بعد أن فتحت بوابة المبدعة باتريسيا
وتمعنت في محتويات المعرض كان لي
هذا التعليق
عندما نفتح الموقع الإلكتروني للفنانة باتريسيا بيتشيني تصدمك الصور وأنت تتملى في تركيبها الكلي وكيف استطاع عقل مبدع أن يجلي تصوره لفعل الاستنساخ ليدعك بدورك تتصور الذات المبدعة من أجل التوفيق بين التصورين تمثلا للجمال وإحساسا به .
إنها نظرة التقاء تجاه الوجود في كليته عندما تجد طفلة صغيرة تتملى القدرة الإبداعية وكأنها تتلقى دروسها الأولى بل تربيتها فنيا وعاطفيا ودينيا.
هكذا أرادغيرنا أن يشكل فكر أبنائه من خلال مدى كامل من الإدراكات الحسية التي تثير الحواس عبر إقبال سلوكي على تذوق الجمال وتقديره.
هنا إذن تجاوز للفكر الضيق الذي ينطلق من تنزيه النص وحفظ المتن بل تجاوز حتى عن آلية التفكيروكيفية العمل إلى إنضاج الشخصية بالاستمتاع المتميزللإمكانيات الحسية ،إنه تعليم على الرؤيا والاستماع، وعلى اللمس والشم والتذوق.
أمعنوا النظر في الطفلة مهتمة بالمجسمات ،ليس من ورائها أوامر ولا نواهي ،ولا أمامها مكتو بات ولا تعاليم كما لا ينتظر منها ترديد ولا استظهار .هي وجها لوجه مع المنحوتات وقد انفتحت أمامها أنواع النشاط وصور العبقرية الإنسانية كأنها لحن مميز وقعه وتر السعادة وحب الحياة .أليس من الممكن أن تصير نفس المنحوتات "بوبو" أمام الطفل العربي؟ قد تحول قاعة العرض إلى صراخ وعويل ونداءات بالحماية .
لماذا امتزجت الطفلة تلقائيا بالمجسمات من خلال بسمة رضى هادئة وديعة هي رجع للذات وارتفاع فوق كل اندماج اجتماعي مجرد حتى لكأن الموقف صار شكلا من أشكال الوعي؟
إنه ببساطة الأمر إعداد للتربية على الجمال لم يتقدمه قول مأثوربالحلال والحرام ولا إثارة اهتمام بحديث المقابر وصور السعيرولا ترهيب بالسخط والمسخ.إنه تدريب على أن يلتقي وعي بوعي وسيلته التحسس عن قرب والتأمل الذي هو دوما عودة إلى الواقع