:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2006, 05:25 PM   #1
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(9)

كنز في قصيدة كيف أحبه ؟ دعني أعدد لك كيف أحبه بكل أبعادي وأنفاسي أحبه ملء كل يوم

أسعى إليه بحرية كما يسعى الرجال لحقوقهم بطهارة المتعبد بعد الصلاة بأحزاني القديمة

وبإيمان الطفولة بكل القديسين الذين رحلوا بدموعي وابتساماتي وإن شاء الرب سأحبه أكثر

بعد الممات اليزابيث باريت براوننج وصلتني الكثير من الرسائل الغاضبة خلال الأسبوع

الماضي . البعض غاضب من راشد الجلف ، والبعض من قمرة الضعيفة ، والبقية وهم الأكثرية

غاضبون علي لحديثي عن الأبراج وقراءة الفنجان والويجي بورد ، وأنا مع الجميع في

غضبهم وضدهم . أنا كما ترون وسوف ترون فتاة طبيعية ، وإن كنت مرجوجة بعض الشيء .

أنا لا أحلل ما أفعل ولا أحرمه ، كل ما هنالك أنني لا أدعي الكمال الذي يدعيه البعض .

صديقاتي أمثلة بيننا يتجاهل بعضنا وجودها عمداً ويغفل البعض الآخر عنها تماماً . دائماً ما

تردد هذه الجملة على مسامعي : (أنت لن تصلحي العالم ولن تغيري الناس..) معهم حق ، لكنني

لن أتخاذل عن المحاولة كالجميع ، وهذا هو الفرق بيني وبين الآخرين . إنما الأعمال بالنيات

وإنما لكل امرئ ما نوى ، عسى الله أن يجعل كتابتي في ميزان أعمالي ، وأكرر لمن لم يفهم !

أنا لا أدعي الكمال ! أنا أعترف بنقصي وجهلي ، ولكن كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين

التوابون ، وأنا أعمل على تصحيح أخطائي باستمرار وأقسو على نفسي في سبيل تطويري

لذاتي ، لكنني وللأسف لا أجد في من حولي من يقوم بالشيء ذاته . ليت الذين يحاسبونني

يلتفتون لتقويم أنفسهم قبل أن يثوروا لتقويمي ، علناً نتوب عن بعض معاصينا بعدما نقرأها

على صفحات الأنترنت . علنا نكشف أورامنا المستترة ونستأصلها بعد أن أعرض لكم عينات

بشعة منها تحت المجهر . إنني لا أرى عيباً في أن أورد عيوب صديقاتي في رسائلي ليستفيد

منها الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة ، المدرسة التي دخلتها صديقاتي

من أوسع أبوابها ، باب الحب ! العيب الحقيقي في رأيي أن يقف كل منا ضد الآخر محاولاً النيل

منه والتحقير من شأنه مع أننا نعترف جميعاً بوحدة الهدف ، ألا وهو الإصلاح . في الفالنتاين

أو عيد الحب ، ارتدت ميشيل قميصاً أحمراً وحملت حقيبة من نفس اللون ، وكذلك بالنسبة إلى

شريحة كبيرة من الطالبات ، فاصطبغ الحرم الجامعي باللون الأحمر ، ثياباً وزهوراً ودمى . كان

العيد أيامها تقليعة جديدة استلطفها الشبان الذين صاروا يجولون في سياراتهم في الشوارع

مستوقفين كل فتاة جميلة ليقدموا لها وردة حمراء ملفوفاً على ساقها (الرقم) ! واستلطفتها

الشابات اللواتي وجدن أخيراً من يهديهن وروداً حمراء كما في الأفلام . كان ذلك قبل أن تمنع

جميع مظاهر الاحتفال بعيد الحب في السعودية ، وتتم معاقبة أصحاب محلات الزهور الذين

يقومون بتوفير الورود لزبائنهم الفي آي بيز بطرق ملتوية وكأنها بضاعة مهربة . يمنع

الاحتفال بعيد الحب في بلادنا ولا يمنع الاحتفال بعيد الأم أو الأب مع أن الحكم الشرعي واح

د . مضطهد أنت أيها الحب في هذا البلد . استلمت ميشيل هديتها الضخمة من سائق فيصل الذي

كان بانتظارها عند بوابة الجامعة . كانت الهدية عبارة عن سلة كبيرة تناثرت في الورود

المجففة والشموع الحمراء على شكل قلوب ، وفي وسط السلة دب أسود يحمل قلباً مخملياً

قرمزي اللوز . إذا ضغطت على القلب تنبعث أغنية ياري مانلو you know I can't

smile without you بصوت مضحك بعض الشيء . دلفت ميشيل (أو ذلفت باللهجة

السعودية) إلى قاعة المحاضرات منتشية . أطلت على زميلاتها اللواتي نهشت قلوبهن الغيرة

وهي تقرأ لهن القصيدة التي خطها فيصل على البطاقة المرفقة بالهدية ، حتى أن عدداً منهن قام

بجلب الدمى والورود في الغد كدليل لحصولهن على هدايا مثلها عشية عيد الحب . من أجلها

دُبجت هذه القصيدة ، صاحبة العينين البراقتين هي مشرقة التعبير ، كتوأمي ليدا 00 ستشف

هذه الكلمات عن اسمها الجميل الكامن وسطها لتجده بنفسها ... بين السطور ، فتشن بدقة !

فهي تخبئ كنزاً مقدساً طلسماً ... تعويذة علقنها بالقرب من القلب ابحثن جيداً بين حروف

القوافي بين الكلمات والمقاطع . لا تستصغرن أي شيء حتى المبتذل منها ، وإلا ضاع عليكن

نتاج جهدكن ما من عقدة غوردية هنا في لغزي تستلزم سيفاَ ضالعاً لحلها فلوا استطاعت

إحداكن أن تفهم الحبكة ، المرسومة على هذا الورق الذي بين أيديكم إنها كلمات كالمرآة ،

تعكس روح صاحبتها ثلاث كلمات تحمل أبلغ المعاني أحرفي ربما تخدعكن ، لكنها ما زالت

تحمل بين طياتها شيئاً من الحقيقة ... كفوا من المحاولة فلن تحلوا الأحجية مهما فعلتم ! لم

تفهم أي منهن معنى تلك الأبيات الغريبة ، ولم تكشفن حل اللغز المخبأ وسط السطور ، فعن أي

كلمات يبحثن وكيف ؟ كانت ميشيل قد اتصلت بفيصل قبل دخولها القاعة لتشكره على هديته

وتسأله عن معنى القصيدة . قال لها أنها قصيدة لإدجار آلان بو عمل على ترجمتها منذ أسابيع

ليهديها إياها في يوم الفالنتاين ، وأسرّ لها أن حل اللغز سيظهر بين يديها إذا ما قرأت الكلمة

المكونة من الحرف الأول من السطر الأول ، والحرف الثاني من السطر الثاني ، والحرف

الثالث من السطر الثالث ، وهكذا . بدأت إحدى الفتيات بعدّ الأحرف في كل سطر وراحت الأخرى

تدونها حرفاً بعد حرف بالقلم الرصاص على سطح الطاولة ، وميشيل تراقبهن باستمتاع بعد أن

عرفت الحل قبلهن : السطر الأول ميم ... السطر الثاني ياء ... الثالث شين ... الرابع ياء ...

لام ... عين ... باء ... دال ... ألف ... لام ... راء ... حاء ... ميم ... ألف ... نون ... صرخت

الفتيات بصوت واحد : ميشيل عبد الرحمن !!! في ذلك اليوم ، بكت الكثير من الطالبات أحباء

قدامى و(صارت فضائح !) وتمت مصادرة العديد من الهدايا ووقعت الطالبات اللواتي ارتدين

ثياباً أو إكسسوارات حمراء تعهدات بعدم تكرار هذا الفعل في السنة القادمة . في السنوات التي

تلي كان التفتيش يتم على الملابس قبل أن تنزع الطالبة عباءتها عند البوابة ، حتى يتسنى

للمفتشات إعادتها مع سائقها إلى منزلها بمجرد العثور على أية دليل للجريمة الحمراء في

حوزتها ، حتى وإن كان الأحمر ، ربطة للشعر . المهم ... لم تنته هدية فيصل لميشيل عند هذا

الحد ، ففي طريقها إلى المنزل ، وبينما هي تقلب الدب الأسود الناعم بين يديها ، وتستنشق

عطر فيصل الأنيق (بولغاري) الذي عطره به ، انتبهت إلى قرطين ماسين على شكل قلبين

علقهما فيصل في أذني الدبدوب الجميل حتى تعلقهما دبدوبته الجميلة في أذنيها .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 06:00 PM   #2
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(10)

عندما يصبح الحزن لذة قال لها يوماً : كل ما يريده الرجل من المرأة أن تفهمه ، فصاحت المرأة في وجهه قائلة : وإن كل ما تريده المرأة من الرجل هو أن يحبها ! سقراط من بين الانتقادات الكثيرة التي صارت تصلني يومياً عبر بريدي الإلكتروني ، كان انتقاد فئة كبيرة من القراء لي بسبب استشهادي بأبيات نزار قباني ، وترحمي عليه في أول إيميل . لا أعرف سبب هذه الثورة غير المبررة ! أنا أصر على أنني لم أقرأ يوماً من الشعر الحديث شعراً ببساطة شعره وبلاغة بوضوح بلاغته ، ولم أتأثر يوماً بهؤلاء الشعراء الحداثيين الذين يكتبون قصيدة من ثلاثين بيتاً تتحدث عن لا شيء ! لا أحب القراءة عن صديد الجبين المتقرح المنبثق من وراء خصر الحزن السرمدي ! ولا أنسجم إلا مع أبيات نزار الواضحة والتي لم يستطع أي من هؤلاء الشعراء الجدد مع احترامي لهم نظم مثلها رغم بساطتها . بعد رسوب سديم المفاجئ للجميع وهي المعروفة بتفوقها ، اقترح والدها عليها اصطحابها إلى لندن للاستجمام ، إلا أنها طلبت منه أن تسافر وحدها وتقيم في شقتهما في ساوث كينزنغتون لأنها كانت تريد أن تقضي فترة من الوقت مع نفسها . وافق على طلبها بعد تردد ، وقام بتزويدها ببعض الأرقام والعناوين لأصدقاء له يقضون الصيف هناك برفقة عوائلهم حتى تلتقي بهم إن أرادت الترفيه عن نفسها ، وحثها على ملء فراغها بالالتحاق بأية دورة تعليمية في الحاسب الآلي أثناء إقامتها هناك ، أو بصفوف لتدريس الاقتصاد حتى تستفيد منها بعد عودتها لكليتها في الرياض . لملمت سديم جرحها مع ثيابها – على رأي راشد الماجد – وقامت بشحن الجميع من عاصمة الغبار إلى عاصمة الضباب . لم تكن لندن جديدة عليها فقد اعتادت قضاء الشهر الأخير من كل صيف فيها ، لكن لندن هذه المرة كانت مختلفة . هذه المرة كانت مصحة كبرة قرر سديم اللجوء إليها لتتجاوز العلل النفسية التي تكالبت عليها بعد تجربتها مع وليد. قبل هبوط الطائرة في مطار هيثرو ، توجهت سديم نحو حمام الطائرة وقامت بنزع عباءتها وغطاء شعرها لتكشف عن جسم متناسق يلفانه الجينز والتي شيرت الضيقان ، ووجه بريء التقاطيع تزينه حمرة الخدود الخفيفة (البلاشر) وقليل من الماسكارا ومسحة من ملمع (لب قلوس) للشفاه . أمطار لندن الصيفية التي طالما سعدت سديم بالتنزه تحتها كانت مصدر كآبة وتعاسة لها في تلك الرحلة . بدت لندن لسديم حال وصولها غائمة كمزاجها . الشقة الهادئة ووسادتها الخالية ساعدتاها على ذرف دموع لم تكن تعلم أنها قادرة على ذرفها بتلك الغزارة وخلال تلك المدة القصيرة . بكت سديم كثيراً ، بكاءً حارقاً . بكت الظلم الذي حل بها وأنوثتها المطعونة ، وبكت حبها الأول الذي وئد في مهده قبل أن تهنأ به ، وبكت وهي تصلي طويلاً لعل الله يهيئ لها من أمرها رشدا ، فلا أم تطمئنها ولا أخت تقف إلى جانبها في هذه المحنة ، ولا زالت لا تدري أتخبر أباها بما حدث بينها وبين وليد في آخر ليلة لهما أم تحمل السر إلى قبرها. لم يكن بيدها سوى الاستغفار والدعاء بألا يفضح وليد الخسيس السر وراء تطليقه إياها ، وألا يتحدث عنها بما يشينها بعد انفصاله عنها ... (يا رب استر علي . يا رب اكفني شره ! يا رب ! ما لي غيرك ألجأ له . أنت الأعلم بحالي ...). أدمنت سديم في تلك الفترة سماع أغاني الحزن واللوعة والفراق . استمعت خلال تلك الأسابيع القليلة لعدد من الأغاني الحزينة يفوق ما استمعت إليه منها طوال حياتها. كانت تشعر بنشوة عارمة كلما استمعت لأغانٍ مثل رسالة حب لطلال مداح أو كان يا ما كان لميادة الحناوي أو نسيانك صعب أكيد لهاني شاكر أو آه يا قاسي أنا فيك ابتليت لمصطفى أحمد . كانت هذه الأغاني تغمرها بالحزن وتلفها كمهاد دافئ . مع مرور الأيام ، لم تعد تستمع إلى هذه الأغاني لترفه عن نفسها بل أصبحت تسمعها لتظل في جو الحزن والنشوة الذي اكتشفته بعد أن عاشت تجربة فشل الحب الأول التي عاشها معظم العشاق . تجربة سادية ماسوشية فريدة من نوعها . عندما يصبح الحزن لذة نسترجعها وقت الفرح . عندما نخلق من التجربة خيمة حكمة نجلس بداخلها لنفلسف حياتنا الموجودة في الخارج . نتحول إلى قلوب مرهفة تستشيرها أي ذكرى وتبكيها أي فكرة ، قلوب تخشى الانكسار بعد الانكسار الأول فتبقى في خيايمها حتى يأتي بدي غريب ليصلح أوتادها ، تدعوه على فنجان قهوة وتستبقيه بعدها في الخيمة حتى يؤنس وحشتها ، فتنهار خيمة الحكمة عليها وعليه ! . بعد أسبوعين من حظر التجول والحبس الانفرادي بداخل الشقة ، قرر سديم أن تتناول غداءها في أحد المطاعم التي لا يرتادها الكثير من السائحين الخليجيين ، فقد كان آخر ما تريده وهي في تلك الحالة أن تلتقي بشاب سعودي (يتميلح) بمحاولة التودد إليها. لم تبد بحالٍ أفضل هناك مما كانت عليه بين جدران الشقة ، فقد كان جو مطعم (هش) على اسمه ، هادئاً ورومانسياً . بدت سديم كمجورة تخلي عنها أهلها فجلست لتناول طعامها وحيدة والعشاق من حولها يتهامسون ويتناجون على أضواء الشموع . تتشكر سديم عشاءاتها الشاعرية مع وليد وخططهما لشهر العسل . وعدها أن يذهب بها إلى جزيرة بالي ، وطلبت منه أن يقضيا بضعة أيام في لندن قبل عودتهما من شهر العسل ، فلطالما كانت تحلم بأن ترافق زوجها يوماً ما إلى الأماكن التي كانت ترتادها وحيدة لسنوات . سوف تأخذه لزيارة متحف فيكتوريا وآلبرت ومتحف تيت ومدام تسّودز .مع أن وليد لا يستهويه الفن كما يستهويها إلا أنها ستغير من هذه الطباع بعد الزواج ، كما ستجبره على ترك عادة التدخين التي تغيظها . سيربان الشوقا أبل ويتناولان السوشي في إيتسو في درايكوت آفنيو ، وسيغرقان معاً في كريب البلجيم تشوكليت من المحل القريب من شقتها . سوف تصطحبه إلى سهرات إشبيلية ، ولن تنسى بالطبع أن تأخذه في رحلة بحرية في برايتون ، وفي آخر أيامها في لندن ، سوف تذهب معه للتبضع من سلون ستريت الذي يضم العديد من البوتيكات الشهيرة ، سوف تجعل وليد يشتري لها أحدث موديلات الثياب والجلديات من هناك كما أوصتها أم قمرة ، بدلاً من أن تشتريها مسبقاً بمهرها . كم هي مؤلمة تلك الذكريات . فستان زفافها الفخم وطرحتها المميزة اللذان جُلبا لها خصيصاً من باريس ما زالا قابعين في خزانة ملابسها في الرياض ، كانا يمدان لها لسانيهما باحتقار كلما فتحت باب الخزانة . لم تستطع التخلص منهما . كان شيئاً ما بداخلها ينتظر عودة وليد . لكنه لم يعد ، وبقي ثوب زفافها والطرحة شاهدين قبيحين على دناءة حبيبها وخسته. كانت مكتبة دار الساقي وجهتها في صباح الغد . قررت أن تذهب إليها سيراً على الأقدام للتمتع بالجو في ذلك اليوم الصحو . اتجهت نحو إقزبشن رود واجتازت متحف فكتوريا وألبرت وهي تتأمل آثار قنابل الحرب العالمية الثانية على جدرانه ، مذكرة البريطانيين على الدوام بمدى كراهيتهم للألمان في حال نسوها . قطعت الهايد بارك التي تغص بألوان مختلفة من البشر والأحصنة والحمام الذي يتقافز بخفة لالتقاط ما يرمى له من حبوب هنا وهناك . أكملت سيرها فوق الجسر وهي تتأمل المناظر الجميلة المحيطة بها. كان عليها أن تسير لما يقارب العشرين دقيقة حتى تقطع الهايد بارك وتصل إلى شارع بيزووتر . راحت تغني أغنية طويلة بعض الشيء لعبد الكريم عبد القادر (غريب ... شايل جروحي والحكي وياي... غريب ... داير وروحي هدها ممشاي ) وصلت وهي تردد بشجن ( أمشي وقلبي حزن ... أمشي ) إلى الشارع الذي صبغته أشجاره الظليلة بلون أخضر ساحر ، سارت فيه يساراً ثم اتجهت يميناً في كوينز واي وتوقفت فجأة عن الغناء خوفاً من أن تلفت إليها أنظار النشالين في ذلك الشارع المخيف نوعاً ما . عندما وصلت إلى الوايتليس اتجهت يساراً في شارع ويست بورن قروف حتى وصلت أخيراً إلى دار الساقي الموجودة على الجهة المقابلة من الشارع وهي تفكر : كان لازم أقرأ دعاء السفر ... والله مشوار . اشترت (العدامة) و(الشميسي) لتركي الحمد بعد أن رأت رجلاً خليجياً أربعينياً يطلبهما من البائع أمامها ، واشترت رواية (شقة الحرية) لغازي القصيبي التي كانت قد أعجبتها كمسلسل بثته شاشة إحدى الفضائيات منذ سنوات ، وأخيراً اختارت رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي بعد أن أثنى عليها البائع العراقي اللطيف ونصحها بقراءتها. عادت إلى شقتها مستقلة الحافلة ، لتجد رسالة صوتية مسجلة من أبيها على هاتف الشقة . أخبرها بأنه قد رتب لها برنامجاً للتدريب الصيفي في أحد البنوك التي يتعامل معها باستمرار وذكر لها أن التدريب يبدأ بعد أسبوع . أعجبتها الفكرة . عمل صيفي ومزيد من الاستقلالية وتطير الذات . بعد كتب دار الساقي والعمل البنكي لم يتبق من خططها للصيف سوى أن تدرس علم النفس على يد فرويد من خلال الكتب التي جلبتها معها إلى لندن لتتمكن من تحليل شخصية وليد حتى تصل إلى العوامل التي دفعته إلى تطليقها بلا ذنب . كانت قراءة الكتب التي اشترتها ممتعة وبخاصة روايتي الشميسي وشقة الحرية التي لاحظت اختلافاً كبيراً بينها وبين المسلسل المقتبس منها . كان أكثر ما ضايقها أنها تجهل ما يتوجب عليها قراءته بعد ذلك ، لم تكن أي من صديقاتها المقربات محبة للقراءة حتى تستشيرها في هذا الأمر ، ولم يعجبها كثيراً أن تقلد الآخرين فيما يشترونه أو أن تلتزم باختيارات البائع دون أن تكون لديها أية خلفية عن تلك الكتب التي ينصحها بشرائها . ودت لو أن لديها لائحة بالكتب الإلزامية لكل مثقف ومثقفة حتى تقرأها جميعاً وترتاح . وجدت في كتابات القصيبي والحمد الكثير من الأحداث والتلميحات السياسية التي ذكرتها بروايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس التي أدمنت قراءتها في مرحلة المراهقة . خطرت ببالها المظاهرة التي مُنعت هي وزميلاتها من القيام بها في أحد الأيام عندما قامت جميع الدول العربية بتنظيم المظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وانتفاضة الأقصى . وتذكرت مقاطعة المنتوجات الأمريكية والبريطانية التي بدأت منذ فترة في بلدان كثيرة ولم تشارك فيها سوى قلة من صديقاتها ، وحتى هؤلاء لم تستمر أي منهن فيها أكثر من أسابيع قليلة . هل كانت السياسة فيما سبق في متناول الجميع ثم أصبحت الآن في متناول القادة والحكام فقط ؟ لم لا تجد أياً من معارفها ذكوراً أو إناثاً يخوضون في معترك السياسة ويؤمنون بهذه القضية أو تلك ويدعمونها بأرواحهم كما كان عليه الحال أيام شباب غازي وتركي ؟ ما الذي جعلهم هذه الأيام لا يهتمون من السياسة الخارجية سوى بفائح كلينتون ومونيكا لوينسكي ؟ ومن السياسة الداخلية سوى بفائح شركة الاتصالات ؟ ليست المشكلة قاصرة عليها فكل زميلاتها مهمشات في الحياة السياسية ، ولا دور لهن ولا أهمية . لو كانت تفهم في السياسة ، لو أنها تدافع عن قضية معينة أو تعارض قضية ما ، لكانت وجدت ما يشغلها عن التفكير بوليد الكـ....!

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 01-11-2006, 06:01 PM   #3
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(11)

تصنيف أم نوير للفصائل البشرية لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم . لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم . يا حيّ يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث . دعاء لكشف الهم والكرب والحزن قرأت كلاماً عني خلال الأسبوعين المنصرمين في أشهر المنتديات الإنترنتية ، الإقلاع والساحات وغيرها . بعض الكلام كان بنعومة حبيبات غسولي اليومي للوجه ، وبعضها بخشونة حجري الأسود الذي أعالج به مشكلة ركبي السود . شعرت وأنا أتابع النقاشات الدائرة حولي بأنني أشاهد مصارعة للثيران ! هل تصدقون أن أحدهم طالب بإباحة دمي؟ وكله كوم ومن تقول أنها أختي كوم آخر ! تقول أنها قد لاحظت انزواء أختها كل يوم جمعة منذ الصباح الباكر في غرفتها أمام شاشة الكمبيوتر وعندما حاولت أثناء غيابها أن تبحث ضمن ملفات جهازها عن أدلة تؤكد شكوكها عثرت على جميع الرسائل وعددها ثلاثون ، وهي على استعداد لبيعها لمن يدفع أكثر ! رزق الهبل ع المجانين .

** بعد أن قرأت له (مدخل إلى التحليل النفسي) و ( مختصر التحليل النفسي) و (ثلاثة مباحث في نظرية الجنس) و(الحياة الجنسية) و ( الطوطم والحرام ) ، اكتشفت سديم أن فرويد ولبيدواته وطواطمه وخياره وفقوسه لن يساعدوها في حل مشكلتها ولن يشرحوا لها سبب تخلي وليد عنها . كانت قد عثرت على مؤلفين من المؤلفات المترجمة لفرويد في مكتبة جرير في الرياض ، أما البقية فكانت قد أوصت إحدى زميلاتها في الجامعة بأن تأتيها بها من لبنان قبل أن تسافر سديم إلى لندن . لم تقنعها فلسفة سيجموند فرويد – في تفسير تصرفات وليد – كما أقنعها تصنيف أم نوير للفصائل البشرية . صنفت أم نوير لسديم – في ساعة صفاء الرجال والنساء في الخليج بناءً على عوامل عدة كقوة الشخصية والثقة بالنفس والجمال وغيرها إلى أنواع وفئات ، وهذه الأنواع تنطبق عادة على الرجل والمرأة سواء ، فمثلاً بالنسبة لوقة الشخصية فإن لكل منهما نوعين : النوع الأول قوي ومستقل والنوع الآخر ضعيف وتابع للآخرين ، وتندرج تحت النوع الأول فئتان : أولاهما المنطقي الذي يحترم آراء جميع من حوله رغم اختلافه معهم طالما كانوا يحترمون وجهة نظره هو الآخر ، والفئة الثانية ممثلة بمن لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو عليه ومن لا بد من أن (يمشي) كلامه ولا يهمه رأي أحد . أما بالنسبة لقسم الضعفاء والتابعين ، أو من يقال عنه أن كلمة تجيبه وكلمة توديه ، فهم نوعان : هناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأهل وأفراد العائلة المقربين وهذا النوع لا يمكنه الاستقلال عن أهله لأنه (بدون أهله ما يسوي قرش) ، وهناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأصدقاء وهو النوع الأسوأ ، ذلك لأنه يعتبر أن أهله ضده ولا يثق سوى بأصدقائه الذين يكونون في كثي من الأحيان أسوأ حالاً منه ، ومن ناحية العصامية فإن النوع القوي والمستقل عادة ما يعمل على تطوير نفسه بنفسه وتحسين ظروفه قدر المستطاع ، متأثراً ومستفيداً من جميع الأمثلة التي يلاحظ نجاحها من حلوه ، أما النوع السلبي أو المنقاد فإنه تنقصه المبادرة ولا يرتقي شأنه إلا بارتقاء عائلته أو محيطه ككل . ولأم نوير تصنيف آخر يعتمد على مستوى الثقة بالنفس ، فهناك الفئة المطمئنة أو السيكيور وهذه لها نوعان : نوع معقول ويكون المنتمي لهذا النوع متصالحاً مع نفسه ، وعلى قدر واضح من الثقة بالنفس تجعل كل من حوله يحترمونه ويرهبونه ، لكنه يظل محبوباً لتواضعه وقربه من الآخرين من ناحية ، ولأنه (يستاهل يشوف نفسه شوي) من ناحية أخرى . النوع الثاني هو (الواثق بزيادة) أو (الأوفر كونفدنت) وهو نوع يشتمل على أشخاص (ما عندهم ما عند جدتي) أي ( ما عندهم سالفة) يحملون ثقة مفرطة بالنفس على الرغم من افتقارهم لجميع مؤهلاتهم ، فلا إنجازات ضخمة ولا شخصيات مميزة ولا حتى شكل يفتح النفس ، وهذا النوع مكروه وأكثر انتشاراً للأسف من النوع الأول ، والنوعين أقل انتشاراً من الفئة الثانية وهي فئة (الإنسيكيور) أو الفئة غير المطمئنة . هذه بدورها لها قسمان : أولهما أولئك الذين يدعون ويتصنعون الثقة بالنفس أمام الآخرين دون إيمان داخلي بذلك ، والمنتمين لهذا القسم يأخذون كل كلمة تقال لهم بحساسية مفرطة ويردون عليها بعشر ويعملون من الحبة قبة كما يُقال . مستفزون ، تعلو أصواتهم أثناء أي نقاس حتى يداروا خيباتهم . القسم الثاني لا يمثل ولا يدعي ويتضح منذ الوهلة الأولى أنهم مساكين ويقطعون القلب . يعاني أفراد هذا الصنف عادة من مشكلة ما تضعف من ثقتهم بأنفسهم أو من (السلف استيم) وتكون هذه المشكلة إما ظاهرة كعيب في الشكل الخارجي من سمنة أو قصر أو حتى أنف كير بعض الشيء ، أو معاناة معنوية ظاهرة مثل الفقر أو حتى الغباء، أو عيب خفي لا يدركه سواهم ، مثل جرح حبيب لم يندمل . التصنيف الديني قبل وبعد الزواج كان المفضل لدى سديم ، وهو التصنيف الوحيد الذي منع فيه الاختلاط بين الجنسين فجاء على شقين ، شق بصف الرجل المتدين وأخر يصف المرأة المتدينة ، ولكل منهما تفرعات أساسية مشتركة هي : النوع الملتزم أو (المطوع) والنوع المعتدل أو (النص ونص) والنوع (الصايع أو المفتلت) ! لكن الاختلافات تأتي في التفاصيل الموضحة لكل نوع . بالنسبة للرجل ، تتلخص فئة المطاوعة في نوعين : الأول (صايع وتطوع) ، والثاني (خاف أن يصيع فتطوع) ، وكلا النوعين يخشى أن يصيع بعد الزواج ، ولذلك فإنهم عادة ما يتزوجون أكثر من زوجة واحدة ويفضلون أن تكون زوجاتهم على الدرجة نفسها من الالتزام الديني أو أكثر . أما فئة المعتدلين فلها نوعان : نوع ملتزم دينياً لكنه يختلف عن النوع الأول في لينه مع المرأة وعدم تدخله في شؤونها ، وفقد يتزوج هذا النوع من امرأة متحررة نسبياً ولا يجد غضاضة في ذلك إذا كان واثقاً من حبها ومتأكداً من أخلاقها ، أو أن يكون من النوع الثاني ، العلماني كما يسمونه .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 10:20 AM   #4
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يــتـــبـــع هع هع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 03:14 PM   #5
حـ الذكريات ـلو
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية حـ الذكريات ـلو
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23286
الدولة: دار أبو متعب
المشاركات: 4,981
عدد المواضيع: 58
عدد الردود: 4923


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حـ الذكريات ـلو is on a distinguished road

حـ الذكريات ـلو غير متصل
Smile مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يسلموو وو وو

والله يعطيك العافيه

وفي أنتظارك


متاااابع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 02:49 PM   #6
rko
(حلا جديد )
 
الصورة الرمزية rko
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2006
رقم العضوية: 26962
المشاركات: 34
عدد المواضيع: 3
عدد الردود: 31


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
rko is on a distinguished road

rko غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يسلمك ربي بس وين التكمله حمستينااااااااااااا..
 
قديم 23-11-2006, 10:42 PM   #7
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

سـوري على التأخير بس كله من الاخـتبـارات


(21)

(فاطمة الشيعية) لا بأس من أن تفعلي شيئاً يستهجنه الجميع ، فما يبدو صحيحاً بالنسبة لك قد لا يبدو كذلك في نظر الآخرين . إلين كادي اخترت لكم اليوم أظرف رسالة وصلتني خلال الأسبوع المنصرم ، لصاحبها (المهاتما علوش) : ودعت أيام الكيرم والبلوت ، وامتلأ وقتي ، إنترنت وبسكوت شابك أون لاين أستني الحبيب ، يتكرّم ، ويتعطف ، أو يجيب قمت أغير لا مني لقيت ، رسايله في كل جيب . هذا يقرأ ، وهذا يسمع ، وذاك يقول بس بس ! عرفته ! وأنا كني فار ، منخش في ركنٍ قريب . ودي أصرخ ! هاذي حبي! معجب فيها وأحلم بالنصيب! محد عطاني وجه لكن ، من كثر ما قلبي يرقع اسمعوه وقالوا رايح ، فيها هذا ومتولّع قاموا وطقوا لي موتر ، ومهر وألماس يتلمّع واحلفوا إني أجي لك ، خاطبٍ وأنا متقطع قلت غالي ، والطلب أرخص ! ولكن !! مهنا أشين ، مني والله ، ومهنا أبشع ! قالوا ما لك شغل ! اخطب ، واحنا بالباقي نتبرّع واحدة خبلة وجاها واحد خبل ! والله عيلة ، ما في أروع !!

** بعد انتقال لميس إلى مبنى كلية الطب بالملز ، تعرضت علاقتها بميشيل للكثير من الصعوبات ، التي جاهدت كلتاهما لتجاوزها ، إلا أن شيئاً ما كان قد بدأ بالتسلل للعلاقة التي دامت قوية لخمس سنوات : كانت فاطمة أخطر تلك الصعوبات . (فاطمة الشيعية) ، هكذا كانت تلقبها الشلة . كانت لميس متأكدة أن أياً من صديقاتها لا تهتم بكون فاطمة شيعية أو سنية أو صوفية أو مسيحية أو حتى يهودية بقدر ما تهتم بكونها غريبة عن وسطهن . كل ما هنالك أن مسألة(المماشاة) في هذا المجتمع تتعدى كونها مجرد علاقة صداقة والسلام . إنها عملية حساسة وخطوة اجتماعية مهمة أشبه بالخطبة والزواج . تتذكر لميس صديقة طفولتها فدوى الحسودي ، التي استمرت علاقتها بها حتى تعرفها على ميشيل . لم تكن فدوى من الشخصيات التي تعجب لميس ، كانت تفضل البنات المرحات والأوجه البشوشة بعكس ما عليه فدوى ، إلا أن هذه الأخيرة فاجأتها صبيحة أحد الأيام بسؤال مباغت : - لميس تصيرين البيست فريند حقتي ؟ هكذا وبلا مقدمات كزواج من زواجات لاس فيغاس السريعة جاءها العرض ، ووافقت لميس التي لم تتخيل أن تصبح فدوى يوماً أكثر الفتيات غيرة منها وحسداً لها . (ماشت) لميس فدوى لعدة سنوات بتءا على طلبها ، ثم تعرفت على ميشيل ، التي أصبحت فيما بعد صديقتها المقربة . كانت علاقتها بميشيل في بداية الأمر لا تتعدى كونها رفقاً بالطالبة الجديدة التي لا تعرف أياً من الطالبات . فدوى التي لم تعجبها فكرة مشاركة صديقتها مع فتاة أخرى بدأ تشن حملات التشهير بلميس بين جميع الطالبات في المدرسة ، وكان الأخبار تصل للميس بسرعة من مصدر جديد في كل مرة : فدوى تقول إنك تكلمين شباب ، فدوى تقول إن أختك تماضر أذكى منك وإنك تغشين منها عشان تجيبين درجات . كان أكثر منا يغيظ لميس أن فدوى بوجهين ، فهي ظلت تدعي البراءة أمامها حتى تخرجهما من الثانوية العامة . لم تستطع لميس سوى أن تتصنع البرود معها حتى تخرجتا واتجهت كل واحدة منهن لدراسة تخصص مختلف . كانت علاقة لميس بفاطمة من نوع آخر . لأول مرة تجد لميس نفسها مشدودة لفتاة إلى هذا الحد . أعجبت بقوة فاطمة ومرحا ، وأحبت فاطمة جرأة لميس وذكاءها ، ووجدت كل منهما نفسها مع مرور الوقت أقرب صديقات الأخرى دون تخطيط مسبق كما كان مع فدوى . استطاعت لميس بعد عناء أن تتجرأ وتسأل فاطمة عن بعض المسائل التي تحيرها بخصوص الشيعة . كانت البداية في أحد أيام رمضان عندما أخذت لميس طعام الفطور إلى فاطمة في شقتها لتفطر معها ، وهي تتذكر الأيام التي كانت تخاف أن تأكل فيها أي طعام تقدمه لها طالبة شيعية من زميلاتها في الجامعة . كانت قمرة وسديم تحذرانها من طعام الشيعة ، فهم ينجسون طعامهم خفية إن عرفوا بأن سنياً سيأكل منه ، ولا يتورعون عن دس السم فيه لينالوا ثواب قتل سني ! كانت لميس تقبل ما تعرض عليها زميلاتها الشيعيات من فطائر أو معجنات شاكرة ، ثم لا تلبي أن ترمي بها في سلة المهملات بعد أن تبتعد عنهن قليلاً . حتى الحلوى وقطع العلك الملفوفة ، كان تخالف أن يكن قد فعلن بها شيئاً قبل تقديمها لها ! لم تتشجع لميس وتتناول شيئاً من أيدي زميلاتها الشيعيات إلا بعد تقربها من فاطمة . لاحظت لميس أن فاطمة تمتنع عن تناول التمرة التي وضعتها أمامها بعد سماعهما أذان المغرب . راحت فاطمة تشغل نفسها بإعداد الفيمتو والسلطة ولم تفطر إلا بعد الأذان بحوالي ثلث ساعة . أخبرتها فاطمة بعد أن رأت استغرابها أنهم لا يفطرون حال سماع الأذان بل ينتظرون قليلاً تحرياً للدقة ، ولا تعرف فاطمة السبب الحقيقي وراء ذلك . لميس التي أثار الموضوع فضولها اندفعت تسأل صديقتها عن الزينة المعلقة على الجدران في شقتها والتي تشير كتاباتها إلى مناسبة دينية . أوضحت لها فاطمة أن الزينة تخص مناسبة (حج ومدينة) التي حييها الشيعة في منتصف شهر شعبان من كل عام . سألتها عن بعض الصور الغريبة التي شاهدتها ضمن ألبوم زفاف أخت فاطمة الكبرى ، وكبحت نفسها عن الاستفسار عنها في حينها . كانت بعض الصور تظهر جدتي العروسين وهما تريقان بعض الماء على قدمي كل من العروسين الموضوعتين في إناء فضي كبير وقد تناثرت قطع معدنية من النقود في قاع الإناء . أخبرتها فاطمة أن هذا من تقاليدهم في الأعراس ، مثل الحنة والجلوة . تفرك قدما العريس والعروس تحت ماء قد قرئت عليه آيات قرآنية وأدعية معينة وترمى النقود تحت قدميهما صدقة حتى يتبارك زواجهما . كانت فاطمة تجيب عن أسئلة صديقتها الفضولية ببساطة وهي تضحك من معالم الإثارة البادية على وجه لميس ! عندما وصل النقاس إلى الأئمة الاثني عشر وسرداب سامراء شعت كلتاهما بتوتر الأجواء واستعداد كل منهما للتجريح في مذهب الأخرى فتوقفتا عن الجدال وانتقلتا بهدوء إلى غرفة المعيشة لتتابعا أحداث المسلسل الرمضاني الشهر (طاش ما طاش) على القناة السعودية الأولى والذي لا يختلف السنة والشيعة على متابعته ! كانت تماضر أول الرافضين لعلاقة أختها بهذه الرافضية . حاولت مراراً أن توضح للميس أن جميع زميلاتهن في الكلية يتندرن حول هذه العلاقة الغريبة : - يا لميس والله سمعت البنات بيقولوا عنها كلام مش كويس بالمرة ! بيقولوا ساكنة لوحدها وعايشة على كيفها إمتى ما تطلع تطلع وإمتى ما ترجع ترجع . تزور اللي تبغاه ويزوها اللي تبغاه كما ! - أيش قصدك ؟ أنا رحت لها وشفت بعيني السيكويرتي اللي ما يضى يدخل أي أحد إلا بالعافية وهي نفسها ما تقدر تطلع من السكن لوحدها إلا لو جاء أوها بنفسه يطلعها. - يا لميس إحنا ما لنا دعوة بهادا الحكي كلو . ما دام الكل دحينا بيتكلم عنها ، بكرة يقولوا عليكي مشيك بطال زيها ! إش بك إنتي؟ من فدوى السايكو للأميرة سارة لفاطمة الشيعية ؟ لا وأحسن واحدة تعرفيها جاية من أميركا فيوزاتها ضاربة ! تتذكر لميس صديقتها سارة ، الأميرة التي التحقت بمدرستهن في السنة الأخيرة من الثانوية . أحبت لميس سارة بصدق ، سحرتها بتواضعها وأخلاقها ، هي التي لم تكن تتوقع من الأميرات إلا التفاخر والعجرفة . لم يكن يعنيها ما تردده البنات عن سر علاقتها بسارة ، فقد كانت توقظها كل صباح لسبب بسيط هو خوفها من أن تنسى الخادمات إيقاظها في ذلك القصر الواسع المليء بالحاشية ، وكانت تحل لها بعض فروضها المدرسية وليس كلها كما كان يزعم البعض ، وذلك عندما تلاحظ انشغال سارة بما هو أهم ، من مناسبات رسمية وعائلية وواجبات اجتماعية تحدثها عنها سارة مسبقاً ، وكانت تدعوها للاستذكار في منزلها المتواضع في أيام الامتحانات الشهرية حتى تتمكن من التركيز بشكل أكبر . أما ما واجهتها به تماضر أيامها مما انتشر بين البنات في المدرسة من إشاعات جارحة فلم يؤثر بها بل زادها تقرباً من صديقتها الجديدة حرصاً على إثبات اقتناعها التام بما تفعل . مع فاطمة ، وجدت لميس نفسها لأول مرة مع فتاة تشبهها إلى درجة فظيعة ! كانت تشعر كلما ازدادت قرباً من فاطمة بأنها تتفحص ملامح وجهها وانحناءات جسمها أمام مرآة كبيرة . كعادتها ، لم تتأثر لميس بما يقوله عنها الآخرون ، إلا أنها خافت هذه المرة على مشاعر ميشيل . غفرت لها ميشيل علاقتها بسارة عندما رأت بنفسها تخلي سارة عنها بمجرد تخرجهن من المدرسة . سافرت سارة للدراسة في أميركا ولم تتصل بلميس بعدها . شعرت ميشيل حينها بالقوة وهي ترى ندم لميس وطلبها الصفح ورغبتها الصادقة في أن تعدودا لصادقتهما المعهودة . هل ستسامهحا ميشيل هذه المرة إن هي تخلت عن صداقتهما للمرة الثانية ؟ كان الحل الأنسب في نظر لميس هو إخفاء العلاقة عن ميشيل وعن بقية الشلة ، لكن قرارها لم ينجح . تماضر التي اغتاظت كثيراً من عناد أختها تولت أمر إخبار الشلة عن كل شيء ، وبالأخص ميشيل . توترت علاقتها بميشيل بعد ذلك . عرفت ميشيل السبب وراء اختفاء لميس طوال تلك الأسابيع . كانت لميس تتذرع بدراسة الطب الصعبة ، وإذا بالحقيقة أنها تفضل الاجتماع بصديقتها الجديدة على الاجتماع بشلتها القديمة . حاولت لميس تبرير موقفها أمام سديم ، أكثر الصديقات مرونة : - افهميني يا سدومة ! أنا أحب ميشيل . طول عمرنا صاحبات ، وراح نفضل صاحبات ، لكن هي مش من حقها تمنعني من إني أصاحب بنات تانيات ! فاطمة فيه حاجات مش موجودة في ميشيل . إنتي كمان بتحبي قمرة لكن فيها حاجات ناقصة ، لو لقيتيها عند بنت تانية راح تتعلقي فيها . - لكن يا لموسة غلط إنك بعد كل هذه السنين تتركين صديقة عمرك عشان ناقصها شي توّك تكتشفينه بعد ما لقيتيه عند واحدة ثانية . إنت ما كان فارق معاك هذا الشيء بدليل إنك عشت سنين من غيره بدون ما تعترضين . بعدين المفروض إنكم تكونون مع بعض على الحلوة والمرة . افرضي إنك تزوجتي وطلع زوجك ناقصه شي ، بتدورين على اللي ناقصه عند غيره ؟! - يمكن ! ولو ما عاجبو خليه يكمل الناقص ويريح نفسه ويريحني معاه ! - يا شديد إنتا ! طيب بالله أنا عندي سؤال يقرقع في صدري من يومي عن الشيعة وماني عارفه جوابه . - إيش هو !؟ - الحين رجال الشيعة ، يلبسون سراويل السنة تحت الأثواب وإلا لا؟؟؟ - الله يرجك يا شيخة !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:44 PM   #8
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(22)

(ميشيل تلتقي ماتي) ليس من السهل أن نجد السعادة في داخلنا ، لكنه من المستحيل أن نجدها في أي مكان آخر . آجنيس ريبلير تمددت فوق (ولدي الكسول) وهي الترجمة العربية لـ(ليزي بوي) الذي أجلس إليه عادة عند الكتابة ، والذي يمكن استخدامه ككرسي هزاز للقراءة أو كسرير مريح إذا ما قمت بمد سنادة القدمين وإرجاع ظهره للوراء كمقاعد الدرجة الأولى في الطيارة (ألا يمكننا إضافة ترجمة أقصر وأفضل وأكثر حشمة من هرطي هذا اإلى مورد منير البعلبكي ؟؟). مه على (الليزي بوي) ، كتبت لكم هذه السطور : هبطت الطائرة في مطار سان فرانسيسكو الدولي عند حوالي الساعة العاشرة صباحاً . لم تكن تلك المرة الأولى التي تزو فيها ميشيل سان فرانسيسكو ولكنها كانت المرة الأولى التي تزورها فيها وحيدة بدون أبويها وأخيها ميشو . هواء المكان مشبع بالرطوبة والحرية . ألوان بشرية وأعراق متنوعة تسير في جميع الاتجاهات من حولها . لا أحد يكترث بكونها سعودية ، أو بكون جارها سنغالياً . كل مشغول بحاله . أبرزت التأشيرة الخاصة بها والتي تثبت كونها طالبة من السعودية أتت للدراسة في أميركا . أخبرتها موظفة الجمارك أنها أجمل فتاة عربية رأتها منذ بداية عملها في هذا المطار حتى ذلك اليوم . بعدما أنهت ميشيل جميع الإجراءات اللازمة ، بدأت تبحث بين أوجه المستقبلين عن وجه مألوف . لمحت ابن خالها ماثيو يلوح لها من بعيد فاتجهت نحو بسعادة . - هاي مات ! - هاي سويتي . لونغ تايم نو سي غيرك ! احتضنها ماتي بشوق وهو يسألها عن حال أمها وأبيها وأخيها . لاحظت ميشيل أن ماتي هو الفرد الوحيد من أفراد عائلة خالها الصغيرة الموجود في المطار . - أين البقية ؟ والداك وجيمي وما غي ؟ - والداي في العمل ، وجيمي وماغي في المدرسة . - وأنت ؟ ما الذي أتى بك لاستقبالي ؟ أليست لديك محاضرات ؟ - محاضراتي هذا الصباح ملغاة لاستقبال ابنة عمتي العزيزة . سوف نمضي النهار معاً حتى يصل بقية أفراد العائلة ، ثم سأذهب لإلقاء محاضرة في المساء . بإمكانك الحضور معي إن أردت لأريك الجامعة التي ستدرسين فيها ولتلقي نظرة على غرفتك في السكن أما زلت تصرين على السكن في مسكن الجامعة بدلاً من بيتنا ؟ - هكذا أفضل . أتوق لتجربة العيش باستقلالية . - كما تريدين ، ولكنني أشفق عليك . عموماً ، لقد أعددت لك كل شيء . اخترت لك غرفة مع إحدى طالباتي أعتقد أنك ستستمتعين بصحبتها كثيراً . هي في مثل سنك وشقاوتك ولكنك أجمل منها بكثير . - ماتي ! ألن تكف عن تدليلي ؟ لقد كبرت وأستطيع أن أتدبر أموري بنفسي . - سوف نرى ، لكني أكره أن أغامر . أخذها في جولة نهارية ممتعة في فيشر مانز وورف . أمضيا الوقت في السير وتأمل المحلات المختلفة . ورغم رائحة السمك التي تعبق في الأجواء إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمتاع بكل ما حولها من مؤدي استعراضات ورسامين ومغنين هنا وهناك . وعندما شعرا بالجوع تناولا حساء كلامب شاودر مقدماً في وعاء كبير مصنوع من رغيف خبز . ساعدها ماتي على تدبير شؤون سكنها في الجامعة واختيار المقررات التي ستدرسها خلال ذلك الفصل . قررت مبدئياً أن تدرس مهارات التواصل مثل ابن خالتها بعدما أثنى لها على ذلك التخصص ، وأدرجت المادة التي يدرسها في الجامعة والتي هي وسائل الاتصال غير المنطوقة ضمن موادها . بدأت ميشيل تنهمك في الدراسة والأنشطة الجامعية علها تنسى ما كان ، وقد كان لها ما أرادت . استطاعت أخيراً أن تنسى فيصل ، كل يوم .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:47 PM   #9
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(23)

مغامرة لا تنسى وحدهم الذين يقومون بالمجازفة ، يمكن أن يكتشفوا إلى أي مدى يمكنهم البلوغ. تي أس إليوت إن الآيات والأحاديث والاقتباسات الدينية التي أوردها في إيميلاتي تلهمني ، والمقولات المشهورة والأغاني التي تحتويها رسائلي تلهمني أيضاً ، فهل هذا تناقض كما يزعم البعض ؟ هل أكذب وأدعي أنني أحادية الهوى وبدائية التركيب ؟! أنا كأي فتاة في سني ، بل كأي إنسان في أي مكان ! فرقي الوحيد عنهم أنني لا أتوارى ولا أحب السكوت ولا أستحي مما أنا عليه .

** تعرفت لميس إلى شقيق صديقتها فاطمة عندما أوصلتها بسيارتها إلى محطة القطار في أحد الأيام . كان علي يكبرهما بأربعة أعوام . كان يدرس الطب أيضاً إلا أنها لم تلتق به إلا ذلك اليوم أمام القطار المتجه إلى القطيف ، والذي قرر أن يستقله هذا الأسبوع مع أخته لأن سيارته التي عادة ما يُسافر بها معطلة . كانت علاقة فاطمة بأخيها غريبة بالنسبة إلى لميس ، فعلىي يسكن مع أصدقائه في إحدى الشقق التي تؤجر للطلاب القادمين من خارج الرياض ، بينما تسكن أخته مع صديقتها في شقة أخرى في سكن آخر .لم يكن يأتي لزيارتها كثيراً لأن كلاً منهما كان يفضل قضاء وقته مع أصحابه . كان هو يسافر في نهاية كل أسبوع بسيارته أو سيارة أي من زملائه المتجهين للقطيف بينما تسافر هي مع صديقاتها بواسطة القطار . أعجبت لميس بعلي لطوله قبل كل شيء ! كان معظم الشباب الذين تلتقيهم أقصر منا أو في مثل طولها الذي يبلغ مئة وستة وسبعين سنتيمتراً . كان طول علي لا يقل عن مائة وتسعين سنتيمتراً ، وكانت سمرته الجذابة المشربة بحمرة وحاجباه الكثان تضفي عليه سحراً ورجولة طاغية . التقت لميس بعلي بعد تعارفهما بأسبوع في المستشفى الذي توجهت إليه في ذلك اليوم مع فاطمة لشراء بعض المراجع ، قبل أن تنتظمن فيه في السنوات القادمة . كثرت بعد ذلك لقاءاتهما في المستشفى ليشرح لها ما تستصعبه من دروس كبقية زميلاتها في الكلية اللواتي تستعين كل منهم بالطالب الذي تراه (مناسباً) ليساعدها على الفهم والاستيعاب ثم صارت تلتقي به خارج المستشفى ، في أحد المقاهي (الكافيهات) المنتشرة في كل مكان. استمرت علاقة لميس بعلي لمدة شهور ، لم تطلع فيها أياً من صديقاتها عليها . وحدها فاطمة كانت تعلم عن طريق أخيها ، إلا أنها كانت تنصرف أمام صديقتها وكأنها لا تعلم شيئاً عما يدور بينهما ، مع أنها كانت هي التي دبرت للقائهما في محطة القطار ذلك اليوم نزولاً عند رغبة أخيها الذي أعجب بصورة لميس التي رآها في غرفة أخته في منزلهم بالقطيف . كانت الصورة ملتقطة للميس وفاطمة وبعض الزميلات وهن بالمعاطف الطبية البيضاء إلى جانب إحدى الجثث التي قمن بتشريحها في مشرحة كلية الطب للبنات بالملز ، تلك المشرحة الكئيبة التي تختلط فيها رائحة الفورمالين والجثث المتحللة برائحة بخور رخيص . كان علي في السنة الأخيرة من سنوات دراسة الطب البشري وكان عليه أن يبدأ التطبيق (الامتياز) بعد تخرجه مباشرة في أحد مستشفيات المنطقة الشرقية ، أما لميس وفاطمة فكانتا ما تزالان في سنتهما الجامعية الثانية . خلال أحد لقاءات لميس بعلي في أحد المقاهي في شارع الثلاثين ، انقضت عليهما جوقة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محاطين بأفراد من الشرطة واقتادوهما بسرعة إلى سيارتين منفصلتين من نوع الجمس (الجي أم سي) توجهتا بهما نحو أقرب مركز للهيئة . هناك تم أخذ كل من لميس وعلي في غرفة على حده ، وبدأ التحقيق معهما . لم تستطع لميس تحمل الأسئلة الجارحة التي وُجهت إليها ، راحوا يسألونها عن تفاصيل علاقتها بعلي بفظاظة ، ويسمعونها كلمات تخجل من التلفظ بها أمام أقرب صديقاتها ، فانهارت باكية بعد أن جاهدت ساعات لتبدو واثقة من نفسها ومقتنعة بفعلها الذي لا تعتقد أن فيه ما يشين ، وفي الغرفة المجاورة كان المحقق يضغط على علي الذي فقد أعصابه أمام ادعاءات الرجل بأن لميس قد اعترفت بكل شيء وأن لا مجال أمامه للإنكار. اتصل مسؤولو الهيئة بوالد لميس وأخبروه أنه قد تم ضبط ابنته مع شاب في أحد المقاهي وتم ترحيلها للسجن وعليه أن يأتي لاستلامها بعد أن يوقع تعهداً بعدم تكرارها لهذا الفعل المخل بالآداب مرة أخرى . جاء والدها مصفر الوجه . وقع التعهدات المطلوبة عن ابنته قبل أن يُسمح له باصطحابها للمنزل . في طريق عودتهما حاول الأب كتم غيظه وتهدئة ابنته المنتحبة قدر المستطاع . وعدها ألا يخبر والدتها وأختها عما حصل ، على ألا تعود للقاء زميلها هذا خارج مبنى الجامعة مرة ثانية . صحيح أنه يسمح لها بالخروج وحيدة مع أبناء عمومتها وأبناء أصدقائه وصديقات والدتها في جدة ولكن ، جدة غير ! شعرت لميس بالشفقة على علي بعد أن سمعت الشرطي يهمس في أذن والدها في مبنى الهيئة أنهم اكتشفوا أن الفتى الذي كان معها من الرافضة ، وأن عقابه سوف يكون أقسى بكثير من عقابها هي . لأول مرة تجد في الرياض اضطهاداً لفئة من المواطنين أكثر من اضطهادهم لأهل الحجاز . انقطعت علاقة لميس بعلي منذ ذلك اليوم ، كما انقطعت علاقتها بأخته فاطمة ، التي استمرت تجحدها بنظرات حارقة كلما التقت عيناهما وكأنها تحملها مسؤولية ما حدث . مسكين علي . لقد كان شاباً لطيفاً ، وبصراحة ، لو لم يكن شيعياً ، لكانت أحبته !
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:49 PM   #10
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(24)

فراس : الرجل شبه الكامل! للنساء غرائز تحبب إليهن القسوة ، وقد فعلنا نحن الرجال كثيراً لتحريرهن ، فأبين إلا أن يكن لنا عبيداً ، وإلا أن نكون لهن أسياداً . أوسكار وايلد لقد مللت من الردود تتنبأ بشخصيتي بعد كل إيميل ! هل هذا حقاً ما يهمكم بعد كل ما كتبت ؟ أن أكون قمرة أو ميشيل أو سديم أو ليمس ؟ أولكْ كبروا عقولاتكون شوي !

** قالت سديم لقمرة بحماسة : - ما كنت عارفة إن الشوبنج للبيبي ممتع كذا ! يا لبّي سلّم (يا ربي سلم)! حاجاتهم مرة كيوت ! بس لو الله يهديك ورتضين تشوفين بالسونار البيبي ولد ولا بنت كان عرفنا وش نشتري له من ملابس ! مع انشغال أختي قمرة الأكبر منها – نفلة وحصة - بزوجيهما وأبنائهما ، وانشغال أختها شهلاء طالبة الثانوية العامة بدراستها وامتحاناتها اقترحت سديم على قمرة أن تذهب معها لشراء مستلزمات الوليد المنتظر ، وفي بعض الأيام عندما تشتد على والدة أم قمرة آلام الروماتيزم ، كانت سديم تصطحب صديقتها بدلاً منها لمراجعة طبيبة النساء والولادة لمتابعة تطورات الحمل . - لاحقين ، بعدين ما تفرق . خلينا نشتري الأشياء الأساسية والباقي بعد الولادة . - يا برودك ياختي ! أنا لو منك كان ما قدرت أصبر إلى أن يقولون لي ! وانتِ تجيك الدكتورة إلى حد عندك وتولين لها ما أبغي أشوف ! - يا سديم انتِ مانتِ فاهمة . أنا ماني متحمسة لهذا البيبي ! هذا البيبي بيجيني ويغير كل حياتي . بعده مين بيرضى يتزوجني ؟ خلاص يعني ؟ با عيش باقي حياتي مرتبطة بهالولد اللي أبوه ما يبه ولا يبي أمه ؟! يروح راشد يعيش حياته حر ومن غير قيود ويحب ويتزوج ويسوي كل اللي يبغاه وأنا أعيش في هم ونكد باقي عمري!! ما أبغي هالبيبي يا سديم ! ما أبغاه ! تنخرط قمرة في بكاء يائس داخل السيارة وهما في طريقهما لمنزل قمرة ، وتعجز سديم عن إيجاد الكلمات المقنعة لمواساتها . لو أن قمرة عادت للدراسة معها في الجامعة ! لكنها أصرت على كسلها . جسمها الذي كان يُضرب به المثل في النحول حتى كان الجميع يسميها (أم العصاقيل) أصبح مكتنزاً بالشحوم من كثرة الخمول وقلة الحركة ! لابد وأنها تعاني من الملل وهي حبيسة المنزل ، حتى أختها شهلاء التي تصغرها كانت أكثر حرية منها بحكم أنها (ليست مطلقة) وموضي ابنة عمتها الآتية من القصيم للسكن معهم بعد أن التحقت بكلية في الرياض لا تكف عن مضايقتها بانتقاداتها لنمص الحواجب وعباءة الكتف التي ترتديها قمرة عوضاً عن عباءات الرأس الساترة ، أما أكبر إخوتها الذكور ، محمد وأحمد فكل منهما مشغول بأصدقائه ومغامراته مع الفتيات اللواتي (يرقمهن) كل يوم ، لم يتبق لها من يؤنسها سوى نايف ونواف اللذين لم يتعديا سن العاشرة والثانية عشرة . ماذا تقول سديم لقمرة وكيف تسري عنها ؟ ليس هناك أسوأ ممن يدعي مواساة حزين وجداول السعادة تترقرق في عينيه ! لو أنها تستطيع تصنع التعاسة على الأقل ! ولكن كيف تستطيع ذلك ومعها فراس ؟! لقد استجاب الله دعاءها وأهداها فراس من عنده . كم تضرعت لله بعد انفصالها عن وليد حتى يعيده إليها ! بعد أن تعرفت على فراس صارت حرارة دعائها تخفت تدريجياً ، حتى تحول الدعاء من رغبة في عودة وليد إلى دعاء لتقرب فراس . لم يكن فراس رجلاً عادياً ! كان مخلوقاً رائعاً يستحق منها أن تشكر الله عليه ليلاً ونهاراً . ما الذي ينقصه ؟ لابد وأن شيئاً من ينقصه ، أو أن ثمة أمر يعيبه ! لا يمكن لبشر أن يكتمل إلى هذا الحد ! فالكامل وجه الله !! لكنها عاجزة عن إدراك هذا النقص ، واكتشاف هذا العيب . الدكتور فراس الشرقاوي ، صاحب المركز المرموق ومستشار علية القوم ، الدبلوماسي المثقف ، صاحب العلاقات الاجتماعية المميزة . الشخصية القوية التي تقود ولا تقاد ، تحكم ولا تُحكم ، العقلية الفذة التي تثمر يومياً عن قرارات مدروسة ، تثبت بسرعة نجاحها وحكة صاحبها . سرعان ما ذاع صيت فراس بعد عودته من لندن ، وصارت صوره تتصدر صفحات الصحف والمجلات ، بصفته مستشاراً في الديوان الملكي . كانت سديم تشتري نسختين من كل صحيفة أو مجلة تحوي لقاءً معه أو خبراً أو صورة ، نسخة لتحتفظ بها ، والأخرى من أجله ، فمشاغله اليومية تمنعه من متابعة أخباره على الصحف والمجلات ، وأهله كما استشفت منه ليسوا بحريصين كثيراً على قراءة الجرائد وتتبع أخباره فيها ، فأبوه (الشايب) كما يسميه رجل طاعن في السن يعاني الكثير من المشاكل الصحية ، وأمه ربة منزل لا تحسن القراءة ولا الكتابة ، وأخواته البنات آخر همهن السياسة وأعلامها . رفعت ظروفه العائلية من قدره في عينيها ، هذا هو الرجل المكافح الذي صنع كل شيء من لا شيء وسيصل يوماً بجهده وحده إلى أعلى المناصب ! كانت حريصة على أن تقرأ له كل ما يُكتب عنه ، وصنعت له سراً دفتراً مليئاً بقصاصات عنه ، لتهديه إياه في يوم زفافهما . لم تتسرع في تفكيرها وتخطيطها ، حتى نحن صديقاتها لم نعتقد أنها تسرعت في ذلك ! بدا الأمر محتوماً بالنسبة للجميع ، لها ولنا وله . كانت تلميحاته واضحة لا غبار عليها ، ومع أنه لم يذكر الزواج صريحاً ، إلا أن الفكرة كانت تدور في باله منذ يوم عمرته . من داخل الحرم اتصل بها ، كان في رحلة رسمية لأداء العمرة مع بعض الشخصيات المهمة ، سألها عما تود منه الدعاء لها به . - ادعُ لي إن الله ينولني اللي بقلبي ، وانت عارف (اللي بقلبي)! أخبرها بعد أيام أن اعترافها الخجول ذلك اليوم أغرق قلبه في بحر من اللذة التي لم يشعر بمثلها من قبل . بعد جرأتها معه تجرأ هو في أفكاره وبدأ يبحر بخياله منذ ذلك اليوم نحو الارتباط بها . كشف لها عن إحساسه بانجرافه الشديد نحوها وهو الرجل الرصين الذي يحسب لكل خطوة من خطواته ألف حساب ، وصار لا يخفي غيرته عليها وحرصه على معرفة كل ما يدور في حياتها . أقر لها بأنها الوحيدة التي استطاعت أن تتسرب إلى حياته وتعبث بجدوله اليومي الدقيق وتحرضه دون جهد منها على السهر وإهمال أعماله وتأجيل مواعيده في سبيل قضاء أكبر وقت معها على الهاتف ! كان الغريب في فراس التزامه بالدين على الرغم من قضائه ما يزيد عن عشر سنوات في الخارج ، فهو لم يبدو متأثراً بالتحرر الغربي أو متأففاً من أوضاع البلد كغيره ممن يقضي بضع سنوات في الخارج فيصبح كارهاً لكل شيء في بلاده ، حتى مع كونه من أشد المعجبين به والمدافعين عن سياسته قبل السفر ! . لم تتبرم بمحاولاته للتأثير عليها ، بل على العكس ، وجدت في نفسها ميلاً قوياً واستعداداً لتقبل جميع أفكاره واعتناقها ، خاصة وأنه لم يكن صريحاً في محاولاته ، وهذا ما أعبجبها! مجرّد تأخير لمكالمة ما قبل النوم اليومية حتى تتوافق وموعد صلاة الفجر ، وتلميح بريء حول الحجاب كذلك الذي قام به وهما على متن الطائرة ، وتحذير غيور من مضايقات الشباب الذين يلاحقون الفتيات الكاشفات أوجههن في الأسواق . هكذا وبالتدريج ، جهدت سديم في سبيل الاقتراب من الكمال حتى يحق لها الارتباط بفراس ، الأقرب منها بكثير إلى الكمال ! لم يُشعرها فراس يوماً بأنها بحاجة لبذل الجهد في سبيل الوصول إليه ، كان هو الأحرص على الاتصال بها والقرب منها . كان لا يُسافر إلا بعد أن يطلعها على جهة سفره وموعده ويملي عليها عناوين وأرقاماً يمكنها الاتصال به عليها إن تعذر عليه هو الاتصال لطمأنتها . كان الهاتف هو المتنفس الوحيد تقريباً للحب الذي جمع سديم بفراس ، مثل كثير من الأحباء في بلدهما ، لكن أسلاك الهاتف في هذه البلاد كانت قد اتسعت أكثر من غيرها في البلدان الأخرى لتتحمل كل ما يسري فيها من قصص العشاق وتنهداتهم وتأويهاتهم وقبلاتهم التي لا يمكنهم ( أو هم لا يريدون ، نظراً للتعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية ) استراقها على أرض الواقع . شيء وحيد كان ينغص على سديم هناءها وسعادتها ، علاقتها السابقة بوليد . سألها فراس عن ماضيها في بداية علاقتهما فانطلقت تخبره كل شيء عن وليد ، كبوة ماضيها الوحيدة التي تخفي جراحها عن الجميع . استزادها وتعمق في التفاصيل لكنه بعد الشرح بدا متفهماً وحنوناً ، إلا أن ما أربكها هو طلبه ألا تحدثه عن هذا الموضوع مرة أخرى ت! هل أزعجه الحديث عن ماضيها إلى هذه الدرجة ؟ مع أنها كانت تود لو يقلب صفحات قلبها بنفسه كل ليلة حتى يتأكد من خلوه من كل شيء سواه . ودت لو شاركته كل ما في نفسها ، لكنه كان صارماً في قراره كالعادة ، فصار وليد الشيء الوحيد الذي لا يمكن لها مناقشته مع نفسها ، فراس ! - طيب وانت يا فراس ؟ ما كانت لك تجارب سابقة ؟ لم يكن سؤالاً بغرض التحقيق أو التنقيب عن جرح في قلبه يقابل جرحها ويساويه بهذا ! كان حبها لفراس أكبر من أن يتأثر بماض أو حاضر أو مستقبل ، وكانت ستظل الأبعد بينهما دائماً عن الكمال ! كانت مجرد محاولة فضولية ساذجة للعثور على خدش في ركبة فراس يبت لها أن بشر مثلها ! - لا تسأليني هذا السؤال مرة ثانية إن كنت حريصة علي . ومن أحرص منها عليه ؟ لا كان سؤالاً ولا كانت هي وليذهب الفضول إلى الجحيم!!.
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd