الدجالون يعاودون رفع الستار

[محمد سعد]

	الفتاة الممسوخة مرة أخرى يرتفع الستار عن الفتاة الممسوخة ،وكأن المروجين ما شبعوا وزرا ،ولا ارتووا من ترويج إفك هو الإصرار على التجهيل وابعاد الناس عن خقيقة العلم "ولوحظ أن شائعة الفتاة الممسوخة قد انتشرت على نطاق واسع في العالم العربي " عبارة تثير أكثر من سؤال :لماذا العالم العربي بالذات؟ ولماذا سرى الخبر في العالم العربي سريان النار في الهشيم، ووجد في العقل العربي مبيضا دافئا للتفريخ والتناسل والتلون بألف لون وحجم وسبب نزول ؟لماذا دار أكثر من عربي حول نفسه ألف دورة خوفا من الدخان أن يعمي البصر بعد البصيرة ؟ عقولنا كعرب لم يبرحها الموتى فهم في أعمق التجاويف يستقرون ،وحيث إنهم ما عادوا أصحاب علم جديد أ ونظريات حديثة، ولا أصحاب أفكار وتوجهات وإنما موتى استحلوا نتانة الكفن ورطوبة التراب ثم تركوا أبخرة احلامهم تخطط وسلطة نصوصهم تردع وتلجم ،وعلى شواهد قبورهم كتبوا ناموس الحلال والحرام قدرا وقضاء مقضيا ،وهذا هو الصراط المستقبلي لفكر اللا حقين. علماؤنا من أمة العرب لم يعد يهمهم من دنياهم سوى أن تطولهم نفحات الدنيا وألا يركبوا حزنا إلا إذا أوصلهم لدنيا وحيث إنهم اتخذوا من المقابر مرجعية ومن التوفيق والتلقين منهجية حياة لم يعد يهمهم من واقعنا المتخلف غير الدخول في خصوصيات المرء وزوجه:أراد منها ورفضت له ، أما التصدي لظواهر الخرافة والدجل من زوايا دينية وعلمية واجتماعية فهذا ما يكتفون أمامه سوى بالتهليل والتكبير وترديد المحفوظ والموروث كذبا على الله وكأنهم صاروا عقله ولسانه ويده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهل حقا ما أثار حفيظة العرب غيرتهم على مصحفهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي هو سلام قولا من رب رحيم أم أن مكبوتهم هو ما أعلى الصرخة عسى العقل منهم يتنبه ويستفيق ثم يستجيب لمنطق العلم ومنطق الوجود ثم منطق الإرادة. لم يعد أمام العرب كبير وقت لتحريك عقولهم وتغيير طرق تفكيرهم محاولة لوضع أنساق وكيفيات للتصرف في الخبر الوارد كمعطى معرفي يجب تحويله إلى وقائع وعلاقات وأحداث علمية يتم التصدي لها بعقل العلماء الأحياء لا بعقل الموتى من صاروا رميما بلا إرادة.