورقت عينا قمرة بالدموع وهي تصل بتفكيرها عند هذا الحد .

** عندما زارت قمرة الرياض في عطلة رأس السنة لم يكن راشد معها . قضت بين أهلها ما

يقارب الشهرين آملة أن يطلب منها راشد العودة بعد أن يمل الوحدة ، إلا أنه لم يسألها يوماً أن

تعود ، بل إن إحساسها كان يقول لها أنه يتمنى أن تبقى في الرياض ولا تعود ! كم كان يقتلها

مئات المرات كل يوم ببرودة ! حاولت المستحيل حتى تستميله ولكن بلا جدوى ، فقد كان راشد

مثالاً لرجل الأسد بعناده الفطري وطبيعته المراوغة . كانت لميس المستشارة الفلكية للشلة تأتي

بكتب خيرية حديب وماغي فرح عن الأبراج من بيروت ، وتقرأ لكل منهن مواصفات برجها ،

ونسب التوافق بين ذلك البرج مع غيره من الأبراج . كانت استشارة الفتيات للميس أساسية قبل

أية علاقة ، فقمرة اتصلت بها لتسألها عن مدى توافق برجها – الجوزاء – مع برج راشد –

الأسد – في فترة الخطوبة ، وسديم التجأت إليها أيضاً عندما تقدم وليد – الحمل – لخطبتها ،

حتى ميشيل التي لم تتحمس يوماً لهذه الأمور اتصلت بلميس بعد أن اكتشفت أن فيصلاً من

مواليد برج السرطان طالبة منها المشورة حول نسب نجاح علاقتها – امرأة الأسد – به . أهدت

لميس قمرة قبل زواجها نسخة مصورة من أحد كتبها الثمينة . كانت قمرة تعيد قراءته

باستمرار وتخطط على ما يناسبها منه : أنثى الجوزاء جذابة مغرية تدير بجمالها رؤوس

الناس . كثيرة النشاط والحركة وصبرها القليل يتحكم حتى في مواقف الحب . إنها أصدق نموذج

للمرأة الهوائية التي لا تستقر على شيء أو شخص . عاطفية بل متأججة العاطفة إذا ما لقيت

الرجل الملائم الذي يرضى قلبها وعقلها وجسدها معاً . إنها إنسانة معقدة على الرغم منها .

أعصابها متوترة ومخاوفها كثيرة ، إلا أنها مثيرة ومسلية ومن يعرفها يجهل معنى الضجر .

الرجل الأسد إنسان واقعي ، ذكي مقتصد لا يحب أن يضيع وقته في اللعب غير المثمر ، عصبي

سريع الانفعال ، أناني وعنيد ويزأر حيث يغضب . إذا أحب فإنه يمتلك حبيبته ويغار عليها .

متسلط في حبه لكنه مندفع في الحب كبركان يطلق حمم الغرام . على المرأة الحبيبة أن تغمض

عينيها ولا تبالي عندما يتدخل في شؤونها وأن لا تعظم الأمور. لا يتردد في إظهار العنف إذا

راوده الشك في طاعتها وإخلاصها له ... كان أسوأ ما قرأته قبل زواجها هو نسبة التوافق بين

المرأة الجوزاء والرجل الأسد التي لا تتجاوز الـ 15% ! يصعب الاتفاق والانسجام بين أنثى

الجوزاء ورجل الأسد . يتعاونان لمدة معينة من أجل تحقيق النجاح العملي ، أما العلاقة

العاطفية فتبقى فاترة نافرة وميالة إلى الفشل الأكيد. كانت تقرأ هذه السطور قبل زواجها وهي

تتمتم : كذب المنجمون ولو صدقوا ، لكنها تقرأها الآن بإيمان أكبر ، وهي تتذكر مليكة طباختهم

المغربية في الرياض ، التي كانت تقرأ لها الفنجان والكف أثناء فترة الخطوبة مؤكدة لها أن

زواجها من راشد سوف يكون من أنجح الزيجات في العائلة ، وأنها سوف ترزق بكثير من

الأطفال ، حتى أنها كانت تصفهم لها وكأنها ترى ملامحهم في بقايا البن المتخثرة في قاع

الفنجان أو بين طيات كفيها . حتى الويجي بورد التي شاركت صديقاتها الثلاث اللعب بها في

المرحلة المتوسطة عندما جلبتها لهن ميشيل بعد إحدى رحلاتها إلى أمريكا . أخبرتها لوحة

الويجي أنها ستتزوج من شاب يبدأ اسمه بحرف الراء وأنها ستسافر معه إلى الخارج . ستنجب

له ثلاث أبناء ذكور واثنتين من الإناث . تحركت القطعة الزجاجية الصغيرة التي تلمسنها

بأصابعهن بخفة فوق لوحة الأحرف وسط ظلام الغرفة في تلك الليلة لتدل على أسماء أبنائها

واحداً واحدة ! تحاول قمرة التخلص من أفكارها الخبيثة التي تتسرطن في دماغها . تتصل بأمها

في الرياض لتسألها عن كيفية إعداد الجريش وتمضي الوقت في سماع آخر أخبار أقاربهم في

القصيم وجيرانهم في حي الربوة وحكايا أبناء نفلة الأشقياء وصبر حصة على زوجها خالد بانتظار أن تنضج الطبخة .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 05:25 PM   #26
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(9)

كنز في قصيدة كيف أحبه ؟ دعني أعدد لك كيف أحبه بكل أبعادي وأنفاسي أحبه ملء كل يوم

أسعى إليه بحرية كما يسعى الرجال لحقوقهم بطهارة المتعبد بعد الصلاة بأحزاني القديمة

وبإيمان الطفولة بكل القديسين الذين رحلوا بدموعي وابتساماتي وإن شاء الرب سأحبه أكثر

بعد الممات اليزابيث باريت براوننج وصلتني الكثير من الرسائل الغاضبة خلال الأسبوع

الماضي . البعض غاضب من راشد الجلف ، والبعض من قمرة الضعيفة ، والبقية وهم الأكثرية

غاضبون علي لحديثي عن الأبراج وقراءة الفنجان والويجي بورد ، وأنا مع الجميع في

غضبهم وضدهم . أنا كما ترون وسوف ترون فتاة طبيعية ، وإن كنت مرجوجة بعض الشيء .

أنا لا أحلل ما أفعل ولا أحرمه ، كل ما هنالك أنني لا أدعي الكمال الذي يدعيه البعض .

صديقاتي أمثلة بيننا يتجاهل بعضنا وجودها عمداً ويغفل البعض الآخر عنها تماماً . دائماً ما

تردد هذه الجملة على مسامعي : (أنت لن تصلحي العالم ولن تغيري الناس..) معهم حق ، لكنني

لن أتخاذل عن المحاولة كالجميع ، وهذا هو الفرق بيني وبين الآخرين . إنما الأعمال بالنيات

وإنما لكل امرئ ما نوى ، عسى الله أن يجعل كتابتي في ميزان أعمالي ، وأكرر لمن لم يفهم !

أنا لا أدعي الكمال ! أنا أعترف بنقصي وجهلي ، ولكن كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين

التوابون ، وأنا أعمل على تصحيح أخطائي باستمرار وأقسو على نفسي في سبيل تطويري

لذاتي ، لكنني وللأسف لا أجد في من حولي من يقوم بالشيء ذاته . ليت الذين يحاسبونني

يلتفتون لتقويم أنفسهم قبل أن يثوروا لتقويمي ، علناً نتوب عن بعض معاصينا بعدما نقرأها

على صفحات الأنترنت . علنا نكشف أورامنا المستترة ونستأصلها بعد أن أعرض لكم عينات

بشعة منها تحت المجهر . إنني لا أرى عيباً في أن أورد عيوب صديقاتي في رسائلي ليستفيد

منها الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة ، المدرسة التي دخلتها صديقاتي

من أوسع أبوابها ، باب الحب ! العيب الحقيقي في رأيي أن يقف كل منا ضد الآخر محاولاً النيل

منه والتحقير من شأنه مع أننا نعترف جميعاً بوحدة الهدف ، ألا وهو الإصلاح . في الفالنتاين

أو عيد الحب ، ارتدت ميشيل قميصاً أحمراً وحملت حقيبة من نفس اللون ، وكذلك بالنسبة إلى

شريحة كبيرة من الطالبات ، فاصطبغ الحرم الجامعي باللون الأحمر ، ثياباً وزهوراً ودمى . كان

العيد أيامها تقليعة جديدة استلطفها الشبان الذين صاروا يجولون في سياراتهم في الشوارع

مستوقفين كل فتاة جميلة ليقدموا لها وردة حمراء ملفوفاً على ساقها (الرقم) ! واستلطفتها

الشابات اللواتي وجدن أخيراً من يهديهن وروداً حمراء كما في الأفلام . كان ذلك قبل أن تمنع

جميع مظاهر الاحتفال بعيد الحب في السعودية ، وتتم معاقبة أصحاب محلات الزهور الذين

يقومون بتوفير الورود لزبائنهم الفي آي بيز بطرق ملتوية وكأنها بضاعة مهربة . يمنع

الاحتفال بعيد الحب في بلادنا ولا يمنع الاحتفال بعيد الأم أو الأب مع أن الحكم الشرعي واح

د . مضطهد أنت أيها الحب في هذا البلد . استلمت ميشيل هديتها الضخمة من سائق فيصل الذي

كان بانتظارها عند بوابة الجامعة . كانت الهدية عبارة عن سلة كبيرة تناثرت في الورود

المجففة والشموع الحمراء على شكل قلوب ، وفي وسط السلة دب أسود يحمل قلباً مخملياً

قرمزي اللوز . إذا ضغطت على القلب تنبعث أغنية ياري مانلو you know I can't

smile without you بصوت مضحك بعض الشيء . دلفت ميشيل (أو ذلفت باللهجة

السعودية) إلى قاعة المحاضرات منتشية . أطلت على زميلاتها اللواتي نهشت قلوبهن الغيرة

وهي تقرأ لهن القصيدة التي خطها فيصل على البطاقة المرفقة بالهدية ، حتى أن عدداً منهن قام

بجلب الدمى والورود في الغد كدليل لحصولهن على هدايا مثلها عشية عيد الحب . من أجلها

دُبجت هذه القصيدة ، صاحبة العينين البراقتين هي مشرقة التعبير ، كتوأمي ليدا 00 ستشف

هذه الكلمات عن اسمها الجميل الكامن وسطها لتجده بنفسها ... بين السطور ، فتشن بدقة !

فهي تخبئ كنزاً مقدساً طلسماً ... تعويذة علقنها بالقرب من القلب ابحثن جيداً بين حروف

القوافي بين الكلمات والمقاطع . لا تستصغرن أي شيء حتى المبتذل منها ، وإلا ضاع عليكن

نتاج جهدكن ما من عقدة غوردية هنا في لغزي تستلزم سيفاَ ضالعاً لحلها فلوا استطاعت

إحداكن أن تفهم الحبكة ، المرسومة على هذا الورق الذي بين أيديكم إنها كلمات كالمرآة ،

تعكس روح صاحبتها ثلاث كلمات تحمل أبلغ المعاني أحرفي ربما تخدعكن ، لكنها ما زالت

تحمل بين طياتها شيئاً من الحقيقة ... كفوا من المحاولة فلن تحلوا الأحجية مهما فعلتم ! لم

تفهم أي منهن معنى تلك الأبيات الغريبة ، ولم تكشفن حل اللغز المخبأ وسط السطور ، فعن أي

كلمات يبحثن وكيف ؟ كانت ميشيل قد اتصلت بفيصل قبل دخولها القاعة لتشكره على هديته

وتسأله عن معنى القصيدة . قال لها أنها قصيدة لإدجار آلان بو عمل على ترجمتها منذ أسابيع

ليهديها إياها في يوم الفالنتاين ، وأسرّ لها أن حل اللغز سيظهر بين يديها إذا ما قرأت الكلمة

المكونة من الحرف الأول من السطر الأول ، والحرف الثاني من السطر الثاني ، والحرف

الثالث من السطر الثالث ، وهكذا . بدأت إحدى الفتيات بعدّ الأحرف في كل سطر وراحت الأخرى

تدونها حرفاً بعد حرف بالقلم الرصاص على سطح الطاولة ، وميشيل تراقبهن باستمتاع بعد أن

عرفت الحل قبلهن : السطر الأول ميم ... السطر الثاني ياء ... الثالث شين ... الرابع ياء ...

لام ... عين ... باء ... دال ... ألف ... لام ... راء ... حاء ... ميم ... ألف ... نون ... صرخت

الفتيات بصوت واحد : ميشيل عبد الرحمن !!! في ذلك اليوم ، بكت الكثير من الطالبات أحباء

قدامى و(صارت فضائح !) وتمت مصادرة العديد من الهدايا ووقعت الطالبات اللواتي ارتدين

ثياباً أو إكسسوارات حمراء تعهدات بعدم تكرار هذا الفعل في السنة القادمة . في السنوات التي

تلي كان التفتيش يتم على الملابس قبل أن تنزع الطالبة عباءتها عند البوابة ، حتى يتسنى

للمفتشات إعادتها مع سائقها إلى منزلها بمجرد العثور على أية دليل للجريمة الحمراء في

حوزتها ، حتى وإن كان الأحمر ، ربطة للشعر . المهم ... لم تنته هدية فيصل لميشيل عند هذا

الحد ، ففي طريقها إلى المنزل ، وبينما هي تقلب الدب الأسود الناعم بين يديها ، وتستنشق

عطر فيصل الأنيق (بولغاري) الذي عطره به ، انتبهت إلى قرطين ماسين على شكل قلبين

علقهما فيصل في أذني الدبدوب الجميل حتى تعلقهما دبدوبته الجميلة في أذنيها .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 06:00 PM   #27
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(10)

عندما يصبح الحزن لذة قال لها يوماً : كل ما يريده الرجل من المرأة أن تفهمه ، فصاحت المرأة في وجهه قائلة : وإن كل ما تريده المرأة من الرجل هو أن يحبها ! سقراط من بين الانتقادات الكثيرة التي صارت تصلني يومياً عبر بريدي الإلكتروني ، كان انتقاد فئة كبيرة من القراء لي بسبب استشهادي بأبيات نزار قباني ، وترحمي عليه في أول إيميل . لا أعرف سبب هذه الثورة غير المبررة ! أنا أصر على أنني لم أقرأ يوماً من الشعر الحديث شعراً ببساطة شعره وبلاغة بوضوح بلاغته ، ولم أتأثر يوماً بهؤلاء الشعراء الحداثيين الذين يكتبون قصيدة من ثلاثين بيتاً تتحدث عن لا شيء ! لا أحب القراءة عن صديد الجبين المتقرح المنبثق من وراء خصر الحزن السرمدي ! ولا أنسجم إلا مع أبيات نزار الواضحة والتي لم يستطع أي من هؤلاء الشعراء الجدد مع احترامي لهم نظم مثلها رغم بساطتها . بعد رسوب سديم المفاجئ للجميع وهي المعروفة بتفوقها ، اقترح والدها عليها اصطحابها إلى لندن للاستجمام ، إلا أنها طلبت منه أن تسافر وحدها وتقيم في شقتهما في ساوث كينزنغتون لأنها كانت تريد أن تقضي فترة من الوقت مع نفسها . وافق على طلبها بعد تردد ، وقام بتزويدها ببعض الأرقام والعناوين لأصدقاء له يقضون الصيف هناك برفقة عوائلهم حتى تلتقي بهم إن أرادت الترفيه عن نفسها ، وحثها على ملء فراغها بالالتحاق بأية دورة تعليمية في الحاسب الآلي أثناء إقامتها هناك ، أو بصفوف لتدريس الاقتصاد حتى تستفيد منها بعد عودتها لكليتها في الرياض . لملمت سديم جرحها مع ثيابها – على رأي راشد الماجد – وقامت بشحن الجميع من عاصمة الغبار إلى عاصمة الضباب . لم تكن لندن جديدة عليها فقد اعتادت قضاء الشهر الأخير من كل صيف فيها ، لكن لندن هذه المرة كانت مختلفة . هذه المرة كانت مصحة كبرة قرر سديم اللجوء إليها لتتجاوز العلل النفسية التي تكالبت عليها بعد تجربتها مع وليد. قبل هبوط الطائرة في مطار هيثرو ، توجهت سديم نحو حمام الطائرة وقامت بنزع عباءتها وغطاء شعرها لتكشف عن جسم متناسق يلفانه الجينز والتي شيرت الضيقان ، ووجه بريء التقاطيع تزينه حمرة الخدود الخفيفة (البلاشر) وقليل من الماسكارا ومسحة من ملمع (لب قلوس) للشفاه . أمطار لندن الصيفية التي طالما سعدت سديم بالتنزه تحتها كانت مصدر كآبة وتعاسة لها في تلك الرحلة . بدت لندن لسديم حال وصولها غائمة كمزاجها . الشقة الهادئة ووسادتها الخالية ساعدتاها على ذرف دموع لم تكن تعلم أنها قادرة على ذرفها بتلك الغزارة وخلال تلك المدة القصيرة . بكت سديم كثيراً ، بكاءً حارقاً . بكت الظلم الذي حل بها وأنوثتها المطعونة ، وبكت حبها الأول الذي وئد في مهده قبل أن تهنأ به ، وبكت وهي تصلي طويلاً لعل الله يهيئ لها من أمرها رشدا ، فلا أم تطمئنها ولا أخت تقف إلى جانبها في هذه المحنة ، ولا زالت لا تدري أتخبر أباها بما حدث بينها وبين وليد في آخر ليلة لهما أم تحمل السر إلى قبرها. لم يكن بيدها سوى الاستغفار والدعاء بألا يفضح وليد الخسيس السر وراء تطليقه إياها ، وألا يتحدث عنها بما يشينها بعد انفصاله عنها ... (يا رب استر علي . يا رب اكفني شره ! يا رب ! ما لي غيرك ألجأ له . أنت الأعلم بحالي ...). أدمنت سديم في تلك الفترة سماع أغاني الحزن واللوعة والفراق . استمعت خلال تلك الأسابيع القليلة لعدد من الأغاني الحزينة يفوق ما استمعت إليه منها طوال حياتها. كانت تشعر بنشوة عارمة كلما استمعت لأغانٍ مثل رسالة حب لطلال مداح أو كان يا ما كان لميادة الحناوي أو نسيانك صعب أكيد لهاني شاكر أو آه يا قاسي أنا فيك ابتليت لمصطفى أحمد . كانت هذه الأغاني تغمرها بالحزن وتلفها كمهاد دافئ . مع مرور الأيام ، لم تعد تستمع إلى هذه الأغاني لترفه عن نفسها بل أصبحت تسمعها لتظل في جو الحزن والنشوة الذي اكتشفته بعد أن عاشت تجربة فشل الحب الأول التي عاشها معظم العشاق . تجربة سادية ماسوشية فريدة من نوعها . عندما يصبح الحزن لذة نسترجعها وقت الفرح . عندما نخلق من التجربة خيمة حكمة نجلس بداخلها لنفلسف حياتنا الموجودة في الخارج . نتحول إلى قلوب مرهفة تستشيرها أي ذكرى وتبكيها أي فكرة ، قلوب تخشى الانكسار بعد الانكسار الأول فتبقى في خيايمها حتى يأتي بدي غريب ليصلح أوتادها ، تدعوه على فنجان قهوة وتستبقيه بعدها في الخيمة حتى يؤنس وحشتها ، فتنهار خيمة الحكمة عليها وعليه ! . بعد أسبوعين من حظر التجول والحبس الانفرادي بداخل الشقة ، قرر سديم أن تتناول غداءها في أحد المطاعم التي لا يرتادها الكثير من السائحين الخليجيين ، فقد كان آخر ما تريده وهي في تلك الحالة أن تلتقي بشاب سعودي (يتميلح) بمحاولة التودد إليها. لم تبد بحالٍ أفضل هناك مما كانت عليه بين جدران الشقة ، فقد كان جو مطعم (هش) على اسمه ، هادئاً ورومانسياً . بدت سديم كمجورة تخلي عنها أهلها فجلست لتناول طعامها وحيدة والعشاق من حولها يتهامسون ويتناجون على أضواء الشموع . تتشكر سديم عشاءاتها الشاعرية مع وليد وخططهما لشهر العسل . وعدها أن يذهب بها إلى جزيرة بالي ، وطلبت منه أن يقضيا بضعة أيام في لندن قبل عودتهما من شهر العسل ، فلطالما كانت تحلم بأن ترافق زوجها يوماً ما إلى الأماكن التي كانت ترتادها وحيدة لسنوات . سوف تأخذه لزيارة متحف فيكتوريا وآلبرت ومتحف تيت ومدام تسّودز .مع أن وليد لا يستهويه الفن كما يستهويها إلا أنها ستغير من هذه الطباع بعد الزواج ، كما ستجبره على ترك عادة التدخين التي تغيظها . سيربان الشوقا أبل ويتناولان السوشي في إيتسو في درايكوت آفنيو ، وسيغرقان معاً في كريب البلجيم تشوكليت من المحل القريب من شقتها . سوف تصطحبه إلى سهرات إشبيلية ، ولن تنسى بالطبع أن تأخذه في رحلة بحرية في برايتون ، وفي آخر أيامها في لندن ، سوف تذهب معه للتبضع من سلون ستريت الذي يضم العديد من البوتيكات الشهيرة ، سوف تجعل وليد يشتري لها أحدث موديلات الثياب والجلديات من هناك كما أوصتها أم قمرة ، بدلاً من أن تشتريها مسبقاً بمهرها . كم هي مؤلمة تلك الذكريات . فستان زفافها الفخم وطرحتها المميزة اللذان جُلبا لها خصيصاً من باريس ما زالا قابعين في خزانة ملابسها في الرياض ، كانا يمدان لها لسانيهما باحتقار كلما فتحت باب الخزانة . لم تستطع التخلص منهما . كان شيئاً ما بداخلها ينتظر عودة وليد . لكنه لم يعد ، وبقي ثوب زفافها والطرحة شاهدين قبيحين على دناءة حبيبها وخسته. كانت مكتبة دار الساقي وجهتها في صباح الغد . قررت أن تذهب إليها سيراً على الأقدام للتمتع بالجو في ذلك اليوم الصحو . اتجهت نحو إقزبشن رود واجتازت متحف فكتوريا وألبرت وهي تتأمل آثار قنابل الحرب العالمية الثانية على جدرانه ، مذكرة البريطانيين على الدوام بمدى كراهيتهم للألمان في حال نسوها . قطعت الهايد بارك التي تغص بألوان مختلفة من البشر والأحصنة والحمام الذي يتقافز بخفة لالتقاط ما يرمى له من حبوب هنا وهناك . أكملت سيرها فوق الجسر وهي تتأمل المناظر الجميلة المحيطة بها. كان عليها أن تسير لما يقارب العشرين دقيقة حتى تقطع الهايد بارك وتصل إلى شارع بيزووتر . راحت تغني أغنية طويلة بعض الشيء لعبد الكريم عبد القادر (غريب ... شايل جروحي والحكي وياي... غريب ... داير وروحي هدها ممشاي ) وصلت وهي تردد بشجن ( أمشي وقلبي حزن ... أمشي ) إلى الشارع الذي صبغته أشجاره الظليلة بلون أخضر ساحر ، سارت فيه يساراً ثم اتجهت يميناً في كوينز واي وتوقفت فجأة عن الغناء خوفاً من أن تلفت إليها أنظار النشالين في ذلك الشارع المخيف نوعاً ما . عندما وصلت إلى الوايتليس اتجهت يساراً في شارع ويست بورن قروف حتى وصلت أخيراً إلى دار الساقي الموجودة على الجهة المقابلة من الشارع وهي تفكر : كان لازم أقرأ دعاء السفر ... والله مشوار . اشترت (العدامة) و(الشميسي) لتركي الحمد بعد أن رأت رجلاً خليجياً أربعينياً يطلبهما من البائع أمامها ، واشترت رواية (شقة الحرية) لغازي القصيبي التي كانت قد أعجبتها كمسلسل بثته شاشة إحدى الفضائيات منذ سنوات ، وأخيراً اختارت رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي بعد أن أثنى عليها البائع العراقي اللطيف ونصحها بقراءتها. عادت إلى شقتها مستقلة الحافلة ، لتجد رسالة صوتية مسجلة من أبيها على هاتف الشقة . أخبرها بأنه قد رتب لها برنامجاً للتدريب الصيفي في أحد البنوك التي يتعامل معها باستمرار وذكر لها أن التدريب يبدأ بعد أسبوع . أعجبتها الفكرة . عمل صيفي ومزيد من الاستقلالية وتطير الذات . بعد كتب دار الساقي والعمل البنكي لم يتبق من خططها للصيف سوى أن تدرس علم النفس على يد فرويد من خلال الكتب التي جلبتها معها إلى لندن لتتمكن من تحليل شخصية وليد حتى تصل إلى العوامل التي دفعته إلى تطليقها بلا ذنب . كانت قراءة الكتب التي اشترتها ممتعة وبخاصة روايتي الشميسي وشقة الحرية التي لاحظت اختلافاً كبيراً بينها وبين المسلسل المقتبس منها . كان أكثر ما ضايقها أنها تجهل ما يتوجب عليها قراءته بعد ذلك ، لم تكن أي من صديقاتها المقربات محبة للقراءة حتى تستشيرها في هذا الأمر ، ولم يعجبها كثيراً أن تقلد الآخرين فيما يشترونه أو أن تلتزم باختيارات البائع دون أن تكون لديها أية خلفية عن تلك الكتب التي ينصحها بشرائها . ودت لو أن لديها لائحة بالكتب الإلزامية لكل مثقف ومثقفة حتى تقرأها جميعاً وترتاح . وجدت في كتابات القصيبي والحمد الكثير من الأحداث والتلميحات السياسية التي ذكرتها بروايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس التي أدمنت قراءتها في مرحلة المراهقة . خطرت ببالها المظاهرة التي مُنعت هي وزميلاتها من القيام بها في أحد الأيام عندما قامت جميع الدول العربية بتنظيم المظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وانتفاضة الأقصى . وتذكرت مقاطعة المنتوجات الأمريكية والبريطانية التي بدأت منذ فترة في بلدان كثيرة ولم تشارك فيها سوى قلة من صديقاتها ، وحتى هؤلاء لم تستمر أي منهن فيها أكثر من أسابيع قليلة . هل كانت السياسة فيما سبق في متناول الجميع ثم أصبحت الآن في متناول القادة والحكام فقط ؟ لم لا تجد أياً من معارفها ذكوراً أو إناثاً يخوضون في معترك السياسة ويؤمنون بهذه القضية أو تلك ويدعمونها بأرواحهم كما كان عليه الحال أيام شباب غازي وتركي ؟ ما الذي جعلهم هذه الأيام لا يهتمون من السياسة الخارجية سوى بفائح كلينتون ومونيكا لوينسكي ؟ ومن السياسة الداخلية سوى بفائح شركة الاتصالات ؟ ليست المشكلة قاصرة عليها فكل زميلاتها مهمشات في الحياة السياسية ، ولا دور لهن ولا أهمية . لو كانت تفهم في السياسة ، لو أنها تدافع عن قضية معينة أو تعارض قضية ما ، لكانت وجدت ما يشغلها عن التفكير بوليد الكـ....!

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 06:01 PM   #28
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(11)

تصنيف أم نوير للفصائل البشرية لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم . لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم . يا حيّ يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث . دعاء لكشف الهم والكرب والحزن قرأت كلاماً عني خلال الأسبوعين المنصرمين في أشهر المنتديات الإنترنتية ، الإقلاع والساحات وغيرها . بعض الكلام كان بنعومة حبيبات غسولي اليومي للوجه ، وبعضها بخشونة حجري الأسود الذي أعالج به مشكلة ركبي السود . شعرت وأنا أتابع النقاشات الدائرة حولي بأنني أشاهد مصارعة للثيران ! هل تصدقون أن أحدهم طالب بإباحة دمي؟ وكله كوم ومن تقول أنها أختي كوم آخر ! تقول أنها قد لاحظت انزواء أختها كل يوم جمعة منذ الصباح الباكر في غرفتها أمام شاشة الكمبيوتر وعندما حاولت أثناء غيابها أن تبحث ضمن ملفات جهازها عن أدلة تؤكد شكوكها عثرت على جميع الرسائل وعددها ثلاثون ، وهي على استعداد لبيعها لمن يدفع أكثر ! رزق الهبل ع المجانين .

** بعد أن قرأت له (مدخل إلى التحليل النفسي) و ( مختصر التحليل النفسي) و (ثلاثة مباحث في نظرية الجنس) و(الحياة الجنسية) و ( الطوطم والحرام ) ، اكتشفت سديم أن فرويد ولبيدواته وطواطمه وخياره وفقوسه لن يساعدوها في حل مشكلتها ولن يشرحوا لها سبب تخلي وليد عنها . كانت قد عثرت على مؤلفين من المؤلفات المترجمة لفرويد في مكتبة جرير في الرياض ، أما البقية فكانت قد أوصت إحدى زميلاتها في الجامعة بأن تأتيها بها من لبنان قبل أن تسافر سديم إلى لندن . لم تقنعها فلسفة سيجموند فرويد – في تفسير تصرفات وليد – كما أقنعها تصنيف أم نوير للفصائل البشرية . صنفت أم نوير لسديم – في ساعة صفاء الرجال والنساء في الخليج بناءً على عوامل عدة كقوة الشخصية والثقة بالنفس والجمال وغيرها إلى أنواع وفئات ، وهذه الأنواع تنطبق عادة على الرجل والمرأة سواء ، فمثلاً بالنسبة لوقة الشخصية فإن لكل منهما نوعين : النوع الأول قوي ومستقل والنوع الآخر ضعيف وتابع للآخرين ، وتندرج تحت النوع الأول فئتان : أولاهما المنطقي الذي يحترم آراء جميع من حوله رغم اختلافه معهم طالما كانوا يحترمون وجهة نظره هو الآخر ، والفئة الثانية ممثلة بمن لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو عليه ومن لا بد من أن (يمشي) كلامه ولا يهمه رأي أحد . أما بالنسبة لقسم الضعفاء والتابعين ، أو من يقال عنه أن كلمة تجيبه وكلمة توديه ، فهم نوعان : هناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأهل وأفراد العائلة المقربين وهذا النوع لا يمكنه الاستقلال عن أهله لأنه (بدون أهله ما يسوي قرش) ، وهناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأصدقاء وهو النوع الأسوأ ، ذلك لأنه يعتبر أن أهله ضده ولا يثق سوى بأصدقائه الذين يكونون في كثي من الأحيان أسوأ حالاً منه ، ومن ناحية العصامية فإن النوع القوي والمستقل عادة ما يعمل على تطوير نفسه بنفسه وتحسين ظروفه قدر المستطاع ، متأثراً ومستفيداً من جميع الأمثلة التي يلاحظ نجاحها من حلوه ، أما النوع السلبي أو المنقاد فإنه تنقصه المبادرة ولا يرتقي شأنه إلا بارتقاء عائلته أو محيطه ككل . ولأم نوير تصنيف آخر يعتمد على مستوى الثقة بالنفس ، فهناك الفئة المطمئنة أو السيكيور وهذه لها نوعان : نوع معقول ويكون المنتمي لهذا النوع متصالحاً مع نفسه ، وعلى قدر واضح من الثقة بالنفس تجعل كل من حوله يحترمونه ويرهبونه ، لكنه يظل محبوباً لتواضعه وقربه من الآخرين من ناحية ، ولأنه (يستاهل يشوف نفسه شوي) من ناحية أخرى . النوع الثاني هو (الواثق بزيادة) أو (الأوفر كونفدنت) وهو نوع يشتمل على أشخاص (ما عندهم ما عند جدتي) أي ( ما عندهم سالفة) يحملون ثقة مفرطة بالنفس على الرغم من افتقارهم لجميع مؤهلاتهم ، فلا إنجازات ضخمة ولا شخصيات مميزة ولا حتى شكل يفتح النفس ، وهذا النوع مكروه وأكثر انتشاراً للأسف من النوع الأول ، والنوعين أقل انتشاراً من الفئة الثانية وهي فئة (الإنسيكيور) أو الفئة غير المطمئنة . هذه بدورها لها قسمان : أولهما أولئك الذين يدعون ويتصنعون الثقة بالنفس أمام الآخرين دون إيمان داخلي بذلك ، والمنتمين لهذا القسم يأخذون كل كلمة تقال لهم بحساسية مفرطة ويردون عليها بعشر ويعملون من الحبة قبة كما يُقال . مستفزون ، تعلو أصواتهم أثناء أي نقاس حتى يداروا خيباتهم . القسم الثاني لا يمثل ولا يدعي ويتضح منذ الوهلة الأولى أنهم مساكين ويقطعون القلب . يعاني أفراد هذا الصنف عادة من مشكلة ما تضعف من ثقتهم بأنفسهم أو من (السلف استيم) وتكون هذه المشكلة إما ظاهرة كعيب في الشكل الخارجي من سمنة أو قصر أو حتى أنف كير بعض الشيء ، أو معاناة معنوية ظاهرة مثل الفقر أو حتى الغباء، أو عيب خفي لا يدركه سواهم ، مثل جرح حبيب لم يندمل . التصنيف الديني قبل وبعد الزواج كان المفضل لدى سديم ، وهو التصنيف الوحيد الذي منع فيه الاختلاط بين الجنسين فجاء على شقين ، شق بصف الرجل المتدين وأخر يصف المرأة المتدينة ، ولكل منهما تفرعات أساسية مشتركة هي : النوع الملتزم أو (المطوع) والنوع المعتدل أو (النص ونص) والنوع (الصايع أو المفتلت) ! لكن الاختلافات تأتي في التفاصيل الموضحة لكل نوع . بالنسبة للرجل ، تتلخص فئة المطاوعة في نوعين : الأول (صايع وتطوع) ، والثاني (خاف أن يصيع فتطوع) ، وكلا النوعين يخشى أن يصيع بعد الزواج ، ولذلك فإنهم عادة ما يتزوجون أكثر من زوجة واحدة ويفضلون أن تكون زوجاتهم على الدرجة نفسها من الالتزام الديني أو أكثر . أما فئة المعتدلين فلها نوعان : نوع ملتزم دينياً لكنه يختلف عن النوع الأول في لينه مع المرأة وعدم تدخله في شؤونها ، وفقد يتزوج هذا النوع من امرأة متحررة نسبياً ولا يجد غضاضة في ذلك إذا كان واثقاً من حبها ومتأكداً من أخلاقها ، أو أن يكون من النوع الثاني ، العلماني كما يسمونه .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 09:38 AM   #29
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

تتمة (11)

الرجل من هذا النوع يؤمن بأن الإسلام بني على خمس ، ولا أكثر من ذلك فيما يتعلق بالعبادات ، ولذلك فهو مواظب فقد على الصلاة المفروضة والصيام في شهر الصوم وبعد أن يحج يتملكه الشعور بأنه قد كفى ووفى . هذا النوع لا يرتبط سوى بفتاة تشبهه من ناحية التحرر الديني أو تفوقه تحرراً ، لا يرضى هذا النوع مثلاً بالاقتران بفتاة محجبة ويشترط في شريكة حياته أن تكون جميلة و (أوبن ما يندد) و(ستايل) حتى يفاخر بها أمام الآخرين ممن لهم نفس أفكاره . الرجل الصايع أو المفتلت يأتي على نوعين : إما أن يكون قد نشأ في بيئة متشددة دينياً وأخذبال(فلتان) دينياً وأخلاقياً ( أفضل هذا التعبير على تعبير الانحلال الذي أراه تعبيراً فظاً ) تدريجياً مع كل فرصة سانحة بعيداً عن سلطة هذه البيئة ، وهذا النوع قد يتصنع الانتماء للنوع الأول في حياته الظاهرة منعاً للإحراج الاجتماعي . رجل النوع الآخر يكون قد تربى منذ صغره في بيئة انفلات ديني لدرجة الإلحاد ، أو أخلاقي لدرجة تغييب شتى الروادع ، ومن شب على شيء شاب عليه . مشكلة هذا النوع من الرجال هي الشك المرضي ، فللأسف ونظراً لتجاربهم السابقة مع فئة البنات الصايعات – التي سيتم التطرق لها لاحقاً – فإنهم يؤمنون بأن كل فتاة صايعة حتى تثبت براءتها ، وهذا النوع بفتئتيه يحرص على الزواج من فتاة ليست لها أية تجارب سابقة لأنه يقيس الأمور على ضوء تجاربه السابقة ، أو يتزوج من فتاة لعوب تعرف كيف تلعب اللعبة بدهاء ، و (تلبسه السلطانية) . زوجات الرجال من هذا النوع مظلومات لأنهن يعرفن جيداً طبيعة أزواجهن الشكاكة ، وعليهن مراعاة ذلك والتصنع في كثير من الأحيان حتى لا تفسر تصرفاتهم على غير ما يعنين بها ، وهذا ما حدث مع سديم التي لم تكتشف حقيقة وليد إلا متأخرة وبعد أن ظن بها ظن السوء وأعرض عن الارتباط بها. تأتي الآن للتصنيف المقابل لما سبق لدى النساء ، فالمرأة (المطوعة) نوعان : نوع تربي بتلك الطريقة منذ الصغر ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية مضادة ، والمرأة من هذا النوع قد تكون محظوظة بالزواج ممن هو مثلها تماماً فيعيشان حياة هادئة ومستقرة طالما ظل كل منهما راضياً يما قسمه الله له ، أو أن تكون تعيسة الحظ فتتزوج من شخص أكثر تحرراً منها (مدردح) فتعجز عن إرضائه لفشلها في فهم احتياجاته التي لا تتماشى مع ما تربت عليه . النوع الثاني من المطوعات من عشن في بيئة من ذلك النوع لكن حلم الانطلاق والتحرر كان يراودهن دوماً . هذا النوع قريب من النوع الأول فالنساء من الصنف الأول هنّ المحصنات الغافلات أي اللاتي يستعففن لغفلتهن عن ما يدور(آوت ذير) ! أما النوع الثاني فهن يستعففن بإرادتهم أو بالأحرى تحت إرادة أهاليهن ورقابتهم . الفئة الثانية هي فئة النص ونص ، وهذه نوعان : نوع يأتي بحسب العرض والطلب مثل صديقتها قمرة على سبيل المثال والتي تغير حجابها مع تغير فصول السنة ، فإذا كانت الموضة في تلك الفترة حضور الحلقات الدينية مع ارتداء الحجاب خارج حدود المملكة فهن فهنّ مع الموضة أو (مع الخيل يا شقرا) ، وإذا كانت الموضة في تلك الفترة تحرراً من الحجاب في الخارج وانتشاراً في الأسواق في الداخل بالعباءات المخصرة التي تحدد معالم الجسم فهن مع ذلك أيضاً . ينبغي التنويه هنا أن الموضة تخضع لطلبات الأزواج أو الباحثين عن زوجات أو لطلبات الأمهات اللواتي ينقبن عن عرائس لأبنائهن في تلك الفترة. النوع الثاني من فئة المعتدلات تمثله المرأة المتدينة دون الحد الذي يسمح لها بالانضمام لفئة المطوعات وأعلى من الحد المسموح به في فئة المتحررات. النساء من تلك النوعية تردعن الأخلاق عن ارتكاب الأخطاء أكثر مما يفعله تدينهن تتميز المرأة من هذا النوع بشخصية قوية وصلبة وقد يتم إدراجها خطأً ضمن الفئة الثالثة لأنها لا تلتزم بجميع قوانين الفئة الأولى . المتحررة أو (المجربة) تمثل الفئة الثالثة من النساء ، وهي إما صايعة قبل الزواج أو بعده أو الاثنان معاً ، فالصايعة قبل الزواج عادة ما تصلح من حالها بعده وقد تتحول إلى امرأة ملتزمة جداً أو معتدلة الالتزام ، لكن ذلك متوقف على زوجها ، فهي إن تزوجت من شخص لا يناسبها فإنا تبقى ضمن فئة الصايعات حتى بعد زواجها ...أما الصايعة بعد الزواج فهي عادة ما تكون من إحدى الفئتين الأولى أو الثانية لكنها تصيع بعد زواجها بسبب عدم تأقلمها مع متطلبات زوجها المتحرر أو بسبب خيانة زوجها لها . تصنيفات معقدة كتبتها سديم نقلاً عن أم نوير وما زالت بعد كتابتها بأشهر تحاول استيعابها ، تتضح صحتها أكثر فأكثر مع مرور كل يوم تعيشه سديم في مدرسة الحياة التي استقت منها أم نوير معلوماتها . أم نوير التي مرت بعدد بسيط من التجارب (البريئة) في الكويت قبل زواجها ، وتجربة واحدة(غير بريئة) في السعودية بعد طلاقها ، لكن ذلك ليس موضوعاً الآن . ذكرتها سواليف أم نوير الخاثرة بسهراتها مع صديقاتها الثلاث في بيتها . ذكرتها بحلاوة الزلابية ونعومة الدرابيل التي كانت تقدمها لهن مع الشاي . طارت بها الذكريات إلى منزلها في الرياض . إلى الباب الحديدي وقضبانه المذهبة الأطراف الذي طالما وقفت خلفه بعد صلاة العشاء بانتظار قدوم وليد ، الأرجوحة القريبة من حمام السباحة والتي طالما سهرت عليها بين أحضانه ، غرفة الضيوف التي رأته فيها لأول مرة ، التلفاز الذي يتوسط الصالة التي تابعت معه فيها عدداً من الأفلام ، والغرفة التي شهدت ميلاد الحب ووفاته . هل مات فعلاً حبها لوليد ؟ قامت لتشغل المسجل . التقطت شريطاً من بين الأشرطة المتناثرة فوق أرضية الغرفة . وضعته في جهاز التسجيل قبل أن تعود إلى فراشها وتتكور فيه كجنين في بطن أمه ، وتستمع بحزن لعبد الحليم وهو يغني : من دمعة من حرقة ألم من صرخة جرح من قلب انظلم باعتب على اللي خان واعتب عليك يا زمان قربتني للجنة وخدتني للحب ولما جيت أتهنى ، جرحتني في القلب دمعت عيناها وهي تغمغم بكلمات الأغنية بصوت تخنقه العبرة . جاءت الأغنية التي تليها مؤلمة في كلماتها ولحنها وغناء العندليب الرقيق ، استمعت إليها بانكسار وهي تدغدغ الزغب الخفيف حول شفتيها بلحافها الناعم : عرفته قد ما عرفته ولا عرتوش وشفته قد ما شفته ولا فهمتوش كان بيقول لي باحبك أيوه كان بيقول وأنا من لهفة قلبي صدقته على طول وما كنتش أعرف قبل النهارده إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده ولا كنت أصدق قبل النهارده إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده لم تشعر سديم بانتهاء ذلك الوجه من الشريط إلا بعد إصدار المسجل لذلك الصوت المزعج الذي يدل على تغيير وجه الشريط . راحت تمسح دموعها التي أغرقت الوسادة ، وتسغي إلى صوت ميادة وهي تناجي حبيبها الظالم ، وليد القاسي . قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليّا جبت قلب منين يطاوعك ع القسيّة ريحني قول لي حكايتك إيه جرحت قلب حبيبك ليه قسيت علينا ليه ليه غدرت بيا ليه ليه قسيت علينا .. غدرت بيا قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليا جبت قلب منين ! مني منين جبت قلب منين يطاوعك ع القسية يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان وخلص الأحزان بدال ما تبكي سنين يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان بس إوعي دمعة تبان تفرّح الخاينين بكت سديم ، وبكت ، وبكت ، وحيدة في شقتها اللندية ، علها تخلص الأحزان ، بدال ما تبكي سنين ، وتفرّ الخاينين .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 09:41 AM   #30
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

تتمة (11)

الرجل من هذا النوع يؤمن بأن الإسلام بني على خمس ، ولا أكثر من ذلك فيما يتعلق بالعبادات ، ولذلك فهو مواظب فقد على الصلاة المفروضة والصيام في شهر الصوم وبعد أن يحج يتملكه الشعور بأنه قد كفى ووفى . هذا النوع لا يرتبط سوى بفتاة تشبهه من ناحية التحرر الديني أو تفوقه تحرراً ، لا يرضى هذا النوع مثلاً بالاقتران بفتاة محجبة ويشترط في شريكة حياته أن تكون جميلة و (أوبن ما يندد) و(ستايل) حتى يفاخر بها أمام الآخرين ممن لهم نفس أفكاره . الرجل الصايع أو المفتلت يأتي على نوعين : إما أن يكون قد نشأ في بيئة متشددة دينياً وأخذبال(فلتان) دينياً وأخلاقياً ( أفضل هذا التعبير على تعبير الانحلال الذي أراه تعبيراً فظاً ) تدريجياً مع كل فرصة سانحة بعيداً عن سلطة هذه البيئة ، وهذا النوع قد يتصنع الانتماء للنوع الأول في حياته الظاهرة منعاً للإحراج الاجتماعي . رجل النوع الآخر يكون قد تربى منذ صغره في بيئة انفلات ديني لدرجة الإلحاد ، أو أخلاقي لدرجة تغييب شتى الروادع ، ومن شب على شيء شاب عليه . مشكلة هذا النوع من الرجال هي الشك المرضي ، فللأسف ونظراً لتجاربهم السابقة مع فئة البنات الصايعات – التي سيتم التطرق لها لاحقاً – فإنهم يؤمنون بأن كل فتاة صايعة حتى تثبت براءتها ، وهذا النوع بفتئتيه يحرص على الزواج من فتاة ليست لها أية تجارب سابقة لأنه يقيس الأمور على ضوء تجاربه السابقة ، أو يتزوج من فتاة لعوب تعرف كيف تلعب اللعبة بدهاء ، و (تلبسه السلطانية) . زوجات الرجال من هذا النوع مظلومات لأنهن يعرفن جيداً طبيعة أزواجهن الشكاكة ، وعليهن مراعاة ذلك والتصنع في كثير من الأحيان حتى لا تفسر تصرفاتهم على غير ما يعنين بها ، وهذا ما حدث مع سديم التي لم تكتشف حقيقة وليد إلا متأخرة وبعد أن ظن بها ظن السوء وأعرض عن الارتباط بها. تأتي الآن للتصنيف المقابل لما سبق لدى النساء ، فالمرأة (المطوعة) نوعان : نوع تربي بتلك الطريقة منذ الصغر ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية مضادة ، والمرأة من هذا النوع قد تكون محظوظة بالزواج ممن هو مثلها تماماً فيعيشان حياة هادئة ومستقرة طالما ظل كل منهما راضياً يما قسمه الله له ، أو أن تكون تعيسة الحظ فتتزوج من شخص أكثر تحرراً منها (مدردح) فتعجز عن إرضائه لفشلها في فهم احتياجاته التي لا تتماشى مع ما تربت عليه . النوع الثاني من المطوعات من عشن في بيئة من ذلك النوع لكن حلم الانطلاق والتحرر كان يراودهن دوماً . هذا النوع قريب من النوع الأول فالنساء من الصنف الأول هنّ المحصنات الغافلات أي اللاتي يستعففن لغفلتهن عن ما يدور(آوت ذير) ! أما النوع الثاني فهن يستعففن بإرادتهم أو بالأحرى تحت إرادة أهاليهن ورقابتهم . الفئة الثانية هي فئة النص ونص ، وهذه نوعان : نوع يأتي بحسب العرض والطلب مثل صديقتها قمرة على سبيل المثال والتي تغير حجابها مع تغير فصول السنة ، فإذا كانت الموضة في تلك الفترة حضور الحلقات الدينية مع ارتداء الحجاب خارج حدود المملكة فهن فهنّ مع الموضة أو (مع الخيل يا شقرا) ، وإذا كانت الموضة في تلك الفترة تحرراً من الحجاب في الخارج وانتشاراً في الأسواق في الداخل بالعباءات المخصرة التي تحدد معالم الجسم فهن مع ذلك أيضاً . ينبغي التنويه هنا أن الموضة تخضع لطلبات الأزواج أو الباحثين عن زوجات أو لطلبات الأمهات اللواتي ينقبن عن عرائس لأبنائهن في تلك الفترة. النوع الثاني من فئة المعتدلات تمثله المرأة المتدينة دون الحد الذي يسمح لها بالانضمام لفئة المطوعات وأعلى من الحد المسموح به في فئة المتحررات. النساء من تلك النوعية تردعن الأخلاق عن ارتكاب الأخطاء أكثر مما يفعله تدينهن تتميز المرأة من هذا النوع بشخصية قوية وصلبة وقد يتم إدراجها خطأً ضمن الفئة الثالثة لأنها لا تلتزم بجميع قوانين الفئة الأولى . المتحررة أو (المجربة) تمثل الفئة الثالثة من النساء ، وهي إما صايعة قبل الزواج أو بعده أو الاثنان معاً ، فالصايعة قبل الزواج عادة ما تصلح من حالها بعده وقد تتحول إلى امرأة ملتزمة جداً أو معتدلة الالتزام ، لكن ذلك متوقف على زوجها ، فهي إن تزوجت من شخص لا يناسبها فإنا تبقى ضمن فئة الصايعات حتى بعد زواجها ...أما الصايعة بعد الزواج فهي عادة ما تكون من إحدى الفئتين الأولى أو الثانية لكنها تصيع بعد زواجها بسبب عدم تأقلمها مع متطلبات زوجها المتحرر أو بسبب خيانة زوجها لها . تصنيفات معقدة كتبتها سديم نقلاً عن أم نوير وما زالت بعد كتابتها بأشهر تحاول استيعابها ، تتضح صحتها أكثر فأكثر مع مرور كل يوم تعيشه سديم في مدرسة الحياة التي استقت منها أم نوير معلوماتها . أم نوير التي مرت بعدد بسيط من التجارب (البريئة) في الكويت قبل زواجها ، وتجربة واحدة(غير بريئة) في السعودية بعد طلاقها ، لكن ذلك ليس موضوعاً الآن . ذكرتها سواليف أم نوير الخاثرة بسهراتها مع صديقاتها الثلاث في بيتها . ذكرتها بحلاوة الزلابية ونعومة الدرابيل التي كانت تقدمها لهن مع الشاي . طارت بها الذكريات إلى منزلها في الرياض . إلى الباب الحديدي وقضبانه المذهبة الأطراف الذي طالما وقفت خلفه بعد صلاة العشاء بانتظار قدوم وليد ، الأرجوحة القريبة من حمام السباحة والتي طالما سهرت عليها بين أحضانه ، غرفة الضيوف التي رأته فيها لأول مرة ، التلفاز الذي يتوسط الصالة التي تابعت معه فيها عدداً من الأفلام ، والغرفة التي شهدت ميلاد الحب ووفاته . هل مات فعلاً حبها لوليد ؟ قامت لتشغل المسجل . التقطت شريطاً من بين الأشرطة المتناثرة فوق أرضية الغرفة . وضعته في جهاز التسجيل قبل أن تعود إلى فراشها وتتكور فيه كجنين في بطن أمه ، وتستمع بحزن لعبد الحليم وهو يغني : من دمعة من حرقة ألم من صرخة جرح من قلب انظلم باعتب على اللي خان واعتب عليك يا زمان قربتني للجنة وخدتني للحب ولما جيت أتهنى ، جرحتني في القلب دمعت عيناها وهي تغمغم بكلمات الأغنية بصوت تخنقه العبرة . جاءت الأغنية التي تليها مؤلمة في كلماتها ولحنها وغناء العندليب الرقيق ، استمعت إليها بانكسار وهي تدغدغ الزغب الخفيف حول شفتيها بلحافها الناعم : عرفته قد ما عرفته ولا عرتوش وشفته قد ما شفته ولا فهمتوش كان بيقول لي باحبك أيوه كان بيقول وأنا من لهفة قلبي صدقته على طول وما كنتش أعرف قبل النهارده إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده ولا كنت أصدق قبل النهارده إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده لم تشعر سديم بانتهاء ذلك الوجه من الشريط إلا بعد إصدار المسجل لذلك الصوت المزعج الذي يدل على تغيير وجه الشريط . راحت تمسح دموعها التي أغرقت الوسادة ، وتسغي إلى صوت ميادة وهي تناجي حبيبها الظالم ، وليد القاسي . قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليّا جبت قلب منين يطاوعك ع القسيّة ريحني قول لي حكايتك إيه جرحت قلب حبيبك ليه قسيت علينا ليه ليه غدرت بيا ليه ليه قسيت علينا .. غدرت بيا قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليا جبت قلب منين ! مني منين جبت قلب منين يطاوعك ع القسية يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان وخلص الأحزان بدال ما تبكي سنين يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان بس إوعي دمعة تبان تفرّح الخاينين بكت سديم ، وبكت ، وبكت ، وحيدة في شقتها اللندية ، علها تخلص الأحزان ، بدال ما تبكي سنين ، وتفرّ الخاينين .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd