:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-01-2007, 01:33 AM   #1
نواس2006
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Dec 2006
رقم العضوية: 30223
المشاركات: 69
عدد المواضيع: 63
عدد الردود: 6


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
نواس2006 is on a distinguished road

نواس2006 غير متصل
افتراضي الجبهة الإعلامية تقدم :: دُروسٌ في العَقِيدَة (مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ للمُجَاهِدينَ) -7 -

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



دُروسٌ في العَقِيدَة

(مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ للمُجَاهِدينَ في سَبِيلِ الله في أرض العراق)

أعدّ هذه الدروس/ عبد العزيز بن محمّد (أبو أسامة العراقي)

الدرس السابع (ذو الحجّة 1427 للهجرة)


إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئات أعمالنا.مَن يهده الله فلا مُضلّ له،ومَن يُضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
أمّا بعد.
بيّنا في الدرس السابق أنّ التوحيد هو ملّة الناس كلّهم قبل أن يختلفوا.ثمّ حدث الشرك بسبب الغلوّ في الصالحين.فلمّا فسد دين بعض الناس وتغيّرتْ فطرتهم بعث الله تعالى الرسل بصلاحها وردّها إلى ما خُلقت عليه، فكان نوح عليه الصلاة والسلام أوّل رسول بعثه الله تعالى بالدعوة إلى التوحيد.


توحيد الإلهيّة هو أوّل الدين وآخِره

وهو الغاية المطلوبة مِن الخَلْق والأمْر

إعلمْ رحمك الله أنّ التوحيد هو أوّل الدين وآخره، وباطنه وظاهره، وهو إثبات الإلهيّة لله تعالى وحده، بأنْ يُشْهَد أنْ لا إله إلا الله، لا يُعبد إلا إيّاه، ولا يُتَوكّل إلا عليه، ولا يُوالى إلا له، ولا يُعادى إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله، وذلك يتضمّن إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه مِن الأسماء والصفات.
قال تعالى (وإلهُكُم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) [ألبقرة:163].
وقال تعالى (وقال الله لا تتّخذوا إلهَيْن اثنين إنّما هو إلهٌ واحدٌ فإيّايَ فارْهَبون) [ألنَّحْل:51].
وقال تعالى (ومَن يَدْعُ مع الله إلهاً آخَرَ لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يُفلِح الكافرون) [ألمؤمنون:117].
والتوحيد هو الغاية التي خلق الله تعالى لها الخلق كما قال الله تعالى (وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا لِيَعبدون) [ألذاريات:56].
وهو دين الأنبياء والرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام كما قال تعالى (وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون) [ألأنبياء:25].

قال ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (2/165):
(فأخبر سبحانه أنّه يوحي إلى كلّ رسول بِنَفي الألوهيّة عمّا سواه وإثباتها له وحده).
وهو أوّل دعوتهم عليهم الصلاة والسلام، فكلّ رسول يفتتح دعوته لقومه بقوله: أُعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره.كما في سورة الأعراف وهود وغيرهما.
ومقصود دعوة الرسل مِن أوّلهم إلى آخرهم هو الدعوة إلى التوحيد، وليكون الدين كلّه لله، ولتكون كلمة الله هي العليا.فالتوحيد هو الغاية المطلوبة مِن إرْسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى (واْسْأَلْ مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا أَجَعَلْنا مِن دون الرحمن آلهةً يُعْبَدون) [ألزخرف:45].
وقال تعالى (ولقد بعثنا في كلّ أُمّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمِنهم مَن هدى الله ومِنهم مَن حَقّتْ عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين) [ألنَّحْل:36].
وقال تعالى (شَرَع لكم مِن الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أنْ أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كَبُرَ على المشركين ما تدعوهم إليه) [ألشورى:13].
وقال تعالى (إنّ هذه أُمّتكم أُمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون) [ألأنبياء:92].
وقال تعالى (يا أيّها الرسل كُلُوا مِن الطيّبات واعملوا صالحاً إنّي بما تعملون عليم وإنّ هذه أُمّتكم أُمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون) [ألمؤمنون:51ـ52].
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما في قوله تعالى (وإنّ هذه أُمّتكم أُمّةً واحدةً) أي: دينكم دين واحد.
وقال قتادة: أي دينكم دين واحد.وربّكم ربٌّ واحد.
وقال الحسن: بيّن لهم ما يتّقون وما يأتون، ثمّ قال: إنّ هذه سنّتكم سنّة واحدة.
نقله عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (14/184،185).
فالتوحيد هو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو الدين الذي أرسلهم الله به إلى جميع الأُمم.
فجميع الكتب السماويّة وجميع الرسل دَعَوا إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ونَهَوا عن الشرك والتنديد، وخصوصاً نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.وهذا القرآن العظيم فإنّه أمر به وفرضه وقرّره أعظم تقرير، وبيّنه أعظم بيان، وأخبر أنّه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد.وجميع الأدلّة النقليّة والعقليّة والأفقيّة والنفسيّة والفطريّة هي براهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه.فالتوحيد هو حقّ الله الواجب على العبيد، وهو أصل الأصول، وأساس الأعمال.
قال الله تعالى (لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره) [ألأعراف:59].
فالأمر بإفراد الله تعالى وحده بالعبادة هو دعوة أوّل رسول بعد حدوث الشرك في بني آدم كما مرّ معنا في الدرس السابق.
وقال هود عليه الصلاة والسلام لقومه: (اعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره) [ألأعراف:65] [هود:50].
وقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: (اعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره) [ألأعراف:73] [هود:61].
وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: (اعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره) [ألأعراف:85] [هود:84].
وقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه: (إنّي وَجَّهْتُ وجهيَ للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا مِن المشركين) [ألأنعام:79].
وقال تعالى عن إبراهيم الخليل (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني بَراءٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنّه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في عَقِبِه لعلّهم يرجعون) [ألزخرف:26ـ28].
وقال تعالى عنه (قال أَفَرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقْدَمون فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين) [ألشعراء:75ـ77].
وقال تعالى (قد كانت لكم أُسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا بُرَءاؤُاْ مِنكم ومما تعبدون مِن دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تُؤمنوا بالله وحده) [ألممتحَنة:4].
وقال تعالى لِلنبيّ صلّى الله عليه وسلّم (قل إنّي أُمِرتُ أنْ أعبد الله مخلصاً له الدين وأُمِرتُ لأنْ أكون أوّل المسلمين قل إنّي أخاف إنْ عصيتُ ربّي عذاب يومٍ عظيم قل اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم مِن دونه) [ألزُمَر:11ـ15].

وقال تعالى (قل يا أيّها الناس إنْ كنتم في شكٍّ مِن ديني فلا أعبد الذين تعبدون مِن دون الله ولكنْ أعبدُ الله الذي يَتَوَفّاكم وأُمِرتُ أنْ أكون مِن المؤمنين) [يونس:104].
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (أُمِرْتُ أنْ أُقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فَعَلوا ذلك عصموا مِنّي دماءهم وأموالهم إلا بِحَقّ الإسلام وحسابهم على الله).[ رواه البخاريّ (1/13) ومسلم (1/212ـ ألشرح) ].
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (بُعِثْتُ بين يدي الساعة بالسيف حتّى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجُعل الذلّ والصغار على مَن خالف أمري، ومَن تشبّه بِقومٍ فهو مِنهم).[ رواه الإمام أحمد في المسند (2/92،50) وحسّنه الشيخ الألباني رحمه الله في (إرواء الغليل) (5/109) وهو في صحيح الجامع برقم (2831) ].
ولمّا سأل هِرَقْلُ أبا سفيان عن دعوة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال: (ماذا يأمركم ؟ فقال له أبو سفيان: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشركُ به شيئاً، وينهانا عمّا كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصَّدَقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة.[ وفي رواية عند البخاريّ 1/6 : يقول اعبدوا الله وحده ولا تُشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصِّدْق والعفاف والصِّلة ].
ثمّ قال له هِرَقْل: وسألتك بماذا يأمركم ؟ فزعمتَ أنّه يأمركم أنْ تعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئاً، وينهاكم عمّا كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة والصِّدْق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة.قال ـ يعني هِرَقْل ـ : وهذه صفة النبيّ).[ رواه البخاريّ (4/56،57) ].
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا بَعَث معاذاً رضي الله عنه على اليمن قال: (إنّك تَقْدَم على قومٍ أهل كتاب فلْيكن أوّلَ ما تدعوهم إليه عبادة الله) تتمّة الحديث.[ رواه البخاريّ (2/147) ومسلم (1/199) ].
وفي رواية عند البخاريّ (2/130) ومسلم (1/196ـ197ـ الشرح): (أُدعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله).
وفي رواية عند البخاريّ (9/140): (فلْيكن أوّلَ ما تدعوهم إلى أنْ يُوَحّدوا الله تعالى).
فكلّ الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أَمَروا بعبادة الله وحده لا شريك له.والأمرُ بالتوحيد هو فاتحة دعوتهم.
وقال تعالى عن أهل الكهف (إنّهم فتيةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربّنا ربّ السموات والأرض لن ندعوَ مِن دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شَطَطاً هؤلاء قومنا اتّخذوا مِن دونه آلهةً لَوْلا يأتون عليهم بسلطانٍ بيّن فمَن أظلم ممّن افترى على الله كذباً) [ألكهف: 13ـ15].
فتبيّن أنّ التوحيد هو الغاية مِن الخلق والأمر كما ذكرنا، ولا يدخل الرجل في الإسلام إلا بهذا التوحيد.فلا تكفي الشهادة بتوحيد الربوبيّة، فقد شهد به المشركون فما أدخلهم في الإسلام.
قال الإمام ابن أبي العزّ رحمه الله في (شرح العقيدة الطحاويّة) (85):
(فَلَوْا أقرّ رجل بتوحيد الربوبيّة الذي يقرّ به هؤلاء النظّار، ويفنى فيه كثير مِن أهل التصوّف، ويجعلونه غاية السالكين، كما ذكره صاحب منازل السائرين وغيره، وهو مع ذلك إنْ لم يعبد الله وحده ويتبرّأ مِن عبادة ما سواه: كان مشركاً مِن جنس أمثاله مِن المشركين).
وقد بيّنا في الدرس الخامس أنّ توحيد الربوبيّة لا يكفي وحده في حصول الإسلام، فلْيُراجَع.
وقال تعالى عن المشركين: (أجَعَل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لَشَيءٌ عُجَاب) [ص:5].
وقال تعالى (وإذا ذكرتَ ربّك في القرآن وحده وَلَّوا على أدبارهم نُفُوراً) [ألإسراء:46].
وقال تعالى (وإذا ذُكِرَ الله وحده اشْمَأَزَّتْ قلوب الذين لا يُؤمنون بالآخرة وإذا ذُكِرَ الذين مِن دونه إذا هم يستبشرون) [ألزُمَر:45].
وقال تعالى (إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أَئِنّا لَتَارِكوا آلهتنا لِشاعرٍ مجنون) [الصافّات:35ـ36].
فهذه الآيات تبيّن حقيقة دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه أمر بإفراد الله تعالى بالعبادة ونهى عن الشرك بالله.


التوحيد هو الدين الذي لا يقبل الله عزّ وجلّ غيره

وهذا التوحيد العظيم هو الدين الذي لا يقبل الله مِن الأوّلين والآخِرين غيره، وهو الفارق بين الموحّدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة.فمَن لم يأتِ به كان مِن المشركين الخالدين في النار، فإنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لِمَن يشاء. وبه افترق الناس إلى مؤمنين وكفّار، وسُعَداء أهل الجنّة وأشقياء أهل النار، كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (مَن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة) [ رواه أبو داود (2/207) والحاكم (1/351) وأحمد (5/233) وحسّنه الشيخ الألبانيّ رحمه الله في (إرواء الغليل) (3/149) ].
وقال عليه الصلاة والسلام (مَن مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنّة) [ رواه مسلم (1/218 ـ ألشرح) ].
وكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (أُمِرْتُ أنْ أُقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فَعَلوا ذلك عصموا مِنّي دماءهم وأموالهم إلا بِحَقّ الإسلام وحسابهم على الله) [ رواه البخاريّ (1/13) ومسلم (1/212ـ ألشرح)].


التوحيد هو الدين الذي فَطَر الله عليه الناس

وهذا التوحيد هو الدين الذي فطر الله تعالى عليه الناس كلّهم.كما قال تعالى (فَأَقِمْ وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لِخَلْق الله ذلك الدين القَيِّم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون مُنِيْبِيْن إليه واتّقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا مِن المشركين مِن الذين فَرَّقوا دينهم وكانوا شِيَعاً كلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهم فَرِحون وإذا مَسَّ الناس ضرٌّ دَعَوا ربّهم مُنِيْبِيْن إليه ثمّ إذا أذاقهم مِنه رحمةً إذا فريقٌ مِنهم بِرَبّهم يُشركون لِيَكفروا بِما آتيناهم فتمتّعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلّم بِما كانوا به يُشركون) [ألروم:30ـ35].

وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (ما مِن مَوْلودٍ إلا يولَد على الفطرة، فأَبَواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه، كما تُنْتَج البهيمةُ بهيمةً جَمْعاء، هل تُحسّون فيها مِن جَدْعاء، حتّى تكونوا أنتم تَجْدَعونها) [ رواه البخاريّ (6/143) (8/153) ومسلم (16/207ـ ألشرح) (16/210) ].
وروى مسلم (16/210ـ ألشرح) عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (ما مِن مَولودٍ يولَد إلا وهو على المِلّة [ وفي رواية: إلا على هذه المِلّة ] حتّى يُبَيِّن عنه لسانه).
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: (وإنّي خلقتُ عبادي حُنَفاء كلّهم وإنّهم أَتَتْهم الشياطين فاجْتَالَتْهم عن دينهم وحَرَّمَتْ عليهم ما أحْلَلْتُ لهم وأَمَرَتْهم أنْ يُشركوا بي ما لم أُنزل به سلطاناً) [ رواه مسلم (17/197ـ ألشرح) ].
واعلمْ أنّ معنى قوله تعالى (لا تبديل لِخَلْق الله) ما ذكره الإمام ابن القيّم فقال في (إغاثة اللهفان) (2/226ـ228):
(أيْ: نَفْسُ خَلْق الله لا تبديل له، فلا يخلق الخلق إلا على الفطرة، كما أنّ خلقه للأعضاء على السلامة مِن الشَّقِّ والقطع، ولا تبديل لِنفس هذا الخلق.ولكن يقع التغيير في المخلوق بعد خلقه، كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (كلُّ مَوْلودٍ يولَد على الفطرة، فأَبَواه يُهَوِّدانه ويُنَصِّرانه ويُمَجِّسانه، كما تُنْتَجُ البهيمة جَمْعاء، هل تُحسّون فيها مِن جَدْعاء، حتّى تكونوا أنتم تَجْدَعونها).
فالقلوب مفطورة على حُبّ إلهها وفاطرها وتأليهه.فصَرْف ذلك التأَلُّه والمحبّة إلى غيره تغييرٌ للفطرة.
ولمّا تغيّرتْ فِطَر الناس بعث الله الرسل بِصلاحها وردّها إلى حالتها التي خُلِقتْ عليها، فمَن استجاب لهم رجع إلى أصل الفطرة، ومَن لم يستجب لهم استمرّ على تغيير الفطرة وفسادها) انتهى كلام ابن القيّم رحمه الله.


التوحيد أعظم العدل وأعظم الحسنات وهو أصل صلاح الناس

ولا يرغب عنه إلا أَسْفَه الناس

وهذا التوحيد أعظم العدل.وضدّه وهو الشرك أعظم الظلم.كما قال تعالى (إنّ الشرك لظلمٌ عظيم) [لقمان: 13].
والتوحيد أعظم الحسنات.والشرك أعظم السيّئات.كما في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيُّ الذنب أعظم عند الله ؟ قال: أن تجعل لله ندّاً وهو خَلَقَك.قال قلتُ له: إنّ ذلك لَعظيم) تتمّة الحديث.[ رواه البخاريّ (6/22) ومسلم (2/80ـ ألشرح) ].
والتوحيد أعظم الصلاح، وهو أصل صلاح الناس.والشرك أعظم الفساد، وهو أصل فساد الناس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (18/98):
(فأصل الصلاح: التوحيد والإيمان.وأصل الفساد: الشرك والكفر.كما قال عن المنافقين: (وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مُصلحون ألا إنّهم هم المُفسدون ولكن لا يشعرون) [ألبقرة:11ـ12].
وذلك أنّ صلاح كلّ شيء أن يكون بحيث يحصل له وبه المقصود الذي يُراد مِنه) ـ إلى أن قال ـ : (والله تعالى إنّما خلق الإنسان لعبادته.وبَدَنُه تَبَعٌ لقلبه، كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح: (ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحتْ صلح لها سائر الجسد.وإذا فسدتْ فسد لها سائر الجسد.ألا وهي القلب) [ رواه البخاريّ (1/20) ومسلم (11/28ـ ألشرح).وصلاح القلب في أنْ يحصل له وبه المقصود الذي خُلق له مِن معرفة الله ومحبّته وتعظيمه.وفساده في ضدّ ذلك.فلا صلاح للقلوب بدون ذلك قطّ).
ولا يرغب عن هذا التوحيد ـ الذي هو ملّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ـ إلا أسْفَه السفهاء، كما قال تعالى (ومَن يرغب عن ملّة إبراهيم إلا مَن سَفِه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنّه في الآخرة لَمِن الصالحين إذ قال له ربّه أَسْلِمْ قال أَسْلَمتُ لِرَبّ العالمين) [ألبقرة:130ـ131].
وهذا التوحيد هو الذي تضمّنه قوله تعالى (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) وقوله تعالى (فاعْبُدْه وتوكّل عليه وما ربّك بِغافلٍ عمّا تعملون) [هود:123].وقوله تعالى (فإنْ تَوَلَّوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكّلتُ وهو ربّ العرش العظيم) [ألتوبة: 129].وقوله تعالى (ربُّ السموات والأرض وما بينهما فاعْبُدْه واصْطَبِرْ لِعبادته هل تعلم له سَمِيّاً) [مريم:65].وقوله تعالى (عليه تَوَكّلْتُ وإليه أُنِيْب) [هود:88].وقوله تعالى (وتَوَكّلْ على الحَيِّ الذي لا يموتُ وسَبِّحْ بِحَمْده وكفى به بِذُنوب عباده خبيراً) [ألفرقان:58].وقوله تعالى (واعبدْ ربّك حتّى يأتِيَك اليقين) [ألحِجْر:99].وقوله تعالى (يا أيّها الناس اعبدوا ربّكم الذي خلقكم والذين مِن قبلكم لعلّكم تتّقون) [ألبقرة:21].
ومثل ما تضمّنَتْه سورة (قل يا أيّها الكافرون).وقوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تَعَالَوا إلى كَلِمةٍ سَواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نُشركَ به شيئاً ولا يتّخذَ بعضنا بعضاً أرْباباً مِن دون الله فإنْ تَوَلَّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون) [آل عمران:64].وغيرها كثير.
وهذا التوحيد هو معنى قول: (لا إله إلا الله).فإنّ الإله هو المَأْلُوْه المعبود بالمحبّة والخشية والرجاء والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة.


التوحيد هو أوّل ما يدخل به في الإسلام

وهو أوّل واجب وآخِر واجب

وهذا التوحيد هو أوّل واجب، لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشكّ كما هي أقوال لأهل الكلام المذموم الذين لم يَدْروا ما بعث الله به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مِن معاني الكتاب والحكمة.فهو أوّل واجب وآخر واجب، وأوّل ما يدخل به في الإسلام، كما في الحديث الذي رواه البخاريّ (1/13) ومسلم (1/212ـ الشرح) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (أُمِرْتُ أنْ أُقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فَعَلوا ذلك عصموا مِنّي دماءهم وأموالهم إلا بِحَقّ الإسلام وحسابهم على الله).

وهو آخر ما يخرج به مِن الدنيا، كما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (مَن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة).[ رواه أبو داود (2/207) والحاكم (1/351) وأحمد (5/233) وحسّنه الشيخ الألبانيّ رحمه الله في (إرواء الغليل) (3/149) ].
وقد أفصح القرآن عن التوحيد كلّ الإفصاح، وأَبْدأَ فيه وأعاد، وضرب لذلك الأمثال.



********
وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن الله صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..


يمكنكم إرسال مشاركاتكم وإقتراحاتكم على بريد الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
http://gimf.arabform.com
***
طريقة الإرسال عبر الرسائل المشفرة مشروحة بالتفصيل في الكتاب الإلكتروني الموجود في هذا الرابط
ومرفق معه المفتاح العام الخاص بالجبهة الإعلامية



http://www.rean11.com/up/nn1n.com_1033904915.rar
http://d.turboupload.com/d/1030016/jabha.rar.html[/URL]
http://www.menoo.de/download.php?id=1A76262C[/URL]
***
البرنامج الخاص بالتشفير WinPT
http://prdownloads.sourceforge.net/winpt/winpt-install-1.0rc2.exe?download
***
البصمة الرقمية للمفتاح العام
0562 C4BB 66A8 2EE8 6608 43A7 9F7C 4827 B271 AA11
Type: Key Pair
Key ID: 0xB271AA11
Algorithm: DSA/ELG
Size: 1024/1792
Created: 2006-04-10
--------------------------------------------


الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
Global Islamic Media Front
والله اكبر- ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
رصد لأخبار المجاهدين وتحريض للمؤمنين

 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجبهة الإعلامية تقدم :: نشرة ((:: صدى الرافدين ::)) - العدد الثامن عشر نواس2006 ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 0 25-12-2006 03:37 AM
الجبهة الإعلامية تقدم :: دُروسٌ في العَقِيدَة (مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ للمُجَاهِدينَ) -6- نواس2006 ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 1 18-12-2006 01:32 PM
الجبهة الإعلامية تقدم :: نشرة ((:: صدى الرافدين ::)) - العدد السابع عشر نواس2006 ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 0 18-12-2006 05:13 AM
الجبهة الإعلامية تقدم :: مجلة ((:: صدى الجهاد ::)) - العدد الحادي العاشر نواس2006 ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 2 13-12-2006 01:43 PM
الجبهة الإعلامية تقدم :: نشرة ((:: صدى الرافدين ::)) - العدد السادس عشر نواس2006 ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 2 12-12-2006 02:29 PM


الساعة الآن 02:15 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd