كلما أوجعتني أشد أحببتك أكثر !!

[ماكنزي]

كلّما أوجعتني أشدّ أحببتك أكثر

كارين بوي

ترجمة: جمانة حداد

هي من أهم شعراء أسوج في القرن العشرين رغم قصر حياتها. تأثرت في مراهقتها بطاغور، وانغمست في الميثولوجيا الهندية وتعمّقت في البوذية وحاولت ان تتقن السنسكريتية. لكنها سرعان ما انعطفت واتجهت نحو المسيحية. تابعت دروسا في اليونانية لأنها أرادت أن تقرأ أفلاطون بلغته. واعتاد رفاقها على مقاعد الدراسة مناداتها "تيو الشغوفة". ترجمت تي. س. اليوت الى الأسوجية، وكانت شاعرة أفكار في الدرجة الأولى، شاعرة الحياة وما يجب أن تكون عليه هذه الحياة. التضحية بالنفس يمكن أن تكون عنوانا لسيرتها، أكان ذلك في علاقاتها الانسانية أم في كتابتها. أما هويتها الجنسية فكانت ملتبسة، إذ أحبت نساء ورجالا على السواء، وإن مالت أكثر صوب النساء. وقد ساهمت روايتها الوثائقية، "أزمة"، في الجدال الذي كان دائرا في بلادها، في الثلاثينات من القرن الفائت، حول تغيير القوانين المتعلقة بالمثلية الجنسية.
لم تكن كارين بوي تحب شكلها، خصوصا جسدها، وكانت تشعر بالدونية لهذا السبب. باكرا بدأت سلسلة انهياراتها العصبية ووقوعها في دوامات من الاكتئاب. عاشت حياة مرهقة وكثيرة التقلب عاطفيا. تعرفت الى ليف بيورك عام 1929، وهو شاب يساري متطرف كان مهتما بالتحليل النفسي، فتزوجا، ثم طلقا بعد 3 أعوام. اثر انهيار زواجها أقامت علاقة عاصفة مع غونيل برغستروم، زوجة أحد أصدقائها، وكان شاعرا أيضا. ثم انتقلت من ذاك الفشل الى ذراعي مارغو هانل، شابة تصغرها باثني عشر عاما، وكانت قصتهما صعبة ومعذِّبة الى أقصى الحدود. فمنها الى غرام شغوف بأميتا ناثورست، لكي تكتشف أن هذه مصابة بالسرطان. أخيرا، في 23 نيسان 1941، وكانت كارين بوي قد بلغت الحادية والأربعين من العمر، غادرت منزلها سيرا على الأقدام وهامت في السهول المجاورة. لكنها لم تأخذ معها طعاما ولا شرابا: أخذت فقط علبة من الحبوب المنوّمة. "إرفعي كأسكِ ليليت"، قالت، مكرّرةً ما كتبته في إحدى قصائدها، "الموت في سعادة هو موت أبيض". ثم استسلمت للبياض النهائي.

ج.ح.



تلك الخطى الهادئة ورائي

إذا أحكمتُ الإصغاء، أستطيع أن أسمع حياتي تطير
أسرع من أي وقت مضى.
تلك الخطى الهادئة ورائي،
إنها خطاك، يا أيها الموت.

قبلا، كنتَ بعيدا -
وكم كنت غاليا عندي.
الآن، حين كففتُ عن التوق إليك،
الآن، ها قد أتيت.

أيها الموت العزيز، ثمة في كينونتك
أمر يؤاسي المكافحين:
إذ ما همّك أنت إذا صار المرء عظيما
أو إذا ضيّع حياته هباء؟

أيها الموت العزيز، ثمة في كينونتك
شيء يجلو الأجواء:
أنت كما أنت مع الصالح والطالح
مشرّعا تتمدد، عاريا واعزل.

اتبعني ودعني أمسك بيدك،
يدك التي تطمئن جيدا وعميقا:
الجميل تجعله كبيرا لا مفر
والبشع تجعله صغيرا.

كأنك تريد مني شيئا،
وحسبي أنك هدية تريد:
مفتاحا صغيرا عجيبا وغريبا -
هو كلمة "نعم" البسيطة.

نعم، نعم، أرغب!
نعم، نعم، سوف!
وها أنذا أفرش طاعتي عند قدميك
لكي تنمو فيّ، ساكنا.

***

أنت عزائي الأنقى

أنت عزائي الأنقى
وملجأي الأشد رسوخا أنت أفضل ما لديَّ لأن لا شيء يوجعني مثلك.
لا، لا شيء يوجع مثلك يدك تحرقني كثلج ونار نظرتك تخترق روحي كالفولاذ. وكلّما أوجعتني أشدّ أحببتك أكثر
لذا فإن أفضل ما لديَّ هو أنت.

***

كيف يمكنني أن أعلم...

كيف يمكنني أن أعلم إذا كان صوتك جميلاً؟ جلّ ما أعرف أنه يخترقني
يجعلني أرتجف كورقة يمزّقني ويكسرني.
ما أدراني أنا ببشرتك وأوصالك؟ يروّعني فحسب أنها ملْكك أي أنه لن يهنأ لي نوم ولا عيش قبل أن أجعلها ملْكي.

***

الموت مثلك

أعتقد أن الموت مثلك،
طويل وشاحب ومنتصب مثلك،
عيناه بحريتان، بعيدتان مثل عينيك
ومثل شفتيك شفتاه، مضمومتان من فرط الوجع.
الموت أنت وأنا ملكك،
يداي لك وعقلي.
لقد أهمدت كل حياة تبرعم،
وهدهدت نحو نوم محزن
الحلمَ والفعلَ اللذين بالكاد جرّبا أجنحتهما.

لكني رغم ذلك أحبك يا موتي،
أنت يا موتي الطويل، المرّ
الذي في قبضة يده تذوي حياتي.
أنت يا موتي الحلو،
أبارك عذاباتك كل يوم!

***

أنت البذرة

أنت البذرة وأنا التربة
تكمنين فيّ وتنمين.
أنت الطفل المنتظر
وأنا الآن أمّك.

أيتها الأرض، امنحي دفئك!
أيها الدم، امنح نسغك!
قوةٌ مجهولة تطالب اليوم
بكل الحياة التي لديّ.
الموجة الدافئة المتدفقة
لا تعرف سدّا على الأرض،
أوسع تريد ان تصبح،
وتكسر لتمشي طريقها قدما.

لهذا السبب تؤلمني
أحشائي الآن:
شيء ما ينمو ويكسرني -
وهذا الشيء، يا حبي، هو أنت!

***

تعلّم ان تصمت

كل ليل يمرّ على الأرض مترعا بالآلام.
يا أيها القلب، تعلّم ان تصمت.
وحدها الأرواح القوية، وحدها التروس الصلبة
تعكس الضوء في منزل النجمات.

نواحك يزيدك ضعفا:
يا أيها القلب، تعلّم ان تصمت
وحده الصمت يشفي، الصمت يمرّس،
بعفّته التي لا تُمسّ وصدقه البلا ذنب.

تود ان تختبر معاناة الحياة الشغوفة!
تعلّم ان تصمت يا قلبي:
بالجروح والحمّى لن يشتد عودك،
وقاسيا مثل الفولاذ هو معقل السماء.

***

في لا مكان

إني مريضة بالسم، مريضة بعطشٍ
لم تخلق الطبيعة شرابا يرويه.
من كل حقل تقفز جداول وينابيع:
أنحني واشرب من عروق الأرض
سرّها المقدس.
تفيض السموات بأنهار مقدسة:
أنهل وأشعر شفتيّ رطبتين
بنشوات بيضاء.
ولكن في لا مكان، في لا مكان
أروي عطشي...
فأنا مريضة بالسم، مريضة بعطشٍ
لم تخلق الطبيعة شراباً يرويه.

[rock]

ماكنزى


مشكورة اختى الغاليه على الموضوع والنقل المميز للكلمات الرائعه


دمتى بود وحب


الروك

[ماكنزي]

الروك

مشكور أخي على مرورك

لا حرمنا تواصلك

مع التحية

[اسيرة الصمت]

مكنوز

مشكورة حبيبتي

اختيار رائع

ونقل جميل

يعطيك الف عافية

تقبلي تحياتي

[اسيره في قلب دامع]

ماكنزي

بدايتا اشكرك على المعلومات المميزه

واشكرك لنقلك الاكثر من رااائع

يسلموو الايادي

يعطيك الف عافيه

دمت بخير وود

[ماكنزي]

أسيرة الصمت

مشكورة حبيبتي

على مرورك

لا حرمنا تواصلك

مع التحية