:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-2006, 09:16 AM   #1
عاشق اليل
(حلا فعّال)
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Aug 2006
رقم العضوية: 27819
المشاركات: 380
عدد المواضيع: 244
عدد الردود: 136


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
عاشق اليل is on a distinguished road

عاشق اليل غير متصل
Post ((بنت القصيم)))

سلام عليكم


يكم



(عائلة عبدالله)
عبدالله الأب:
رجل أعمال دائماً منشغل بأعماله وسفراته قليلاً ما يمكث في المنزل,هادئ وحليم يحب ابنته كثيراً.
مشاعل الأم:
امرأة هادئة ولكنها تحمل شخصيه قويه ومن يراها لا يملك إلا أن ينفذ ما تريده طيبه لكنها لا تحب إظهار طيبتها دائماً شديدة التعامل مع أبنائها (يعني ما تترك لهم الحبل على الغارب).
ماجد الابن:
شاب يبلغ من العمر 23 عاماً يدرس في جامعة الملك سعود بالرياض إنسان طيب ومسالم لأقصى درجه ممكنه تربطه صداقه قويه بأخته ولا يستطيع أن يمنع لها رغبة أو يرفض لها طلباً.
أمل الابنة:
فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تدرس في الصف الثالث ثانوي شخصيتها تختلف عن أمها فهي إنسانه بشوشة ومرحه تتميز بخفة الدم وحب الحياة , من يجلس معها يحبها من أول مرة ويأنس لسماع أحاديثها إنسانه طموحه إلى أبعد الحدود.

(عائلة علي)
علي الأب:
يمتلك شركة كبيرة لصناعة الأجهزة الإلكترونية دائماً منشغل بأعماله وقلما يجد وقتاً للحديث أو التسلية منطو على نفسه كثيراً ربما بسبب فقدانه لزوجته , لكنه رغم ذلك يمتلك شخصية قوية وله نفوذ كبير , يحب ابنه كثيراً ويفعل كل شئ في سبيل رؤيته سعيداً.
مهند الابن:
شاب مرح إلى أبعد الحدود أحاديثه مسليه يدرس في جامعة الملك سعود في كلية الطب في السنة الثانية هو وصديقه ماجد تربطه بماجد صداقه قويه ومتينة لا يمكن أن تنحل أو تتمزق في يوم من الأيام.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة 11 مساءً خرج ماجد من المنزل وركب سيارته وأمسك بهاتفه واتصل على صديقه فجاءه الصوت من الطرف الآخر..
مهند: هلا والله بالغالي هلا..
ماجد: هلا وين الناس من الصبح وأنا أدق ولا أحد يرد..
مهند: والله كنت مشغول مع الوالد تعرف أنت يوم الخميس يطلب الوالد إني أجلس معه بالشركة..
ماجد: إيه هين علينا أقول خلنا من سواليفك اللي ما تنتهي وقلي وينك أنت اللحين..
مهند: أنا هه توي واصل للبيت..
ماجد: اسمع أبمرك اللحين نطلع نتمشى ونغير جو ترى من زمان ما طلعنا..
مهند: إيه والله من زمان تصدق هالطلعات من يوم بدت الدراسة..
ماجد: الموهم تراي جايك بالطريق..
مهند: يله أنتظرك..
أغلق ماجد الخط وتابع سيره ولم تمض مده حتى توقف أمام منزل مهند..منزل مهند من المنازل الكبيرة والفخمة التي تقع في أحد أحياء مدينة الرياض الراقية بوابته تحمل اللون الأخضر الغامق المطرز باللون الذهبي والمنزل من الخارج مغطى بالحجر الفخم الذي يجذبك لمشاهدته يحتوي على حديقة كبيرة فيها أحواض من الأزهار والنخيل والأشجار وبركة للسباحة وصالة خارجية تحتوي على طاولة للتنس والبلياردو ولكن لم يكن المنزل مضيئاً كما هي عادة المنازل الكبيرة نل كان مظلماً كئيباً ربما لأنه شبه خالي فلا يسكن فيه سوى مهند ووالده وبعض الخدم..وما إن هم بالاتصال به حتى رآه يخرج وعلى وجهه ابتسامته المعهودة فما أن ركب داخل السيارة حتى انطلق ماجد...
مهند: أقول إلا وين بنروح ..
ماجد: ما أدري أنت وش رايك ..
مهند: أنا والله رايي إننا نروح للشباب بالإستراحه من زمان عنهم ..
ماجد: أوووه تكفى مالي خلقهم أنا الحين أبطلع عن جو الدراسة والجامعة وهم ما عندهم سواليف إلا بالدكتور الفلاني والمرض العلاني..
مهند: إيه والله إنك صادق .. أجل وين تبي نروح؟!..
ماجد: خلنا ندور بالسيارة وش ورانا ..
مهند: اللي تشوفه ..
وتابعو الحديث (والسواليف)..
وقفت السيارة الجيب التي تحمل ماجد ومهند عند الإشارة وما إن أضاء ضوء الإشارة الأخضر حتى أكملوا مسيرهم كان أمامهم تقاطع وقد عرف عن هذا التقاطع كثرة الحوادث (وهبال السائقين) فما إن استدار ماجد بسيارته في ذلك التقاطع حتى جاءت سيارة مسرعة سرعة جنونية وقطع سائقها الإشارة وارتطم بسيارة ماجد من الخلف بعنف!!!!
فدارت السيارة حول نفسها ثم ارتطمت بالرصيف بقوة من جنبها الأيسر......... فأظلم المكان واختفى الضوء عن عيني ماجد ومهند!!.

**************

دخلت مشاعل على ابنتها والتي كانت مستلقية على سريرها وأمامها جهاز(اللاب توب) فما إن سمعت صوت الباب وهو يفتح حتى رفعت رأسها وابتسمت عندما رأت والدتها تدخل عليها..
مشاعل: أنتي قايمه ليه ما جيتي تتعشين معي أنا وماجد..
أمل: ماجد كان فيه يمه؟!.
مشاعل: إيه سأل عنك وقلت إنك نايمه..
أمل: يووووه لو إني داريه.. وينه هالحين؟!. مره طفشانه ومشتهيه أطلع ..
مشاعل: طلع مع خويه مهند..
أمل بعد أن استلقت في فراشها من جديد: أووه حسافه..
مشاعل: يله قومي تعشي يالكسلانه تراك ما ذقتي شي من الغدا طول الوقت نايمه ..
أمل: يمه ما أشتهي شي .. بعدين تدرين إني يوم الخميس لازم أنام علشان أعوض تعب وكرف الأسبوع كله..
مشاعل: يله قومي بس بلا دلع ترى العشاء جاهز على الطاولة يحتريك ..
أمل وهي تتثاءب في تكاسل وخمول: آآآآه طيب يمه هذاي جيت ..
وخرجت مشاعل من الغرفة ولحقت بها أمل....

*************

جاءت سيارات الشرطة وتجمع الناس حول السيارتين ولم يلبث غير قليل وأتت سيارات الإسعاف مسرعة و بالكاد استطاعت أن تقف بجانب الحادث لنقل المصابين بسبب تجمهر الناس(أنتم طبعاً عارفين لقافة الناس هالأيام) وحملت المصابين وأسرعت تطوي الأرض إلى المستشفى....

*************

كانت أمل جالسةً في الصالة تتصفح الجرائد(اللي كلها مصايب طبعاً)وألقت بها ثم نهضت إلى غرفتها وأمها كانت تتابع نشرة الأخبار في التلفاز .. رن جرس الهاتف وكان بجانب الأم فالتفتت إليه مندهشة فمن الذي سيتصل بهم في هذا الوقت فأطفأت التلفاز وأجابت !!!!....
الصوت من الطرف الآخر: منزل الأخ ماجد عبدالله ؟؟؟....
الأم في استغراب: إيه من معي !!!...
الصوت من الطرف الآخر: والله يا أختي معك مستشفى(.......)
الأخ ماجد صار له حادث نرجو إن الوالد يتفضل عندنا ....
فزعت الأم وتوقف الكلام في حلقها وبح صوتها من هول الخبر المفاجئ وأجابت بصوت مبحوح: وش صار له ماجد إصابته خطيرة ؟؟....
موظف المستشفى: لا تخافين يا أختي ما في خطر الولد لكن حبينا نخبركم....
مشاعل: مشكور يا أخوي وما قصرت هذانا جايين إن شاء الله....
وضعت سماعة الهاتف في ذهول لقد صدمها الخبر ما الذي ستفعله إن زوجها مسافر ولن يعود إلا بعد نحو أسبوع يا إلهي ما الذي ستفعله استفاقت من ذهولها وأسرعت إلى غرفتها واتصلت على أخيها من هاتفها....
فيصل: هلا والله بالغاليه....
مشاعل: هلا فيصل لا يكون قومتك من النوم وإلا أزعجتك.....
فيصل بعد أن أحس بنبرة الحزن في صوتها: وش قالوا لك دجاجه أنام هالحزه.....
مشاعل بعد أن تغير صوتها وأصبح متقطعاً كأنها ستبكي: فيصل دقوا المستشفى تو وقالوا إنه ماجد صار له حادث..تكفى أبيك تاخذن نروح لمه قلبي بيتقطع من الخوف عليه...
فيصل مهدئاً: هذان جاي بالطريق بس أنتي خليك هاديه وإن شاء الله ما صار إلا الخير..إلا أمل تدري؟؟...
مشاعل: لا ما قلت له شي....
فيصل: اجل خلاص لا تعلمينها ولا تدري إلين ما نطمّن على ماجد ....
مشاعل: إن شاء الله ....
فيصل: خليك جاهزه هذاني جيت بالطريق مع السلامه ....
مشاعل: مع السلامه ....
وصل فيصل إلى منزل أخته واتصل عليها لتخرج ..
ارتدت مشاعل عبائتها وهي تكاد تسقط من الخوف والقلق وخرجت مسرعه قبل أن تراها ابنتها ..

*****************

خرجت أمل من غرفتها بعد أن غادرت والدتها فلما لم ترها في الصاله
قالت في نفسها: يووه أكيد أمي راحت تنام ياربيه وش أسوي الحين خليني أدق على ماجد أشوف وين هو به ... والا لا هو الحين مع خويه وماأبغى أزعجه ... وعادت إلى غرفتها ...

******************

عندما وصلوا إلى المستشفى لقسم الطوارئ كان المكان مزدحماً بالمرضى والمصابين أحست والدة ماجد بأنها ستنهار ولن تستطيع أن تحتفظ بهدوء أعصابها
عندما أحس أخيها بقلقها وتوترها وكانت يده ممسكه بيدها ضغط عليها لتتماسك ..
سألوا عن ماجد فأرشدتهم الممرضه إلى مكانه وما إن هموا بالدخول إذا بالطبيب يخرج فلما رآهم تدارك الموقف وقال: أنتم أهل الأخ ماجد ؟؟
فيصل: إيه بشّر يادكتور وش صار ؟؟
فأجابه الطبيب وعلى ملامحه الهدوء: لا تخاف ماجد ما فيه إلا الخير إصابات سطحيه فقط ..
شعر فيصل بأن أخته ستفقد صبرها في أسرع وقت
فقال للطبيب: نقدر نشوفه يا دكتور ؟؟
إبتسم الطبيب فسارع وتنحى عن باب الغرفه
وهو يقول مبتسماً: طبعاً تفضلوا
أسرعت مشاعل تجاه إبنها وجلست على طرف سريره تتلمس يده ورأسه
كان القلق بادياً على وجهها
إبتسم اخيها وإلتزم بالصمت ..
إن الشعور الذي أحسته أم ماجد تجاه ولدها كان شعوراً طبيعياً فالأم عندما يصاب أبنائها بسوء تراها ساهمه شارده قلقه بل ومتوتره لأنهم قطعة منها أغلى ماتملك أن ترى البسمه على شفاههم والصحه في أجسادهم ....
كانت الضمادات تغطي رأس ماجد وكانت هناك جروح طفيفه في ساعده الأيمن وكسر في ساقه اليسرى ..
أحس ماجد بألم في رأسه وجسده فقد كان غائباً عن الوعي منذ 3 ساعات حرك يده في ألم وفتح عينيه بتثاقل ..
كان المكان يبدو غريباً يا إلهي ما الذي حدث إنه لا يتذكر شيئاً دارت عينيه بالمكان فوقعت على والدته التي تنبهت بإستفاقته وكانت ترقبه بلهفه إبتسم لها بصعوبه فهو يحس بأن جسده محطم وأنه لا يستطيع أن يتحرك ...
إقتربت وال\ته قليلاً وقالت والدموع تترقرق في عينيها: إن شاء الله بخير يالغالي ماتشوف شر ياعمري ...
فلم تتمالك نفسها فسالت الدموع من عينيها كانت رؤيتها له يتألم تجعلها تشعر وكأن سهاماً تخترق جسدها من الأمام وتخرج من الخلف ...
عندما أبصر دموعها رفع يده اليسرى ليمسح دموعها وهو يقول: يمه ماصار الا الخير ترى صياحك يزيد آلامي ....
إبتسمت والدته وأمسكت بيده وقبلتها بحنان
كان فيصل يرقب الموقف مبتسماً فلما أحس أنهم (حولوا المكان إلى عزا !!)
حاول تغيير الموقف فقال: ما تشوف شر يا ولد أختي ....
عندما سمع ماجد خاله يتكلم تنبه إلى وجوده وألتفت إليه مبتسماً
فأقترب فيصل إليه وصافحه برفق
وهو يقهور طهور طهور: عن شاء الله .....
فجأه تلفت ماجد حوله وقد تغيرت ملامحه وهو يقول: إلا وين أمل ماأشوفه ما جت معكم ....
أم ماجد وكأنها قد رشت بماء بارد: يا عمري يا بنيتي طلعت من دون ما تدري عن شي الحين تلقاه خايفه ما تدري وين أنا به......
فيصل: لا أنا الحين أبروح لمه خليك أنتي مع ماجد يا مشاعل....
ماجد: لا يمه لا تتعبين نفسك روحي للبيت وارتاحي أنا ما بي شي الحمد الله شفتيني بخير ....
فيصل وقد تذكر شيئاً: إلا صديقك مهند وش صار عليه ....
ماجد: والله ما أدري ليتك تروح وتشوفه وتطمنن عليه .....
فيصل: إيه تدلل هذي فرصتك ....
مشاعل: فيصآآآآآآآآآآآآل ........
فضحكوا وخرج فيصل....
دخل فيصل غرفة مهند بعد أن أرشدوه إلى مكانها فوجد رجلاً كبيراً بالسن في نحو الخمسين من عمره .....
كان يرقب مهند بألم واضح جعل عمره يزيد عشرة سنين على الأقل ومن شدة قلقه وتوتره لم يشعر بدخول فيصل ......
أحس فيصل بأنه لم يشعر بوجوده فسارع يقول: السلام عليكم.....
التفت إليه الرجل ورد السلام ....
فيصل وهو محرج: سلامته ما يشوف شر....
الرجل بأسى: الله يسلمك....
فيصل: آسف ما عرفتك بنفسي أنا خال ماجد وهو مره قلقان على مهند وطلب مني أشوفه ....
الرجل وهو يبتسم من سماعه لإسم ماجد: هلا والله انا أبو مهند مدري وش اللي صار الطبيب قال لي إنه كان مع شاب ثاني بالسياره والشاب هذا هو اللي يسوق وأعتقد إنه كان ماجد ...
فيصل: إيه ماجد كان يسوق السياره وهم ماشين بعد ماولعت الإشاره جاهم واحد طاير من الجنب وقطع الإشاره وصدمهم ...
تنهد والد مهند وقال: إيه سلامة ماجد مايشوف شر.....
فيصل: الله يسلمك....
تحرك مهند فأحس به والده وأسرع إلى جانبه .....
فتح مهند عينيه بتثاقل وما إن أبصر والده أمامه
حتى ابتسم بصعوبة وقال: هلا يبه....
وحاول أن ينهض لكن يد والده سبقته
فوضع يده على كتفيه وقال: ارتاح يا ولدي لا تقوم ...
وسحب كرسياً بجانبه وجلس عليه
ثم تابع حديثه: هاه وش أخبارك الحين .. عساك أحسن .....
مهند: الحمد الله يبه أنا بخير ... ثم تذكر فجأه ... يبه ماجد كان معي ..
قاطعه والده بابتسامه حنونه: لا تخاف تطمن ماجد بخير وهذا خاله جاي يسأل عنك لأن ماجد كان خايف عليك ....
التفت مهند إلى فيصل وأبتسم له ....
فاقترب فيصل منه وصافحه وقال: سلامتك إن شاء الله ما تشوف شر...
مهند: الله يسلمك .. وش أخبار ماجد عساو بخير ....
فيصل: لا الحمد الله بخير وإن شاء الله فتره بسيطه ويطلع زي الحصان بس تعرف هو دلوع شوي ....
مهند معاتباً: حرام عليك لا تقول كيذا على ماجد ....
فيصل: يله ما أطول عليك ...
مهند: الله يجزاك خير على الزياره ووصل سلامي لماجد ....
فيصل: يبلغ إن شاء الله ... وصافحه وصافح والده وخرج ....
كانت إصابة مهند أقل خطوره من إصابة ماجد فهو قد أصيب بجرح في كتفه وجرح في قدمه اليمنى وجرح في رأسه لأنه اصطدم بالزجاج الأمامي ....

*******************

كانت مستلقيه على ظهرها تقلب بهاتفها عندما دخل عليها خالها بهدوء
ولما لم تشعر بدخوله ابتسم ابتسامه ماكره وانحنى يحبي على ركبتيه بهدوء وقد كتم أنفاسه عندما سمعها تتنهد وترمي بهاتفها جانباً وتقول: يووووه وش هالملل ...
فقفز على سريرها وصرخ بأعلى صوته قائلاً: بووووووووووه..
فصرخت واقفه على السرير وزلت قدمها وسقطت على الأرض
فلم يتمالك نفسه وخر على الأرض يضحك بقوه حتى سالت الدموع من عينيه
كان منظرها مضحكاً جداً وهي على الأرض وشعرها على وجهها ويدها على صدرها
وصوت أنفاسها يملأ المكان....
اصطكت أسنانها من الغضب على خالها فهذه هي المره المليون التي يفزعها بهذا الشكل فوقفت غاضبه وأخذت وسادتها ورمتها بقوة عليه لكنه تفاداها وهو لا يزال يضحك فرمت عليه نظرة ساخطه
وأسرعت تخرج من الغرفه وهي تقول: تصدق إنك سخييييف....
فأسرع يلحق بها وهو ما زال يضحك وقال: هههه لا تزعلين بس حبيت افرفش شوي ..
فالتفتت إليه ووجهها قد احمّر من شدة الغضب وقالت: شرير بغيت تموتن من الخوف وتقول أفرفش ....
فأمسك بيدها وجلس على ركبتيه وهو يقول بسخريه: أنا آسف يا سيدي أرجوك مُنّي علي بعفوك فلا حياة تهنأ لي إن كنتي غاضبة علي ...
فسحبت يدها بقوة منه وهو يضحك .....
أمل: ما تعرف تضحك تراك بعدين وش تبي جاي بهالساعه ما تدري غنه فيه ناس نايمين وما أعتقد أنك جاي علشاني ...
فبدت عليه علامات الجد ونهض واقفاً وهو يقول: تعالي للصاله أبكلمك ...
وخرج فتبعته باستغراب !!!.....


**************************


جلس على الأريكه فجلست بالأريكه التي تقابله وقالت ....
أمل: إذا كنت تعتقد إنك راح تلعب علي بمقلب من مقالبك فلا تتعب نفسك لأني قايمه...
وهمت بالنهوض عندما قاطعها قائلاً: لا اقعدي أنا أتكلم جد اسمعي أبقولك شي بس بشرط ما تقعدين تصارخين وتصيحين تقل مهبوله ....
فرمته بنظره من طرف عينها ولم تجب ........
فيصل: اسمعي ماجد صار له حادث وهو الحين بالمستشفى وأمك عنده قومي البسي عباتك علشان تشوفينه .....
شهقت عندما سمعته يقول ذلك ونهضت واقفه وقد سالت الدموع من عينيها
وهي تصرخ وتقول: اشفيه ماجد صار له حادث متى وامي متى راحت وليه أنا آخر من يدري ....
فقاطعها قائلاً: خلاص خلاص هذي اللي ما راح تصيح وتصرخ أخوك ما به إلا العافيه
روحي البسي عباتك علشان تشوفينه ولا تلجيننا بالأسئله ....
أسرعت إلى غرفتها وهي تبكي وسحبت عبائتها بقوه من على المشجب وأسرعت تغادر الغرفه وهي ترتديها بسرعه .........

دخلوا المشفى وهي قلقه تتلفت حولها وتنظر إلى الحالات في قسم الطوارئ ....
عندما دخلت على أخيها كان يتحدث مع والدته فوقفت بالباب تنظر إليه فالتفت إليها وابتسم فسالت الدموع من عينيها وأسرعت تحتضنه وهي تبكي ....
ماجد مهدئاً: خلاص يا أمل يكفي صياح .. أعتقد إنه خالي ما قصر يوم قالك عنّ (وهو يقلد صوت خاله) ترا ماجد صار له حادث وهو بالمستشفى الحين ....
أغلق خاله باب الغرفه وتقدم نحوه وهو يقول ضاحكاً: لا هالمره غلطت كانت كلمة الحين قبل المستشفى .....
فالتفتت إليه أخته وهي تعاتبه: حرام عليك هبّلت بالبنت أنت ما عندك قلب ...
جلس بجانب أخته وهو يقول: إلا عندي قلب بس تعرفين مالي خلق هالخرابيط اللي يسمونه مقدمات بعدين هي صايحه صايحه ليش أتعب نفسي بالمقدمات اللي ماله داعي....
مشاعل: أنت بتشيّب وانت على هالتفكير ....
هدأت أمل وجلست بجانب أخيها وهي تتطلع إلى الضمادات التي تملأ جسده في خوف ووجل ... فأحس أخيها بما تشعر به فقال: لا تخافين أنا مابي شي بس تعرفين هالأطباء عندهم شاش ومضيق عليهم وما صدقوا أجي قالوا يملون جسمي به .....
ضحكت أمل رغماً عنها من قوله ...........

*************************

عادت أمل مع والدتها إلى المنزل بعد محاولات الإقناع من فيصل وماجد وكانت الشمس تتسلل بصمت لتقطع هدوء الليل وتضئ الأرض بعد يوم حافل .......
عندما دخلوا على المنزل أسرعت أمل إلى غرفتها وكان جو الغرفه مغرياً للنوم فألقت عبائتها على الأرض ورمت بنفسها على السرير في إعياء وتعب وسرعان ما غابت في نوم عميق ........

*************************

فتحت مشاعل عينيها في تكاسل وخمول فهي لم تنم جيداً من بعد عودتهم من المشفى وهي التي لم تعتد على السهر حتى طلوع الشمس ...
مدت يدها نحو الساعه التي على الطاوله بجانبها وضعتها أمام عينيها وهي تقاوم النوم وتفتح عينيها ثم تغلقهما كانت الساعه تشير إلى الثانيه عشر أعادت الساعه إلى مكانها ونهضت من فراشها في تكاسل ثم تذكرت فجأه !!!
زوجها ..... يا إلهي لا يعلم بما حدث لماجد عقدت حاجبيها بضيق ثم سارت إلى الحمام.....
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حماماً بارداً أنعشها وأحست بالنشاط يسري في أوصالها ....
صلت الظهر وخرجت لتوقظ ابنتها .. دخلت الغرفه ولقد كانت الغرفه مظلمه بسبب الستائر الغامقه وما إن دخلت حتى لفحها الهواء وكأنها في (الإسكيمو) كانت الغرفه صقيع ربما تصل درجة الحراره لعشره تحت الصفر .....
أسرعت وأغلقت جهاز التكييف وسارت نحو الستائر وفتحتها وما أن فتحتها حتى تدافع ضوء النهار نحو الغرفه بقوه ......
مشاعل: يالله قومي صلي الظهر الساعه 12 ونص .....
تقلبت أمل في فراشها وهي تهمهم: أمممممممممممممممم .....
مشاعل وهي تقترب من لاسرير: يالله قومي الوقت متأخر وصارلهم وقت طالعين من الصلاة .....
فتحت أمل عينيها ببطء وأفزعها الضوء الذي أخترق شرايين عينيها فأسرعت تغلقهما بقوه وهي تصيح: يوووووه يمه ليش تفتحين الستاير والله بقوم من دون هالتعذيب كننا بالكليه العسكريه .....
مشاعل: حرام عليك من دخلت الغرفه حسيت نفسي أبختنق ارحمي نفسك بعدين وشوله تعلين المكيف اشوي وتجمدين ناقصين حنا تمرضين علينا ....
أمل وهي تنهض جالسة في فراشها: أنتي تعرفين إني ما أقدر أنام إلا بالصقيع على قولتك ....
مشاعل وهي تخرج من الغرفه: يالله طيب قومي صلي وتعالي تحت يكفي نوم ....
وخرجت خارج الغرفه .....
نهضت أمل بتكاسل واسرعت نحو الستائر وأغلقتها بعنف ثم دخلت إلى الحمام ....
عندما خرجت مشاعل من غرفة ابنتها ذهبت إلى غرفتها وأخذت هاتفها وخرجت ونزلت إلى الأسفل وجلست في الصاله وأتصلت على زوجها ....
أبو ماجد في تكاسل: هلا ...
أم ماجد: السلام عليكم ...
أبو ماجد: وعليكم السلام هلا والله ....
أم ماجد: عسى ما أزعجتك بس وكنت نايم ....
أبو ماجد وهو يتثاءب في خمول: لا لا أصلاً أنا كنت ناوي أقوم ....
أم ماجد: وش أخبارك عساك بخير ...
أبو ماجد: الحمد الله بخير وأنتم وش أخباركم عساكم بخير .. تأخرت عليكم ....
أم ماجد: الحمد الله بخير.. إيه تأخرت علينا متى ناوي تجي ...
أبو ماجد: والله الشغل فوق راسي عيا يخلص يمكن أجي بعد يومين أو ثلاثه .. وش أخبارك وش أخبار العيال ....
أم ماجد: الحمد الله .. وبعد تردد .. والله ما أدري وش أقول .....
أبو ماجد بعد أن أحس بنبرة التوتر في صوتها: وش فيه وش صاير ....
أم ماجد: ما أدري وشلون أقولك ....
أبو ماجد: وشو اللي ما تدرين وش فيه ....
أم ماجد: هاه .... ماأدري .... إيه صاير شي ....
أبو ماجد وقد نفد صبره: وش فيه تكلمي يا بنت الحلال تراك لعبتي بأعصابي ...
أم ماجد: لاا لاتخاف ما فيه شي خطير بستعرف بعض الشباب الله يهديهم يطيرون بالسياره تقول بسباق ....
أبو ماجد وقد وصل حده من القلق والتوتر: وش سيارته وش سباقه .. العيال صار لهم شي ....
أم ماجد: هــاه .. إيه ...
أبو ماجد وقد على صوته: تكلمي طيب وش تحتريـــن ....
أم ماجد: ماجد صار له حادث أمس بس الحمد الله هو بخير ....
أبو ماجد فزعاً: وشـــــو وليه توه يوصلن الخبر والولد وينه الحين ...
أم ماجد: هي جروح بسيطه موب شي خطير ...
أبو ماجد: طيب وينه ماجد الحين ؟؟.....
أم ماجد: بالمستشفى ....
أبو ماجد: بالمستشفى وجروح بسيطه !! قوليلي الصدق يا بنت الحلال ترى أعصابي ما عاد تتحمل .....
أم ماجد تقاطعه: لاا لاا الولد ما به إلا العافيه والحمد الله جت سليمه بس جروح بسيطه ورجله يقولون يمكن به كسر ....
أبو ماجد: وشـــــو كــــســـــر وشلون صار الحادث ومتى بالضبط ....
أم ماجد: أمس بالليل حول الساعه وحده عند تقاطع (.....) يوم ولعت الإشاره ومشوا جاهم واحد طاير ورقع بهم من الجنب ....
أبو ماجد: لاا حول ولا قوة إلا بالله وأنا اللي حاس إنه فيه شي خلاص أنا أبحاول أجي اليوم إن شاء الله ....
أم ماجد: لاا أنت كمل أشغالك ولا تشيل هم قلت لك الولد بخير ورحنا وشفناو ....
أبو ماجد: وش هالأشغال اللي بتخلين أجلس وأترك ولدي عشانه ما هقيته منك يا مشاعل ...
أم ماجد: والله ما كان قصدي كيذا بس ماله داعي إنك تشيل هم ولو كانت حالته خطيره كان صح ما قلنا شي بس إنك تعطل أشغالك وأنا موجوده ماله داعي وإلا ما تثق بي يا أبو ماجد ...
أبو ماجد: وش دعوه بس أنتي أبخص بي إني ما أستحمل أغيب عن عيالي بهالأمور وشلون تقولين كيذا ....
أم ماجد: عالعموم على راحتك بس لا تشيل هم لأنه مافيه شي الولد والحمد الله كله يومين وهو طالع ...
أبو ماجد: إن شاء الله أنا أبشوف أقدر أجي اليوم ولا بكرا....
أم ماجد: علمنا بجيتك إذا جيت ...
أبو ماجد: إن شاء الله بس ما أوصيك علمين بالأخبار إذا صار شي ...
أم ماجد: إن شاء الله ....
أبو ماجد: يالله أشوفكم بخير بامان الله ....
أم ماجد: توصل بالسلامه بامان الله ....
بعد أن أنهت المكالمه إذا بأمل تنزل الدرج في خمول وعينيها نصف مغمضتين وما إن وصلت إلى الصاله حتى ألقت بنفسها على الأريكه بتكاسل ....
أم ماجد: قومي كولي لك شي يا بنيتي من أمس ما ذقتي شي ....
أمل وهي مغمضة عينيها: ما أشتهي شي يمه مالي نفس ....
أم ماجد: ما يصلح كيذا حاولي تغصبين نفسك على الأكل الواحد ما يطاوع نفسه لأنه إذا طاوع نفسه موب عايش ....
أمل: خلاص خلاص أبقوم بعد شوي ....
أم ماجد: وش بعد شويه قومي الحين علشان نروح لأخوك ولا ما تبين تروحين ...
أمل: يمه والله تعبانه ابي أنااااااام بعدين روحي أنتي بلحالك لأني دايخه وأبي أنام إذا صحصحت جيت ....
أم ماجد: إيــــه .. بكيفك أنتي راسك يابس وما تنقوين ....
ونهضت وصعدت إلى الأعلى وما إن انصرفت حتى غرقت أمل في النوم وهي على هيئتها إحدى رجليها فوق الأريكه والأخرى على الأرض وإحدى يديها فوق رأسها والأخرى تتدلى من فوق الأريكه ...
اتصلت مشاعل بأخيها تطلب منه أن يوصلها إلى المستشفى .......
عندما وصلوا إلى المستشفى كانوا قد نقلوا ماجد ومهند من قسم الطوارئ على غرف مستقله ولوجود أحد معارف والد مهند وضعوهما بغرفتين متجاورتين تحت العنايه الفائقه ....
سأل فيصل عن رقم الغرفه التي يستقلها ماجد فأخبروه بأنها الرقم (164) وكانت غرفة مهند تحمل الرقم (163) .....
وعندما دخلوا على ماجد كان مستلقياً على السرير يحاول أن ينام فما أن تهلت أساريره لأنه كان فيما يبدو يشغر بالملل الشديد ....

*********************

ارتفع أذان العصر من المسجد المجاور لمنزل أبو ماجد لقرب المسجد من المنزل كان صوت الآذان يسمع واضحاً من داخل المنزل ....
تنبهت أمل من نومها على صوت الآذان وكانت تحس بأن عظامها مهشمه بسبب نومها على الأريكه رفعت يدها إلى عينيها ونظرت إلى الساعه الملتفه حول يدها وقد كانت تشير إلى الثالثه والنصف فنهضت بتثاقل وصعدت إلى غرفتها ....
عندماانتهت من الصلاة بدلت ملابسها و\ثم جلست على سريرها وضغطت على رقم غرفة الخدم ....
الخادمه: أيوه مدام ....
أمل: يالله آني قولي لكومار فيه مشوار ....
وأسرعت ترتدي عبائتها وخرجت ....
عندما خرجت كانت السياره تنتظرها عند الباب وفيها السائق وزوجته فركبت بسرعه ....
أمل: شوف روح محل ورد اللي بشارع (....) اللي فيه روح أول معلوم ...
كومار: أيوه معلوم مدام ....
عندما دخلت محل الأزهار اخترقت أنفها رائحة الأزهار التي تملأ المكان طلبت باقة من الورد الفيروزي والأبيض لأن أخيها يحب هذه الألوان ولأنها تبعث على الراحة والاسترخاء (طبعاً جلست حوالي نص ساعه بمحل الورد نظراً لثقالة دم العاملين اللي يموتون الحيل علشان يسوون لك باقه )
وفي طريقها إلى المستشفى اتصلت على خالها فيصل ..
فيصل: هلا والله بالطش والرش والبيض المفقش ....
أمل بنبره غاضبه: هلا والله ...
فيصل: أحلى يالزعلانه الحين هذا جزاي اللي أبي أوسع صدرك ....
أمل: أوووووووه يا جالي تكفى مالي خلق استهبالك ...
فيصل: أحلى يا بزنس ويمان ... أقول عيب عليك تقولين كيذا على خالك ...
أمل: أقوووووول فكنا ... الموهم كم رقم غرفة ماجد ؟؟...
فيصل: مليونين وست آلاف وسبع ميه وأربعه وثمانين ...
أمل: يا ربيييييه ترا والله إذا ما تكلمت زي الناس لا أسكر ...
فيصل بسخريه: لاا تكفين ترا ما أقدر أنا على كيذا بعدين ما أنام الليل ......
ولم يكمل حديثه حتى قطع عليه حديثه صوت يصدر من الهاتف .. طوط طوط طوط طوط !!!!!......
فضحك بقوة عليها ثم اتصل عليها فلم يمر بعض الوقت حتى أجابته أمل بصوت غاضب: نــــعم ...
فيصل: أمـــــوت أنا على النـــعم هذي ....
أمل: أظن إنك ما تعلمت بالمدرسه إنه الواحد يقول السلام عليكم ...
فيصل: صـــدق أول مره اسمع كيذا عيال الذين ما علمونا بالمدرسه نقول كيذا .....
أمل: أقــول الشرهه مهيب عليك الشرهه علي أنا اللي معطيتك وجه .....
وهمت أن تغلق في وجهه فقاطعها .....
فيصل: لاا لاا خلاص كلش عاد ولا زعل أموله العصقوله ...
أمل: عصقوله بوجهك أحسن منك يالعملاق الأخضر ....
فيصل: ههههههههه حلــــــــوه هذي العملاق الأخضر ....
أمل: يالله عاد بتعطين رقم الغرفه ولا شلون ....
فيصل: أنتي وش رايك ....
أمل: أووووه الله يعين اللي بتاخذك عز الله باعت عمره ....
فيصل: عاد تدرين أبخليك أنتي تختارين لي عروستي ....
أمل: لا والله وليش أتسبب بتدمير حياة بنت بريئه لا يا حبيبي رح دورلك أحد غيري ... بعدين أنا ما أبي أحد يعرف إنك تمت لي بصله وين أحط وجهي قدام الناس إلى منهم عرفوا إنك تقرب لي .....
فيصل: هههههههههه حلوه هذي تمت لي بصله بعدين لك الشرف أني أقرب لك يا حماره .....
امل: إيــــــه يالله بس كم رقم الغرفه ؟؟...
فيصل: أمممممممم ....أبعطيك اختيارات وأنتي اختاري الرقم الصحيح ....
أمل: خالــــــــي تكـــــفى الله يخليك حامت كبدي ترا خلاص...
فيصل: هههههه لا خلاص رقم الغرفه (163) وترا ما خلصنا موضوع عروستي لإني ......
ولم يكمل حديثه إلا بها تغلق الخط في وجهه فراح يضحك بشدة على عصبيتها .....
عندما وصلت إلى المستشفى استنشقت الهواء بقوه بعد أن أثارهاخاها ودخلت إلى المشفى .....
ما إن وصلت عند باب الغرفه حتى أصلحت من هندامها ودخلت ........
كان مهند جاساً على سريره في كتاب وما إن سمع صوت الباب يفتح حتى رفع رأسه فرحاً ظناً منه أن الذي دخل عليه والده ...
تفاجأ من المرأه التي خلت عليه وتعلقت عيناه بها مشدوهاً ...
عندما دخلت أمل الغرفه أسرعت تحل رباط غطاء وجهها بيد وتحمل الباقه بيدها الأخرى وهي تقول: أهلــــــــــــــــين أكيد اشتقت لي أدري إنك .......
ولم تكمل حديثها عندما وقعت عيناها على الذي كان جالساً في السرير ينظر إليها ..............

**************************

وفي ثواني معدوده توقف فيها العقل عن العمل من الصدمه ثم عاد يتابع فأسرعت ترفع غطائها نحو وجهها وتلتفت بوجهها نحو الباب وتعطيه ظهرها وتصلح غطائها في عجله وهي تقول بصوت خافت محرج: آسسفه غلطانه ......
وأسرعت خارج الغرفه ووجهها مضرج بالحمره من الموقف السخيف الذي واجهته وأعتقدت أن خالها كان متعمداً عندما أعطاها رقم الغرفه الخطأ .....

عندما خرجت ذهبت لتستفسر عن رقم غرفة أخيها وعندما أخبروها تفاجأت بأنها بجانب غرفة ذلك الشخص الذي دخلت عليه ....
فتحت الباب بهدوء فترامى إلى سمعها صوت والدتها فابتسمت ودخلت .....
ما إن رآها ماجد حتى ابتسم فرحاً بقدومها ...
التفتت لها والدتها وقالت: ليش تأخرتي خالك دق قبل ربع ساعه وقال إنك بالطريق .....
بدت في يديها ارتعاشه عندما سمعت سؤال والدتها وقد تذكرت الموقف الذي حصل لها قبل قليل ..
فأجابت بسرعه محاولة إخفاء قلقها وتوترها: لا بس مريت محل ورد ....
وقدمت الباقه لأخيها الذي كان ينظر لها في توجس وهو يقول في نفسه: يا حليلك يا أمل ما تقدرين تخفين التوتر وتصرّفِين ...
وقطع عليه تفكيره صوت أمل: وش بك ما تبغى الباقه ....
فابتسم بوجهها وتناول الباقه من يدها ووضعها في حضنه وهو مازال يبتسم ....
مر وقت طويل وهم في صمت مطبق وكأنهم ينتظرون شيئاً وإذا بالباب يفتح بقوه فصرخوا في وقت واحد واتجهت أنظارهم إلى الباب في فزع (أكيد راح بالكم لشخص واحد يمكن يسوي هالحركه) ....
وإذا بصوت مشاعل يقطع الصمت: فيـــصــااااااااااااااال حسبي الله عليك ما تعرف تفتح الباب زي الأوادم والناس يالخبل ...
ابتسم فيصل ابتسامه بريئه وأغلق الباب بهدوء ووقف في مكانه وهو ينظر إليهم بنظرة طفوليه كنظرة طفل ينظر إلى والدته في خوف بعد أن حطم شيئاً .....
وبعد أن طال الصمت رفع حاجبيه وأنزلهما وأنزلهما مراراً كعادته وتقدم إلى السرير وجلس على مؤخرته بقوة
وهو يقول: هاه وش أخبارك الحين يالدلوع ....
ابتسم ماجد وقال: الحمد الله بخير بعدين من قالك إني غيرت اسمي ....
فيصل متظاهراً بالجديه: صدق أجل أبوك يوم يقول لي إنك غيرت اسمك كان يكذب علي هيّن يا عبدالله أنا أوريك ....
ماجد يجاريه: لا أبوي قالك كيذا !!! ... غريبه اختار هالإسم ذا بالذات ....
فيصل: إيه حتى أنا استغربت يعني فيه أسماء كثيره إلا ضاقت يختار الإ......
وقطع عليه حديثه صوت مشاعل وهي تقول: الحين أنت متى بتعقل ترا اللي بعمرك أعرسوا وأنت إلى الحين بهبالك ....
فيصل: إيه على فكره تراي وصيت أمل تدور لي عروس أبشركم قررت أعرس ....
والتفت إلى أمل وهو يضحك ففاجئه منظرها فلم تكن تنظر إليه وحاجباها كانا معقودين والشفة السفلى من فمها ترتجف .........
ازدرد فيصل لعابه بقلق فلا يحدث لأمل ذلك إلا إذا كانت غاضبة جداً وستقاطعه ربما لشهر أو أكثر ......
فيصل محدثاً نفسه: يوووه لاتصير الحين معصبه من المكالمه .. لا ما ظنيت هي متعوده على هالحركات من .. أجل وش به معصبه وواصله معه .....
حاول فيصل تغيير الموضوع (أو بمعنى أصح تصريف السالفه) ....
فرأى الباقه في حضن ماجد فابتسم بمكر وقال: أحلى يا حركات ما دريت إنه عندك معجبين قل لي معجب وإلا .. وغمز بعينه .. معجبه !!....
تظاهر ماجد بالخجل لاسيما وأنه أحس بحدوث شيء بين خاله وأخته فحاول تغيير الجو المشحون وقال: هذي والله من وحده تاخذ العقل يا عليه جمال خطييير تعجبك تعرفت عليه بالمملكه قبل أسبوع .....
فيصل: احلف قل والله يا الخاين ليه ما دقيت علي علشان أشوفه ....
ماجد: بكره يمكن تجي إن كانه جت أبدق عليك وأعلمك ....
فيصل: ياخي ما أقدر أصبر إلى بكره أوصف لي شكله ....
ماجد محاولاً استفزازه: لاااااااا .......
فيصل وهو يضع يديه حول عنق ماجد: يا لله عاد ما عندي وقت للعب البزارين ....
تظاهر ماجد بأنه يختنق فأسرعت والدته تبعد يدي فيصل عنه وهي تقول: صدق إنك منتب صاحي الولد مريض تجي تسوي به كيذا أوالله من زين المزح .....
انفجر كلٌ من فيصل وماجد بالضحك من موقف مشاعل فقد بان عليها الخوف حقاً ....
قطع عليهما ضحكتهما أمل وهي تنهض من مكانها بعصبيه وتتفادى خالها متجهةً نحو ماجد ....
أمل: وين تبي أحط الباقه ....
ماجد وهو مستغرباً من موقفها: حطيه على الطاوله هناك ....
وما إن أعطتهم ظهرها حتى غمز ماجد لفيصل بأنها هي من أحضر الباقه ....
فيصل: أقول ماجد لا تصير البنت اللي تتكلم عنه هي نفسه ذيك اللي شفناه قبل فتره ....
ماجد: إيـــه هي نفسه ....
فيصل: ياخي والله إنك صادق البنت تاخذ العقل .....
قطعت عليه حديثه مشاعل قائله: أقول فيصل أمي ليه ما جت دقيت عليه قبل العصر وقالت إنه بتجي معك ....
فيصل: إيه قالت لي ويوم رجعت من صلاة العصر وقلت له يالله تخاوينن قالت إنه مقصره ....
مشاعل: وراه لا يصير ارتفع عنده الضغط ...
فيصل: أعوذ بالله يا شيخه تفائلوا بالخير تجدوه لا ما به إلا العافيه بس تعرفين أمي تحب تتغلى على بعض الناس ....
وينظر إلى ماجد بطرف عينه ففهم ماجد نظرته وقال: ياحبيله أمي أدري إني غالي عَلْيَهْ لإنه ما يتغلى أحد على أحد إلا على غاليه ....
ورد لخاله نظرته متحدياً ....
كشر خاله في وجهه ثم التفت نحو أمل والتي كانت تجلس على الأريكه مبتعدة عنهم في عالم آخر فابتسم بمكر ونهض متجهاً نحوها وانحنى برأسه نحو أذنها وقال بصوت خافت: بووووه...
فصرخت ونهضت من مكانها وغرقوا ثلاثتهم بالضحك من ردة فعلها ...
وعندما استوعبت الموقف ورأتهم يضحكون عليها لم تتمالك نفسها وتهالكت على المقعد وأجهشت بالبكاء ....
توقفوا جميعاً عن الضحك مستغربين من موقفها فأسرعت والدتها وجلست بجانبها واحتضنتها وهي تقول: أمل يابنيتي وش بك بسم الله عليك ....
فوضعت يديها على وجهها وتابعت بكائها بصوت مكتوم ...
فاتجهت أنظارهم نحو خالها في غضب ....
وقالت مشاعل بصوت خافت معاتبه: يعني لازم تسوي هالحركات يالله الحين وش يسكته ....
فيصل وقد بدا عليه الضيق ونظراته مل تفارق أمل: وخري أنا براضيه ....
فنهضت والدتها وتنحت جانباً وجاس فيصل في مكانها وهمّ بوضع يده فوق كتفيها فتردد لحظات
ثم وضع يده وهو يقول: أمل خلاص أموله حبيبتي والله ماكنت أقصد يالله عاد يكفي صياح مالك داعي تصيحين علشان موقف سخيف خلاص أموله عاد يالله ....
وظلت تبكي ولم تجب عليه ....
فيصل: أمولتي عاد خلاص شوفي أمك ضاق صدره ...
فلم تسمح له بأن يكمل حديثه بأن دفعت يده عنها بقوه وصاحت به والدموع تملأ وجهها: لا تسوي نفسك بريء !!!!!!..... وأصدرت شهقات متتابعه ثم تابعت ...كنت أتوقع أي شي منك لكن إنك تعطين رقم الغرفه غلط هذا كان آخر شي يخطر على بالي ما دريت إنك سخيف وما عندك عقل تفكر به ....
ووضعت يديها على وجهها وتابعت بكائها .....
تفاجأ الجميع من موقفها وخاصة فيصل الذي لم يتوقع ذلك فهو لم يكن يعلم بأنه أخطأ في إخبارها برقم الغرفه فرفع عينيه نحو أخته فردت عليه نبظرة معاتبه ثم نظر نحو ماجد والذي كان يعرف خاله جيداً والذي من المستحيل أن يكون حقيراً لهذه الدرجه ويقوم بهذا الفعل رفع ماجد رأسه واتجهت أنظاره نحو خاله والذي كان ينظر إليه نظرة رجاء وتوسل فأجابه بنظرات مواسيه ....
أطرق فيصل برأسه إلى الأرض للحظات ثم نهض وسار خارجاً ......
كان الصمت سيد الموقف في تلك اللحظات إلا من بكاء أمل ...
فقطع الصمت ماجد وهو يقول: أمل خلاص يكفي ما راح تستفيدين شي من الصياح إلا إنك تنكدين على نفسك إهدي أنتي الحين وبعدين نتكلم ....
هدأت أمل قليلاً بعد كلام أخيها ولم يمر وقت طويل حتى نهضت وذهبت إلى الحمام غسلت وجهها وعندما خرجت من الحمام كانت والدتها تتكلم بهاتفها ....
مشاعل: إيه .. إيه متى توصل .. إيه على خير إن شاء الله .. توصل بالسلامه بأمان الله .. مع السلامه ....
نهضت من مكانها واتجهت نحو ماجد فقبلت رأسه وهي تقول: يالله ما تشوف شر يمه أبوك بيجي اليوم وأنا أبروح للبيت أستقبله ...
والتفتت إلى أمل التي ابتسمت عندما سمعت بان والدها عائد من السفر وقالت: هاه أمل بتجين معي ولا تقعدين مع ماجد ...
ماجد بسرعه: لا يمه .... أمل بتقعد معي وشلون تخلونن بلحالي ... وألقى على أمل نظرة رجاء ...
فابتسمت أمل وقالت بصوت مبحوح: إيه يمه أبجلس مع ماجد روحي أنتي للبيت وترا السواق تحت ما راح ...
مشاعل: يالله بأمان الله انتبه لنفسك يا وليدي مع السلامه ...
وخرجت وعاد الصمت يلف أرجاء الغرفة مرة أخرى ومر وقت طويل قبل أن يقطعه ماجد قائلاً: أمل حبيبتي قولي وش صار لك ترا أنا أخوك وما بيننا أسرار إذا فيه شي قولي لي ...
رفعت أمل رأسها بهدوء والتقت نظراتها بعينيه فانفجرت باكيه ووضعت رأسها على السرير لتكتم صوت بكائها ...
وضع ماجد يده على رأسها مهدئاً .. هدأ صوتها وبدأت تتحدث ورأسها على السرير وفي هذا الوقت فتح الباب بهدوء فيصل الذي كان الحزن بادياً عليه ويبدو أن أمل لم تنتبه لدخوله رفع ماجد رأسه فلما رآه ابتسم وأشار إليه أن يبقى مكانه ....
أمل بصوت متقطع: أنا أتحمل مزح خالي الثقيل وحركاته بس اللي سواو اليوم ما كنت أقدر أتحمله .....
ماجد: طيب وشو اللي سواو اليوم ....
أمل بعد شهقات متواصله: دقيت عليه أبي رقم غرفتك وقعد يستهبل معي وأنا مررره كانت واصله معي ومالي خلق شي عطان رقم الغرفه ....
ولم تكمل فبكت بصوت مكتوم ....
ماجد بصوت حنون: إيه عطاك رقم الغرفه وبعدين ...
أمل بعد صمت طويل: كان غلط .... ويوم دخلت كنت أحسب هذي غرفتك ما توقعت إنه يكون شخص ثاني كان هذا آخر شي يمكن يخطر على بالي فعلشان كيذا ما شفت مين المريض لأني كنت متأكده إنه أنت فسلمت وبديت أسولف ويوم شفت إنه شخص ثاني حسيت قلبي بيوقف وعلى طول اعتذرت وطلعت وأنا أحس إنه بيغمى علي من الفشيله .....
كان فيصل مولياً الباب ظهره ويستمع بهدوء ... فهو لم يكن يقصد أن يعطيها الرقم خطأ لكن من سيصدقه وهم معتادين على مزاحه الثقيل ....
قطع الهدوء الذي ملأ المكان ماجد وهو يقول: طيب يا أمل يمكن ما كان يقصد يعني هو غلط بالرقم وما كان يقصد إنه يعطيك الرقم خطأ ...
أمل وقد رفعت رأسها والدموع تترقرق في عينيها: وشلون ما كان يقصد وهو جاي وزايرك يعني مستحيل يغلط بالرقم ...
ماجد: أمل يا حبيبتي الإنسان ينسى ويغلط بعدين رقم الغرفه طويل يعني من السهل إن الواحد ينساو ولا يتلخبط به ....
أمل: ماجد لا تحاول تدافع عنه لأننا متعودين على الحركات هذي منه وخصوصاً أنا ....
ماجد وهو يبتسم في وجهها: طيب وش رايك تسمعين منه هو إذا كان يقصد ولا لا ....
أمل وهي تغتصب الإبتسامه وتقول في سخريه: يعني هو بيقول الصدق ....
لم يصبر فيصل أكثر من ذلك فقطع عليهما حديثهما وهو يسير متجهاً إليهما ....
فيصل: وليه أكذب يا أمل أنتي متعوده من إني أكذب أنتي تدرين إن آخر شي يمكن أسويه إني أكذب على أحد ....
التفتت أمل إليه متفاجئةً من وجوده فعقدت حاجبيها لأنه استمع إلى حديثها وهي لم تعلم بوجوده ...
ولكنها سرعان ما أرخت حاجبيها كأنها ارتاحت إلى أنه استمع إلى كلامها ....
جلس فيصل بالكرسي المقابل لها ...
فيصل وهو مبتسماً كعادته: على فكره نسيت السلام عليكم ...
ماجد مستغرباً: وعليكم السلام أخيراً اعترفت إنه لازم تسلم إذا دخلت ....
فيصل وهو ينظر إلى أمل مبتسماً: توي متعلمه هذي ...
ماجد: الحمد لله والشكر على هالعقل بس ....
فيصل وهو يتلفت حوله: وين أمك غريبه راحت ...
ماجد: أبوي بيجي اليوم وراحت تستقبله ....
فيصل: أحلى يا حركات بابا بيجي علشانك من قدك ياخي ...
ماجد: لا تغير الموضوع نبي نسمع ردك ....
فيصل قد ارتسمت ملامح الجديه في وجهه: أصلاً أنا ما كنت داري إني غلطت بالرقم إلا يوم سمعت السالفه ...
ويلتفت إلى أمل ... بعدين أنا ما وصلت للمرحله من الجنون علشان أسوي هالحركات وأنتي أكثر شخص يعرفن وشلون تقولين كيذا ....
أمل وهي تنظر إليه: والله ما أدري عنك أنت ما شاء الله كل يوم مطلع لي مقلب جديد ...
فيصل: أمل تدرين ليش أحب أسوي بك مقالب بصراحه لأن ردة فعلك تغري الواحد .... بس مهما كان هالشي إلا إني مستحيل أسوي هالحركه هذي ...
أمل: وشلون طيب تثبت لي إنك ما كنت تقصد ....
فيصل: أمل ما عندي إلا هالكلام تبين أحلف يعني ...
أمل: لا وش تحلف بمحكمه حنّا خلاص صدقتك بس ما راح أنسى الموقف اللي صار معي ....
فيصل: صافي يا لبن ...
أمل وهي تبتسم: حليب يا إشطه ...
قفز فيصل عليها يعانقها وهي تصرخ محاولة الإفلات من قبضته .. وبعد معاناة ووسط ضحكات ماجد أفلت فيصل أمل من قبضته ...
فما إن أفلتها حتى ضربته بقوه على كتفه وقالت: ياخي أنت وش تاكل كسرت عظامي حسبي الله عليك ...


******************************

وصل أبو ماجد إلى المنزل في الساعه 9 والنصف مساءً وكان متعباً ... ولكنه أصر على الذهاب لرؤية ماجد ....
كانت أمل تتحدث هي وماجد وكان فيصل قد غادر قبل وقت طويل بعد أن اطمأن باله وحلت المشكله التي بينه وبين أمل ...
أمل: أقول ماجد متى تعتق سراحي أبي أروح للبيت وراي مدرسه بكرا ...
ماجد: ليش مليتي منْ مالت عليك وعلى اللي يطلب منك تقعدين عنده انقلعي يالله ...
وأشاح بوجهه عنها متظاهراً بالسخط ....
أمل: بسم الله علي استهبل عليه بق بوجهي ياخي خل روحك رياضيه وتقبل المزح بعدين آسفه كنت أحسبك خالي فيصل ..
ماجد: لا لو سمحتي منيب خالك فيصل بعدين ما تلاحظين إنه خرب أخلاقك من اليوم ورايح ما راح أسمحلك تجلسين معه كثير ....
أمل: وش دعوه ما بقى إلا هو يخرب أخلاقي وأنت صادق أنا اللي أعلمه حسن التصرف ...
ماجد بسخريه: صدق وش علمتيه يا آنسه منشن ....
أمل وهي تضع إصبعها بين عينيها متظاهرة بأنها ترفع نظارتها كما تفعل الآنسه منشن: يا حبيبي أنا اللي علمته السلام ما تشوفه سلم يوم دخل ....
ماجد: احلفي أنتي بس ما سلم إلا علشانه مصلحجي يبي يراضيك ....
أمل: ياخي ما تلاحظ إنك تحاول تحطم من معنوياتي ....
ماجد: آسف والله يا صاحبة السمو ما دريت إن معنوياتك مزهريه بسرعه تتحطم ....
وقطع ماجد حديثه عندما سمعوا طرقات على الباب !!!....


***********************************

ماجد: تفضل ....
فتح الباب وإذا بوالده يدخل .... تهللت أسارير ماجد فرحاً بقدوم والده ....
جرت أمل نحو والدها تعانقه وتقبل رأسه ....
أبو ماجد ويده خلف ظهر أمل وهو يسير متجهاً إلى ماجد الذي كان متكئاً فجلس: السلام عليكم وش أخبارك يا وليدي ما تشوف شر إن شاء الله ....
وصافحه وقبل ماجد رأسه وجلس والده بالكرسي الذي بجانبه ....
أبو ماجد: أنا زعلان عليك كيذا ما تقول لي أتطمن عليك ...
ماجد وهو يبتسم في وجه والده: يبه الله يهديك بس وشلون تبين أعلمك هذا خبر يقال بالتلفون ....
أبو ماجد: إيه .. ولا أنا منيب أبوكم تعلمونه عن أخباركم الزينه والشينه .....
ماجد وهو ينحني يقبل يد والده: خلاص يبه لا تزعل حنا ما نبي إلا راحتك وما كنا نبي نقلقك علينا والحمدلله ما صار إلا الخير ...
أبو ماجد: إيه الحمدلله .....

عاد الجميع إلى المنزل في الساعة الحادية عشر والنصف مساءً بعد أن تركوا ماجد وهو يترنح لرغبته الشديدة في النوم ....

***************

كانت الساعة الواحدة ليلاً ومهند لم ينم يفكر بما حدث له اليوم .... من تلك الفتاة وجهها ليس غريباً علي وكأنني سبق ورأيتها أوووه أستغفر الله ما هذا لمَ علي أن أفكر بتلك الفتاة لا يحق لي ذلك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... فالتف بجسده على جنبه الآخر وهو يغتصب النوم وسط الضجيج في الخارج والذي لا يهدأ حتى في منتصف الليل ولكن دون جدوى ....

*****************

أبو ماجد: أمل يالله حبيبتي قومي صلي الفجر طلعت الشمس ...
تقلبت أمل في فراشها ثم فتحت عينيها في تكاسل فما إن أبصرت وجه والدها حتى ابتسمت في رقه .....
أبو ماجد وهو يبعد شعرها عن وجهها: يالله قومي صلي يا بابا تراك مرره متأخره ....
أمل وهي تنهض جالسه: إن شاء الله يبه ....

كان يوم السبت له طابعه الخاص كل أسبوع ترى الطالبات والطلاب وجوههم منتفخة وكأنهم كانوا نائمين طوال يومي الخميس والجمعة والنفوس في أسوأ حالاتها ولا أحد يريد الكلام مع الآخر كل ما يريدونه هو النـووووم ....
كانت أمل هي الوحيده تقريباً التي تتمتع ببعض النشاط والمرح بالطبع لأن والدها قد عاد من السفر ...
أمل تحدث صديقتها مها: أمس ما نمت إلا الساعه ثنتين ....
مها وهي تتثاءب في خمول: ما شاء الله وهالنشاط من وين جايبته ...
أمل: بسم الله علي الرحمن الرحيم اذكري الله يا بنت الحلال .. وتكمل حديثها في دلال .. بعدين منيب قايلتن السالفه اللي صارت لي إذا كنتي بتحسدينن من أوله ....
مها: أقول مالت عليك اسكتي أحسن لك ....
أمل: إيه أبسكت من قالك إني ناويه أتكلم ...
مها وقد نفد صبرها: أمل عاد يالله بلا سخافه قولي وش عندك ترا مالي خلق استهبالاتك ترا أنا مو خالك لا تغلطين ...
أمل: أقول إلامن زينك خالي يسواك وعشره من أمثالك ....
مها بسخريه: إيه هين لا تجين تقولين لي (وتقلد صوتها) خالي هذا ما أدري وشلون أنا متحملته ودي أمسكه وأكفخه ...
وقاطعتها أمل: خلاص خلاص أعوذ بالله ما ينقال لك شي ....
وضحكت مها من غضب أمل رغماً عنها ....
مدرسة أمل من المدارس الأهليه الراقيه في مدينة الرياض (وبعض) الطلاب والطالبات عندما يصلون إلى مرحلة ثالث ثانوي (توجيهي) وهم في مدارس حكوميه ينتقلون إلى مدارس أهليه من أجل الحصول على نسبه عاليه في امتحانات وزارة التربيه والتعليم في آخر السنه .. ربما لتساهل المدارس الأهليه مع الطلاب والطالبات في امتحانات نصف الفصل والامتحانات الشهريه أكثر من الحكوميه .....


***************


كان مهند مستلقياً ويقرأ في كتاب كعادته (مثقف الأخ) ...
عندما سمع طرقاً على باب غرفته ففزع (أكيد كان سرحان ويفكر هذا اللي أستغفر الله وما أدري إيش .. هـــــاه) ...
مهند: تفضل ...
دخلت عليه امرأة فما إن رآها حتى عرفها قبل أن تكشف وجهها وابتسم فرحاً برؤيتها ....
المرأة: السلام عليكم ....
مهند وهو ينهض جالساً: وعليكم السلام هلا والله ...
تصافحوا وجلست المرأة أمامه بعد أن أزالت غطائها عن وجهها .....
المرأة: وش أخبارك الحين عساك أحسن والله يوم دريت ما خليت حمد إلا وحنا بالرياض ....
مهند: أفا عليك يا عمتي وراك تتعبين الرجال أنا الحمدلله مابي إلا العافيه بس الأطباء موب راضين يطلعونن ....
العمه: لا تعب ولا شي أنا كم عندي من مهند لا عمرك تقول مثل هالكلام مره ثانيه ولا أزعل عليك ....
مهند: لا عاد كلش ولا زعلك أنتي على عيني وراسي ...
ربما تتساءلون من هذه المرأة ... لا تتعجلوا سأخبركم ترجمة بسيطه عنها (حشا أدب على الغفله) ....
والد مهند هو الإبن الوحيد لوالديه وقد رزق والديه بعده بعشر سنوات ابنة تدعى عهود ملأت عليهم الدنيا فكانت فرحتهم بها لا توصف .... لكن فرحتهم لم تكتمل لأن والدتها توفيت إثر مرض ألمّ بها عندما بلغت عهود سن العاشره وفي سن الخامسة عشره من عمرها توفي والدها فأخذ أخيها علي على نفسه رعايتها والعناية بها وكان هو في بداية حياته الزوجيه لكن نظراً لأن تربية الفتاة كانت طيبه لم يتعب علي معها كثيراً لأنها كانت إجتماعيه إلى أبعد الحدود فلم تنطوي على نفسها وتكتوي بأحزانها بل رمت بها في عرض البحر وتقبلت حياتها بما فيها من حلو ومر ....
عندما بلغت سن التاسعة عشره طلب يدها شاب من أسرة طيبه وكان يعمل ضابطاً في الحرس البحري في المنطقة الشرقية تزوجت منه وسافرت معه إلى المنطقة الشرقية حيث يسكنون هناك ...
ابتلع علي مرارة فقدانها بصغوبه فما الغريب وهو الذي قد اعتاد على الفراق فزوجته كانت قد توفيت قبل سنه وتركت في أحضانه طفلاً لم يبلغ الرابعة من عمره فكانت عمته بمثابة الأم له فأحبها الطفل الصغير ولم يكن يرضى بفراقها وعندما تزوجت وسافرت كان الطفل يبكي ويصرخ ووالده يحتضنه في
صدره بلوعة وحسره ...فلم يرض بكلام من هم حوله بأن يتزوج من امرأة أخرى لتربي له ابنه بل رفض الأمر ولم يسمح حتى بالتفكير فيه .. لأنه أحب زوجته كثيراً ولن يرضى لأحد بأن يحل محلها ...
فصار الصديق والأخ والأب لأبنه رغم صغر سنه فكان ذلك الطفل أعجوبة لكل من رآه يتحدث أحاديث الكبار ويناقش مسائل وقضايا مهمه جعلت منه رجلاً قبل أوانه ....
ولكن عمته بالطبع لم تتخلى عنه وكانت تأتي لزيارتهم كل أسبوع في بادئ الأمر ثم أصبحت كل شهر ولم تنقطع زيارتها وكانت قد زارتهم قبل أسبوعين من الحادث ولكنها ما إن سمعت بالحادث حتى أصرت على أن تذهب إلى الرياض لتطمئن عليه ....
منهد: وش أخبار أهل الشرقيه عساهم بخير ....
عهود: الحمدلله كلهم بخير أنت طمنْا عنك وش أخبارك وش أخبار الجامعه ...
منهد: الحمدلله عايشين والجامعه ما تغيرت إلا إذا كنتي تقصدين صارت وزاره ولا شي فهي على حاله ....
عهود: هههههههه الله يقطع شيطانك ما تخلي عنك هالتعليقات ...
مهند: أفا عليك لو تركته ما أصير مهند ....
عهود: هه هه هه ....

خرج مهند من المستشفى يوم الأحد وكم كانت فرحته كبيرة بخروجه فقد شعر بالملل الشديد رغم وجود صديقه بقربه إلا أنه لم يكن يستطيع رؤيته فأهله لم يتركوه كانوا يأتون لزيارته من الصباح وحتى المساء ....


******************************


كانت الساعه تشير إلى التاسعه صباحاً من يوم الاثنين وكان مهند مستلقياً على كرسي أمام بركة السباحه بعد أن ودع عمته قبل ساعه .... لم يذهب إلى الجامعه لأن والده رفض ذلك خوفاً عليه ومنحه الطبيب إجازة لمدة أسبوع ....
مهند: يووووه وش هالملل لو ما صار الحادث إن كان أنا الحين بالجامعه مع ماجد بدال قعدتي هالحزه بلحالي .. إيـــه الحمد لله على كل حال .. الله يقطع شره هالماجد مشتاق له مرره خل أدق عليه أكيد ما عنده أحد الحين .....

***************

كان ماجد يتقلب في فراشه يغتصب النوم من شدة الملل فوالدته لن تأتي إلا في الساعه الحاديه عشر وبقي ساعتان حتى موعد حضورها .....
قطع الهدوء الذي كان يخيم على المكان صوت رنين هاتفه فابتسم عندما سمع النغمه التي يعرف صاحبها فسحب هاتفه من جانبه وأجاب ....
ماجد: هلا والله ...
مهند: السلام عليكم ...
ماجد: وعليكم السلام ....
مهند: إيه يالقطوع ما تقول عندي خوي مشتاق لي .. ولاّ من لقى أحباه نسى أصحابه ...
ماجد: هه هه هه الله يغربل إبليسك وأنت بعد ما تعلم بطلعتك مخلينا صفر على الشمال الله يخلي فيصل وكالة أنباء ما يفوته شي ...
منهد: أنا شفتك علشان أقولك ....
ماجد: إلا أقول وينك أنت الحين لا تقول بالجامعه ترى يا ويلك تداوم قبلي مالي خلق أتقبل التهاني بلحالي ....
مهند: والله إنك مصدق عمرك بس ولو لا تخاف أنت ما تعرف أبوي حلف علي إني ما أطب الجامعه هالأسبوع يقول إني توي ما تعافيت ....
ماجد: هه هه هه هه إيه لازم تسمع كلام بابا علشان ربي يعطيك حسنات كثييييييييره هه هه هه ....
مهند: أقول أنطم بس .. إلا على فكره عندك أحد الحين ...
ماجد وهو يتنهد: لا ما نعدي أحد أشوا إنك دقيت والله إني طفشان وأمي ميب جايه إلا الساعه 11....
مهند: خلاص أجل أبجي لمك الحين
ماجد فرحاً: صــــــدق ....
مهند: لإيه صدق وش قالوا لك بموزنبيق أنا يا لله إقلب وجهك ربع ساعه وأنا جاي .....
ماجد: هه هه هه لا تتأخر يا موزنبيق هه هه هه هه ...
وأغلق مهند الخط قبل أن يكمل ماجد ضحكته ....
ارتدى مهند ملابسه على عجل وما إن هم بالخروج من باب المنزل حتى سمع والده فالتفت إليه فإذا به يرتدي ملابس العمل وهو مستعد للخروج ....
أبو مهند: وين رايح يا وليدي ....
مهند بعد أن اتجه نحو والده وقبّل رأسه ويده: أبروح أزور ماجد بالمستشفى من زمان ما شفته ....
أبو مهند: مع مين بتروح ....
مهند: هه يبه الله يهديك وش اللي مع مين ... أبروح بسيارتي ....
أبو مهند: أنت صاحي توك طالع من المستشفى وتبي تسوق ...
مهند: يبه أنا الحمد لله بخير لا تكبر الموضوع ....
أبو مهند: أقول رح .. تكبر الموضوع ولا ما تكبره أمش معي أنا بوصلك وإذا وصلت أبرسل لك السواق ...
مهند: يبه الله يهديك بس .......
ولم يكمل حديثه لأن والده كان قد خرج من المنزل دلالة على أنه انتهى الأمر وليس هناك مجال للنقاش فتبعه مهند على مضض ......


*************


ماجد بعد أن سمع طرقات على الباب: تفضل ما فيه أحد ...
فتح الباب ودخل مهند وهو يبتسم وتبادلوا التحيات وتصافحوا ...
وبعد مرور بعض الوقت من الحديث لفت نظر مهند وجود باقة الورد يلك التي رآها مع تلك الفتاة فراح يفكر فيمن تكون صاحبتها وما علاقتها بماجد ....
ماجد: يا هــــوووووه ياخي عطنا وجه لي ساعه أتكلم وأنت بعالم ثاني ....
مهند بعد أن تنبه من سرحانه: هه وش تقول ....
ماجد:ما أقول شي أنت ووجهك لي ساعه أتكلم وأنت سرحان ياخي لا تتعب نفسك وأنت تفكر بي خلاص هذاي أنا قدامك ...
مهند وهو يضرب ماجد مع كتفه: أقول من زينك أنت ووجهك أفكر بك ....
ماجد وهو يضع يده على كتفه متظاهراً بالألم: أي يا الخبل تراك بمستشفى خل الجلافه برا موب هنا لو سمحت ...
فرمقه مهند بنظرة غاضبه ثم أسترسل الاثنان بالضحك ......
مهند: أقول ما دريت إنه عندك معجبين ... وهو يغمز بعينه ..
ماجد: وش معجبينه بعد أنت ...
مهند: باقات الورد اللي ماليتن الغرفه ميب بعيده عليك تتعرف على بنات من وراي ...
ماجد: أقول ضف وجهك تراك خبل أنت وتفكيرك الخربان هذا ...
مهند: لا تزعل بس والله مستغرب ما فيه بالحياة أحد غيري يعطيك وجه ويفكر بك ....
ماجد: تراك مصدق عمرك أنت بعدين هذي أختي كل يوم داخله علي بباقة ورد ما تمل وأنا بعد ما أحب أفشله وأجامل ....
منهد وهو يبتسم: مالت عليك البنت تجيب لك ورد ومتعبتن عمره وأنت (ويقلد صوته) أجامل .. صدق لا قالوا النعمه تحته ويرفسه برجليه .....
وسرح مهند في فكره قليلاً لكن ماجد لم يدعه لأفكاره بأن قاطعه كعادته ....
وهكذا أكمل الصديقين حديثهما المعتاد حتى انصرف مهند إلى منزله ....


***************



لم يمض أسبوع حتى خرج ماجد من المستشفى ليبقى في المنزل حتى يجبر كسر ساقه ولأنه لم يبق على امتحانات الجامعه سوى شهر اضطر ماجد أن يداوم بعد أسبوع من خروجه من المستشفى ......
فكان يسير بعكاز وفي اليوم الذي داوم فيه لم يرض مهند بأن يدعه يذهب مع السائق فأصر عليه بأن يصطحبه ليذهبا معاً إلى الجامعه .....
كان منهد قد شفي تقريباً من إصابته إلا أن الجرح الذي كان في باطن قدمه عميقاً بعض الشيء فكان يعرج في مشيته وعندما وصلا إلى الجامعه كم كان شكلهما مضحكاً وهما يعرجان معاً .....
وصدق حدس ماجد فما إن وصل حتى اجتمع عليه رفاقه للاطمئنان عليه بالرغم من أنهم لم يدعوه في المستشفى وحتى بعد خروجه بأن قاموا بزيارته ....
وعندما تفرق الجمع جلس ماجد على كرسي كان بجانبه متهالكا ًً ....
ماجد: حسبي الله عليك احتريك تسوي شي تنقذن من هالتجمهر ما أقول إلا مالت عليك .....
مهند وهو يضحك: هه هه أحلى يا مشهور ياخي قطعت قلوبهم عليك ما يقدرون يستغنون عنك هه هه هه .....
ماجد بغضب: أقول ضف وجهك يا لله عاد تراي منيب فاضين لك لا تنكد علي بهالصبح ....
مهند: هه هه أحلى يا بزنس مان وش عندك شغل هه هه ...
رمقه ماجد بنظرة ساخطه ولم يجب ....
وهكذا انتهى اليوم الأول على خير (تقريباً على خير) ....



((بنت القصيم)))



تحياتي للمنتدى @ عاشق @ عايز ردودكم يتبع
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:28 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd