|
19-03-2007, 02:45 PM | #11 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
مشاركة: قصة حب مجوسية
(7)
من 31 الى 36 شعرت بلفحة الكآبة تخنقني لما رأيتها هكذا حزينة ، وتمطت كآبة سودا في قلبي لما تصوّرت ان الانسان يمكن ان يحزن هكذا! في وقت ما، (لا أدري أي وقت ، لأن اموراُ كثيرة عبرت رأسي دون روية) جاءت الى الصالة وحدها . كنا وحيدين في الصالة . تصورا ، كنا وحيدين . شعرت بالخوف . بدأت أرتجف . انقذفت الى ذاكرتي كلمات قرأتها ذات يوم على قبر . نظرت اليها . كانت حزينة بشموخ ، قالت لي عيناها وهما تنسكان عليّ : ماذا تريد؟ نعم قالت ذلك عيناها . قالته بطريقة آسرة ومدمرة أصابني الخوف أكثر من قبل . تكّومت . أستندت الى الكرسي لكي لا أتمزق . سقط كرسي آخر من الحركة البلهاء تموجت في داخلي . كان لسقوطه دوي يخض الدم ، لكن ابتسامتها التي حاولت أن تلملمها بثني رأسها ، جعلت كل شيء متفجراً. جلست . أخذت مكاناً بعيداً وجلست . نظرت اليها بارتباك . هزّت رأسها وكأّنها تصمّم على شيء أو تغني . كنت أريد أن أجمعها بطريقة ما لأضمها في عيني . كانت تنظر عبر الجاج وتفكّر . أخرجت سجارة من حقيبتها ، شمّت رائحة التبغ بتلذذ . آه ، لو أن الشمس تحّولت في يدي الى جمرة . لو ان ذلك حصل مرة واحدة لأوقدت لها السجارة واحترقت . كنت أريد ان أفنى . أن اذوب . لماذا لم اقترب ؟ لماذا تركتها تشعل السجارة والقداحة الذليلة تنام في جيبي كأّنها حثة حمامة ؟ تطلعت اليّ أكثر من مرة قبل أن تشعلها . بدا لي انها لا تجد كبريتاً ، كنت أعمى . كنت جباناً . وأنتم أيهّا الآباء المقدّسون ، هل تحاسبون رجلاً جباناً ، ولا يحمل في قلبة رغبة شريرة ، ويريد ان يشعل سيجارة امرأة حزينة ولا يستطيع ؟ يجب ان تقولوا شيئاً . ان الاعترافات التي ارتمت في ذاكرتكم لا تستطيع ان تهز شعرة في عرش الرب. بدا لي كل شيء دون معنى . فجأة نهضت . لم استطع أن انظر اليها. أحسست بنظراتها تحاصرني ، تلاحقني . لكن برعونة يائسة تصلّبت عضلاتي . أصبحت لا أنطر الاّ الى أمام .. وفي لحظة لم أعد أرى شيئاً. وفي المرحاض ، الذي ذهبت اليه دون أن أدري ، لم أفعل فيه شيئاً ، سوى اني قذفت القداحة بازدراء ، وخرجت. كان مطر الصيف ، لكنه هذه المرة فقد قسوته وكثافته وبدا مزدهراً عابثاً وأقرب الى الرذاذ. ابتعدت كثيراً عن الفندق . استندت الى شجرة وبكيت . لأول مرة أجد نفسي بعد سنوات طويلة أبكي . قولوا أقسى الكلمات . أبشعها . قلبي الذي بكى . كان قلبي كطفل يبكي دون أن يدري ، ولا يعرف لماذا؟ وأنتم ، الكبار ، المسنّون ، الوقورون ، المزهوون ، تسخرون من قلبي الذي بكى ؟ لا يهمني ، سوف انتقم منكم ذات يوم. وفي وقت ما ( لا أدري أي وقت ، ان ذلك شيء غريب للغاية) مرّ ثلاثة فلاحين . قلت لأحدهم ، وكان يضع غليوناً في فمه: - لديّ تبغ . تبغ جيد ، وأريد نبيذاً جيداً بدل التبغ. - كانت طريقتي في الكلام لذيذة ، أو هذا ما بدا لهم . ضحكوا . نظروا اليّ بحب. قال لي واحد منهم: - امش معنا وخذ زجاجة كبيرة من النبيذ ، ولا نريد التبغ . - التبغ أو لا أريد شيئاً. هزوا رؤوسهم بصمت ومشينا معاً . كنا أغلب الوقت صامتين . لكن قبل أن نصل القرية ، انفجر واحد منهم بضحكة عالية، دون سبب . نظر الآخران اليه باستغراب ، ثم شاركاه الضحك . قال الذي ضحك أولاً وهو يغرق من الضحك اكثر من قبل: - رأيت مرة رجلاً أسود قرب السوق . كان حزيناً أكثر مما ينبغي ، طلب الي أن أعطيه نبيداً مقابل حذائه ، رفضت . رجا نبيذاً مقابل شيء أهم من ذلك بكثير. وبلهفة سأله أحد الرجلين : - ماذا أخذت منه؟ - قال: - في الليل أخذت أفكاره ، كان يفكّر بالانتحار من اجل امرأة ، لكن في الليل بعد ان شربنا وغنينا وضحكنا كثيراً ، بدا الرجل يبكي ويشتم نفسه ، وفي الصباح لم يفكر بشيء سوى أن يهرب منا ! عندما سمعت القصة توقفت ، وتوقف الرجال . نظروا اليّ بأستغراب . قلت : - لا أريد شيئاً! ولما ابتعدت قلت كلمات أظنهم لم يسمعوها .قلت لهم : " انتم رجال ماتت قلوبهم ، ولا تعرفون معنى الحب " ركض ورائي احد الرجال الثلاثة ، قال والمسافة بيننا لا تزال خطوات كثيرة : - تعال يابني ، عندنا كل ماتريد ، النبيذ والحب. توقفت حتى وصل ، نظرت في وجهه . بدا حزيناَ . قلت : - كنت أمزح ، لا أريد شيئاً! - لم يفهم أوّل الامر ، ظلّ ينظر اليّ ، لكن لا يراني . تأكدت ان هماً في قلبه يعذبه . استخرجت سيجارة ، وأولعتها ، ثم قدمتها اليه . تناولها بصمت وهزّ رأسه . قلت وأنا استعد للرحيل : - الأفضل أن أعود ، والأفضل أن تعود أنت. هزّ رأسه بأسى ، ورفع يديه بتحية صغيرة وأسف. قلت لنفسي وأنا اتجه الى الفندق : ايّها الآباء المقدسون ، تعالوا واسمعوا اعترافات رجل حزين . الأرض مليئة بالرجال الحزانى . وحتى الآن لم تسمعوا سوى اعترافات المخطئين ، اما الذين يموتون كل لحظة ، فأنتم لا تعرفونهم ، حتى الذي في السماء، يسند على يد ويعبث باليد الأخرى ، لا يعرف الآلالم التي يعاني منها الحزانى ، واذا كان يعرف فلماذا خلق هذا المقدار كله من الحزن! لما وصلت وصلت قريباً من الفندق نظرت الى الخلف . لم أر الرجال . كانت أضواء القرية تبدو باهته متعبة ، كأنها تسحب نفسها من أعماق مغارة الكراهية! حتى التاسعة نمت . في السهرة لم أجد مكاناً في الصالة الاّ بصعوبة . كان الغرباء قد اتوا ، أماّ هي فلم أرها. هل أتت ؟ هل ذهبت مبكرة؟ ألا تزال حزينة ؟ وهل يحتمل أن تكون قد آوت الى فراشها جائعة ؟ وهو.. أين هو ؟ يتبع (8) |
|
|
19-03-2007, 03:36 PM | #12 |
(حلا جديد )
|
مشاركة: قصة حب مجوسية
ما كنزي
سلمت أناملك شكرا لك سيدتي |
21-03-2007, 01:30 AM | #13 |
][§¤حلا ذهبي ¤§][
|
مشاركة: قصة حب مجوسية
مرهف
أشكر مرورك الكريم و حضورك المميز دمت بود |
|
|
22-03-2007, 09:23 PM | #14 |
(حلا متميز)
|
رد: قصة حب مجوسية
شكراااااااااا على الموضوع
|
25-03-2007, 02:34 PM | #15 |
(حلا جديد )
|
مشاركة: قصة حب مجوسية
ما زلنا ننتظر
الأخت ماكنزي ننتظر رقم (( 8 )) |
25-03-2007, 07:38 PM | #16 |
(حلا متميز)
|
رد: قصة حب مجوسية
مشكوووووووررررررررر
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|