صحوة بعد فوات الأوان ..

[سكر بنات]

((اضحك تضحك لك الدنيا)) ((ابتسم للحياة)) ((لا داعي للحزن)) ((لا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة)) أخذت شروق تقرأ هذه العبارات بصوت أشبه بالهمس و هي تردد وأين انا من الابتسامة والمرح ونحن نعيش في بيت تحكمه القيود فلا نزهات ولا انطلاقات ولا حديث مع الصديقات وفوق كل هذا أخٌ متسلط يأمر وينهي ..

إنه أشبه ما يكون بسجن مقفل بل ومحكم الإقفال أيضاً ثم مضت إلى الفصل وهي تندب حظها فقد دق الجرس معلناً انتهاء الفسحه..

أخذت تخرج كتابها في صمت وهي تتذكر كيف لطمها وائل على خدها ليلة امس لا لجرم ارتكبته بل لانها رفضت ان تعد العشاء لرفاقه بحجة الدراسه ولكنه لا يهتم لذلك فهو الآمر الناهي وهي عليها ان تنفذ طلباته التي لا تنتهي دون نقاش حتى لو اثر ذلك على مصلحتها..

لم تكن شروق تتحمل العيش في ذلك البيت أبٌ هارب لا يعلم عن بيته شيء وام مسكينه لا تقوى على التصرف واخٌ متسلط يزج بهم من مشكله الى مشكله وفوق هذا لا يريد ان يحضر لهم خادمه يا له من قاسٍ ومتكبر كأنه يملك البيت بأكمله وهو تحت تصرفه وحده انه لا يعلم كم من التعب ينالنا انا وامي وفتون من كثرة أوامره ولكن هذا لا يهم لقد تعودت هذا الجو منذ نعومة أظافري فأبي لا يعلم عن حالنا شيء ولا يريد ان يعلم فيكفيه مشاكله ولا وقت له لدينا بتاتاً..

انه حقاً ابٌ حنون للغايه أردفت بهذه العباره بتهكم وسخريه وهي تجمع أغراضها استعداداً للخروج من المدرسه فلقد انتهى وقت الدوام المدرسي وبعد دقائق كانت تجر رجليها في تعب واضح إلى غرفتها الصغيره وما إن وضعت حقيبتها حتى تناهى إلى مسامعها صوتٌ يصرخ بشده: شروق فتون انزلا الى هنا حالاً وبسرعه كان هذا صوت اخيها وائل فقد بدأت رحلة العناء !!

اسرعت شروق تهبط السلالم ومن خلفها فتون وهما تتمنيان ألا تكون وليمه أخرى من ولائم وائل المتعدده التي لا تنتهي ولكن الأمنيه لم تتحقق فقد كانت بالفعل وليمه اخرى مماثله ..

اسرعتا الى المطخ مع امهم وبدئوا يعدون الطعام .. اين القهوه ؟! اين الشاي؟! متى سيصل الطعام ؟! لقد ملّ الضيوف ! هل ستحضرون الماء ام نموت عطشاً ؟! كان هذا غيض من فيض من الأواملر المتتابعه التي كان لزاماً عليهم أن ينفذوها وبسرعة البرق حتى لا يتعرضوا للضرب وبعد ثلاث ساعات كانت شروق فتون تجففان أيديهما بعد أن غسلوا الأواني وعاد الهدوء إلى البيت فقد خرج وائل..

أسرعت شروق الى غرفتها فغداً امتحانها الكيمياء ولابد ان تدرس مهما حدث فتحت الكتاب واخذت تدرس بهدوء لم تكن تحلم فيه الآ عندما يخرج الوحش وائل فقد كان هذا لقبه المعتاد ولكن الهدوء لم يستمر طويلاً فبعد ساعه ونصف سمعت اسمها يتردد على لسان وائل وهو يقول شروق هيا بسرعه يجب ان تجهزي لي ملابسي ولكن رجاءً أريدها خاليه من أي كسره مفهوم أريدها خلال خمس دقائق..

((مع شينه قواية عينه)) يعطيني اياها ويريدها في خمس دقائق انني بلا شك انسان آلي ولكن على كل حال يجب ان انفذ طلباته ولو كنت ساموت اسرعت تجهز له ملابسه وهي تغالب دموعها ان امتحانها صعبٌ للغايه وتتمنى لو تدرس صفحات قليله منه ولكن لا يمكن و الأخ لا زال يتأمر وبعد دقائق اسرعت بهم اليه فأخذهم ولم ينطق بكلمة شكر واحده فهو لم يعتد ان ينزل بنفسه لهذا المستوى !!

وفي الغد لم تستطع شروق ان تؤدي الامتحان لانها لم تدرس فاستعانت بالله ثم بدأت تكتب وهي موقنه بأنها لن تنجح أبداً وفي طريق عودتها من المدرسه أحست بصداع رهيب يكاد يمزق رأسها ولكنها لم تعره اهتماماً فقد ظنته بسبب النعاس ولكن حدث مالم يكن بالحسبان لقد اصيبت شروق بورم في الرأس نقلت على اثره الى المستشفى وهي تعد الدقائق المخيفه..

كانت أمها واختها فتون بجوارها تتساقط دموعهم اشفاقاً عليها وبعد سبعة أيام كبر الورم وأثر على المخ فنقلت إلى غرفة العمليات حيث استأصل الأطباء الورم ثم نقلت للعنايه المركزه وبعد دقائق سمعت صوت وائل وهو يناديها من وسط دموعه ولكن صوته كان بعيداً وكأنه في عالم آخر فقد كانت في شبه غيبوبه إلا أنها تسمعه وتحس فيه أخذ يمسك بيدها وهي تضغط على يده بشده وهي تذرف الدموع وأمها ترقب المشهد وراء الباب ودموعها تجري على خديها بصمت وكذلك كانت فتون ..

الكل كان يبكي ويتألم ولكنهم لم يكونوا يتألموا مثل شروق التي اخذت تفيق قليلاً وهي تحاول الإبتسام لاخيها وتضغط على يديه بحب وفجأه ارتخت قبضتها وسلمت الروح الى بارئها فأخذ وائل يصيح شروق أنا آسف سامحيني سامحيني ولكن فاااااااااااااات الأواان !!!!!



سلامي