:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-2006, 05:15 AM   #21
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الجزء الثامن
كانت فاتن جالسة في غرفتها.. ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة.. لتضعها في صندوق وتخزنها بمخزن المنزل.. كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الأغراض فيها.. لا يوجد مكان بالمنزل.. حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة.. فالغرفة ممتلئة على صغر حجمها.. والسرير كبير ويملئ تقريبا ثلاثة أرباعها أين أضع الأغراض أين؟؟

ملأت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد.. فلا بد وان مريم في طريقها لمنزلنا.. حبيبتي مريم.. لكم اشتقت لها.. ولكن.. المسكينة سمية.. من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال عن أحوالها.. لا بد وإنها غاضبة مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري.. هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا.. ولكن لا حق لي أن احمل في صدري عليها.. لابد و أن الظروف منعتها.. سأتصل لها وسأكون أفضل منها..

خرجت من غرفتها من غير شالها الأبيض الذي عادة ما تتجول به.. نظرا لعدم خلو المنزل من تواجد ابن خالتها.. لا ترتديه متضايقة بل العكس.. لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل.. فحياه الله .. وان كنت أتضايق منه..

نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه.. اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نيام؟؟ لكنهم كانو هنا للتو.. نظرت للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله.. انها الرابعة والنصف؟؟ لا يعقل انهم نيام؟؟ اين ذهبوا؟؟

هزت كتفيها دلالة على الاستسلام وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية..
رفعت السماعة وضربت الرقم..
وانتظرت الرد..
وانتظرت
وانتظرت..
وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟
اغلقت السماعة واعادت الاتصال...
وانتظرت
وانتظرت
الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها... قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل.. حركت الجلابية السوداء قليلا من اعلى كتفها لان اليد تضايقها قليلا.. فهي حارة.. وتجلب الحكة الى جسدها.. فتحت شعرها البني القصير وحركته قليلا واعادت ربطه.. وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم..

بالعادة مريم لا تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا.. تقول.. انها لا تحب المقبلات ولا تحب ان يعد الناس لقدومها.. حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة.. مجنونة مريم.. ولكن ما احلاها.. متى نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي.. ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا..

سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه.. احضرته لانها لم تاكل شيئا.. والاطعمة السريعة لا تناسبها ولا تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت.. لذا فضلت الفاكهه على كل شي..
انها حانقة...
لابد غاضبة..
اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها.. لم تقبله.. لا بل صرخت في وجه مشعل بعنف جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران.. تغيبت عن العشا.. وعن افطار اليوم.. وحتى الغداء.. ولم يتقدم احد منهم ليسال عنها.. لا يهتمون بي.. ولا يعرفون بما امر به.. اهؤلاء اهل.. ام اعداء.. حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم.. الا هذا المنزل.. مشعل.. معذور.. فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته.. لكن امي.. امي.. هاه.. هذه المرأة او هذه الصخرة الحجرية التي لا تعرف شيئا غير تجمعاتها الاجتماعية ولقاءاتها الراقية والتي من شانها ان " تحااافظ "على مستوانا الاجتماعي بين الناس .. ما اشد تفاهه دماغ امي.. انها تقرفني معظم الوقت..

لكن ابي..
لم لم ياتي الي.. فهو لا يقوى على فراقي.. كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة.. يا الهي.. ما هذه العائلة.. اني لتعسة بهذا المنزل.. ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم
لكنها اطرقت قليلا... اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ لا بل النهاية.. ان اعيش وارى ذلك التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت.. كنت لافق عينيه واكسر النظارة من على انفه لكن.. لم تسنح لي الفرصة

قامت من مكانها وهي تضع يديها بكيس البنطلون.. وهي تتمطط وتزفر مللا.. ذهبت عند الباب.. وفتحته.. ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى.. وبقيت قليلا عند الباب لتعاود فتحة وتخرج..
وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء.. وتقدمت بملل من على تلك الدرجات.. ووصلت الى الحديقة.. جلست عند الحوض الزراعي الصغير.. الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليلا..
تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء... لم تمر لحظات حتى ان رمت بنفسها على الارض وهي مستسلمة... اني لشهيدة الملل.. ياربي.. اعني عن مللي...
اغمضت عينيها وهي تحلم.. تحلم بعالم اخر.. بحياة اخرى.. بعائلة اخرى.. عائلة لا تجد فيهم الا الحب.. لا تحصد منهم الا الاهتمام والتقدير والعرفان.. وخلال هذه الاحلام ابتسمت مرارا.. وهي ترى ام جراح اما لها.. وفاتن اختا لها.. وذلك الصعلوك.. ذلك الفتى...
ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها .. وكشرت بعينيها وقبضت بيديها.. لو فقد جاز لي ان اضربه.. لكسرت فكه بهذه القبضه ( تشهر قبضتها) أأأأأأأأه
وعادت لترتمي..
حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج.. وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية على الارض.. لابد وانها سماء.. ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة.. اشتقت لها البارحة.. لم امضي معها وقتا.. ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للادب بالمحادثة.. هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها بل تركتها تصرخ كما تريد لانها ارادت التنفيس عما يختلج بها.. مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي لا تقدر ان تؤذي العصفور.. فكيف بذلك الشاب..
وبدأت دوامة التردد.. ايذهب لها.. ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا.. ههههههههههههههههههه لابد له وان يذهب لها.. والا لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها..

تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب.( دشداشه) .. كان يسير على اطراف اصابعه.. وجلس بالقرب منها من غير ان تحس تلك المشاغبة... وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ..
سماء: مشعلوووووووووووو
الاخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الارض من قفزة اخته.. يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها مسكينة.. هههههههههههههههه..
سماء بصراخ: سخيف صراحة يالبايخ.. جذي تسوي فيني.. صج لي قالوووو حمار.. لكن هين يالكريه..
قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى
مشعل: قعدي.. ااااخ يا بطني ... تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني..
عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف..
سماء: هاهاهاهاهاهااهاي.. وايد ايضحك الموقف موووو.. سبــال ماصخ..
مشعل: اسف والله اسف... بس .. بس ههههههههههههههههههههههههههه
سماء : اوووووووووووه بتسكت الحين ولا شنو ترى بقوم عنك ..
مشعل يمسك بيدها: لا تمي تمي.. ههههههههههههههه فديت عمرج اختي
سماء تقلد عليه: فديت عمرج اختي.. خوت بك الهويات..
مشعل يفتح عينيه: اوه اوه.. شعندها يديده مريم ههههههههههههههه
سماء: الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا الا انتي ورحتي عني.. الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا..
مشعل: الله يرحمها ..( يتمعن في ملامح اخته الجميله) ههههههههههههههه
سماء: جب.. لا اعلم عليك الحين؟
مشعل: عند منووو؟؟ المخفر؟
سماء بخبث: عند الحكومة... سلوى الشاهين.. ( ام مشعل)
بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا.. فملامحه تغيرت من الضحك الى الاشمئزاز: تكفين عاد..
سماء: هااا.. ما تخاف؟
مشعل بحاجب مرفوع: وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في البيت مو معناته اني اخاف منها..
سماء: حجيييييي.. والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك مالللح هني وانت ساكت ما تقول شي..
مشعل: أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ولا مينونة؟
سماء : لا يا عيوني انا صاحية... وانت تدري انا شنو اتحجى عنه... ( تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم) اتحجى عن اللي ساكنين بين ظلوعك.. ما يفارجون مخك ليل ونهار.. حارمينك النوم والراحة.. وساقينك من ماي الويل..
مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علامه على عدم التحمل: تكفييييين ويا هالويه.. شقالت قالت ساقييينك من ماي الويل.. وايد اتحجين انتي ما تسكتين..
سماء: هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت.. لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم..
مشعل: جب بس جب.. ويا هالويه.. تهددين؟
سماء: أي .. كيفي كويتية هههههههههههههه
مشعل يضحك معها: مالت عليج ههههههههههههههههههههه

بعد فترة
سماء: مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟
مشعل بنظرة جميلة الى اخته.. لم تعرف سماء ما مقصده منها..
سماء: شفيك تطالعني جذي..؟ قايلتك نكته
مشعل:.. لا بس... مادري
سماء وهي تضيق عينيها: شنووو؟
مشعل يحرك نفسه وينام على الارض وهو يوسد راسه بذراعه: مادري..
سماء: ما تبي تتزوج فاتن؟
استوى مرة اخرى في جلسته: لا تغلطين عاد..
سماء: عيل شالسالفة.. سالتك سؤال وطحت لي مادري مادري.. تبيها ولا لاء؟
مشعل: ابيها ونص..
سماء: عيل بتتزوجها ..؟
مشعل: اكيد بتزوجها.. بس.. شلون.. مادري؟
سماء: شنوشلون؟؟ مثل الناس.. ولا بتاخذها بالكنيسة غير يعني.. تجديد للطقوس.؟
مشعل يمسك باذن اخته: انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي
سماء وهي تتلوى: خل اذني لا بارك الله فييي عدوينك..

اخلى سبيلها.. وجلس في مكانه وهو ساكن..

سماء: مشعل علامك؟
مشعل: ههههههههه لا تحاولين معاي سماء ما راح اقول لج شي...
سماء بصدمة:ليش ان شاللله.. قاصرة ولا قاصرة؟
مشعل يضرب انفها باصبعه: لانج بنت.. وصغيرة على هالسوالف.. انا مابي اقول لج اليوم عن هالسالفة تقومين باجر تسوين لي نفس الشي.. لهالموضوع تاثير عليج لو ما تدرين.. انتي بعدج مراهقه وصغيرة و..
تقطعه: بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا حجي زايد بلا معنى..
مشعل: ههههههههههههههههههههههه
سماء وهي تقف: انا بقول لك.. انت تضحك الحين.. لكن في مثل يقول يا اخي الحبيب.. من ضحك اخيرا ضحك كثيرا.. ومن ضحك اولا بكى اخيرا..
مشعل بنظرة ضحكة ولكن بدقة خوف بقلبه: شقصدج..
سماء: انت افهم واخبر مني.. فانت قول لي.. انا شقصدي...

وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب.. مفكرا.. من ضحك اولا بكى اخيرا... من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.. ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته.. ولم قالت هذا الشي.. اهي تشعر بانني متساهل مع مسالة حبي لفاتن.. لكن.. ما افعله هو عين الصواب.. لا اعترض درب الفتاة ولا اغدقها بالكلام المحرم.. لم ما افعله هو الغلط... لم؟؟
===========================
على تلك الحال بقي مشعل... اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل.. تذكرونه اليس كذلك؟ كانا جالسين في المجلس.. وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه.. يذكر هذا العود جيدا.. فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار.. رحمك الله يا ابا فاضل.. لقد كنت رجلا عظيما... حاله كحال عمي ابو جراح.. وحال ابي.. وامي... وكلهم.. رحمكم الله...

فاضل وهو شبه الغاط: خلوووووود خل عنك العوود ابي انام..

خالد يضحك وهو يشد في الاوتار ويرخيها..: انت ما نمت..؟
فاضل: أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه..
استغرب خالد: فضول؟؟؟
فاضل: هاااا
خالد: سلامتك من الاآآآآآآآآه
فاضل يفتح عين: تتطنز؟
خالد: لا والله بس ... اتاوه.. سلامتك فيك شي..
يقفز النحيل من مكانه الى عند رفيقه: خلود.. حط يدك هني

يسحب فاضل يد رفيقه الى جانب صدره والاخر يسحبها

خالد: روووووووووووووح .. شتبي في يدي
فاضل: حط يدك على قلبي وشوفه شلون يدق..
خالد: كفايه هالعرج اللي ناط في ويهك..
فاضل: حط يدك على قلبي والا ما راح تحس...

خالد هز راسه معترضا لكن.. سحب الاخر يده ووضعها على قلبه..

خالد: اوووووووووووووووووووه... قطار السريع.. ولا قطار الموت؟
يستند الاخر: قطار؟؟ قول الا ذابحني..
خالد بخوف: فيك شي فاضل؟
فاضل: بموت خالد!!!
الاخر لم يتكلم واكتفى بنظرة احتقاريه: جب انزين
فاضل بصدق: لا والله خلود بموت انا.. بموت ... بموت ان ما ... ان...

سكت وقام من مكانه...


خالد: شفيك فاضل؟؟ علامك تتكلم جذي؟
يلتفت له: انا... ( يخفض صوته) انا.. احب..
خالد: هااااااا؟
فاضل : اووووص... (يقترب منه) انا احب..
خالد يفتح عينيه بصدمة: تحب؟؟؟ تحب منووو؟
فاضل: اوص والله حرام عليك بتفضحني انت..
خالد وهو يخفض صوته: تحب منووو؟
فاضل: ماقدر اقول لك..
خالد: وليش؟؟
فاضل: اخاف.. تنقهر...
خالد:ليش اعرفها انا؟
فاضل: أي..

دق قلب خالد.. من هي الفتاة التي يعرفها هو ويحبها رفيقه.. لا يعرف لم طرأت فاتن في باله..

خالد: من اهي..
فاضل: ما تعصب يعني..
خالد:قول من اهي....

وكان بالفعل على اخر عصب..

فاضل:.. سميــة..
وكانه لم يسمع: من؟؟؟؟
فاضل: سميــــــــة..

سميه؟؟ من هي سمية؟

خالد: أي سمية؟
فاضل: ارفيجة بنت خالتك... فاتن..
خالد: ارفيجة بنت خالتي.. ماكو الا مريم..
فاضل: لا بعد وحدة ثالثة.. سمية .. بنت جيرانهم.. اخت فهد السويعي..
خالد بتفكير: فهد السويعي؟؟؟ ( وكانه ذكر) هذاك بو ظروس غلط؟
فاضل: لا تفشلنا عاد النسيب هذا..
خالد: طاع هذا ههههههههههههههههههههههههههههههههههه.. صج مو صاحي انت
فاضل: ليش ان شاء الله؟
خالد: انت ناسي انت شلون علاقتك ويا اخوووها.. ناسي انك ما توطي فريج بيت خالتي بسبته..
فاضل بنظرة رجولية: ولا يكون علبالك انا اخاف منه.. طز فيه وفي شكله لا تخليني اعصب الحين واروح اطشره..
خالد: تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك.. اقعد مكانك بس اقعد.. لا تخليني اعصب واروح اطشره.. انت شيل عمرك قبل.. بعدين تكلم..
فاضل:ليش شفيني انا.. جريب بشتغل.. وفي احسن شركة بعد؟
خالد غير مصدق: اقص هالذراع..
فاضل: ابشر عيل بتقصه..بشتغل في الوفا للمحاماة..

عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة.. الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟

خالد: متى هالكلام؟
فاضل: من جمن يوم.. من ايام عزا عمك بو جراح الله يرحمه
خالد: وتوك ياي تقول لي؟؟
فاضل: انت بعد كنت مشغول وحاقرني.. مو مصدق خبر انك يم حبيبه القلب ناسي الدنيا واهلها..
خالد: شتخربط انت.. انا مافي شي يشغلني عنك وعن امورك في هالدنيا.. وبعدين انت منو سمح لك تروح تشتغل وانا للحين عطالي بطالي؟
فاضل: تبيني انتظرك يعني.. حبيبي انا ريال في سن زواج وراي عايلة ووراي بيت.. امي شاقيه ما تقدر تلاقي تبيني اتم قاعد هني وازحر ولا علي من احد..
خالد: ايا النذل بس عاد قوم من وراي رووح سو كل شي.. ليش.. وين الرفجة ووين الربعة يا بو خلي...
فاضل يجلس وهو يرفع رجلا على رجل: بعد كل واحد وشقيته على نفسه..
خالد: صج انك ... ( ترك العود وقام) لكن انا الحيوان اللي مرافجلي واحد حيوان مثلك.. عن اذنك...
قام الاخر وهو يمسكه: وين رايح؟؟
خالد: بقوم عنك لا اكسر هالعود على راسك..
فاضل: هههههههههههههه حسووود ما تستحي على ويهك
خالد: عيل شلون انت تشتغل وانا قاعد بلا شغلة ولا مشغلة؟
فاضل: روح معهد؟
خالد: معهد؟؟ اقول... اقلب ويهك..
فاضل: ههههههههههههههههه زين وقف..
خالد: شتبي..
فاضل: الشغلة فيها اثنين جان تبي..
خالد بتعنت.: مابي..
فاضل يغمز: متاكد؟؟ ترى الراتب حلووو..
خالد: جم يعني..
فاضل: بالراحة 180 .. غير عن العلاوات وغير عن الاوفر تايم..
خالد: وماكو ترقيات.؟
فاضل: افا عليك اكوو ترقيات يمكن تزيد معاشك هذا ستين دينار..
خالد: وين هالشغل؟؟ الوفا للمحاماة
فاضل: أي..
خالد: شنوع الشغلة..
فاضل: مراسلة..
خالد: شنوووووووووووووووووووووووو؟..
انصدم خالد من طبيعة العمل.. مراسل؟؟ حاله كحال الهندي الذي يرسل من مكتب لاخر ليتعرض للاهانات والتسفيه..
فاضل: شنوو شنو.. مو شغله اوادم .. مو شغلانة شريفة
خالد: بس ياخي مو جذي.. حالنا من حال الهنود..
فاضل: ييب لي شغلانة ثانية احسن من هذي.. لا ترفس النعمة بريولك يا حبيبي ترى والله احنا بحاجتها..
خالد: ادري بس... ( بتفكير) مراسل؟؟
فاضل: خالد حبيبي.. انت شوف انت عشت في بيت منو.. ابو جراح كانت شغلته مو محددة لان ماكان يشتغل في شي واحد.. كان يسلك .. ويركب.. ويصلح.. ويبني .. وينجر.. و .. و.. و.. وشوف سمعته بين الناس.. الحين احنا شغلانتنا سهله ومريحة وكل اللي فيها سيارة نسوقها من محل لي محل نستلم ولا ناخذ وبالعافية ناخذ نفس اجره.. شفيك انت ما تحمد ربك..

اطرق خالد مفكرا.. انه محق.. ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح.. فلا عمل كعمله رحمه الله.. لم يكن مجرد سباك او نجار.. كان رجلا كامل الحرف من كل النواحي.. رحمك الله يا عمي الغالي..

فاضل: ها شقلت..
خالد بابتسامة: وين ما انت انا وراك والزمن طويل..
فاضل: لا تقوووووووول
خالد: انت بس روح خبرهم ان اكووو واحد ثاني معاك وايصير خير..
فاضل: يا ولللللللللللللللللللللللد بنشتغل ويا بعض.. عئبال الماجستير
خالد: يا فالح حصل الدبلوم اول... انت دخل الجامعة يا عيوني..
فاضل: ما يحتاج.. شهر شهرين.. بالكثير ست شهور الا انا محوش لي هذاك المبلغ الحلو... عشان اتزووووووجها..
خالد: من؟؟
فاضل: نسيتها؟
خالد يحك راسه: والله مادري... اقول.. خلنا نحتفل اليوم بالمناسبة الحلوة..
فاضل: ماكو سيارة
خالد وهو يرتب على صديقه: افا عليك عندي دينارين ونص ناخذ تكسي ولا عليك..
فاضل:يا وووووووووووووولد..
=================
الساعة الان الرابعة والنصف ولم تصل مريم... اعتبرت فاتن هذا الشي في صالحها لكي تعد ما لذ وطاب من المقبلات التي تعرف لها..
وهي تعمل وتعجن تلك الكعكة احست لحركة في المنزل.. اطلت براسها وهي مشغوله في المطبخ تنادي: يمه هذي انتي؟؟؟
لم تلقى جوابا.. وعادت لما كانت تقوم به... وهي تتسائل .. لقد سمعت صوتا .. من كان يا ترى..
عادت لتلك الكعكة وسمعت الصوت نفسه مرة اخرى... من هذا يا ترى...

خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلاتها متناثرة على وجهها.. هي ابقت الباب الامامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر.. ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن لصالحها.. فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله.. بل كان بعيدا كل البعد... انه مشعل...

عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك... وهو الاخر ظل جامدا مكانه... متأملا تلك الملامح الجميلة.. وتلك العيون الشفافة.. وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى... لكنه... احس لتلك النغزة التي تتطري في قلبه كلما رأى فاتن.. اهلها... فاذا به يسحب الباب ويغلقه وعيناه لم تفارق عيناها... والاخرى من شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح...

لم تطئ قدميها الحياة الا بتلك اللحظة... عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه... ما احلا وجوده في منزلنا هكذا... يرجع الحياة كلها في رفه عين..

ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية.. تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها وكانها ستسدها ولن تسمح لها بالتنفس... ما اروع هذا لاحساس.. فهو لقاتل.. ومحيي في نفس الوقت... ما اسعدني حقا .. يا لفرحتي... يا سعدي وسعادي.. لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا العصر لما وقفت لك هكذا.. لا بل فرشت الارض لك زهرا وريحان.. يا حبيبي الغالي...
وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له... وما بها الا ان تسمع صوت الباب وهو يفتح... فرفعت راسها... هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن....
لم يكن هو

كانت مريم رفيقتها...

واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم الا في المناسبات البعيدة..
فاتن بارتباك: ه.. هلاااا مريم.... هلا حبيبتي..
والنظرة لم تتغير من عيني مريم: هلا فيج فتون...
وتقدمت ناحيتها فاتن.. والاخرى واقفة والاكفهرار على وجهها..
بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن... لم .. لم تعرف.. لكن لابد وان الموضوع كبير والا مريم لا تغدق الناس باهتمامها الا اذا كان الشي معنيا لها..
فاتن :علامج مريم.. فيج شي..
مريم بنظرة غاضبة: فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟
ماتت فاتن بداخلها:... أي...
مريم ارتعدت وعينيها توسعتا...: محد في البيت الا انتي؟
فاتن برعب: أي.. ليش.. شصاير؟؟
مريم امسكت براسها وكانه يوجعها... وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها...
فاتن: علامج مريم شصاير؟
مريم: فتووون اشفيج انتي ينيتي... مساعد اخوي شافه يطلع من البيت..
انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد.. ولكن: واذا... اهو كان يبي ... يبي جراح... بس.. شفيج مريم بس صرعتيني بلا سبب..
مريم: فاتن اشفيج انتي مو صاحية.. اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة معاه
فاتن: واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر للتهوي....
مريم: ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر.. مساعد من شافج واهو يغلي من القهر.. ياويلي يا فتون لو يروح- ويقول لجراح بتروحين فيها
كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه
فاتن: اوووووووووه.. اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح... ان شمسوية جرم ولا ذنب.. كل اللي صار اني ما كنت ادري ان احد على الباب..
مريم: ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي...
صمتن الاثنتين وهن يسمعن حمحمه... غادرت فاتن للمطبخ وهي تغشل يديها برعشة... ما باله هذا المتعنت يطأ منزلنا لكي يرعبني... والله لان تجاسر علي لان....

غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس الشال وهي ترتعش وتخرج من المطبخ...

الا بجراح في وجهها: فتوووون حبيبتي.
انتفضت فاتن ذعرة: يمـــــــــه
جراح بصدمة: اسم الله عليج خرعتج.. اسم الله عليج.. علامج انتي صايرتلي خريعة جذي.. اقول فتونه مسويه مقبلات ولا شي؟
فاتن وقد غابت عن بالها كل تلك الامور وبلا تفكير : ايه سويت شويه اغراض في الثلاجة بتلقاهم
جراح: ياعيـــنـــي على هالاعداد الجميل وهالاخت الحلوة.. فديت عمرج فتونه زهبي لي كل شي في طاوله وانا احمله للديوانية
بخوف تساله: من عندك بالديوانية؟
جراح: مساعد ولد عمي غافل الدخيلي...
هزت فاتن راسها بالايجاب وغادر عنها اخيها وهو يكلمها: لا تنسين زهبي كل شي الحين راد لج...
ذهب جراح وهي بقيت مكانها مرتعدة... ونسيت مريم .. أي ذهبت؟؟؟
فاتن: مريم.. مريم..
تظهر لها الاخرى في الكاراج وهي تسير بهدوء: راح اخوج؟
فاتن : أي راح.... تعالي... انتي هني اهلا وسهلا فيج اخوج ليش ياي

تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ.... وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس شي اخر...

مريم: فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة... ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج قبل لا تسوين أي شي؟
فاتن بقلة اعصاب: انا شسويت مريم لا تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله..
مريم: شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟

احمرت وجنتي فاتن لا حياءا ولا شي.. بل غضبا.. فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة مساعد.. وتدعو في قلبها ان لا تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟..؟

مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة.. هي لم تخطط لشي ولكن.. كل شي محسوب لا بل متوقع منها ولا من احد اخر..
فاتن بخوف: مريم .. تهقين اخوج يقول لجراح؟
مريم: ابدا لا... مستحيل يعرضج لهالموقف.. بس... مادري فاتن.. انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج
فاتن: والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه .. مادري شنو اللي يابه بيتنا اليوم.. اكيد يبي جراح ولا شي ويوم شاف الباب مفتوح ....

عضت ظفر ابهامها هلعا... ومريم تغير دفة الحديث..

مريم: وينها امج ماكو حس ولا نجرة بالبيت؟
فاتن: بروحي مادري وينهم.. ادور عليهم من مساعة ما شفت احد..
مريم: انتي ما عليج الحين فتون انتي بس خلج ايزي كل شي بيصير اوكية.. لا تحطين في بالج ولا شي كل شي بيتعدل... انتي ما غلطتي.. ارفيجتي واعرفج مستحيل تغلطين في حق نفسج ولا هلج.. اكيد هالشي صدفة ومو مدبر...
فاتن: الله يسمع منج.. مع اني يا مريم مو مفتكرة في اخوج وانا اسفه يعني.. بس اهو ماله حق انه يرعبني جذي.. انا مستحيل انزل لهالمستوى اللي اهو بيفكر اني منه.. لكن... الشره مو عليه.. الشره عليج انتي.. وبعدين تراه في نفس مستوى غلط مشعل؟
مريم باعتراض: شلوون يا امي؟؟؟
فاتن: اهو الثاني بعد وقف وتم يطالع مثله مثل مشعل.. يعني شالفرق بينه وبين تصرف مشعل الحين كلهم في الهوا سوا...
مريم بتفكير.. فاتن محقة.. ولكن... اخي لا يحب فاتن كما يحبها مشعل.. ولكن.. كيف له ان يعرف بحب فاتن لمشعل ومشعل لفاتن؟؟
مريم: صح كلامج... بس بعد.. اللي صار غلط
فاتن: ادري ادري ادري والله العظيم ادري انه غلط بس عاد يا مريم لوعتي قلبي من كثر ما تكررين..
جراح يقف عند الباب: فتون وين المقبلات؟

انتبهت فاتن له ومريم المولية ظهرها تجمدت مكانها ...

انتبه جراح لها... وابتسم بملئ شدقيه...
جراح: يا حيا الله من يانا...
مريم من غير ان تلتفت: الله يحيك....

تنظر الى فاتن بتوسل اما الاخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها..

جراح: شخبارج اختي عساج ابخير
مريم بقلبها:: اختي؟؟؟؟ من هذه الاخت...
مريم: ابخير اخوي .. انت شخبارك؟
جراح:: وحدة بوحدة... هين يا مريووم..
جراح: ابخير الله يسلمج..
تناوله فاتن الصينية بلا انتباه: هاك...

وتعيد الجلوس

جراح: فتووون
فاتن وهي ضائعة: هاااا
جراح: شكرا على الصينية بس لازم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟

انتبهت فاتن لما يقوله اخاها... فرات ان الصينية فارغة بلا أي شي... وقامت مرة اخرى
واخذتها منه وملأتها بالاطعمة المختلفة... واعطتها اياه...

جراح: زهبي العصير بعد... بيي اخذه الحين
فاتن: اوكية...

غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة.. خائفة من ان يتفوه مساعد باشي شيء الى اخيها.. ولكن هي غاضبة اكثر من كونها خائفة.. هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء.. ولكنها.. كيف فعلت ما فعلته ؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة.. لكن.. انا لا ذنب لي.. انا احبه... يا ناس احبه ولا استطيع او اصبر على رؤيته.. لكن.. يبقى ما فعلته خاطئ..

مريم: فتوووووون.. اوووف انتي اليوم ماعطتني اقنور من الخشن
فاتن بضيق: شفيج مريم والله مافيني على صدعتج
مريم بصدمة: افاااااااا.... هذا وانا قاعدة عندج تقولين هالكلام.. لكن مو منج مني انا اللزقة اللي مو قادرة على فراقج
فاتن بابتسامة تشوبها نظرة قلق: يعني الحين كلش؟؟؟
مريم بتصنع: أي كلش وملش.. اصلا انتي اسمحيلي مافيج قلب... وانا اسفة اني ضيعت هالوقت كله معاج.. اكسكيوزمي مدام...

وهي تهب بالنهوض تسحبها الاخرى من يدها

فاتن: قعدي... ممثلة بايخة مثلج ما بشوف..
مريم: انتي سباله لكن اللي يقول لج السالفة اللي يايتلج على حصان عشان اقولها...
فاتن: شنو يعني غير سوالفج البطالية اللي مامنها فايدة؟؟
مريم وهي تفتح عينيها بصمت: صج لي قالووووو... سباللللللللللللللللللللله ما تستحين الشره مو عليج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم: حمارة تضحكين..
فاتن: زين قوليلي.. ههههههههه.. شعندج ؟؟ شهالسالفة اللي اتكلمين عنها؟
مريم: ايي.. الحين... لكن حريمتج ماقول لج عنها...
فاتن بقله اهتمام: كيفج.. متى ما حبيتي تقولينها قوليها... أي دونت كير..
مريم بصدمة: صج انج..
فاتن: ادري حلوة وجميلة وابطح اللي يشوفني..
مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههاي.. وين رحت عنج انا ا فديت هالخشه
فاتن: تعالي سموي وينها شخبارها مادري عنها
مريم وكان الجرس ضرب في دماغها: وييييييييي بقول لج عنها هذيي...
=============

خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الاخير في المجلس ينتظر قدومه.. ولكن بماذا.. فكل ذرة هدوء او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل... لم يستطع الا ان يكبت تلك النار الكاوية التي اختلجت بصدره... كانت في قلبه نية القتل.. ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف وتمعن في فاتن والاخرى تبادله النظرات... كانا في موقف.. لو كنت ذا سلطة عليها... استغفرك يارب... استغفرك واتوب اليك.. لانها لو كانت تمت لي بادنى صلة.. لكنت قتلتها...

كانت النار تسعر في خاطره.. والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة العصبية التي كان يمر فيها... لم يصدق ما رأته عيناه... اهذه من كان يعتقدها عالية.. كم كانت جميلة في عينيه... وكم تشوهت صورتها في مخيلته.. تبدووو ... كالمشوهه.. كالقبيحة.. كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم وتلوع كبده.. اكرهها.. اعترف باني اعجبت بها.. لكني اكرهها الان... ولكن.. صبركِ علي يا فاتن.. ان لم ابعدك عن ذلك الصعلوك.. فلن اكون مساعد!!

عاد جراح وهو يحمل العصير.
مساعد وهو يغير نبرته: ليش عاد متعب نفسك ومعبل على روحك ما يحتاج كل هالسوالف انا الا دقاايق وطالع من عندك
جراح: افا ما يصير ما نظيفك.. (يغمز له) بيني وبينك انا ما سويت شي كل هذا من يد اختي الله يخليها ..

كان مساعد يهم بشرب العصير.. وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه..

مساعد وهو يضع الكوب: زين جراح .. شوف .. (يمد له بملف اوراق) هذي الاوراق اللي انا قلت لك عنها.. فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلات.. ما راح تخليك تحتاج انك تسال اكثر.. لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا... نجاة الدلاهمي.. ما راح تضيع مكتبها في الطابق الاول للشركة..
جراح: والله ياخوي مادري شقول لك .. ماعرف شلون اشكرك.. بس انا ابي اشوف هالمسئولة.. ومو انا اللي ابي اقعد وياها واسالها.. ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي.. لان هالشي صعب في الوقت الحالي مع فاتن...

اطرق مساعد مفكرا... عرف الان سبب رفضها عن السفر.. تعذرت باخوتها وبيتها.. ولكنها.. تلك الخائنة الصغيرة.. ستعرف الان من هو الذي يدير دفة القرار.. ان لم أسفركِ بهذا الصيف.. لن اكون مساعد

مساعد: انت ما عليك من اختك.. صح كلامها انها لازم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم.. بس الدراسة اهم. الدراسه سلااااح ما يموت ولا تقل ذخيرته.. اهي لي راحت ودرست وردت هني واشتغلت راح تكون مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بلا شغلة ومشغلة.. انت بعد لا تخليها تستسلم لهالفكرة.. واعرض هالاوراق على امك قبل لا تعرضها على اختك.. بتشوف انك راح تلقى لك حليف.. اكيد امك لها قرار على اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي
جراح وهو يفكر وينظر الى الاوراق: صح كلامك... انا بكلم الوالده اليوم.. وبرد عليك خبر... فاتن لازم تقبل بهالبعثة...بس.. اللي ابي اعرفه.. فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة...
تقدم مساعد للامام وهو عاقد يديه امامه: بصراحة بقول لك.. هذي.. مو بعثة.. اهي صح باسم شركتنا.. لكن .. هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا..
استغرب جراح وانصدم: استثمار؟؟ شستثماره..؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر..؟
عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير: ابوك يا جراح ماخذ قرض.. احنا بالقانون ما نسميه قرض نسميه اسهم مالية.. ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا.. احنا بقدرتنا استثمرناها من تقريبا حوالي ال6 سنوات.. والحمد لله جابت لابوك عائد مالي محترم وكبير.. من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة.. اهو كان كليا 20 الف دولار... لكن الشركة نظرا للعلاوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك لتعامله 6 سنوات معاها مبلغ 7الاف دولار.. كل الف يعتبر بونس لكل سنه.. هذا شي عادي.. لان اسهم ابوك كانت مرتفعة وغالية.. على الرغم من فقر ابوك!!

كل هذا كان كثير على جراح.. والدي يمتلك ثروة.. ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف.. ولم؟؟ وما هذه الثروة؟

جراح: شنو هالثروة اللي انت اتكلم عنها..؟؟
مساعد: ابوك عنده بيت قديم .. يتوحد في ملكيته.. هالبيت اهو سهمه واحنا استثمرناه بالتعاون مع وزارة السياحة في انه يكون ملحق سياحي وثقافي مهم... بيت ابوك هذا الحين صار ملمح من ملامح السياحة في دولتنا الكويت.. وبالاحرى صار مطعم كبير تراثي وراقي..
جراح بصدمة: واحنا.... شلنا من هالمطعم؟؟
مساعد: المطعم لكم منه بونس سنوي من الارباح...

يسترجع جراح ذاكرته لاي شي يشير الى ذلك المطعم.. ولكن .. لا شي يطرا على باله..

مساعد: انتو ما لقيتو شي لان لطول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن...
لمعت شرارة في قلب جراح... لم فاتن .. وليس انا؟؟؟
وجاء تحليل مساعد الاخير لكي يبرد قلب الاخ على اخته: هالبعثة بالاول كانت باسمك.. بس انت ما يبت النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية..

عاد فكر جراح الى الماضي.. بايام المدرسة.. كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان لامر المدرسة.. وعندما اتت النتائج.. كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه.. ولكنه.. لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الاجازة في اللهو والاستخفاف.. ودخل جامعة الدولة ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته.. آآآه يا ابتاه.. ليتني سمعت كلامك...

مساعد مخففا: لا تعور قلبك الحين يا جراح.. تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه.. انت وقفت لابوك الله يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها.. حتى القوي ما يقدر يسوي اللي انت سويته.. وانت بهالشي البسيط قدرت انك تريد ابوك في قبره الله يرحمه..
جراح مستسلما: الله يسمع منك..
مساعد: ااااااه
جراح مستغربا: سلامتك من الاه..
مساعد يضحك: هههههههههههههههه تصدق.. من ست سنين وهالهم في صدري.. وما كان من المفروض انكم تعرفون الا بعد وفاة ابوكم... وما كنا حاطين له هالافق.. لكن.. مشيئة الله

جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه.. لم يكن يفكر بشي .. ولم يكن يقوم باي شي.. لان ذاكرته اخذته الى ذلك الماضي المشين.. ذلك الماضي الحقير الذي كم يود ليعود له ويعيد الألام الكريهة.. يرحمك الله يا ابتاه.. انك كنت لا تريد الا مصحلتنا..ونحن.. مقصرين بحقك.. لكن اعدك يا ابي.. وبرحمة ثراك.. اني لن اترك فاتن تضيع مستقبلها هباء.. بل سوف تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين... اه عليك يا ابي الطيب..

مساعد: زين يالاخوو.. انا الحين بخليك..
جراح: وين توك ما قريت...
مساعد يبتسم: تسلم الله يخليك.. بس لازم امشي عندي مشاوير لازم اخلصها...
جراح: ملزوم انك تمشي يعني؟
مساعد: أي والله.. مرة ثانية ان شاء الله
يهم جراح بالنهوض والاخر معه.. ويخرجان سويا من المجلس..

مساعد وهو يركب السيارة: مثل ما وصيتك.. ملزوم تقنع اختك في هالبعثه..
يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملاق: لا تخاف.. دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلام اللي انت قلت لي اياه.. ما راح يضيع أي شي..
مساعد وهو يفكر.. : أي صج تعال.. ابيك ترتب لي ويا هلك موعد..
جراح باستغراب: ليش؟
مساعد: لا بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم.. فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني..
جراح يضحك بسخريه: ديوون؟؟ أي ديون بعد..
مساعد يضحك: هههههههههههه لا تخاف.. مو مديون.. دائن..
جراح: ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟
مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة: جراح.. انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه من يوم انا اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك.. ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير ويرد المغرب واهو حامل عدته .. كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم.. (يشير الى المنزل) هذا البيت وبساطته.. كان بهدف.. الهدف انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر.. ليمن اقول لك ابوك كان عظيم.. فانا اعني كل حرف من هذه الكلمة.. (تبسم مساعد لجراح الذي شاجت احزانه بملامحه...) وانت ما شاء الله عليك.. راح تكمل هالمسيرة.. وراح تكون الاب مرة ثانية لهم... مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من الايام مستهتر.. الماضي ما نقدر نرده.. لكن المستقبل..(يقبض بيده) في قبضتنا...

هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل.. وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته.. فهو يريد ان يكون مثل هذا الرجل.. لا بل افضل منه...

مساعد: شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني .. وانا اييها...
جراح: ان شالله..
مساعد: يالله في امان الله..
جراح : في حفظه..

وعلى هذا.. غادر مساعد بعيدا عن جراح.. وهو عارف بما فعله به.. لقد اثر به اشد تاثير.. ولكن كل ما قاله كان حقيقة.. ولربما .. ليست كل الحقيقة.. اخفى الكثير.. ولكنه على وشك ان يكشف عنه.. في وصية الاب

يا هل ترى.. ماذا تخفي تلك الوصية..
وما بها من وصايا.. ومن ديون.. ومن اعباء جديدة على جراح..
فاتن ما الذي سيجري بينها وبين
1- البعثة
2- مساعد
3- مشعل
4- حياتها...
هل سيخاطر مساعد بجعل نفسه العدو الاول والعتيد لفاتن.. ام انه بهذه الرعاية.. سيكتب في منهاج حياتها.. فصلا متوحدا.. ومتفردا بنوعه...
نقله حياتيه لمساعد في حياة فاتن.. من شانها ان تدب الحياة في اوصاله بعد ان غابت عنه طوال ال8 اعوام...
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 22-07-2006, 04:57 PM   #22
الــــجــــنــــي
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية الــــجــــنــــي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Aug 2005
رقم العضوية: 8722
المشاركات: 603
عدد المواضيع: 8
عدد الردود: 595


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الــــجــــنــــي is on a distinguished road

الــــجــــنــــي غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الحمدالله على السلامة ملاكي الوحيد

مشكووورة على الأجزاء الحلوة

وننتظر الأجزاء الجديدة


أخوكي


الجني
 
قديم 25-07-2006, 02:42 AM   #23
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت


الجزء التاسع
الفصل الأول
=========
ليل جميل.. يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك الأمسية الشاعرية.. تتراقص ذبذبت العرج على الصد والجبين ولكن.. تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة..

ليل داكن.. لا بل حزين... لكن.. غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة.. بأحزانها وبالآم واقعها.. ولكن.. الحياة تستمر.. وهذا شعر حملته تلك العائلة في غياهب قلبها.. من غير أن تعلنه..

سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء.. ناقصة ولكن.. هذه حكمة رب العالمين...

كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا.. فبعد ذلك الحوار وذلك الكم الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس.. كان لابد منها وان تهلكه لكن... كل هذا لصالحه.. فتوعد بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل .. وبنفس الوقت.. سيلاحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع من مستوى تحصيلهما التعليمي..

ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها.. لكم كانو اقوياء وشجعان.. استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه.. لكن.. ما يقلقني هي حالة فاتن.. فهي هزيلة بشكل لا يصدق.. وتلك النضارة اختفت.. حبيبتي ابنتي. لا بد وانها قلقة.. وتحمل على كتفيها هموم كثيرة مازالت صغيرة على تحملها.. مناير... لم تتغير.. على الرغم من الملامح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل.. عزيز.. هدوءه مؤلم.. وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا..

جراح.. اه عليك يا بني.. كنت اراك طفلا.. فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك.. إن كان الحال يبكي مرة على فاتن.. فهو يبكيك ألف مرة.. كل أم تحب أبنائها ولكن.. احدهم يمتاز في حياتها عن غيره.. وانا امتيازي هو انت يا حبيب قلبي.. يا نطفة الحب التي كللت حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله.. رغم انك لا تشبهه ولم تمتص من ملاحه الا انك تتشبه به يوما عن يوم.. وما احلى هذا الشيء بك.. انت عزائي على هذه الدنيا الحزينة..

يطل خالد عليهم وهو يصفر: هلا هلا بالربع.. الا طالعين بره اليوم.. خيااااانه
جراح وهو يبتسم له: حياك اقرب...
خالد: لحظه بس سو لرفيجي درب..
جراح: منو فضوول؟
خالد: أي....
جراح: حياه....
(يلتفت للنسوة) يالله دخلو داخل عن الحر.. خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم
ام جراح وهي تقوم: ان شاء الله..
فاتن: تبون شي ولا عشى
جراح: انا مابي بس حطي لولد خالتج.. اكيد ما كل من الصبح وهو هايت.. حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله يرضى عليج..
فاتن بابتسامة حلوة: ان شالله ياخوي.. من عيوني الثنتين..

بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان..

ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب: آآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح بابتسامة وهو شبه النائم: سلامتك من الااااه

يبتسم الاخر وهو مغمض العينين...

لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلام فتوجه الى الضيف: يا حيا الله من يانا..
فاضل وهو يستوي بجلوسه: الله يحيك.. شخباركم عساكم اببخير؟؟
جراح وهو يتمطط: والله ماكو أي تغير.. هذا احنا .. (يبسط يديه) على مد يدك..
فاضل: نفس الحال..
ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالاموات: ههههههههه شفيه هذا؟؟ لا يكون بيودع؟
فاضل: لا بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني..
جراح: وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟
فاضل بسخرية: سيارات؟؟ عاد لا تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي سيارة بدلها.. قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل... خذناه روحة والردة مشينا...
استغرب جراح: تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الاحتفال؟
خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولان على صدره النحيل: لا وانت الصاج فبراير افريقيا... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحكوا الثلاثة..

تكلم جراح بجديه هذه المرة: لا صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري
استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه: بارك لنا.. لقينا شغل...
جراح بصدمة: اوووووووووووووووه.. من متى يا خالد تشتغل

يبتسم خالد وهو يهز راسه ايجابا وعاود النوم

جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههه افاري عليك يا فاضل والله انك سويت المعجزة معاه.. شغل مرة وحده.. (يربت على كتف ابن خالته النائم) نقلة نوعية هذي بحياتك...
فاضل يبتسم: اهو ما ياب الشغل ولا شي.. انا اللي يبته له ومت عليه ليمن وافق..
جراح: بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟
فاضل: الوفا للمحاماة.. والله يسلمك (يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق) مراسلة؟
جراح بتفكير: الوفا للمحاماة؟؟؟ (يلتفت لخالد) مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟
خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين: اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي...
فاضل: منو مساعد الدخيلي؟
جراح: هذا اخو لؤي الدخيلي جان تعرفه؟
فاضل بتفكير: لا والله .. انا ماعرف احد من هالمنطقة الا انتو وولد النهيدي وبدر وبس
خالد: هذا لؤي احلى نكته في الديرة.. ولو انه وايد شايف عمره بس يالله نمشي له..
جراح يبتسم: مافيها شي.. شايف نفسه حلو خلاص له الحق..
خالد: ارجوك.. لاحبه الحين...
فاضل: تعالو ولد النهيدي شلونه من زمان ما شفناه.. من ايام العزا وطاف عليها شهر..
جراح يبتسم والالم يعتصر قلبه.. امضينا شهرا بدونك يا والدي... رحمة الله عليك يا فقيدنا الغالي..
خالد: خله احسن... لا يي عندنا.. بيتنا متروس حريم
جراح: شكو اهو لي يانا بيلس ويا الحريم؟؟
خالد وهو يعقد حاجبيه ويشغل عينيه بشي اخر: لا بس.. انا أفضل لو انه ما ايي بيتنا..
جراح وهو يفتح عينيه: اوه اوه .. بيتنا... صار بيتك الحين
خالد وهو يتربع على الارض: أي نعـــــــــــــم؟؟
جراح ينظر الى فاضل: من متى؟؟ ما دريت؟
فاضل: تركه عنك هذا واحد مامنه فايد!! بيتكم بيته.. بيتنا بيته.. بيت اليران بيته...
خالد يلتفت له : ليش عندك مانع.. يعني لازم اقول لكم اني واحد يتيم ومهيم وما عنده بيت. خلاص بيوت الدنيا بيتي..
انحرج فاضل من نفسه.. فهو لم يكن يقصد هذا المعنى: انا ما قصدت لك جذي يالواطي ليش تفكر جذي بالناس
خالد: لانكم انتو جذي.. ما تبوني يعني ايي بيتكم
جراح: اركد يا خالد.. مو وقت عصبيتك هذي الناس حر...
خالد وهو يقوم: انا اصلا غلطان يومني اييكم...
وابتعد عنهما وفاضل يناديه: وين رايح والله انك فاقد ..
جراح يشير لفاضل: لا خلك منه.. هذا واحد دلوع والكل مدلعه.. خله يتدلع على كيفه وانت قول لي تعشيت؟
فاضل بانحراج: لا والله ما كلنا شي من عصر..
جراح: بس عيل .. الخير وايد..والحين نسوي لك اللي تبيه؟؟ شنو تحب تاكل؟
فاضل: والله اناسة بيتكم مطعم.. عندكم باجة
جراح: هههههههههههههههههههههههههه باجة هالوقت لا عاد ليلك..
فاضل يضحك بهبل: والله شنسوي.. من اليوع .. لو اشوف اللحم ني جدامي كليته..
جراح : ما عليك.. انت انتظر هني وانا ياي لك..


دخل جراح المنزل وهو منكس رأسه وهو يفكر.. لابد وان يخبر امه عن بعثة فاتن ولكن.. كيف.. لا يعرف كيف يستفرد بها.. لابد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله له مساعد.. والوصية.. لابد وان يحدد وقتا لها ايضا... ان شاء الله كل شي سيحل.. وكل ما علي فعله هو ان انتظر..

عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلام ولكنه صمت.. كان خالد جالسا خلف فاتن المولية ظهرها له وهي تعمل .. كان جالسا وهو يتاملها وكانه لا يحس بهذه الدنيا الا بها.. ما باله هذا الاحمق.. وما هذه النظرات الغبية...

جراح بقوة: خالد.. شتسوي هني؟
انتفض الاخير : شنو... بسم الله الرحمن الرحيم.. شوي شوي يا اخي شهالاسلوب.. طيحت قلبي فبطني؟
بنظرة ماكرة: لا تبوق لا تخاف.. شمسوي انت عشان تخاف..
خالد وهو يقف ويديه في جيبيه: مو مسوي شي ويا هالويه... بس مابي اقعد وياكم.. بقعد هني ويا فاتن..
فاتن تبتسم: خذه مني والله ذبحني من مساعة..

خالد بنظرة حزينة لفاتن... متى ستحسين بي..؟؟ الى متى ستعامليني بهذه المعاملة

جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه: يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم...
خالد من غير نفس: اوكي...

وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه... الاحمق خالد...
اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه الا انه لم يكن ينظر الى شي.. فافكاره سيطرت عليه اكثر من تركيز بصيرته... وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة..

بذلك الصوت المخملي لمس الواقع: هاا....
فاتن بصوتها الساحر: حبيبي جراح علامك؟؟؟ فيك شي؟؟
كانت نبرتها فيها الكثير من الاهتمام لدرجة جعلته يغير من سياق فكره: ولا شي فتونه ولا شي.. (يبتسم لها) خلص العشا؟
فاتن: شوووف بعينك؟
التفتت جراح للاكل الموضوع على الطاولة .. وكم كان مشهيا..: عيني عليج باردة فتونة.. صراحة.. (يربت على كتفها) تنفعين تكونين شيف..
كانت تبتسم بزهو وما ان سمعت كلمة شيف حتى اختفت الابتسامة عن وجهها ليحل محلها الغضب: شنوووو؟
جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه فتونه

ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها.. مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه.. عافاك ربي يا اخي العزيز...

ترقرقت الدمعات بعينها.. ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو يقضون مثل هذا الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز.. صدت عن اخيها ومسحت تلك الدمعة الخائنة وبدأت تملأ تلك الصينية لكي ياخذها للشباب..

لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك الانفاس الحزينة المجاذبة... وامسك فاتن من كتفيها بحنان

جراح: فتون....
فاتن بهمهمة: همممم..

لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل حب.. والاخرى استسلمت في يدي اخيها العزيز... لا باكية.. وانما شاكرة لربها هذه النعمة.. رحمك الله يا ابي.. وابقاك ربي يا اخي ..

جراح بعد مضي فترة: يالله حبيبتي فتونة.. عطيني الصينية.. وانتي روحي ارتاحي..
تناوله تلك الصينية: تفضل... تصبح على خير..
جراح: وانتي من اهل الخير...

عندما غادرت فاتن عنه هو الاخر خرج من تلك الصالة.. وهو متوجس الفكر من نظرات خالد لفاتن؟؟ يا ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي.. او معجب بها؟؟ لكن.. انا لن اسمح له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر التي تنتابه تجاه فاتن..
وتوقف جراح مكانه

ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟.. منذ زمن بعيد؟.... يا ويلتي.. وكيف لم الاحظ؟؟ اااه يا ربي.. ماهذه المشكله الجديدة ؟؟

بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون.. الا ان جراح كان يتعامل بحذر اكبر مع خالد.. وخالد الاخر لم يتزحزح التجهم عن وجهه.. فهو لا يطيق هذا الحال مع فاتن.. يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو بها .. يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها.. يريدها ان.. تبين شيئا- وان كان تافها- يعيد له الهدوء والسكون.. وهذا الأحمق جراح.. ساقتله.. لا يهمني .. سافعل كما سيفعل فاضل.. ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك المبلغ المريح سأخطب فاتن.. نعم.. سأخطبها.. وسأتزوجها.. وسيروون..
_____________________________

مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الاخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه الوصية التي اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله.. هو لا يريد منهم الا ان يذهب هناك وينظر الى تلك الخائنة ويربكها بنظراته.. لانه لا بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ... لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف وتمتع برؤيتها.. لو كان الامر بيدي...

يقبض ويرخي مساعد يديه اما عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به صورة تلك الفتاة.. اه يا فاتن.. ليتك تبتعدين.. ليتني لم ارك بذلك اليوم.. ليتني كنت موليا ظهري لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي قبل منزلي.. ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين.. وذلك الوجه المنور.. والصفد المتلألئ

اااااااااااااااااااه.. سيجن عقلي.. لابد وانه سيجن.. لابد لي ان انزعك من فكري تماما يا فاتن... تماما.. انتي لست عالية.. ولكنك.. قد تكتبين تاريخا جديدا في حياتي.. انا بغنى عنه ..

في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر.. تستمع بتلك النسمات الخفيفة التي تتمايل في الهوا متخايلة.. واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها.. لم ظهر هكذا.. هي كانت لا تعرفه ولا تعرف بوجوده بحياتها تماما.. فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي لا اريد أي عقبات في علاقتي مع مشعل.. لا اريد ان تكون الامور متطورة ولا انت تكون بعقبات انا بغنى عنها.. لكن.. ما الذي انا اريده فعلا من هذه العلاقة..
كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلامات المميزة التي تضمن لي مستقبلا هانيا وتجعلني اساعد في منززلنا واضمن مستقبل اخوتي معي.. لكن.. ااااااااه يا ريت لو كانت الظروف مغايرة.. لكن قبلت في تلك البعثة السخية.. ولكن .. انا لا استطيع ان افعل ذلك باهلي.. فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها..

ابتسمت لتلك الفكرة.. ان تدرس في الخارج.. لا وبافضل جامعات اميركا.. لا بد وانها نعمة من الله عليها.. وللاسف الشديد لا تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها.. لابل متعبة.. لا تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج البلاد لتدرس.. تبتعد عن كل احبابها.. وكل اقربائها.. وعنه.. عن مشعل.. عن حبيب قلبها الازلي.. هذا شي خارج نطاق الامكاان...

مناير التي كانت جالسة وهي تزفر مللا من الروتين اليومي الذي يعيشونه.. لا تستطيع ان تتذمر فهم بحداد على والدها.. ولكن.. هذا الملل قاتل وفظيع.. خصوصا بسفر سماهر الذي لم تستطع منعه.. قبل وفاة والدها وافقت ام سماهر على بقائها معهم .. اما الان فالظروف تغيرت.. ولا تستطيع ان تبقى معهم.. يا للخسارة .. كان سيكون صيفا جميلا.. لكن .. أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز.. لكم وحشني دلالك لي .. ورضاك عني.. ومسحك على راسي وتحببك لي.. ههههههههه حتى مشاجراتك التي لا تنتهي.. تريد مني ان اكون ذكيه ولكنك لا تعرف ان الغبي غبي.. والدراسة لا تمت لي باي صلة.. ياريتك معي.. فشجارك هو ما اشتاق له اكثر شيء.. رحمك الله يا ابي...

مساعد الذي كان جالسا مع احد المحامين يناقش قضية معينة..
مساعد: واحنا بعد يا سالم ما نقدر نتحرك قبل ما يعطونا توكيل بهذا الرهن.. تعرف شكثر صعبة هالمسائل في القضاء عندنا ولازم امية وستين اذن او بصراحة الموكل مو عاجبني موقفة.. يوم عادي والف يتسائل.. الواثق من حركته ما يتردد هالكثر..
سالم: بس يا مساعد انت لازم تحط في بالك انه ريال حوت في السوق ويخاف على سمعته وما يبي يقدم على خطوة بيندم عليها.. واهو كبير وماله في سوالف القضاء ولا غيره .. هذول ناس متعودين على شغل الساهل ما يدروون ان القضاء والقانون التجاري يتحكم في كل شي الحين.. الصغيرة والجبيرة..
مساعد: ما خالفناك ياخوي بس لازم يحكم من موقفه.. قبل لا يلجا للمحامين لازم يتاكد من موقفه.. شكووو ماكو مستشارين؟؟
سالم وهو يتمطط: انا صراحة بعطيه جلسه ويا سمية الجابر واهي بتفهمه مضمونه سمية؟
مساعد: خير عيل.. انت كمل كل شي وانا لي شفت ان الوضع استقر بحدد لك موعد وياه ان صار جانس عشان نوقع على التوكيل..
سالم وهو يقف: يصير خير ان شاللله... يالله بخليك الحين
مساعد: اوكي...
يذهب سالم ويقف مرة اخرى عند الباب: تعال ما قلت لي..
مساعد: شنو؟؟
سالم: شخبارهم اهل عبدالله الياسي؟؟؟ شخبارهم من بعد المرحوم؟

هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى.. لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته...

بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالاوراق التي امامه: ابخير الحمد لله.. بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية منتهية
سالم: وفلوس البعثة؟
مساعد وهو يرفع راسه متضايقا: انا مالي شغل تبي تسال روح لام ناصر ( نجاه) واهي تعلمك بكل شي
بنبرة فكاهيه: مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي.. لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه .. اسفين حقك علينا
مساعد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة .. اصلا اليوم بكبره مو ماشي تمام.. الفكر مشغول.. والشغل ما يتوقف..
سالم وهو يبتسم بخبث: ليمن الفكر ينشغل.. بشي غير الشغل.. وبحاله الاستاذ مساعد الدخيلي.. هذا شي جايد.. روح اطبيب خله يفحصك يمكن شي ماشي..
مساعد: الحمد لله ماكو شي شويه تعب..
سالم وهو يخرج: يبيلك تبدل البطاريات..
مساعد: ههههههههههههههههههههههههههه

غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل.. ما بالك يا فاتن لم انتي في بالي منذ الصباح. ابك شي؟؟ لابد وانك تشكين من شي؟؟ والا .. لما تطرين هكذا ولا تجعليني ارتاح؟؟

بالفعل.. في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان. حتى جراح نفسه احس لها.. ولكن.. شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته الذي يقلق حاله.. فمنذ احس بتلك المشاعر الموجه منه لاخته لم تنعم عينيه بالراحة.. لا بل لم يتهنى بنومه كعادته.. بقي ساهرا معظم الوقت وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن..

طبعا هو يفهم شعور اخته ولا يستطيع ان يشك بها لان تصرفات فاتن كانت على وجهة واحدة.. دائمة الشجار مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه وهذا شي معروف منذ كانو صغار.. لكن... خالد... كيف اتت في باله فكرة ان يقع في غرام فاتن.. لا اريد ان اظلمه ولكن... يبدو مغرما بها.. انا رجل واعرف كيف يبدو الرجل عندما يكون مغرما...
كالابله المبهت دائم النظر في الفراغ.. كحالتي عندما احببت مريم.. او عندما بدأت تتغلغل في عروقي كالدم..

ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم.. او متى فهم على تلك المشاعر..
كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر.. كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير لا تستطيع ان تغادر بقعة من غير توأم روحها مريم.. عرفن مذ كن صغارا بـأنهن الزوج الذي لا ينفصل...
كانت مريم مشاغبة ورعناء لا تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان..
كان هو جالسا بالامام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن.. وامي مع خالتي عزيزة والباقون في السيارة..

لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر الا بالالفة وحب العراك والمشاجرة.. كانت تبدو رائعة عندما تغضب وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب.. واجمل ما فيها هو حجابها الذي يخونها وتزحف الخصلات منه هاربه الى الهواء الطلق.. فكم من المرات التي سحب حجابها الى الامام اشارة على انه خارج.. وتغضب هي وهي ترجعه للخلف وتتشاجر معه..

في السيارة كانت متحدثة شرهة.. لا تسكت.. لا بل لا تاخذ فرصة للتنفس.. وابو جراح رحمه الله عليه يفرح لهذه النهمة في الكلام..

مريم: زين فتون.. جان الا اقول للؤيي ياخذ السيارة من ابوي ويسوقها.. الغبي الدقم ما ساقها مثل ما قلت له لاني شفت سعوودي (مساعد) شلون يسوقها وتعرفين لؤي غبي ما يفهم..
فاتن وهي تمضغ السكاكر بشراهه: زين وبعدين؟؟
مريم: عطيني زين حلاو مو بس انتي تاكلين
فاتن: هاج.. كملي زين
تكمل وهي تمضع: جان الا يشغل السيارة عكس ما قلت له ويحطه على الرويس وسيييييييييييييييييييييو يرد على ورى بالكراج..
فاتن: واقردي واقردي شصار بعدين؟
مريم : ماصار شي بس ... اه.. تعبت وانا اتحجى.. قوليلي انتي شسويتي يوم رحتي بيت سميه..
فاتن بحزن: تمللت بلياج سميوو تمت تتخقق بلاعبها ومادري شنو.. مع اني ماحبهم بس كريه جذي
مريم بقرف: اصلا يسميو ماحبها. دومها تاكل الكاكاو اللي اييبه لج.. ادري فيج تحبينه
فاتن: أي والله احبه مريووم ييبي من يوم وايح ثلاثه لج ولي ولسميوو عشان ما تاخذ مالي
مريم: لا عيوني ما ني يايبهه ومن يوم السبت اوريج فيها .. زين خليني اقوللج سالفة ال...
جراح بقله اعصاب: بس خلاص بس والله حرام عليج حرام عليج.. برايه انتي برايه.. قطايه ما تسكتين.. لو قلم خلص... لو يوم كمل.. ولا تخلص سوالفج..
مريم: هو شدعوة انت شكو فيني خلني اسولف مثل مابي..
جراح يلتفت لهم: بس خلاص.. خلاص مريم انتي شفيج والله قسم بالله راديوو خربان على اذاعة وحده.. لا والله مو اذاعة وحده الف اذاعة
مريم: كيفي بسولف.. عمي شوفه
بو جراح: جراح يبا اركد عن البنيه خلها تطلع اللي فيها
جراح وهو مندهش: اللي فيها.. يبا هذي مافيها شي. فيها ان مخها منحوس شوي ومافيها شدة تطم هالحلج
مريم وفاتن : كيفنا نبي انتحجى كيفنا
سماهر: سكتو انزين شوي والله راسنا دوشنا منكم
مريم: وييييييييييييي طاع هذي شتقول.. لو سمحتي لا تتدخلين ويا هالجشمة لا تطيح عيونج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههه كفج مريوووووم
جراح: تدرين ان ماسكتي الحين شبسوي فيج
تثير اعصابه : شبتسوي ها.. شبتسيوي.. بتقص لساني
جراح: بقصه لج وبعلقه على رقبتج.. ولا بقطه للقطاو تاكله
تخرج لسانها: امممممممممم امممممممممممممممم ما تقدر امممممم امممممممم فتون قهريه
فاتن الاخرى تخرج لسانها: امممممممممم امممممممممم
بقله اعصاب: بس جااااااااااااااب.. سكتوو... يبا شوفهم
بو جراح: بسكم يا بنيات والله دوشتوونا سكتو شوي خلوني اركز على الدرب
مريم: عمي شوفه قوله لا يتحرش عيب يتحرش ف البنات..

ابو جراح: بس خلاص والله ان ما سكتو لا رد من محل ما ييت واكنسل هالطلعة.. شقولك يابو محمد..
جراح وهو يبلع القهر : ان شاء الله يبا.. بس انت بعد قول لهم
يقطعه بو جراح: مريم وفاتن سكتو لا حذفكم من الدريشة الحين
مريم وفاتن تصرخان في نفس الوقت: حااااااااااااااااااضر عمي \ يبااااااا

ويخنق جراح نفسه بيده قهرا من تلك المشاغبة التي تقبغ خلفه.. ولكن.. وراك والزمن طويل يا ام لسان طويل..

وانتظر حتى يحطون في تلك البقعة عند احد الشجيرات ليلعبو براحتهم.. عبد العزيز وايمن ذهبو حيثما ذهبو.. خالد ظل مع جراح الذي كان ينتظر باقي صحابه لياتو.. وبقولي اصحابه فهم لؤي وبدر اخ سماهر.. وكل لحظه والثانية تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين عند احد البقع وهما تتكلمان.. يا ربي.. ما بالها مريم .. الا تشبع من الكلام؟؟ الا تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها.. وبدأ يدقق في ملامحها ..
واذا به .. يتصرف بما يراه في وجهها..
يبتسم عندما تبتسم..
تحير.. عندما تبدو علامات الانصدام على وجهها والاستغراب
يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم..
وفجاة.. داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة.. وسيل جارف من الكلمات الجميلة التي لا يستطيع ان يوقف سيلانها.. فتراجع مبتعدا عنهما.. وهو يولي ظهره ويحرك الحجارة برجله..

ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه.. ليجد مريم تنظر اليه بغرابة.. وبعينيها نظرة شابت في قلبه كالنار.. كانت نظرة.. لم يلقى مثلها قبلا.. كان في سن المراهقه نعم.. والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه الاول.. لكن مثل تلك النظرات.. كانت جديدة عليه.. فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في عينيها اكثر.. وغادر عنها..

وعند موعد الغداء.. بقيت تلك الشقية تتحدث بلا ملل ولا كلل.. وكانو صحابه قد وصلو.. وخالد المزعج لا يتوقف عن ازعاج فاتن.. اما برشقها بالحجارة من اعلى تلك الشجرة وهي تمتعض منه عند ابيه.. او من حركات سخيفة يقوم بها بملامحه.. كان مقرفا بتلك المرحلة.. مثيرا للاعصاب ومرهقا.. لا يكل ولا يمل .. مثله كمثل مريم.. لا يتعبان .. ويتعبان من حولهما...

عادت تلك الافكار التي اسماها بال"سخيفة" في باله عندما نظر الى مريم وهي تضحك وفمها الجميل يتوسع بشكل جاذب.. وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه النحيل انذاك.. ما باله قلبي يدق هكذا.. لا بد واني مريض.. لابد واني عليل بشي.. لربما زكام او انفلونزا.. لكن.. حرارة غريبة تسري فيي.. لا بد واني مريض.. متاكد من هذا..

ومع تلك الضحكات والحكايات التي لا تنتهي اصابه الضجر.. لا بل التوتر القاتل.. فبصوت مريم وضحكاتها وتلك الدقات فقد كل ما يستطيع ان يتمسك به...
جراح: بس خلاااااااااااص ما تملين انتي
مريم بصدمة وهي تفتح تلك العينين الواسعتين: بسم الله الرحمن الرحيم
جراح: قسم بالله ان ماسكتي لاوكلج هالجوتي الحين.. ما تسكتين.. نعنبو بالعة راديو انتي.. بالعة راديو.. الناس تبي ترتاح
ام جراح: يما جراح خل البنيه
بو جراح: ولا خلاها حتى في السيارة يناجرها
جراح: يبا ما خلت لنا حال نبي نتكلم نبي هدوء نبي شي ابد ماكو.. شاردة عنج فتون.. مو كل يوم انتي وياها وسوالف اربع وعشرين ساعة
مريم: انت شحارك يعني شحارك.. تبينا انسولف وياك مانبي غصب اهو
جراح: شنو.. تكفين عيدي؟؟ ابيكم تسولفون وياي؟؟ شقالولج بايع عمري انا اقعد اسمع سوالفج البطالة اربع وعشرين ساعة
لؤي: ههههههههههههههيو عندك اياها جراح والله انا صايبني صمم ماسمع منها
بو جراح: لؤي اختك هذي عيب
لؤي: هالا عمي قلت شي.. (يلتفت لجراح وهو يغمز) ها ماقلت لك صمم..
يسحب ابو جراح اذنه: الحين شرايك تسمع
لؤي: ااااااااي أي اسمع اسمع عمي والله الذبذات عاليه وقسم بالله.. اسمعك لو كنت بعيد

يترك اذنه ليجعله مضحكة الكل.. الا جراح التي لم تفارق عيناه مريم الغاضبة.. كانت تبدو حامية.. وكانها على وشك ان ترميه ارضها وتصفعه الى ان يسكت عنها..

بو جراح: يبا مريم بسج خلاص من السوالف.. عندج فتون كل يوم وانتي كل ما مليتي وكان في خاطرج اتسولفين.. سولفي وياها.. ما بتطير منج
مريم وهي تدنو الى عمها بدلال اغضب جراح اكثر: عمي انت تعرف غلاه فتون عندي ماقدر ما اسولف وياها يحن العررررج والله
فتون: يبا انا احب سوالف مريوم.. شوف جراح اهو اللي يتحرش فينا جنه مو شايف خير
جراح مو شايف خير؟؟ خير وين ان شاء الله؟
مريم بدلال: اكيد. .ِشايف لك بنات يطيحون الطير من السما.. ومو قادر تسيطر على مشاعرك
جراح: ههههههههههههههههههههههههههههاي ضحكتيني والله ضحكتيني.. أي بنات اللي تتكلمين عنهم؟؟ جان فتون أي.. هذي بنيه.. لكن انتي.. حشى والله علي
هههههههههههههههههههههههههه
ويرمي براسه في حجر امه.. ومريم تبدو غاضبه لكنها ردت عليه بغرور: يحصل لك انت اول شي بنيه مثلي.. صح عمي... ؟؟
وتخرج لسانها له..
وهو بلا مبالاه: انا اصلا لو ييت ابي احب بنت ماحب بنت مثلج.. شوارب وحواجب صف جنهم كبت.. هههههههههههههههههههه
مريم باحراج: اصلا مافني شوارب.. وقص في لسان اللي قال لك
لؤي وهو يقف بعيدا: ما عليك منها جراح.. قبل جم يوم قايلة لنورة تشيله لها..
جراح: اووووووووووووووووه زين زين.. موس ولا خيط؟ ههههههههههههههههههه
مريم: سخيفين.. وانت لؤي عن الجذب... (بخوف تلتفت الى فاتن) فتون فيني شوارب؟؟
فاتن: لا حبيبتي مافيج.. اقولج قومي وياي عن هالسخيفين..
جراح: أي خذيها بعيد.. شوفي جان فيها لحية.. لا لا مريم طلعتي مغشوشة.. صبي ولا ندري ههههههههههههههههههه
ام جراح: بسك يما
جراح: يما ارجوج.. من يوم ورايح ابيج تلبسين حجاب على مريم.. اخاف تطلع صبي وتطالعج ومو زين
مريم: سخيف تراك... خالتي شوفيه
جراح: لا لا لو سمحت.. يا اخوي العزيز ما نبي أي كلام مع حريمنا.. غيرة في دمنا يا الشيخ
مريم: قسم بالله بتندم يا جراح ... يالسخيف يالمليق
جراح: لو سمحت.. خل عنك الفاظ البنات تراك مكشوووف..
بو جراح: بسك يا جراح
مريم والدموع تتلألأ بعينيها.. سخيف لكن.... اوريك... ان طلعت معاكم مرة ثانية.. هين يا جراحووو يالسخيف..
جراح يراقبها وهو يستمتع بتلك الملامح التي تدفعه الى الجنون: اوه كاهو الشارب ظهر.. هييييييييي حيوو بو الشباب..
ترفع مريم ذراعها الى عينيها باكيه ومغادرة تلك الجماعة وفاتن تلحقها..
فاتن: مريوووم تعالي ما عليج منه
جراح يضحك بحجر امه المتلومة على الفتاة..
ام جراح: يمه جراح عيب عليك هذي مثل اختك
جراح: انا ما عندي الا اختين.. جان اخوي ما عليه ههههههههههههههههههههه
لؤي: كفك جراح ههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو جراح: صج انكم ميهل وما تستحون على ويهكم.. جذي تبجي البنت.. عنبوووك ثرك سودت ويهنا جدام الناس.. البنت يايه تستانس وانت منغص عليها معيشتها
جراح : يبا والله صدعتنا قسم بالله لكن انت شوف ان تحجت الحين لا حلق لك هالشوارب.. والله ما يسوى علينا هالطلعة نبي انتنشور شوي لكن ابد مستحيل وياها.. ما تخلي الواحد يتنفسسسسسسسسسس من سوالفها البطالية
ام جراح: قوم روح استسمح منها وطيب بخاطرها..
جراح وهو يهب واقفا: مو رايح.. شبتسوون يعني.. قوم لؤي القعده هني ما تطيب الخاطر..
ام جراح تهز راسها وابو جراح يلومها: كله منج ومن دلالج له.. شوفيه الحين.. لومنا في بنت الناس واحنا اللي قايلين لهم اننا بنونسها.. كاهو سود ويهنا وكله بسبتج
ام جراح: هاو يابو جراح انا شكو.. ولدك دمه حار ودايم يثور وياها.. ترى اخوها كان قاعد واهو الثاني يعذبها مو بس ولدي..
بو جراح :بس هذاك اخوها يعني عادي .. والله انه فشلنا.. لا والله ان ما راح يراضيها لا ما يهنى له عيش..
ام جراح: الله يهداك بس...

وظلت مريم تبكي وفاتن تمسح عليها وتهدئها.. انجرحت بحق من كلمات ذلك الارعن.. لم هو هكذا.. يضع العداء لها.. ويسقيها من كلماته اللاذعة.. لم يحدث يوما وان تقدم لها بكلمات تطيب خاطرها..

بوقت الغداء لم تتقدم مريم لتاكل.. بقيت خارج تلك الدائرة.. وجراح ياكل بلا أي احساس.. وابو جراح لم يمد يديه وهو ينظر الى ابنه عديم الاحساس.. فبعد ما فعله فهو لم يتحرك ويتقدم للفتاة ليتعذر بل بقي ياكل كمن لا يتقدمه شيئا ولا يتخلف عنه..
بو جراح ببرود ولكن اعصابه كانت تغلي: يعني ما بتروح تستسمح من البنت وتطيب بخاطرها..؟؟
جراح بعدم اهتمام: أي بنت؟
بو جراح: مريم من غيرها.. حتى اختك من كثر ما ابنت زعلانه عافت الاكل... وانت قاعد لي هني تهف الاولي والتالي
ام جراح:بو جراح
بو جراح: سكتي انتي .. لا تتكلمين.. قوم.. قوم روح للبنت واعتذر منها وما ترد الا وياها
جراح بصدمة: شنو؟؟
لؤي: لا يكون انت الثاني منطرم..
بو جراح: لؤي
اخفض الثاني عينيه وجراح لم يتكلم وهو يعقد حاجبيه
بو جراح: قوم روح لها..
جراح: انا مو مسئول عنها.. عندها اخوها اللي يطيب خاطرها
بو جراح: وانت بعد بحسبه اخوها.. روح لها وحاجها.. وبيضها يا جراح..
جراح يكاد ينفذ اللهيب من انفه غضبا.. لم عليه ان يذهب لها.. هي من ازعجته بتلك المرمرة التي لم تتوقف للحظه.. لم علي ان اذهب لها واطيب خاطرها...
وهو مجبرا رد على ابيه: ان شاء الله..
قام من على السفرة وهو ينتظر لؤي ان يقوم معه
جراح: قوم يالبطين...
لؤي: انا شكووو اق
قاطعه بو جراح: قوم ويااااااه
لؤي من غير اعتراض: ان شاء الله عمي..
بو جراح بعد مغادرتهم يكلم ام جراح: جذي لازم الرياييل يتعاملون.. مو يسوون اللي بكيفهم...
ام جراح بدلال ولوم جميل: وانا شكووو يا بو جراح تقول لي هالحجي ..
يتمثل بدلالها: وانا شكو يا بو جراح تقول لي هالحجي... انتي.. انتي سبب كل شي في هالدنيا
عزيز: طووووووووووووووووووط ليت حمر ابوي بدى يتغزل.. واااااااااااااااو
بو جراح : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله عليك خلنا انتنفس اول..

كان جراح يجر نفسه وهو ينتظر لؤي الذي يمشي بخفة.. وكل حين يقف وهو ينتظره والاخر يتمختر بخطواته.. يأشر جراح اليه بالقدوم ولكنه يابي.. الى ان ذهب اليه وجره من ياقه قميصه الى اين تجلسان الفتاتان وكانت هناك... توقف جراح قليلا ولكنه عاود المسير وهو متصلب.. سيتعذر ويغادر.. قبلت قبلت.. لم تقبل... لتشرب من ماء البحر.. ماهمني انا.. الا يكفيها اني جئت اليها لاعتذر غصبا عني.. مدللة كريهة..

كانت فاتن تتلفت يمنة ويسرة عن منظر مريم الحزين.. تعرف مدى غلاء اخيها في قلبها.. وان يجرحها فهذا مسببات الكوارث العظمى.. قد لا تتوقف الان عن البكاء.. وقد لا تنسى هذا الموقف ابدا.. وقد .. وقد.. وقد.. يعتمد على مزاجية مريم... فهي ان احبت احبت بعنف.. وان ضاقت نفسها من شي.. يا ويل سبب ضيقها..

وعندما اقترب جراح ابتسمت له فاتن لا اراديا.. فهي تحب اخاها.. ولا تستطيع ان تراه يجر نفسه هكذا لفتاة.. فهو مراهق وبمرحلة الاعتداد بنفسه.. ولكنه يظل طيبا ويكن لمريم المشاعر الطيبة.. فهي وان كانت ماذا.. تظل اخته الصغيرة...
تقدم جراح لهن وهو حرج من نفسه....
ينادي على مريم بصوت خافت... ولكنها سمعته..
جراح: مريم....

لم تلتفت وانما انزلت يدها التي كانت على خدها.. والقت بنظرها الى حجرها الخالي..

جراح: انا ... اسف مريم ( وهو يحرك الحصى من تحت رجله وعينيه لازقة بالارض) ما كان قصدي اقول لج ... الي قلته بس.. انا كنت اتغشمر... واذا انتي ما تحملين غشمرة خلاص.. ما نتغشمر معاج...

يعتذر.. ويرجع الى الغرور هذا.. لكم اكرهه.. لكن لن اسكت عنه هذه المرة
وقفت مريم في وجهه وهي مكفهرة.. لن تتحمل التفاهات منه بعد الان..

مريم: انا لا محتاجة لاعتذارك ولا لغشمرتك البايخة الثجيلة.. من يوم ورايح .. (ترسم بيديها حدا في الهوا) هذا الحد بيني وبينك.. ان تجاوزته يا ويلك وياي يا جراح... سامعني...؟؟

لم تكن تصرخ ولا شي.. وانما لهجتها كانت ثقيلة على قلبه كالمنزل المنهدم.. لا يعرف لما احس انه فقد شيئا غاليا بذلك اليوم.. نعم.. لقد فقد.. فقد كلام مريم معه.. فهي منذ تلك المناسبة لم تتكلم معه الا بالضروريات.. ولم تكن تجلس معهم اكثر.. وهو كان كثير الانشغال بالاصدقاء والجولات مع الرفاق وكل هذا... ومرت السنين وهم بقو على حالهم.. بعيدين... ولكن.. عاشقين...

يا ترى يا مريم... هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو.. هل تحبيني كما احببتك... احس بحبك لي.. ولكن... تظل الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي... قد لا تحبيني ولكن.. انا احبك.. وهذا ما يبرر سبب استمرار الحياة حتى الان..
( يا ويل قلبي من جراح )
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 25-07-2006, 02:44 AM   #24
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت


الفصل الثاني
========
توقفت خطى خالد عند باب منزل خالته.. صمم وعقد رأيه بالتكلم مع فاتن عن ما يجول بخاطره منذ فترة ليست بالقصيرة... هذه مسألة عمر طويل.. منذ كان صغيرا.. اليوم هو يوم التحول في حياة خالد.. لابد وان يخرج من منزل خالته وهو فائزا بقلب ابنة خالته..

تقدم ناحية المنزل وهو يفرك يديه فرحا.. لا بل توترا.. فما سيقوله كبيرا جدا في حياته.. لا يعرف ماذا ستكون ردة فعل فاتن.. قد تصدم.. قد.. تدهش.. لكن.. ستوافق.. اعرف أنها ستوافق.. لن ترفضني.. لا شي يجعلها ترفضه.. كيف ترفضه وهو الرجل الوحيد الذي رأته بحياتها..

بالصدفة كانت فاتن تنزل من على الدرج وهي تبحث عن أمها..

فاتن: يمـــا.. يمـــا
تلبي الأم النداء وهي داخل المطبخ: هلا يمــة
دخلت لها فاتن المطبخ: يمه عندي كوارتين مادري وين آخذهم.. الدار ضويجة وما اعرف وين احطهم.؟؟
ام جراح وهي تفكر: روحي الكاراج يمكن في سعة هناك..
فاتن وهي تعقد حاجبيها: اخاف يختربون هناك؟؟
ام جراح تمسح يديها في المنشفة وتتحرك من مكانها: انا قايلة لاخوج يحرك لي هالكبت ابي اكنسله ما احتاجه.. بس ييبي الكارتون عشان تحطينه فوقه.. ما بياثر..

فاتن تنظر الى الكبت الذي تشير اليه امها.. لابد وانه سيسقط من كثر الاغراض التي تحتويه..

وهي تتشكك: تهقين..
ام جراح وهي تبتسم: وينهم الكوارتين؟
فاتن: الحيين بييبههم..

انطلقت فاتن خارج المطبخ وهي تسرع بخطاها.. الا والباب يدق.. لابد وانه خالد ابن خالتي.. غطت راسها بالغطاء الذي على رقبتها وفتحت الباب.. بالفعل.. كان هو...

فاتن وهي تتصنع الظيق: اووووووووه من صباح الله خير عندنا
خالد الذي كان مبتسما تجهمت قسماته منها: عنبوووووو غيرج انتي ما تخيلين.؟. الناس تسلم وانتي تاخذني بشراع وميداف؟؟؟
فاتن: ههههههههههههههههههه كيفي.. يالله ادخل وسكر الباب وراك..

وتذهب عنه..
اين ذهبت لكن؟..
ولكنه لم يكترث.. سترجع.. وسأقول لها.. وسأنهي هذا الصراع..

تحرك من مكانه وذهب الى المطبخ حيث كانت خالته.. تطبخ كما يبدو.. لا يعرف لم بدأ قلبه يدق دقات عنيفة تكاد ان تهز اركان المنزل معه.. يارب.. صبرني حتى وقت الكلام..

توقف جراح منذ قليل عند شركة الوفا للمحاماة واندهش عندما رأى كبرها وفخامة مبناها.. لا يمكن ان تكون شركة واحدة.. قد تتعدد بها الشركات.. هذا هو المنطق.. لكن.. لاذهب واتكلم مع مساعد.. وهكذا يمكنني ان التقي في نجاه الدلاهمي واستفسر منها بشكل اوسع.. على الرغم من انه قال لمساعد انه يريد فاتن من تتكلم معها الا انه يريد ان تكون حجته قوية مع اخته عندما يكلمها عن هذا الموضوع بحيث ان مقابلتها مع نجاه لن تكون ذات الاهمية..

تقدم الى مركز الاستعلامات وصدق بقوله.. ليس كل البناية لشركة المحاماة.. بل الشركة تقبع في الطابق الرابع..
وتحرك من مكانه وهو يتجه الى هناك.. ركب المصعد وهو يضغط الزر وعينيه تتجولان بلا أي هدف الى ان اغلق الباب وصوت فتاة يجذب الضجيج الى المكان...
الفتــــاة: وقفوو المصعد...
وتحركت يده تلقائيا الى الزر الذي يفتح الباب... ودخلت تلك الفتاة وهي تلهث..
الفتاة: شكرررا...
جراح: أي طابق؟
الفتاة: الرابع.. لو سمحت
جراح: ان شاء الله...
وضغط على الزر .. واغلق باب المصعد.. وجراح لم يلتفت الى الفتاة التي دخلت مذ قليل..
الاخرى كانت تهندم في لبسها وشعرها الحريري المنساب على كتفيها بدلال.. كانت جميلة وانيقة لدرجة فظيعة.. لكن ما ازعج جراح هو رائحتها.. فالعطور تفوح منها بشكل شره ومزعج.. اما عيناه فلم تجولا عليها ابدا..
ورائه كانت المرآة كبيرة والتفتت الفتاة لها لكي تهندم نفسها بشكل افضل.. وهنا.. التقت عيناها بذلك الوجه..
احست بالارتباك وهي ترتب نفسها امامه.. وهو جامد هكذا وكانها غير موجودة.. واستدارت للامام من غير ان تحدث أي ضجة.. فتح باب المصعد.. ودخل عدد من الناس.. واغلق الباب... وفتح مرة اخرى.. وخرج افراد ودخلو افراد.. وهو مازال معها.. لابد وان محطته هي الطابق الرابع..

وعندما وصل المصعد الى الطابق.. ضغط جراح على زر الفتح وانتظرها الى ان خرجت...
الفتاة وهي تخرج مبتسمة: شكرا..
جراح من غير ان يرفع عينيه: العفوووو..

خرجت الفتاة وهي مستغربة منه.. وهو يتبعها.. الا ان خطواته الرشيقة كانت اسرع منها وتجاوزها في ذلك الممر الظيق واختفى عن بصرها... لاول مرة بحياتها.. لا تلقى نظرات الاعجاب التي كانت تتجول عليها كل ما قبعت في مكان... غريب امر هذا الرجل.. لابد وانه ملتزم... ما احلاك ايها الملتزم .. ضحكت بينها وبين نفسها وتوجهت الى الممر المعاكس للذي توجه فيه جراح...
جراح كان يدقق بالأسماء عل كل غرفة.. لم يصل الى اسم مساعد الى الان.. لابد وان يسال احد الموظفين..

جراح: لو سمحت الاخو..
الموظف: هلا اخوي..
جراح: هلا فيك بس.. وين يصير مكتب مساعد الدخيلي؟
الموظف يشير الى الخارج: بعد امش سيدة واول لفه على اليسار.. مكتبه في ممر صغير شوي..
جراح: مشكور الشيخ..
الموظف: ولو...

وتحرك جراح من مكانه على توجيهات الموظف.. ووجد المكتب.. ممره ضيق فعلا.. كيف تمر به جثة مساعد..
اطل من النافذه الصغيرة ورأى مساعد جالسا على المكتب وهو يقرأ في الاوراق التي امامة.. وطرق الباب..
التفت مساعد له وتتوج وجه بابتسامة مشرقة وكانه كان ينتظر قدومه.. وتحرك من مكانه ليفتح له الباب
جراح وهو يبتسم: السلام عليكم
مساعد: وعليكم السلام يا هلا والله.. شرف المكتب والله..
جراح باحراج: بوجودك.. السموحه عاد يايك لعند مكتبك
مساعد: افا عليك يا بو محمد جيتك تسوى الدنيا ومافيها.. حياك الله اقلط ..
جراح: الله يبقيك..
مساعد وهو يجلس قبالته عند الكرسيين المتقابلين: كيف حالك
جراح: يجمل حالك الشيخ وانت شخبارك؟
مساعد: على حطه يدك.. زين عاد اليوم انت عندي في المكتب وانا اللي بغيتك اتيني من زمان..
جراح: ليش في شي؟؟
مساعد: لا بس انا كنت ابيك تقعد ويا نجاه الدلاهمي عشان اتكلم وياها اكثر عن الموضوع.. مع انك رفضت لكن انا كنت ابي هالشي يكون عشان تكون حجتك اقوى عند اختك ليمن تفتح وياها الموضوع..
جراح وهو يضحك: والله انك قاري افكاري.. توووني قاعد افكر في هالشي.. ومن جذي انا ييت عندك هني بلا موعد ولا شي..
مساعد:لا افا عليك المكتب مكتبك حياك الله في أي وقت.. ها شنو تشرب؟؟ جاي ولا قهوة؟؟ ولا عصير؟
جراح بحياء: لا الله يكثر جميلك يايك وانا متريق
مساعد :يالله عاد خلنا نسنعك بجاي محترم جذي...
جراح: اللي تشوفه..

بعد فترة

جراح: مثل ما قلت لك انا اليوم يايك هني ابي اتكلم ويا الاخت نجاة المسئولة وابيها بعد تفهمني بالسالفة اكثر عشان الليلة انا مقرر اني افتح الموضوع لامي ومن بعدها اختي..
كان مساعد يحترق مكانه يحاول ان يعرض زيارته لهم.. لكن: خير ما تسوي.. وعن موعد الوصية؟؟ ما حددت ويا بيتكم
جراح: ان شاء الله باجر الصبح ارد عليك خبر.. الليلة بتكلم ويا الوالدة وبرد عليك خبر اول باول..
مساعد: خير ما تسوي..

تثاقلت امور مساعد في داخله.. لا توجد فرصة سانحة لكي يزورهم في منزلهم الا بموعد الوصية.. هكذا افضل.. فلابد وان الصغيرة ترتقب زيارتي لمنزلهم.. لا اريدها ان تكون مستعدة لي.. اريدها ان تندهش.. وتنصدم... وتحتار..

مساعد: اذا خلصت نقدر نروح لمكتب ام ناصر ..
جراح يهب بالوقوف: خلصت من زمان
مساعد: يالله عيل..

توجه مساعد بتلك الهيبة الكبيرة امام الموظفين يتبعه جراح الذي بدى صغيرا امامه.. لم يكن مساعدا بالضخم او السمين.. لكن هيبته كانت مفروضة على الكل.. وقوة جسده بالغة الاثر في تلك الهيبة..

في مكتب المسئول عن هذه الشركة.. يقبع ابو زياد..هشام الكِندي رغم كبر سنه الا ان هذا غير واضح او جلي عليه.. فقوته وحدة ذكائه تغلب على سنه الكبير.. كان محاميا مشهورا انذاك.. توظف بالعديد من الشركات المرموقة ووكل باشهر القضايا.. وعندما اراد ان يرتاح.. انشأ هذه الشركة الصغيرة انما المثمرة.. وجمع فيها كادر محترما من الموظفين الكفوئين امثال مساعد..

كان كبيرا في السن .. تزوج وهو بسن متقدمة.. وانجب من زوجته الحالية ولد وفتاتان.. احدى الفتيات تزوجت من رجل اعمال وغادرت معه البلاد الى بلاد اخرى.. وابنه يدرس في احدى جامعات اميركا المرموقة.. وبقيت له ابنه واحده تعتبر حبل وريد ابيها.. فهو لا يطيق بعادها وهي كذلك..
في ذلك الوقت كانت هي جالسة معه في مكتبه تسامره.. اسمها غزلان .. وكانت كالغزال من جمالها البليغ.. توصفت بملامح امها الجميلة وبعيني ابيها اللامعتين الحادتين.. الا ان رقتها كانت متفردة بنوعها لا يشابها احد فيها..

غزلان: يبااا متى بتطلع من هني
الاب وهو يكتب في الاوراق: يبا توه الدوام بادي يعني توها الساعه 11
غزلان: خلنا نروح البيت يبا شلك بالشغل والله لازم ترتاح انت هني
هشام بابتسامة: يابوج ان انا خليت شغل المكتب من له؟ لا تنسين انا المسئول هني
غزلان: خل لك موظف بدالك.. انت يبيلك ترتاح يبا.. شرايك.. نسافر باجي الصيف أي منطقة تبيها؟
يترك هشام ما بيده ويلتفت لها: انتي فاضية يبا؟
تهز راسها المسكينة باستسلام: وايد وايد يبا.. من زود الملل مادري شسوي؟
هشام: زين روحي بيت يدتج سلمي عليها دومها متولهة عليج..
غزلان: رحت لها لكن مو هناك.. في بيت خالتي سلوى..
هشام: روحي بيت خالتج سلوى.. روحي شوفي بنت خالتج وسامريها مسكينة تلاقينها ملانه مثلج
غزلان وهي تغوص في الكرسي: بروحها تملل يبا.. صغيرة وانا ما أحب ارافج البنات الصغار..
هشام: ههههههههه والله تحيرنا معاج.. يعني الا انا الحين يعني؟
غزلان تبتسم: أي انت.. اصلا انت لازم تحس على دمك وتعرف اني مغرمة فيك ولازم لازم تطيب بخاطري الحين
هشام: والله يا بنتي مادري شقول لج.. زين وين تبينا انسافر
غزلان: أي مكان اهم شي نطلع من بره الكويت...
هشام: نروح جنوب افريقيا؟
غزلان بنظرة غبية: يبا يعني نطلع بره الكويت ماله داعي نروح هالاماكن اللي مانفهم لهم.. خلنا نروح لبنان... اليونان.. تركيا..
هشام: بس انا ودي في جنوب افريقيا
غزلان: مابي اركب على فيل لا تحط هالشي في بالك
بو زياد: ههههههههههههههه من قال انج بتركبين على فيل الحين
غزلان: ههههههههههههههههههههههههه يالله يبا عاد شقلت.. نروح تركيا؟
هشام: والله انا ما عندي مانع يابوج.. شاوري امج وردي علي خبر..
غزلان: زين يالله الحين اعزمني على الريوق
هشام: بسسسسسسج يا بنتي.. ردي البيت احسن لج وقعدي ويا امج تراها اهي بروحها بعد
غزلان بدلال: افا .. تطردني يا بو زياد.. الله يسامحك..
وتهب واقفة..
غزلان: لكن ستندم على هذه العملة يا بو زياد..
هشام: يالله حبوبه ديري بالج على نفسج وهالله هالله في الشارع..
غزلان: افا عليك يبا راعيتها انا... تامرني بشي؟
هشام: تحملي في روحج وبس..
غزلان: بس.. افا عليك.. من العين هذي قبل العين هذي..
والتفتت قبل خروجها: يبا..
الاب من غير ان ينظر اليها: هلا يبا...
فكرت بذلك الشاب الذي راته بالمصعد.. تريد ان تعرف.. هل هو يعمل هنا؟؟: يبا.. انت موظف احد هالايام؟؟
التفتت اليها ابيها وهو يعقد حاجبيه: على ماذكر لا.. ليش؟؟
غزلان: لا يبا ولا شي بس.. انا شفت واحد هني اليوم اول مرة اشوفه قلت يمكن موظف عندكم..
ابتسم ابو زياد: يابوج يمكن موكل ولا هالشغلات مو لازم كل اللي هني موظفين..
غزلان بسرحان: هاااااا...اوكي يبا.. تامرني بشي.. أي صج.. ادير بالي على حالي.. اوكيك يالله تشاااو يبا..
هشام: يقولون في امان الله
تقف غزلان بادب امام ابيها: في امان الله يا ابتااااه
هشام: ههههههههه في حفظه ورعايته..

وعلى هذا غادرت الاميرة الجميلة من مكتب ابيها وهي تتمايل بخطواتها.. كانت تبتسم لكل الموظفات فكلهن على معرفة بها.. لكثرة ترددها على ابيها وزياراتها التي لا تنقطع..

على كل هذا فغزلان لا تدرس المحاماة كما تمنى ابيها ان تفعل.. هي تدرس الادب الانجليزي وتخصصها هو الترجمة.. تحب هذا المجال كثيرا.. وتلقى نفسها به اكثر.. كانت حججها قوية وغير مشكوك بها.. تعلمت هذا من ابيها المحنك.. ولكنها استغلت هذه الميزة باشياء كثيرة.. الا ان الطيش وتصرفات الاطفال لم تفارقها.. ولازمتها ميول الشباب الفاشلة وان كانت هي التي تمتلك العقل الكبير..
عندما خرجت من الطابق متوجهة الى الاسفل تصادفت مع ذلك الشاب الذي رأته قبل قليل.. هل هو متفق معي.. يصعد معي وينزل معي.. يا لهذه الصدف
كان لقاء جراح مع نجاه الدلاهمي قصيرا جدا فهي كانت منشغلة قليلا وما شرحته له كان جيدا والاوراق التي اعطته اياه كانت افضل من أي شي.. وهكذا هو مستعد لان يتكلم مع امه هذا المساء وبالغد... يحلها الف حلال..
وعندما كان سيدخل المصعد ناداه احدهم فرجع اليه..
ياااااااااااا للخسارة
وهاهو المصعد يغلق بابه.. الا ان غزلان امسكت بالزر الذي يفتح الباب بلا أي تفكير.. تنتظره ان يدخل... لا تريد ان تكون وحيدة بهذه الرحلة..

مساعد: شوف جراح انت خذ الوالدة بالهوادة واهي ان شاء الله بتساعدك
جراح: لا انت لا تحط الوالدة في بالك انا اللي متوجس منه اهي فاتن.. ما شاء الله راسها يابس وصعب انها تغير فكرها.. ان شالله الوالدة تكون اهي الورقة الرابحة عندنا
مساعد يمسك بجراح : شوف يا جراح.. حط في بالك شي مهم.. ان هالبعثة اهي مستقبل اختك اللي ابوك بنى حياته عشانها.. حرام نشوفها تضيع هالحلم
جراح وهو يبتسم: افا عليك انا قدها وقدود.. وان شاء الله ما يصير بخاطرنا الا الطيب..
مساعد يبتسم: ما هقيت شي ثاني.. يالله عيل سلم على الاهل...
جراح: يبلغ.. (اراد ان يسلم على اهله.. وان يخصص السلام لمريم.. حبيبه قلبه) وانت بعد سلم على الاهل..
مساعد: يبلغ..
وعلى هكذا غادر مساعد ليرى عمله وهو يحس بالحماس في داخله.. واخيرا ستقعين في قبضتي يا فاتن.. وسابعدك عن منزلك وعن ذلك التافه.. وستكونين لوحدك.. بمقابلتي..

اما جراح فهو توجه للمصعد ليجد بابه مفتوحا وفتاة ما تنتظره... انها تلك الفتاة التي كانت معي قبلا... لكنه لم يطيل النظر اليها واخفض راسه وهو يدخل
جراح: شكرا..
غزلان بحيا: ولووو هذا الواجب
ابتسم جراح واخفض بصره منتظرا وصولهم الى الطابق السفلي..

اثناء رحلتهم القصيرة رنين مزعج عكر صفو الجو .. كان هاتف غزلان يرن باغنيه (( اه يا هوا لو تجمعنا سوا وتاخذنا لبعيد.. تحلى ايامي.. تتحقق احلامي وفي قلبي الفرحة تزيد..))

توترت غزلان والهاتف يرن هكذا بضجيج مزعج.. وتوجهت نظراتها الى ذلك الشاب الواقف.. لكنه لم يعر هاتفها أي اهتمام وهكذا اخرجته من حقيبتها واصمتته..

وصفى الجو مرة اخرى... ليعيد الهاتف الرنين المزعج... وتضايقت مرة اخرة منه.. وهذه المرة رفعته لانها تعرف مزاج المتصل عندما لا يرد على الهاتف

بارتباك: الو... هلا سناء.. هلا حبيبتي شخبارج
الطرف الاخر: اشفيج ما تردين؟؟؟؟ وينج فيه؟؟
غزلان: انا بخير.. انتي شخبارج.. شمسوية؟؟
الطرف الاخر: ويا ابوج في الشركة؟
كل كلمة وعينيها تجولان على ذلك الشاب الصلب: أي انا في شركة بوي.. اذا خلصت بدق عليج اوكي..
الطرف الاخر: اوكي بس لا تتاخرين..
غزلان: ان شالله.. يالله باي..
الطرف الاخر: بايات..

اسرعت غزلان لتغلق الهاتف.. وفتح باب المصعد ليخرج منه جراح بكل رشاقة وهي تتبعه واضطرت قليلا لتسرع خطاها..

خرج جراح وهي خلفه وتوقفت عند سيارتها الفاخرة المركونة أمام المبنى الكبير الفخم... وهي تتبعه بعينيها لتراه يركب سيارة جيب قديمة بعض الشي وبكل مهارة يحرك السيارة من ذلك الموقف ويبتعد عن عينيها... الى حيثما اتى منه..

ابتسمت وهي تضحك على حالها.. لاول مرة بحياتها تمر بهذه التجربة.. ان لا تكون هي الطريدة.. بل المٌطارِدَة.. ما اغباني.. ههههههههههههههههههههههه

دخلت السيارة.. وحركتها.. وغادرت مبتعدة... وكان هذا هو مفترق الطريق بينها.. وبين الشاب القوي..
*****************
في منزل ابو جراح كان خالد جالسا وهو يهز رجليه بعصبية.. فمنذ ان وصل فاتن وخالته منشغلتان.. توضبان اغراضا بالمطبخ ولا تعيرانه أي اهتمام... وعندما عرض عليهم المساعدة رفضتا.. انهما غريبتان.. لم تتركا ما بيديهما لتاتيان وتجلسا معي. هئ هئ .. سابكي الان ..

وانتهت فاتن مع خالتها من الذي كان بيديهما وتوجهتا الى الصالة ليجلسن بتعب..
ام جراح: ااااااااااااااااااااه شحاطه في هالكوارتين يا فتوون
فاتن: يمه اغراض زاحمة داري قلت ارتبهم وشوي الدار يتوسع علي..
ام جراح: الحمد لله بعد كان سبب اننا انحرك شويه من الخمام اللي حاطينه في المطبخ
فاتن: ههههههههههههههههه والله اني بلعت كيلو غبار اليوم..
ام جراح تبتسم: اسم الله عليج عاد انا قلت لج خليه عنج انا اللي بشوف ما رضيتي
تدنو عند امها بحنان: وانا يطيع قلبي اخليج انتي بس اللي اتاذين.. اللي يصيبج يصيبني..
تقبل ام جراح ابنتها: يا عمري بنتي والله..

خالد كان جالسا يراقب ملكة ايامه واحلامه وهي تتدلل عند خالته الحبيبة.. يا ويلي.. ان كنت متوترا قبلا فبهذه الابتسامة الناصعة.. عاد كل هدوئي الى نفسي.. وها انا مقبل على الخطوة المهمة... وسالقي بالقنبلة..
تلتفت ام جراح لخالد: وانت علامك صاير لي معصقل؟؟ ما تاكل؟؟؟
خالد يبعثر بنظراته بعيدا عن عيون فاتن: لا خالتي بس شوي ماكل زين هالايام..
ام جراح: انا بشوف ويا جراح يقلبون الكاراج غرفة لك عشان تقعد عندي.. ما يطيعني قلبي اشوفك تسكن بروحك في بيتكم لحالك..
احس خالد ان هذا هو الخيط الذي سيشده ليصل الى ما يريده: لا خالتي جريب ان شاء الله.. سنة ولا سنتين.. بالكثير ثلاث وما كون بروحي
تبتسم فاتن له وهذا ما زاد من يقينه...
ام جراح بنبرة جميلة: ناوي تتزوج؟؟
خالد ينظر الى اصابعه خجلا: يقولون؟
ام جراح: هاذي الساعة المباركة اللي اشوفك بها معرس.. بس عاد قول لي (وهي تغمز) من هي العروووس؟

توجهت عيني خالد مباشرة الى عيني فاتن المبتسمة.. وبقي يتمعن بها بطريقة شابت في قلب فاتن.. واحسن لاول مرة بحياتها بعدم الامان من خالد... واخفضت عينيها..

ام جراح: هلا والله بوليدي...
ووصل جراح الى المنزل .. وحاجبيه المعقودان ينبهان بعدم راحته...
التفت خالد الى جراح الواقف وهو ينظر.. وسلم عليه: هلا جراح
جراح: هلا فيك خالد... (مازال حاجباه معقودين) الا هني من الصبح؟؟
احس خالد بالاحباط.. : لا بس ما عندي شي قلت..( ترتطم عيناه بفاتن) قلت اسلم على خالتي وبنت خالتي... (يلتفت الى جراح) وانت وينك فيه؟؟
جراح : هني وهناك.. اسوي لي اشغال معينه... شخبار الشغل؟؟؟
خالد: وينك ووين.. للحين فاضل ما راح قال لهم ولا ردو علينا خبر. ان شاءالله ان شاء الله بعد سبوعين انا مداوم
فاتن بنبرة مهتمه ولكن متحفظة: ناوي تشتغل؟
التفت اليها خالد وبعينيه لمعان غريب: اكيد .. انا وراي مستقبل ابنيه وحياه لازم ارتبها عشان اللي في بالي يصير..
لقد كانت واضحة.. كالسهم في منتصف الدائرة.. انها تلميحات غريبة من خالد اليوم.. ما باله.. هل ارتطم راسه بالارض وهو ينهض هذا الصباح؟؟ هذا السؤال كانت يتبادر في ذهن فاتن.. وهي تحس بالانزعاج البسيط..

فاتن: عن اذنكم..
عندما غادرت فاتن جلس جراح مكانها مقابلا خالد.. والام همت بالنهوض..
ام جراح: بقوم اسوي لهالمعصقل لقمة ياكلها.. والله انه كاسر قلبي..
جراح: يمه انا بعد سويلي شي ميت من اليوع..
ام جراح: طالع لي بلا لقمة ولا شي يجيس بطنك..
جراح: تعرفيني يمه انغث لو اكل من الصبح...
ام جراح: ان شاء الله حبيبي دقايق والريوق زاهب..

عندما غادرت الام واصبحت بعيدة عنهما.. تبادلا الاثنين نظرات مشوبة بالشك...
جراح: خالد...
خالد: سم
جراح: سم الله عدوينك.. بس.. بغيتك في كلمة راس

كان يعرف خالد ماذا يريد جراح ان يقول له.. فهو ان لم يحس بتلميحاتي.. فهذا معناه انه صخر لا بل اعمى..وجراح بعيد كل البعد عن صفات الغباء والعمى.. فهو حاد البصيرة وذكي ويفهم الحركات وهي " طايرة"

خالد: قول..
جراح: مو هني.. بعد شوي.. ابي استشيرك بشي ما دامك موجود.. واخذ رايك في هالموضوع وبعدين نشوف احنا الاثنين..
خالد: اوكي...

وبقي خالد متشككا مما سيقوله له جراح.. اما جراح فكان ينظم الكلام في باله ليقدمه لابن خالته بطريقة مفهومة حتى يكون ضامنا لردة فعله ويحبس رغباته تجاه اخته.. وهكذا سوف يضرب عصفورين بحجر.. تأييد خالد.. وابتعاده عن اخته في الوقت الحالي..
**********
مشعل الذي كان جالسا في المنزل بغرفته يسمع لاحد الاشرطة الموسيقيه ويحاول ان يدخل التعديلات بها.. هواياته المفضلة.. دمج الاغاني والتغيير فيها.. كثير من اعماله تحتوي الغربي والشرقي.. او القديم المعدل بالجديد.. وهذا شي يفخر به امام الكل.. رغم تدينه والتزامه الا ان حبه للطرب فضيع ومستحيل..

كان يصنع شريطا جديدا يبقيه معه الى ان يحين الوقت ليقدمه الى فاتن لتسمعه.. عبارة عن رسالة حب اليها .. يبين لها مدى حبه ومدى شغفه بها.. يا حبيبتي يا فاتن .. كم احبك..
واثناء عمله هذا دق باب غرفته.. ورد عليه وعينيه مغمضتين.. ومقطوعه شهرزاد مدارة..

مشعل: تفضــل

ادخلت تلك النحيلة راسها الجميل وابتسمت بعذوبة لاخيها الذي كان مغلقا عينيه.. واستغربت من وضعه وانتبهت الى جو الغرفة الشاعري.. مسكين انت يا روميو يا اخي... ههههههههههه
ودخلت الغرفة واغلقت الباب من خلفها..

سماء: ماقدر انا صراحة اويلييييييييييييي...ههههههه
مشعل: اوووووووص...

وضعت يديها على فمها وتمت باقية وهي صامتة تستمع لهذه الموسيقى.. ولكن ليس منها ما يجذب انتباهها.. فهي تحب الاغاني السريعة ذات الضربات القوية.. وهذه الاغاني ليست من ذوقها..

وانتبه لها مشعل: خير انسة سماء.. فيج شي؟
سماء وهي تتمطط على السرير: مافيني شي بس .. ملانه وقلت.. اروح اقعد ويا اخوي الحبيب..
مشعل يبتسم بدهاء.. اخيها الحبيب.. لا.. انها تضمر شيئا: بس حبيبتي انا مشغول شوي... روحي وبعدين انا اييج
سماء: مشعل من زمان ما طلعتني بسيارتك
مشعل: اوه هههههههههههههههههههههههههههههه (ينظر الى ساعته) حطمتي الرقم القياسي في الضغط يا سماء.. قطيتها مباشرة
تغمز الصغيرة: مافي فايدة من المذلة.. يا أي ويا لاء.. غيرووو مافيش...
مشعل: ههههههههههههههههههههه .. بس انا حبيبتي ماقدر اطلعج اليوم ..
سماء بحزن: لييييييش؟ قسما بالله انا بنتحر هني قبل لا تبدي المدرسة.. بتذبحوني انتووو بهالصيف.. لا بالصيف اللي فات حبستوني باميركا وهالصيف هني.. مو حاله هذي معاكم ياخي..
مشعل بدهشة: اوب اوب اوب.. شوي وي .. عدال على عمرج يا بعد الغالين لا يصيبج شي. ولا يهمج.. هاتي عقالي وغترتي وخلاص بنطلع.. بس وين تبين تروحين؟
سماء: مادري.. طاقة جبدي خذني بيت خالتي ام زياد
مشعل وكان نفسه ضاقت به: وين؟؟ سموي تدري بي ماحب اروح هناك وايد..
سماء: عاد مادري انت اخبر مني في هالديرة.. خذني وين ما تقدر.. ( تنزل عنده وكانها تترجاه) لو نااااار جهنم بعد حلوة.. اهم شي بره هالبيت...
مشعل يدعو ربه: ياربي يا ساتر الاحوال استرنا ويا هالبنت.. ( يلتفت لها) قومي.. قومي اطلعج لا تنتحرين علينا وتيرينا لدروب احنا بغنى عنها..
سماء بلهجه سينمائيه: أي ترى اقول لك انا خطر على المجتمع.. احمو الناس مني .. هاهاهاهاي
مشعل: قلبي ويهج.. بقول لج.. ماكو طلعة معاي بلبسج الماصخ هذا.. لبسي عباه وشيله وتعالي..
سماء بصدمة: شنو؟؟ عباه.. وشنووو؟
مشعل: وشيله او لفافه اوو شاورما اللي تلبسونه عل راسكم.. ماطلع وياي بنات مفاصيخ.. شكو ما عندي غيره اطلعج جذي جدام الناس.. لا حيا ولا مستحى من رب العالمين
سماء: انا ادري ان اخرة الشي مذله بس يالله.. اهم شي اطلع من هالبيت.. والباجي الله يحله.. مشعل: يالله بسرعة كاني زهبت وان تاخرت بمشي عنج..
سماء وهي تطير: دقاااااااااااايق وانا عندك...

ابتسم مشعل لاخته المجنونة.. مسكينة .. ملت كما مللت انا من المنزل ومن هدوئه.. لو كان اهلنا مختلفين.. لما احسسنا بهذه الوحدة وهذا الفراغ..

في مجلس منزل ابو جراح كان كل من خالد وجراح جالسين.. احدهما يتكلم والاخر يستمع.. ويستمع بالم وبضيق في صدره.. يستمع الى اشياء هوو لا يريد ان يعرفها.. يعرف اشياء من شأنها ان تحرق قلبه على محبوبته الوحيدة..
لم يصدق ما يسمعه من جراح.. وكم تبدو لهجته عادية وهادئة.. وكان الدنيا لا تموج بعينيه كما هي بعيني.. تبتعد عني فاتن؟؟ لاربعة اعوام.. لبلد قد لا اصل لها ولا بعد الف سنة.. فاتن بعيدة عني وعن قلبي وعيني.. تعيش هناك بالغربة؟؟ سمعت عن هذا الموضوع لكن لم اظن ان فاتن قد تقوم به.. ان تبتعد.. وتهاجر.. وترحل...
اااااه على قلب خالد الحزين.. فبكل كلمة يلفظها جراح له ينزف منه الف جرح ومن كل جرح الف اخر.. مسكين قلب العاشق عندما يسمع كلاما من شانه ان يشيب القلب قبل الراس..

احس جراح لمدى سوء حاله ابن خالته.. وكم يبدو حزينا ومتجهما وكم الحرقة بالغة الاثر في قلبه.. لابد وانه متالم لما اقوله.. لكن.. لابد له وان يعرف.. لا بد له وان يفهم ان فاتن لها مستقبل عليها ان تتبع خطوات محددة لكي تسير على الوجهه الصحيحة.. اسف يا خالد.. ااسف على حالك الصعب.. فانا والله لا اتمنى ان اكون مكانك.. لا اتحمل .. ولا اظن اني ساتحمل لو تبتعد مريم عني هكذا.. على الرغم من بعدها.. الا علمي بوجودها بالقرب من قلبي وتتنفس الهواء الذي اتنفسه كافٍ لكي اجدد عهد الحياة كل يوم بصحوتي..

ظل خالد ساكتا بعد ان انهى جراح ما كان يقوله... ويبدو عليه الانتظار.. انتظار لردة فعل او لكلمة من خالد تبين له أي جانب هو يشجع..

جراح: شرايك يا خالد في اللي قلته لك..

كان خالد يتالم واخر ما كان يوده هو الكلام..

جراح: انا ماقلت لك هالكلام عشان تسكت لي.. انا ييت وخبرتك عشان اعرف رايك في هالموضوع..

ولكنه ظل ساكتا..
وهنا احس جراح انها الفرصة المناسبة لكي يفهمه...

جراح: يا خالد.. لا تظن اني مو حاس لك.. ولاني عارف لمشاعرك تجاه فاتن.. انا مو من زمان اعرف.. توني الا من يومين فاهم هالشي.. لكن.. هاليومين.. فتحت عيوني عليك وعلى تصرفااتك طول هالسنين ويا فاتن.. وقدرت افهم.. وقدرت اعرف فاتن شنو بالنسبة لك.. واسالك بهالمشاعر اللي انت موجهها لاختي.. انت شنو تتمنى لها بهالدنيا؟؟
خالد: كل الخير والعافية..
جراح: وهالخير و العافية؟؟ تظنه بييها بهالشي؟
ينظر اليه خالد والدمع يتلألأ بعينيه: جراح حرام عليك بسك .. ذبحتني..
تلوم جراح على نفسه ولكن.. القسوة مطلوبه.. : يا خالد.. انا ادري بمشاعرك واحس لك والله وقلبي معاك.. لكن انت افهم مسئوليتي تجاه اختي.. انا ملزوم اني استمر بهالشي ولو كان على اني ادوس على مشاعرك ولا على مشاعر فاتن او امي اوحتى انا... مصلحة فاتن بهالوقت اهي اهم شي بالنسبة من كل شي.. لانها جزء من وصية ابوي الله يرحمه.. والوصيه دين يا خالد على رقبه الواحد..

اطرق خالد مفكرا... ولا يعرف لم سالت الذكريات في باله وتوجهت الى ابو جراح.. يتذكر محاضراته الطويلة العريضة على مائدة الطعام.. في الرحلات.. في المساء عندما يجلسون امام التلفاز.. تعبه وكده.. حتى وصلت ذكرياته لذلك اليوم المشئوم عندما توفى ابو جراح .. واحس بالدين الذي يتكلم عنه جراح.. وغصبا عنه.. احس به في رقبته هو الاخر.. هذا حق ابو جراح عليهم.. ان يضمنو مستقبل بناته.. فالبنات.. هم مجرد ودائع يحتفظون بها لكي ياتي يوما ما احدهم ليستلمها.. ويكمل مسيرة الحفظ.. والصون..

مسح دمعه الذي كان على وشك ان يسيل.. وتكلم .. بصعوبة

خالد: لا تشغل بالك يا جراح.. ولا تحط اهميه لهالشي.. لان انا وياك.. وان شاء الله لو كلمت خالتي بعد اهي الثانية بتكون وياك.. مستقبل فاتن مثل ما قلت دين في رقابنا.. لازم نوفيه لابوك الغالي.. الله يرحمه

ابتسم جراح بفخر... ياااااااه.. كم كان العبء ثقيلا على رقبته.. وكم كانت المسئولية كبيرة.. والان.. بمشاركة خالد.. اصبح كل شي بسيطا وسهل المنال.. لا بل سهل التحقيق.. الحمد لله رب العالمين

وقف جراح ووقف معه خالد
يمسك بكتف خالد: يا خالد.. انت ما تقدر تتصور شكثر انت ريحتني بموقفك هذا.. وابي اقول لك شي ثاني بعد.. انت اذا حسيت ان لك حق بفاتن.. لا تخلي مصلحتك اللي نصب عيونك.. انتو اثنين.. مو واحد.. لازم تفكر بمصلحتكم انتو الاثنين.. واذا انت من صجك تحبها وتظن انا مالك في هالدنيا غيرها واهي منيتك.. محد راح يغير هالشي ولو هد جبال العالم كلها..

نظر خالد الى عيني جراح.. فكما ذبحه منذ قليل.. ها هو يعيد له الحياة بهذه الامال العريضه ولكن .. اين..

خالد: هذا الوقت اختك صارت دختورة وبتشوف حالها علينا
جراح: شدعوة.. يبا احنا ما عندنا دختورات اللي تطيح من جيمتنا.. جانها دختورة.. انت صير مهندس.. لا تنسى.. انت عندك نسبتك اللي تدخلك الجامعة.. وبشهادة الجامعة انت راح تقدر تسوي كل شي.. كل شي يا خالد
خالد: مو صايده قال جبه علىويهه.. لكن يالله.. اتوه الناس على هالحجي.. انا خلني اشتغل الحين.. وبعدين يحلها الف حلال... لكن تعال قول لي..
جراح: هلا
امسك خالد ياقه جراح بكل قوة هزته وصدمته بعض الشي: ان ضاعت فتون من يدي بسبتك .. والله لا ذبحك واشرب من دمك...
جراح: اويييييه من عاشق الغبرا.. هد ياقتي لا اهد بطنك اهني..
اخل سبيله خالد وهو ما يزال يتوعد: انا ادري ان فاتن الحين يعتبر مستواها افضل من مستواي.. لكن انا بكبر من نفسي وبكون احسن منها.. ترى الكويت تسوى اميركا وطوايف اميركا كلها..
جراح: افاري عليك.. انت جذي تعجبني..

ابتسم خالد.. وكيف لا اعجبك.. كل انسان عندما يبيع عمره لاحدهم يكون محط تقدير الناس.. انا اموت.. والناس تفرح.. الحمد لله .. ربنا تقبل منا صالح الاعمال..

خالد: يالله انا اخليك الحين
جراح: وين
خالد: تعبان شوي ابي انام.. والعصر اكون عندكم ان شاء الله
جراح: مو تقطع عاد (يبتسم) ماقدر ماشوفك... اييني مغص..
خالد: شرب اينوووو.. ههههههههه يالله في امان الله
جراح وهو ينظر اليه مغادرا: في حفظه ورعايته...

بمغادرة خالد المجلس تصاعدت الدموع بعينيه حارقة كل بقعة في جسده.. النار تشتعل في قلبه والحرارة الغريبة تسري في كل عرق وفي كل جزء من عقله.. يا ربي..كيف رضيت بهذا الشي؟ كيف وافقت على ابتعاد فاتن؟؟ انا احبها فكيف انى لي ان اقبل ببعادها.؟؟ حبيبتي فاتن؟ استبتعدين عني..؟ تتركيني لغربتي وحيدا.. ؟ انا وحيد في هذه الدنيا.. ولم اشعر بهذا يوما بفضلك.. والان.. انتي من ستغادر دنيتي... يالله.. صبرك يا رحمان.. اكاد اموت مكاني ولا استطيع ان افعل شيئا..
دخل خالد السيارة وهو يحس بالالام تتصاعد في قلبه.. والدموع الخائنة سالت على وجناته حزنا وقهرا.. ما اقسى هذه الدنيا.. كيف ستبعدني عن حبيبتي الوحيدة.. وانا.. كيف قبلت بهذا الشيء؟؟ يا الله...
اخفض خالد راسه وهو يبكي بحرقة قلب..
وفي تلك اللحظه عند باب منزل النهيدي
مشعل: نص ساعة وانتي اتعدلين .. حشى عليج شمسويه.. كلها الا عبايه لابسته وخلاص
سماء: اهي عبايه ولا فاندايشن احطه في ويهي ولا شرايك انت؟؟ لازم البنت تكشخ بكامل كشختها واهي طالعة والا ما تحلى طلتها..
مشعل وهو يمتعض من رائحتها: نعنبوووووو صابه العطر صب عليج.. نعنبووووو هالريحة.. تدرين ان الملائكة تلعنج
سماء: لا تتبلى على الملائكة.. شكو الملائكة تكرهني.. لاني متعدلة؟
مشعل: أي.. تدرين ان المتبرجة ملعونه من اول عتبه تطئها ليمن ترد بيتها؟
سماء بدهشه: وي مادريت.. خلني اروح ابدل ملابسي واطير شويه من ريحة العطر
مشعل: بعد.. اقول .. خلج خلج مكانج... العصر نظهر منالبيت.. الحين وقت صلاه وانتي وحدة فاظية..
سماء تتذمر وتضرب برجليها واهي تقف عند الباب: العصر يعني ماكو هئ هئه هئ يااااه مشعلوووو باذبحك والله بذبحك
مشعل: اووووووووووص سكتي فظحتينا انتي هني.. يالله دخلي داخل الحين انا بروح اصلي والعصر بطلع وياج والله العظيم
سماء: احلف مرة ثانيه
مشعل: والله العظيم ورب الكعبة بطلعج خلاص عاد لا تفظحينا اكثر..
سماء تقفز فرحا: هي هي هي بطلع هياااا هيااا ايوا ايوا
يدفعها لتدخل: أي هيا هيا بتطلعني
تكلمه وهي موليه ظهرها وتلتفت وهي ترقص فرحا: من صجك وعد..
مشعل يضحك: هههههههههههههه ايه ايه وعد وعد..
سماء: فديت مشعليييييييييي يا بعد المشاعل والله
مشعل: قسم بالل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

دخلت فاتن وغادر مشعل متوجها للمسجد للصلاه.. وخرجت فاتن خلفه وهي تركض..

مشعل: شفيج بعد
سماء: عطني مفاتيج السيارة جنطتي نسيتها داخل..
مشعل: هاج وحطيه بعدين في درج الكومودينوو
سماء: اوكيك يا كيك

رمى المفتاح وغادر .. وهي توجهت عند السيارة لتخرج حقيبة يدها.. وعندما اغلقت الباب استدارت لتدخل المنزل ولكنها توقفت... واستدارت مرة اخرى للامام.. لعند منزل فاتن.. كانت هناك عيون تراقبها.. وتنظر اليها.. لم تعرف عيون من.؟. وبقيت تنظر اليها الى ان تعرفت عليها..
مذ خرجت سماء لاول مرة من المنزل منذ قليل حتى هذه اللحظة وعيون خالد لا تفارقها.. كانت المشهد الحي امامه ينظر اليها غير مصدق هذه الفتاة المعتوهة.. كيف تتحرك في الشارع وكانه لا حسيب لها ولا رقيب.. ولكنها ترتدي عباءة.. والجميل.. الذي اندهش منه هو احساسه بالفخر بها .. قبل ايام .. كانت ترتدي ملابسا فاضحة.. والان.. العباءة.. الحق يقال.. تبدو انسانة صحيحة بهذه الملابس.. ولكن الجنون مصيبة..

اما سماء فراقبته وهو داخل السيارة.. وعندما تحركت لسيارة متقدمة ناحيتها لم تتحرك وانما وقفت وكانها تنتظر منه ان يمر ناحيتها.. وبالفعل

مرت سيارة خالد ناحية سماء الواقفة وهو ينظر اليها مبتسما.. وابتسامته هذه كانت كالسهم القاتل الذي طار في قلب تلك الشقية... محدثة الاثر الكبير الذي من شانه ان هدم كامل اركان ثباتها في تلك اللحظه..

احست بالدوار.. ما هذا الاحساس.. ما هذه المشاعر الغريبة.. لم هذه الحرارة في وجهي..؟؟

هذا الغبي.. ما باله يبتسم كالاهبل.. غريب امره .. احيانا يضحك واحيانا يصرخ واحيانا ينتقد... ما اغباااااه..

وظل خالد يسوق السيارة وفكره اعاد التوجه الى فاتن ليشعر بالحزن.. لكن .. عادت ذكرى تلك الفتاة بالعباء ة السوداء تطرق ابواب فكره.. هذه الفتاة.. ما امرها معي؟؟؟ لم هي بفكري هكذا...؟؟

سبحان الله.. لا يطيح بعباده أي ظلم.. انما العبد من يظلم نفسه.. والا ربنا فهو لكريم معطاء..
يا ترى يا خالد.. هل سماء هي العطية من ربك .. لكي تتخلى عن افكارك تجاه فاتن...؟؟
ويا ترى يا خالد.. هل هي حبك الحقيقي.. وفاتن تظل الاعجاب الغير منتهي..؟؟

جراح واصبح له العديد من الحلفاء على اخته في مساله السفر.. هل سينجح بهذا مع امه..؟
هل ستوافق؟؟
ام سترفض؟

فاتن؟ كيف ستكون ردة فعلها؟؟؟ ما ذا قد تفعل..؟؟

مساعد... ما هي الخطط التي يرسمها في موعد القاء وصيه الاب.؟؟

ومشعل.. ماذا ستكون مشاعره عندما يعرف بسفر فاتن؟؟
هل سيظل العاقل الفاهم الذي لا يريد الخراب لعلاقته مع اخيها؟.
ام ان الحب سيهوره ويلقيه في دروب " الشتات" (( هيهيهيهيهي مقطع الاغنيه((
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 25-07-2006, 02:49 AM   #25
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الجزء العاشر
الفصل الاول ..
========
انه المساء.. لم يصدق جراح ان الوقت قد حان ليخبر امه عن ما هو بصدد قوله لها.. نظم الكثيرمن الافكار والكثير من الكلام.. ولكن كل هذا لا يعني شيئا.. فبلحظة قد ينساه كله.. وقد يتراجع في اقل من ثانية.. فالضغط كبير.. لا يعرف كيف يسرد الامر لامه.. لا يريد ان يتعمق ولكن لا يستطيع ان يضمن موافقة امه على هذا الشيء.. لا يريد ان يخبرها بادق التفاصيل.. او بالاحرى.. لا يريد ان يفتح باب الآلام عند امه حتى لا تتذكر اباه.. ولكن هذا شيء محتم.. لابد وان يذكر جهود اباه في هذا الموضوع .. فلولاه لما حدث كل ما حدث..

لكم المسئولية صعبة بعض الشيء اقناع فاتن ليس بالامر الهين.. او العادي.. انها عنيدة.. ولا تقبل باي شي.. ولكن.. معي اوراق رابحة كثيرة.. امي.. وخالد... ومساعد..

عزم القرار.. ونهض من مكانه وتقدم ناحية غرفة امه... يمشي بخطوات ثابتة ويديه في جيبيه.. لا لا .. ستقتنع امي.. مع ان ابتعاد فاتن صعب عليها.. لكنها ستقتنع..

على تلك الافكار وصل الى غرفة امه.. وكم شابت روحه عندما وصل هناك.. وتخيل .. لو انه فتح الباب.. سيكون اباه بالداخل.. جالسا على السرير وهو مغمض عينيه وموسد راسه للجدار..
اسند جراح مقدمة رأسه الى الباب.. يبلع غصة الحزن التي عمرت قلبه.. رحمة الله عليك يا ابتي.. كيف انى لنا ان نفكر بالعيش من دونك لباقي العمر..
وبهذه الكلمات وبيديه التي مسح رقائق الدموع... طرق الباب.. واتاه صوت امه الحزين ليعيد تلك الاحزان التي طردها قبل قليل

ام جراح: تفضل..
اطل برأسه وهو يبتسم بمرح: مساء الورد والياسمين والريحان والنعناع
تضحك ام جراح: هههههه هلا والله بوليدي هلا بالغالي وريحة الغالي.. حياك يمة
يدخل جراح وهو يغلق الباب من خلفه: الله يحييييج.. ويبقيج.. ويخلييييج
تبتسم ام جراح: وياكم يا عيالي.. تعال اقعد هني يمي..
جراح: لا مابي.. بقعد هني بعيد عنج
ام جراح: ليش ما تبي قرب امك؟؟ (بمرح)
جراح بغرور: انا امي علمتني الحرمة اللي تقط روحها عليك بلاها.. ما نبيها..
ام جراح: مدمغة امك ما عرفت تعلمك.. تعال هني (بنبرة فكاهيه) انا اعلمك اليوم درس ثاني
جراح: ويييييي يمه بتخربيني هههههههههههههههههههههههههه
ام جراح: مادري عنك هههههههههههههههههههههه طالع لي بشغلات يديده..(بغرور) مرة ثانية تبي توضح شي وضحة زين لا تطلع على اشاعات..
وهو يتحرك من مكانه الى عند امه او بالاحرى عند حظنها: أي اشاعات هذي اللي تتكلمين عنها؟
ام جراح: لا تقول اني علمتك انك ما تروح للمرة الي تقط روحها... كلهم.. الا امك..
جراح: والله ليش ان شاء الله شفيها زيادة عن حريم الدنيا؟؟
ام جراح بحزن: لان امك ما عندها في هالدنيا شي يكحل عيونها غير شوفتك يا بعد الشووووف..
ذابت اوداج قلب جراح من كلام امه العذب الفجيع ولكن: يمه.. يا بعد هالدنيا يا يمة..
ام جراح: حبيبي وليدي... ها يمة.. شفيك اليوم يايني على غير عوايدك... (تنظر اليه بتمعن) اكيد في خاطرك شي؟
جراح: أي والله خاطري في موووووحة
تدفعه ام جراح: هههههههههه ما امصخك.. خلصني اببسرعة شتبي؟
جراح: افا.. شتبي؟؟ قويه بحقي يا ام جراح.. (يبتسم لها) فديت عمرج يمة
ام جراح: والحين قول لي .. شفيك؟؟ لاني حاسة ان في شي شاغل بالك.. من جم يوم.. وانت مشغول.. مشغول في شنو؟؟

ابتسم جراح لحدة مراقبة امه. .فهي لم تساله الا اليوم.. وكعادتها انتظرته حتى ان ياتي هو لها
ليوضح لها ما يجول بخاطره..

استوى بجلسته: يمة انا عندي سالفة وياج اليوم.. مهمة لنا كلنا.. وبالاخص.. فاتن
ام جراح: فاتن؟؟
جراح: يمــة.. انا مادري انتي شنو رايج بس... فاتن شصار على دراستها؟
بتسائل ترد ام جراح: والله يا يمة مادري.. احنا ما قدرنا نتنفس على العطلة الا .. الا وابوك الله يرحمه راح.. ومنها انا مادري عن احوالنا لا شرق ولا جنوب ولا شمال.. بس اللي اعرفه ان ابوك مخلي لها افلوس بالبنك عشان تدرس..
استغرب جراح؟؟ امه على علم بهذا الامر: يمه.. انتي تعرفين شي عن هالفلوس..؟
ام جراح: اكيد يمه.. ابوك ماكان يسوي شي من دون ما عرفه.. ابوك حط بيت العايلة الجبير في يد شركة مقاولات اللي سوته مطعم مادري فندق.. واللي يطلع من هالفندق يحطونه في البنك.. وبس.. كل هذا اللي اعرفه.. الباجي تقد تروح تسال مساعد ولد الدخيلي..

لم يصدق جراح نفسه.. هو الذي كان يعد نفسه لقول كل هذا الكلام اتضح ان امه تعرف به ... وكيف لم يخطر هذا على باله.. فلا زوج يخفي امورا كهذه عن زوجته...

جراح: زين يمة.. انا مساعد ياني قبل جم يوم.. وعلمني على كل هالاشياء.. وعلمني على .. اشياء ثانية بعد..
ام جراح: شهالاشياء..

وتكلم جراح مع امه باسهاب وبلغة مفهومة.. فهي وان كانت عارفة فتظل جاهلة بمصطلحات وايضاحات هي بغنى عنه.. فهو اختصر عليها كل شي واخبرها الامر .. من الوسط حيث تركته الى اخر شي قرأه من تلك المجلدات... والظاهر ان والدته قد انزعجت لفكرة سفر فاتن للخارج.. فهي ممتعظة وملامحها شابها الكدر..

ام جراح: يابوك وين تروح اختك بعيد عني.. ولا بامريكا؟؟ ماقدر يمه اخليها تروح بروحها؟
جراح: يمه ماكو شي اسمه بروحها.. هناك طلاب عرب ياا يمة لو تعدينهم تضيعين.. وبعدين اهي مو رايحة تعيش هناك.. رايحة تدرس.. وراح يكون لها سكن خاص فيها وراح تكون لها تسهيلات احنا في بلدنا ما نلقاها.. لا تنسين اهي في بعثة.. والبعثة نعمة يا يمة مانقدر نرفسها خصوصا ويا ظروفنا..
ام جراح: صح يا يمه بس انا قلبي ما يطاوعني اخليها تروح هناك لحالها.. ماقدر ارقد بالليل واهي مو وياي في البيت..
جراح: يمة مثل ما علمتي فاتن تكون جذي علمي مناير والا هذيج حالة خاصة.. يمه.. انتي ما تدري ابوي شكثر تعب على هالبعثة عشان واحد منا بس ياخذها.. وان كانت فاتن اللي بتاخذها .. بتاخذها.. بس لازم نرضي ابوي واهو ميت يا يمة.. ترى هذي وصيته
تجهمت ملامح ام جراح.. وكانت على وشك البكاء.. ولكنها اخفضت البصر عن ابنها.. كيف اترك ابنتي.. لا اريدها ان تغيب عن عيني ولا اريدها ان تتغرب وهي صغيرة.. تظل فتاة والفتاة ليس لها بالهوا أي خبرة..

جراح بنبرة مواسية: يمة.. انا ادري هالشي صعب عليج.. اذا صعب عليج مرة انا الف مرة يا يمة.. بس كل ما احس انه صعب اذكر ابوي.. ابوي كان يتمنى لنا او لواحد منا بس.. انه يكون شي في هالدنيا.. واهو تعب وجهد... وحتى انه.. راح عشاننا.. فيعني احنا مانقدر نضحي ولو شي عشانه.. وصدقيني يا يمة.. ما بتندمين.. لاني انا فكرت بالموضوع وما تظنين اني لو كنت مشكك لاقل ثانية ما راح اييج واقول لج عنه؟؟
ام جراح بعصبية بسيطة: بس يا يمة ماقدر. ماقدر اخلي اختك تروووح عني بعيد.. فاتن ما بترضى.. ما تعودت انها تطلع عن البيت لفترة طويلة.. اهي البنت الوحيدة اللي كل ام تتمنى مثلها في هالدنيا..
جراح: يمه صح كلامج بس.. انتي لازم تتقبلين هالشي... لان فاتن ان مافكرت بمستقبلها وبمصلحتها.. عندها الاخو اللي يفكر عشانها.. وانا احس .. لو تبين.. رضاي بيكون بسفرها.. وانا انشالله كل فترة وفترة بزورهاواهي بعد كل فترة وفترة راح تيينا بالاجازات وتقعد معانا.. وللو انتي خايفة ان فاتن تتعرض للمصايب هناك.. اظني انتي مربيتها.. ومو كل بنت تلقى مثل تربيتج يا يمة.. فاتن بنت لا يعلى عليها بنت ثانية.. وان شاء الله راح ترفع راسنا كلنا وتبيض ويهنا
تبتسم ام جراح بحزن: لو كانت الظروف ثانية.. لو كنت انت اللي تروح.. ما حسيت بشي.. لكن.. انا ادري هالشي صعب عليك.. لان هذي البعثة كان لازم تكون لك
يقطع جراح كلامها: وانا ما اهتميت يمة... ولا واحد منا عرف بهالشي.. الا ابوي.. لكن شوفي فاتن شلون ذبحت عمرها بالدراسة.. لا تاكل ولا تنام .. ولا ترتاح.. عشان بس انها ترفع راس ابوي .. لانها تعرف رضى ابوي يكمن في النجاح.. لذا هي احق مني بهالبعثة..

اخفضت الام الحزينة بصرها.. حزنا على ما قر بفؤادها.. كلام جراح صحيح.. لا يمكن ان اظلم ابنتي وادعها تبقى هنا.. بينما الفرصة سانحة لها بان تخرج من هذه القوقعة ومن هذا العالم الى عالم اخر.. لم اعدها لهذا الشي.. ولم اجهزها له.. كيف لي ان اترك صغيرتي الحبيبة في عالم لا تعرف عنه الا بالاخبار.. ويا ليته يسر.. لكن.. هذه رغبتك يا زوجي الحبيب.. فانت قد تعبت.. ولازلت اذكر سهاد الليالي الذي صاحبك .. تفكر بمصير اولادنا بهذا الفقر.. الحمد لله على كل حال.. ولربما هذه هي هدية النجاح التي كنت تعددها لفاتن...

احس جراح ان امه موافقة.. والحزن واجب عليها.. لانها .. سريريا.. قبلت بما قاله لها.. وقد توافق.. بل احتمالية كبيرة انها موافقة.. وبدأ يعد نفسه للموافقة.. ستوافق.. انا واثق بانها ستوافق

جراح بحذر: ها يمة... شقلتي.

ابتسمت ام جراح بصمت.. وكانت هذه هي البشارة.. لقد وافقت امي.. وااافقت... الحمد لله رب العالمين... 50% من المهمة قد نفذ.. والان.. الخمسون الباقية.. فاتن..

جراح: صدقيني يمة.. ما راح تندمين.. راح تذكرين هالموقف بيوم من الايام وبتقولين لي.. (بصوت نسائي ) يعلني ماخلى منك يابومحمد.. قلت وصدقت... فديت عمرك يا وليدي
ام جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحك الاثنان ولكن جراح كان اكثر فرحا.. طبيعي.. وكيف لا يفرح وهو ينفذ جزءا من وصية والده... اوه .. الحمد لله انك ذكرتيني ايتها الكاتبة بالوصية... كيف انى لي ان انسى.. شكرا...

جراح: يمة.. اكو شي ثاني بعد؟
ام جراح بخوف: شصاير بعد.؟؟ منو بيسافر؟
جراح يبتسم: لا يمة ماكو احد بيسافر.. لكن... مساعد قبل جم يوم خبرني ان ابوي له وصية.. ويبي موعد ويانا عشان يقولها لنا..
ام جراح بتفكير: قول له أي وقت ما يبي حياه الله يتفضل..
جراح: متى يناسبكم..
ام جراح: مادري أي وقت يا وليدي حياه الله .. بس اختك.. شنو بيصير عليها؟ اقصد متى بتقول لها؟؟
جراح: خلي فاتن علي يا يمة... انا اللي بتفاهم وياها على هالسالفة.. وبس هاا.. ماابيها تعرف شي عن هالموضوع منج.. انا ابي افاتحها فيه اول باول... اتفقنا؟؟
ام جراح: اللي تشوفه يا وليدي..
ينظر الى الساعة: فديت عمرج يمه يالله انتي نامي الحين.. وباجر يحلهاالف حلال.. وانا بعطي الريال موعد ايينا يوم.. يوم الاربعاء؟؟ زين جذي؟؟
ام جراح: على راحتك يا يمه..
جراح بابتسامة: قط قلت لج احبج؟
ام جراح: هههههه لا والله من زمان ماقلت لي
يضم امه بقوة بين ذراعيه: احبـــــــج يمة.. احبـــج..
ام جراح: وانا اموت فيك يا عمري..
جراح: تصبحين على خير..
ام جراح: تلقى خير يمة..
******************
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 25-07-2006, 02:50 AM   #26
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

(يوم المهمة المستحيلة.. Mission imposible)

لا مفر لفاتن الا ان تقبل.. امي موافقة.. انا موافق.. خالد ايضا موافق.. لا مفر لها .. ستوافق.. وان كان هذا اخر شي اقوم به في حياتي.. لابد لوصية والدي ان تتنفذ...
نام جراح وهو يردد هذه الكلمات .. والمسكين.. من شديد التعب لم ينتبه لنفسه في اليوم الاخر الا بوقت صلاه الظهر..
كان كالميت على فراشه.. وما ان سمع الاذان حتى فز قائما من مكانه؟؟ انمت طول هذا الوقت؟؟ يا ربي.. كم الساعة الان؟؟
تحرك الى ناحية الساعة.. وبالفعل.. انها الحادية عشر والنصف.. قم انهض.. فاليوم يوم حافل لك..
*****

كان مساعد في المكتب غير قادر على العمل.. تأتي الافكار به وتذهب.. لم يتصل به جراح حتى الان.. قال بانه سيرد اليوم.. ولا خبر عنه حتى هذه اللحظة.. انه الاذان.. ساقوم واصلي.. حتى يتصل.. هكذا امضي الوقت.. ويمضي عني..

في غرفتها كانت جالسة تصلي.. وعندما انتهت.. رفعت كفيها بالدعاء...
(( اللهم يا واسع الرحمة ويا عاطي الصبر .. الهمنا يا الهي بالصبر الجميل... اللهم فرج امورنا ووسع صدرونا وارزقنا خيرا ورحمه .. الهي اقبل توبتنا.. ووفقنا وافتحها علينا يارب..
ابتسمت وظهرت تلك الماسات البيضاء.. واكملت
ووفج جراحوووووو الكريه وفرجها عليه وكبره بسرعة عشان ايني وياخذني واتزوجه ويتزوجني وانيييب18 كتكوووت ههههههههههههههههه كلهم صفر مابي سوود..))

نهضت من على تلك السجادة وطوتها لتخرج من الغرفة.. واذا بلؤي يطل عليها
لؤي: انا هنييييييييييييي شقاعدة تسويييييييين تحشين فيني...؟؟
مريم وهي تمسك بصدرها: بسم الله ( تغضنت ملامحها) قول الله لا يبارج في عدوينك.. انت علامك جذي هيلق وتطلع لي من تحت الارض..
لؤي: اطلع من تحت الارض.. دودة قالولج.. دوده في بطن عدوينج... قوليلي مريوووم...
مريم: شتبي
لؤي: جم عمرج انتي الحين..
مريم: ليش تبي تشتري لي هدية؟؟ مو اليوم عيد ميلادي
لؤي بنقمة: ويه عاد انا متى شريت لج هدية عشان اليوم اسوي هالشي.. بس اسالج انتي جم عمرج..؟
مريم: جريب بصير 19.. بشهر 10
يدخل غرفتها ويجلس عند الكرسي بتفكير وحاجبينه معقودان: يعني اكبر منج ب...(يعد على اصابعه الجاهل) بثلاث سنين..
مريم باستغراب: من هذي؟؟؟
من غير ادراكه بسؤال اخته يكمل كلامه: اكبر منج بثلاث.. وانتي اصغر مني بثلاث.. يعني كبري... هياااااااااااا
مريم : اوووووووه.. شسالفة..
لؤي يبتسم لها بخفة وحاجبه مرفوع: تدرين يا مريم... انتي لازم تفرحين..
مريم: وي يا حسرررة افرح على شنو.. احنا طالعين من هالمصايب عشان يحصل لنا نفرح
لؤي: نو ماي دير سستر.. اليوم افرحي.. لان اخوج (يهندم نفسه) محسوبج لؤي.. بيتزوج..

لم تتكلم مريم بل تركت عينيها متمعنتين في اخيها... وانفجرت ضحكا...

لؤي الذي كان يبتسم تجهمت ملامحه: ليش تضحكين
مريم: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ها ها ها
نكته حلوة يا اخ لؤي.. لو سمحت.. لا تقول لي غيرها.. ترى بموت.. بشرق وانا اضحك... هاهاهاهاهاهههههههههههههههههههه
بنظرات حاقدة: تراج حمارة.. مو ويه احد ايقول لج شي.. ليش تضحكين
مريم بصريح العبارة: انت من وين لك تتزوج.. وانت من متى تحب بنت وحدة.. وانت من متىىىى تفكر بالزواج.. هاه.. اصلا من بيخليك تتزوج.. امي؟؟ لا يبا شيل هالفكرة من بالك.. امي ما بتزوجك قبل ما يتزوج مساعد.. وبعدين ماكو بنيه فيها .. شرطه عقل( باصبعها) تتزوجك.. انت احنا اللي خواتك مو شادينك.. تعبل على بنت الناس ليش...
تمسك يده وتجره للخارج: تكفى.. روح دارك غسل ويهك وتوضى وروح المسيد وصل.. والله يفتحها عليك..
ونجحت باخراجه وهو صامت.. وعند باب الغرفة قبل اان تغلق الباب في وجهه: تقدر تضمني يا اخوي.. انا مستحيل افتح هالثم دام هالراس يشم الهوا شرط انك تنسى هالفكرة تماما لا بل تمسحها من خيالك وفكرك.. لان هذا شي مستحيل.. م س ت ح ي ل... و... باي..

اغلق الباب بخفة في وجه لؤي المنصدم... انه غير مصدق من ردة فعل اخته.. فهو لم يقل لها شيئا.. وتهجمت عليه بتلك الطريقة...
وفجاة فتح الباب مرة اخرى وظهرت مريم..

مريم: بالمناسبة!! اليوم يوم فحصك للتقويم اللي على ظروسك.. روح قبل لا تنسى..
واغلقت الباب...

وظل لؤي واقفا.. وبغير وعي.. مشى الى غرفته وهو يفكر بردة فعل مريم.. اذا مريم التي هي اخته الصغيرة كانت هذه ردة فعلها.. فماذا ستكون ردة فعل امه واخيه... الموضوع بحاجه الى الدراسة..
******

ترررررررررررررررن
ترررررررررررررررررررررررن
تررررررررررررررررررن
كانت هذه هي الرنات الثلاث الوحيدات بهاتف مساعد الذي كان ينتظرها.. وعندما تاكد من الرقم المتصل.. اجاب عليه بكل تحفظ
مساعد: الووو...
جراح: هلا مساعد.. شخبارك؟
تنهد مساعد براااااااااحة غريبة سرت في اوصاله.. واخيرا.. واخيرا..: هلا جراح.. ابخير الله يسلمك وانت كيف حالك؟
جراح: يجمل حالك ياخوي.. ها.. مستعد؟
مساعد بحذر: امك وافقت؟
جراح يبتسم : اكوو شي جراح يعجز عنه.. لا والحريم بعد.. ههههههههههه
مساعد: حلووووو يا جراح... انت سويت شي مهم صراحة في حياتك وفي حياة هلك..
جراح: بفضل نصيحتك وارشاداتك والا انا واخواني للحين ما لنا بر نرسي عليه..

احس مساعد انه يملك الدنيا في قبضته.. وهذه الدنيا لم تكن الا فاتن.. فاتن.. انتي بين يدي.. لا اكاد اصدق هذا الشي

مساعد: عيل عطني الموعد للزيارة عشان ارتب اموري من الحين
جراح: والله مادري انت أي وقت تحس نفسك فاظي فيه حياك..
مساعد: يوم الاربعاء انا فاضي.. تعرف اجازة وماكو دوام.. يناسبكم
جراح: انا قلت يوم الاربعاء بعد.. يالله عيل.. ننتظرك ..
مساعد: جراح مثل ما وصيتك.. لا احد من اخوانك يعرف هالشي..
جراح: لا تحاتي ولا تحط في بالك...
اتى السؤال الذي كان يضايقه منذ بدء الموضوع: واختك.. ما كلمتها.. ؟
جراح: اليوم ان شاء الله بقعد وياها انا وامي وولد خالتي.. واللي فيه الخير الله يجدمه..

الفرحة كبيرة في قلب مساعد.. النصر.. ما احلاه.. حتى وان كانت نسبته متوسطة.. الا انه يعد نصرا.. ونصرا كبيرا..
مساعد: خير عيل... يوم الاربعاء بالعصر انا عندكم..
جراح: حياك الله.. يالله عيل.. بخاطرك
مساعد: فيحفظ الله ورعايته..

اغلق جراح الهاتف عن مساعد وهو يعد نفسه لاخته.. فاتن.. انتي لمهمة مستحيلة.. ولكن.. اعرفك. ان عرفتي ان الموضوع متعلق براحة ابي.. فانتي لن تتواني عنه يااختي البارة..

قام جراح من الصالة وتوجه الى الخارج... امه كانت قد اوصته بشراء بعض الاغراض التي يحتاجونها.. لا اعرف ان كان لنا راتبا معينا يستلمه والدي.. فانا لا اذكر يوما كنا فيه عاجزين عن الماكل والمشرب.. رغم بساطته.. الا انه لله الحمد تواجد في منزلنا .. يا ترى؟؟ من اين كان ياتي ابي بالمال؟؟ هذا شئ ليس مهما.. ولكني سأفتح موضوعه مع امي مرة اخرى..

كان على وشك ان يركب السيارة واذا بمشعل يناديه.. فخرج له وهو يبتسم

جراح: شدعووووة يالحبيب... لا تزور ولا شي.. عنبوو هالويه الا خطوتين يمكم
مشعل يبتسم: هلا فيك حبيبي.. لا والله بس مشغول هالايام.. تعرف الجامعة قريبة ولازم ازهب اوراقي.. تراني مو كويتي عندهم ههههههه
جراح: لا عادي يوم يومين وتنتهي هالشكليات.. بالعادة ما تطول..
مشعل: الله يسمع منك.. شخبارهم البيت.. وشخبارها الوالدة؟
جراح: الحمد لله... عايشين بفضل الله.. السموحة منك مشعل بس انا مضطر الحين امشي
مشعل يبتسم: هاا... اشتري لي كيلو باميا ولا كيلو بطاط.. الا ييب هالرز ولا ييب هالطبخة
جراح : هههههههههههههههههههاي أي والله صرنا رياييل بيوت وعلينا مسئوليات.. بس تصدق.. جذي احلى.. تحس روحك شي..
مشعل: اصدقك.. والا انك متوله على الطلعات والديوانيات.. والقهوة والشيشة
جراح: ااااااااخ لا تييب طاريها.. تراني ميتن عليها...
مشعل: اوكي ياللخو.. ما طول عليك...
جراح: اوكيي...

ويتركه مشعل متوجها لمنزله.. وهو يطوي يديه في جيبيه ويخرجهما..

جراح مناديا: مشعل
مشعل: هلا..
جراح: شرايك في جامعة ييل؟؟
مشعل: جامعة ييل؟؟؟ شيابها لمخك؟؟
جراح وهو يفتح باب السيارة: لا بس.. فاتن اختي محصلة بعثة لهالجامعة.. وشكلها بتوافق عليها.. بس انت قول لي شلونها هالجامعة زينة..

لنعيد وصف وضعية مشعل قبل ان يسمع كلمة عن سفر فاتن... كان واقفا وهو يتكأ على قدم اكثر من الاخرى.. وعندما سمع بسفر فاتن... استقام على رجليه... والحياه غابت عن محياه.. فاتن؟؟؟ تسافر؟؟؟؟؟
تقدم لجراح بالم: بتسافر اختك؟
جراح: أي .. ملاقية بعثة لاميركا.. بهالجامعة.. ومادري.. شراييك فيها.. زينة؟
مشعل:.. اكيد.... هذي... ثاني افضل جامعة باميركا.. .
ابتسم جراح: الحمد لله.. زين عيل.. اخليك الحين...

لم يرد مشعل.. وبقي واقفا في منتصف الطريق .. مر عليه جراح وغادر.. وبقي هو على الطريق.. تضربه الشمس في قمة راسه.. وبقي على الطريق..

تهيجت كل اعصابه وحواسه.. تشنجت اوردته... وظاقت نفسه بعنف.. يا للصواعق.. يا للهول.. فاتن مغادرة.. ستسافر؟؟ انها مغادرة عني.. كيف انى لها .. ان تذهب وتتركني.. كيف؟؟؟

توجه ببصره الى نافذه غرفتها... لابد وانها هناك... عمرت في قلبه الامنية المجنونه بان يصعد ليراها.. ويكلمها.. لا بل يعنفها... كيف جاز لها الامر بان تذهب عنه وتتركه بعد ان لقيها في حياته.. كيــف؟؟ هي وهي التي تحبه.. ها هي على وشك ان تذهب وتتركه..

لم يعرف أي طريقا لها.. يريد ان يتكلم معها باي طريقة.. لابد وان يكلمها قبل ان تتخذ هذا القار المجنون بتركه.. لا استطيع ان اصدق هذا الشي.. فاتن تتركني؟؟؟ فاتن تهجرني؟؟؟ لا اريد هذا.. يا ويلي.. لا اطيق هذا..

دخل منزلهم والدنيا تموج بعينيه.. دوار شديد داهمه وهو يركب الدرج.. لا يعرف ما سببه.. وكأن العالم باسره قد تداعي وسقط على كتفيه.. محملا اياه مصيبة ولا كل المصائب.. فاتن مغادرة.. انها مغادرة...
انتابته مشاعر غريبة قبل ايام.. لم تكن جيدة ابدا.. الا انه ابعدها بذكراه البسيطة من فاتن.. ومن كلماتها الشجية ومن نظرتها تلك التي اغدقته بها عندما كان واقفا عند باب منزلها.. كيف هذا..؟ وهل سماء على علم به..؟؟
بهذه الفكرة اسرع على الدرج متوجها الى غرفتها...

الاخرى كانت جالسة وهي تستمع للموسيقى بوضع السماعات على اذنيها..

يرفعها مشعل عنها: انتي كنتي تدرين؟
سماء بانزعاج واضح: اووه مشعل شهالتصرفات؟
مشعل بالم: جاوبيني كنتي تدرين؟
سماء: لا ماادري هات السماعات؟
مشعل بالم اكبر: سماء فاتن بتسافر بره الكويت كنتي تدرين بهالشي ولا لاء؟
انتبهت فاتن لكلامه وانصدمت الاخرى: شنو؟؟؟ بتسافر؟؟؟ وين بتروح
جلس مشعل بقلة حيلة: بتروح اميركا.. تدرس هناك؟
سماء بغباء: اميركا؟؟ وليش؟؟ مو توك انت راد من هناك؟
مشعل: مادري... سماء.. بموت ياختي بموت.. حاس ان الدنيا طاحت كلها على راسي ( يمسك راسه كمن انتابه صداع اليم)
تقربت منه سماء بحنان: يا بعد عمري يا خوي.. سلامتك ما تشوف شر.. بس.. انت متاكد من هالشي؟؟ وبعدين.. فاتن مستحيل تطلع بره الكويت..
مشعل يلتفت بلهفة: شدراج؟؟؟ اهي قالت لج عن الموضوع
سماء: لا ما قالت لي بس فاتن مستحييييييييييييل تترك اهلها واخوانها وتسافر.. هالشي مو طبيعي ولا يدش العقل..
مشعل تعود له الاالام.. تعلق بامل ما اسرع زواله: بس جراح كان متاكد من سفرها.. وفرحان عليه... اااااااااااااااااخ يا ربي ياربيييييي
قام من مكانه بقهر... يضرب بالراحتين وهو لا يعرف سبيلا لها... وبدى كمن لمعت في مخيلته فكره رائعة؟
مشعل: سموي.. روحي لها.. روحي لها وساليها ؟
سماء: شنو شنو شنو؟؟ انا شكووو اروح لها.. ياخي مابي اتدخل في شئونها.. شبتقول عني؟؟ اكيد بتعرف انك انت اللي دازني..
مشعل يجلس عند اخته بتوسل: سماء تكفيييين يااختي والله بموت انا..
سماء بعجز: بس ماقدر اروح لها يا مشعل... تخيل بس لو اروح لها واقول لها( تمثل وكانها ذهبت اليها) هلا فاتن شلونج شخبارج؟؟ انتي من صجج بتسافرين اميركا..
مشعل: مو جذي مو شرط بهالطريقة.. روحي لها سولفي معاها اخذي وعطي بالكلام.. وبالسوالف ايي هالموضوع
يلتفت عن اخته
اخ يا ربي لو فيني بس ادخل لها البيت... لوووووووووووووو

على عكس توقعاتكم فسماء كانت جزئيا فرحة بما قاله مشعل عن ذهاب فاتن للدراسة.. فهذه فرصة عظيمة لم تكن فاتن لتحصل عليها ولا بعد مليون سنة .. ولكن لانها طالبة مجتهدة لقيت ما صبرت له.. الحمد لله رب العالمين..لكن مشعل لا يملك ادنى حق بمثل هذه الردة للفعل.. يبدو كالمغدور به او كالمطعون.. وهو الذي لم يتقدم خطوة واحدة للدفاع عن حبه لها..

مشعل والالم يضج بوجهه: ها سماء شقلتي؟؟
اشاحت بنظرها عنه: لا... وبيني وبينك.. خلها تروح... تشوف مستقبلها.. ( تنظر اليه مرة اخرى) اللي ملاقيته فاتن اليوم مستحيل كانت تلاقيه ولا بعد الف سنة..فليش انت ياي الحين تخرب هالفرصة عليها...
مشعل بصدمة: انا؟؟؟؟؟ اخرب عليها؟؟؟؟ انتي شقاعدة تقولين
سماء: الصج... قاعدة اقول لك الصج.. ياخي خلها تروح وشوف مستقبلها .. خلها تروح وتبني هالطاقة او هالعقل اللي اهي حابه تنميه.. لا تصير لها حاجز يا مشعل.. لا تكون حاجز..
قطعها مشعل: بس خلاص... يعني انا جذي بعيونج يا سماء...( بالم يشير على نفسه) انا حاجز لفاتن؟؟؟ يصير خير... لكن الغلط مو منج انتي.. الغلط مني انا اللي يايلج اطلب منج شي.. ما دريت ان الطلب عندج مذلة...

وخرج من غرفتها وهو يشرع الباب بالقوة... غير عابئ اذا تكسر او تهشم.. المهم انه ينفس عن غضبه العارم... وظلت سماء لوحدها.. حزينة.. على اخيها.. وعلى اختها التي لم تتهنى بها كثيرا.. لتسافر وتبتعد عنها...


الفصل الثاني
=========
في بيت فاضل وبالتحديد في المجلس.. القلب الجريح جالس بالم.. ينظر الى السقف بنظرات فارغة لا معنى لها.. لم يكن في قلبه أي امنية او رغبة في ان يغير من حياته.. ولكم كانت الامنيات عظيمة قبل امس.. واليوم.. البال مفرغ.. والقلب.. جريح ويدمي الما.. لكن.. هذه رغبتك يارب العالمين.. لا احد يعرف مصيره ولا يعرف مشيئة ربه من كل هذه الامور.. ثقتي بك فظيعة يا الهي.. انت تبعث لي رسالة بهذه المصيبة.. لكن.. هل انا مستعد لها؟؟؟

دمعة ناعمة سرت على خده النحيل الاسمر.. ابتسم عندما داعب شفاهه ومسحها بظهر كفه.. دمعة شقية.. شقت طريقها لشفاتي وكانها على الرغم من حزني تريد ان تضحكني.. ما اشقاك من دمعة..

وتذكر سماء.. تلك الصبية الشقية.. ما اشد الشبه بين هذه الدمعة وسماء.. الاثنتان دخلتا حزنه وحولتهما الى ضحك وابتسام.. وانا الذي كنت اتشاجر معها كل ما رأيتها.. مسكينة.. لابد وان اعتذر لها عندما اراها مرة اخرى..

ويرن جهازه المحمول... انه جراح... ماذا يريد؟؟ اووووف لا اريد ان اذهب لمنزلهم.. لا اتحمل ان اكون هناك دقيقة واحدة وانا اعرف بذهاب فاتن بعيدا عني... لا اريد...
وصمت الهاتف ...

وعاد للرنين مرة اخرى..
وبقي خالد ينظر اليه... لربما الامر ضروري وهام... لا اريد.. لا اريد...
وصمت مرة اخرى..

افضل.. يا ليته يصمت الى الابد... ولا يرن مجددا..
ووما اقصر هذه الامنية فهاهو قد عاد الى الرنين... اللهم طولك يا روووح...

واجاب عليه بصوت مقبوض: الووو
جراح: وينك انت.. ليش ما ترد؟
خالد وهو يتنهد: وعليكم السلام.. الحمد لله ابخير.. اسال عنكم انتو شخباركم
انحرج جراح قليلا: الحمد لله نسلم عليك.. انت شخبارك؟
اخباري؟؟ ماذا تظنها.. هل تصدق يا ابن خالتي.. اني سعيد جدا لدرجة اني قد اقفز لولا خوفي من السقف يضرب راسي ويغشى علي: ابخير .. نحمد ربنا... شخبار خالتي؟؟
جراح: الحمد لله تمام... تراني قلت لها البارحة
خالد وقلبه يعتصر الما: وشقالت؟؟

كان في قلبه يتمنى رفضها.. ولكن

جراح: امي وافقت.. تعرف مستحيل تمشي ضد وصية ابوي...
ما العن الاماال العريضة التي تتهدم بلحظات مهانة: الحمد لله.. وفاتن... قلتولها؟؟؟
جراح: اليوم ان شاء الله بالليل.. بجتمع معاها انا وامي.. وانت بعد
خالد بسخرية: انا شكووو..
جراح بجدية: خالد.. خل عنك دور العاشق المعذب.. انا ما قلت لك اللي قلته عشان هالدور البايخ.. انا قلت لك لاني ابي ريال يشد ظهري ويا اختي... وبس.. وانا ماكنت ادري انك مو قد هالشي جان ما قلت لك..
خالد يتدارك نفسه: اسف جراح بس... خلنا من هالشي امتى تبيني اييكم؟
جراح: بعد العشا.. او.. على الساعة 9..
خالد: اوكي.. انا عندكم..
جراح: ليش ما تيي اتعشا ويانا؟
خالد: ودي بس فاضل عازمني اليوم
جراح: اوكي عيل.. اليوم الساعة تسع والا تسع ونص
خالد: ايصير خير..

واغلق عنه... ما هذه الحياة؟؟ لست بناقص.. ولكن.. ياتي المزيد ليشقيني.. لا اعرف يا دنيا ما بالك معي.؟؟ حرمتني من كل شي.. حتى فاتن.. والان.. تريدين ان تتفنني في تعذيبي بان اكون طرفا مساعد في ابعاد فاتن عن الكل... ليس لدي شي اقوله لك يا دنيا الا تبا لكِ

وكم كان الوقت سريعا في المضي.. فهاهي الساعة تدق الثامنة مساءا.. وعائلة ابو جراح مجتمعة في المطبخ وهم يتسامرون.. على الرغم من البرود الذي يجتاح مرحهم المعتاد الا انه افضل من لاشي بالنسبة الى ام جراح.. وجراح هو الوحيد الذي يبدو متغيرا!! للاحسن طبعا..مثلا هو من يضايق مناير بدلا عن عبد العزيز الجالس في المطبخ وهو يضحك بخفة.. وفاتن تقلي الطعام مع امها ..
جراح: يالله ما باجي شي على المدارس.. شهر وانتو هناك
مناير بانزعاج: اوووووووووووووف والله انت مغثة ليش تذكرني بها والله ناسيتها انا... يمه حطي في حسابج هالسنة مو رايحة المدرسة..
جراح: ماشاء الله منور انتي صار لج من يوم عمرج خمس سنوات وانتي في الروضة تقولين نفس الشي وماجوفج نفذتي هالكلام
مناير: انتو مخليني.. والله والله لو بيدي جان ما رحت لكن شاقول.. (تقلد صوت امها) يابنتي البنيه راس مالها شهادتها في هالدنيا سلاح ضد المواقف.. أي سلاح هذا.. ياكل تبن هالسلاح.. يومنه هذا سلاح انا ضد العنف..
جراح: هههههههههههههههههههه
فاتن: بدل ما تقولين هالفصل بتشطر وبرفع من معدلي عشان النسبة.. لا تنسين انتي اول سنه بالثانوية .. منتي بالمتوسطة خلاص..
مناير: ااااااااه يا قلبي ماقدر انا على هالدافورة.. جايفة نفسج ويا نسبتج.. والله انا ابي اعرف انتي تاكلين الكتب
عزيز: لا وانتي الصاجة تبلها وتشرب مايها..
التفت جراح الى اخيه بدهشة: اوه اوه.. شوي شوي يااا عادل امام صكيتنا بنكتك..
فاتن:فديييييييييته يوم انه ينكت علي.. انت مالك خص.. يالحاقد
جراح يمسك قلبه وكانه طعن: اه اه يا قلبي.. كلشي ولا انتي يا الفتنة.. فتونة.. فتووووووونة.. فاتن: ههههههههههههه شتبي
جراح يقترب لها ويهمس: فديت رفيجتج
تلتفت وهي تضربه بالمنشفة: زول زول...
جراح يبتعد: هههههههههههههههههههههههههههه
ام جراح: يالله يا عيال رتبو الطاولة..
******
مساعد كان جالسا في الصالة وهو صامت.. يتنعم بالهدوء.. لا احد بالمنزل .. امه ومريم في منزل اخته الجديد بصدد اعداده.. ولم يعدن منذ الظهيرة.. الحمد لله.. لا ازعاج ولا رنين صوت مريم ولا لؤي.. يبدو انه هو الاخر قد خرج.. ما احلى المنزل وهو هادئ..

يبتسم وهو مغمض عينيه وراسه يتوسد الكرسي الوثير.. كانت ملابسه مريحة للغاية.. قميصا رياضيا رمادي اللون وصروال رياضي اسود.. يبدو صغيرا بتلك الملابس.. وكانه ابن الحادية والعشرين.. ااااه.. كم مضى من العمر يا مساعد.. وانت لم تقم بشي يذكر في حياتك.. حتى مساعداتك الى اهلك.. لم تكن في نظرهم قيمة كما هي رغبتهم في تزويجك.. لكن.. كيف لهم ان يفهمو ما تمر انت به.. صعب.. صعب على كل انسان ان يعرف او ان يفهم مواقف احد ما.. الحمد لله.. كل شي وله حل بيوم ما..

افكاره كانت كلها متوجهة الى منزل ابو جراح... لا يعرف متى سيكشف جراح الموضوع لاخته.. مع انه يعطي الامر الاهمية الكبرى.. ففاتن شاءت ام ابت ستوافق على السفر والجامعة.. كيف لها ان ترفض.. كان بامكاني ان اضغط عليها لكن.. كل ما اتقرب منها تصدمني شرارات كهربية تصدر منها.. هادئة ولكن.. اعاصير هوجاء بها.. لا اتحملها ولا اتحمل صباها الخطير...

كان يدقق في آنية زجاجية على الطاولة وهو يرى تلك الانعكاسات التي تصطدم ببعضها وتكون اروع الالوان.. ويفكر بعيني فاتن.. اااه من عينيها.. تبعثر الجو الساكن وتشوبه بالسحب والرياح.. كما فعلت بحياتي.. فمن كان ليعتقد اني قد اشغل بفتاة غيرك يا حبيبتي الازلية.. ولكن.. هذا عزاء ربي لي.. انه خلقك مرة اخرى في فاتن.. لولا بعض الشوائب ولكن كل شي يتنقى.. حتى الماس نفسه.. وفاتن.. سانقيها بنفسي..

لم يرد على باله لا مرة ان فاتن ربما تحب مشعل.. او انها يوما ما قد وجهت هذه المشاعر الجياشة لاحد ما.. انانيته كانت صعبة جدا على أي احد.. فمساعد من النوع الذي عندما يخطط ينفذ.. ونادرا ما يخطئ.. لكن ياعزيزي يا مساعد.. اتعتقد انك على صواب هذه المرة؟؟ يقال ان لا جرم ارتكب على الارض مثل جريمة تفريق الاحباء.. وها انت على وشك ان تفرق بين قلبين عاشقين لم يتمنا من هذه الحياة الا بعضيهما... اانت على استعداد لتقبل مثل هذه الجريمة الشنعاء.. ؟؟ لا اعرف ما بالك يا شخصيتي الحبيبة.. لابد وان الحب قد اذهب بعقلك..

يدخل لؤي وهو يغني بصوته الناعم.. على غرار ابيه.. يمتلكان صوتا ناعما.. اما مساعد فصوته رجولي وقوي يصل الى اعماق الاذن..
كان يغني بصوت منخفض.. وعندما انتبه الى اخيه المستلقي ابتسم وعلىصوته

لــؤي: قلي يا حلو منين الله جابك..خزن جرح قلبي من عذابك..
جرح القلب من فرقاك خزن..محد مثلي بمحبوبه تمحن
هم هذا نصيبي وانجبر بيك..لا اني اتوب والله يهديك..

مساعد يضحك بعذوبة: ههههههههههههههههههههههههههه
يجلس عند رجلي اخيه: ههههههههههههههه عجبتك الاغنية... تذكر قبل.. ما تطلع الاغنيه من سيارتك..
مساعد: ااااااااااه والله ذكرتني بايام.. ههههههههههههه انا ونايف ما نخلي هالاغنية.. الشريط راح والاغنية ما راحت ههههههههههههه
لؤي: عاد زمن.. الحين انت كبرت وشيبت..
مساعد: ايه اكبر من ابوك انا... اللي يسمعك ما يقول انا اكبر منك بخمس سنوات .. ألف سنة عمري
لؤي: انت فيك ما تبين هالكبر.. بس انت اللي مسوي في روحك جذي.. محد ضربكم على ايديكم (ينقلب صوته الى صوت انثى) كل من شكى بس اشفيكم.. محد ضربكم على ايديكم
مساعد: هههههههههههههههههه
لؤي يتلفت بالمنزل: وينهم الزنانات الحنانات الرنانات زينة الدنيا وبهجتها..
مساعد: في بيت نورو.. يجهزون معاها البيت.. شكلها عزمت اهي وفيصل على الزواج
لؤي: شدعوة يعني اهي اللي تقعد بالبيت.. اربعة وعشرين ساعة هناك.. ولا مرة شفتها من انخطبت تصدق؟؟
مساعد: بعد هذي سنة الحياة البنت تتزوج وتروح تعيش ويا زوجها
لؤي: تتزوج مو تنخطب
مساعد: والله الحين الخطوبة مثها مثل الزواج.. الزواج الحين شكليات عشان الصرف والخساير. انا مادري ليش فيصل ما عطها ويه.. مو كفاية بالخطوبة وكل ذيج الخساير.. فندق وتصميمات مادري من وين وفريق تجميل... والله البنات غوى ومنكر..
لؤي: لا تعيب.. من عاب استعاب .. والعيب ريال واقف على الباب.. ترى انت اليوم تقول جذي.. باجر لي تزوجت بصير فيك نفس الشي وانت بتظل واقف مكانك تقول هييي والله ههههههههه
مساعد: مينون اتزوج.. الا اقول لك.. انت شخبار نتايج الجامعة؟؟ متى بتتخرج؟
تلعثم لؤي بالرد.. فهو لربما لم ينظر الى نتائج امتحاناته.. لعلمه المسبق بها.. ياويلتي لو عرف مساعد.. سيقتلني ويعلقني على مدخل المدينه مثالا يحتذى به
لؤي: والله تمام عال العال يسلمون عليك ومن زمان ما سمعو عنك شي.. والتخرج لاحقين عليه ياخوي..
مساعد: والله خوفي ماتدري ساسك من كرياسك فيها.. عندي احساس يقول لي ان الدوايح على كبر ويهك
لؤي: ههههههههههههههه والله انك نكته نوكته ياخويه.. اصلا يا حبيبي انا مسوي لي مخطط ابعاده تصل الى السبع سنوات او اقل..
مساعد وهو يتنفس الصعداء.. ثرثرة لؤي في مثل هذه الامور.. لا تنتهي: وشنو هالمخطط؟؟ لؤي بكل فخر: اني لازم اوثق نفسي بموادي عشان ما اطلع وانا ناسي شي يعني اعيد المادة مرتين.. ان احتجت وللضروريات القاسية.. ثلاث مرات.. اعجبك موو
مساعد بلهجة قاسية: خل عنك هالغشمرة اللي ما منها فايدة وخط بالك على دراستك.. لؤي.. انت ما راح تلقى لك شغلة زينة وعدلة وتصلح لمواطن كويتي بلا شهادة.. لا تظن انك كويتي خلاص يعني بتلقى لك الوظيفة اللي تبيها.. انت لازم تتعب على عمرك .. زمن اول تحول والوظايف صعب تلقاها
لؤي: لاحقين على الوظايف.. وان ظاقت بي الاحوال ترى السيارات مالية الدنيا.. (ابتسامة ساخرة.. وجميلة نوعاما..) بشتغل تاكسي.. شرايك؟
اراد ان يصرخ به.. ولكن هذه الابتسامة تزحف الى القلب لترسم الابتسامة على شفاه كل من.. لطالما تميز بها لؤي عن كل باقي الاطفال
مساعد : هههههههههههه.. والله مادري شسوي فيك.. خاطري اقطعك على استهتارك.. لكن.. قلبي ما يطيعني
لؤي بدلال البنات: وااااي علي.. اذوب القلوب.. لازم يسموني لؤي الدخيلي... بين قوسين.. مذوبهم.. هههههههههههههههههه
مساعد: قووووووووووووووم ويا هالويه...
******

دقت الساعة التاسعة .. ولم يظهر خالد حتى الان.. جراح كان ينتظر ذهاب اخوته للنوم لكي يستفرد بامه واخته.. ويبدى موضوعه الذي يريد ان ينتهي منه.. يا الله .. اعني على فاتن.. صعبة المراس هذه الفتاة.. لا تقبل بشئ سبق وان رفضته.. وخصوصا في هذه الفترة اعصيبة.. امر مستحيل.. ولكن.. سنرى من سيغلب الاخر..

وصل خالد للمنزل وهو متضايق.. لا يريد ان يدخل.. لا يريد ان يجلس معهم.. ولا يريد ان يكون جزءا من مخططات جراح لاخته فاتن.. لانه معترض على فكرة سفر فاتن وذهابها.. لكن.. يظل غريبا ولا رأي له.. ووجوده هو مجرد مجاملة من جراح.. لكي يطيب خاطري ولكي يجعلني افتخر بنفسي.. لا يفقه شيئا بمدى صعوبه هذا الامر علي.. لادخل.. واشرك بهذه المسرحية.. علها تنتهي في صالح احد ما..

ودخل المنزل...
واستقبلته خالته بفرح: فديت ولد الغاليين يعلني ما خلى من ويهه
التفتت له فاتن بابتسامة ولكن بدت كالغريبة نوعا ما.. ولم يهتم خالد كثيرا..
خالد: هلا فيج خالتي.. خبارج.. عساج ابخير؟؟ شمسوية؟؟
ام جراح: بخير بشوفتك.. تعال يمة اقعد يمي..

واكتمل العدد.. لم تبقى الا مناير لتغادر.. اشار جراح الى امه لتنتبه لوجود مناير.. فهي الوحيدة الباقية.. وأومأت له امه بالايحاب
ام جراح: يما منور.. بسج حبيبتي ذابت عيونج.. قومي نامي من الصبح قعدة..
مناير: يمة بس لحظة شوي المسلسل حلووو
ام جراح: يالله يمة باجر يعيدونه وبتشوفينه
مناير تلتفت: يماااا حرام والله ابي اكمله من زمان ما شفت منه شي واشوف الاحداث كاثره فيه وانا خبر كان
ام جراح: يالله عاد لا ترديني ف كلمتي

استغربت فاتن من اصرار امها على مغادرة مناير للصالة.. هناك امر غريب.. شي ما يجري بينها وبين اخي جراح.. يا ترى ما هو؟؟

مناير: يمه اخر لقطة اخر لقطة..
فاتن: يالله منور روحي طاوعي امي وروحي نامي كاهي عينج مغزرة من التعب.. روحي نامي وانا باجر بس احطونها اقول لج..
مناير: اوووووف حتى تلفزيون ما يخلونه نطالعه.. تصبحون على خير

تضحك ام جراح على ابنتها... وهكذا.. الساحة خالية.. ولا مفر لك يا فاتن..

ولكن.. هي الاخرى نهضت واعتذرت: السموحة انا بروح انام الحين؟؟
قفز جراح من مكانه: لا لا خلج.. لا تروحين الحين
التفتت له فاتن باستغراب جعله يندم على قفزته: تعبانة جراح من الفير وانا موتعية..
جراح مخففا لنبرته السابقة: خلج فتون... نبيج في سالفة..
فاتن باستغراب.. وتوجس: سالفة؟ أي سالفة؟
ام جراح: تعالي يمي يمه حبيبتي...

منصاعة لكلام امها توجهت فاتن لمكان بالقرب منها.. وجلست..: خير؟؟ شصاير؟

كان جراح على اهبة الكلام.. وخالد عينيه معانقتا الارض.. وامي تنظر الى يديها بحزن.. ما الذي حصل.. يا ربي.. لسنا ناقصين لقد تالمنا بما فيه الكفاية..

جراح: الخير بويهج فتونة.. بس الموضوع اللي احنا ياين انكلمج عنه.. موضوع خير علينا وعليج..
فاتن: شنو الموضوع..
جراح يفتتح: فتون.. قبل وفاة ابوي الله يرحمه وصلج ظرف من شركة الوفا للمحاماة عن بعثة دراسية اهما مقدمينها لج .. دراسة مجانية في افضل جامعات اميركا عشان تدرسين اللي خاطرج فيه هناك...
فاتن تكمل: وانا رفضت هالبعثة... وانت تدري بهالشي
بدأت دقات قلب جراح تتسارع.. تبدو صارمة رفضها.. كيف ستوافق: ادري.. وانا جزئيا كنت موافق معاج.. لان الظرف ماكان مساعد.. وكنا احنا في صدمة وفاة الغالي الله يرحمه.. وما كنا في صوابنا.. نفكر على راحتنا ولا فاهمين السالفة عدل..
فاتن والخوف يدب في اوصالها: شتبي توصل له جراح
كان جراح يبدا بالكلام وقاطعه خالد بنبرة هادئة جدا.. ومقعنة بعض الشي: اللي يبي يوصل له جراح اهو.. ان رفضج لهالبعثة المجانية المميزة بصراحة.. شي استهتاري منج يا فاتن.. خصوصا وان مو كل من يلقى مثل هالبعثة اللي انتي لاقيتها.. وقاطتها للاسف بالخمام
فاتن: خالد انت تعرف انا ليش رافضة هالشي.. وبعدين اللي عطاني بعثة في اميركا ما يقدر يعطيني بعثة في الكويت..
جراح: يا فاتن هذي البعثة من اولها لتاليها مخصصة عشان الدراسة بره الكويت.. يعني دراسة على مستوى متقدم وحديث ومتطور.. للاسف ما نقدر نوصل له للحين بالخليج
فاتن: وشالمطلوب مني؟
ام جراح: يا بنيتي .. مو زين انج ترفضين هالبعثة لانها في صالحج.. اهي اللي بتاسس مستقبلج وتبني حياتج وترزقج بشهادة قوية تنجحج في كل مجالات حياتج
لم تصدق فاتن ما تسمعه.. ومن من؟؟ من امها؟؟ يعني انهم كلهم مشتركون في هذا الامر... وابتعدت قليلا عن امها باشاره للانزعاج..

فاتن: اشكر اهتمامكم وكثر الله جميلكم لكن انا ما ابي هالبعثة وقراري نهائي ومحد يقدر يردني
جراح: فاتن السالفة مو سالفة اختيارية.. اهي البعثة ماياتج عشان انج تقبلينها ولا ترفضينها.. انتي مجبورة انج تقبلينها؟
فاتن: جراح انت شقاعد تقول.. بس لانها ي افضل جامعات اميركا الخايسة خلاص يعني لازم اوافق.. ياخي مابي.. السالفة بالغصب اهي ولا بالغصب.. ؟
خالد: لا تفكرين بالموضوع من هذي الناحية فتون.. اهي موغصب.. لكن اهي اختياري نوعا ما اجباري..
فاتن بعصبية: وانت طلعت لي فيها الحين.. اختياري اجباري؟؟ شافهم من هالكلام
جراح: يا فاتن هذي البعثة ابوي اللي حاط راس مالها عشان واحد منا ياخذها.. تعب وشقى وسهر وتعنى عشان واحد منا يستاهل هالمقام انه ياخذ شي او يستفيد من شئ من تعب ابوه وشقاه..

انصدمت فاتن من كلام اخيها الصريح.. بعثة من راس مال كونه والدي؟؟ من اين لابي بالمال لكي يكون هذا الراس المال.. هي ليست بالغبية.. تعرف مصاريف الجامعات الخارجية.. وتعرف كم يتطلب من الجهود والمساعي لكي يحصل طالب عربي عليها.. ما هذه المعضلة يا ربي؟؟

فاتن: شلون ابوي اللي حاطنها؟؟ وابوي من متى له راسمال عشان اييب لنا بعثات؟؟
جراح: ابوي كان مشرك ببيتنا الجبير في مشروع استثماري والحمد لله طلع له باخير.. وكان هالشي على طول ست سنوات.. والحمد لله الله ما خيبه وقدر انه يجمع من البيت مبلغ محترم او يمكن قوي عشان انه يشرك احد منا في برنامج بعثات الشركات .. والحمد لله قدر ونجح.. لكن... ( بالم) ما حصل له انه يخبرج بهالشي....
فاتن: وليش انا... ليش انا؟؟ ليش مو انت.. ما تقول انها من ست سنوات.. ليش مو انت الي ملاقي هالبعثة .؟؟
جراح بالم: لاني استهترت وضيعت مستقبلي في اشياء تافهة.. عمري ما سمعت كلامه يوم كان ينصحني عن المدرسة ويترجاااني عشان ادرس.. وانا كنت افضل الطلعات والسهر بايام الامتحانات على الدراسة.. مو مثلج انتي يافاتن اللي كنتي تدرسين عشان ترضين ابوي.. عشان تفرحينه بالنسب والعلامات.. وهذي كتبة الله ونصيبه
فاتن: لا.. مابي.. مابي... (تعتصر ملامحها الما) جراح لا تسوي فيني جذي.. انا اختك.. لا تبعدني عنكم جذي؟؟؟ لا تجبرني .. تكفى..

وتشيح بوجهها بعيدا عنهم.. متالمة... انها ممزقة بما قاله لها اخيها.. كل هذا يقوم به والدي.. ونحن لا نعلم به.؟؟ الان تبررت عندي كل مواقفه وكل شجاراته التي لم يكن يبدو انها ستنتهي بينه وبين جراح حول الدراسة.. وكيف كانت صحته تسوء بعد تلك الشجارت وهو ممتعض.. فابي ان كان لا يريد شيئا بهذه الدنيا .. هي الحياة التي نعيشها .. محدودية خانقة واحيانا عجز مؤلم نكتفي بحمد الله عليه وبالدعاء لانفراج الهم... لكن.. كيف لي ان اغادر.. كيف لي ان اتركهم.. و....و.... اتركه... كيف؟؟؟؟؟

ينهض ويتجه ناحيتها ليضمها بحنان ... ويهدئ من روعها..

جراح بهدوء: فتون.. لا تخلين قراراتج تكون سريعة ومندفعة... انتي لازم تفكرين.. لازم تحطين في بالج اولوياتج على اولويات الكل.. محد راح يوقف لج في المستقبل مثل ما انتي توقفين الحين للكل
فاتن باندفاع: مو مهم عندي...
يقاطعها جراح: لا تقولين جذي... شوفيني وانا اخوج... كنت عاطي الدنيا ظهري ومستقبل الملذات والضياع بعمري. ليمن... ليمن ضربتني وفاة ابوي مثل الصفعة اللي تنبه الواحد على حياته وعلى الخسارة اللي اهو قاعد يغوص فيها.... وفات الاوان.. ومات ابوي.. وخلاني اطيح بحسافة ما تنتهي.. حرارة في اليوف ما تهدى ولا تستكين...

اشاحت بوجهها عنه معترضة على كلامه داخليا.. لا تريد ان تتكلم... لابد وانها على طريق الموافقة.. ستوافق.. اعلم بهذا..

واكمل جراح.: انا اللي مصبرني هالايام اهي هالسالفة.. اللي ردني للحياة اهو هالطريق الوحيد اللي بين لي اني اقدر ابيض حسابي عند ابوي.. واخليه يرفع راسه فخر بي.. اني قدرت اضمن على الاقل مستقبل واحد من اخواني.. وانتي مو أي واحد يا فاتن.. انتي الام الثانية لنا.. انتي اللي وقفتني لنا وقفة الرياجيل بين الحريم.. ومحد بعمرج يقدر يتحمل ربع المسئوليه اللي انتي تحملتيها باخر الفترة... صدقيني يا اختي انا ما وافقت على هالشي وما استمريت فيه الا وانا متاكد ان هالشي صلاح.. لانه لو كان غلط ربنا ما راح يوافق عليه ولا راح يخليه يستمر.. ولا راح يخليه يظهر لنا مثل الومضات بالحياة...
فاتن بالم: جراح... مابي.. مابي...

صمت جراح.. لا يعرف كيف يقنعها.. انها رافضة تماما لهذه الفكرة... يا ربي.. كيف ساقنعها.. كيف؟؟؟؟
التفت الى امه مناجاة.. لكن الاخرى يبدو من ملامحها انها تراجعت عن الفكرة... ياويلتي.. ها قد صفيت وحيدا بهذه المعركة.. ويبدو اني ساخسرها... لا اريد ان اخسرها..فخسارتي هي كخساره ابي.. سامحني يا ابي... سامحني.. لم استطع ان افعل لك هذا الشي البسيط...

ولكن ظهر صوت خالد من اللاشيء منقذا جراح.. ومعيدا الامل في داخله مرة اخرى...

خالد: فاتن... تعالي معاي شوي.
فاتن: وين؟؟
خالد يشير لها بيديه: تعالي انتي ولا عليج...
نظرت الى اخيها وكانها تنتظر منه الموافقة.. واومأ براسه وغادرت مع خالد ... الى خارج تلك الدائرة المكهربة.. حيث الهواء الخفيف يبرد القلب من الحرارة...

مريم التي وصلت للمنزل لم تكف عن الثرثرة لمساعد النائم ولؤي السارح عند التلفاز.. كانت فخورة بشقة اختها البسيطة.. لكن.. عندما تثرثر مريم.. لا منازع لها.. يااااا للصبر

مريم: وتعرف سعود .. حاطه لها نوع الحوض المائي اول ما تدش البيت.. صراحة فظيع.. صج انها شقة وثلاث غرف لكن شيك.. مادري جم صرف عليها فيصل.. لا والاحلى بعد ان اكووو ثريات صغنونات في الصالة تطلع عليك اول ما تدخل امخليه الجوو رهيب وحلووو...
مساعد: فيصل كان هناك؟
مريم: لاو الله ماكان هناك...اصلا زوج اختك هذا يبين.. ما شفته فحياتي الا مرتين.. يوم الخطبة والملجة.. بس.. والا اذا يانه هني قعد وياكم في الديوانية والا دش على امي بس وسلم.. وايد متدين..
مساعد: مو مساله تدين ولا كونه فري.. ريال محترم حاط حرمة لبيوت الناس.. والحمد لله لازم نفرح ونشكر ربنا على زوج اخت مثل هذا...

مريم: أيــه ماعليه مافيها شي.. الحمد لله على كل حال.. اهم شي نوروو تسد حلجها وتشبع.. تدري سعود.. في البيت حاطين لهم..............................
(( لحظه مريم... ستوووب... دقائق من فضلك ولا اظنها ستقتلك... ماشاء الله عليك.. لنتكلم عن هذه الشخصية قليلا.. فيصل... لم اطريه الا بالاسم.. لم تروه.. ولم تتالفو معه.. ولم تجتمعو به ولا مرة.. سمعتم في البداية كيف نورة كانت تختال به.. ولربما هذه ثالث مرة اذكره.. لاعرفكم عليه...
فيصل الراهي.. شاب فضيل.. يبلغ من العمر الخامسة والعشرين.. يعمل باحدى الوزارات الحكومية بالدولة..
فيصل لم يكن له بالحب أي عنوان.. بالواقع.. لم تكن له صلة بالعالم ابدا.. كان مبتعدا ومنعزلا عنها واكثر اوقاته بالبيت.. وخروجه بسيط.. لربما لاحدى حفلات الاعراس والمناسبات الخاصة البسيطة جدا.. فمكانه المفضل هو المنزل...
بارا باابويه وباخوته.. وبالاخص.. ألفتيات.. يعلم بمدى حساسيتهن ومدى شفافيتهن ومدى حاجتهن للحب والحنان والعطف المستمران.. حتى لو اخطـأن لا يعاقبهن بالصراخ او النعيق الذي يخرق الاذان.. التفهم هو اساس العلاقات .. هذا هو شعاره
لم يكن يخطط لان يقع في حب نورة... الا عندما رآها مرة مع اخته (وداد) سرقت قلبه بكل ما للكلمة معنى.. فنورة جميلة بطبعها وخلابة وفاتنة وتسرق الاضواء اينما حلت.. وهذا كان له الاثر العكسي.. فهي اتخذت من هذا الجمال غرورا وكبرياء.. لكن.. قلب المحب متسامح بطبعه.. لا يقبل بان يضع صورة غير صورة الملاك لحبيبه.. ولانه شاب ذو خلق عال لم يرضى بان تتطور علاقته مع نورة الا في اطار شرعي وتحت انظار الرب وظله.. فتقدم لخطبتها.. ولكون نورة صغيرة بتلك الفترة.. أٌجل طلبة الى ان تنتهي من الدراسة الثانوية.. فبقى هو ينتظرها بتوجس.. ماذا لو رفضوني حتى بعد ان تتخرج... لكن.. كل اعتقاداته وشكوكه خابت عندما تقدم لها للمرة الثانية ووافقو اهلها عليه... وخطبها.. وبهذه الخطبة ملك الدنيا باسرها..
يقدم لها روحه لو طلبتها من غير أي تفكير.. اندفاعيته بحب نورة حيرت كل اخوتها.. فهي بطبعها طلابة.. ولكن.. كما قلت.. قلب المحب.. متسامح..
الان السؤال الذي يتراود لكم... لم ذكرت شخصية فيصل....؟.؟؟؟ اممم.. الايام القادمة او الاحداث القادمة ستبين لكم سبب تقديمي له... وشكرا.. اوه.. نسينا مريم .. تفضلي يا مريم اكملي ما بدأته.. اعانك الله يا مساعد))

تكمل مريم: و حاطين ديزاين ملائكة بغرفة يقولون حق العيال ههههههههه ما يستحون امخططيين من الحين للعيال..
مساعد بضيق ولكن بابتسام: انتي شكو بهالسوالف.. ( ينادي امه) يمه هذي غثة لا تاخذينها مكان مرة ثانية
تطلع الام بابتسامة وهي الاخرى تبدو كمن وز على رأسها الى ان تصدع: والله حالنا من حالكم لا تظنون اننا اقل..
مساعد: ههههههههههههههههه
مريم بقهر: يعني الحين هذا يزاي اني اييب لكم اخر الاخبار..
لؤي: كان حلو منه انه يكون موجز.. مو نشرة الاخبار مرة وحده..
مساعد: ههههههههههههاااااي حلوة ..
لؤي وهو يغمز: صورررررها..
مريم: مالت عليكم اقول... (تقف وهي تتخايل بالمشي) انا بعد.. يوم اللي بسوي لي بيت.. بخليه احلى بيت.. بيت فيه نافورة.. وفيه ثريات.. والجفصين والبلاط من احلى ما يكون (نظرة غرور) بخلي اللي ما يتعجب.. يتعجب.. وقطع بالعدو هذي ويوووه اروح لامي ابركلي...
مساعد: ههههههههههههههههههههههههههاااي
يلتفت اليه لؤي بعصبية..: انا منك اخذها واخرمطها وارميها في البحر
مساعد: افا.. مو مساعد اللي يسوي جذي بخواته.. الا اذا انت..
لؤي: انا ماودي بس قسم بالله تقهرني... اليوم لو سمعت شقالت لي وانا رايح لها افضفض قلبي لها.. كلتني بهدومي.. يعلها مال الويع..
مساعد: ههههههههههههههههههههههه انت عبالك هذي نورو.. يبا هذي لوث.. هذي تربيتي انا.. علمتها شلون تسد السالفة من اولها اذا حستها بايخة..
لؤي يعيد التفكير بصمت: جني انسبيت..
مساعد بصدمة وهو يفتح عينيه علىوسعهما.. وكم بديتا رائعتين: ياااااه لؤي .. معدل الذكاء طاق عندك الالف اليوم؟.
لؤي يبتسم بفخر: عشان تعرف.. يوم لك .. يوم عليك.. مش كل يوم معااااك
مساعد بضحكة صدرت من داخلها: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
*****

جلسا الاثنين عند حوض الزراعة البسيط... مبتعدين بضع الاقدام عن بعضيهما... صامتين.. لا يتكلمان ولا يصدران أي جلبة في المكان... كانت فاتن منحنية وذقنها على ركبتيها.. الحزن يشوب قلبها لكن من الذي سيفهمها.. انها بكماء.. لا تقدر ان تتكلم.. ولا تقدر ان تعبر.. فخوفها اكبر منها.. تريد ان تصرخ باعلى صوتها الخائف.. لا اريد الذهاب.. لا اريد ان اذهب وابتعد عنه.. انا لم اصدق تواجده بقربي بعد تلك السنوات الطوال التي حلمت به لاتخلى عن كل شي واذهب بعيدا عنه... لا اريد.. قل لهم انت يا ربي.. اكشف انت لهم حالي.. فانا لن اتكلم.. لا اقدر ان اتكلم...
لم يا ابي العزيز؟؟ لم هذا التكتم؟؟ هاقد سقطت الامور تباعا بي.. ما شأني انا؟؟ لم انا؟؟
لا تعرف لم تبادرت صورة مساعد في بالها.. واقفا وهو ينظر اليها بانتصار.. لكم اكرهه.. اكرهه..

خالد الذي ضاع في افكاره.. فهذه اللحظه كانت غالية على قلبه... ما احلى ان تكون فاتن جالسة بجنبه.. لا يهمه ان تكلمت او تحدثت.. اهم مافي الامر.. انه يستطيع ان يسمع انفاسها الحريرية...

خالد بهدوء: هدأتي..
لم تتكلم.. وهزت راسها بالايجاب...
خالد: نقدر نتكلم..

لو كانت فاتن تعرف بما حدث مع خالد مع جراح ومدى المه بسفرها.. لقالت انه على وشك البكاء.. اما هو ففسر صمتها على انه الموافقة

خالد: فاتن... لا تظنين اني موافق على سفرج وابتعادج عن الكل .. اصلا.. انا ماشوف هالديرة ولا هالدنيا من دونج..
التفتت فاتن اليه بتوجس.. نظرتها كانت غريبة.. واسرع الى تعديل ما قاله

خالد: لا تظنين اني احبج ولا هالسوالف.. شيلي هالفكرة عن بالج.. ترى البنات ما خلصوا عشان اييج انتي ويا هالراس.. بعدي هالنظرات
ابتسمت فاتن وابعدت عينيها الى تلك البقعة التي كانت تنظر اليها لكن.. اختفت.. وجالت ابصارها لبقعة اخرى..

خالد: فتون.. تذكرين عمي قبل.. ايام ما يجمعنا قبل المدرسة ويقعد معانا بالساعات واهو يتكلم وينصح ويعيد ويزيد... وشوي الا جراح تخب عينه من الرقاد والا انا اللي كل شوي انط له بموضوع عشان يتغير وهو يهاوشني ويهزئني.. ؟؟؟
تهز راسها فاتن وهي تتذكر تلك القعدات... ما احلاها..
خالد: وتذكرين شلون كنتي اتهاوشينا انا وجراح عشان نبين الاحترام وان ابوج لو ما كان يخاف علينا جان ما عور راسه ويا يمعه خايبين؟
تبتسم فاتن وتهز راسها...

خالد بنظرة كلها الم... لا يعرف كيف يسرد هذا الكلام الذي يقطع قلبه من المرة الف مرة..

خالد: عيل ليش انتي اليوم صايرة لنا الهيلق .. والخايبة اللي تعصب عمي...؟؟
التفتت فاتن له بكل دهشة: انا يا خالد؟؟؟
لم ينظر اليها.. اشاح ببصره كي لا يبكي: فاتن.. انا عارف ان مصيبتج ويا هلج كبيرة.. وان الشيء صعب عليج.. لكن ما قد فكرتي بعمي المسكين اللي الله عالم شنو اللي قدمه عشان يلقى لكم مثل هالمستقبل الحلو... مو كل من يا فاتن بظروف حياتنا يلقى هالابواب الذهبية تنفتح له بالحياة.. شوفيني.. لو ما انتو ولو ما عمي بالاخص اللي لمني في بيتكم على عكس أي واحد ثاني جان انا ضايع.. ومن يدري.. يمكن مت من زمان واجتمعت بامي وابوي..
فاتن: يومي قبل يومك
التفت اليها وهويبتسم.. ولم يكن يعرف ان دمعته قد هطلت من جفنه الاحمر: ... انا حامل فضل ابوج علي ليوم القيامة.. وبظل اقوم واقعد وانا اذكره بالخير والرحمة لروحه الكريمة اللي بصراحة ما تتوافر بهالزمن الغادر... خصوصا لنا احنا الشباب..
فاتن التي شابت روحها بدمعة خالد .. لاول مرة يبكي.. لاول مرة يبكي امامها.. : خالد.. انا ماقدر اروح...
خالد: تقدرين ممو ما تقدرين.. انتي خايفة فتون... وبس... هذا كل الموضوع.. لكن.. انتي ما حطيتي في بالج المتعة اللي انتي راح تلاقينها..

بحماسة يلتفت لها وهو يمسح عينيه وقلبه يتمزق على هذه التمثيلية التي يؤديها امامها

خالد بابتسام ولمعان بعينيه: راح تلقين ذيج المكتبة اللي فيها من الكتب اللي يحوس عيونج الهبلا.. وراح تلقين ذيج المباني اللي تضيعين فيها وهذا شي مو غريب عليج.. راح تشوفين شباب من كل جنسيات العالم .. الحمر البيض السمر السود الصفر كل شي كل شي..
فاتن تضحك لاسلوبه في السرد..: هههههههههههههههه
خالد يبتسم بصدق: صدقيني.. راح تكونين ولاشي في هذاك العالم لان العالم ما راح يتمحور عليج انتي بس.. راح تكونين انتي ويا ثكنه من الشباب اللي راح يطلع منكم الذكي وراح يطلع منكم الطالح مثل ولد خالتج الحلوو...
ابتسمت فاتن وكان وصفه قد اعجبها...
خالد: تخيلتي... شفتي شكثر حلوة الفكرة... وشكثر مفاجات ومغامرات راح تكون لج هناك.. فكري فيها.. لا حسيب ولا رقيب؟
فاتن بعصبية: شقالوك ؟؟
خالد يقطعها بضحكه: ههههههههههههههههههههه سوري.. فكرتج انا في دقيقة.. هههههههههه بس.. فكري في اللي قلته لج.. فكري في فرحة هلج يوم تردين لهم وعندج شهادة من اميركا.. تخلين خالتي ينرفع راسها.. وعمي ينذكر بكل مرة ينادونج باسمه.. الدكتورة فاتن عبدالله الياسي.. حلوو مووو؟

فاتن وهي تبتسم... صحيح كلامه.. هذا الانسان..

خالد بهدوء مرة اخرى...: فاتن... قبلي هالبعثة.. وروحي... وخلي الابواب الذهبية تنفتح عليج.. وخلي هالروح المحبوسة تطلع هناك.. ظيعي في الجو هناك.. اسبحي في ذيج المعلومات وذيج الحياة الغريبة.. وردي لنا... بعدين.. وعندج كل السوالف اللي ما تمللنا ولا تعور راسنا... وتخلينا كل ما نقعد معاج نكتشف فيج الكثير الكثير...

التفتت فاتن له والدموع تتلألأ بعينيها..... لقد جعلها تقوم بتلك الخطوة التي لم تصدق انها قد تقوم بها في يوم ما.. الخبيث.. لقد اقنعها بفكره السفر..لربما ذكره لوالدي هو ما جعلني ارتبط بالموضوع اكثر... صحيح يا فاتن.. هذه فرصتك لكي تبدين شكرك وتردين جميل والدك الكبير عليك وعلى اخوتك... انها الفرصة يا فاتن.. انها الحياة التي انتي لطالما حلمت بها في دفتر يومياتك وخواطر حياتك... انها تلك اللحظه التي لطالما تخيلتها .. وانه ثمر الجهد والتعب طوال تلك السنوات بالتفوق ..
لكن.. قلبي ما شانه لكي يتقطع هكذا بالرحيل عن من يحبه ومن يشتاق له... ما شان قلبي المسكين الذي احب ولا يريد من هذه الدنيا الا حبيبه.. لم هذا الصراع في بالي.. ولم هذه اللوعة الشديدة.. احبه.. وساغادر.. ولكني ساعود.. دائما وابدا ساعود.. ساعود له ولاهلي ولكل الناس.. لن ابتعد كثيرا.. لن اغيب عنه طويلا.. لكن.. كيف لي ان اقول كل هذا.. هل قبلت يا ربي بهذا القرار..؟؟ هل قبلت بهذا المصير؟؟؟ هل هذي هي كتبتك لي يا ربي؟؟؟
وفقني يا ربي... وفقني...
التفتت الى خالد لكنه لم يكن هناك.. يااااه.. هل ضاعت في افكارها الى تلك الدرجة بحيث انها لم تلاحظ مغادرته... لربما ارادني ان اكون لوحدي لكي اغوص اكثر بتلك الافكار... يا حبيب قلبي يا خالد.. يا اخي المفضل في هذا العالم.. وصديقي الذي لا يغلبك صديق...

بدخولها للمنزل توجهت كل الانظار اليها.. وبالاخص.. اخيها جراح.. كان يبدو كالمنتظر لحكم اما ان يحيه .. او ان يميته... مسكين انت يا اخي.. كلهم لا يستحقون مني الاهتمام مثلك.. ولهذا تقدمت له اولا...
وجلست عند رجليه وهو ينظر الى عينيها ...
ولم تتكلم... وابتسمت بتلك العذوبة في قلبها.. فتهللت نظرات اخيها وتشققت بشرته بابتسامة عارمة.. فرفع كفيه الى وجهه فرحااا وغبطا لما حققه.. اااه يا اخي.. لو كنت اعرف ان هذه سعادتك لما توانيت لحظة عنها...

وبتلك اللحظه
والعائلة جالسة في تلك الصالة المنيرة..
الام عند ابنها.. والاخت عند رجل اخيها الذي يمسح على شعرها.. وراس الاخت على رجل اخيها.. وابن الخالة يضم ابن خالته بفرح وانتصار...
تبتعد الصورة...
وتبتعد.. لتتجه الى تلك السماء..
حيث يقبع ...
رجل.. يبتسم بكل فرح.. وبكل فخر.. وهو ينظر الى ابناءة
ثمره بتلك الدنيا...
ثمرات.. لو وزعت في هذه الدنيا لتغطت بالنعيم والطيبة..
الحمد لله رب العالمين.؟...

فاتن ووافقت على السفر... ومساعد ونال ما اراده..
مشعل... ما موقعه من الاعراب..
اهل سيتقبل غربته مع فاتن... ام انه سيرفض وسيقوم بما لا يدخل العقل؟.؟؟

خالد.. هل هذه هي اولى خطوات النجاح في حياته...؟؟ ام هذه النكسة التي ستؤدي به؟؟
جراح؟؟؟ ما الذي سيجري عليه الان وقد سقطت مسؤولية اخته عنه ولكن زادت بعد ان تغادر فاتن.. فهي التي كانت تمسك القارب من دفة اليسار...
ما الذي سيحصل؟؟؟ وما هي الحياة التي تنتظر فاتن.؟؟؟؟

التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 26-07-2006, 07:02 AM   #27
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الجزء الحادي عشر
الفصل الاول
-----------------------
ها انا مسافرة... مغادرة هذه الدنيا الجميلة التي عشتها... مبتعدة عن كل احبابي وكل اقربائي.. ومبتعدة عنه ايضا... الرجل الذي لطالما تمنيته في حياتي.. واردته وحلمت به نعومة اظافري..
مغادرة عن كل ما بنيته طوال ال 19 عاما.. لا اعرف.. حتى اتفه الاشياء تبدو لي غالية وقيمة على قلبي.. ياااااااه.. كيف قبلت بكل هذا؟؟؟ كيف رضيت.. اين ذهب عقلي؟ واين كانت اصابتي ورجاحة عقلي؟؟ قال لي خالد كلاما لا اذكره الان.. هو من شجعني على السفر.. ولكن.. لا اذكر الان كلامه.. لو كنت فعلا قد اقتنعت به .. لكان الان يرن في اذني بعنف.. ولكن...انا لا اذكر شيئا.. إطلاقا.. إطلاقا...

مضت الايام سريعة وحزينة على فاتن وهي تعد نفسها مع اخيها للجامعة.. فحوصات مختلفة ورحلات متعددة للمستشفى ولمكتب المحاماة وللبنك و.. و .. و تستمر القائمة وكل هذا يجري وهي غير مهتمة او عابئة.. فبسرعة قبولها لتلك البعثة لم يكن لها مجال للتفكير او اخذ بضع ايام للوصول لقرار أخير بشانها؟؟

وها قد وصل يوم الاربعاء وهي لا تعرف أي خبر عن مشعل.. سمعت من امها واخيها ان اليوم سياتي لمنزلهم مساعد الدخيلي.. ليلقي عليهم وصية الوالد.. لا رغبة لفاتن ان تجلس في مكان واحد مع ذلك المتعجرف المغرور ولكنها ستحاول ان لا تعيره ادنى درجة من الاهتمام.. ولكن.. ياريتها مريم هنا اليوم.. انا احتاجها بقوة..
*******
مساعد: لا بس نجاة انا ابيج تظلين حاملة موضوع البعثة على انج انتي المنسقة
نجاه: مادري يا مساعد انا ما عندي أي فكرة عن هالموضوع بس لو تعطيني اوراق عشان ادرسها تعرف يعني اخذ فكره ولو مبسطة..
مساعد : ماله داعي يا نجاه خلاص الحين السالفة انطلت عليهم انج انتي المسنقة
نجاه وهي تضع يديها على المكتب: اموت واعرف انت ليش مو حاب تاخذ التقدير لكل هالبعثة.. والله يا مساعد اللي انت نظمته فيها محد يقدر يسويه.. شغل مضبوط ما تفكر تروح في الوزارات في قسم البعثات؟ (وهي تضحك)
مساعد يبتسم: أي عشان شهرين وانا منتفخ من زود الجاي ولا الجرايد اللي قاعد اقراها.. خليني هني احسن لي ولكم..
نجاه: خلاص عيل.. انت قبل لا تييب أي احد عندي خلني اكون محتاطة وفاهمة الشي.. مو مثل هذيج المرة دخلت الولد علي وانا ما عندي أي فكرة لو ما كلامك الدايم عن هالبعثة...
مساعد: لا بس انا اوعدج ان هالموقف ما يتكرر عليج..(ابتسامة دبلوماسية) اشكر مساعدتج يا نجاه
نجاه وهي تخرج من المكتب: u o me msa3ed

يوطئ رأسه على الكرسي وهو يحدق بالسقف.. لكم هو جميل عندما تقوم بعمل انت مسرور وراضٍ عنه.. ها قد ضمنت مستقبل فتاة قد تشكر عليه طوال عمرك.. الحمد لله رب العالمين..
ابتعد عن الكرسي قليلا ليخرج اوراقا متعلقة بموضوع وصية اب جراح.. ومعها.. كان دفتر عالية الذي احتفظ به لمدة طويلة ابتسم عندما رآه .. لم يقرأ منه منذ مدة طويلة.. اخرجه وهو يخرج الاوراق ..

لم يعر الاوراق أي اهتمام ونصب بصره على ذلك الدفتر.. كان بنيا جلديا وبه غرزات بيضاء على الجنب.. اوراقه صفراء غير مسطرة.. ومليئ بالصور المتعددة.. اكثرها شاعرية ورومانسية.. يضحك.. فباليوم الذي اخبرته عالية عن الدفتر ضحك عليها بمليء فاهه .. ولكم انزعجت وغضبت منه .. حتى انها رمته بالدفتر على راسه وابتعدت عنه لمنزلها.. لحقها ولكنها اختفت عن ابصاره.. ولينتظرها توقف عند المنزل واذا بها تعود للمنزل مشيا على قدميها.. وعندما رأته توقفت قليلا ولكنها اعادت السير بسرعة لكي تدخل المنزل قبل ان يمسكها عند الباب.. وبالفعل.. نجحت بذلك لان مساعد لم يخرج من سيارته وبقي فيها الا ان تاكد بدخولها للمنزل.. هو ليس عديم الاخلاق الى تلك الدرجة لكي يلحقها ويمسكها بوسط الطريق.. يكفي انها تاتي اليه خلسة لتجلس معه..

ومنذ ذلك اليوم والدفتر بحوزته.. لم يعطها اياه.. واكتفى بان يعجب به لوحده..
وفي تلك الاثناء ابتسم لذكرى شكلها الجميل .. كانت تشبه فاتن الا بشي واحد.. قدها النحيل وطولها الفارع.. كانت كعارضات الازياء ولكن بحشمة.. وهذا ما اعجبه بها.. وحتى مرضها لم يكن ذي الاهمية لديه.. فشل كلوي.. هذا ما كانت مصابه به.. وهذا ما اماتها.. ولكم كانت تلك السنة صعبه عليه.. كان باخر سنة دراسية بلندن.. ويعد بحث تخرجه مع زملائه عندما استلم الخبر.. فقبل ايام انعدمت رسائلها التي كانت ترسلها اليه ليستقبلها بلهفة.. وجن جنونه وهو يفكر باسوء الاشياء.. وتحققت اسوأ مخاوفه.. فقد استلم خبر وفاتها باسبوع من انقطاع الرسائل... لا زال يذكر كلام امه بذلك اليوم..
(( حاولو وياها... حددوا موعد للعملية.. وماتت قبلها بيومين.. كان يومها يا وليدي.. حكمة ربك اقبل بها ))

اسند راسه ليقيه من ذلك السيل الجارف من الذكريات ... ما باله قلبي لا يبكيك بعد الان يا عالية.. لم لا يعتصر الما كما الماضي عندما اذكرك... ؟؟؟ الهذه الدرجة استفحلت فاتن بداخلي.. لدرجة انها قد.. اقست قلبي عليك...

كلا والف لاء.. قالها وهو يضرب على الطاولة الكبيرة... فاتن.. فاتن لا تستحق منه كل هذا التعب.. انها .. انها مختلفة عنك انتي يا حبيبتي.. انها طائشة وغبية وجاهلة لا تفهم أي شي.. عمياء عاطفتها تسيطر عليها.. لا يمكنها ان تكون بنصف رجاحتك..

اسند راسه مرة اخرى.. ما هذا الصداع الشديد الذي ينتابه.. انه بحاجة الى اجازة.. ولكن.. متى يقدمها.. فابو زياد مقبل على سفر مع اهله والمكتب ومسئولياته ستقع على عاتقه لوحدة.. لابد له وان يبقى ليرعى المصالح.. وفور عودة ابو زياد سياخذ هو الاجازة.. وسيخرج من هذه الاجواء الخانقة.. الى الراحة...

وابتسمت شفاهه وهو يذكر مريم اخته.. لكم كانت تثرثر عن السفر خارجا.. وانها تريد الدراسة مع فاتن.. وكيف ان فاتن هي المحفز الرئيس لها على الدراسة ولولا فاتن لكانت قد بقيت في المدرسة حتى الان تعيد ما عليها اعادته.. كانت تبالغ اعلم بها ولكن .. عجيبه هذه الصداقة الحميمة بين مريم وفاتن.. تقول انها كانت صديقتها منذ ان كانتا طفلتان.. فكيف لا اذكر وجود فاتن بحياتي مسبقا.. ؟؟؟ عجيب هذا الامر.. لا تصل بها قليلا وافرحها واخذها معي لمنزل ابو جراح.. حتما ستكون غبطة..
ورفع السماعة ليتصل واذا بهاتفه المحمول يرن.. والمنزل يتصل به... فاجاب عليه..
مساعد: الووو
مريم: هلا مساعد
مساعد يبتسم: ماشاء الله عمرج طويل..
مريم بابتسامة: وناااااسة من قاللك؟
مساعد: يالخبلة توني بدق البيت عشان اكلمج
مريم: صج والله. حياتي اخوي.. محد قط افتكر فيني ورفع السماعة واتصل غيرك انت وفتيييينة
كادت الابتسامة ان تتوسع الا وذكر فاتن يعود اليه ليتجهم..: زين مريم ابيج تزهبين حالج على الساعة 4 جذي عشاان بنروح بيت بو جراح..
مريم بفرح: والللللللللللله احلف.. والله احلف.. احلف مساعد ماصدق..
مساعد: شكو ما تصدقين عبالج السالفة صعبة .. زهبي حالج وخلاص لا تناقشيني اكثر
مريم : اوكيك ياكيك اوكيكككككككككك ياكيك.. انا ازهب حالي وما تي البيت الا وانا زاهبة
مساعد يبتسم: سلمي على امي.. ويالله بخاطرج
مريم: ربي يطيب خاطرك ياخوي... باي

اغلق عنها فقزت مكانها فرحا... انها مشتاقه لهم.. لها.. وله .. وله وله وله.. ههههههههههه كل شوقها الى جراح.. فمضى زمن طويل لم تره بها.. وهذه الزيارة ستكون من افضل الزيارات.. في قلبها احساس عميق تجاه هذا الامر.. شكرا يا ربي.. شكرا..
*****
مشعل الذي عاف الهناء والراحة وبقي مهموما طوال الوقت لا يريح جفنا ولا ينبس ببنت شفة.. اظلمت الدنيا عليه وعلى عينيه.. فبعد كل تلك الامال العريضة ها هي تخبوو امام عينيه الواحدة تلو الاخرى.. فاتن راحلة.. راحلة الى بلد هي اجنبية عنه .. لا تفقه به شيئا ولا يمكنها ان تعرف لعاداتهم وطباعهم لانها بعيدة كل البعد عن قساوة المكان وغربته.. كيف انى لجراح ان يتركها تسافر بعيدا عنه.. وعن امها واخيها واختها واحبابها واصحابها كلهم؟؟ فاتن ليست بتلك القوة لكي تغادر مجتمعا ضمها طوال عمرها لمجتمع هي بغنى عنه!! ياربي.. كيف لي ان امنع هذه السفرة.. كيف لي ان اوقفها او ان اماطلها لكي تتاجل.. وتلغى وارتاح.. كيف؟؟

اما سماء فمنذ عرفت ذلك الموضوع وهي متوترة.. لا تعرف .. حرام ما يصيب اخاها ولكن فاتن تستحق فرصة ان تخرج من هذا العالم الى عالم اخر حيث تجد نفسها وتبحث عن ذاتها.. فبزياراتها القليلة ولكن الطويلة لفاتن عرفت فيها امورا كثيرة ولو ان انها لا تتكلم عنها كثيرا.. فاتن بطبعها مغامرة وتحب المفاجات والتحديات.. وان كان هناك أي تحدي موجود فهي هذه السفرة.. يارب وفق فاتن.. فهي بحاجة لك...
في الصالة حيث التلفاز مفتوح ومناير وفاتن السارحة جالستان امامه وامهما معهما وهي تنظر الى الساعة كل حين.. خرج جراح منذ ساعة ولم يعد حتى الان.. اين هو يا ترى

ام جراح: يمه فاتن قومي اتصلي في اخوج طلع من ساعة ولا رد
فاتن: يمة يمكن ويا ربعه ولا شي؟
ام جراح: ربعة هالوقت من الصبح.. يمة قومي اتصلي فيه جوفيه قلبي ماكلني عليه
فاتن وهي تنهض: ان شاء الله مافيه الا العافية..

وتحركت فاتن لتتصل باخيها .. الا وهو يدخل المنزل..

مناير: كاهو ياج بنفسه بعد..
جراح بغرابه: ليش شصاير؟؟؟
ام جراح: لا يمة بس استهميت عليك شفتك تاخرت تحيرت عن مكانك
يجلس بجنبها وهو يتنهد: اااااااااااااااه انا ماقدر ياناس ياعالم.. كل هالحب ومن ملكة جمال العالم.. يمه خفي شوي ترى انا بموت جذي من زود هالرومانسة والشاعرية
فاتن بظيق: بسم الله على روحك.. بس هالرياييل ذبحة يدعون على اعمارهم وبس ..
وغادرت عنهم..
جراح باستغراب: علامها فتون؟؟
مناير: مادري شفيها من الصبح واهي معتفسة..
جراح: احد قايل لها شي ولا مزعلها
ام جراح: لا يمة بس اهي شوي متظايقة على سالفة السفر و شغلاتها..
جراح: زين مافيها شي كل الناس تسافر وتدرس بره لاهي اول وحده ولا اخر وحدة.. اااااه خل اقوم واروح اشوفها شفيها شمافيها.. وارد لكم
مناير: والله ياريت تاخذني وياها عشان لا تمل..
جراح: انتي بعد حطي بالج على عمرج ودراستج وراح تروحين وتوصلين لمستوى فاتن وتلقين بعثة..
مناير بضحكة: هااااااااه.. جان جذي.. ابشروو.. بلقى بعثة وباحس جامعات صوماليا.. جان فيها جامعات يعني

يضحك جراح وامه ايضا ويتوجه للاعلى حيث اخته الحزينة.. ما بها فاتن؟؟ لم عليها ان تبدي كل هذا الحزن وهي على سفر جميل ومغامرات قادمة لا يحصل عليها كل شخص.. ؟؟ اه يا فاتن لم هذا التجهم...
يدق باب غرفتها فيلقى جوابا حزينا:: تفضل جراح
يدخل وهو يبتسم بعذوبة...: دريتي انه انا؟؟
تبتسم فاتن: ومن غيرك يعني اللي يحلق ورانه.. ما عاد لنا الا انت..

التفتت عنه والدموع تتحادر على خديها بعنف.. حتى جراح نفسه.. تالم قلبه لكلمات فاتن.. ما بالها تتحدث هكذا؟؟ الم نوعد بعضنا بان ننسى الحزن والالم.. ونبقي ما بقلوبنا ذكرى جميلة نبتسم عليها..

جراح يذهب اليها: فتون.. علامج؟؟ ليش زعلانة ؟ من مزعلج؟
فاتن وهي تمسح دموعها وعينيها على شرفة مشعل.. : مافيني شي... محد مزعلني... ماكو شي..
وغابت في البكاء.. لااا.. انها تشكي من شيء.. ماهو ياترى..
جراح: فتون اذا في قلبج شي قوليه حبيبتي انا هني لكم اسمعكم وافهمكم.. فتون لا تعورين قلبي عليج قوليلي شفيج..
فاتن تلتفت اليه وتغيب في احظان اخيها: جراح مابي اروح عنكم... ما بي اسافر وابتعد.. ابي اظل وياكم... ماقدر افكر اني مابشوفكم كل يوم وكل لحظة... تفهمني.. مابي اروح عنكم مابي...

مسح جراح على راسها وهو يغمض عينيه... وانا الذي ظننت السوء..

بحنان بليغ: بس اهدي انتي.. .اهدي.. وبسج صياح.. عورتي هالقلب والله.. وانا من وين لي الصبر اتحمل نعومتكم انتو يالحريم.. لابج انتي ولا امي ولا منور على غثتها.. من حلاكم قلبي متعور لا وتبجين انتي الحين.. ماقدر صراحة

تضحك فاتن بنعومة لاخيها. وتمسح دموعها بظهر كفيها.. لا يعني انها لم تعد حزينة بل.. عليها ان تكتم اهاتها كي لا تنفضح امام اخيها... فهي بغنى عن كل تلك الجدالات التي يمكن ان تصيب حياتها..

يجلس معها اخيها وهو يمسك بيدها: فتون حبيبتي.. انا ادري ان هالشي صعب عليج انتي بالذات انج تتركين الكل والبيت والمسئولية اللي باين انج تستمتعين بها.. وانا مالومج ياختي ابد.. ابد.. بس.. في نفس الوقت حرام انج تحرمين نفسج من هالنعمة اللي طاحت بين يديج.. نعمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل ابوي لقيتيها..
فاتن بحزن: انا ماظن ابوي كان يبيني اسافر بعيد عنكم ولا بعيد عن هلي وناسي جذي..
جراح: ادري يا فاتن ولا انا لو كانت الظروف غير كنت بقبل بسفرج بالعكس كنت بكون اول واحد انه يرفضها ويخليج تقعدين معانا... بس انتي لازم تشوفين حياتج يا فاتن ..هذي فرصتج بالحياة انج تخرجين من النطاق اللي احنا معيشينج فيه.. روحي هناك حبيبتي وعيشي وشمي هوا ثاني.. ارفعي راس ابوي والكويت بنجاحج وتفوقج.. خلج هناك راية بيضا نحملها في ويوه الناس اللي ندفع بها فقرنا وحاجتنا.. لا تظنين انج راح تتغيرين ولا انج راح تتاثرين.. انتي معدن اصيل .. والمعدن الاصيل عمره ما يصدى ولا يتغير لونه..
فاتن تبكي: ان شاء الله..
جراح يضمها الى قلبه: حبيبة قلب اخوووووووها والله.. حبيبتي فتون...

صمتت.. لا تستطيع ان تتكلم عندما تسمع اخيها.. فهو متحمس لسفرها اكثر منها.. ولا تظن انه كان ليتوانى لو كانت هذه فرصته لا فرصتها.. حتى بحبه لمريم الا انه سيغادر ويرحل ويرجع وهو ظافر بشهادة يرفع راس كل من به..

يارب... اجعلني من هؤلاء الذين يفرحون بانجازاتهم.. قوني يارب.. اريد ان اكون مصدرا للفخر والاحتفاء.. قوني يا ربي.. قوني..

على الدعاء نزلت فاتن واهي مجبرة الى الطابق السفلي.. وهي تجر نفسها لكي تبتسم او تبدو طبيعية امام امها وان تكسب الوقت كله في صالحها من اجل ان تبقي ذكرى طيبة لها مع اهلها قبل رحيلها.. وان كان هذا شيء صعب الا انها ستحاول.. وهذا جل ما تقدر عليه..

هاهي الساعة تشارف الثالثة ولم يصل مساعد للمنزل حتى الان.. لم تستعجل مريم نفسها لتهب بالاتصال وانما انتظرت حتى ان ياتي اخاها.. فهذا هو وقته عندما يتاخر باخر يوم بالاسبوع.. ولا تريد ان تزعجه كي لا يغير رايه بشان اصطحابها الى منزل ابو جراح.. ستنتظر..

وطال الانتظار الى الثالثة والنصف ولم يصل.. فشغلت نفسها عن الانتظار بالتزين.. ولم يبقى شيئا لم تضفه الى وجهها.. لا تحتاج للمكياج كثيرا لكن انتظارها كانت مملا مما جعلها تقوم بما قامت به.. اعجبتها النتيجة ولكن كانت مبهرجة كثيرا.. فبدأت تمسح فيه..
الا بصوت مساعد من الاسفل..

مريم: ياويلي.. توه الحين ياي.. انا الحين شلون اشيل هالخرابيط؟؟؟ (تنظر الى نفسها بالمرآة) يوووووووووه يا مساعد شسويت فيني..؟؟

خرجت من غرفتها مسرعة لاخيها تستبقيه اكثر .. وعندما نزلت...

مساعد بنظرة غريبة: مريوووووم؟؟؟ شمسوية في روحج؟؟ شهالخرابيط اللي فيج؟ رايحة عرس انتي؟
مريم بحيا: مادري يا خوي.. بس انت اله يهداك تاخرت وانا ما احب انتظر رحت صبغت ويهي.. دقايق بس ورادتلك..
مساعد: ماعندي وقت مريم مواعد الناس على الساعة اربع..
ام مساعد: ليش شصاير عندهم؟
امساعد: مواعدهم على قراية وصية عمي بو جراح؟؟
ام مساعد بلهجة قاسية: وما كو احد الا انت؟؟؟ جان خليت احد ثاني يسويها لهم..؟؟

لم تكن هذه بالجديدة على امه فهي منذ وفاتهم وملا حظتها لانشغاله الدائم بمسألتهم احست بالغيرة وتغيرت تصرفاتها تجاه ال الياسي..

مساعد غير مبالي: لا اكوو.. بس انا اللي ابي جذي.. ها يمة أي اعتراض ثاني..
تشيح بوجهها: اللهم لا اعتراض.. بس لو تحط بالك على حالك اكثر من بيت الياسي يكون خير يا وليدي..
مساعد بقلة صبر: ان شاء الله... مريم... مرييييييم

مريم التي استفادت من جدال امه معه اتجهت الى غرفتها ومسحت الالوان بسرعة ولكن ما فعلته كان اسوأ من السابق... لا بأس مع فاتن ستقوم بكل شي...
ونزلت وهي متغشية بشالها..

مساعد: تدرين اني ماحب هالحركات
مريم: الله عليك يا مساااعد اللي يسمعك يقول على طول بسويها بس اليوم عن ويهي..
مساعد: اللهم طولج ياروح.. هذا اللي يبي البنات.. خله يشبع من شقاهم..

تركها وطار الى سيارته وهي تجري من خلفه.. وعندما ركبت تحركت السيارة مسرعة.. مع ان منزل بو جراح قريب الا ان مساعد لا يحب – خصوصا عندما يرافقنه النسوة- ان يسير بهن في الشوارع.. رجل تقليدي.. يحب الستر..

وفي السيارة..

مريم: مساعد امي شفيها وياك على بيت عمي؟
مساعد وهو ينظر امامه بحزم: امج غيارة وما تحب ان عيالها يحبون غيرها.. مو حركات ناس عدلة بس شنسوي امنا ولها حق علينا.. احسن شي نسويه اننا نسكت عنها وتخليها تقول اللي تقوله.
مريم بخوف: يعني اهي ما تحب بيت عمي بو جراح؟
مساعد: قبل لا الحين.... مادري

توجست مريم.. كيف لامي ان لا تحبهم.. كانو رفاقا قبل ان آتي الى هذه الدنيا فما الذي حصل كي تكرههم امي؟؟ يا ترى ماذا سيجري لي عندما ياتي جراح لخطبتي؟؟ هل سترفضهم بسبب هذه الكراهية؟؟ اوووووووووه لست بناقصة يا امي... تبا للحياة..

مساعد ينظر اليها: وانتي علامج ساكتة... بالعادة تقرقين ولا تسكتين؟
مريم: لا مافيني شي ...
بصمت تفكر..
مريم: اقول مساعد.. عادي اقعد وياك يوم اللي تقعد فيه وياهم؟
مساعد بصدمة: طالع انا شلووون مافكرت بهالشي؟؟؟ نسيت اني بقعد وياهم؟؟ يا ذي الورطة
مريم بستغراب: هو ليش؟؟؟ بقعد معاكم مافيها شي لا ني غريبة ولا هذا سر من اسرار الحكومة السوفيتيه..
مساعد يبتسم: ادري بس هالنوع من الاجتماعات يبيلها خصوصية.. خليني اردج البيت الحين
مريم: شنوووووووووووووووو؟؟ كمل كمل دربك يالله يردني البيت.. انا زين مني لقيت فرصة عشان اطلع ليش تردني؟؟ مساعد خلاص والله بقعد انتظركم في الصالة ولا في المطبخ تكفى..
مساعد: اخاف ينزعجون منج ولا ينغثون؟
مريم: لا لا تكفى ما بينغثون خلني اروح بس؟؟
مساعد: هههههههههههههه لا لا ماقدر اعرض الناس لهالنوع من المصايب اردج البيت احسن...
مريم: لااااااا تكفي والله ببجي الحين..

مساعد الذي بدا مستمتعا بهذه المشاكسات مع اخته الصغيرة.. ما احلاها مريم.. منذ ان كانت صغيرة وهي على هذه الحالة.. لكنه لم يكن معها كثيرا فكان شابا يحب الخروج كثيرا رغم تفوقه بالدراسة.. وبعدها اتته البعثة ليبتعد خمس سنين عنها ليعود ويجدها فتاة يافعة.. انها اكثر شخص على هذه الدنيا لديه معرفة قوية بفاتن.. لو كان لي الحق بالسؤال لسألتها.. ولكن اخاف من تفسيرها لردة فعلي.. قد تقول اني احبها.. وهذا امر مستحيل.. فانا لا يمكن ان احب فاتن... معجب بها نعم.. احبها؟؟؟ لاااا مستحيل..

فاتن وامها في المجلس ترتبان الاطعمة على المائدة... لم تكن كثيرة ولكن الحمد لله تكفي من يجلس عليها.. على عكس تصور مساعد ففاتن ليست بالمستعدة ابدا له وليست مهتمة اطلاقا لوجوده فيكفيها انه سبب رحيلها عن اهلها.. كانت لا تستسيغه.. ولكنها الان تحولت من عدم الاستساغة الى البغض.. تبغضه.. وتتمنى رؤيته يعاني.. عجيب امر فاتن فهي لم تتمنى حتى للحشرات بالمعاناة فكيف لها ان تتمنى كهذا الشي الى شخص يعيش ويتنفس.. ؟؟ ماذا جرى لفاتن يا ترى؟؟

وسمعن بوق السيارة يعلن وصولهم..
ام جراح: يمه فاتن طلعي من باب الزراعة عشان لا تمرين يم الريال..
فاتن من غير نفس: انشاء الله..
وعند خروجها التفتت: يمه لازم اقعد وياكم؟
ام جراح باستغراب:ليش يمه مالج خاطر تعرفين اللي يوصي فيه ابوج؟
فاتن: مو جذي بس... تعبانة شوي ومالي خلق..
ام جراح: كيفج يما على راحتج.. روحي ارتاحي وانا بعدين لو تبين اخبرج بكل شي
فاتن تبتسم ابتسامة صفراء:شكرا يمة..

تخرج فاتن عن طريق الحوض ولكنها نسيت ما طلبته منها امها بالدخول للمنزل من هناك.. ومرت على الطريق المؤدي للباب الرئيسي الا بصوت من خلفها

مريم: عبرت الشط على مودة وخليتك على راسي
التفتت اليها فاتن وتشقق وجهها من فرط الفرح: مريووووووووووووووم
وتحاظنتا الرفيقتان..
مريم: يا بعدهم والله وحشتيني فتون
فاتن: وانتي اكثر.. من يابج؟؟ وليش ماقلتيلي؟
مريم بغرور: اويييه ما تعرفيني شكثر احب المفاجاءات..
فاتن: ههههههههههههههههه فديت عمرج والله.. احلى مفاجاة.. وحشتيني يالخايسة.. وليش مغطية ويهج
ترفع مريم الغطى: شوفي؟
فاتن: اااااااااااااه.. (تضع يدها على فمها) من سوى فيج جذي؟؟
مريم: شليي سوا فيني جذي؟؟ ألعيلة عشان ايي بيتكم اللي سوت فيني جذي !!!
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه هه حليلج ارفيجتي.. تعالي داخل بس حلاه جراح يشوفج هالشكل؟؟
مريم: هاهاهاي..بعدج هذا تبين الخلان يتطمشون علي؟؟ ايا العدوة..
فاتن تسحب يدها وتضحك: هههههههههههههههههههههه تعالي داخل بسج قرقة..

مساعد كان ينظر اليهما من داخل السيارة وهو يراقب ضحكات فاتن.. لكم هي غاوية ومثيرة للاعصاب ضحكتها.. وكم تبدوو بريئة ولا يمكنها ان تسيء الى احد ولكن.. انظروا لما فعلته قبل ايام.. كيف انى لها.؟؟ لم شوهت صورتها بهذه الطريقة بعيني؟؟ لم؟؟؟

جراح الذي كان يركض على الدرج ليخرج للرجل.. توقف في وجه فاتن وهي تركب..

فاتن: بسم الله..
جراح: فتون سكري هالدبابيس..
فاتن: اسمها ازرة مو دبابيس
جراح: اللي هي سكريها.. خليني الحق على الريال..
الا بمريم تدخل وهي منزلة غطاء وجهها.. ويراها جراح..ابتسم اولا وثم انصدم بشكلها
جراح: شفيه ويهج؟
مريم التي فتحت عيناها صدمة وتسرع لتغطية وجهها: ما فيه شي... فتون يالله
جراح بعصبية: شفيه ويهج؟؟ وليش هالغشوة؟
مريم بتأتأة: ام.. ممم.. مافيه شي .. بس....ت.. ت.. تغيررر
جراح بعصبية بالغه: انا ماحب هالغطا وليش متصبغة وطالعة بالشارع؟؟؟
مريم: هاو.. انت شكو ويهي ووبكيفي؟؟
جراح الذي كره عمره.. خرج كالاعصار وفاتن يديها مازالتا متعلقتين برقبته
فاتن: اصبر خلني اكمل
جراح يخرج من المنزل باكفهرار.. كيف لها ان تخرج من المنزل هكذا؟؟ لا وتغطي وجهها بتلك الغشوة الخفيفة؟؟؟ ياااااااااااااااااه ساقتلهاَ!!!!!!!!

فاتن وهي تحرك يديها علامة لتخويف: امبيييييييييييييه امبيييييييييييييه امبييييييييييييييييييه راحت عليج مريم.. شسويتي انت اليوم؟؟ عصبتيه من قلب؟ من زمان ما شفت جراح جذي؟
مريم التي كانت خائفة ولكن تتظاهر بالقوة: خله على كيفه انا مالي شغل فيه.. ويهي وانا حرة فيه!!!
فاتن: امبيه امبيه امبيه والله انج جنيتي على عمرج يا مريوم باللي سويتيه اليوم
مريم: اييييييييه عاد الا اخووج.. طول عمره ماله شغل فيني الا بهالسوالف.. عشان يعصب علي.. وانتي يالله خلينا نروح دارج نشيل هالزفت..
فاتن: ما بعطيج خله جذي ويهج هههههههههههههههههه
مريم: عاجبج زف اخووج.. يالله بسرعة جدامي..
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههه
*****

بخروج جراح من المنزل وصل خالد.. كان يبدو هزيلا ونظاراته غائبة عن وجهه.. معروف عن نظره بالضعف البالغ فما باله اليوم يسير بدونها.. امره غريب؟
مساعد الذي خرج منذ رأى جراح خارجا.. وقف عند السيارة ينتظره.. وتقدم خالد اولهم بالسلام ثم جراح وتوجهو الى المجلس سوية..

جراح بهمس الى خالد: وينه نظاراتك اليوم؟
خالد: ناسيهم في بيت فاضل..
جراح: وعيونك؟
فاضل: اسكت عني تراني ميت من التعب بسببهم؟
جراح: ليش ما تروح تاخذهم؟
خالد الذي بدى مريضا: بعدين يصير خير...

دخلو الى المجلس الذي كان معدا لهم... جلس مساعد في موقع يجعله في مواجهة الكل..

جراح: حياك تفضل..
مساعد: زاد فضلك..
جراح: دقايق بس ابي اناديهم
مساعد: لا خلك توه الناس..
جراح: على راحتك....

خالد بقي ساكتا وهو مغمض العينين.. يشعربصداع اليم في راسه عندما يفتح عينيه.. ولكن سيتحمل اليوم.. لم يرد ان يقول الحقيقة لابن خالته لكي لا يفزعه.. فهو كسر نظارته قبل يومين ولا يعرف من اين ياتي بالمال من اجل ان يصلح الاخرى.. سيستلف القليل من اصدقائه ولن يردوه.. مع ان كل تبديل لنظاراته وحتى نظارته الاولى كانت من عند عمه ابو جراح.. رحمك الله يا عمي..

وبعد النصف ساعة .. أي ان الساعة الرابعة والنصف.. اجتمع الكل في المجلس.. الا فاتن ومريم.. استغرب مساعد تغيبها.. لا لن تفعلي بي هذا يا فاتن.. لن ترحميني من تعذيبك اليوم؟؟

مساعد: الكل موجود؟
جراح يتلفت ويفتقد اخته: يمه وينها فاتن؟
ام جراح: يمه اختك تعبانة وما تبي تقعد هني؟؟
جراح: لازم يعني الكل يكون متواجد؟
مساعد: أي لازم عشان التوقيع..
خالد: انا اوقع بالنيابه عنها..
مساعد: انت لك خانه توقيع واختك بعد..
خالد مصححا وهو متعب: بنت خالتي ..
مساعد احس لنبرة خالد معه.. ما باله هذا الولد؟؟
جراح: دقايق اروح اناديها..
ام جراح التي علمت بتواجد مريم معها..: لا يمة خلك مناير قومي انتي ناديها..
مناير: ليش انا؟؟
ام جراح: روحي عاد لا تعلين قلبي؟
مناير: اوووف... ان شاء الله..

وتوجهت لتنادي فاتن..

مناير: فاتن.. فاتن.. فتوووووووووون؟؟ فاتن؟؟
تفتح فاتن الباب: شنو شنو شنو.. شتبين؟
مناير وهي تغادر: امي تبيج تحت في الديوانية نزلي لها بسرعة..
وغادت مناير وفاتن تحادثها: منور قوليلهم مو يايه..
مناير تكلمها وهي توليها ظهرها: مو شغلي يبونج تحت..

وغادرت..

فاتن وهي تجلس بغضب: اووووووف مابي اروح..
مريم: ليش انزين؟؟
فاتن: مابي اشوف ويه مس...
توقفت عن الكلام .. ستوب فاتن.. انتي علىوشك ان تشتمي اخ رفيقتك امامها..
مريم: ماتبين تشوفين منو؟
فاتن بتعديل: مابي اشوف ويه احد.. لايعة جبدي منهم.. مو كفاية سالفة البعثة بعد بروحي مو طايقة شي؟
مريم: زين فتون نزلي وخليني انزل معاج؟
فاتن: انتي خاطرج روحي بروحج انا مو رايحة..

قالتها وهي تنام على السرير.. وتقفز لها مريم

مريم: فتون تكفين حبيبتي روحي عشان اروح وياج.. تكفين.؟. تدرين مساعد اخوي بيناجرني ويهزئني لاني صافة الويه عندهم بس لو رحت معاج بقول له انج ما تحبين تروحين مكان بدوني
فاتن: مريوم تكفين اللي فيني كافيني انا مابي اروح يعني مابي اروح؟
مريم: واذا قلت لج عشان خاطري وخاطر جراح.. تكفين..فتون انا اليوم يايه بيتكم عشان اعدل الامور بيني وبين جراح ولكن اللي سوييته بويهي حطم كل هالتخطيطات.. شوفيني الحين رديت ادمية يالله عاد لا تكسرين بخاطري وما تروحين..
فاتن: مريم ماب....
تقاطعها: تكفييييييييييييييييييييييييييييييييييين
لمعت عيني فاتن بشر وهي تسمع رجاء مريم..: بشرط؟
مريم: اللي تبينه حلي وحلالي كله لج..بس انتي اشرطي.
فاتن: ابيج تسوين لي ويه البطه..
مريم بصدمة: حرام علييييييييييييج..
فاتن : اتبيني ارووح.. سويلي ويه البطة بسرعة..
مريم بذل: اسويها لج يالحمارة.. واامري لله..

وقامت مريم بمز شفتيها باصبعيها بحيث انهما امتدتا للامام واخرجت لسانك وهي تلفظ: كواك.. كواك...
وفاتن تضحك بقووووة على تلك الحركة.. لم تقم بها مريم لربما منذ 10 اعوام.. ترفض القيام بها لان احدهم صورها بتلك الهيئة وتضاحكن الفتيات عليها طوواااااااال الوقت.. حتى لهذه الحينة..
وعلى تللك الحركات المخبوله نزلتا الى المجلس.. ليتواجهن بمصيرهن.. فاتن مع مساعد.. ومريم مع جراح.. ومن يعلم ماذا تخبئ لهم هذه الجلسة... ؟؟؟

عند بيت النهيدي غزلان وامها توهم واصلين.. غزلان ما كانت فرحانة وايد بهالزيارة لانها ما تحب خالتها ام مشعل.. مو ما تحبها بالعكس اهي تحبها ماكو بنت تكره خالاتها بس اهي تكره هالزيف اللي ام مشعل محايطة نفسها وزوجها واعيالها وحياتها فيه.. دومها كانت تتحدى بيت ابو زياد.. مثل ما تزوجت ام زياد واحد غني اهي بعد الثانية تزوجت بو مشعل.. ولان ام زياد لها علاقاتها الشخصية الواسعة بين الناس والمعارف.. اندفعت ام مشعل للاشتراك في اتفه المناسبات الاجتماعية والدخول في معتركات المرأة بغنها عن وجودها فيها .. بس لان السالفة فيها سرقة الاضواء والتسلط.. هذا كان مراد ام مشعل كله..

قدرت بهالطريقة انها تدير زوجها واولادها لطريق اهم ما كانو بالتاكيد مخططين له.. فمثلا سماء.. بنت على عكس امها.. متمرده لاقصى الحدود ومشاغبة وتحب المشاكل بطريقة فظيعة.. طبعا اهي ما تآذي احد.. ما تأذي الا نفسها.. فمرة يوم كانو مسافرين في ديزني لاند قدرت انها تسبب اكبر فوضى عالمية بظياعها.. واضطر الكل انه يلغي المتعة في هذيج الرحلة وقعدو يدورونها ليمن لقوها قاعدة ويا مهرجين تضحك وتتسلى ولا كان عليها أي سوء..

هذي سماء.. والولد مشعل.. هذا شغلة ثانية.. قدرت امه انه تتحكم فيه واهو الصبي اللي معروف عن الصبيان انهم متفردين بقراراتهم ومحد يسيرهم.. الا ان هالولد ينصاع لكل كلمة تقولها امه.. ما اقول انه سكانه امه لكن.. بعد الانسان لازم يبدي رأيه ويدافع عن أي قضية من شأنها ان تحطم حياتها.. فمثلا أي صبي يبلغ من العمر ال13 سنة يقبل انه ينحبس في مدرسة داخلية عسكرية.. لمده سبع سنوات.. ويرد من بعدها الكويت عشان يدرس في ديرته.. انا لو مكانه (غزلان) ما تحملت 7 دقايق.. اصلا اهلي ما راح يصبرون علي مثل ما انا ماقدر اصبر بدونهم..

دقو الجرس وظهرت لهم ام مشعل بابتسامتها المزيفة وثيابها اللافتة.. واللي للاسف الشديد تصلح لوحدة اصغر منها ب.. يمكن.. 10 سنوات؟؟

ام مشعل: يا هلا والله حياكم الله زارتنا البركة
ام زياد: الله يبارج فيج
ام مشعل: يا حيا الله بخويتي ام زياد..

كانت نبرتها جاذبة لدرجة ان غزلان كان ودها لو تضحك.. تحس نفسها قاعدة في مسلسل..

ام مشعل: يا هلا والله ببنيتي غزلان.. ماشاء الله عليج كبرتي وحلويتي..
غزلان وهي تبوس خالتها: حلت دنياج الحلوة عيونج خالتي...
ام مشعل: هاو ليش واقفين دخلووو عن الشمس..

ودخلوو كلهم البيت الكبير.. بيت كله ابيض واثاثه احمر يثير الاعصاب.. مع انه راقي وستايل وكشيخ الا انه التناقض في اللون الابيض واللون الاحمر كان غريب.. يبين المكان مثل ال... اممممم مثل غرفة مهجورة واثاثها كله مغطى بشراشف الا ان العكس هني ان الشراشف مرفوعة والاثاث ظاهر واهل البيت يعيشون فيه..

ام مشعل تقعدهم في الصالة الرئيسية: حياكم الله يا هلا والله فيكم..
ام زياد: هلا بيج عيوني .. ها شخباركم. .عساكم ابخير.. وشلونه بو مشعل؟
ام مشعل: والله بخير يسلم عليج مسافر اهو رايح زيوريخ وبعد جم يوم ان شاء الله بيرد لنا وبيرد وياه الخير!!
قالتها بحبووور لكن غزلان رفعت حاجب لها..

ام مشعل: يا حلاتج يا غزلان والله انج غزال.. كبرتي واحلويتي.. ؟
غزلان: يمكن خالتي لكن ما اييبج.. انتي احلى واكشخ..
ام مشعل وبزهو: والله مو مني.. هذا كله من حصص الرياضة اللي احضرها ويا حرمة النائب.. ما اغير اكلي ولكن امارس الرياضة.. يبيلج يا وخيتي تجربين..
ام زياد الي كانت شوي متكتكه: انا ورياضة؟ لا يا وخيتي.. انا مثل ما خلقني ربي بتم.. وبعدين المودة مودة المتان ما دريتي؟
ام مشعل: ههههههههههههههههه يقطع بليسج يا وخيتي.. عن اذنج شوي

ترفع سماعة التلفون وتضرب رقم للمطبخ.. عشان الخدامات يزهبوون القدوع (الفوالة)
غزلان تكلم امها بصوت واطي: يمه لا نطول.. ربع ساعة وطالعين
ام زياد بصوت هامس: لا تفشليني يا غزلان ويا خالتج...
غزلان: يمه مااصبر عليها..
تقطعهم ام مشعل: علامكم اتساسرون وتبسبسوون..؟؟
ام زياد: ها.. لا يا وخيتي شاسراره مابيننا اسرار .. بس غزلان كانت تسالني عن سموووي حبيبتي وينها في؟
ام مشعل: هذيج معتكفة ويا اخوها.. يا قلبي هالبنت شنو تحب اخوها.. ما ترضى عليه ولا تفارجه.. وخصوصا هالفترة لانه مريض؟
ام زياد: اسم الله عليه.. عسى ما شر؟
ام مشعل اللي ما كانت تدري عن حال ولدها ولا راحت لعند داره: لا والله ما فيه شي بس طلع ويا ربعه البحر وشكله مرض.. بس لا تحاتينه بعد جم يوم يقوم لج ..
ام زياد: خانت حيلي والله ما يبت له حلاو ولا شي.. وانتي الله يهداج يا سلوى ما تعلمين ولا تخبرين
ام مشعل بلهجة بايخة: شلووون اقول لج يا وخيييتي.. انشغلت وااايد هالفترة.. تعرفين مرت الوزير (....) كانت عازمتني في ديوانيتها واحنا نعد برنامج للتبرع.. و ...

غزلان في بالها كانت تفكر.. شلون اشرد من هني.. ووين اروح.. مع اني ما احب سماء وايد بس اتمنى لو انها كانت موجودة.. هالبنت قوية وما تمشي لامها بالساهل.. يعني لو كانت خالتي قاعدة وسماء معاها.. ياويلكم.. الحرب العالمية الثالثة.. مع انها اجماليا باردة لكن تظل حرب.. سبحان الله اول مرة اشوف بنت ما تداني امها..
**********
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 26-07-2006, 07:05 AM   #28
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

**********

سماء اللي كانت قاعدة في دارها واهي تفكر بمشعل.. حاله كل يوم عن يوم يسوء ويزيد.. واهو ما يرضى احد يدخل عليه.. حاولت جم مرة انها توصل له الاكل لكن ما رضى عليها وتم يرفض واهو قافل الباب ولا يرضى يفجه.. اكيد فشلون له ويه يجابل الناس واهو على ذيج الحالة.. يخاف يطلع من الدار ويسوي شي يخليه يندم عليه طول عمره.. لكن.. السالفة ما تستاهل يا ناس.. والله انا بموووووت .. حبيبتي تروح من يدي وانا ماقدر اسوي شي.. مربوطة يدي من ورى وعيوني اهي اللي تشوف وتشهد كل هالاجرام بحقي وحقها.. انا اعرف فاتن.. اهي مستحيل تقبل بالبعاد عني.. مستحيل... تحبني يا ناس مثل مااحبها.. لكن.. شلون وافقت شلوون؟؟؟

تحركت سماء وطلعت من دارها.. توها بتنزل تحت الا تمر عيونها على دار اخوها.. ما يصير اروح عنه.. لازم ادخل عليه واشوف شحالته..

تطق الباب..
سماء: مشعل.. حبيبي مشعل فج الباب... فج الباب مشعل خلني اكلمك..
رفع راسه اللي كان منكس على الطاولة: مابي احد سماء روحي عني
سماء بخوف: مشعل تكفى خلني ادخل.. ابي اتطمن عليك
وقف مشعل: روحي سماء انا مافيني شي..
سماء: حلفت عليك مشعل الا تفج الباب.. فجه حبيبي خلني اشوفك..

بصعوبة اتخذ القرار.. ما راح يظل بروحه.. اهو يحتاج يكلم احد.. والواحدة قضت على كل ذرة صبر فيه.. وراح فج الباب لاخته الصغيرة.. الوحيدة اللي اهتمت لحالته ويات تسال عنه.. امه اللي امه ما فكرت تدق الباب والا تسـأل عني..

يوم فتح الباب كانت سماء مبتسمة.. ويوم شافت حالته اللي وصل لها.. اختفت الابتسامة وتوسعت عيونها بخوف...

سماء: مشعل... شمسوي في روحك؟؟
ما تكلم مشعل ومشى عنها لداخل الغرفة وظلت هي عند الباب.. دعوة غير مباشرة انها تدخل .. وبالفعل دخلت وسكرت الباب من وراها.. وبخووووف كبير عمر قلبها راحت لاخوها...

سماء: مشعل حرام عليك اللي تسويه في روحك.. هذي مو اخر الدنيا.. مو زين اللي تسويه في نفسك.. انت جفت روحك بالمنظرة؟؟ طالع ويهك شلون خاك...!!
مشعل وهو يقعد بتعب على الكرسي: مافيني شي.. بس لاني ما تحركت وايد و... الغرفة مافيها اضاءة كافية
راحت سماء تحرك ستار الشرفة الكبيررررة.: اضاءة كافية؟؟؟؟ وهذا شنو تقول عنه..
يوم انتشر الضوء في الغرفة غمض مشعل عيونه وهو منزعج من الضوء... من زمااان ما شاف الضوء.. الستاير على طول مسكرة.. لانها تطل على بيت بو جراح.. وبالتحديد غرفة فاتن.. يوم تعودت عيونه على الضوء فتحها .. شوي شوي.. ليمن بينت له الرؤية.. وبينت ملامح دريشة غرفة فاتن.. وبيت ابو جراح الصغير...

سماء: مشعل.. حرام عليك ترى اللي تسويه... مو زين لك.. ولا لصحتك.. ولا لي ولا لاحد.. حتى فاتن.. مو زين عليك بالله
مشعل بظيج: سماء ليش مكبرة الموضوع.. اقول لج مافيني شي.. بس لاني ما طلعت وقاعد بداري خلاص.. انا اجرمت؟
سماء تتقرب منه: لا ما اجرمت.. بس اللي انت مسويه في روحك اجرام.. شوف ويهك وطالع حالتك.. صار لك جم يوم ما كليت ولاشربت..
مشعل يبعد ويهه عنها لجهة ثانية: ماني يوعان...
سماء: انزين تكلم معاي قول شفيك.. (توقف واهي عاقده ذراعينها على صدرها) تكلم وقول شفيك؟؟
وقف مشعل واهو حاير: .. اتكلم.. اتكلم شقول.. انا لو اقدر اتكلم جان تكلمت من زمان.. بس انا مالي حيلة.. ما اقدر اغلط واقط البنت معاي بالغلط.. ولا اقدر اسكت واشوفها تطير من يدي.. انا محتار يا سماء محتار.. وحيرتي بتقضي علي.. بموت انا جذي
سماء : ياخي انت معيش روحك في عذاب بلا سبب. كاهو باب بيت البنت مجابل بابك.. ليش ما تروح لها وتتكلم معاهم وتطلبها .. ( يبتسم مشعل بقله حيلة ) ما بيرفضونك.. ريال وما تنعاب.. مافيك شي ناقص ولله الحمد
مشعل يقطعها: انتي مينونه ولا صاحية.. انتي فيج شي؟؟؟ عبالج احنا في قصة رومانسية مثل القصص اللي تقرينها؟؟؟؟ مينونه انتي..؟؟
سماء: لا مو مينونة.. انا اتكلم لك بالواقع الصريح.. انت ما تبي تغلط معاها اوكيه.. انا معاك في هالشي.. بس ليش تسكت.. ماله داعي تسكت.. انت تحبها واهي تحبك .. خلاص whats the matter?
مشعل: الماتر يا الصاحية ان انا صغير واهي اصغر.. الماتر يا حبيبتي ان اهي بنت فقارة وانا ولد سلوى الدلاهمي.. الواقع يا اختي اقسى مني ومنج.. انتي تعرفين ان امي مستحيل توافق..
سماء بقزز: يعلها ما وافقت طول عمرها.. انت الحين بتقول لي انك مستعد تخسر فاتن على شان.. امي؟؟ امي اللي ما اتشرف اناديها باسم امي؟؟
مشعل بغضب: عيب عليج.. هذي امج اللي يابتج وتعبت عليج..
سماء: يا عمي روح قول هالشي لاحد غيري... انت ما تقدر تخسر عمرك كله يا مشعل على ناس مو مهتمه فيك سوى انك كنت بخير ولا لاء.. حرام تضيع فاتن من يدك يا مشعل والله حرام
مشعل وهو يفكر ويقرض ظفر ابهامه: مادري.. شرايج لو اروح وراها اميركا وادرس هناك.. في جامعة ثانية.. بس اكون جريب منها واتطمن عليها..!!!
سماء بصدمة: انت مينووووون؟؟ توك ما ترضى عليها بالغلط.. والحين بتروح وراها
يقعد مشعل بحيرة: عيل شالحل.. شالحل؟.... انا بستخف.. انا بموت .. انا بنتحر صدقيني بنتحر.. ماقدر اعيش وانا عارف انها بتكون بعيده عني.. صعب يا سماء..(تهجد صوته بالبجي) صعب... مابيها تروح عني... مابيها...

بكل صررررررررررررررراحة بجى مشعل.. بجرى البركان الثائر اللي في قلبه.. ينادي كل عرج ينبض بالدم في جسمه عشان يبجي وياه.. اهو محتاااج لكل الدعم لكن.. يحس نفسه وحيد بهالمعركة اللي بدى يظن انه.. خاسرر فيها.. وبيخسر فاتن لصالح الاعداء.. وبتبتعد عنه.. وترووح.. ااااه يا فاتن... تاوه مشعل والدمع المرير يتطفر من عينه بقهر.. ومن شدة القهر كانت دمعاته ساخنة.. تموج بعينه ليمن تطفر من الجفن..

يمون على كل اخت منظر اخوها بهذي الحالة.. وسماء اللي بطبيعتها الدافئة والناعمة راحت لاخوها ولمته لها وانحنت له واهي تواسيه.. ما تبي تتكلم معاه لانه راح ينفجر ان تكلم اكثر.. ليش ياربي يصير جذي معاه؟؟ انا اتذكره يوم كان في اميركا.. معذب.. واول ما وصلنا الكويت ردت روحه.. ليش ياربي؟؟؟ يا ترى شهالسبب المخفي الي يخلي اخوي يتعذب جذي؟؟؟
*********

في ديوانية بو جراح.. الكل كان متواجد.. الا عزيزة وعيالها لانها كانت مساافرة معاهم الى البحرين ديرة ابوهم اللي اهي متطلقة منه.. اما الحضور فكان كامل.. ام جراح وولديها وبنتيها ومريم وخالد و... حد السيف.. عين الصقر مساعد.. اللي برد خاطره يوم شاف فاتن تدخل الديوانية وتشاركهم الجلسة.. على مين يا فاتن ما بتحظرين .. انتي اصلا سبب تواجدي هني في بيتكم والا هالوصية كل من يقدر يتوكل بها حتى لو اخووج..
كانت ام جراح قاعدة واهي لابسه عباتها وفاتن يمها بجلابيتها وشيلتها.. ومريم يمها ويم مريم مناير.. وعلى الطرف الثاني المقابل.. جراح وخالد وعبد العزيز اللي قعد يم خالد ولد خالته لان خالد يمكن اقرب واحد لعبد العزيز .. حتى اقرب من جراح..
كل شوي عيون جراح تنتقل الى مريم.. بطريقة تخلي قلبها يفز.. واهي تنغز فاتن اللي ما كانت تحس باي شي في هالدنيا.. فكرها كله في هالوصية.. خايفة.. تحس ان مصيرها كله محسوم في هالوصية.. ليش ما تدري؟؟

تكلم مساعد اللي كان قاعد عند الجدار المجابل للفراغ.. والناس الباجيين على يدينه اليمين واليسار.. الحريم كانو على يساره والرياييل على اليمين...

مساعد بنبرة اسرة وصوت قوي وصل لاعماق فاتن على الرغم منها: انا هني مثل ما تدرون وتعرفون لقراية وصية عبد الله خلف الياسي.. اللي توفى رحمه الله عن عمر ما ينهاز ال 50 سنة.. توفي بالتاريخ ..\..\..19 .. وهذي الوصية الي عمرها 5 سنوات تعرضت لاخر تجديد قبل ستة شهور بتاريخ 13\3\..19 .. هالوصية اهي اخر نسخة معدلة ومرتبة من قبل عبدالله.. انا بمرر عليكم الورقة عشان تتاكدون من توقيعه لانكم اكيد على معرفة فيه..
ام جراح: يا وليدي ما يحتاج نتأكد عارفين انك ما بتغدرنا..
توه مساعد بيتكلم الا فاتن واهي تنفس شوي منها على مساعد بطريقة غير مشابهه: انا ابي اقرى يمه.. ( وهي ترمي مساعد بنظرة) ابي اشوف توقيع ابوي.. اتاكد منه

ابتسم مساعد وعيونه الحادة لمعت بنظرة ما جاست ظل فاتن حتى لكنها وصلت الرسالة لمخها.. انه سخر منها ومن طفوليتها .. لكن.. قلما يهمها هالشي من هالغول..

ام جراح: عيب يا يمة
مساعد: لا خالتي خليها اللي تقوله صح.. اولا اهو اجراء قانوني لازم.. وثانيا.. راح نلبي طلب الانسة الصغيرة.. ( يطالعها) تفضلو...

فاتن ما رمته بولا نظرة لكنها تعرف انه ينتظر منها أي بادرة عشان يمسكها عليها لكن.. ما عرفتني للحين يا مساعد... والثاني كان مستمتع بهالشي.. وفي خاطرة.. بدت اللعبة يا فاتن..
واول من مسك الورقة كان جراح.. طالع توقيع ابوه ومررها على خالد.. ومن خالد لعبد العزيز اللي منبعد ما شافها.. وصلها لاخته مناير اللي ما بطت ومررتها لفاتن.. ظلت تناظر الورقة واهي تنشوف توقيع ابوها.. ما تنسى هالتوقيع ماحييت.. تذكره وتذكر اللي خلاه يصير جذي.. كان ابوها دوم يوقع بيده اليسار مع انه كان يميني.. (بيد اليمين) وهذا اليوم كان لا يمكن نسيانه لانها قعدت وياه من بعد الغدا واهي تعلمه شلون يوقع باليد اليمين .. وظلت وياه ليمن اجاد هالشي وفرح عليه من قلب لانه قدر به وبمساعدة بنته الحبيبة ..
مسحت الدمعة الساحقة اللي هزت وجدان مساعد لكن محد حس فيه.. اول مرة يشوف دمعتها.. واول مرة يحس بهالشعور.. انه ينسحق.. ويتمنى قلبه قربها عشان يكون اهو اليد اللي تواسيها.. مو يد امها..

وتمت الورقة بيدهم ليمن وصلت اخيرا بيد مساعد: الحين بعد ما تاكدتو من الورقة.. (كان متوتر.. ليش ما يدري) الحين بشرح لكم الوصية.. الوصية عبارة عن 9 بنود.. كل بند يتضمن شخص معين... بس قبل لا نتكلم عن البنود اهم شي لازم تعرفونه اهو الممتلكات اللي راح تورثونها بالحق والعدل.. اول شي الوصية هذي الممتلكات اللي فيها عبارة عن مبلغ تاميني.. قيمته 200 الف دينار كويتي.. 100 الف باالاستثمارات بشركة الوفا.. وال100 الف الثانية بيدكم بتتوزع عليكم..
اهني الكل سكت.. والكل خفت انفاسه.. 200 الف دينار؟؟؟ من وين لنا؟؟؟ من وين له عبد الله كل هالمبالغ؟؟؟

مساعد: وثاني ممتلك اهو 100 الف دينار ارباح 6 سنوات عن طريق تاجير البيت الكبير لصالح شركة فندقيه اجارها الشهري اهو 600 دينار ويستلم ابوكم نسبة من ارباح المطعم بنسبة 5% .. وبالاضافة الى ارباح من .. (يطالع الاوراق والكل مندهش) من محلين للتصليح وورشة نجارة على مدى 12 سنة..

جراح كانت عيونه ملازقة ويه امه اللي ما كان متغير ابدا ولا كان مندهش.. امي تدري بكل هذا من زمان .. ولا خبرتنا ولا قالت لنا؟؟ طيب ليِش؟؟ ليش كل هالاسرار؟؟ ليش كالفلوس موجودة واحنا عايشين في هالظروف..

مساعد: قبل لا اقرى لكم الوصية.. ابيكم تعرفون ان رغبة ابوكم في بقاء الشي تحت السرية اهو لانه ما بغاكم تطالعون فوق.. ابوكم ولد وعاشى ومات الله يرحمه واهو يتمنى انه يخلف اولاد زاهدين في الحياة.. متواضعين معروفين بسمعتهم لا باموالهم.. المال ترى يصنعه الناس.. مو اهو اللي يصنع الناس..

جراح: انزين....... والبنود هذي شتقول..
مساعد: البنود هذي مثل ما قلت لك عشرة.. وكل بند يحمل اسم.. اول بند... يحمل اسم.. نجاه علي الشرجاوي.. ( ام جراح) .. يا ام جراح انتي لج من هالدخل.. 500 دينار راتب شهري يمشي لج.. لمدة 5 سنوات.. ومبلغ في البنك قيمته 20- الف دينار كويتي..

ثاني اسم.. اهو جراح عبدالله خلف الياسي.. انت لك يا جراح راتب بقيمة 350 دينار كويتي كل 3 شهور يمتد لي 3 سنين.. لانك انت للحين طالب في الجامعة.. ومبلغ في البنك باسم ابوك.. قيمته 20 الف دينار كويتي..

ما صدق جراح.. 20 الف بيدي... 20 الف...؟؟؟
مساعد كان فرحان لانه اليوم صاير مثل البابا نويل.. يوزع هالمبالغ الطائلة على هالعايلة المسكينة اللي عاشت طول عمرها بالاكتفاء الشديد...

مساعد: ثالث اسم اهو خالد مرزوق البشتاشي..
انصدم خالد؟؟ : انا ؟؟؟
مساعد يبتسم: أي يا خالد انت... انت يا خالد لك في البنك مبلغ 10 الاف دينار كويتي.. ومعاش كل 3 شهور بقيمة 200 دينار كويتي.. يمتد لي 3 سنوات..

خالد ما صدق عمره... لا لحظة.. انا في علم ولا حلم؟؟؟ 10 الاف ومعاش كل ثلاثة اشهور؟؟؟ ليش؟؟ انا شسويت؟؟ انا شنسب لبو جراح عشان يعطيني كل هالفلوس..؟؟؟؟ انا عمري ما حققت في حياتهم اللي يستاهل نص هالفلوس؟؟؟ ليش هالكثر ليش؟؟؟ ليش يا عمي هالكرم كله علي؟؟؟ هالكثر انت تحبني؟؟ هالكثر انت تعزني؟؟؟

تحرك مساعد من مكانه وبيده ظرف بني سمين شوي.. وقام وعطاه لخالد...

بابتسام: هذي اول 3 الاف من مبلغ العشرة الاف اوصى بو جراح انها تنعطى لك عشان تبني لك غرفة في بيتهم.. واهو قال انك لو بنو لكم اهم وحدة ما راح ترضى انك تسكن فيها.. لذا ظن ان لو كان المبلغ في يدك ما راح تعترض..

غمض عيونه خالد وحنى ظهره لجدام... وبجى بلا أي مقاومة.. واهتزت ذيج العظامة بالبدن النحيل وهو مو مصدق ابد من هالعطية الكبيرة اللي لقاها اليوم.. طول عمره واهو عايش بالعازة.. الا الحين.. الابواب كلها تتفتح بويهه بطريقة غريبة وعجيبة... يا الله صحيح انك تمهل ولا تهمل..

رد مساعد مكانه وقعد.. يناظر خالد اللي كانت الصدمة قوية عليه وابتسم له.. الله يهنيك يا خالد.. صدق انك ولا كل الشباب.. حط عينه على الورقة.. وشاف الاسم التالي... وكان فاتن عرفت انها التالية ورفعت عينها تنتظر بخوف اللي بيورثه أبوها اياه.. يا رب... يا رب..
مساعد بنظرة الصقر امتد بصره لها.. ولوجهها اللي كان ينبض باالاف الأحاسيس.. هذي هي اللحظه
بصوت قوي ولكن ناعم ما يدري من وين طلع: فاتن عبد الله خلف الياسي.. انتي لج من ورث ابوج... معاش كل ثلاثة اشهر بقيمة... 500 دينار.. ولج مبلغ في البنك وقدره .. (سكت والكل كان يترقب) 120 الف دينار كويتي.. يتجزا على مبالغ تستلمينها كل سنه كدفعات للجامعة ولأقساطها واستلزماتج مع تمويل سنوي من شركة الوفا لج..

تجمدت فاتن.. بس عيونها كانت شبه النايمة.. كل هالفلوس؟؟؟ كل هالفلوس لي؟؟؟؟ مابيهم... مابيهم.. يا ربي.. هذا ثمن عمر ابوي.. هذا هو ثمن حياته وثمن شقاه وتعبه وروحه اللي راحت ... هالثمن التافه اهو ثمن عمر ابوي.؟؟؟؟؟

كمل مساعد وهو يجاهد عشان يبعد عيونه عن ملامحها.. كانت تمر بكل المشاعر الا الفرح.. شكلها ما كان يبين انها وحدة فرحانة؟؟؟ ما يدري ليش يحس هالبنت غير عن كل البنات؟؟ فيها روح غريبة تميزها.. هالبنت تحب ابوها لدرجة الخيال.. كل البنات يحبون ابائهم..لكن فاتن كانت غير.. كان المها اعمق من الم امها مع انها كانت اقرب لابوها منها.. ليش يا ترى؟؟ ليش كل هالعاطفة.. ؟؟

يكمل مساعد وصيته: لمناير عبد الله الياسي مبلع بقيمه 20 الف دينار ينحط في عهده امها ليمن تبلغ السن القانوني 21 سنه.. ( وكانه يتذكر شي) أي خالد انت بعد ينحط مبلغك بعهدة خالتك ليمن توصل ال 21 سنه.. وانتي يا مناير بتمشين ويا معاش امج وحتى انت يا عبد العزيز يا صاحب البند السادس لك نسبه 20 الف دينار في حساب امك ليمن توصل السن القانوني وتمشي في معاش امك.. شرايك؟؟ حلو؟؟
عبد العزيز اللي ابدا ما كان يهمه هالشي: عادي..
ابتسم مساعد وكمل: لعزيزة وعيالها ايمن واياد .. اللي يشغلو ن البنود السابع والثامن والتاسع.. مبلع 10 الاف دينار كويتي.. وبس... هذا اللي تتضمنه الوصية...

وتم يتصفح الاوراق اللي بيدينه ليمن وصل على الورقة الثانية..

مساعد: أي صج اخر شي نسيته.. صك البيت والمحلين والورشة كله باسمج يا ام جراح.. واذا تبين تسوين توكيل لولدج جراح انه يمسك الزمام بالادارة وكل شي.. انا ما عندي أي مانع واي وقت تبون تسوون هالشي حياكم الله بمكتبي... وبهذا الشي ننتهي من كل الوصية...

الكل كان ساكت وكانه عاصفة او زوبعة مرت من صوبهم.. مريم اللي كانت تناظر كل واحد فيهم واهي مستغربة من الحال اليديد اللي مر على بيت بو جراح.. من بعد ما كانوو فقارة وما عندهم شي الحين كل واحد منهم.. جبيرهم وصغيرهم في حسابه مبلغ محترم.. الحمد لله رب العالمين.. صج لي قالو الله لو فتحها يفتحها من اوسع ابوابه.. الحمد لك يا رب..

مساعد كان يحتفظ بالصك الاخيري من الوصية.. الصك اللي لا اهو ولا احد ثاني غير بو جراح يعرف عنه.. صك المفروض انه ينفتح اليوم.. هالصك مخصوص لفاتن.. وصية مكتوبة من اب لبنته يوصيها بشي يضمن راحته في اخرته.. وصية تمنى لو انه كان عايش في هالدنيا عشان ينفذها اهو مو احد غيرها.. وصيه ترضيه لقلب عاش طول سنوات في الم وعذاب فقد حبيبة
ومن شروط قراءة هالصك ان ما يتواجد فيه الا اربعة.. اهو وفاتن وام جراح واخوها... انتو تعرفون هالشي.. لكن مساعد ما يدري عنه ولا فكر فيه بيوم من الايام..

مساعد يبتدأ الكلام: قبل لا اخلص منكم اليوم.. في شي اخير خارج نطاق وصية الممتلكات والورث..
اهني بدت دقات فاتن تضرب بسرعة القطار.. كل شي هان عليها الا ذيج اللحظة.. تحس بالدقات واصلة لاذنيها.. يا رب استر.. استر من هالوصية.. استر
مساعد يكمل بصورة رسمية جدا تخفي ارتباكه الشديد: هالوصية من شروطها ان.. يتواجد فيها اربعة.. جراح وام جراح.. وفاتن... وانا بصفتي المحامي.. لذا.. الباجيين يقدرون يتفضلون الحين ..
خالد يمسح عيونه اللي كانت تعبانه: ليش؟؟؟ ليش هالتخصيص؟
جراح: صدقه خالد ليش هالتخصيص؟
مساعد يحك خده: والله مادري يا جراح هذي شروط قراية هالوصية الخطية..
خالد: يالله عيل احنا انتوكل.. يالله مناير ياللله ريم.. يالله عزوز
عبد العزيز: ليش جراح وانا لاء؟؟
جراح يبتسم: لانك يا خوي بعدك صغير.. وهالسوالف تنقال للكبار بس..
عبد العزيز: خلاص انا من يوم ورايح لازم تكون لي مكانه امبينكم.. مو تطردوني حالي من حال العيال الصغار
مناير: ويه عاد اسكت اكبر من يدوه نعيمة الله يرحمها..
عبد العزيز بعصبية: جب انتي مالج خص..
مناير: جب يجبك يالمتيح.. يالله عن اذنكم.. يالله مريم
قامت مريم واهي تستاذن: عن اذنكم...
مساعد: اذنج معاج..

اما عيون جراح فكانت تراقبها بخفاء.. يا ربي على هالبنت.. الفلوس وصارت بيدي.. والله لا خطبج اليوم قبل باجر.. بس .. يا رب اكبر واكبر نفسي.. واصير مناسب لج يا مريم ولمقامج..

مناير واهي طالعة ويا مريم وخالد وراهم: يا ترى شالسالفة.. ليش امي وفتون بالسالفة بعد؟؟ لا يكون بيعرسون اختي؟؟
خالد اللي فز من خاطر على هالجملة: منور جب ولا كلمة يالسبالة.. دشي البيت ولا اشوف ويهج مرة ثانية هني سامعة
مناير التفتت له بصدمة: بسم الله الرحمن الرحيم..كلتني بهدومي يا معود.. شوي شوي
خالد: يالله دشي داخل لا بتجوفين سنع الله فيج..
مناير بصوت واطي: الحمد لله والشكر..

دخلت مريم ومناير البيت وفي قلب مريم الف سؤال عن هالوصية.. ليش اخوي مساعد؟؟ يا ترى مثل ما قال؟؟ لانه المحامي؟؟ ولا هالشي يخصه شخصيا.. ؟؟ مادري والله قلبي ما يطمني على هالشي.. يا خوفي عليج يا فاتن مادري ليش للاسف مصيرج يتلاعبون فيه على كيفهم..

خالد اللي كان قلبه ماكله بسبب هالتكتم في اخر وصية من عمه.. ليش هالتحديد والخصوصية في الوصية.. يعني احنا مالنا موقع من الاعراب.. يعني عمي شنو في باله.. مو كفاية سفر فاتن وابتعاده.. شنو المصير الثاني اللي راح تتحدد حياه فاتن به.. يارب استرها..
تتوقعون شنو يكون باجي الوصية؟؟


الفصل الثاني
--------------------
تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ولا تسكت.. وغزلان قاعدة تهز برجلها ومن زود الملل روحها طفرت.. والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي.. شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى وزيفها.. مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري..

ام مشعل تقطع سرحان غزلان: ها غزلان يمه شكلج مو معانه
انتهبت غزلان واهي تنزل ريلها: ها.. شصاير؟؟؟
ام زياد باحراج بسيط: يمه.. شفيج سرحانة؟
غزلان باحراج: لا مو سرحانه بس قاعدة افكر... شنو مو معاكم؟؟؟
ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد: لا بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟
غزلان: الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم
ام زياد: يمه انتي..
قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية: لا بس انتي في سن الزواج.. وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج
غزلان بنفس الاسلوب: والله مو كل من تقدم حياه الله..
ام مشعل: ليش حبيبتي لا يكون تبين ولد الامير؟
غزلان: السالفة مو سالفة ولد الامير... اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة ونفسه متسامحة..

عرفت ان خالتها تلمح لامها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي.. بعدج ما وصلتي..

ام زياد تسكت بنتها: الحين اهو ما يا .. لي يا حياه الله.. (تلتفت لام مشعل) ترى يا وخيتي مو مهم في الريال فلوسه ولا مركزه.. اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب..

ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها.. على كبر سنها وعلى كبر مقامها الا ان الافكار الرجعية السخيفة للحين في بالها.. واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها.. صج لي قالو الناس مظاهر خداعة..

ام مشعل: بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة.. عيل بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية..
ام زياد: يا خويتي لا ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين.. وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين صغيرة وحتى غزلان بعدهم صغار
ام مشعل بنظرة لغزلان: انا ماشوفها صغيرة كلش..
غزلان انقهرت من نبره خالتها: لا خالتي.. بعدني صغيرة... الا وينها سماء..
ام مشعل تبتسم لبنت اختها.. نجحت في تغيير الموضوع.. داهيه هالبنت: فوق قاعدة اناديها لج..
ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات.. الا تقطعها غزلان : لا خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها..
ام مشعل: البيت مجدد وغرفتها تغيرت..
غزلان: لا تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها.. مميزة..

ومن غير أي زيادة تحركت غزلان من مكانها متوجهه للدري الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلاص من خالتها ومن تفاهاتها.. صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين.. يبيلهم تعبية؟؟

ام مشعل بعد ما راحت غزلان:يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟
ام زياد بانحراج: اكيد.. طالعة على ابوها اهي.. ما شاء الله عليها ..
ام مشعل تبتسم مخففة على اختها: بس ولا يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه.. بس... والله انا في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!
ام زياد بحيرة: شهالامنية؟
ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه: غزلان .. ومشعل... متزوجين!!!
غزلان اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي.. بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة للقزز.. كل شي موجود.. لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولات ومناديل مخملية على الطاولات وعليها انيات حمرا.. كل شي يا احمر يا ابيض.. ليش جذي؟؟ مكره المكان.. ماكو الا الصالة المساعيه ماكو الاحمر والابيض بكثره.. والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية..

دورت بين الابواب عن غرفة سماء وشافت باب الغرفة مفتوح وعليه اشارة

ضحكت غزلان على الاشارة وضحكت اكثر يوم شافت عبارة That include you too
غريبة البنت.. كارهة الدنيا والعالم على شنو محد يدري.. طقت الباب هو مفتوح بس محد رد عليها.. فطلت راسها لداخل .. ومحد كان موجود والستيريو شغال بصوت واطي.. وردت روحها بره الغرفة الا وسماء تطلع من دار ثانية.. ووقفت غزلان مبتسمة لها..

غزلان: هلا سماء شلونج؟؟ شخبارج؟
سماء: هلا فيج غزلان.. شخبارج.. شتسوين في داري؟
غزلان: لا بس كنت ادورج وكاني لقيتج...
سماء كانت توها بتتكلم الا ومشعل يطلع من الدار بشكله المأساوي
مشعل: سماء ما ابيج توصلين شي لام.....

سكت مشعل يوم شاف البنت الثانية الواقفة.. واهي الثانية بعد بين عليها انها مرتبكة لموقعها.. اهي ما سوت شي غلط بس ما تدري ليش حست نفسها مثل الحرامية..
مشعل على طول رد داخل الدار
سماء: عن اذنج غزلان شوية..
غزلان: بنتظرج في الصالة..

راحت سماء داخل الغرفة وسكرت الباب وغزلان ظلت واقفة مكانها.. الحين هذا مشعل؟؟ شلي سوى فيه جذي.. هالات سوده والكشة طايرة.. والحالة تكسر الخاطر.. شفيه هذا معتكف بداره.. غريبين افراد هالاسرة.. يحيرون الواحد ليمن تطلع منه..

وراحت تنتظر سماء اللي كانت في نقاش مستمر مع اخوها حول هالموضوع..

سماء: انا بساعدك مشعل لا تعطي هم بس المشكلةالحين في امك.. شنو بتقول لها لو تقدمت لفاتن..
مشعل بحيرة: انا بروحي مو مطمن لهالخطوة يا سماء..
سماء تيود راسها: يا ربييييييييي.. انت ليش جذي .. انت ليش خواف وما منك رجا ؟؟ يا اخي قوي قلبك عنبوو انت تحبها ..
مشعل: احبها يعني خلاص ماكو عقل ايفكر يا اختي الحلوة.. صج انج ساعات اتيبين لي الغثة..
سماء: انا مليت منك ومن ترددك.. يوم اللي بتقوي موقفك خلاص تعال لي وانا ما بردك.. يالله انا بروح اشوف بنت خالتك شتبي مني ..
مشعل يذكر البنت المساعية: من هذي؟؟ غزلان؟؟؟ ولا ...
سماء: لا هذي غزلان.. ما تشوف عيونها اللي بتطير.. ههههههههههه
مشعل يبتسم: انتي والله مادري شصار فيج.. جدام عيوننا واستخفيتي.. الله يعين لو كنتي بعيدة؟
سماء بتفكير: يا ريت يصير صج.. ياريت البعثة كانت لي انا عشان اوريك شلوووون الحرية بتصير؟
مشعل: يالله الحين عطيني مقفاج
سماء: مو قبل ما توعدني انك بتروح تغسل هالويه ولا تاخذ لك شاور
مشعل يدفعها لبره الغرفة: يالله انتي وايد مصدقة الدور عاجبج تراه؟؟
سماء بصدمة: يا ملقك لا تدزني جذي..

وسكر الباب في ويهها وظلت اهي واقفه بغضب... ابتسمت لاخوها لان الحمد لله شوي تقدمت حالته احسن عن قبل في تراجع مستمر.. ولكن انا بظل على كلامي.. كل شي بيدك انت يا مشعل.. محد يقدر يوقف ولا يمشي سفر فاتن الا انت..

راحت لغزلان اللي كانت قاعدة تطالع الصور اللي على الطاولة.. ولا صورة معقوله لسماء.. اما مشعل فصوره هادئة وتييب الحزن في النفس.. في عيونه العسليه نظرة تخشع القلب.. يبين انه محتاج ومسكين وقلبه مقبوض لكن من يفهم؟؟

سماء : يا حيا الله من يانا.. بروحج يايه ولا ويا خالتي؟
غزلان: انا ايي بيتكم بروحي؟؟ لا امي معاي تحت وياامج
سماء: مسكينة خالتي احس ان راسها انصدع نصين.. من سوالف امي وهذرتها..
غزلان: هههههههههههه لا تقولين جذي عيب.. هذي مهما كانت تظل امج..
سماء: يالله الحمدلله ناس ملاقيه وناس حتى الشوف محرومة منه.. شخبارج بعد؟؟
******
في ميلس بو جراح الكل قاعد بتوتر واكثرهم فاتن.. اللي من زود توترها كل شوي تسكر عيونها واهي تناجي ربها.. استرها يا رب.. استرها.. حتى مساعد اللي كان عارف بتواجد هالرسالة ما حس بالخطر منها الا لهذا اليوم... يا ترى شنو موصي بو جراح فيه وطالب حظوري الشخصي في هالموضوع..؟؟

جراح: اظن ان ماكو احد بعد موجود.. وكلنا متشوقين نعرف شنو مكتوب بهالرسالة..
مساعد: زين عيل خير البر عاجله.. وخلونا نقراها..
فاتن تمسك بيد امها بقوة: يمة انا خايفة
ام جراح اللي ما كان يبين عليها أي مظهر من مظاهر التشكك: يمه قوي قلبج.. ما في شي يكدر..
قالتها بابتسام نشر الهدوء في قلب فاتن اللي سرعان ما انقشع واهي تشوف ويه مساعد.. كان يبين عليه التوتر واكثر شي.. الحذر.. جنه صقر.. وبينقض على صيدته..

مساعد واهو يفج الغلاف الازرق المحكم.. من زود توتره شقه بطريقة بسيطة وفتحه وطلع الورقه منه..
مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم
وتم يقرى في الرسالة داخليا .. وملامحه كانت المنظرة اللي تبين لهم شنو المكتوب.. اول شي ملامحه كانت عادية واهو يقرى وحواجبه معقوده.. بعدين.. انفجت عقدة حواجبه وانزمت شفاته عن التمتمة.. وعيونه اللي ما كان ينعرف شكلها بسبب التعقيده بانت ملامحها وظهرت شكثر حلوة ولوزية.. اندهاش لمع في ويهه خلى جراح واخته يتبادلون نظرات الحماس والتوتر لكن امهم ابدا.. كانت عادية وكانها تعرف اللي مكتوب بهالورقة...

خلص مساعد قراءة الورقة ونزل عيونه للارض والرسالة على ركبته.. يارب.. شنو هذا اللي في هالرسالة؟؟ ما اقدر اصدق ان بو جراح حط فاتن بعهدتي.. رسم على فاتن وعلي ويطلب منا اننا نكون .. لبعض.. شلون يا ربي شلون؟؟؟ انا صج كنت معجب فيها بس.. انا ما بيها.. ما بيها..

جراح بعصبية: شالمكتوب يا مساعد قول تراك حرقت اعصابنا
مساعد وهو يرفع الورقة واول ما انرفعت عيونه كانت على فاتن بنظرة غير مفهومة.. الثانية من زود الحيرة ما عرفت شنو قصده بهالنظرة ولا قدرت تتكهن.. كل اللي كان يهمها انه يقرى هالرسالة وينهي هالتوتر الساحق للاعصاب..

مساعد.. بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

أنا الحاج عبدا لله خلف الياسي.. اكتب لكم انتم أفراد عائلتي وبالأخص زوجتي الغالية وابني البار وابنتي الغالية فاتن لأعلمكم بآخر رغباتي.. وبهذه الرغبة تكونون قد ضمنتم راحتي في أبدية رب العالمين.. هذه الرسالة لا يعرف عنها احد إلا زوجتي نجاه وذلك باني قد تناقشت عنها معها قبل فترة وهي الشاهد الأول والأخير على حقيقة هذه الرسالة.. وتوقيعها أدناه يبين هذا الشيء..

توقف مساعد القراءة وظلت العيون والآذان ترتقب باجي الرسالة اللي بدأها.. لكن فاتن كانت عيونها ملامسة الأرض وتطالعها بخوف.. يا ربي.. يا ربي استر.. استر يا ربي

وكمل مساعد:... اما بعد هذه التأكيدات أعلمكم يا أبنائي بأخر أمنية تمنيت من الله ان اكون انا محققها لكن.. بقراءتكم لهذه الوصية لا بد لي وان أكون قد مت .. وانتقلت روحي الى جوار الله الرحيم .. ابنتي فاتن. تعلمين بمدى حبي لك ومدى تعلقي بك واعلم انك بالمثل يا بنيتي الصغيرة.. لذا انتي ستكونين ... .( سكت. مساعد وهو يبلع ريجه اللي نشف) ستكونين اول من... من يلبي... هذا الطلب.. واعلمي انه سيرضيني ولن يتعارض مع مصلحتك...

سكت مساعد للمرة الثانية وفاتن رفعت عيونها والدمع يتلألأ من الكلام اللي انقال.. اااخ عليك يا ابوي...

مساعد يكمل: ... لا أبُ في الدنيا يخطب رجلا لابنته ولكن... انا اليوم اقوم بهذا الشيء .. واطلب منك يا بنيتي ان تقبلي في مساعد الدخيلي زوجا لك
تصاعدت النظرات... ومساعد يكمل واهو ايعلي الصوت وفاتن همهمتها علت وكبرت
مساعد: يقيك من شر الدنيا ويبقيك في امانة وحفظ حيت سيهنأ قلبي لوعرفت بانك قد اصبحت له..
فاتن بصوت هامس :لا..... لا...

جراح يناظر اخته بشفقة..

مساعد يكمل واهو يرتعش وركبته ترجف من زود التوتر: ولدي جراح اتمنى عليك ان تكون ولي امر اختك فانت قد اصبحت رجلا يشد الظهر بك.. ابقي اخوتك وامك في دعامة الصحة والسلامة .. وهذه الامنية تلبى قبل سفر ابنتي فاتن ان شاء الله بخطبة بسيطة يتعبها عقد نكاح باربع سنين...
اسرتي الغالية.. لا تبكوني فقد نلت الرحمة الكبرى.. جوار ربكم...
وكان الله ولي التوفيق...
والسلام عليكم ورحمة الله ... وبركاته..

وكانت هذي القشة اللي قصمت ظهر فاتن.. وبصورة غريبة ولاول مرة بحياتها حست بالدم والقهر يتفجر بعروقها وما كان منها الا انها تتطافح حمم البركان منها ..

صرخت فاتن من الانفعال: جذب.. كله جذب... أنت اللي اختلقته.. كل شي جذب وأنت اللي اختلقته
جراح بحماس: عيب يا فاتن..
المسكينة اللي ترتعش: جراح... جراح أبوي مستحيل يسوي فيني جذي.. أنا ... ا.. أنا ما. ما....
انفعلت فاتن بطريقة غير طبيعية وحست بالدورة تجتاحها وعيونها مسودة والأرض رخوة تحت ريلها وطاحت عند ريل أمها بااااااهة خشعت قلب مساعد..

ام جراح: فاتن... يمــة فاتن
جراح يركع عند أخته ويحملها: فاتن حبيبتي ردي علي.. فتوون.. فتون.. يمه هاتي قلاص الماي..
ام جراح: ان شاء الله

سرعت للماي اللي كان على الطاولة وهذا خلاها تحط عيونها بعيون مساعد اللي كان يبين عليه الهدوء.. وبعيونه لمعة غضب خفيف.. وراحت لعند ولدها تناوله الماي.

يصب جراح شويه منه على يده ويرميه على ويه اخته: فتون اصحي.. اصحي فاتن...
شوي شوي فاتن حركت عيونها وحركت راسها ومدت يدها لجبينها تمسده من الصداع اللي انتابها.. لكن.. بهالصحوة صحت على الحقيقة المرة الجديدة اللي اهي لازم تواجهها.. رغبات ابوها بعد موته بدت مستحيلة لها.. السفر ووافقت عليه.. والتغرب ورضت فيه.. لكن تكون لمساعد؟؟ ليش؟؟ شهالذنب اللي اذنبته بحياته عشان تلقى كل هالعقوبات وهالجني اللي اهي بغنى عنه..
سالت الدمعة الحارقة من عيونها واهي تذكر ويه مشعل.. اول رغبة الا وهي سفرها كانت نسبتها 50 بالمئة من الابتعاد.. لكن الحين رغبة ابوها في زواجها من ريال ثاني قضت على كل امل من امال حياتها انها تجتمع معاه مرة ثانية.. ليش يا ربي؟؟ ليش.... كل اللي سويته اني حبيته ولاني حبيته الاقي كل هالعذاب؟؟ ليش يا ربي؟؟ انا ما اتحمل كل هذا ما اتحمل ..

جراح يعدل من قعدة اخته ويلتفت الى مساعد عشان يشوفه الا يتفاجئ باختفائة من الميلس.. شلون طلع من غير ما نحس فيه..

فاتن اللي حست الثانية بغيابه بدت تبجي بصوت عالي..

ام جراح: هدي قلبج يا بنيتي علامج شابتها بجى ما صار شي؟

فاتن سكتت لانها ما تقدر ترد على امها .. شتقول لها لو ردت.. مابيه.. احب واحد غيره..

جراح اللي بدى يعصب: يمه شهالاسرار اللي انتوو مخبينها علينا.. ابوي من صوب وانتي من صوب ثاني فضحتونا يم الريال شلون انصدم .. يعني اهو بروحه يقرى مصير ابوي حاطه له.. شهالحالة واللة؟
ام جراح: الحين احنا فضحناك... يوم اننا بغينا مصلحتكم فضحناكم.. استح على ويهك يوم انك اتيي وتكلمني بهالطريقة ورغبة بوكم تراها الا لمصلحتكم انتو ما خبرناكم بها لاننا ما بغينا راسكم هذا يعلى ويعلي ليمن ينزل مرة وحده وتنكسر رقبتكم..

فاتن اللي كانت تبجي بصوت الحين اختفى صوتها وتمت آهاتها حبيسة صدرها..

ام جراح تتحرك عنهم: مسوين السالفة فيها اجرام وفيها جذب وتلفيق.. يوم انناا احنا فضحناكم ما شفت اللي سوته اختك؟؟ جنه الا الزواج هذا نقمة والا الريال ما يستاهل.. انتو لو تدرون هالريال الطيب شكثر عانى وشكثر خسر وشكثر تالم ما يات هالكلمة منكم انتو يالعيال..
جراح اللي تلوم على عمره: يمه ما قلنا شي والله مو قصدي اقول هالكلمة بس ما يصير جذي كل شي بالخفاء وكل شي باخر الوقت يطلع ومرة وحدة.. والحين ان فاتن تنخطب لمساعد؟؟ هذا شي مو واقعي يمه يمكن فاتن لها امال ولها امنيات؟
ام جراح: عنبو داركم اهو قال لكم زواج؟؟؟ قال لكم زوجوها الحين؟؟.. خطبة ان مرت مرت وان ما مرت الحمد لله رب العالمين كان لنا الشرف بمعرفة هالأجودي..
جراح: يمة هم بعد البنت يمكن ما تبي

ام جراح واهي تحاول تهدي نفسها.. فشيلة يوم ان فاتن قامت وقطت اللي قطته على الريال بس بعد البنت معذورة ما كانت متوقعة اللي بيصير معاها .. صدمة صابتها.. بس اهي ليش في قلبها هالكره كله لمساعد؟؟ شي اهو مسويه لها ولا من الله؟؟ يالله عكس عالية.. الي كانت تموت بظله ومناها لو ان اخوها يعطيها منية حياتها..

ام جراح تكلم فاتن اللي هدأت انتها العالية:.. يمة فاتن.. ترى الزواج قسمة ونصيب.. ابوج ما يبي يظلمج ولا يبي انه يمشيج على شوره الله يرحمه .. هذي كله الا فكرة.. ان ارتحتي الحمد لله وان ما ارتحتي ترى محد بيغصبج..

سكتت فاتن. .شتزيد ولا شتعيد.. ما تقدر تتخيل فكرة انها باسم هذاك الريال اللي ما عرفت منه الا التذليل والنظرات اللي تقهر والتهديدات... اكيد اهو فرحان بهالشي لانه من بعد ما شاف مشعل عند البيت اكيد قعد يخطط شلون يقدر يبعدني عنه.. مادري شنو اللي بيستفيده لو كسر بقلبي..

مساعد اللي كان قاعد بره البيت يفكر بصمت وعمق.. ما تخيل ان هالفرصة تييه لعند ريله من غير توقعه.. اهو ما حط في باله ابدا هالشي ولا كان مخطط له.. بس ان الشي اييه من نفسه له.. هذي هدية ما يقدر الا يسجد لربه عرفانا بها.. واخيرا فاتن صارت له.. فاتن.. اللي اخيرا طلعت من قوقعتها ورمت بقناع الهدوء والسكون وصرخت عليه .. صج انه انقهر لكن كل هذا ما يغير شي من الواقع...

طلع جراح وهو يدور على مساعد.. من بعد صرخة فاتن ما شاف من مساعد الا الغضب اللي لوح مثل الاشارة البعيدة بالخطر.. لكن فاتن معذورة اهي زين منها تشد السفر والحين سالفة الزواج اللي طلعت لها .. بس جراح حس بالأمان لان في قلبه تمنى لو أن اخته تكون لمساعد لانها ضعيفة في هالدنيا لحالها ومساعد اكثر شخص يقدر يحميها ويبني لها الحياة اللي اهي تستحقها..

جراح باحراج: هلا مساعد
يعتدل في وقفته: هلا فيك جراح
جراح يبرر: السموحه منك والله ما ادري شصار على فاتن... انت تعرف هذي فترة حرجة واهي ...
مساعد يقاطعه بابتسامة: لا عادي جراح .. انا عاذرها.. (تتسع ابتسامته) مو كل يوم اهي تلقى وصية توصي بزواجها من احد
يضحك جراح بخفة: وانت الصاج.... (ترجع الجدية في ملامحه) مادري هذا الوقت المناسب ولا لاء..
مساعد يقاطعه للمرة الثانية: لا .. مو الوقت المناسب.. لازم الامور تهدى اكثر... ولازم اختك تفكر بطريقة اوسع من اليوم.. عشان يرسخ الشي في بالها..
جراح: وانت..
مساعد باستغراب: شفيني؟
جراح: شرايك؟؟
مساعد: بكل صراحة.. انا ما راح القى احسن عن بنت ابو جراح..
ابتسم جراح: كان عندي احساس.. الحمد لله.. يارب تكون فاتن من نصيبك..
مساعد يبتسم بنصر: يارب.. زين اذا ما عليك امر.. خبر الوالده تخبر مريم اني بروح الحين وبعد المغرب بييها اخذها..
فرح جراح بس ما بين هالشي: انشاء الله يبلغ..
مساعد وهو يركب السيارة: يالله مع السلامة
جراح: الله يسلمك هالله هالله في الطريج..
مساعد: ان شاء الله

وعلى جذي تحرك مساعد من عند البيت .. وجراح ظل واقف في الدرب يناظر الشارع والفراغ.. يتبع سيارة مساعد بعيونه واهو مستغرب من التحولات الكبيرة اللي صارت في حياتهم بهذا اليوم.. فهم اليوم ببركة الله ثم بركة الوالد العزيز انتشلو من الفقر والحاجة الى درجة من درجات الثراء.. بس اهم لازم ما يتوقفون عند هذي الخطوة لازم يكبرون ويكبرون من نفسهم.. هالثروة البسيطة لازم تظل وتكبر وتزيد.. عشان يقدرون يوفرون لانفسهم الخير والعافية وللناس اللي حواليهم..

وبنفس الوقت كانت غزلان طالعة من بيت خالتها واهي تفتح الباب لامها.. واخيرا انتهت الزيارة وخلصت من ثرثرة خالتها اللي ما تنتهي ومن بنت خالتها الغريبة الطباع.. بس الشي الوحيد اللي ارتاحت منه اهو شوفة مشعل.. ما تدري ليش.. من زمان ماشافته وكانت تتمنى لو تشوفه بس ما تخيلت ان حالته تكون جذي.. يمكن صج اهو مريض.. الله يشافيه ان شاء الله..

واهي بتركب السيارة شافت الريال الواقف على باب بيتهم يكلم واحد ثاني.. كان جراح واقف مع خالد اللي كان بيروح.. ما صدقت غزلان عيونها.. واخيرا لقته.. اهو نفسه الريال اللي شافته في المكتب.. تلونت ملامحها بمختلف الالوان.. ياربي والله مو مصدقة عيوني.. يافرحتي...

جراح: ها بو وليد.. اليوم يومك.. صراحة مافرحت اليوم قد ما فرحت لك
خالد بابتسامة ناعمة: الحمد لله على كل حال.. والله اني مو عارف شلي سويته عشان القى كل هذا بس.. الحمد لله رب العالمين..
جراح: يالله عيل .. شد حيلك الحين وادخل الجامعة وادرس وانا بعد وياك.. وفي نفس الوقت بنعدل البيت وبنبي لك ملحق وخلاص ما راح تضطر انك تسكن في البيت العود
خالد وهو يحك عيونه اللي معورة راسه: خل هالحجي بعدين خذني الحين المستوصف خلني ابدل نظاراتي.. راسي منشلخ علي
جراح: مو نظاراتك في بيت فاضل؟
خالد: لا انا ما بغيت اقول لك الصج لان الوقت كان حرج الحين اوكيه عندي الفلوس اني اغير النظارات..
جراح يدفع خالد بمزح: أي الحين صرت غني من قدك يا اخي من قدك
خالد يدفع جراح بمزح: انا الا عشرة الاف انت اللي طايح على كنز 20 الف

ويدزه جراح.. والثاني يدزه.. ليمن تلايمو على بعض وهم يضحكون وكل هذا جدام عيون غزلان اللي كل هالموقف صار جدامها واضحكت على هالاثنين .. على كبرهم الا انهم مرة وحدة صارووو يهال يتطاققون.. يحليلهم والله.. وام زياد اللي استغربت وقفة البنت..

ام زياد: غزلان.. غزلان.. يمة دخلي السيارة علامج واقفة.. ؟؟
انتبهت غزلان لامها وركبت سيارتها واهي تضحك.: كاني يمه خير..
ام زياد تلتفت على الشباب: واقفة بسبتهم
غزلان: والله انهم ضحكوني.. رياييل ويتطاققون.. ههههههههه
ام زياد: ام زياد خلج منهم هذيل مطافق يالله خلينا نرد البيت اكيد ابوج رد واخاف اخوج الليلة يتصل فينا..
غزلان: انشااااء الله يمة من عيوني...

وتحركت سيارة غزلان بالعمد قريب من الشباب اللي كانو واقفين.. واول ماشاف خالد سيارة غزلان وقف مكانه وهو مندهش

خالد: واااو.. تدري.. خاطري والله اشتري لي سيارة جذي
جراح اللي انتبه للسيارة من ورى: أي والله.. سيارة مثل هذي تسوى الدنيا ومافيها.. بس تدري.. شفايدة صرف الفلوس على سيارة ما دمنا نقدر نستفيد منها اكثر
خالد: أي اكيد.. (بحزن تذكر مخططاته انه يشتغل وياخذ هذاك المعاش عشان انه بيخطب فاتن) مبالغ اقل من مبلغ هالسيارة نقدر نكون فيه حياتنا ونبنيها... ( وعلى هذا تذكر الرسالة اللي طلعو من الديوانية عشانها ) جراح... شسالفة الرسالة اللي طلعنا من الديوانية بسببها.. ؟؟

اهني جراح تحير.. ما يبي ينشر الخبر وفاتن للحين في صدمة الشي.. وفكر ان الانتظار لفترة اطول اهو احسن خيار وافضل حل..

جراح واهو يفر ويهه للسيارة: مافيها شي بس شويه توصيات على اخواني لي ولامي.. ولفتونه بعد عشان سفرها
خالد وهو يتبعه: زين ليش فار ويهك..ظظ
التفت له جراح بويه مصطنع: لان مالي خلق اطالع في ويهك .. جوفه شلون خاك
خالد اللي ماصدق ولا كلمة من جراح تهاون عن الموضوع لان مارده راح يعرفه: يحصل لك..
*******

من بعد صلاة المغرب ظلت مريم ويا فاتن بالدار.. خبرتها فاتن طبعا بكل شي وبكل حزن وصمت اليم قعدوا في الدار لا هذي تكلم هذي ولا شي يمر امبينهم.. فاتن تفكر كيف ان حياتها في فترة بسيطة تهدمت وكيف ان الاحلام العريضة الوردية اللي بنتها لها ولمشعل.. تبخرت في الهوا بكل بساطة وبكل هدوء.. عواصف ونيران وبراكين في قلبها لكن الهدوء اهو مظهرها.. ما يخترق هذا الصمت حتى الدمعات اللي ما توقفت من عيونها ..
كانت قاعدة على سريرها ومسنده يدها اللي ماسكة راسها عند الدريشة اللي تطل على دار مشعل.. في كل ثانية يكتمل دعاء في انها تشوفه وتبرد حرة قلبها في انها تشكي اللي فيها له.. لكن ولا شي تحقق من هذي الادعية وكان هناك حاجز واقف بينها وبين ربها .. اكيد هالحاجز اهو مساعد.. مريم اللي اهي اخته انصدمت من هالشي وابدا ما وافقت عليه اكثر عن فاتن لانها تعرف ارفيجتها واهي تهتم لمصلحة فاتن اكثر من مصلحة اخوها لانه قادر انه يتزوج أي بنت يبيها لكن فاتن هبت قلبها لواحد وتعرف ان الحب مستحيل يتكرر مرتين.. مسكينة فاتن.. من وين تلاقيها؟؟ من هلها ولا من الناس؟؟ الله يساعد قلبج يا ارفيجتي...

تكلمت فاتن بصوت مبحوح من شدة الالم: وينه؟؟؟ مليت وانا انتظر.. وللحين ... ما شفته
مريم تمسح على جتف فاتن: يمكن طالع من البيت..
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 26-07-2006, 07:09 AM   #29
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

تلتفت لها فاتن بنظرة كسيرة: وين يروح؟ انا محتاجة اشوفه مريم.. بموت .. (ترد نظرتها للدريشة) بموت لو ما شفته اليوم.. ماقدر استسلم عن قدري من دونه..
مريم تلمه: فتون حبيبتي لا تسوين في روحج جذي.. أصبري.. ان الله مع الصابرين
قامت فاتن بانفعال: ماقدر اصبر ماقدر اسكت ماقدر ماقدر ماقدر..
وقفت بنص الغرفة واهي تمسك راسها بحيرة وبالم.. راسها منصدع من شدة البجي لكن ما بيدها حيلة ما تدري وين تولي.. : احس ان بموت.. بموت في هالدار ولا احد يحس فيني.. انا رضيت بالسفر عشانهم بس.. وعشان ابوي.. وصبرت نفسي على فراق مشعل وفراقهم كلهم والحين.. الحين يرموني في عهدة انسان .. سبحان الله اكرهه من كل اعماقي.. وانا اللي ما اكره الحشرة.. ياربي فرجها علي..فرجها علي ياربي ولا تكسرها فيني..
مريم راحت لها ولمتها بكل قوة: فتون حبيبتي لا تسوين في روح جذذي والله انا ما استحمل شوفتج وانتي بهالحالة..
فاتن تسترخي وتبجي من قلب في حظن ارفيجتها: ماقدر مريم.. ريم انا انتهيت.. خلاص.. انتهت حياتي.. انا كان امل عمري مشعل.. والحين هالامل ضاع.. ضاااااع

قعدتها مريم على السرير ومسحت دموعها.. وخلتها تنام على ريلها واهي تمسح على شعرها بحنان.. تسمي بالرحمن وتقرى ايات من القران تهدي قلبها الملتاع.. الا وطقات على الباب... خفيفة ولكن مسموعة

حركت مريم راس فاتن اللي كانت مغمضة عيونها وراحت تفج الباب بخفة.. وشافت بنت طويلة وغريبة اول مرة تشوفها جميلة بشكل لافت مثل عارضات الازياء..

سماء بحيا: السلام عليكم.. فاتن موجودة؟؟
مريم باستغراب: أي كاهي بس.. يمكن تكون راقدة..
سماء: ااااه ... مادري.. عادي ادخل
مريم بابتسامة: عادي حبوبة دخلي...
ابتسمت سماء واهي تدخل: تسلمين...

يوم دخلت سماء على طول توجهت عيونها الى فاتن النايمة على السرير.. ويوم شافت شكلها المأساوي فتحت ثمها بصدمة.. حال فاتن من حال اخوها.. خانت حيلي والله.. لا مشعل لازم يتحرك ويسوي أي شي عشان يرد بعضهم لبعض..
راحت سماء عند فاتن وقعد على ركبتها واهي تمسح الشعر عن ويهها التعبان.. : حبيبتي فتون علامج؟؟ شفيج؟؟ (تلتفت لمريم) شصار؟؟ وليش جذي اهي تعبانة؟
مريم بحنيه تقعد عند راس فاتن: لا بس اهي شوي تعبت نفسيا اليوم وصية ابوها..
سماء تناظر فاتن: فتون.. حبيبتي...
فتحت فاتن عيونها شويه.. وشافت سماء.. وتوسعت الفتحة اكثر واكثر: سماء.....
ابتسمت سماء: أي انا سماء...
دب النشاط في جسم فاتن يوم شافت سماء.. وما تنوصف فرحتها وراحتها يوم تأكدت من وجودها في ذيج اللحظة بدارها..
فاتن بلهفة: سماء.. شلونج؟؟ شخبارج؟؟ تولهت عليج.. من زمان ما شفتج
سماء اللي قعدت على السرير: فديت عمرج فتونة انا بعد من زمان ما شفتج
فاتن بفرح مجنون: مريم... هذي سماء.. اللي قلت لج عنها.. اخت مشعل؟
مريم ابتسمت: يا هلا والله ... عاش من شافج
سماء بحبور: مادري شيردون بس... تسلمين..
مريم ضحكت.. وفاتن اامسكت سماء: سماء شلونه مشعل؟. شخباره.. ووينه ماله أي خبر ولا بينة؟؟ زعلان مني؟؟ لا تقولين انه زعلان ترى انا مالي ذ نب..
سماء: شوي شوي على عمرج والله ما يسوى عليكم هالحب.. (تناظر مريم) بلا هالحب التعبان..
مريم: وانتي الصاجة وانا من مساعة اهديها اهي ابد ما تسمع كلام احد
فاتن وكانها ما سمعت ولا شي من اللي قالوه: خبروني شلونه مشعل.. من زمان ماشفته تولهت عليه من كل قلبي
سماء توها بتتكلم بحماس بس يوم حست لمريم سكتت بحيا.. وابتسامة مريم الحنونة كانت بمثابة التفهم لها.. الا ودقات على الباب وراس مناير يطل منه
مناير: ريمو اخوج ياج..
مريم : دقايق وانا نازلة له ..
راحت مناير
مريم تناظر فاتن اللي ترجتها بعيونها: لا تروحين مريوم باتي عندي الليلة
مريم:ياريت والله حبيبتي بس تدرين امي مالها احد في البيت نورو دومها مع زوجها ومالها احد غيري..
فاتن: مابيج تروحين (وهي تلم مريم)
مريم: يالله عاد عن الدلع كاهي سماء هني واهي اللي بتهديج ولا بتخليج لحالج.. صح السما..
سماء: افا عليج.. اعجبج..
مريم: هههههههههه .. يالله فتينة.. ابيج تهدين بالج وتستهدين بربج وان شاء الله الله يجدم الي فيه الخير..
فاتن: ونعم بالله..
مريم: يالله قودباي..
سماء: ههه باي باي..
فاتن: مع السلامة...

راحت مريم عن فاتن وسماء واهي قلبها مع خويتها.. ما تقدر تخليها وفي نفس الوقت امها من لها.. خصوصا في هالفترة اللي شابب خاطرها بسبب مساعد على بيت ابو جراح ولا احد يعرف السبب مع ان ام فاتن نجاة محبوبة ولا صادف يوم من الأيام انها آذت احد ولا عادت..
بس يمكن بخبر زواج مساعد الغير اكيد من فاتن يزحزح هالعداء الي مادري من وين حط في قلب أمي الطيبة..
انتبهت مريم لنفسها.. فاتن مستحيل تقبل في مساعد كزوج لها لكن مساعد.. شنو رأيه عن هالموضوع.. يا خوفي حاط البنية في باله مستحيل يفجها.. اخوي واعرفه.. لوبغى الشي .. ياخذه.. وخصوصا اذا كان بالسالفة عناد وركوب راس
قبل لا تطلع من البيت كان جراح واقف عند الصالة وكانه ينتظر مريم اللي نازلة من على الدري واهي سرحانة تفكر.. الا وهو يوقفها..
جراح بصوت واطي: مريم..
مريم انتبهت له.. و.. انتفضت: هه.. هه.هلا.. جراح..
جراح ياشر لها انها تمشي وراه للحوش الوراني.. واهي مو عارفة تتبعه ولا شنو.. باين ان السالفة جايدة..
مريم واهي توقف عند الباب.: خير شصاير؟
جراح: وطي حسج.. شوفي.. ابيج اتجسين لي نبض اخوج على سالفة الخطبة.. على ماظن انتي عرفتي عنها؟؟
مريم: أي عرفت.. بس شلون اجس النبض؟
جراح: سايسي اخوج عشان تعرفين.. احنا ما نبي نظلم فاتن.. ولا نبي نسوي شي ضد رغبتها
مريم: والله يا جراح مادري شقول لك.. بس انا خايفة ان مساعد يحط الشي في باله عناد
جراح: لا اخوج اكبر من هالسوالف وانا ماظن ان فاتن راح تلقى احسن منه بس حاولي ان الشي يكون بيني وبينج.. اذا الشي كان في ضرر محد راح يستانس لو صار..
مريم: ان شاء الله انا اشوفه واخبرك.. (انتبهت) اخبركم
جراح يبتسم: تسلمين والله. الا شخبارج وحشتيني
مريم بنفضة سرت فيها بغير عقل: جب.. ولا كلمة.. مع السلامة
وشردت مريم عن جراح اللي تلوى مكانه من الضحك على شكلها.. كان قلبها يدق من ملامحه ومن ابتسامته لكن.. شقردي ما منه فايدة.. وركبت سيارة اخوها.. كان ساكت ولا قاال كلمة وحدة طول الدرب ليمن خلاها عند باب البيت وتكلم
مساعد: قولي لامي اني ما بتعشى في البيت.. معزوم عند ارفيجي
مريم: ان شاء الله..
وطلعت مريم... الا بصوت مساعد يناديها..
مساعد: مريم...
مريم تلتفت له: هلا...
مساعد بنظرة غريبة ولكن تسكر القلب.. وكانه يترجى شي من اخته.. اللي ما عندها أي اخبار تسر هالعيون الحزينة.. ولكن غصبن عنها ابتسمت له.. ابتسمت ابتسامة خلت قلب مساعد يبعد الغم والهم الي حل عليه من العصر للحين... وابتسم لها بالمقابل واهي سكرت الباب وراحت عنه داخل البيت.. وعندها.. تحرك مساعد.. لمزار عالية.. يشكي همه لرب السما ثم لحبيبته عالية..



الجزء الثاني عشر
(الفصل الأول)
---------------
((وانتهت الاحلام))

مر الخميس والجمعة بصعوبة على فاتن.. وعلى أهلها وبيتهم اللي استهموا لحالتها.. كانت لا تشرب ولا تاكل الا القليل.. اكل العصفور.. وامها كل ما تي لها تكلمها تلقاها نايمة.. تنام.. تبتعد عن الواقع الاليم اللي رماها نصيبها في قدر ريال تبغضه كل البعض.. من اول ما شافته وطاحت عينها بعينه.. حست بالنفور منه وبالكره.. شالحل يا ربي.. شالحل..

على يوم الجمعة وجراح راد البيت من صلاة الجماعة اللي يحضرها اول مرة من ردة مشعل لحاله.. الثاني بعد طايح مريض من فترة واهو ولا كان داري بشي.. كان يمشي في الطريج واهو يفكر بالحل مع فاتن اخته.. هذي وصية ابوه فشلون يمشون بشور غير شوره..؟؟ فاتن ليش مو راضية تفهم هالشي اننا مانقدر نمشي من غير شور ابوي.. فكر في كل الامور اللي يمكن تمنع فاتن من الزواج وكلها بدت غير منطقية له وغير مفهومة.. بنت لا يعلى عليها بالاخلاق عارفة دربها لربها ومحترمة وجودها كبنت وحاشمة نفسها واهلها.. ترفض زواج مثل هالزواج ليش؟؟ والبنت مصيرها يعني انها تتزوج.. هل هي ما تبي تتزوج لانها ما تبي تترك البيت والناس اللي فيه؟؟ او...

اووووووووووووف تعبت تعبت تعبت وتعب مخي معاي وانا اروح وايي في هالافكار اللي كل ما افكر فيها تقل اهميتهافي بالي اكثر واكثر.. يا ربي شالحل ويا فاتن؟؟ شالحل؟؟؟

دخل البيت وخلقه ظايق.. لا يقدر يلتفت يمين ولا شمال لان ماكو حل لهالسالفة.. الله يهدي فاتن.. الله يهديها..
دخل المطبخ لامه اللي كانت قاعدة واهي ساندة راسها بيدها وجدامها صينية فيها اكل مو ممسوس.. كانت تكسر الخاطر بهالوضعية ودمعتها تلمع بعيونها.. وكانها بقلة حيلة.. وراح جراح وقعد يمها..

جراح: يمة... علامج قاعدة جذي؟؟
ام جراح: ..... اختك مو راضية تحط شي بحلجها.. صار لها ثلاثة ايام واهي على هالحال.. وان كلت كلت اكل العصافير.. اللي ما يطمن معدة ولا بطن... شالحل وياها..؟؟ ماني عارفة شلون اهديها ولا افهمها ..
جراح: زين يمة انتي حاولتي تكلمينها.؟؟ حاولتي انها تفتح قلبها لج وتخبرج اللي فيها؟
ام جراح: يمة انا ماصبر على حالتها.. روح شوفها.. ما تقوم الا للصلا وترد ترقد من بعدها... البيت ما يكفيه ظل واحد واختفى منه الحين بعد ظل بنتي بروح... (تبجي) والله انا مو ناقصة تعب وعوار قلب.. مو ناقصة احباب وفقد وحسرة.. تحسرت ليمن شاب راسي على ابوك مابي اتحسر على شباب بنتي مابي ....

بجت ام جراح بحرقة قلب على حال بنتها واهي تحط راسها على الطاوله.. جراح وين يلاقيها ولا وين .. فاتن ليش تسوي جذي؟؟ كل التكهنات فكر فيها لكن ولا وحدة اقنعته.. محد راح يرد عليه الا اهي.. فاتن ما غيرها..

هد امه وراح الطابق الثاني يشوفها.. اليوم لازم يفهم منها اسباب كل هذا اللي مسويته في نفسها وفي البيت..
=======
في بيت الدخيلي.. كانت مريم توها مخلصة الصلاة وراحت عند دار اختها نورة وما لقتها هناك.. وما استغربت.. لان اختها نورة ناسية ان لها بيت وان لها اهل ودهم لو يشوفونها.. واهي شكلها تبي اتخقق بعمرها علينا وتبين غلاها.. خلها تولي والله لا اسال عنها ولا هم يحزنون.. حزت اللي ياز لي المزاج.. ايصير خير..
ونزلت مريم بكل حرية من على الدرج واهي تتنطط.. وشعرها الطويل البني محايط ويهها بشكل طفولي حلو.. مريم بعد مازالت صغيرة.. وتستمع بدورها كالأخت الصغيرة.. وطلعت للي كانو في الصالة واهي شاقة الحلج.. ومرد هالابتسامة الواسعة خبت وتلتها صدمة قوية يوم شافت ريال مو غريب شكله عليها.. وبسرعة ردت من محل ما يات.. واهي مصعوكة.. يا ويلها .. الحين بيلحقها مساعد اللي مزاجه مثل الجبريت هالايام وبيغسلها.. وراحت دارها بسرعة واهي صاكة الباب وقاعدة بخوف على السرير.. تنتظر ملك الموت.. اوه قصدي مساعد عشان ايي ويهزئها ويزفها..

الا نورة اللي داخلة عليها واهي ميتة من الضحك...

نورة: ههههههههههههههههههههههههه احد يشرد جذي..
مريم بخووف وزيغة: سكتي عني مادريت وين يميني عن شمالي... وينه مساعد بره؟
نورة: امبيه امبيه ههههههههههههههه بيذبحج.. بسويج غدى العيد.. اويلي على شبابج يا مريوم
مريم تضرب على خدينها بخوف مضحك: واقردي على حالي واقردي على حالي.. بيذبحني مساعد.. يمه بطني يمه بطني..
نورة واهي تضحك مرة ثانيه وقعدت يمها : ههههههههههههههههههه عنبو الشبه كبير بينج وبين لبقرة..
مريم: أي بقرة ذيج الحزة انا صرت ارنب اناقز والله مادري شلون ركبت الدري.. وبعدين تعالي.. (واهي تضربها على كتفها) هذا منووو اللي قاعد تحت بلا حشمة ولا احد يخبرني بوجوده؟
نورة: هذول خطابج...
مريم بصدمة: خطبوه للين السود الحمر.. من هذول قولي الصج؟؟
نورة: هذا خطيبي فيصل علامج ما تذكرينه؟
مريم: الحين هذا خطيبج؟؟؟ والله من زود ماشوفه حفظت شكله
نورة: ههههههههههههههههه شكله..
مريم بنظرة غرور: ايه.. وانتي زين منج ذكرتي ان لج اهل ولج ناس ولج بيت.. عنبو دارج ما تستحين ما تخيلين والله ان ابوي ماكل قرد عليج يالقردة
نورة: شسوي والله البيت جهز ويبيله تعديللات وما نخلص الا بنص الليل وفيصل تعرفينه (بغرور وبحب) ما يقدر على فراقي.. ما يعرف ينام بدوني..
مريم تدزها: ذلفي ذلفي لا تخربيني ترى انا للحين بنت شريفة عفيفة مالها في هالسوالف
نورة: انتي وفتووووون.. اشهد ان الويلات تسري من تحتكم..
مريم: انجبي..
نورة: زين انا يايتج اخذج معاي تحت..
مريم نقزت من السرير لوسط الدار: لالالالالا يا عيوني.. انا مو بايعة عمري اطلع جدام مساعد مرة ثانية.. ترى ان شافني بيذبحني اخوي وانا اعرفه
نورة: يابنت الناس عاذرج ليش ان محد خبرج بوجود غريب في البيت.. وثانيا انتي ليش ما تمشين بشيلة في البيت والله احسن لج
مريم بتخفيسة بملامحها: يعني منو الغريب في البيت.. انا زين مني استحملها في الشارع بعد في البيت
نورة: استغفر الله هذا ستر يا بنت الناس والستر ما يتعوض
مريم وهي تفج عيونها وابتسامة ساخرة: ويليييي شعندها مرت الداعية
نورة بحرج: بعد شنسوي.. فديت قلبه... (تستعجل مريم) يالله ريممممم خلينا ننزل وحشني..
مريم ترفع يدينها بالدعاء: الحمد لله والشكر.. من باب البيت الى مستشفى الميانين
نورة تضربها: يعل عدوينج الموت...

ونزلت نورة ومريم والثانية مختبصة من نظرات اخوها مساعد.. سلمت على الحاظرين من غير ما ترفع عيونها ولانها تعرف لمساعد فراحت وقعدت يمه بالضبط وجنها لازقة فيه لزق.. حتى اهو استغرب منها هالشي.. ويوم حطت عينها بعينه اضحكت له ذيج الضحكة اللي تذوب الواحد.. فتم يضحك لها واهو يشد على يدها.. علاقة مريم ومساعد ماهي علاقة اخ واخته.. علاقة اب وبنته.. وما احلى هالعلاقة.. حتى لؤي ونورة اللي كانو معروفين بقربهم من الصغر لتقارب أعمارهم..يحسدون مساعد ومريم على هالقرب.. الحمد لله رب العالمين..

فيصل الثاني كان منحرج من المنظر اللي صار جدامه لانه ما يرضى به على خواته فكيف يرضاه على الغرب.. وتم الريال حسيبكم يستغفر ربه وجنه مرتكب اثم الدنيا والاخرى.. يمكن السبب الاكبر لاستغفاره الطويل انه اندهش من جمال مريم ومن حسنها.. كانت احلى من نورة بوايد.. وهذا الشي يوم طرى على باله خلاه يستغفر ربه طول الوقت. ويوم قعدت نورة يمه والابتسامة المشرقة.. نسى كل اللي فاته وردت الاحلام الوردية تطغى عليه.. عجيب حب فيصل لنورة.. اشبه بالقصص الخيالية.. هذا الي طرى على بال مريم في اخر اليوم من بعد الكثير من المواقف الغرامية بيناتهم اهي حضرتها من غير ما يدرون..
--------
جراح اللي دخل دار فاتن من بعد ماطق الباب وعيز ولا احد رد عليه.. شاف فاتن باحرام الصلاة واهي قاعدة على الارض تطالع في الفراغ.. فظت من الصلاة وبدل لا تدعي تمت سارحة في الفضاء تفكر.. وتفكر .. وتفكر.. ليمن تاهت في التفكير..
جراح تحرك من عند الباب وسكره على هدوء وقعد عندها واهي من زود ماكانت سرحانه ما حست لوجوده.. تم يتأمل شكلها ومنظرها.. وشلون الشحوب سحب كل التورد اللي كان بخدودها.. هالات سودة محايطة عيونها الشفافة الحلوة.. ومخليها تبين مثل المرأة الهرمة اللي يفتقر ويهها للحياة.. واخيرا واهي تحرك رأسها التفتت له.. وابتسمت بخفة..

فاتن: من متى وأنت هني؟
جراح: من بعد ما كنتي أنتي هناك..
فاتن: ما فهمت عليك؟
ابتسم جراح وهو يغير الموضوع: تقبل الله
فاتن: منا ومنكم..

وقامت على حيلها بتعب واهي تلم السيادة.. فصخت الاحرام وتمت تطويه بيدها بهدوء وبسكون يطن بالآذان.. وبعد ما خلصت راحت وقعدت عن اخوها واهي تجابله

فاتن: خير جراح؟؟ فيك شي؟
جراح وعينه على الارض واهو يلعب في صوابع ريله: انا مافيني شي؟؟ انتي شفيج؟
فاتن تبتسم بالم: ان تكلمت ما بخلص... لذا خلني ساكتة عن لا اطلع قرقة

رفع عيونه الحزينة لها.. وياريته ما رفعها.. لانها جابلته بعيون غرقانة في بحر الدموع..

جراح: فاتن.... قوليلي.. اشفيج؟؟؟ صدقيني... انا ما راح اسوي فيج شي ولا راح الومج ولا راح اطقج لانج انتي ارفع من الغلط كله.. بس هم الانسان يظل غير معصوم عن الغلط.. قوليلي يا ختي.. خلي بالي يهدى عليج ترى لا انا ولا امي ولا احد منا مرتاح من حالج هذا!!
فاتن: انا اسفة اذا ظايقتكم بس لا تحطون في بالكم انت وامي.. باقي كم سبوع وانا مسافرة وراح تطيح مسؤوليتي عنكم.. وبترتاحون..

كانت نبرتها قاسية لدرجة انها مرت مثل السهم في قلب جراح.. وقلب فاتن اللي موته الحزن عن كل المشاعر ظلت ساكتة واهي منزلة عيونها عن ويه اخوها اللي من زود الصدمة توسعت عيونه بشكل غريب!!!

جراح: مشكورة وما تقصرين.. هذا من طيب أصلج.. يكون في علمج.. هالحجي الوايد حلو ما يغير أي شي من الواقع..
سبقته فاتن بالكلام بلهجة معادية ومستسلمة: واقع اني بنحط في مصير انا ما ابيه.
جراح بصوت قوي: واقع انج انسانة طيبة وحبوبة الا ان الصدمة مأثرة فيج..

انتبهت فاتن لنفسها.. ومن نبرة اخوها عرفت اهي لأي مستوى تدنت واهي الكبيرة العاجل الفاهمة.. اللي الكل يشد الظهر فيها.. حتى اكثر من اخوها ..

جراح وهو يهدي نفسه ويتناسى كلمة فاتن: شوفي فتين.. ولا واحد منا وده يصيبج شي ولا يصير في مستقبلج شي انتي ما تبينه.. بس بعد الناس لو ياتها الاشياء اللي ترتبط مستقبها ما ترفسها ولا انه تتقبلها بكل رضوخ للواقع.. احنا ما مسكناج من يدج وقلنا لج لازم لازم تاخذينه ولازم لازم تتزوجينه.. احنا عطيناج القرار كخيارين .. اثنيناتهم يناسبونج .. يا إنج تنخطبين بصورة غير رسمية وتسافرين.. او انج تملجين وتروحين .. انتي لو فكرتي فيها بنفسج راح يكون امان لج.. ما بتظلين هناك لروحج.. بيظل معاج وبيساندج وبيحميج..

سكتت فاتن ولا نطقت بحرف واحد.. ترفض كل الرفض انها تتخيل نفسها في أمان مع مساعد.. لان هذا الانسان بالرغم من كل شي.. مايقدر يوفر لها الامان منه اهو بنفسه..و كلام اخوها كله ما يدش منطقها ولا تفهمه ولا تبيه ولا تستسيغه.. لكن شلون تفهمهم.. تظل ساكتة وكانها راضية احسن من انها تتكلم وتبين اعتراضها في كلام يجرح اهلها اللي لهم فضل كبير عليها..

جراح وهو يتنهد: انتي فكري في هالموضوع زين.. انتي باجي على سفرج يمكن ال3 اسابيع.. المدرسة بتبدي بعد سبوع.. عطينا رايج من بعد ما تفكرين بطريقة صحيحة وسليمة.. واحنا ما راح نجبرج على شي..
فاتن بخوف من ذكر الاسم اللي في بالها: وا.... وابوي.. ؟؟
جراح: شنو ابوي؟
فاتن: هذا شي ابوي موصي عليه!!
جراح: صح... بس اذا انتي مو راضية.. بنضطر اننا ما ننفذه.. (تظايقت فاتن هني وجراح لاحظ ظيقها وابتسم بسرعة ومسك يدها) فتوون.. ابوي ماكان يوم ولا ابدا يتمنى لواحد منا الضيقة.. ولا العسر.. ربج يقولها في محكم كتابه " ان مع العسر يسر.. ان مع العسر يسر " انتي تفكرين بس بالعسر.. اليسر ما ياج في بالج.. ؟؟
فاتن بانشراح صدر: ونعم بالله.
جراح يبتسم: شفتي شكثر ان ذكر الله يريح الصدور ويشفيها
استغربت فاتن من اخوها اللي ماكان بهالقرب الديني لرب العالمين وابتسمت: اشوفك صرت دعية؟
جراح: آآآآآآآآه.. الظروف يا اختي اهي اللي فتحت عيوني على درب ربي.. اهي اللي بينت لي ان الله الرازق والعاطي والآخذ.. وان مو كل شي في هالدنيا يكشف نياته من اول شي.. كل الامور لها حكمة ولها مصلحة... والانسان لو ترك كل شي في يد الرحمن ما راح ينحل له شي.. مو ان الله ما بيحلها بس الله يمهل ولا يهمل.. وبينتظر الانسان نفسه ليمن ايي ويحل كل هالامور..

ابتسمت فاتن براحة.. راحة حقيقية ما تخيلتها تجيس خاطرها من يوم سمعت عن موضوع مساعد.. وابعدت كل شي عن بالها .. وتمت تذكر الله في خاطرها وبكل هدوء تسبح باسم الله.. وجراح يراقبها بفخر.. هذي فاتن اللي انا اعرفها.. حبيبتي اختي.. ربي يخليج لي واشوفج حرمة ترفع الراس امبين الناس...
******
خالد توه واصل عند باب بيت خالته واهو حامل مشويات مختلفة ومتنوعة.. اليوم غدى اليمعة على حسابه اهو.. من قده بعد صار غني ويحسب للأولي والتالي.. اول ماعرف فاضل عن للي صار وياه ماصدق وتم يناقز من الفرحة لخالد كان شي غيري طبيعي انه ينتقل من الفقر الى الغنى بلحظات.. الحمد لله رب العالمين.. يمهل ولا يهمل..
خالد الثاني بعد ما جاس ال3 الاف اللي انعطت له.. وخلاها عند خالته ام جراح تحفظها عندها بالصون.. طبعا ال7الاف ماراح يلقاها الا بعد سنه كاملة .. يكمل ال21 ويستلمها.. وان استلمها راح يوظفها في اشياء تفيده وما تخليه محتاج لاحد..
المشروعات اللي طافت في مخه كثيرة.. لكن.. اهو راح يستشير ناس يفهمون فيها اكثر منه عشان ما يخيب.. واكيد ان شاء الله راح يتوفج لان مطلبه منها خير ماهو شر.. والله المستعان
اول ما وصل عند البيت التفت الى بيت النهيدي.. وطرت سماء على باله.. من زمان ما شافها من هذاك اليوم من طاحت عيونه عليها.. لا اراديا وسريريا كان يتمنى لو انه يشوفها كل مرة اهو يوصل فيها بيت خالته.. بس ولا مرة الحظ حالفه بهالشي.. يالله احسن.. انا كنت ابي اعتذر منها بس اهي اكيد مو مفتكرة فليش انا افتكر..
دخل البيت واهو يحمل الاكياس وينادي على خالته

خالد: يا أم جراح.. يا خالتي.. وينكم... خالتي؟؟
طلعت له ام جراح واهي تمسح عيونها بيدها: هلا يمة خالد.. هلا والله
على طول انتبه لها ولعينها المحمرة: علامج خالتي.. (وهو ينزل الاكياس) ليش تبجين؟
ام جراح: لا يمه لا ابجي ولا شي بس كنت اشتغل في البصل وحرقتني عيني؟؟ (تلتفت للاكياس) شنو هذا؟
خالد بفخر: هذا غدى يوم اليمعة.. انا اليوم عازمنكم على احلى مشويات كلتوها بحياتكم.. شرايكم.؟
ام جراح: وليش تعبل على عمرك.. بس صارت عندك الفلوس بتلعب فيها؟؟
خالد: أي لعب يا خالتي والله صار بخاطري اليوم اغديكم على حسابي مافيها شي.. يالله وينهم كلهم ناديهم!!
ام جراح: روح لهم انت انا بظل هني ارتب السفرة
خالد: اوكية..

من بعد ما طلع من المطبخ ركب خالد الدري وهويطق باب كل دار: يا اهل البيت.. وينكم انتوو يالله نزلو... مناير.. منور ويهد يالله نزلي.. عزوز.. عزوز يالله انزل الغدى زاهب..

انتبه جراح لصوت خالد وطلع من الدار وهو يبتسم: اوووووووووب اوووووب شعنده المليونير..؟؟ علامك تزعق بكل الدار؟
خالد: يالله نزلو الغدى زاهب.. (طالت نظرته للباب وهو يتمنى ان فاتن تطلع..) ناد على فتون وانت بعد يالله نزلووو
جراح يلتفت لفاتن بداخل الدار: يالله فتونة نزلي شكله خالد اهو اللي ياب الغدى اليوم..
فاتن بمرض: مالي نفس
جراح: افاااا.. من بعد كل هالكلام اللي تقطع لساني عليه ما بتيين ولا بتاكلين؟؟ يالله قومي لا احملج
ويوم فاتن امتعضت اكثر تقدم لها جراح واهو بينفذ الكلام اللي بيقوله
طفرت فاتن من مكانها: بقوم بقوم بس خلاص... ( تكلم نفسها بصوت واطي) حتى الاكل بالغصب
جراح اللي سمعها: هاااااااااااااا شعندج الحين احملج...
تقدم لها وتركض فاتن من عنده: ما قلت شي.. يمااااا...
*********
نورة وامها ومريم كانو قاعدين في الصالة والرياييل راحو الميلس يقعدون هناك.. وبقولنا الرياييل يعني مساعد وفيصل ولؤي القرقة وابوهم..
نورة اللي كانت الفرحة طافرة من عيونها واهي على وشك اتخبر اهلها بالخبر الحلو اللي في بالها.. اكيد الكل بيفرح.. ولو انه ماطاف الشهرين لابو جراح من وفاته.. بس... ما تقدر تتاخر اكثر خصوصا واهي ما بتسوي أي حفلة او أي بهرجة زايدة لان اللي سوته في الخطوبه كفاها..

نورة: يمة ابي اخبركم بشي؟؟
ام مساعد: قولي يمة شفيج؟؟
نورة والحيا مغطي كل لون طبيعي فيها: انا و فيصل بنتزوج بعد 3 اسابيع..
مريم انصدمت وام مساعد باركت لهم: الله يبارج فيكم يا بنيتي والله يتمم على خير
نورة تكلم مريم: ادري انج منصدمة ليش انج ما زهبتي شي للعرس بس لا تحاتين .. خوات فيصل بيروحون السعودية بعد جم يوم وبيشترون لهم كل شي جاهز من هناك.. (تكلم امها) عندهم احلى الفساتين واحلى التصام...
تقاطعها مريم: عمي بو جراح ما طاف عليه الاربعين وانتي... بتتزوجين؟
ام مساعد: يمة بعد الريال ما يقدر ينتظر اكثر؟
نورة عرفت ان سبب صدمة مريم اهو هالموضوع: مريم انا بيتي جهز وخلاص مالي قعدة هني وفيصل بعد مستعيل
مريم: قوليله انزين عمج توه متوفي ما بيقول لج شي.. ماظنه عنجهي لهالدرجة؟
نورة متورطة ما تعرف شلون ترد على مريم وطالعت امها اللي بكل غضب اتجهت لمريم: والله يا مريم محد ياج وخذ شورج.. الريال كيفه بحرمته.. وانتي اخر من ايي ويتحكم في هالامور..
مريم: يمه انا عارفة موقفج من بيت بو جراح فلذا انا راح اسكت .. وبكل بساطة اذا العرس كان من بعد 3 اسابيع فانا مو حاضرة.. (قامت على حيلها) مبروك نورة والله يوفجكم ان شاء الله وباركي لفيصل عني.. عن اذنكم...
ام مساعد بعصبية: علموووج بيت الياسي شلون تردين على الكبار وسحرتج نجوت وخلتج تصيرين تابعة لهم مثل اخوج لكن ماقول يا خسارة حليب صدري فيكم انتو الاثنين
التفتت مريم لامها بكل هدوء عشان ما تعصب وتقط شي اهي ما تحب تقوله: يمه انتي راجعي نفسج قبل.. ليش احنا على قولتج تابعين لهم؟؟ ليش كانت عايلتنا على حد ما نذكر تابعة لهم؟؟ هل لانهم مو زينيين ولا العكس.. عن اذنكم

الدموع كانت مغرقة عيون مريم لانها تحب امها وما تحب اتجادلها وفي نفس الوقت تكره الاتهامات الزائفة من امها عن عايلة ما شافو منها الا كل الخير.. أستبعدوا جراح اللي اهو سبب حياتها ولا فاتن نصها الثاني.. فكرو في ذيج الام الحزينة اللي ما شافت الدنيا منها الا كل الخير.. وبعد الدنيا خانتها في اعز ما عندها ابو عيالها .. وبعد تمت تعطي وتعطي والناس ما تقدرها.. خسارة ان امها الفاهمة العاقلة تقول هالكلام عن بيت بو جراح واهم اللي كانو ربعهم من قبل لا تتواجد اهي في هالدنيا..

نورة تكلم امها: يمة ليش تقولين جذي عن بيت عمي بو جراح؟؟ ما هقيتج معاديتهم جذي؟
ام مساعد بغيض: من يوم ما سحروهم نجوت وعيالها.. عيل اخوج اللي ماشوفه في البيت اسمع من الناس عنه طايح في بيتهم اربع وعشرين ساعة.. والله يا خوفي لو مطيح العين على فتينه بنتها..
نورة ابتسمت بكل فرح: والله؟؟ ياريت والله ما راح يلقى احسن عن فتونة..
ام مساعد: انتي ينيتي؟؟انا ولدي ياخذ بنت الفقارة؟؟؟
نورة بصدمة: يمة؟؟ احنا بعد فقارة؟
ام مساعد واهي تغض بصرها: كنا.. وفاتن ما تناسب مساعد.. ياهل وما تفكر .. مساعد انا من زمان حجزت له ابنت اللي بياخذها
نورة: ومن هي انشاء الله؟؟ منى بنت خالتي سميرة؟
ام مساعد: وليش هالنبرة لايكون مو عاجبتج؟
نورة بعصبية خفيفة: يمه هذي تطلقت مرتين ..
ام مساعد: العيب مو فيها العيب في العثرات اللي تزوجتهم.. والا اهي خوش حرمة واحسنهم

نورة سكتت لأنها ما تبي تعصب امها اكثر.. امها شكلها بدت تخرف وتقط الخيط بالمخيط...

نورة: عن اذنج يمة..
ام مساعد: أي.. روحي لحقي اختج.. أي.. كلامي مو عاجبكم.. االيوم صار كلامي مو عاجبكم.. لكن هين يا ريمو وانتي يا نوير.. بتشوفون مني اللي ما بيعجبكم..

ركبت نورة الدري من بعد ما سمعت الكلام اللي يسد النفس.. وراحت لاختها مريم واهي زعلانة من الخاطر.. دخلت الدار (بالعادة ما تطق الباب نورة على مريم) واهي موطية راسها وقعدت على الكرسي.. مريم كانت على السرير واهي متكورة على دب شرته لها فاتن مرة.. واهي تبجي وكل ماتسيل الدمعة تمسحها.. لاحظتها نورة وبابتسامة راحت وقعدت يمها..

نورة: حبيبتي مريوم ما عليج من امي.. اهي شوي كبرت في السن وقامت... استغفر الله لكن لا تلومينها
مريم بصوت واطي واهي تبجي: والله انها ظلمت الناس.. بتتعاقب على هالظلم.. الحين خالتي نجاه تسحر الناس وتخلينا توابع لها.. هالمرة اللي ما تبي شي في هالدنيا الا الشرف والعفة.. صارت ساحرة؟؟
نورة: بعد انتي عذريها يا مريم والله تعرفين شكثر امي تغار علينا وشكثر متعلقة فينا...(تبتسم) يالله مريوم عشان خاطري سكتي ماحب اشوفج تبجين!!
مريم: وانتي الثانية حاجي ريلج انه ياجل هالشي.. لان فتون بعد ما بتقدر تحضر..
نورة : ولا يهمج انأجله...
مريم بتفكير: تعال بعد جذي جذاك فاتن ما بتقدر تحضره
نورة : ليش بعد لا يكون بيحتدون سنة؟؟
مريم: تعالي انتي ما تدرين؟؟ فتون بتسافر اميركا بعد 3 اسابيع..
نورة باستغراب: وليش بتسافر؟؟
مريم: دراسة يا حياتي.. محصلة دراسة مع عند ابوها الله يرحمه كل كورس –اقبضي الخشب- 20 الف دولار اميركي
نورة بصدمة: هاااا؟؟
مريم: هههههههه قولي لا اله الا الله.. عمي بو جراح ترك لهم فلوس يا نورة الحمد لله رب العالمين ما تتصورين شكثر..
نورة: جم يعني؟
مريم بفخر: كل واحد يعني استلم 20 الف دينار كويتي ومعاشات لمدة معينة.. يعني صارو راهيين
نورة: يعني صارو اغنى منا؟
مريم: احنا لو مساعد اخوي جان والله طحنا فقارة واخس منهم..
نورة: زين ومن وين لهم هالفلوس
مريم: بالحلال بعد من وين.. هذا مساعد عاون عمي الله يرحمه في مبالغ تامين ومحلات ومطاعم فتحوها والحمد لله توفجوا..
نورة: شكلي انا بعد بحطلي جم فلس بيد مساعد عشان يخلينا نصير اغنياء...
مريم: هههههههههههههههه مالت عليج
نورة: وعليج ههههههههههههههههههههههه
بعد صمت.. تحيرت مريم تقول لنورة عن باجي السالفة ولا لاء.. لكن.. اهي ما تبي تفضح فاتن ولا تبي تقول لنورة انها رافضة الشي.. اخاف نورة تاخذ موقف على فاتن.. لا لا ماهي قايلة ولا راح تخرب أي شي.. اللي بيصير من الله حياه الله..

الا تلفون نورة يرن على اغنيه .. (ايه احبك.. هذا حظي اللي انكتب... دربي اللي امشيه وادريبه تعب)

نورة: فديت خراطيش قلبه..
وسكرت التلفون ...
مريم: ليش سكرتيه؟
نورة بحيا: مابي اخسره ولا ابي اسمع صوته واهو يقول لي تعالي تحت.. ابي صوته في سوالف ثانية
مريم تدزها: استغفر الله اعوذ بالله منج ..تخربيني؟
نورة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله اشوفج على خير
مريم : وانتي من اهل الخير...

نورة وقفت على الباب قبل لا تنزل تحت...: تدرين مريم
مريم: شنو؟
نورة واهي تبتسم للفراغ: امي قالت شي مساعة اهي رافضته لكن انا عجبني حيل..
مريم باستغراب وهي تمشي صوبها: شنو هالشي؟
نورة: امي قالت ان مساعد اخوي يمكن حاط عينه على فتون ويبيها.. تخيلي لو مساعد ياخذ فاتن.. والله انه راح يستانس ويرتاح لان فتون مافي عليها

مريم اندهشت من ردة فعل اختها.. وانصدمت من تفكير امها وكانها بالفعل تحس بالوضع.. اويلاه امي وحست بالسالفة يا ويلك يا مساعد الا بتقوم لك الحرب العالمية الثالثة..

نورة: يالله انا اخليج...
مريم: في وداعة الله..

وراحت نورة عن البيت وخلى المكان من حسها.. وقلب مريم تعصر على هالسالفة خصوصا يوم تذكرت ان اختها خلاص راح تتزوج..صج ان نورة ما قامت تعيش معاهم بصورة طبيعية من انخطبت (ملاج بسنة الله ورسوله) لكن.. تظل ريحتها في البيت وباجي الاغراض اللي في دارها.. لكن الحين ما راح يظل شي من بعد غيابها.. اااااه عليج يا نورة.. والله انج كبرتي وصرتي حرمة وبتتزوجين.. الله يوفجج في حياتج...قالتها وشهاب في السما يبرق وكانه يسمع لامنياتها

وتمنت مريم اكثر: وانا بعد .. الله يوفجني ويا جراح..

في ذيج اللحظة كان فيصل واقف بالسكة ينتظر نورة تطلع من البيت واهو واقف ويا لؤي اللي ما سكت عن القرقة
فيصل: ان كان السالفة علي لا تحاتي ان بشوف لك وبسال وان شاء الله اجيك باحلى الاخبار..
لؤي وهو يساسر فيصل: أي بس هاا.. حطني في بالك.. مابي احد يعرف عن هالسالفة غيري وغيرك
فيصل يبتسم: وليش ان شاء الله فيها شي؟
لؤي: فيها اشياااااء.. ابوي لو عرف مثلا بيذبحني.. بس انت تعرف.. انا مالي غير هالحبوب.. يبيلي امتن اكثر..
فيصل: والله انا ماشوف فيها أي سرية؟
لؤي: انا بلى.. (شاف نورة طالعة من البيت) كاهي كونان يات.. يالله اخليك الحين.. في امان الله
فيصل: ههههههههههههههههههههههه في حفظه..

وتم يطالع لؤي وهو يدخل البيت ووقف شوي يناحس نورة اللي كانت تطقه على ذراعه وهو يطالعهم... والتفتت عينه الى الدريشة الي فوق.. و شاف ان احد قاعد يناظر السما.. كانت ذيج البنت الصغيرة.. اخت نورة.. مريم اسمها.. ونزل عيونه بسرعة يوم حس انها حست له.. ما يدري.. يحس باحساس غريب من يشوفها.. يمكن لانها اول مرة تيي جدامه .. من تزوج نورة واهو يسمع عنها \بس ويضحك على سوالفها.. والحين شافها حس ان الكلام عنها تطابق ويا شخصها..

محد يدري شنو يخبي لهم القدر من امور.. لكن.. الوقت الحالي.. شلي راح يصير؟؟
*********

مساعد اللي طلع من بعد اخته ما راحت .. مخه ما كان ابد مرتاح.. تفكير دائم واربعة وعشرين ساعة حيرة وترقب.. اهو عارف لا بل متاكد ان فاتن رافضته.. وما كان ينتظر أي معجزة تصير.. لان اللي بينه وبين فاتن مستحيل يتجسد في علاقة لا يمكن تنفك يوم من الايام .. مساعد ما كان من المؤيدين للطلاق ابدا وكان في باله دائما ان الدنيا مافيها مشاكل ولكن فيها حلول ما علينا الا اننا نبحث عنها ونحطها بالصراعات عشان تتفكك وتنحل

قعد مع نفسه عند البحر وهو يفكر.. في امكانية في يوم من الأيام اني انفصل عن فاتن؟ اطلقها؟ اصلا انا ليش حاط في بالي مبدأ الزواج منها.. صج الي طلب هالشي اهو رفيج عزيز علي ابو جراح لكن.. أنا ما خططت لهالشي.. لاني لو خططت له لو انطبقت السماء على الارض فاتن راح تكون لي.. لكن.. اتخيل لو اني خططت.. ما اقول اني خططت بس لو كنت مخطط.. شلي راح يصير.. برغبتها او ضدها راح تكون لي.. صج اني بعد الزواج ما راح ارغمها على شي راح اخليها اهي اللي تيي لي بنفسها..

ياااااااااااااااه يا بحر.. يا وسعك ويا كثر بخلك .. تبخل على صدري انه يتوسع مثلك.. وتاركني في حيرتي من غير ما تتقدم بشي لمساعدتي.. يمكن لانك ما تقدر تسوي شي.. فلي يقدر اهو خالقك وخالقي.. اتوجه لك يا ربي واطلب منك.. انك تحل هالمعضلة.. انا مابي اشوف البنت تغلط.. اعتبرها امانة في رقبتي وما اتمنى لها الا كل الخير..

في نفس الوقت كانت فاتن قاعدة في حوش بيتهم واهي تفكر.. قاعدة على الكرسي اللي ابوها كان يقعد عليه واهو يشرب الجاي ويدخن .. ماكان يدخن وايد بس كل ليله لازم هالطقس.. يقعد ويشرب شاي ويدخن..

كانت فاتن حاطه ريل على ريل وساندة راسها بصبعها.. او بقوة يدها.. واهي تفكر.. تفكر بسفرتها وشلون تعد نفسها لها.. اهي مو مستعدة لها مو انها ما تبيها بالعكس.. الحين ترسخت الفكرة واعتادت على الوضع انها بتروح عشان تحصيل علمي.. مو عشان تبتعد ولا عشان انها بتمشي ضد رغبتها بالعكس.. صارت الفكرة تناسبها بشكل غريب.. يمكن لانها فقدت الامل بانها تحصل مشعل فيوم من الايام خصوصا ويا هالخطبة اللي ياتها من محل ما غوى الله ادم..

يوم كانت سماء عندها توقعت انها تقول لها كل شي.. لكن ما قدرت تنطق بولا حرف.. ما تبي الصدمة تكون كبيرة عليهم الاثنين.. واكثر وحدة سماء.. لانها متفائلة بطريقة محزنة.. خيالية ومخها جامح.. تذكرها بنفسها قبل لا تطيح بكل هالمصايب... اهي لو تبي تعرف وين نقطة بداية المصاعب راح تلقاها بردة مشعل من السفر.. كل شي كان مستقر وهادئ لمن وصل وهيج كل الامواج بالبحر وعصف الدنيا برياح خلاها تقتلع كل شي ثابت.. وموت ابوها ما قصر فيها.. والمفاجآت من بعد موت ابوها.. وظهور مساعد الكبير في حياتها واحتلاله لاشياء كثيرة واعتماد كل اهلها عليه.. كل هذا له سبب.. كل شي حصل له سبب من رب العالمين.. ومن يدري.. يمكن يكون فاتحة خير عليهم كلهم

ابتسمت بينها وبين نفسها من هالأفكار.. يكون خير؟؟ وصلاح؟؟ وين الخير ووين الصلاح مع كل هالدموع وكل هالعذاب.. اهي من وعت من سالفة البعثة طاحت في سالفة خطبتها من ... ما تحب حتى تطري اسمه.. الله يعين قلبي .. ويصبر حالي على هالمصايب..

تحركت من مكانها واهي تحس بالدموع تتدافع في نفسها مع كل زفرة تزفرها وكل شهيق يشق الهوا المحايط.. انفاسها حارة ولهث ساخن يلفح من ثمها.. لمست جبينها.. سخونة بسيطة فيها.. بس الجو صيف يمكن السخونة نفسية اكثر منها جسدية.. جذبت اطرافها واهي تمشي.. التفتت للديوانية لقت مصابيحها مطفية.. ويا في خاطرها انها تدخلها.. وتجدمت لها وتوها بتدخل الا تشوف واحد واقف عند الباب الحديدي..

توقفت كل عقارب الساعات في الدنيا عن الطق.. وسكن الجو والريح هدت.. الرطوبة نشفت والدم توقف عن الجريان يوم تعرفت على الإنسان الواقف.. هو ما غيره.. اللي عيونه كانت تعزي نفسها بحزن فقد شوفه.. والحين كاهو جدامها واهي اللي اصبحت وامست على هالامنية..

اهو الثاني وقف من غير أي حاسية.. اتخذ هالخطوة من بعد تفكير عاصف ومخيف.. كان يراقبها من الشرفة اللي تطل مباشرة على بيتهم.. وما قدر يحبس نفسه اكثر من انه يتجدم لها ويروح لها لعند بابهم.. واخيرا من غير أي وعي راح.. وحصل اللي حصل

تجابلو الاثنين ومشاعر الكون كلها منعصفة فيهم.. الحب القوي اللي يدق قلوبهم ويهز ابدانهم كان ظاهر على محياهم.. لكن فاتن استهجنت من نفسها شعور .. لاول مرة تحسه وهي تكون مع مشعل.. الذنب..

مشعل بعيون لامعة حزينة: شلونج؟؟ شخبارج؟
فاتن بصوت واطي: الحمد لله... وانت؟
مشعل وكانه كان ينتظر هالجواب:.. عايش.. ومو عايش؟

فاتن طالت نظرتها وهي تراقب ملامحه.. كان مريض.. تعبان.. ولكن.. هزيل.. يا ترى شالسبب؟؟

فاتن: عسى ما شر؟؟ فيك شي؟
مشعل: فاتن... انتي صج بتسافرين؟
قالها وعيونه ترقرقت بالدمع.. وفاتن الي تعودت على فكرة السفر رجع الموضوع لاوله وكأنه صدمة عليها واول من يخبرها اهو مشعل: مادري...
مشعل بأمل: شلون ما تدرين؟؟ جراح قال لي انج بتروحين؟
فاتن انتبهت لنفسها.. اهي بتسافر.. ليش قالت ما تدري: صح... بسافر..

انصدم مشعل مرة ثانية ومن زود الصدمة عصر عيونه من شدة الألم.. وكأنه يسمع الخبر لأول مرة.. واللي آلمه اكثر شي اهو رضاها بهالشي وهو اللي كان متوقع انها اللي راح ترفض..

مشعل: وانتي راضية؟
فاتن وهي مستسلمة ودمعتها تسيل: هذا قضاء ربك..
مشعل بكل جرأة: واحنا..؟؟؟؟؟
انصدمت فاتن من سؤاله المتأخر..: علامنا؟؟؟
مشعل: انا وانتي... واللي بينا
فاتن التفتت عنه وهي تناظر البعيد..: ماكو شي اسمه احنا يا مشعل.. كان لازم نفهم هالشي من زمان

شلون ياتها القوة انها تقول هالكلام.. هذا اللي انطرح في بالها.. اما مشعل فكان كلامها مثل الجفن اللي ينلف فيه.. وناطر بس انه يندفن...

مشعل: انتي اللي تقولين هالكلام؟؟

التفتت له فاتن بكل الم... تحاول تبرر لكن.. ضاعت من الكلمات.. وعيونها اللي كانت متألمة انتقلت نظرتها من الألم الى الصدمة.. لأن اللي شافته كان شبه المستحيل..

مشعل كان يراقب نظرتها واندهاشها وصدمتها وكأنها قاعدة تناظر بشبح.. التفت الا وشاف ريال واقف وراهم .. ما يعرف هالشخص بس اهو شافه من قبل.. في عزا ابو جراح.. والتفتت مشعل مرة ثاني لفاتن الي كانت حاطة يدها على رقبتها وكانها تبتلع سم..

شالسالفة؟؟ هذا اللي كان يتبادر في ذهن مشعل..

وطبعا هذا الريال ما كان أحد غير.. مساعد..

مساعد بصوت قاتل اشبه بالسكون المخيف: فاتن دشي داخل..
وقفت فاتن مكانها وعاد الصوت يزعق مرة ثانية: فاتن دشي داخل..

وانتفضت هي بخوف بس ما تحركت من مكانها.. بقوة غريبة عمرت في جسمها ظلت ثابتة مكانها.. وعيون مساعد باردة ما تبين لا حياة ولا موت.. وكأنه كان متوقع هالنوع من اللقاءات.. ومشعل اللي واقف امبينهم مستغرب من هالاثنين...

مشعل بصعوبة يكلم مساعد: انت منو؟

مساعد وكأن مشعل اخر من ينتظره ايي ويساله اهو من.. ولا عاره أي اهتمام وعيونه كانت مركزة على فاتن يبي يقهر نظرتها الخائفة اكثر.. والثانية من زود الخوف كانت واقفة مكانها واهي جامدة.. ما تبي تظل عشان لا يناظرها اكثر.. وما تبي تروح عشان ما تخلي مساعد مع مشعل لروحهم..

فاتن: مشعل .. انت روح... روح الحين؟
مشعل: ليش.. (يلتفت) من هذا؟
مساعد: ولك عين بعد للحين واقف وتتسأل.. عطني مقفاك ورد من محل ما ييت
مشعل: لو سمحت احترم نفسك..
مساعد يتقرب منه وبصوت مخيف: انا محترم نفسي وانا سامح لك بالوقفة والا اللي بمثل موقعك ما يتكلم..

سكت مشعل من الفشيلة ومن الاحراج ومن احساسه بالغلط..

وكمل عليه مساعد: يالله فارج عن ويهي..

مثل الغريق اللي ما يقدر يلاقي حبل النجاة ويستسلم للموت في امواج البحر .. موقف مشعل من هالريال اللي ما يدري من وين الله قطه.. وراح وهو يسحب ذله وعاره اللي خلى حتى فاتن تحمل من جزئه.. أخطأ خطأ كبير اليوم وجايد.. حتى فاتن نفسها يمكن ما تسامحه..

يوم انسحب مشعل فاتن كانت عيونها تترجاه لا يبتعد وعيون مساعد عليها.. يراقب كل شعور يطفر بعينها وبنفسها.. ويحس بالقهر والعنف يجوب نواحيه.. ولكن شعور اعظم كان يدق في قلبه.. شعور الغيرة والحقد .. ورغبة في انه يقتلها ويقتل نفسه من بعدها... لانه اليوم اكتشف اللي كان خايف منه.. واللي كان مرتعب وكاره الدنيا بسببه.. فاتن واهبة قلبها لغيره... لغيره..

فاتن بعد ما اختفى مشعل عن عيونها والدمع سيال على خدودها تلتفت لمساعد بكل ألم .. وعيونه الباردة ما جابلتها الا بالصمت ونظرات التحقير اللي خلتها مثل الحشرة التافهة لكن.. ما اهتمت..لان الميت من بعد الموت ما يهمه شي.. اهو فقد الروح وظل الجسد بارد بلا أي حراك.. وبكل نبرة جريحة تكلمت له

فاتن بصوت بايح من شدة الألم: ليش..؟؟؟؟ انت ليش تسوي فيني جذي؟؟ انت من وين طالع لي؟؟؟ انا شسويت لك.. عشان... عشان تعاقبني جذي..؟؟؟
ابتسم مساعد بكل سخرية تقتل باجي فاتن: عن الدراما والتراجيديا.. ومسرح العشق والعاشقين هذا مو من ذوقي ولاني من مشجعيه..
فاتن وهي تمد يدينها في الهوا تبي إجابة: انا .. من عرفتك.. من عرفتك.. وحياتي من مشكلة.. لي مشكلة.. ماكو امان.. كله تحفظ وحذر... شتبي مني؟؟ قول لي شتبي مني؟؟
تقرب منها بغضب.. لدرجة انها حست بحرارة انفاسه تحرقها: اللي ابيه منج يا فاتن بلاقيه بلاقيه.. بهالدموع ولا بدونها.. لا تظنين اني بلين ولا بيعطف قلبي عليج... انا كنت افكر بخيار الزواج منج.. لكن الحين.. انتي ملزومة بهالزواج.. وبنشوف.. من اللي بيخليج تعيشين احلامج الوردية مع فارس البطحا هذاك... سلام..

راح عنها وخلاها واقفة بعصرة قلب وبآلام قاتلة في صدرها.. تحس بالخنقة من كلامه.. تحس بالموت من تهديده ومن وعيده.. وللأسف الشديد.. تحس بالموت لاستسلامها.. ولخذلانها ولعارها من نفسها .. كيف وصلت نفسها لهالموقف.. كيف سمحت لنفسها انها تنجر لهالدرجة من الانحطاط.. اللي يحب ما يأذي اللي يحبه.. واللي يحب ما يدنس حبه.. الحب مشاعر تتكلل بالزواج.. لكن انا... انا شسويت بحبي.... شسويت؟؟؟

طاحت على الارض بحزن واهي تلم نفسها بالم... ما همها التراب ولا همها كونها بالعراء بعيد عن جدران بيتها الآمن لانها اليوم انسلبت.. انسلبت من حبها ومن حقوقها.. انسلبت منها احلامها وامنياتها وتحطم اخر ركن من اركان عمرها القديم.. وبدت اليوم عمر جديد.. وبدت معاها احزان جديدة... اللي محد كان يعرفه من الاثنين اللي يوها.. مشعل ومساعد.. ان الليلة كانت تصادف ليله ميلاد فاتن.. اللي انتقلت فيه من عمر ال18 الى 19.. فمادري شقول لج يا فاتن.. عيد ميلاد سعيد والا... ساعد الله قلبج.. وعانج الله على مصايبج..

مشعل دخل داره وهو مو مصدق اللي صابه.. مو مصدق اللي سواه.. شكثر اهو جبان وغبي وضعيف.. شكثر اهو دنيئ ومستواه هابط وحقير... شسوى في فاتن.. اكيد الحين الكل عرف عنهم.. وعن علاقتهم.. وجراح ما بيرحمها.. على الرغم من حبه لها.. الا ان الشرف يعلى على كل شي.. فاتن شريفة ولا احد يقدر يكلمها لكن.. المخاطرة اليوم كانت كبيرة.. وكبيرة جدا... يا ربي.. يا واسع الرحمة والغفران.. ارزقني من وارف مغفرتك وعفوك ورضاك.. انا شسويت في فاتن اليوم؟؟ بس.. بس هالريال ماله حق .. ماله حق ايي بيني وبينها ويتدخل.. من هو؟؟ ما اذكر شنو اسمه بس شكله خابره.. اللهم يا مجيب الدعوات.. احمي فاتن من هالبليس اللي مادري من وين طلع بوقت الليل...

مساعد اللي كان واقف على الباب يحترق من الغيض مو عارف وين يدق بعمره من القهر اللي حايشه.. هالتعبان الخايس مسوي روحه روميو والغبية الثانية جولييت وبنت الفقير وولد الاغنياء.. ما عرفني مثل ما أنا عارفه.. ولد الخسيس سعود النهيدي ما غيره.. اكيد.. هذا الشبل من ذاك الاسد.. لكن وين يا فتين.. انا اللي اوريج ..
وعقد بطلنا العزم ان باجر الصبح او العصر يكلم اهله عن فاتن وانه خلاص بيتزوج.. ما حسب في باله امه اللي متشيشة من خاطر على بيت بو جراح.. يا ترى شنو راح تكون ردة فعلها.. هل راح تقدر توقف هالعناقيد الغاضبة ولا انها راح تفرح لتحقق أحد أهم أمنياتها...
اهو ما عاد في قلبه أي ذرة حب لها.. لأن اللي مثلها ما تستاهل الحب.. تستاهل التعذيب وبس.. في مخيلة مساعد كانت السيطرة اهي الحل الوحيد عشانه يسير حياته.. ما كان يدري انه بهالسيطرة راح يقتل جزء كبير من شخصيته الحانية على الغير.. من بعد هالموقف وين الطيبة تيي.. الانسان لو عامل غيره بطيبة وباستحسان كلوه بثيابه ورمو عظامه للجلاب.. لذا في منطقة القوة والجلافة والصلابة اهي الحل الوحيد.. لمجابهة الناس.. مادري.. تفكيرك هذا صح يا مساعد ولا غلط!!!
************
ولا احد منهم رقد بذيج الليلة.. وفاتن اللي شالت بعمرها بالغصب راحت دارها من غير أي كلمة لاحد.. انفردت بنفسها ليلة كاملة واهي تناظر سقف دارها والدم يخررر بحر القلب.. تبكي احلام ضاعت وتبكي موقف ذليل انحطت فيه وتبكي... لسبب خافي.. نظرة مساعد لها.. مع انها ما تهتم فيه ولكن يظل اهو ريال.. والبنت لو ساءت سمعتها بين البنات يهون عليها اكثر من كونها مهانة بين الرياييل...
بعد صلاه الفجر اللي صلتها بتعب شديد رمت بنفسها على المخدة من غير أي لحاف.. والدريشة اللي ما كانت تتسكر تسكرت هذيج الليلة وانسدلت الستاير.. واظلمت الغرفة وسادت الرحمة بالجو على فاتن عشان تتخدر .. وتسكر عيونها وتنام ..لصبح جديد.. يمكن فيه بعض الخير.. او يمكن تزيد الشرور فيه...

مشعل كان قاعد عند البلكون واهو معافي النوم.. ينتظر فاتن ليمن اتيي وترفع الستارة مبشرة بصبح وامل جديدين باشراقة ونعيم.. لكن.. طال الانتظار وفاتن ما ظهرت.. الشمس طلعت ولمست الارض بطهارتها.. لكن شمس الحياة ونورها للحين... ما ظهر.. وينج يا فاتن.. وينج؟؟؟

مساعد الثاني هم ما رقد.. وظل عند البحر لي الفير ومن بعدها راح المسيد وصلى.. ورد البيت وجان يلقى امه اللي اكيد صحت بالليل واهي تتأكد من تواجد عيالها اندهشت لغيابه وهو اللي ما يفارج البيت من بعد الساعة 10.. يا ترى وين غب بويهه؟؟؟
الا وهو يدش البيت بهدوء وملامح الكدر باينة ولكن الجروح كلها خافية في قلبه.. يتنفس بالغصب وكأنه يقطع الأنفاس من الهوا عشان تدخل في رئته وتجدد الحياة والدم.. شاف امه قاعدة بهدوء واهي تنتظره اكيد.. فلذا راح لها وقعد يمها.. بهدوء وبكل ثبات وبكل اتزان.. كأنه يعد الكلام الي تمنى لو انه يقوله في فرصة ثانية لكن.. ماكو احسن من الوقت.. وخير البر عاجله...

ام مساعد تكلمت من بعد فترة صمت لا بأس فيها: ... يمة.. انا ما بسألك انت من وين ياي.. ولا من وين راد.. ولا وين كنت... انت ريال جبير.. وادرى بمصلحتك.. وخابر اني ماحب اضغط عليك.. بس.... مادري.. انت بنفسك تعرف اللي انت معيش نفسك فيه.. صح ولا غلط؟
مساعد: يمة... انا اليوم ياي ابري خاطرج عني...فلذا ما له داعي كل هالمقدمات اللي انا سلفا حفظتها..
باستغراب التفتت له: شقصدك..؟
مساعد وهو يعدل وضعيته من بعد ما كان مستند بتعب..: يمة انا قررت اتزوج
ام مساعد لفت ويهها عنها: أي بلى.. انت وينك وين العرس..!!
مساعد بصدمة: هاه... الحين انا ياي اقول لج هالشي تقعدين تقولين ويني ووين العرس...
ام مساعد بتوتر: يعني ياي تتغشمر علي بويه الفير ليش؟؟ مالي مزاج لك...
مساعد يمسك يدها وهو يبتسم: جرى ايه يا ست الحاقه.. (اصل ام مساعد مصرية) .. انا يايج اليوم اقول لج اني بتزوج.. من صجي بتزوج يمة.. شفيج؟؟
ام مساعد تناظره بنظرة حبوبة وحلوة وكأنها تترجاه: لا تتغشمر علي مساعد تكفى...
مساعد يبتسم وتبان ظروسه: والله العظيم اني ما اتغشمر...
ام مساعد بفرح وخوف: يعني.. عزمت على العرس .. خلاص..
مساعد: أي يمة خلاص.. فرحي.. يببيي.. لولشي.. ابي اسمع حسج.. يالله..
ام مساعد: يا فرحتي.. يا فرحتي يا وليدي ... وصدقني.. ذوقي ما بيخبك.. عندي لك الحرمة السنع.....
قاطعها مساعد: يمة العروس جاهزة...
ام مساعد بصدمة (موقف كلاسيكي): جاهزة؟ من اهي...؟؟
مساعد بكل قوة: فاتن بنت عبد الله الياسي بو جراح الله يرحمه..

ام مساعد اللي كانت فرحانة مدت البوز شبرين.. ولفت بويهها بعصبية عن ولدها وسكتت ولا قالت ولا كلمة.. ومساعد نفسه ما قال لها ولا شي.. ينتظرها ليمن اهي اتيي وتحاججه عشان يرد عليها بما يناسبها.. لكنها صدمته.. يوم انها لفت بويهها بابتسامة مشرقة وفرحة... وكأن العروس عجبتها..

مساعد بابتسام: اشفييييييييييج؟؟عجبتج العروس..؟؟
ام مساعد: يمة قليبي.. انا امك ومستحيل ترد لي طلب صح...
مساعد كره عمره: يمة ارجوج..
ام مساعد: حلفت عليك يا وليدي..
مساعد وهو معرض عنها: يمه تركي عنج هالحركات اللي ما لها داعي..
ام مساعد: مابيك تاخذ فاتن... ما تصلح لك
مساعد بعصبية: يمة انا مابي الا فاتن يعني فاتن؟؟
ام مساعد بنبرة رجاء: تكفى يمة.. أستر على بنت خالتك.. اهي محتاجتك اكثر من بنت بو جراح..
قام مساعد بطوله وعرضه.. هزلت والله: شقالوج انا لو تزوجت بتزوج زواج خيري... بنت اختج ناقصة عقل.. اروح انا اقط روحي بتهلكة اتزوجها.. يمة هذي لو عاجل جان ما تطلقت مرتين.. ترى الاثنين اللي خذوها انا اعرفهم.. وكلهم قالولي ان الطلاق كان اخر حل للتفاهم بيناتهم..
ام مساعد :قص بلسانهم ولسانك يوم انك تخليهم يتكلمون عن بنت خالتج جذي
مساعد: يمة منى وحدة مو صاحية لوتقطونها بالامراض النفسية يكون وايد احسن.. وبعدين تعالي.. خوش ام انتي.. الحين انا ولدج ياي اتزوج واتزوج احسن البنات تقومين تقوليلي روح تزوج وحدة مطلقة.. لا ومرتين بعد... شهالحب هذا اللي ما يتحمله اللي بين ظلوعي..
ام مساعد بقهر: تتطنز يعني انت تتطنز؟؟؟ رحت شرق ولا غرب فتون ما تاخذها..
مساعد بابتسامة شرسة: يمة انا مو ياهل صغير ولاني لؤي.. انا باخذ فاتن يعني باخذها..
ام مساعد: عيل روح.. لاني امك ولا انت ولدي..
مساعد يبتسم: حجي حرييييييييييييييييييييييييييم معصبات
ام مساعد تفر بويهها وتلم يدها في حجرها: لا تموووووووووووووووووت علي ماني موافقة على بنت بو جراح... انت بالله عليك ما تخيل.. ريال عمره 27 سنة يتزوج وحده اصفر منه بعشر سنين..
ابتسم مساعد اكثر: يمة هذا احلى عمر للزواج.. و احسن عمر بنت للزواج بالنسبة لريال مثلي خابر الدنيا اهو عمر فاتن.. ولا تنسين اهي يتيمة وانا بتحمل مسئوليتها كامل..
ام مساعد: ايا اللوتي توك تقول ما تبي تتزوج عشان شي خيري وبنت بو جراح عادي؟
مساعد وهو يركب الدري: يمة بنت عن بنت تفرق.. بنت؟؟؟ اصلا منى لا بنت ولا شافت الأنثوية بحياتها.. يالله يمة.. انا بروح انام لي شوي وانتي رقدي بعد على هالسالفة..
ام مساعد: لووووووووا نشاء الله
مساعد يقطعها وهو يحس بتعب : ادري ادري ادري.. لو اموت.. انشاء الله اموت وتستانسين يا ست الحاقة... بس يمة..

التفتت له وبنظرة الغضب اللي مافارجت عينها

مساعد: فتينة انا باخذها... سمعتي...

صدت عنه واهي متغيضة من خاطر عليه وهو ركب الدري ودخل غرفته وهو يبتسم على امه.. رمى بجثته على السرير وهو يحظن المخده ... تم يناظر الغرفة من غير ما يرفع راسه.. تغييرات جايدة بتصير في الدار... في الدار؟؟ انا اللي ببني لها شقة في الليوان الي ورى.. وبخليها مثل السجن.. اللي ما تقدرين تفلين منه يا فاتن..
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
قديم 26-07-2006, 07:11 AM   #30
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الفصل الثاني
-------------
اول يوم دراسي..

واول مشاحنة في بيت بو جراح

ردت الروح فيه بصراخ مناير.. وبمناحس عبد العزيز.. بس الفرق الوحيد في هالسنة ان فاتن مو موجودة عشان تسكتهم..

سماهر ردت من السفر قبل ليلتين واول من راحت له اهي مناير.. وتمو يحنون على ام جراح ليمن وافقت على المبيت.. وبالمثل ام سماهر.. ويوم باتو ويا بعض الميانين.. عفسو البيت على راسهم لدرجة ان جراح طلع لهم وهددهم بالذبح ان ما سكتوو.. مساكين والله..

فاتن حالتها النفسية كل ما ايي لها وتتأزم... من بعد ذيج الليلة ما شافت لا مشعل ولا مساعد.. ووعيد الاخير لها ظل يرن في إذنها من تصبح ليمن تمسي.. وتدعو ربها انه يفرج عليها وعلى حالها.. لأنها إن ظلت جذي.. كل شي راح ينكشف.. حالتها الصحية ومظهرها الشخصي كان مأساوي.. المرض باين عليها والتعب اللي ما تدري مصدره هالك بدنها.. ليمن قررت بآخر لحظة إنها تروح المستشفى خلاص..
كان جراح يشيل بعمره عشان يغسل ويهه ويوصل مناير وعبد العزيز وسماهر وبشاير لمدارسهم.. مسكين من قبل سنتين اشتغل سايق عندهم (على فكرة بالبحريني اسمها دريول مثل الامارات) يتحمل صراخهم ونجرتهم على الكرسي الجدماني ليمن يوصلون المدارس.. طبعا اللي مر بهالتجربة لمدة سنتين صارت عنده الخبرة الكافية...
طلع من الحمام المشترك وهو يمسح ويهه الصبوحي بالفوطة.. وشاف فاتن واقفة عند باب داره تطق الباب... ابتسم وراح لها عندها بكل خفة.. من غير ما تسمعه..

فاتن: (تطق الباب) جراح.. جراح قوم... قوم وصل العيال المدرسة..
جراح بصوت واطي من وراها: انا قمت من زمان..

انتفضت فاتن بين ايديه وهو ضحك ضحكة هستيرية..

فاتن: جليل حيا ليش تسوي فيني جذي؟
يقلد عليها جراح: جراح.. جراح قوم.. قوم وصل العيال المدرسة (ترجع نبرتة طبيعية ولكن تهجمية) شنو انا اشتغل عندكم سايق اوصل هالجنقل.؟ ماني موصلهم شبتسوين
فاتن اللي كلش ما كان لها مزاج للغشمرة: يلا عشان انا بعد اروح المستشفى..
بنبرة اهتمام: علامج فتون؟؟ فيج شي؟؟ ليش المستشفى؟؟
فاتن وهي تمسح جبينها اللي كان معرق: لا بس تعبانه شوي وابي اروح اخذ لي ادوية..
يلمس جبينها بكل حنية: كاهو جبينج يشب ضو.. يالله روحي لبسي عباتج وانا عندج بعد خمس دقايق...
فاتن بإبتسامة واهنة: إن شاء الله..
راحت فاتن دارها واهي تسمع صوت جراح يصارخ على العفاريت: عندكم اربع دقايق وعشرين دقيقة عشان تزهبووون لا اطلع عنكم..
مناير تطلع والسشوار في يدها: جراح والله حرام عليك اول يوم مدرسة هذا مو لازم انروح من وقت
جراح : يلا يلا شيلي هالمدفع اللي في يدج ويلا زهبي.. انتي وسمور ان ما زهبتوو والله لا اكسركم اليوم..
مناير واهي تدخل الغرفة: اووووف بدينا بالنكد والمذلة يا ربي..

على الساعة سبع وخمس دقايق الكل كان جاهز... بس ينتظرون ام جراح تخلص سندويجات عشان يمشون

سماهر ومناير حاشرين ام جراح: يمة نبي تونة.. ونبي مرتديلا.. وحطي لنا هالجبن تراه عجيب مو سمور؟؟؟
سماهر: لاماحبه.. (ترص النظارة السميكة لعينها) خالتي انا ابي برغر دياي.. ماحب اللحم
ام جراح تبتسم: سويتلج يمة اللي تبونه.. عزوز يمة شيل سندويجك كاهو زاهب..
يناظر عزيز السندويج: يمة بس ثنتين..؟
جراح اللي كان يلف الغترة: بسك بسك والله بتنفجر وبتخلق زوابع عندنا بالكويت.. انت ما تخاف على صحتك..؟
عبد العزيز بنبرة رجولية: لاااا تقعد تتطنز لا بالجنطة على ويهك
جراح: تكفى ويا هالخدود..
الا وفاتن نازلة وراهم: صباح الخير
الكل يرد: صباح النور
التفتت لها ام جراح وشافتها لابسة..: وين رايحة يمة
فاتن : يمة بروح المستشفى بدرب جراح..
ام جراح اللي تركت كل شي في يدها وراحت لبنتها: خير يمة عسى ما شر
تبتسم فاتن: ماشر بس شوي احس بحرارة وبلاعيمي تحرقني.. تعرفيني كل شي ولا البلاعيم
تنشف يدها في دراعتها: نطريني يمه انا البس واروح وياج
وقفتها فاتن: لا يمة وين والبيت من له.. ظلي هني وانا جراح بيكون معاي
جراح: أي يمة لا تهمين نفسج.. (بفخر) البطل جراح وياها..
عبد العزيز وهو قاعد وبدى ياكل اول سندويج المخصص للمدرسة: امحق بطل قول الا بصل..
مناير وسماهر: هاهاهاهاوووووووووووو (مناير) كفك بو فصوووول

وطقوا الكفوف ببعضها.. يحرون جراح.. وعلى جذي.. تحرك الجيش المصغر المتجه الى المدرسة..
مناير قبل ما تدخل المدرسة نادتها فاتن

مناير: خير؟؟
فاتن تمد يدها لمخباتها: هاج هذا مصروف للمدرسة ادري فيج ما بتاكلين كل هذا..
مناير بابتسام وحبور خلاها تبوس فاتن: فديتج فتونة.. (وتطلع لسانها لجراح قبل لا تروح)
جراح: أي..... (يتابعها واهي تطلع وهو يبتسم .. يكلم فاتن) كبرت مووو؟
فاتن وهي تناظرها: لشقاها كبرت...
كان حس فاتن حزين لدرجة المستحيلات وفر جراح ويهها بصبعه: فتون؟؟؟ علامج؟؟ ما بتقولي لي يعني؟؟
فاتن تبع ويهها بابتسامة بسيطة: مافيني شي.. يالله خلنا نروح...

حرك جراح السيارة بعد لحظات تأمل بفاتن.. ما يدري شفيها؟؟ تغيرت وايد من بعد قبولها بالبعثة.. وصارت انطوائية على عكس روحها القبلية المرحة.. اموت واعرف شلي سوى فيج جذي يا فاتن؟؟ شلي خلاج تنقلبين من المرح الى الحزن والهم الدائم.. ؟؟
********

مريم اللي كانت في المستشفى الثانية بعد عشان فحوصات الجامعة الي طلبوها عليها.. طبعا المرافق كان مساعد اللي ماااا صدق على الله إن مريم توافق على الدراسة.. اول ما حصلوا الاوراق من الجامعة حدد لها يوم المستشفى واهي اللي كانت تبيها حجة تطلع من البيت رحبت بالفكرة...
في السيارة اللي الهدوء لفها.. مدت مريم يدها للمسجل.. واول ما بدلت الاذاعة ضربها بخفة مساعد على يدها

مريم: هاو شدعوة يا حافظ.. الا بغير الاذاعة..
مساعد وعيونه جدام: مابيج تغيرينها خليها..
مريم: اوووووف انزين...

تسندت على الكرسي وهي تطالع الناس.. وتشوف الدنيا وما حواليها.. ولمعت السوالف في بالها.. مساعد بالعادة مستمع جيد لانه ما يرد لا باوكية ولا بلا.. دايم الهممم تطلع منه.. ويعجبها لانه ما يقطعها ولا يتملل منها مثل لؤي.. ثانيا هالسالفة يمكن تعجبه.. لأنها عن فاتن..

مريم: سعودي..
مساعد: همممم (اول وحده)
مريم تبتسم بمرح: دراسة فتون وايد غالية..؟؟
مساعد: امممهم... (داخليا)
مريم: يعني مو كل من يقدر يدرسها
مساعد: اممم..
مريم: انزين... (تطالع جدامها بالسيارة) انا ابي اروح ادرس وياها..
يلتفت لها مساعد وهو يبتسم ويرد يطالع جدامه: تبين تروحين تدرسين ولا تقرقين وياها؟؟
مريم وهي تفتح عيونها بصدمة: اعوذ بالله من قال جذي.. انا رايحة في سبيل العلم يا خوي علامك جذي شكاك..
مساعد وهو يلف السيارة: لانج يا مريم خبز ايدي اللي انا عاجنه.. واعرفج راعية قرقة وما تملين وارفيجتج يمكن العن منج.. فلذا انا بسدي بوش خدمة وبخليج في الديرة احسن لج وللحكومة الاميركية..
مريم: وييييييه عاد بوش يتمناني اصلا وانا اللي ارده... الا ما قلت لي مساعد؟؟ من بيروح ويا فاتن اول الفترة؟؟
مساعد: بنشوف جراح ولا احد من الشركة او نخليها تسافر ويا جماعة البعثات الحكومية..
مريم: انا اقول لو انت اللي تروح وياها احسن..
يطالعها مساعد وهو رافع حاجب.. وين تبين توصلين يا مريم: وليش ان شاء الله.. ماسح جغرافي لاميركا وحافظها؟؟
مريم وهي تتصنع الجهل والبراءة: هاو ياخوي علامك انت مو دارس هناك..
مساعد وهو يبركن السيارة وويوقفها: لا يا فالحة... انا درست في بريطانيا في جامعة اوكسفورد لا تسوين روحج مو فاهمة شي او مو عارفة ويلا عطيني مقفاج لا اليخج بالعقال..
مريم وهي تضحك بمرح: هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ياخوي.. اعاد انك تخوفني بهالجم كلمة..

وطلعت من السيارة وهي ترد الشيله على جتفها.. مريم بطبعها انيقة وتحب التنسيقات والكل كان معجب في اناقتها اللي تتناسب مع حجابها المحترم وعباتها اللي ما بدلتها يوم بالملابس العادية.. اليوم كانت لابسه تدرجات البني.. تي شرت بني يده طويلة ويتوسع عند الكم والعبايه كمها وسيع وفيها شك وتطريز اسود حلو.. مفتوحة عند الريل بستايل الدقلة (بالبحريني هذا) ولابسه شيلتين على بعض وحدة بنية من تحت والثانية سودا بشك اسود متطابق مع العباية ولافته بخفة وحاملة جنطه بنيه فيهها تطريز يتطابق مع نعالها المداس.. بكل بساطة كانت انيقة..
مساعد كان لابس دشداشه كحلية وشماغ ابيض والساعة الفضية الانيقة محايطه معصمه القوي.. ونظارته اللي ما تفارجه وهو طالع من البيت بالنهار.. وعلى المشي لمحت مريم سيارة جراح اليوكن واقفة بعيد عنهم.. وظلت تمشي بهدوء وهي تراقب ان جان فيها احد وبالفعل لحظات الا ويطل جراح منها وهو نازل يعدل شماغه وفاتن تطلع من الجهة الثانية.. ولا اراديا تشد على يد مساعد

مساعد: هاا شفيج؟
مريم وهي تطالع فاتن وجراح: مساعد هذي فتون وجراح اخوها..

التفت مساعد بكل شوق الى وين ما تكون فاتن.. من زمان ما شافها ولا تمتع بحسنها وجمالها.. من ذيج الليلة النحسة وهو ما شالها من فكره ولا تحرك في موضوع خطبتها.. الى هذي اللحظة اللي فزت كل عروق جسمه منادية لها.. وفاتن اللي كانت تمشي وهي تلم العباية ورى اخوها التفتت بطريقة عشوائية تطالع الناس.. الا تشوف مريم اللي تأشر عليها.. وعيونها لا إراديا توجهت على الريال اللي واقف يمها.. كان اهو بلا شك.. محد ياخذ مريم ويوديها غيره.. صاير مثل البادي قارد.. وبكل اشمئزاز نزلت عيونها واهي تمشي صوب مريم اللي تحركت الثانية..
جراح افتقد حس فاتن والتفتت الا شافها تمشي بعيد لمكان ثاني و.. بنت ثانية معاها.. لحظه.. فز قلب جراح يوم شافها.. هذي حبيبة القلب وسيدته.. يا بعد عمري هالبنت الحمارة من زمان ما شفتها.. واهي اللي وعدتني انها تخبرني اول باول عن فاتن وتستعلم لي التجددات.. يمكن هذي فرصة تخلينا انتكلم... تلفت اكثر وشاف مساعد الواقف بعيد.. وخابت اماله العريضة كلها.. اهو كان يبي يكلمها بس يعني ما يكلمها لروحه قاعد وياها مو ناقصهم الا قلاص جاي.. لا .. لان حتى امه وياه في هالسالفة يبون يعرفون فاتن شمنه تشكي.. ويبون يعرفون التطورات من خلال مريم لانها اقرب وحدة فيهم لفاتن..

مريم: فديت هالويه
فاتن بمرض : هلا فيج..
مريم وهي تتفحص ويهها: فتون علامج؟؟ شفيه ويهج خاك جذي؟؟
فاتن تسحب يد مريم: لمسيه وبتشوفين..
يوم مريم لمسته فتحت عيونها على وسعهم: اووووووووف.. شمنه هالحرارة؟؟ رشح ولا نشلة..؟
فاتن بتعب: لا ولا شي بس سخونة ما فارجتني من امس.. قلت اليوم ايي المستشفى واشوف..وانتي شتسوين هني؟
مريم: فحوصات للجامعة..
فاتن اللي عيونها بالغصب ثابته ف ويه مريم مرة وحدة التفتت للواقف بعيد.. وشافت انه نظرته ثابتة لها.. وواحد ثاني يقترب منه.. جراح اخوها راح يسلم عليه.. هالبليس.. هذا مو ويه سلام.. هذا بس الواحد يتعوذ منه.. وفي قلبها فاتن تعوذت من مساعد لكن ما اختفى ولا خف ذكره بالعكس.. زاد ..

مساعد: هلا جراح
جراح: خير مساعد فيكم شي؟
مساعد: لا بس مريم عندها فحوصات الجامعة.. ويايبها هني ... (واخيرا ياه السؤال) وانتو؟
جراح: فاتن حرارتها مرتفعة ويايين نفحص..
مساعد وقلبه يدق بقوة: خطاها السو..
جراح: خطاك اللاش..

ويلتفت جراح الى فاتن اللي عيوننها كانت عليه واشر لها بيده وتحركت..

فاتن: يالله الريم انا بروح لجراح
مريم بصوت واطي وبحبور: يا ليتني مكانج
فاتن تبتسم: الفال لج ان شاء الله بيوم الحمال
مريم وهي تضرب على صدرها: ويلي ويلي ماقدر ماقدر.. اشتغل القطار الاكسبريس.. شيوقفه الحين.. وانتي حمارة ما تيوزين عن هالكلام تدرين فيني اتقطع لين اسمعه..

فاتن تضحك .. وبضحكتها حست انها من زمان ما ضحكت... ايا عليها مريم دومها تضحكني.. حتى وانا في غمرة أحزاني..
وتحركت البنتين لمنزلتيهم.. مساعد طبعا تحرك قبل جراح لجدام ومريم وراه وفاتن ورى جراح وكل شوي توقف.. لان راسها كان يدور.. تمسكه بيدها واهي تمسح العرق المندي جبينها.. شهالتعب المفاجئ.. تحملت وشوي شوي شدت على روحها عشان تمشي.. ليمن حست انها بتنهار.. ومالت على اليسار بدورة عنيفة خلتها تفقد توازنها وترتجف رجليها وتقعد على الارض من غير حواس.. جراح انتبه لها من صوت الأأأه اللي ظهرت منها.. ومريم الثانية شافتهم من خلال التلفت اللي كل شوي تتلفته.. وعلى طول ركضت ناحيتهم.. مساعد حس لغيابها... وشافها طايرة لعند البنت الطايحة.. وانصدم.. فاتن طايحة؟؟ ليش.. ومشى لكن مو بالسرعة اللي تتوقعونها.. لانه من طبعه الهدوء ومشى بطريقة حازمة ولكن هادئة..
جراح اللي ركض لفاتن يوم قعدت على الارض وسندت جبينها على حافة سيارة واقفة.. مو قادرة توقف الدورة عن راسها..

قعد وراها وهويمسكها من يديها وبخوف كبير : فتون حبيبتي شفيج؟؟ ليش قاعدة هني
فاتن بصوت واهن: ما... ماقدرت.. اواصل... راسي يدور..

وبطريقة حنونة حطت راسها على صدر اخوها واهي فاقدة كل قوتها بالحركة.. وهن كبير جاسها بذيج اللحظة وقطت روحها في حظن اخوها اللي انشلت حركته من الثقل اللي انرمى عليه وتم قاعد مكانه..

مريم اللي وصلت والخوف ماكلها: علامها جراح شفيها؟؟( تكلم فاتن) علامج فاتن؟؟ حبيبتي شفيج..؟؟
فاتن بصوت خفيف : مادري.. تعبانة...
ووصل بذيج اللحظة مساعد..
مريم وقفت له والصيحة في صوتها: مساعد تكفى روح ييب لنا احد ياخذها داخل؟
مساعد: ليش شصار.. شفيها قاعدة..
جراح بخوف: ماتقدر اتحرك...تعبانة..
مساعد قلبه تضعضعت اركانه وهو يشوف فاتن على ذيج الحالة.. نايمة في حظن اخوها وحواجبها معقدة من زود التعب.. والصفرة ماخذه كل لونها الا خدودها محمرين من الحر..
مساعد يكلم جراح: ما عليه اكلمها..
جراح: شوف..
مساعد توقل على الارض وهو ييشيل النظارات عن عيونه اللي انكشف الاهتمام والخوف فيهم: فاتن.. فاتن...
ردت عليه بهمهمة من غير ما تفتح عيونها: همممم..
مساعد يتقرب اكثر: فاتن.. تسمعيني.. فجي عينج.. خليني اشوفهم..
فتحت فاتن عيونها على ويه مساعد اللي في ذيج اللحظة.. ما كان يشكل أي فزع او خوف عندها..
مساعد يبتسم :شاطرة.. زين تقدرين تواصلين للبوابة.. ولا ننادي لج بويل جير..
فاتن هزت راسها ايجابا..
مساعد: شنو ويل جير ولا تواصلين؟
فاتن بصوت ضعيف: أواصل...
مساعد: خير عيل يالله وريني... (يكلم جراح) جراح سند يدها خلها تتوازن بوقفتها..
ووقف جراح وهو يرفع فاتن بخفة بيدينه وهي الحمد لله وقفت.. ويد جراح القوية من صوب ويد مريم من الصوب الثاني اللي ماسكة يدها اقوى واقوى.. وحست روحها بتقدر انها تواصل ومساعد واقف جدامها... ابتسمت لخوها اللي كان يطالعها بخوف وكأنها تطمنه.. ومن بعد اول خطوة غابت فاتن عن الوعي ومريم صرخت صرخة خوف: فتووووووون...
جراح اللي سندها وهي تطيح طاح معاها على الارض ولكن حاول ان تكون الطيحة خفيفة...
مساعد الي كان ثابت وتحرك بسرعة مثل الطير وهو يمسك يدين فاتن اللي هوو في الجو.. تركهم بسرعة وراح داخل المستشفى ينادي على احد اييبون سرير متحرك او وحدة طبية للباركات..
مريم وهي تبجي: يا ذا الصبح النحس عليج يا حبيبتي.. اسم الله عليج فتون.. اسم الله عليج..
جراح وهو على وشك يبجي : فتون حبيبتي شفيج..

فاتن كانت نايمة وهي تهز راسها بتعب.. شكلها اوتعت لكن مو قادرة اتحرك ولا تتكلم.. وبلحظات والوحدة الطبيه معاهم في الباركات.. حطوها على السرير المتحرك وبسرعة مشوا ودخلوها داخل المستشفى.. ومريم ويا جراح ومساعد وراهم...

دخلت فاتن بالطوارئ وظلو الثلاثة ينتظرونها عند الاستراحة وكل واحد منهم ياكله الخوف..
الطبيبة اللي عاينت فاتن كانت حنونة بدرجة انها خلت فاتن تبجي وتطلع اللي فيها..

وقعدت عندها الدكتورة: ها فاتن... شخبارج الحين؟؟ تحسين بالدورة.. ولا راحت؟
فاتن بصوت كئيب: مادري.. راسي.. راسي يالمني ..
الدكتورة تبتسم لها: ماله داعي للبجي.. انا بعطيج الحين ابرة وانتي ان شاء الله بتهدين.. هذا المغذي كاهو يمج.. لا تسحبين يدج ولا تكورينها عشان لا ينقطع ولا تنغزج الابرة ماشي؟؟
هزت فاتن راسها واالدكتورة تمسح عليه: هدي بالج وطوليه حبيبتي.. شوية تعب ودلع منج.. والا انتي بعافية وخير.. ارتاحي شوي وانا اييج بعد دقايق..

من بعد هالكلمة غمضت فاتن عيونها اللي كانت مبللة بالدموع المتوترة والتعبانة.. غمضتها للظلام وللوحدة في مكان بارد وغريب.. لكن.. اهي مو خايفة.. اهي تعبانة.. تبي تنام... وبس..

طلعت الدكتورة من عندها وراحت عند جراح اللي فصخ الشماغ وظلت القحفية على راسه وهو ماسكه بيدينه.. مساعد كان واقف يم جراح ومريم واقفة صوبه وهي تمسح على ويهها كل شوي واهي تبجي.. ما تنلام .. اعز صديقة عندها طاحت جدام عيونها واهي المعروفة بالقوة.. فشنو اللي تقدر تسويه غير انها تبجي ..

جراح يوم شاف الدكتورة نقز: ها دكتورة بشري..؟شفيها فاتن؟؟
الدكتورة: ما فيها شي بس اهي فيها هبوط في ضغط الدم مصاحب لحمى.. باين عليها تمر في فترة صعبة..
جراح: ابونا توه متوفي من فترة واهي جريب تسافر بره..
الدكتورة تكلم مساعد وجراح بنفس الوقت: اهي يمكن اكثر شي تعاني من ضغط نفسي كبير ماثر عليها.. انتو حاولو تريحونها وما تخلونها تتعب وايد حرام بنية بهالعمر مثل الوردة تطيح مريضة بهبوط في الضغط.. اهي بعد هزيلة يبيلكم تحاسبون على اكلها وشربها.. وينها امها.؟؟
جراح: الوالدة طال عمرج في البيت.. انا الي يبتها..
الدكتورة: وانت اخوها؟؟
جراح: أي نعم..
الدكتورة وهي تقرب راسها لجراح: البنية وايد تعبانة يا وليدي.. حاسب على اختك لا مثل هالحالات تتكرر..
مساعد: طيب دكتورة شنو المطلوب منا؟؟
الدكتورة: حاولو قد ما تقدرون تخلونها تاكل.. وابعدوها عن الضغوطات النفسية.. السفر يمكن يريحها لانه تغييرر.. تعرفون احنا عندنا الصيف من احلى ما يكون.. (تضحك) ريحوها قد ما تقدرون..
جراح: زين اهي بتظل هني وايد؟؟
الدكتورة: ابيها تكون تحت اشرافي لليوم.. بعد كم دقيقة بننقلها الى احد غرف العناية وبتقدرون تدخلون عليها.. عن اذنكم...
جراح: مشكورة دكتورة
الدكتورة وهي تبتسم: ولوو هذا واجبنا...
مساعد: يعطيكم العافية
الدكتورة: الله يعافيك...

يوم راح الدكتور وقف جراح وهو متضايق بسبب حالة اخته.. وعيونه كانت على الباب اللي يؤدي الى فاتن.. مساعد ما هان عليه يشوف جراح بهالحالة.. ما ينلام اخته وتطيح جدام عينه.. اهو يتخيل لو احد من اخوانه يصيبه شي ما راح يصبر عليهم.. وجراح بالخصوص لانهم توهم طالعين من مصيبة قلبه ما يتحمل مصايب اكثر..

مساعد وهو يهدئ جراح: لا تحط في بالك وايد.. البنت تعبانة والحمد لله كاهي بتقوم بالسلامة جراح بصوت كسير: بديت احس بتأنيب الضمير بسبب البعثة اللي احنا جابرينها تسافر لها..
ماصدق مساعد اللي يسمعه : شقاعد تقول؟؟ هذا مستقبلها.. وانت ماسويت شي غلط
جراح: بس اهي ما تبي تطلع بره وتسافر... تبي تقعد هني بالكويت..
مساعد: هني ولا هناك كله واحد.. اصلا الجامعة بتاخذ معظم وقتها وما بتخليها تحس بالوحدة بس انت اهم شي ما تستسلم.. هذا مصير اختك ومستقبلها اللي تتكلم عنه..

جراح اللي هز راسه وهو يحس بصحة كلام مساعد ما منع نفسه انه يتسائل في نفس الوقت عن سبب هالاهتمام من مساعد في سالفة فاتن ودراستها.. ما يدري ليش يحس انه يبي يبعدها عن الديرة باسرع وقت وباي ثمن.. لكن .. اهو عنده حق.. ويمكن جريب بعد يصير له حق على فاتن..
*********
سماء اللي ما راحت مدرسة اليوم.. كعادتها باول يوم دراسي تفوت عليها اجمل اللحظات بحجة ان ماكو احلى لحظات باول يوم.. الكل مستانس على شقاه والكل فرحان بلا سبب.. اهي اولريدي ما عندها ربع يعني لو راحت بتقعد ويا من؟؟ الطوفة.؟ خلها قاعدة هني احسن لها وللناس ما تبي تنكد عليهم..
سماء عمرها ما كانت شاطرة ولا شاقة السما من العلامات.. بالعكس.. اهي كان كل شي فيها زين الا غبائها الدراسي وتحصيلها العلمي الهابط.. لكن هذا ما هم ام مشعل.. لان اهم شي كان عندها اهو ولدها اللي الله انعم عليه بنعمة الذكاء.. وهذا اللي في مخيلة سماء مخلي مشعل افضل منها .. وبالعكس هذا الشي ما يضايقها احسن.. فكة من ويه امها ومن حنتها ورنتها وتحكمها اللي ما يخلص..
اللي كانت صج صج مشتاقة له سماء اهو ولد خاله فاتن.. من زمان ما شافته.. من اخر مرة يوم كان يراقبها واهو داخل السيارة.. ومن بعدها لا شافت لا ظله ولا خياله.. وين اختفى محد يدري... أيــــه انا شعلي منه.. خله يروح محل ما يروح...
ويات في بالها فكرة خطيرة.. لو تروح بيت بو جراح الحين.. راح تلاقي فتون؟؟ اكيد بتلاقيها فتون ما عندها مدرسة تنتظر السفر اللي بيكون بعد اسبوعين... ويه يا حلاها فتينة بتروح اميركا.. ان شاء الله عاد ما تمل منها مثل ما مليت انا... واتحمست البنت اكثر للفكرة وطارت من غرفتها الى بيت فاتن...
وعند العتبات دقت الجرس ووقفت تنتظر... واللي فتحت الباب ما كانت فاتن .. ام جراح.. الي استقبلتها بابتسامة عذبة وحلوة خلت سماء تشق الويه من الابتسامة

ام جراح: هلا والله بسماء.. شلونج يمه شخبارج
سماء في خاطرها ماتت.. يااااه.. محلى كلمة يمه من حلجها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟؟
ام جراح وهي ترفع يدينها اللي كانو مشمرين وعليها ازار مطبخ: تعبانة وهلكانه قاعدة انظف المطبخ
دخلت سماء ورا ام جراح واهي تسالها: خالتي ليش ما تييبين لج خدامة واله مو زين تتعبين انتي وايد!!!
ام جراح تكلمها واهي تمشي جدامها: لا يمة الخدامات ما يعرفون يسوون شي سنع مثلنا.. هذا بيتي وصار لي اكثر من 22 سنة وانا انظف فيه واعرف كل فصفوص فيه.. تبين الشغالة اللي توها يايه من بيتهم تعرف له..
سماء واهي تقعد: والله حلاج يا خالتي في ترتيب بيتج بس اذا كان يتعبج لازم اتيبين لج خدامة تساعدج
ام جراح تبتسم: فكرتج حلوة بس ياريت لو احب ... فتون بعد شوي بترد وبتساعدني
سماء وهي تتلفت: ليش اهي مو هني؟
ام جراح: لا خانت حيلي راحت المستشفى ويا جراح تحس بحرارة وتعب..
سماء: اهااا.. خطاها السوء..
ام جراح: خطاج اللاش

وعم الصمت من بعد ذيج السوالف العابرة وسماء عيونها تلمس كل بقعة في البيت وتتفحصه.. البيت يبيله شغل وايد وترتيب اكثر.. ياريت لو تقدر تسوي شي.. ياريت؟؟؟ اهي تقدر مو ما تقدر.. تقدر تنظف الغبار وتقدر تمسح على الطاولات وتنظف ويا خالتها.. اهي بهالشي راح تقتل الملل والانتظار لفاتن وبنفس الوقت تكسب الوقت في انها تتعلم شي زين

سماء واهي تبتسم: خالتي عطيني منظف وفوطة خليني اساعدج
ام جراح باستغراب: لا لالا لا لا يمة وين تساعديني خلج قاعدة هني انا اسوي كل شي
سماء راحت لام جراح: تكفييين خالتي والله صار خاطري اعدل وارتب وياج..
ام جراح تبتسم: فديتج والله بس مو محتاجة لج انتي قعدي هني وونسيني..
سماء: عاااااااااااااااااااااااااااااااد
ام جراح: بس يمة
سماء: عاد عاد عاد عاد عاد
ام جراح: بسسسسسسسس خلاص... هههههههههههههه خذي هالفوطة والمنظف في الدرج الثالث..
سماء بحبووور بالغ: انزين وين انظف قبل؟؟
ام جراح: أي مكان تبين..
سماء: بغسل المواعين
ام جراح حست ان سماء ما تعرف شي من غسيل المواعين ويمونون مواعينها عليها انهم يتكسرون كلهم اليوم: لالالالا حبيبتي.. روحي مسحي الغبار احسن
سماء: اممممممممم اوكييييييه..

وبفرح ونشاط عجيبين فيها بدت سماء الشغلة.. واهي مستمتعة فيها بدرجة كبيرة..يمكن لانها اول مرة تنظف شي او تساهم في جعل الامور افضل.. واهي تنظف اتمنظر في الصور المنتشرة في البيت.. معظمهم ليهال صغار.. طبعا بيت مثل بيت بو جراح يدخلونه ناس وايد ما يحطون صور بناتهم وهم كبار.. اصغار عشان الكل يقدر يطالع.. وفي صورة لفاتن ولجراح ومناير اللي كانت صغيرة تقطع القلب من حلاتها.. وفيها واحد اهي تحس انه اهو ولد خالتهم.. كان واقف وهو حاط صبعينه في ثمه يوسعه بطريقة تبط الجبد.. ضحكت على الصورة ومسحت عنها الغبار..

خالد اللي توه واصل عند البيت وهو لابس النظارة الجديدة وفرحان عليها من قلب لانها من اختياره وفريمها (الاطار) كان حلو ومناسب.. وعلى قولته كشيخ وفله.. دخل داخل البيت وهو يدور على خالته ويناديها..
سماء ما سمعته وهو ينادى الا يوم وصل عند البيت ووقفت في الصالة مكانها مستغربة وتنتظر تشوف اللي ينادي..
ويوم دخل خالد اللي كان لابس دشداش انصدم من اللي شافه
كانت سماء واقفة واهي لابسة مريلة وفي يدها اليمين فوطة واليسار الألة اليدوية اللي تنظف الغبار.. وكان منظرها يضحك.. ويهوس في نفس الوقت..
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لو أنت فى مصر الحبيبه...تحب تموت أزاى؟ ارجو التثبيت s.p.y مجلس حلا للقضايا العربية 7 26-06-2006 06:33 PM


الساعة الآن 01:24 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd