:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-2006, 11:50 PM   #71
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

روبــي ...نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اهـلا وسـهلا ...

الله يـعـافـيك...

تسلمـين خـيتوو...

ايـه فعـلا هـي قـصـه حلـوه وجـريئـه بنـفس الوقـت...

تشـكرات عـلى الطـله الحـلوه...

أرق تحـيـه...


احساس رسـامه...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 02:38 AM   #72
حـ الذكريات ـلو
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية حـ الذكريات ـلو
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23286
الدولة: دار أبو متعب
المشاركات: 4,981
عدد المواضيع: 58
عدد الردود: 4923


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حـ الذكريات ـلو is on a distinguished road

حـ الذكريات ـلو غير متصل
Smile

يعطيك العافيه

وعلى قولتك

هع


لازلت متابع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 03:48 PM   #73
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

البجـادي...
الله يـعـافيـك ...نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هههههههههههه ...

أرق تحـيـه...



احساس رسـامـه...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 03:52 PM   #74
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(43)

اليوم عاد : اليوم عاد كأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه ليقول لي إني رفيقة دربه وبأنني الحب الوحيد لديه حمل الزهور إلي ، كيف أرده وصباي مرسومٌ على شفتيه ما عدت أذكر والحرائق في دمي كيف التجأت إلى زنديه خبأت رأسي عنده وكأنني طفلٌ أعادوه إلى أبويه حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به ، رقصت على قدميه سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدري ، تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه ؟! كم قلت إني غير عائدة له ، ورجعت ! ما أحلى الرجوع إليه ! نزار قباني هابي نيو يير . لا أشعر بالرغبة في كتابة مقدمة هذا الأسبوع . أترككم مع الأحداث لتتكلم عن نفسها :
** عاد فراس !!!! انتزعت سديم ورقة التقويم الصغيرة لذلك اليوم الذي جاد به الزمان دون حسبان ، وأوسدتها دفترها السماوي بحنان ، وغطتها بصفحاته المشحونة بصورة ومقابلاته . عاد فارس بعد يومين فقط من كتابتها لتلك الرسالة التي لم تصل إليه . عاد بعد أقل من شهر من ابتعاده ، وبعد بضعة أيام عقد قرانه ، وقبل أسابيع قليلة من حفل زفافه ! كانت سديم حينها في مدينة الخبر ، وبعد أن قضت السهرة في حفلة زفاف إحدى قريباتها ، عادت إلى منزل خالتها بدرية . لم تكن قادرة على النوم في تلك الليلة . كان فراس معها . هواء الشرقية الذي يتنفسه يلوث رئتيها ، ومصابيح الشوارع التي تنير له طريقه تعمى ناظريها ، وكأن فراس قد فرش بشته الذي يظهر به في معظم الصور فوق مدينة الخبر ، فصار كل ما فهيا ملكاً له . كانت تتنهد بكآبة الساعة الرابعة فجراً عندما وصلتها رسالة على هاتفها الجوال الذي مات تقريباً منذ رحيل فراس : مازلت أعاني كثير بعد انسحابك من حياتي ... اكتشفت إني راح أعاني لمدة طويلة طويلة جداً . صورك والرسايل كلها أحرقتها علشان تتطمنين . عورني قلبي وأنا أشوف النار تاكل ثروتي ، لكن ملامحك وصوتك وذكرياتك اللي بقلبي مستحيل أمحوهم . أنا ما قصدي بهالرسالة أننا نرجع لبعض وما أطلب إنك تردين علي . أنا بس بغيتك تعرفين وش صاير معي . أنا تعبان بدونك يا سديم . تعبان كثير ... لم تستطع سديم قراءة الرسالة بوضوح لغزارة الدموع التي ملأت عينيها بمجرد قراءتها اسم الرسل الذي لم تتجرأ على محوه من جهازها : (فراسي تاج راسي) ! لم تشعر بنفسها وهي تتصل برقم الجوال المرسل . رد عليها فراسها ! فراس الحبيب والأخ والأب والصديق . لم يقل شيئاً ، لكن مجرد سماعها لأنفاسه تتردد على الطرف الآخر من الاتصال كافياً حتى تطلق العنان لدموعها وتبكي . بقي صامتاً لا يدري ما يقول ، وصوت محرك سيارته يخفي توتر أنفاسه ، بينما ظلت سديم تفرغ حقائب البكاء المنتفخة التي لديها وتعاتبه بدموع كوت صدرها لأسبابيع ، وظل هو يصغي لشهقائتها المتألمة والمتظلمة وهو يطبع على كبين الجوال الكثير والكثير من القبل . كالحلم جاء ، ودكت حصون المقاومة بسهولة غير متوقعة ، وكأن كلاً منهما كان بانتظار إشارة من الآخر حتى يعدو إليه ويرتمي بين أحضانه . لم يصدق عندما أخبرته بأنها في الخبر ! في منزل خالتها الذي يبعد كيلو مترات ضئيلة عن منزله ! ظل يحادثها عبر الجوال حتى وصل بسيارته إلى الحي الذي تقطنه ، لم يكن يعرف المنزل ، ولم يسألها . أخبرها فقط أنه أصبح أقرب لها مما تتصور ! كانت ليلة لا تُنسى ! عصافير تغرد في فجرهما السعيد ، وسيارة تجول أحد الأحياء في مدينة الخبر ، يقودها عاشق أضناه الشوق ، فراح يغني لسديمة : خذاني الشوق لعيونك وجيتك طرى لي شي ما عمره طرى لي على بالي ولا لحظة نسيتك أسولف فيك من حالي لحالي أنا وشلون أعيش إن ما لقيتك تذكرت الغياب وضاق بالي تعال وقلبي المشتاق بيتك فرشت الورد لقدومك يا غالي على كلمات أغنية نوال الكويتية ، جن العاشقان وانفجر صمام الوله . بعدما بدا لهما دهراً من الحرمان ، يمسك القدر بيد أحدهما ليقوده نحو الآخر بحنان أب عز عليه رؤية ابنه وابنته في هذا العذاب ، فبلغ به الكرم مبلغاً غير معهود ! اتجهت سديم نحو نافذتها المطلة على الشارع ، وراحت تصف لفراسها البيوت المحيطة ببيت خالتها الذي لا تعرف رقمه ولا موقعه بدقة . كانت لا تعرف سوى لون بابه البني وأن على جانبي بابه الكبير بعض الأشجار غير المشذبة . لمحت ضوء سيارته القادمة من بعيد ، فغاصت في بحر من اللذة . رآها من وراء نافذة حجرتها ، اشعر العسلي فوق الأكتاف والبشرة القشدية التي يحلم بتقبيلها . (أنتِ قشطة وعسل) كان يقول عندما يتأمل صورها . أوقف محرك سيارته أمام منزل الخالة ، غير بعيد عن نافذة سديم في الطابق الثاني رجته أن يبتعد بسيارته قبل أن يلمحه أحد الجيران ، لكنه راح يغازلها بأغنية أخرى لنبيل شعيل : اصبر دقيقة ودي فيك أتأمل ! الله حسيبك صاير أحلى من أول ! لكن عيونك هذي هي مثل ما أحب كل ما أستطيع قوله لكم ، أن صباح مدينة الخبر ذلك اليوم كان (غير شكل) !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 03:55 PM   #75
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(44)

الحياة بعد زواج لميس هل أحببت يوماً شنيع هو الحب ، أليس كذلك ؟ يجعلك في منتهى الضعف . يفتح صدرك وقلبك ليأتي شخص ما فيثير الفوضى بداخلك . تبني الحصون وتشيد القلات كي تحمي نفسك من الأذى ، وفجأة ! يأتي شخصي واحد ، شخص غبي ، لا يختلف عن أي غبي غيره ! ليتجول في دنياك الغيبة . تعطيه قطعة منك لم يطلبها أصلاً ، وحين يقوم بإحدى أفعاله الغبية ، كأن يطبع على شفتيك قبلة أو يبتسم لك ، تتسرب حياتك من بين يديك فلا تغدو ملكك . الحب يأخذك رهينة . إنه يتغلغل فيك ويأكلك من الداخل للخارج ، ثم يتركك تبكي في الظلام وهو يسلك طريقه إلى قلبك . كم هو مؤلم ! ليس ألماً خيالياً ولا عقلياً . إنه ألم الروح وألم الجسد . إنه الألم الذي ينغرس بداخلك ويقطعك إرباً . أكره الحب . نيل غيمان انقسم القراء – كالعادة – ما بين مؤيد لعودة سديم إلى فراس ومعارض ، لكن الجميع اتفقوا هذه المرة – على غير العادة – أن قصتهما من المؤسف أن تنتهي إلا بنهاية مميزة ، كحبهما !
** جاءت التلميحات المتوقعة من حمدان عن الارتباط والاستقرار بأشكال متنوعة . قال لها مرة أنه يلحم بأن يتزوج من فتاة تكون البيست فريند له ، وأنه يتمنى أن يجد فتاة في مثل وعيها وتفتحها (ابتسمت ميشيل وهي تسمع مديحه لتفتحها ، التفتح الذي كانت تسمع ذماً له في بلادها) ليرتبط بها ، وكان دائماً ما يثني على أناقتها ويلاحظ أدق التغيرات التي تطرأ على شكلها كل يوم . اعترفت ميشيل لنفسها مجدداً بعد أن اعتمدت مبدأ الصراحة مع النفس في حياتها بدبي ، بأنها إما أن تكون معجبة بحمدان أقصى درجات الإعجاب أو أنها تحبه أدنى درجات الحب . كان وجوده معها يسعدها أكثر مما كان يسعدها وجود ماتي بكثير ، وأقل مما كان يسعدها فيصل بكثير . كانت متأكدة أنه يحمل لها في قلبه من المشاعر أكثر مما تحمله هي له في قلبها ولذلك فقد آثرت أن تتجاهل تلميحاته وأن تشعره بترددها حيال فكرة الارتباط ، واستطاعت أن تقوم بذلك دون أن تبدي له رفضاً قاطعاً ودون أن تقطع حبل آماله وآمالها . اقتنع حمدان بأن الوقت ما زال مبكراً لمناقشة موضوع الارتباط وارتاحت هي لتقبله الموضوع بصدر رحب وعدم ابتعاده عنها رغم صدها غير المباشر له . يدرك حمدان أن الكلام هو أفضل وسيلة للتعبير عما في العقل ، لكن التعبير عما في القلب يكون أبلغ بوسائل غير منطوقة ، كما درسوها في الجامعة . عندما يتعارض كلام الإنسان مع ما يُستشف من نبرة صوته ، إينماءاته ، أو غيرها من قنوات التواصل غير المنطوق ، تكون الحقيقة عادة في الطريقة التي يقال بها الكلام وليس فيما يقال ، وهكذا هي لغة المشاعر التي يفهمها حمدان جيداً . يعجبها خلوه من العقد النفسية التي تغزو الرجال عادة ، فعلى الرغم مما يمتلكه من محفزات للإصابة بتلك العقد النفسية من وسامة وأخلاق ونجاح مادي واجتماعي إلا أنه يبدو لها في حالة ممتازة من التوازن العقلي ! كانت تصرفاته دائماً تدل على ذكائه العاطفي. كان Emotionally Intelligent وكان الشخصية الأكثر استشارة لعقلها Entellectuall Stimulating بشخصيته الجذابة وثقافته الواسعة . رغم كل هذا ، لم تستطع ميشيل أن تحبه ، أو أنها لم تسمح لنفسها بالمحاولة ، فقد اكتشفت بمحاولتين . إذا كانت أسرتها ترفض ارتباطها بقريبها الأمريكي ، وأهل السعودية يرفضون ارتباط أحد أبنائهم بها ، فهل سينفك النحس مع حمدان الإماراتي ؟ في المرة الأولى نفيت بإرادتها إلى أمريكا ، وبعد المرة الثانية هاجرت رغماً عنها إلى دبي ، فإلى أين ستهرب هذه المرة إن أخفقت للمرة الثالثة ؟! يبدو كل شيء في حياتها ممتازاً فيما عدا مسألة الزواج . لا تعتقد ميشيل أنها ستتفق يوماً وقدرها على رجل مناسب لها ، فبينها وبين القدر ثأر قديم ... إن هي ارتضت رجلاً لنفسها أباه القدر ، وإن هي كرهته ، ألقى به القدر تحت قدميها .
** أعلنت لميس ارتداءها للحجاب بعد عودتها من شهر العسل . باركت صديقاتها هذه الخطوة الجريئة فيما عدا ميشيل التي حاولت أن تثنيها عن قرارها مذكرة إياها برداءة شكل المحجبة وتخلفها عن الموضة ، إلا أن لميس كانت قد حسمت أمرها قبل مشاورة أي أحد بمن فيهم نزار . كانت لميس مقتنعة بأنها قد مارست كل ما يحلو لها من تحرر قبل الزواج وأثناء شهر العسل وقد حان الوقت لتغيير مسار حياتها إلى ما يرضي الله ، خصوصاً بعد أن منحها الزوج المناسب الذي كانت تحلم به وتحسدها على حبه وتعامله الرقيق جميع صديقاتها . بالفعل كانت حياة لميس مع نزار مضرب المثل في السعادة الزوجية ، فقد كانا متفاهمين ومنسجمين أكثر من أي زوجين حولهما .. على سبيل المثال ، كان من الصعب استشارة نزار بسهولة ، بينما كانت لميس في المقابل عصبية وحساسة ، لكنها كانت أكثر منه حكمة وصبراً عندما يتعلق الأمر بمسائل البيت والمصروف ، ولذلك فقد كان نزار يعتمد عليها في تدبير شؤون المنزل ، مع مساعدتها يومياً في التنظيف والغسل والطبخ والكي ، حيث أنهما فضلا عدم استقدام خادمة قبل ولادة طفل لهما . كانت لميس تحرص حرصاً شديداً على رضاء أسرة زوجها وبالأخص والدته التي تدعوها ماما ، وكانت تلك العلاقة الممتازة بين لميس وأم نزار تدفعه للتعلق بها أكثر وأكثر. كان يهديها وروداً حمراء دون سبب ، ويعلق لها رسائل الحب على باب الثلاجة قبل ليالي المناوبات التي يمضيها في المستشفى ، وكان لا يغفو هناك قبل أن يتصل بها ، وعندما يعود كان يأخذها لتناول الطعام في أحد المطاعم أو الأسواق دون أن يتحرج من رؤية أصدقائه المحتملة له وهو إلى جانبها كما يفعل بعض الشباب ، وكانت هي تعد له بعض الساندويشات والسلطات التي تودعها الثلاجة قبل أن تذهب لمناوباتها ، التي ينتظرها بعدها على أحر من الجمر ليقضيا معاً يومهما مثل عروسين ما يزالان في شهر العسل.
** كان السؤال يدور في ذهن سديم فلا تجد له جواباً ، وتطرحه باستمرار على قمرة وأم نوير فتحتاران معها : هل تُعد ثقافة المرأة – بما فيها العلوم النظرية والتجارب الحياتية العملية – نعمة أم نقمة ؟ لاحظت سديم أنه رغم تطور الحياة وارتقاء المفاهيم إلا أن الإقبال على الفتاة الصغيرة الساذجة عند البحث عن عروس مناسبة ما زال مرتفعاً مقارنة بالإقبال الضعيف على الفتاة التي تصل إلى درجة عالية من العلم والمعرفة والاطلاع العام على الحياة ، وعنوسة الطبيبات دليل واضح على ذلك ، فالرجل الشرقي بالذات غيور بطبعه ويشعر بالخطر عند مواجهة أنثى تشكل تحدياً لقدراته ، ولذلك فإنه يفضل زوجته أن تكون متواضعة التعليم مهيضة الجناح وعديمة التجربة ، حتى يكون له مكانة المعلم الأول في نفسها والذي يقوم بتشكيل تلميذته حسبما يريد ، وإن كان كثير من الرجال يعجبون بالمرأة القوية ، إلا أنهم لا يتزوجون منها ! هكذا أصبحت الفتاة الساذجة مطلوبة وقيدت (الفاهمة) على لائحة العوانس التي تطول مع الأيام وفقاً لمتطلبات الشاب الذي لا يعرف ما يريد ، ويرفض بناءً على ذلك الارتباط بفتاة ، تعرف تماماً ماذا تريد .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 04:01 PM   #76
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )



(45)
سديم والإدمان : أترى ستجمعنا الليالي كي نعود ونفترق أترى تضيء لنا الشموع ومن ضياها نحترق ؟ أخشى على الأمل الصغير بأن يموت ويختنق اليوم سرنا ننسج الأحاما وغداً سيتركنا الزمان حطاما وأعود بعدك للطريق لعلني أجد العزاء وأظل أجمع من خيوط الفجر أحلام المساء وأعود أذكر كيف كنا نلتقي والدرب يرقص كالصباح المشرق والعمر يمضي في هدوء الزنبق شيء إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه يوماً أراه نهايتي ، يوماً أريى فيه الحياة أه من الجرح الذي وماً ستؤلمني يداه آه من الأمل الذي ما زلت أحيا في صداه وغداً سيبلغ منتهاه الزهر يذبل في العيون والعمر يا دنياي تأكله السنون وغداً على نفس الطريق سنفترق ودموعنا الحيرى تثور وتختنق فشموعنا يوماً أضاءت دربنا وغداً مع الأشواق قيها نحترق فاروق جويدة يستغرب الأخ (ولد شيوخ) انتقادي للرجل الغيور ، ويقول مؤيداً أن من لا يغار ليس برجل . يضيف أنه من الطبيعي أن يختار الرجل من هي أدنى منه وإن كن جميع النساء أدنى من الرجال في نظره ، حتى يشعر بوجولته معها على حد تعبيره ، وإلا فما الذي يمنعه من أن يتزوج من رجل مثله ؟! لا تعليق
** سديم التي عادت إلى الرياض لم تكن ذات السديم التي تركتها إلى المنطقة الشرقية . لم تشك قمرة للحظة عندما زارتها بأن لفراس علاقة بالأمر ! العينان اللتان تشعان بهجة والوجنتان المتوردتان والابتسامة التي اختفت منذ فترة ثم عادت لترسم على الوجه ببلاهة دونما سبب ، إنما هي عوارض الحب المعروفة . لقد عاد فراس ، والمسألة واضحة كالشمس ! - ياما حبا ياما برك ! ما عندتس نص ونص يا سديم ! إما البوز شبرين وإلأ البسمة شاقة الوجه !! - لم تكن عودة سديم لفراس أو قبول عودته إليها مدروسة أو ذات ملامح واضحة . لم تكن تلك إحدى خطط سديم الذكية وإنما كانت من ارتجالات الحب المجنونة . اللذة التي غمرت كلاً منهما بعد عودتهما إلى بعضهما كانت أكبر من لسعة الذنب اللي يحسها هو بين الحين والآخر أو لسعة الكرامة التي تذكرها كل يوم بفعلته . لم تصل سعادة سديم على أقصاها إلى حد الغفران . كانت سعادة مشوبة بالقهر وحلاوة مغمسة بالمرارة . ما زال الشعور بالألم والخذلان قابعاً في أعماقها بانتظار أي لحظة للإعلان عن وجوده . كانت متأكدة من أنها لن تحصل من فراسها على الكثير ، وأ،ه بقبولها إياه حبيباً من جديد فإنها تتنازل عن شطر كبير من كرامتها واحترامها لنفسها ، إلا أنها آثرت لشدة تعلقها به وبعد إقناع بسيط منه ألا تفكر بالأمر ، حتى يحدث الله أمراً كان مفعولاً . لم يرد أي منهما أن يعشي الأيام المتبقية له (قبل الزفاف) بعيداً عن الآخر . كان الشعور أشبه باختلاس لحظات لذة أخيرة من حياة مريض ينتظر الموت بعد أيام قلائل. كان الاتفاق ينص ضمنياً على أن يظلا معاً حتى موعد الزفاف الكائن بعد أقل من شهرين . كان الاتفاق غريباً إلا أنهما بدءا بالمحاولة، محاولة يائسة للتثبت بالحب حتى موعد إعدامه . كان حبه الذي لم يهدأ يدفعه للاتصال بها بعد أن ينتهي من محادثة خطيبته ، وكان حبها له يدفعها لانتظاره حتى يفرغ من مغازلة خطيبته على الهاتف كل ليلة ليتفرغ لمغازلتها . كان يرفض الحديث عن خطيبته أمامها . رفض حتى مجرد الإعلان عن اسمها أو إعطاء أية معلومات عن شخصيتها ، كما رفض أن يعلم سديم بموعد الزفاف بدقة . كانت تثور عليه كل مرة ثم تهدأ بعد أن يسترضيها ، وهو البارع في استرضائها . كان يزور خطيبته التي أصبحت زوجته شرعاً بعد عقد القران مرة كل بضعة أيام ، وكانت سديم تكتشف ذلك رغم محاولاته إخفاءه عنها فتغادرها بقايا كرامة إلى غير رجعة. كثرت شجاراتهما واشتدت غيرة سديم من زوجة فراس المجهولة . لم يكن الوضع طبيعياً ، ولم تعد سديم قادرة على الاحتمال . فراس الذي كان يذيبها بحلاوة حديثه صار يلقي إليها بتعليقات سمجة ، وش فيك صايرة تزعلين بسرعة ؟ (أكيد انك في وقت معين من الشهر !) فراس الذي كانت تؤلمه الدمعة الواحدة من عين سديمة صار يستمع إليها كل ليلة وهي تنزف كبرياءها المجروح دموعاً على الهاتف فلا يتأثر . قال لها في إحدى المكالمات باستخفاف : - انتي ما شالله عليكي ما تخلص دموعك أبد ! دمعتك صارت جاهزة بأي دقيقة وعلى أي كلمة . كيف أصبح يحادثها بهذا الأسلوب ؟ هل استرخصها بعد عودتها إليه وقبولها لهذا الوضع الشاذ في العلاقة ؟ كيف انتهى بها الأمر لقبول هذا الوضع أصلاً ؟! كيف رضيت بأن يحبها فراس وهو مربتط بأخرى ؟ أن يطلب منها أن تبقى معه حتى يدخل بغيرها ؟!! ثارت عليه ذات ليلة بعد أن أخبرها أنه مقتنع تما الاقتناع بزوجته التي اختارها الأهل وأنها تمتلك جميع المواصفات التي طالما حلم بها ، وأنه لا ينقصها سوى أن يحبها كحبها إياها (سديم) ، وأن هذا الحب قد يأتي بعد أن يتزوجها كما حدث مع كل من استشارهم في الأمر . كلهم نصحوه بالابتعاد عن سديم واتخاذ الاختيار العقلاني والبعد عما يمليه القلب . قال لها أنها معذورة في عدم تفهمها لوضعه . فهي امرأة ، والمرأة لا تفكر بعقلها في مثل هذه الأمور وإنما بقلبها ! كان يردد لها كلام الأهل والأصدقاء الغارق في الجهل والخالي من أي تفهم لفطرة الإنسان التي تدفعه للحب . هل نرجو ممن لا يؤمن بالحب أن يؤمن بغيره من العواطف الإنسانية كالنبل وتحمل المسؤولية والإخلاص لمن قضى السنين في انتظار الزواج من الحبيب ؟ كان كل واحد من هؤلاء المفتين يستمع إلى فراس ثم يعطيه رأياً يحرص على ألا يكون مخالفاً لما يدور في عقله ، فكلهم يعلمون أن الرجل منهم لا يسأل ليستشير أو ليسمع رأياً مناقضاً لرأيه ، وإنما يسأل ليجد من يبدد مخاوفه ويحثه على المضي في ما عقد العزم عليه . بعضهم كان يندفع في محاولة إسعاد صديقه وطمأنته وتهدئة ضميره الخائف ، حتى بلغ بهم أن يحذروه من تلك الصبية التي أدارت عقله ومن شرها . - يحذرونك مني أنا ؟ انت مند جدك تتكلم ؟ ليش هم يعرفوني ؟ أنا اللي من نفسي قلت لك ما ابغي أعرفك من يوم تقدمت للبنت ! يجون ناس ما يدرون وش السالفة يحذرونك مني وتسمع لهم ؟! ما شالله من متى صرت تسمع لكل من هب ودب يجي يفتي لك بنصيحة زي وجهه ؟ والأ تحب تسمع انك منت غلطان وانك أحسن واحد وان البنت اللي تعرفها هي الغلطانة والمفروض إنك تتركها لا تسوي لك شي يا للي ما تستاهل إلا كل خير ! يا للي ما تستحي على وجهك !جاي تقول لي هالكلام بعد كل اللي سويته لك ؟ يا النذل يا الجبان ياللي ما تستاهل ! . انفصلت سديم عن فراس هذه المرة – بعد خمسة أيام من عودته إليها – غير مأسوفٍ عليه ، بعد أن أخبرته بصراحة عن رأيها فيه . كانت أول مرة ترفع فيها سديم صوتها على فراس ، وكانت طبعاً المرة الأولى والأخيرة التي تشتمه فيها في وجهه . لم تكن هناك دموع أو صيام عن الطعام أو أغاني حزينة هذه المرة ، فنهاية قصة الحب والحرمان كانت أسخف من المتوقع . اكتشفت سديم أن حبها لفراس وتعلقها به كان يفوق حبه لها بمراحل ، وجعلها ذلك تخجل من مجرد التفكير بقصة الحب الطويلة التي ظنت يوماً أنها ستكون من أروع قصص الحب في التاريخ ! كتبت في دفترها السماوي تلك الليلة السطور التالية : هل تستطيع المرأة أن تحب رجلاً فقدت احترامها له ؟ وكم من قصة حب غير قصتي انتهت في ليلة بعد أن عاشت لسنوات ، لأن الحبيب (طاح) من عين حبيبته ؟ الرجال لا يحبون دائماً من يحترمون ، والنساء بالعكس ، لا يحترمن إلا من أحببن! آخر رسائلي إلى فاء ، ماذا أقول عن أقوى الرجال إذا غدى طبلاً في يدي أبويه !؟ يعزفون عليه نشيد القبيلة وهو فارغٌ ! بعدما كان لديه الحب الذي لا يفرط فيه سوى جاحد ، لنعمة الله عليه يقول لي إني رجل ! والعقل ينصحني واستمعتُ إليه وأقول له إني امرأة ! حكمتُ قلبي ، واحتكمتُ إليه في ذلك اليوم ، شعرت سديم لأول مرة منذ أربع سنوات أنها لم تعد بحاجة إلى فراس كي تظل على قيد الحياة . لم يعد فراس الماء والهواء . لم يعد الحلم الوحيد والأمل الذي تعيش من أجله . كانت تلك أول ليلة منذ انفصالها عنه لا تصلي فيها من أجل عودته. لم تشعر بحزن في تلك الليلة لفراقها فراس وإنما بندم شديد على سنين أربع ضيعتها من عمرها سعياً وراء سراب اسمه الحب ! في آخر صفحة مكتوبة في الدفتر السماوي كانت هذه السطور : بغيت حبي لفراس يستمر بأي شكل ، ومع الأيام صار هذا الحب كل حياتي ، وصرت أخاف لو أنه راح منها ، إن حياتي تروح معاه . هذي كل السالفة . أدركت سديم أنها تتحمل جزءاً كبيراً من الذنب لأنها رفضت أن تتلقى رسائل فراس الخفية كما أسمتها لميس في يوم من الأيام . رفضت أن تفهم السبب الحقيقي وراء تهربه من الارتباط بها خلال كل تلك السنين التي عرفها فيها . أبت أن تسمح لقلبها بأن يستشعر ضعف حبه لها . امتنعت عن تصديق عقلها عندما حاول إقناعها بإرخاص فراسها لها واستعداده للتخلي عنها من أجل أسرته . ارتكبت غلطة المحب الكبرى وهي امتناع العقل والقلب عن استقبال أي رسالة غير مرغوب بها من الحبيب . شفيت سديم أخيراً من إدمانها للحب ، لكنها كانت تجربة قاسية جداً ، فقد على إثرها احترامها لجميع الرجال ، بداية بفراس ومن قبله وليد ، ودون انتهاء .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 04:03 PM   #77
ميدووحلا
موقوف
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23274
المشاركات: 3,349
عدد المواضيع: 568
عدد الردود: 2781


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ميدووحلا is on a distinguished road

ميدووحلا غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

مشكورة اختى
قصة شيقة
 
قديم 29-11-2006, 04:06 PM   #78
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(46)

والآن ... هذا هو طارق العاشق : يا عين هلّي صافي الدمع هليه وإلى انتهى صافيه هاتي سريبه ويا عين شوفي زرع خلّك وراعيه شوفي معاويده وشوفي قليبه يا من له الخاطر شفوقٍ يراعيه اتبع هوانا وغيرنا وش تبي به اللي يدارينا ترانا نداريه واللي تنكر جعل ربي حسيبه اللي يبينا عيّت النفس تبغيه واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه نورة الهوشان ما زلت أشارككم أفراحكم وأعيادكم ، كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك . قد لا أشارككم عيدنا القادم ، ولكنني أمد تهنئتي لتغلف جميع أيامكم المستقبلية ، جعلها الله لكم ولي أياماً مليئة بالخير ، والصحة ، والأمان ، والحب .
** عندما انتقلت سديم للعيش في منزل خالتها بدرية ، كان طارق ابن خالتها الأكثر فرحاً بقدومها . عيّن نفسه مسؤولاً منذ اليوم الأول عن راحتها وقضاء حوائجها ، ولأنها لم تكن تطلب شيئاً فقد كان يحاول تقديم خدماته بشكل غير مباشر ، كأن يساعدها في حل مشاكلها المادية بإجراء اتصالات مع بعض أصدقائه من موظفي البنوك دون أن تدري . كان يحتفي بها كل ليلة فيجلب لها معه طلبها المفضل من برجر كنق ليتناولا عشاءهما معاً دون إخبار أخواته اللواتي ظللن يشكينه لوالدتهم باستمرار دون أن يكترث لأمرهن . كانت سديم تشعر باهتمام طارق بها لكنها لم تستطع التجاوب معه بالشكل الذي يتمناه أو الدرجة التي توازي اهتمامه ، قد يرجع ذلك لاضطرارها للعيش معه في نفس المنزل وشعورها الدائم بعدم الراحة أثناء وجوده وهو الذي لا يرفع عينيه من عليها طوال مدة وجودهما في مكان واحد! كان طارق يكبرها بعام . درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في الرياض عندما كان والده يعمل موظفاً في إحدى الوزارات ، وأتم المرحلة الثانوية في الخبر التي انتقلت إليها الأسرة بعد تقاعد الأب الذي أراد أن يصبح قريباً من إخوته في المنطقة الشرقية ، قم عاد طارق إلى الرياض مرة أخرى ليلتحق بكلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود. لاحظت سديم إعجاب طارق المتزايد بها عندما كان يزورهم في المنزل في عطل نهاية الأسبوع التي لا يسافر فيها إلى أهله في المنطقة الشرقةي ، وذلك منذ أن كانت سديم في الصف الثالث الثانوي ، إلا أنها لم تعر ذلك اهتماماً ، فرغم أن طارق لطيف وحلو المعشر ، ويدللها كثيراً في كل مرة يأتي فيها لزيارتهم ، ويعيرها اهتماماً خاصاً في حديثه ونظراته ، إلا أنه لم يتمكن من تحريك قلبها ، فظلت تكن له مشاعر الأخوة التي لم تتبدل منذ أيام لهوهما معاً في طفولتهما في منزل جدهما بالرياض ، حبه البريء كان يلامس قلبها باستمرار لكنه يعجز عن اختراقه . وحدها قمرة كانت تعلم عن ابن الخالة العاشق الذي كانت تزهو به صديقتها أمامها، إلا أن سديم لم تأت على ذكره منذ خطبتها لوليد ، ومن ثم علاقتها الطويلة بفراس ، والتي تحاشت خلالها الاحتكاك بطارق . كان يأتي لزيارتهم فلا يجد سوى الأب في استقباله ، وبعد بضع مرات تكرر فيها غياب سديم بسبب الانشغال بالمذاكرة في الطابق العلوي ، انقطع طارق عن زيارتهم ، أما في المناسبات المعدودة التي تضطر سديم للسفر إلى الخبر من أجلها ، فصار طارق يتحاشى اللقاء بها ، وكانت سديم تقدر له ذلك . مشكلة طارق في نظرها كانت في تصرفاته الطفولية بعض الشيء . لم تكن تحب بساطته الزائدة وكانت تستغرب من إظهاره مشاعره نحوها بهذا الصدق وهذه الصراحة . كان طارق يبدو أمامها كطفل كبير بملامحه الطفولية التي تشبه ملامح جدتهما الشامية وجسمه المكتنز وابتسامته البريئة . لم يكن ذلك بالعيب الفعلي لكنه كان حاجزاً من الحواجز الكثيرة التي تفصلها عنه وتقلل من اقتناعها به كشاب يمكنها الارتباط به . فاتحها طارق في موضوع الارتباط ذات ليلة بعد أن خلد الجميع إلى النوم وبقيا هما في الصالة يتابعان فيلماً على إحدى القنوات الفضائية . بعد انتهاء الفيلم الذي لم يستوعب طارق منه شيئاً لانشغاله بما ينوي قوله ، التفت إليها هامساً باسمها الذي اعتاد أن يناديها به : - ديمي . - هلا . - بغيت أكلمك في موضوع بس متردد . - متردد ؟ ! ليه عسى ما شر ؟ - والله هو عندي خير بس مدري إنت وش بيكون رأيك فيه . - إن شاء الله خير . قول بس وخذ راحتك . ما بينّا رسميات . - أوكي بادخل في الموضوع على طول والله يقويني . ديمي ، حنا نعرف بعضنا من واحنا صغار . كنت أشوفك لما تزورينا كل عيد ، البنت المملوحة أم شعر ناعم وطوق مورّد ، اللي تلبس أحلى من كل البنات وما ترضى تلعب مع الأولاد . تذكرين كيف كنت أتضارب مع العيال إذا ضايقوك ؟ وكيف كنت إذا رحت البقالة ما آخذ معي من البنات غيرك عشان أشتري لك اللي تبين ؟ كنا صحيح صغار ، لكن والله اني كنت أحبك من ذيك الأيام ! بعد ما كبرنا شوي ، صرت أحب أسهر معك ومع خواتي كل ما جيتي تزورينا ، مع إني كنت الولد الوحيد بينكم وقتها . أدري إن شكلي كان غلط بس والله ما همني إلا إني أكون قريب منك في الساعات اللي تقضينها عندنا ! تصدقين ما كنت أجيب لخواتي آيس كريم إلا إن كنتي عندنا ؟ صاروا خواتي إذا بغوني أجيب لهم شي قالو لي ترى سديم جاية الليلة ! كان كل هذا وأنا عارف انك منتي حابتني مثل ما أحبك . يمكن مستلطفتني شوي ومبسوطة باهتمامي فيك ويحق لك طبعاً . كنت أقول لنفسي : معذورة ! وش تحب فيك ؟ لا وسامة ولا شهادة ولا فلوس ولا جسم ولا فيك أي شي يشدها ، غير حبك لها . يوم ما قبلوني بطب الأسنان عندكم طرت من الفرحة ! عارفة ليه ؟ أولاً لأني إذا صرت دكتور باكبر بعينك ، وثانياً لأني راح أسكن في الرياض محل مانتي ساكنة ، وباصير أزوركم واتلصق بأبوك عشان يعزمني كل يوم وأشوفك ! لما تقدم لك وليد ، حسيت ان كل شي انهار فجأ ! ما كنت قادر أتقدم لك قبلها لأني كنت توني داخل الجامعة ، أمي قالت لي إن أبوك مستحيل يرد ولد الشاري عشان يزوجك ولد خالتك البزر اللي ما كمل تعليمه وباصير أزوركم واتلصق بأبوك عشان يعزمني كل يوم وأشوفك ! لما تقدم لك وليد ، حسيت ان كل شي انهار فجأ ! ما كنت قادر أتقدم لك قبلها لأني كنت توني داخل الجامعة ، أمي قالت لي إن أبوك مستحيل يرد ولد الشاري عشان يزوجك ولد خالتك البزر اللي ما كمل تعليمه ! كانت فترة خطوبتك وملكتك أسوأ فترات حياتي ، حسيت فيها اني خسرت كل أحلامي . بعد ما انفصلتوا ضحكت لي الدنيا من جديد ! بغيت أفاتحك بسرعة بأني ناوي أتقدم لك لكن ما مداني ، لأنك سافرتي على طول على لندن . ملامح الدهشة على وجه سديم ، وطارق يتابع : - بعد ما رجعتِ من السفر لاحظت إنك صرت تتهربين مني كل ما جيت أزوركم ، ولا تردين على مكالماتي . أنا لما شفتك كذا قلت يا ولد البنت لا تحبك ولا هي طايقتك ! ابعد عنها وخلها في حالها . وفعلاً ابتعدت وتركتك ، لكن والله يشهد على كلامي إني ما نسيتك في يوم . كنتِ دايم على بالي وكنت انتظر النصيب يجمعنا في يوم من الأيام . بعد وفاة أبوك حسيت إني أبغي أوقف جنبك وماني قارد . كنت عارف إن أمي تبغي تجيبك عندنا لكنك مانتي موافقة . كان في شي بداخلي يقول لي إن السبب الحقيقي لرفضك هو أنا . يوم ماجيتي عندنا ، عاهدت نفسي إني ما راح أضايقك ، وراح أخدمك من بعيد لبعيد علشان ما تحسين إني أستغل وجودك في بيتي عشان أستميلك لناحيتي ، حتى أمي حرّصتها إنها ما تكلمك بخصوصي مع إنها عارفة وش كثر أحبك وودها تخطبك لي اليوم قبل بكرة ، لكن أنا كنت أبغي أتأكد من موافقتكم أول عشان لا أحرجها قدامك ولا أحرجك قدامها . والحين ، مرت علينا سنة ونص واحنا مع بعض . أنا تخرجت مثل مانتي عارفة وخلصت سنة التطبيق ومقدم أوراقي وبانتظار الوظيفة أو البعثة . بصراحة الجامعة عارضين علي وظيفة معيد في أحد الأقسام لكن المشكلة إني إذا وافقت راح أبتعث للخارج خلال أشهر ، وأنا ما أقدر أسافر إلا بعد ما أعرف وش مصيري معك . لو كان بينا نصيب فلازم آخذ موافقتك في مسألة السفر هذه خصوصاً وإنك تشتغلين هنا ومدري إذا ودك تتركين الشغل وتجين معي تكملين دراستك أو لأ . يعني إذا السفر ما يناسبك ممكن أتوظف أنا هنا بأي مستشفى وألغي فكرة السفر للخارج ، أما إذا ما كنتِ من نصيبي فراح أسافر وأتوكل على الله ، وبسفري ما راح تحسين بحرج لو رفضتيني ، لأني ما راح أرجع قبل أربع أو خمس سنين ، يمديكي فيها تكونين تزوجتي ابن الحلال اللي يرضيكي . يعني تأكدي إن طلبي هذا ما راح يأثر على حياتك في هذا البيت ولا على استقرارك ، والقرار في يدك ولك مطلق الحرية في الاختيار . تمكنت سديم من النطق أخيراً : - لكن يا طارق ! احنا صحيح قرايب ، بس عمرنا ما كنا قراب من بعض بالصورة اللي تخليني أعرف مثل هذا القرار . في أشياء كثيرة انت ما تعرفها عني ، وأنا في أشياء كثيرة ما أعرفها عنك . - سديم أنا حبك اللي في قلبي من الصغر مستحيل شي يغيره ، لكن انت طبعاً من حقك تتعرفين على مثل ما تبغين ، اسأليني كل الأسئلة اللي ودك تعرفين إجابتها وأنا حاضر . - وانت ما تبغي تعرف مثلاً سبب انفصالي عن وليد ؟ او سبب إهمالي لك طول هالسنين ؟ - سبب انفصالك عن وليد هو غباءه ! في أحد عاقل يضحي بسديم الحريملي مهما كانت الأسباب ؟! سديم أنا عارفك ، وعارف تربيتك والبيئة اللي طلعتي منها وهذا كفاية عشان أثق فيكِ . إذا بغيتي تقولي لي السبب فهذا من حقك لكن الطلب أبداً ما هو من حقي . انتِ ما كنتِ مُلزمة فيني في حياتك السابقة علشان أحاسبك أو أسألك عن أي شي صار فيها ، حتى السنين اللي تحاشيتيني فيها واللي حسيت خلالها إنك يمكن تكونين على علاقة بأحد ، حتى هذه السنين ما تعني لي شي . اللي يهمني هو حياتنا مع بعض بعد كذا إذا الله كتب . أنا عن نفسي مستعد أجلس معاكِ وأحكي لك عن كل شي صار بحياتي من وقت ولادتي إلى اليوم ! با قول لك بعد مين أحلى ، بنات الشرقية والأ بنات الرياض ! - يا سلام ! انت مجرب الصنفين ؟ - أي صنفين الله يهداكِ اللي يسمعك يقول حشيش ! كلهم كم بنت - رقمناهم حالنا حال الشباب والبتلشنا فيهم بعدين ، وإذا بغيتي الأرقام عطيتك إياهم! - لا مشكور . خلي الطابق مستور . المهم ، انت فاجئتني ، مثل ما يقولون في المسلسات المصرية ! اديني مهلة أفكر وأرد عليك . - أنا مسافر بكرة للرياض ، عندي مقابلات شخصية ، وباجلس هناك كم يوم علشان تفكرين براحتك .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 04:08 PM   #79
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

ميدوو حـلا...نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العفو اخـوي...

مشكور عـلى الطله الحلوه...

أرق تحـيـه...


احساس رسامه
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 29-11-2006, 04:10 PM   #80
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(47)

ذا بيست كلوجر إيفر! : انقر هنا للاستماع إلى الأغنية : ليش الحب الأول ما بيرضى يفارقنا بيرجع من الأول ع الماضي بفيقنا بيكبر مهما كبرنا ، بيرجعنا صغار بيصير يذكرنا ، ويرمينا بالنار وبنارو بيحرقنا ، بيحرقنا تا نكفي الطريق نقينا أحباب والحب العتيق واقف خلف الباب بعدو طفل صغير ، بياخدنا مشاوير بنهرب وبيلحقنا ، بيلحقنا ليش الحب الأول ما بيرضى يفارقنا جوليا بطرس اقتربت القصة من نهايتها ، وصديقاتي ما زلن شمعات تشعلهن الحياة لينصهرن حباً وعطاءً . أمسكت بأيديكم أعزائي القراء لآخذكم في رحلة أسبوعية بين هذه الشموع العطرية . أردت منكم أن تشموا عبيرها بأنفسكم وأن تمدوا أياديكم لتلتقطوا بعضاً من القطرات الذاتية لتشعروا بحرارتها وتتفاعلوا مع عذاباتها وحرائقها . أطبع قبلة على جبين كل شمعة اشتعلت فأضاءت لغيرها درباً أقل ظلاماً ، وأقل ضيقاً وأقل وعورة .

** لم تدر ميشيل عند استيقاظها من النوم بعد أول ليلة تمضيها في الرياض منذ أكثر من عامين للاحتفال مع صديقاتها بتخرجها أنها أتت في الوقت المناسب تماماً لتشهد حدثاً مهماً ، مهماً جداً من أحداث حياتها المتعاكسة ! بدأ يومها باتصال مفاجئ من لميس ! أجبرتها على أن تتجه إلى الحمام وترش وجهها بقليل من الماء البارد حتى تتمكن من استيعاب ما ستخبرها إياه ! - وتس رونق ؟ ليه مصحيتني من بدري كذا ! ؟ - ميشيل ، اليوم زواج فيصل . - ............... ( صمت على الطرف الآخر ) - ألو ؟؟ ميشيل ! انتِ معي ؟ - آم هير .. - آر يو أوكي ؟ - وات فيصل ؟ ماي فيصل ؟ - إيوه يا بنتي فيصل زفت الطين ما غيرو ! - هو تولد يو ؟ - جايتك المصيبة التانية ، نزار يصير صاحب أخو العروسة ! - نزار زوجك ! يعرف أخو عروسة فيصل ! ليش ما قلتي لي من أول !! - إش بك انتي اتجنيتي ؟! والله ما دريت عنهم إلا اليوم ! أنا جيت للرياض أمس على أساس أني راح أحضر جواز أخت صاحب نزار . كنت متحمسة أجي علشان أشوفك بالمرة . نزار قال لي عن العرس من أسبوع بس دوبهم يرسلولي كرت الدعوة ، ولما فتحتو ، عنيّا كانت حتطلع من مكانها ! قريب اسم العريس مية مرة علشان أتأكد إنو هوا اللي في بالي . - ... متى خطبها ؟ - والله ما أعرف ، وللأسف ما أقدر أسأل نزار عن حاجة زي كده لأنو الولد مش صاحبو مرة . مجرد زملاء . شكلهم كان عندهم كروت زايدة فعزموني ، فما أتوقع إنو نزار يعرف أي تفاصيل عن العروسة . - مين حيا خذ ؟ - واحدة عيلتها بالمرة عادية ! شكلها أي كلام ! - لميس ... - إيوه حياتي . - أبغي تدبرين لي كرت أجي معك . - تمزحي ! معقولة تحضري جواز فيصل ! ؟ - ما عليك مني . أقدر أحضر زواجه وزاج أبوه بعد ! - يا حبيبتي أنا خايفة عليكِ . ما لو داعي تروحي تنكدي على نفسك ! - ما حنكد على نفسي ، بالعكس ، حاعطي نفسي ذا بيست كلوجر إيفر! أقنعت لميس زوجها بأن صداعاً يفتت رأسها ويمنعها من الذهاب إلى العرس ، وأخبرته بطاقة لميشيل لتذهب بدلاً منها . راحت ميشيل تقلب بين يديها بطاقة الدعوة بينما كان يدا مصففة الشعر تعملان في شعرها : زفاف الإبنة شيخة إلى الابن فيصل (هذي آخرتك يا فيصل ؟ شيخة !). وضعت مكياجها بنفسها وارتدت ثوباً ملوناً بألوان كثيرة من تصميم روبيرتو كافالي، ينساب مع خطوط جسمها مبرزاً أنوثتها بشكل رائع . وقفت عند مدخل القاعة ، تتأمل صور العروسة والعريس التي تزين طاولة عند المدخل . تفحصت شكله إلى جانب عروسه بعين الرضا . لم يكن فيها أي من الملامح التي تعبجبه ! كانت ضخمة البنية وهو الذي يعشق البنت (البتيت) ! لم يكن شعرها أسوداً كما يفضل وإنما مصبوغاً بألوان مختلفة حتى بدا ككرة الديسكو التي تعكس مربعاتها الصغيرة جميع ألوان الطيف ! شفتاها ضخمتان ! أين هما من شفتي ميشيل التي تنام إحداهما برقة فوق الأخرى البارزة بإغراء ونعومة ؟ سلمت على أمه التي ميزتها عن بقية النساء بعد مناداة إحدى المهنئات لها بأم العريس . تقدمت وباركت لها زواج ابنها وهي تشم رائحة فيصل فيها . استخذت لها مقعداً قريباً من مدخل العروسين ، على طرف القاعة المقابل للمنصة أو الكوشة . حرصت على اختيار المكان بدقة ، فهي بصدد مهمة خطيرة ومصيرية هذه الليلة ! راحت تقلب ناظريها بين أخواته وهي تضع اسماً من الأسماء التي علمها إياها لكل واحدة منهن ، فهذه تبدوا أكبرهن سناً ، لا بد وأنها نورة ، وهذه من المؤكد أنها سارة السليطة اللسان وتلك الصغيرة نجود أملحهن كما كان يصفها ، وهذه أمه من جديد. هذه المرة عندما لمحتها من بعيد ، تذكرت جبروتها وانكسار ابنها أمامها . توقعت من نفسها أن تكرهها ، أن تدعو عليها ، لكنها وجدت نفسها تحترمها بقدر ما تحتقر ابنها الضعيف . لاحظت أن أم فيصل تتفحصها من بعيد بإعجاب ، فتخسلت لو أنها تخطبها لابنها الأصغر من فيصل أو لابن خاله أو خالته ! كان الخيال ممتعاً في التعقيد و(اللعبكة)! ومثيراً للشفقة والسخرية في آنٍ واحد . كانت ميشيل قد قررت أن تعلن اليوم انتصارها على الرجال كافة ، وأن تتخلص مما بقي بداخلها من فيصل . وجدت نفسها تتجه إلى الممر الطويل لترقص . كان المرة الأولى التي ترقص فيها رقصاً خليجياً ، رقصت في يوم زفاف حبيبها الأول على عروس غيرها . لم يكن الأمر بالصعوبة التي تخيلتها. شعرت بأنها قد عاشت هذه اللحظات في خيالها مراراً وتكراراً ، شيء أشبه بالديجافو . بدت منطلقة وسعيدة ! رقصت وغنت في تلك الليلة وكأنها الوحيدة في تلك القاعة . إنه احتفال خاص بها للاعتراف بنجاحها وصمودها ، احتفال بتحررها من أن تصبح عبدة للتقاليد كبقية النساء التعيسات اللواتي تغص بهن القاعة . اليوم له يومين ما مر عليّه ومنين أجيبه منين ؟ يصعب عليّه يمكن منعوه هله ... يمكن منعوه هله تأخر علي يا ناس مو هذا طبعه بالي عليه مشغول منهو اللي يمنعه ؟ يمكن منعوه هله ... يمكن منعوه هله . تردد ميشيل الأغنية العراقية مع الطقاقة بحبور (يمكن منعوه هله! يمكن منعوه هله!) كانت تظنها (من عوهله) قبل أن يصحح لها فيصل الخطأ المضحك وهو يسألها أين تقع عوهله بالضبط ! تتخيل فيصل في سريره الليلة مع العروس وهو يحاول النهوض للقاء حبيبته ميشيل بينما شيخة جائمة فوق صدره بجسمها الضخم وشحومها المتكدسة مانعة إياه من الحراك والتنفس ، فترقص على (منعوه هله) وهي تبتسم للمشهد الكوميدي الذي يفترش خيالها! أطفئت الأنوار في سائر أنحاء القاعة ، وأنير ضوء قوي باتجاه المدخل ، الذي عبرته العروس باتجاه منصتها وهي توزع الابتسامات على سائر المدعوات ، حتى حبيبة عريسها ، التي ظلت تتابعها بهدوء من مكان قريب ، وقد أقعمت بالثقة حال رؤيتها لجسم العروس الضخم المحشور في ثوب الزفاف الضيق بشكل قبيح ، وطرحتها المزينة بنجوم من الكريستال حتى بدت وكأنها رائد فضاء قد علقت بثيابه بعض النجيمات قبل عودته إلى سطح الأرض . عندما أعلن عن موعد دخول الرجال ، خطرت في ذهن ميشيل فكرة جهنمية قامت بتنفيذها بسرعة . أرسلت رسالة قصيرة من هاتفها الجوال إلى هاتف فيصل تقول له فيها : مبروك يا عريس ! دونت بي شاي يالله ادخل . آيم ويتنق ! بعد رسالتها، تأخر دخول الرجال ما يقرب الساعة ! ضجت القاعة بهمهمات المدعوات ، والعروس المسكينة حائرة لا تدري أتنصرف أم تبقى بانتظار عريسها الذي أبى الدخول ؟ بعد ما بدا دهراً ، دخل العريس متوسطاً أباه وأبا العروس وإخوتها الثلاثة . دخل بسرعة خاطفة لم تسمح لأحد برؤيته . ابتسمت ميشيل من بعيد وهي ترى خطتها قد نجحت . بعد دقائق ، وبينما كانت المصورة منهمكة في التقاط صور العروس مع عريسها والعائلة فوق المنصة ، قامت ميشيل متجهة نحو مخرج القاعة تنوي الانصراف ، لكنها حرصت جيداً على أن يراها فيصل بكامل زينتها كما لم يرها من قبل ! تأملت لحيته التي غيرت من شكله المألوف لديها ، التفت نحوها بعينيه اللتين لم ينطفئ بريقهما وكأنه يرجوها بهما أن تبتعد ! رفعت له أحد حاجبيها تحدياً دون أن تكترث لأي من النساء الحاضرات وظلت واقفة مكانها أمام مدخل القاعة وهي تلعب بخصلات شعرها القصير وكأنها تغيظه قبل أن تشيح بوجهها عنه بتقزز وهي تشقق طريقها نحو الخارج . بعدما ركبت السيارة خلف سائقها الحبشي ، لم تستطع كتمان ضحكتها وهي تتخيل كيف ستمر ليلة الدخلة على فيصل بعد أن رآها في عرسه ! ستكون ليلة منيلة بستين نيلة كما تقول لميس ! وهذا هو المطلوب . تنبهت بعد وصولها إلى المنزل إلى كون هذا العرس الأول منذ انفصالها على فيصل الذي لا تدمع عيناها فيه بعد رؤية العروس سعيدة مع عريسها على الكوشة . عرفت ميشيل الآن أن كثيراً من هؤلاء الأزواج يخفون تحت ابتساماتهم قلوباً دامية ونفوساً مغبون حقها في اختيار شريك الحياة . لو أنها ستبكي الليلة ، فبكاؤها حتماً سيكون على عروس مسكينة ، ستجمعها الظروف ليلتها وبقية لياليها مع رجل مجبر على الزواج منها ، بينما قلبه وعقله مع تلك الأخرى التي رقصت في عرسه ، والتي تُعتبر المقارنة بينها وبين زوجته الجديدة مجحفة حقاً بحق الأخيرة ، ومحبطة .!

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd