|
12-01-2007, 08:25 PM | #1 |
مراقبة الأرشيف الأدبي
|
* ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
°ˆ~*¤®§(*§بسم الله الرحمن الرحيم §*)§®¤*~ˆ° الإنسان كتلة طينية من المشاعر والأحاسيس تخطر على صعيد الأرض ، وبقدر رهافة هذه المشاعر وحيوية تلك الأحاسيس يتمايز الناس في مستويات رقيهم الشعوري الإنساني ، فمنهم من يأخذ منها بنصيب وافر ومنهم من لا يحظى منها إلا بالفتات اليسير . ولا يختص الإنسان وحده بهذه الخاصية ، فربما تفوقت بعض الحيوانات في هذا الجانب على كثير من بني الإنسان ، فإذا اشتريت زوجاً من الطيور تستطيع أن تلحظ ما بينهما من ألفة وحميمية تتجلى بوضوح حين تختطف يد الموت أحدهما إذ لا يلبث الآخر في قفصه طويلاً بعد رحيل شريكه ، بل سرعان ما يلحق به بعد أن عانى من آلام الوحدة وقسوة الغياب ما هون عليه سكرات الموت وعذاباته ! ويمثل غياب من تربطك بهم صلة قرابة وعلاقة مودة مسرحاً لقياس تلك المشاعر والأحاسيس ، فعندما يغيب الموت الوالدين تغيب معهما قطعة كبيرة من قلوب أبنائهما تكتنز بمخزون غنى من الذكريات والمواقف والضحكات والدموع التي تتشكل عبرها مظاهر تلك العلاقة الوثيقة . ويبقى غيابهما مؤثراً ومدمياً مادام في القلب عرق ينبض ، فمن فقد صديقاً عوّضه بصديق آخر ، ولكن ما يصنع المرء حيال فقدان أبويه ؟ إن مصارعة الغياب الذي يعني الإلغاء القسري لجزء من التاريخ الوجداني للمرء ليست بالأمر الهين . ولذا فإن الكثيرين من الأبناء يحاولون التغلب على ذلك بتسمية مواليدهم بأسماء آبائهم وأمهاتهم ، ليظل ذكر الوالدين متكرراً في ردهات الدار تستلذه الآذان وتأنس به القلوب الوفية ، لتبقى ذكراهما مستعصية على النسيان والإهمال ، كما تكون زيارة قبريهما المتكررة تعبيراً عن قيمة البر والوفاء الماضية بعد الموت ، وكأنها رسالة يوجهها الإبن إلى الغياب لا تخلو من تحدّ ومجابهة وإصرار . ولهذا كان فراق الأوطان أمراً صعباً ومؤلماً ، فالوطن ليس مجرد بقعة أرض ولكنه خزين من الذكريات والمشاعر التي كانت تلك البقعة محضنا لها حتى امتزجت بحبات ترابها وصافحت طوبها وحجرها . ولئن كان الموت يمثل الصورة الأعظم إيلاماً للغياب ، فإن غياب الأحياء يعكس وجها آخر لا يقل عنه بؤساً وقسوة,فالحي المفارق هو الذي يصنع الغياب بنفسه ويتخذ قراره ,ومن هنا فإنك لا تجد لغيابه عذرا يخفف عنك من مرارته ، فالميت لا يلام على غياب جبري لا اختيار له فيه . وأما الحي فإن فراقه وابتعاده ما لم يكن قهرياً يمتزج بالحسرة وخيبة الأمل والشعور بالنكران وقلة الوفاء . والعجيب أن هذا الشعور يتحول إلى مسار مضاد يعمل على التخفيف من شعور الغياب ويهون من حرقته ، إذ لا يأسف القلب على الذين فارقوه راغبين عنه غير آبهين به . وفي أخر العمر يتعاظم شعور المسننين بالعزلة حين يغيب الموت أترابهم شيئاً فشيئاً ، فتذوي قلوبهم كما تذوي الورود في لهيب الصيف ، ويغدو الغياب تنّينا برأسين : رأس يتخطف الأحبة والأصدقاء ، ورأس يذكر الباقين منهم بدنو المنية وحتمية الفناء . وهكذا تتحول الحياة إلى حلبة صراع مع الغياب الذي يكسب جولاتها يوماً إثر يوم !!! م/ن |
12-01-2007, 08:32 PM | #2 |
شخصية هامة
|
مشاركة: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
دولي
شكرا على الموضوع الرائع والنقل الاروع يعطيك الف صحة على مجهودك الراقي دمتي اختي وادم تالقك الجميل تقبلي مروري وكل احترامي وتقديري * * * نزيف الفكر |
|
|
12-01-2007, 08:33 PM | #3 |
موقوف
|
مشاركة: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
مشكورة دولى
دمتى للمنتدى |
12-01-2007, 10:03 PM | #4 |
مراقبة الأرشيف الأدبي
|
مشاركة: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
مشكوووورين على المرور الرائع
دمتم في حفظ الرحمن ^ ( ) ^ |
12-01-2007, 10:47 PM | #5 |
عضو مميز
|
مشاركة: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
رأس يتخطف الأحبة والأصدقاء ، ورأس يذكر الباقين منهم بدنو المنية وحتمية الفناء
دولـــــــــــــــــــــــي نقل رائع تسلم ايدك عليه اتمنى لكي المزيد من التميز |
|
|
13-01-2007, 12:19 AM | #6 |
مراقب الضحك والفرفشة
|
رد: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
&& دوللى&&
نقل رائع وتنسيق اروع..,,.,, دمتى للمنتدى بكل ماهو مميز..,,,.. تقبلى مرورى,,... كنــــــــــأ فه..,,.. |
14-01-2007, 12:01 PM | #7 |
مراقبة الأرشيف الأدبي
|
مشاركة: * ¨°o.O صــــ راــــع الــ غ يــاب O.o°" * *
مشكووورين جميعا على المرور الرائع جدا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حفـاة عــراة ..... | الدكتور البربرى | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 14 | 28-12-2006 01:00 AM |