![]() |
|
![]() |
![]() |
#1 |
¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨ ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله سنة الابتلاء الحمد لله الذي كتب البلاء على عباده المؤمنين، أحمده سبحانه جعل أشد الناس بلاء الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد الصابرين أفضل ما أعده لعباده المتقين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، قدوة الصابرين وإمام الشاكرين، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأعلام الأبرار الأئمة المهديين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أمّا بعد: فيا عبادَ الله، اتّقوا الله وابتَغوا إليه الوسيلةَ، وتوكّلوا عليه وأنيبُوا إليه، وأحسِنوا الظنَّ به، وادعُوه خوفًا وطمَعًا، واذكروا وُقوفَكم بَين يدَيه، ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أيّها المسلِمون، عندَما يَنزِل البَلاء وتحُلّ المِحَن وتدلهمّ الخطوب وتَعُمّ الرزايا تَضطرِب أفهامُ فَريقٍ مِنَ النّاس، وتلتاثُ عُقولُهم، وتطيش أحلامُهم، فإذَا بِهم يذهَلون عَن كثيرٍ منَ الحقّ الذي يَعلَمون، ويَنسَون منَ الصّواب ما لا يجهَلون، هنالك تقَع الحَيرة ويثور الشّكّ وتروج سوقُ الأقاوِيل وتُهجَر الحقائق والأصولُ وتُتَّبع الظّنون وما تهوى الأنفس ويُحكَم على الأمورِ بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتاب منير، ففي غَمرةِ الغفلةِ يَنسَى المرءُ أنَّ سنةَ الله في الابتلاءِ مَاضيةٌ في خَلقِه، وأنَّ قضاءَه بها نافِذٌ فيهم، وكيفَ ينسَى ذلك وهو يَتلو كتابَ ربِّه بالغداةِ والعَشيّ، وفيه بيانُ هذه الحقيقةِ بجلاءٍ لاَ خفاءَ فيه ووضوحٍ لا مزيدَ عليه، حيث قال سبحانَه: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إنّها ـ يا عبادَ الله ـ سنَّة ربانيّةٌ عامّة لم يَستَثنِ الله منها أَنبياءَه ورسُلَه مع علوِّ مقامِهم وشرفِ منزلتِهم وكرمِهم على ربّهم، بل جعَلهم أشدَّ الناس بلاءً كما جاءَ في الحديثِ الذي أخرجَه التّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه في سننهم وأحمد في مسنده وابن حبّانَ في صحيحه بإسنادٍ صحيحٍ عن سعدِ بنِ أبي وقّاص رضي الله عنه أنّه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ فقال رسولُ الله ![]() وقد نَزَل برسولِ الله ![]() عبادَ الله، إنّه لم يَكن عَجبًا أن ينهَجَ رَسول الله ![]() فعطاءُ الصبر إذًا هو خيرُ مَا يُعطى العبد من عطاءٍ كما جاء في الصّحيحين عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله ![]() ومِن حِكَم الابتلاء ـ أيّها الإخوة ـ تحقيقُ العبوديّة لله، فإنَّ الله تَعالى يُربِّي عَبدَه على السّرّاء والضّرّاءِ والنّعمةِ والبلاء، حتّى يستَخرجَ منه العبوديّة في جميعِ الأحوال، إذِ العبدُ على الحقيقةِ هو القائمُ بعبوديّة الله على اختِلافِ أحوالِه، أمّا عبدُ النِّعمة والسّرّاء وهُو الذي يعبُد اللهَ على حرفٍ، هو الشّكّ والقَلقُ والتّزلزل في الدّين، أو على حالٍ واحدة، فإِن أصابَه خيرٌ اطمأنّ به، وإن أصابَته فتنةٌ انقلبَ على وجهِه، فهذا ليسَ من عبيده الذين اختارَهم سبحانه لعُبوديّته وشرَّفهم بها ووَعدَهم بحسنِ العاقبةِ عليها. فالابتلاء ـ يا عبادَ الله ـ كيرُ القلوب ومحَكُّ الإيمان وآيةُ الإخلاصِ ودَليل التّسليم وشاهدُ الإِذعانِ للهِ، وهُو كالدّواء النّافع يسوقه إلى المريضِ طبيبٌ رَحيمٌ به ناصحٌ له عَليمٌ بمصلَحتِه، فحقُّ المريضِ العاقِل الصبرُ علَى تجرّع صابِهِ وعَلقمِه، ولا يتقيَّؤُه بالسّخَط والشّكوَى لئلاّ يتحوَّل نفعُه ضَررًا، ![]() ![]() فعَلى المسلمِ عندَ نزولِ البلاءِ أن يكونَ صابرًا على الخطوب قائمًا بأمر الله محتسِبًا أجرَه عند الله. ألا وإنَّ للصبر على البلاء أسبابًا تعين عليه وتذلِّل السّبيلَ إليه، منها صِدقُ اللّجوء إلى الله، وكمالُ التوكّل عليه، وشدّة الضّراعة إليه، وتمامُ الإنابة إليه، وصِدقُ التّوبَة بهجرِ الخطايا والتّجافي عنِ الذنوب، فقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (ما نزَلَ بلاءٌ إلا بذَنب، ولا رُفِع إلا بتوبة). وأيضًا عليه تحسينُ الظنِّ بالإخوَة في الدّينِ عَامّة وبِأهلِ العِلم والفضلِ خاصّة؛ بحملِ أقوالِهم وأعمَالِهم على أَحسنِ المحامِل وأجملِها، وعليه الرّجوع إلى الراسخين في العلم باستيضَاحِ ما يُشكل والسّؤالِ عما يُجهَل. وعَليه الحذرُ مِن الإعجاب بالرّأي، والبعدُ عَن التعجّل في إطلاقِ الأحكَام، والتسرّع في تفسير المواقف بمجرّد الهوى أو بالوقوعِ تحتَ تأثير ما يُسمَّى بالتّحليلات على اختِلافِ موضوعاتِها وتعدُّد مصَادرِها، لا سيّما حين تصدُر عَمّا لا يُعلَم كمالُ عقلِه ولا صِحّة مُعتقَده ولا سَلامَة مقصده ولا صِدق نصيحَتِه ولا صَفاءُ طويّته، ثم هي في الأعمّ الأغلَب علَى المصَالِح والمطَامِح والأهوَاء، ولذا يَشيعُ فيها الكَذِب والخطَأ والظلم. ويجبُ تركُ القيل والقال الذي كَرِهه الله لعبادِه كما أخبر بذلك رَسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() وإنَّه إذا كانَ حَريًّا بالمسلِم اتِّباعُ هذا النّهج الراشدِ السَّديد كلَّ حين فإنَّ اتباعَه له في أوقاتِ الشَّدائدِ وأزمِنةِ المِحن أشدُّ تأكّدًا وأقوَى وجوبًا وألزم امتثالاً، وصدقَ تعالى إذ يقول: ![]() ![]() نفَعني الله وإيّاكم بهديِ كتابهِ وبسنّة نبيِّه ![]() الخطبة الثانية: إنّ الحمدَ لله نحمده ونستَعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ لَه، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهَد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلّم عليه وعلى آله وصَحبِه. أمّا بعد: فيا عبادَ الله، اتّقوا اللهَ واعلَموا أنّكم مُلاقوه، وراقبوه وتوكّلوا عَليه، وأخلِصوا له، وحقِّقوا توحيدَكم، فإنَّ توحيدَ العبدِ ربَّه صمامُ الأمان وضَمانُ الفوزِ وأصلُ السَّعادةِ وسببُ دخولِ الجنّةِ والنّجاةِ من النّار. واعلَموا أنَّ خيرَ الحديثِ كِتاب الله، وخَيرَ الهدي هدي محمّد بن عبد الله، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلّ محدثةٍ بدعَة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النّار، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يدَ الله علَى الجماعة، ومَن شذّ شذّ في النّار. واذكروا على الدوام أنَّ الله تعالى قد أمَركم بالصلاة والسلام على خاتم النبيّين ورحمة الله للعَالمين، فقال سبحانه في الكتاب المبين: ![]() ![]() اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورَسولِك محمّد، وارضَ اللَّهمّ عن خلَفائه الأربعة... خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لفضيلة الشيخ : أسامة خياط بتاريخ : 16- 10-1426ه دمتم بحفظ الرحمن
اخوكم و محبكم في الله لطفي |
|
|
![]() |
#2 |
(مراقبة مجلس حلا للصور)
![]() ![]() |
![]()
لطفي
![]() ![]() |
|
|
![]() |
#3 | |||||||||
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]()
|
|||||||||
|
||||||||||
![]() |
#4 |
مراقبة قسم المال والاقتصاد
![]() ![]() |
![]()
اخي لطفي
جزاك الله كل خير وجعله من موازين حسناتك |
|
|
![]() |
#5 |
نائبة الإدارة ![]() ![]() |
![]() لطفي
بارك الله فيك وجزاك الله الخير وجعله في موازين حسناتك ان شاء الله |
|
|
![]() |
#6 |
(حلا نشِـط )
![]() ![]() |
![]()
لطفي
![]() نور الله قلبك بالايمان وجزاك الله خير لما نقلته لنا من فوائد وبارك فيك ونفعك بعلمك وجعل عملك خالصا لوجهه ودمت بتوفيقه وحفظه ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه ليوم 11 جمادي الاولى 1429 ((الحكم العظام في توقيت أهل الإسلام)) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 3 | 25-05-2008 09:24 PM |
خطبة الجمعة ليوم 27 ربيع الاول 1429 (( انصرام الأيام وفجأة الموت )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 3 | 10-04-2008 08:47 PM |
خطبة الجمعه ليوم 20 ربيع الاول 1429 (( الحلم عند الغضب )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 3 | 03-04-2008 03:40 PM |
خطبة الجمعة ليوم 24 محرم 1429 بعوان (( اليقين بهلاك اليهود الظالمين )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 8 | 05-02-2008 01:51 AM |
خطبة الجمعه ليوم 25 شعبان 1428 بعنوان ( اربعون وسيله لإستغلال رمضان ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 21-09-2007 08:18 PM |