:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام الأدبية ]:::::+ > مجلس حلا للقصص والروايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-2006, 10:18 AM   #41
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(20)

العودة إلى أم نوير وأفوّض أمر إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد. سورة غافر : 44 إحدى القارئات المتابعات لرسائلي بعثت لي برسالة تقول فيها : (للولولولولولولولولولولوللولولوللولولوللولولوللولو لوللولولول ييييييي !!! ) أخيراً ! ما بغينا !! نفد صبرنا ونحن بانتظار هذا الثور يتلحلح ! على البركة لسديم. ما أجمل هذا التفاعل الذي يدفعني للاستمرار في سلسلتي الفائحية الهادفة . أليست مثل هذه الرسائل أجمل بكثير من تلك التي تصلني يومياً لتتحدث عن ليبراليتي وانحلالي؟ هناك من قالوا أنني أدعي العصمة من الأخطاء حينما أسرد قصة صديقاتي مقتلعة نفسي من أحداثها . لا طبعاً ، لست أدعي العصمة أو المثالية ، لأنني لا أعتبر صديقاتي خاطئات أترفع عن مشاركتهن قصتهن . ما الذي يجبرني على الكتابة عنهن إن لم أكن مؤمنة بهن ؟ أنا كل واحدة من صديقاتي ، وقصتي هي قصصهن ، وإذا كنت قد امتنعت عن الإفصاح عن هويتي حالياً لأسباب خاصة ، فقد أفصح عنها في يوم ما عندما تزول هذه الأسباب ، وأسرد لكم حينها قصتي – أنا – كاملة ، كما تتوقون لسماعها ، بصدق وشفافية. أما الآن فدعونا نعود إلى قمورة .

** كانت قمرة خلال ذلك الوقت تفكر في مستقبلها المجهول . مثل سديم ، ظلت لأسابيع طويلة تحلم بأن يراجعها راشد أو على الأقل أن يحاول الاتصال بها بعد أن يندم على فعلته الشنعاء معها وخطئه العظيم في حقها ، لكن شيئاً لم يحد . بدأ تفكر فيما سيؤول إليه أمرها . هل ستبقى مركونة في بيت أبيها كقطعة أثاث قديمة في مخزن الخردوات ؟ هل تعود لاستكمال دراستها الجامعية ؟ هل ستسمح لها أنظمة الجامعة بذلك بعد أن تأخرت سنة كاملة عن زميلاتها ؟ أم تلتحق بإحدى الدورات التي توفرها المعاهد الخاصة والجمعيات النسائية لتشغل وقت فراغها وتحصل على شهادة من أي نوع ؟ - يمه مشتهية ليمون وملح . - يا بنيتي ما هيب زينت كثرة الليمون ، بعدين يوجعتس بطنس . - يووووووووه ! احمدوا ربكم إن وحامي جاي على الليمون والملح ! أجل لو إني قايلتن مشتهية منجا وش كان سويتوا ؟؟ - أعوذ بالله من لسانتس ! جيبوا لها هالليمون كود تجيها حموضة ثمن (ثم) تتربى! كان أخوا قمرة الصغيرات – ونواف – فرحين بعودتها ويحاولان التسرية عنها على الدوام بدعوتها لمشاركتهما لعب النينتندو والبلاي ستيشن ، إلا أن قمرة كانت تعاني من اكتئاب حاد سببه راشد وابن راشد الذي بدأ يتحكم في حياتها حتى قبل أن يولد ، فيقلب مزاجها في اليوم مائة مرة ويجعلها متوترة وسريعة الانفعال لأتفه الأسباب . هل راح أظل على هالحال مدة طويلة ؟؟ الله لا يربحك يا راشد ولا يحللك وين ما كنت واش ما سويت ! ويا مال الهاري يا كاري!! جعلك تشوف اللي سويته فيني يا راشد يتسوى بخواتك وبناتك ! يا رب تبرد قلبي وتحرق قلبه وترفع عني وتخسف به هو ويا هالشيفة!. اتصلت سديم بصديقاتها حال وصولها إلى الرياض واتفق الأربعة على اللقاء في الغد في منزل أم نوير التي لم يجتمعن بها منذ بداية العطلة الصيفية لانشغال كل منهن بظروفها . قدمت لهن أم نوير أكواب الشاي الممزوج بالحليب بالحليب والهيل والمحلى بالكثير من السكر على الطريقة الهندية - الكويتية ، وهي تعاتبهن على تقصيرهن في زيارتها . كانت سديم الوحيدة التي تذكرت أم نوير في سفرها ، فجلبت لها شالاً فخماً من الكشمير أفرحها كثيراً ، وراحت تبارك لها عودة ابنها نوري من أمريكا حيث كانت قد ألحقته قبل عامين بمدرسة داخلية هناك . عندما أخبر المدرسون والاستشاريون النفسيون أم نوير أن حالة ابنها نوري سيكولوجية وليست فيسولوجية ، وأنها حالة عارضة قد يمر بها أي مراهق ، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل أسرية ، تنفست أم نوري الصعداء ، فهي تعرف أن الشذوذ قد لا يعد مرضاً في أميركا ولكنه يُعد مصيبة حيث تعيش هي وابنها . كاد يغمى عليها عندما أخبرها الأطباء في بداية الأمر أن حالة ابنها تدعى تغيراً جنسياً وأن عليها أن تصبر حتى يتمكن ابنها من تحديد هويته مع الأيام ليختار الذكورة أو الأنوثة ، وفي حال اختياره الثانية، يمكنهم حينها التدخل طبياً لمساعدته ، وذلك بإجراء عملية جراحية وعلاج بالهرمونات إلى جانب العلاج النفسي . بقي نوري في تلك المدرسة لمدة عامين ، عاد بعدها إلى حضن أمه التي عادت إليها الروح وهي تتأمل وحيدها الذي شب وأضحى رجلاً (تدبه) في عين أبيه وفي عين كل من لمزها واحتقرها هي وابنها من قريبات وجارات وزميلات في العمل . ميشيل لم تكن تتحدث سوى عن فساد المجتمع وتخلفه ورجعيته وتعقيداته ، وقد كانت في غاية الحماس للسفر بعد غد حتى تبدأ حياتها من جديد في بيئة صحية غير هذه البيئة المتعفنة التي تجلب المرض ، وسديم كانت تلعن وليد بعد كل جملة ، أما قمرة فلم تتوقف عن الشكوى من تضييق والدتها عليها ومنعها إياها من الخروج كما في السابق ، فهي الآن مطلقة والأعين مثبتة عليها لاصطياد عثراتها ونسج أبشع الإشاعات حولها . كانت قمرة متأكدة من ثقة والدتها بها إلا أنها عجزت عن إقناعها بأن من راقب الناس مات هماً . صار موال (ما يصير، نسيت إنتس مطلقة ؟ ) يكرر على مسمعها عشرات المرات كل يوم ، ويحد من حريتها بشكل فظيع ! لم تنسَ يوماً أنها مطلقة ، ولكن ألا يكفيها الهم الذي تعيشه حتى يضاف إليه هم الناس وكلامهم ؟ لم تتمكن من الخروج من المنزل منذ عودتها من أميركا قبل ثلاثة أسابيع إلا في ذلك اليوم ، ولا تظن أن والدتها ستسمح لها بتكرار ذلك عما قريب . لميس (الرايقة) دخلت على المجموعة وفي يدها طبق من اللازانيا وآخر من الكريم بروليه تحلف عليهن أن يتوقنها ! نظرت إليها الفتيات الثلاثة بغيظ فقامت إليها أم نوير لتحمل معها الطبقين إلى المطبخ : - أقول حبّوبة ، ترى هالبنات كل واحدة فيها اللي مكفيها وانتي داخلة عليهن تبينهم يذوقون معكرونتج وحلوج ؟ لميسوه قاعدة مبوزة وحكاويها تجيب الهم ؟! - ويه يا لميس ... الله لا يبلاج ما بلاهم قولي آمين ! خَنَت حيلي كل واحدة سالفتها ألعن من الثانية ... الله لا يعافيهم من رياييل جانهم عوار راس وعوار قلب ! - أيش تطلع خدت حيلي هادي ؟ - خنت حيلي مو خذت حيلي يا حظي ! لميس مصرة على انتشال صديقاتها من هوة الحزن التي تقرفصن فيها . أخرجت من حقيبتها أحدث إصدارات ماغي فرح عن الأبراج التي اشترتها هذا الصيف من لبنان ، فبدأ التفاعل كالعادة : سديم : لميس بليز شوفي لي مواصفات الرجل الجدي . لميس: الرجل الجدي عاطفي بطبيعته لكنه قليل البراعة في استخدام المبادئ الأساسية والأساليب التي توقظ المشاعر والعواطف مع الشريك الآخر . إنه مخلوق عاقل لا ينفعل سريعاً ولكنه إذا انفعل يفقد ثوابه تماماً ولا يمكنه السيطرة على تصرفاته . مولود صارم ومتمسك بالعادات والتقاليد ولا يميل بتاتاً إلى المغامرة والمخاطرة ، يتبع هذا المولود عقله دائماً ولا تقوده العاطفة ونادراً من يتأثر بهذه الأخيرة ، وهو كائن حذر وهي الضمير يبني الأشياء على أسس متينة . متعلق بأسرته إلى حد كبير . يتحلى بشخصية محببة وفطنة مميزة وثقة عالية بالنفس . من عيوبه الكبرياء والأنانية والوصولية . ميشيل : كم نسبة النجاح بين المرأة الأسد والرجل السرطان ؟ لميس : 80 % سديم : العذراء متوافقة أكثر من الحمل وإلا مع الجدي ؟ لميس : مع الجدي طبعاً ومن غير ما أقرأ في الكتاب ! العذراء يتفقوا مع الجدي والتور أكثر حاجة وبعدين بقية الأبراج . شوفي أيش مكتوب هنا : نسبة توافق المرأة العذراء والرجل الجدي ، فالنسبة لا تقل عن 95% قوبيبي !! والله برافو عليك . ما عندك لعب ولا مضيعة وقت . راح الحمل وجاء الجدي . تعجبيني ! اعترفي يالله يطلع مين هادا الجدي . قمرة : اسمعوها نصيحة مني يا بنات . لا تحلمون ! اتركوا عنكم هلأفكار وخلوها على الله ! لا تتمنون شي في الرجال لأنه بيجيكم عكس اللي تمنيتوه تماماً ! صدقوني ! لميس : ولمّا هو عكس اللي أتمناه تماماً إيش اللي يغصبني على إني آخذه ؟ قمرة : النصيب !! ميشيل : خلينا صريحين مع بعض . لو ما كان عاجبك ما كان أخذتيه . بلاش كل شي نقول عنه نصيب ومالنا يد فيه ! دائماً نمثل دور المغلوبين على أمرنا وإن ما لنا كلمة ولا رأي ! منتهى السلبية ! إلى متى نظل جبناء وما عندنا حتى الشجاعة إننا نتحمل نتيجة اختياراتنا ويذرإتس رايت أور رونق ؟!؟ تتكهرب الأجواء كالعادة كلما عبرت ميشيل عن آرائها الحادة ، وتقوم أم نوير كالعادة بتلطيف الجو بنكاتها وتعليقاتها . كانت الليلة آخر ليلة تجتمع فيها الصديقات الثلاثة مع ميشيل قبل سفرها للدراسة في أمريكا ، ولذلك فقد تمكن الجميع من التجاوز عن صراحتها الجارحة ، لكن قمرة التي كانت تخشى أن تخيّر صديقتيها سديم ولميس بينها وبين ميشيل فتكون هي الخاسرة في النهاية ، ظلت تنفر بداخلها من تعليقات ميشيل المؤذية في حقها كلما اجتمعتا مع بقية الشلة .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 10:20 AM   #42
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يــتـــبـــع هع هع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 02-11-2006, 03:14 PM   #43
حـ الذكريات ـلو
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية حـ الذكريات ـلو
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23286
الدولة: دار أبو متعب
المشاركات: 4,981
عدد المواضيع: 58
عدد الردود: 4923


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حـ الذكريات ـلو is on a distinguished road

حـ الذكريات ـلو غير متصل
Smile مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يسلموو وو وو

والله يعطيك العافيه

وفي أنتظارك


متاااابع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 02:49 PM   #44
rko
(حلا جديد )
 
الصورة الرمزية rko
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2006
رقم العضوية: 26962
المشاركات: 34
عدد المواضيع: 3
عدد الردود: 31


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
rko is on a distinguished road

rko غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

يسلمك ربي بس وين التكمله حمستينااااااااااااا..
 
قديم 23-11-2006, 10:42 PM   #45
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

سـوري على التأخير بس كله من الاخـتبـارات


(21)

(فاطمة الشيعية) لا بأس من أن تفعلي شيئاً يستهجنه الجميع ، فما يبدو صحيحاً بالنسبة لك قد لا يبدو كذلك في نظر الآخرين . إلين كادي اخترت لكم اليوم أظرف رسالة وصلتني خلال الأسبوع المنصرم ، لصاحبها (المهاتما علوش) : ودعت أيام الكيرم والبلوت ، وامتلأ وقتي ، إنترنت وبسكوت شابك أون لاين أستني الحبيب ، يتكرّم ، ويتعطف ، أو يجيب قمت أغير لا مني لقيت ، رسايله في كل جيب . هذا يقرأ ، وهذا يسمع ، وذاك يقول بس بس ! عرفته ! وأنا كني فار ، منخش في ركنٍ قريب . ودي أصرخ ! هاذي حبي! معجب فيها وأحلم بالنصيب! محد عطاني وجه لكن ، من كثر ما قلبي يرقع اسمعوه وقالوا رايح ، فيها هذا ومتولّع قاموا وطقوا لي موتر ، ومهر وألماس يتلمّع واحلفوا إني أجي لك ، خاطبٍ وأنا متقطع قلت غالي ، والطلب أرخص ! ولكن !! مهنا أشين ، مني والله ، ومهنا أبشع ! قالوا ما لك شغل ! اخطب ، واحنا بالباقي نتبرّع واحدة خبلة وجاها واحد خبل ! والله عيلة ، ما في أروع !!

** بعد انتقال لميس إلى مبنى كلية الطب بالملز ، تعرضت علاقتها بميشيل للكثير من الصعوبات ، التي جاهدت كلتاهما لتجاوزها ، إلا أن شيئاً ما كان قد بدأ بالتسلل للعلاقة التي دامت قوية لخمس سنوات : كانت فاطمة أخطر تلك الصعوبات . (فاطمة الشيعية) ، هكذا كانت تلقبها الشلة . كانت لميس متأكدة أن أياً من صديقاتها لا تهتم بكون فاطمة شيعية أو سنية أو صوفية أو مسيحية أو حتى يهودية بقدر ما تهتم بكونها غريبة عن وسطهن . كل ما هنالك أن مسألة(المماشاة) في هذا المجتمع تتعدى كونها مجرد علاقة صداقة والسلام . إنها عملية حساسة وخطوة اجتماعية مهمة أشبه بالخطبة والزواج . تتذكر لميس صديقة طفولتها فدوى الحسودي ، التي استمرت علاقتها بها حتى تعرفها على ميشيل . لم تكن فدوى من الشخصيات التي تعجب لميس ، كانت تفضل البنات المرحات والأوجه البشوشة بعكس ما عليه فدوى ، إلا أن هذه الأخيرة فاجأتها صبيحة أحد الأيام بسؤال مباغت : - لميس تصيرين البيست فريند حقتي ؟ هكذا وبلا مقدمات كزواج من زواجات لاس فيغاس السريعة جاءها العرض ، ووافقت لميس التي لم تتخيل أن تصبح فدوى يوماً أكثر الفتيات غيرة منها وحسداً لها . (ماشت) لميس فدوى لعدة سنوات بتءا على طلبها ، ثم تعرفت على ميشيل ، التي أصبحت فيما بعد صديقتها المقربة . كانت علاقتها بميشيل في بداية الأمر لا تتعدى كونها رفقاً بالطالبة الجديدة التي لا تعرف أياً من الطالبات . فدوى التي لم تعجبها فكرة مشاركة صديقتها مع فتاة أخرى بدأ تشن حملات التشهير بلميس بين جميع الطالبات في المدرسة ، وكان الأخبار تصل للميس بسرعة من مصدر جديد في كل مرة : فدوى تقول إنك تكلمين شباب ، فدوى تقول إن أختك تماضر أذكى منك وإنك تغشين منها عشان تجيبين درجات . كان أكثر منا يغيظ لميس أن فدوى بوجهين ، فهي ظلت تدعي البراءة أمامها حتى تخرجهما من الثانوية العامة . لم تستطع لميس سوى أن تتصنع البرود معها حتى تخرجتا واتجهت كل واحدة منهن لدراسة تخصص مختلف . كانت علاقة لميس بفاطمة من نوع آخر . لأول مرة تجد لميس نفسها مشدودة لفتاة إلى هذا الحد . أعجبت بقوة فاطمة ومرحا ، وأحبت فاطمة جرأة لميس وذكاءها ، ووجدت كل منهما نفسها مع مرور الوقت أقرب صديقات الأخرى دون تخطيط مسبق كما كان مع فدوى . استطاعت لميس بعد عناء أن تتجرأ وتسأل فاطمة عن بعض المسائل التي تحيرها بخصوص الشيعة . كانت البداية في أحد أيام رمضان عندما أخذت لميس طعام الفطور إلى فاطمة في شقتها لتفطر معها ، وهي تتذكر الأيام التي كانت تخاف أن تأكل فيها أي طعام تقدمه لها طالبة شيعية من زميلاتها في الجامعة . كانت قمرة وسديم تحذرانها من طعام الشيعة ، فهم ينجسون طعامهم خفية إن عرفوا بأن سنياً سيأكل منه ، ولا يتورعون عن دس السم فيه لينالوا ثواب قتل سني ! كانت لميس تقبل ما تعرض عليها زميلاتها الشيعيات من فطائر أو معجنات شاكرة ، ثم لا تلبي أن ترمي بها في سلة المهملات بعد أن تبتعد عنهن قليلاً . حتى الحلوى وقطع العلك الملفوفة ، كان تخالف أن يكن قد فعلن بها شيئاً قبل تقديمها لها ! لم تتشجع لميس وتتناول شيئاً من أيدي زميلاتها الشيعيات إلا بعد تقربها من فاطمة . لاحظت لميس أن فاطمة تمتنع عن تناول التمرة التي وضعتها أمامها بعد سماعهما أذان المغرب . راحت فاطمة تشغل نفسها بإعداد الفيمتو والسلطة ولم تفطر إلا بعد الأذان بحوالي ثلث ساعة . أخبرتها فاطمة بعد أن رأت استغرابها أنهم لا يفطرون حال سماع الأذان بل ينتظرون قليلاً تحرياً للدقة ، ولا تعرف فاطمة السبب الحقيقي وراء ذلك . لميس التي أثار الموضوع فضولها اندفعت تسأل صديقتها عن الزينة المعلقة على الجدران في شقتها والتي تشير كتاباتها إلى مناسبة دينية . أوضحت لها فاطمة أن الزينة تخص مناسبة (حج ومدينة) التي حييها الشيعة في منتصف شهر شعبان من كل عام . سألتها عن بعض الصور الغريبة التي شاهدتها ضمن ألبوم زفاف أخت فاطمة الكبرى ، وكبحت نفسها عن الاستفسار عنها في حينها . كانت بعض الصور تظهر جدتي العروسين وهما تريقان بعض الماء على قدمي كل من العروسين الموضوعتين في إناء فضي كبير وقد تناثرت قطع معدنية من النقود في قاع الإناء . أخبرتها فاطمة أن هذا من تقاليدهم في الأعراس ، مثل الحنة والجلوة . تفرك قدما العريس والعروس تحت ماء قد قرئت عليه آيات قرآنية وأدعية معينة وترمى النقود تحت قدميهما صدقة حتى يتبارك زواجهما . كانت فاطمة تجيب عن أسئلة صديقتها الفضولية ببساطة وهي تضحك من معالم الإثارة البادية على وجه لميس ! عندما وصل النقاس إلى الأئمة الاثني عشر وسرداب سامراء شعت كلتاهما بتوتر الأجواء واستعداد كل منهما للتجريح في مذهب الأخرى فتوقفتا عن الجدال وانتقلتا بهدوء إلى غرفة المعيشة لتتابعا أحداث المسلسل الرمضاني الشهر (طاش ما طاش) على القناة السعودية الأولى والذي لا يختلف السنة والشيعة على متابعته ! كانت تماضر أول الرافضين لعلاقة أختها بهذه الرافضية . حاولت مراراً أن توضح للميس أن جميع زميلاتهن في الكلية يتندرن حول هذه العلاقة الغريبة : - يا لميس والله سمعت البنات بيقولوا عنها كلام مش كويس بالمرة ! بيقولوا ساكنة لوحدها وعايشة على كيفها إمتى ما تطلع تطلع وإمتى ما ترجع ترجع . تزور اللي تبغاه ويزوها اللي تبغاه كما ! - أيش قصدك ؟ أنا رحت لها وشفت بعيني السيكويرتي اللي ما يضى يدخل أي أحد إلا بالعافية وهي نفسها ما تقدر تطلع من السكن لوحدها إلا لو جاء أوها بنفسه يطلعها. - يا لميس إحنا ما لنا دعوة بهادا الحكي كلو . ما دام الكل دحينا بيتكلم عنها ، بكرة يقولوا عليكي مشيك بطال زيها ! إش بك إنتي؟ من فدوى السايكو للأميرة سارة لفاطمة الشيعية ؟ لا وأحسن واحدة تعرفيها جاية من أميركا فيوزاتها ضاربة ! تتذكر لميس صديقتها سارة ، الأميرة التي التحقت بمدرستهن في السنة الأخيرة من الثانوية . أحبت لميس سارة بصدق ، سحرتها بتواضعها وأخلاقها ، هي التي لم تكن تتوقع من الأميرات إلا التفاخر والعجرفة . لم يكن يعنيها ما تردده البنات عن سر علاقتها بسارة ، فقد كانت توقظها كل صباح لسبب بسيط هو خوفها من أن تنسى الخادمات إيقاظها في ذلك القصر الواسع المليء بالحاشية ، وكانت تحل لها بعض فروضها المدرسية وليس كلها كما كان يزعم البعض ، وذلك عندما تلاحظ انشغال سارة بما هو أهم ، من مناسبات رسمية وعائلية وواجبات اجتماعية تحدثها عنها سارة مسبقاً ، وكانت تدعوها للاستذكار في منزلها المتواضع في أيام الامتحانات الشهرية حتى تتمكن من التركيز بشكل أكبر . أما ما واجهتها به تماضر أيامها مما انتشر بين البنات في المدرسة من إشاعات جارحة فلم يؤثر بها بل زادها تقرباً من صديقتها الجديدة حرصاً على إثبات اقتناعها التام بما تفعل . مع فاطمة ، وجدت لميس نفسها لأول مرة مع فتاة تشبهها إلى درجة فظيعة ! كانت تشعر كلما ازدادت قرباً من فاطمة بأنها تتفحص ملامح وجهها وانحناءات جسمها أمام مرآة كبيرة . كعادتها ، لم تتأثر لميس بما يقوله عنها الآخرون ، إلا أنها خافت هذه المرة على مشاعر ميشيل . غفرت لها ميشيل علاقتها بسارة عندما رأت بنفسها تخلي سارة عنها بمجرد تخرجهن من المدرسة . سافرت سارة للدراسة في أميركا ولم تتصل بلميس بعدها . شعرت ميشيل حينها بالقوة وهي ترى ندم لميس وطلبها الصفح ورغبتها الصادقة في أن تعدودا لصادقتهما المعهودة . هل ستسامهحا ميشيل هذه المرة إن هي تخلت عن صداقتهما للمرة الثانية ؟ كان الحل الأنسب في نظر لميس هو إخفاء العلاقة عن ميشيل وعن بقية الشلة ، لكن قرارها لم ينجح . تماضر التي اغتاظت كثيراً من عناد أختها تولت أمر إخبار الشلة عن كل شيء ، وبالأخص ميشيل . توترت علاقتها بميشيل بعد ذلك . عرفت ميشيل السبب وراء اختفاء لميس طوال تلك الأسابيع . كانت لميس تتذرع بدراسة الطب الصعبة ، وإذا بالحقيقة أنها تفضل الاجتماع بصديقتها الجديدة على الاجتماع بشلتها القديمة . حاولت لميس تبرير موقفها أمام سديم ، أكثر الصديقات مرونة : - افهميني يا سدومة ! أنا أحب ميشيل . طول عمرنا صاحبات ، وراح نفضل صاحبات ، لكن هي مش من حقها تمنعني من إني أصاحب بنات تانيات ! فاطمة فيه حاجات مش موجودة في ميشيل . إنتي كمان بتحبي قمرة لكن فيها حاجات ناقصة ، لو لقيتيها عند بنت تانية راح تتعلقي فيها . - لكن يا لموسة غلط إنك بعد كل هذه السنين تتركين صديقة عمرك عشان ناقصها شي توّك تكتشفينه بعد ما لقيتيه عند واحدة ثانية . إنت ما كان فارق معاك هذا الشيء بدليل إنك عشت سنين من غيره بدون ما تعترضين . بعدين المفروض إنكم تكونون مع بعض على الحلوة والمرة . افرضي إنك تزوجتي وطلع زوجك ناقصه شي ، بتدورين على اللي ناقصه عند غيره ؟! - يمكن ! ولو ما عاجبو خليه يكمل الناقص ويريح نفسه ويريحني معاه ! - يا شديد إنتا ! طيب بالله أنا عندي سؤال يقرقع في صدري من يومي عن الشيعة وماني عارفه جوابه . - إيش هو !؟ - الحين رجال الشيعة ، يلبسون سراويل السنة تحت الأثواب وإلا لا؟؟؟ - الله يرجك يا شيخة !

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:44 PM   #46
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(22)

(ميشيل تلتقي ماتي) ليس من السهل أن نجد السعادة في داخلنا ، لكنه من المستحيل أن نجدها في أي مكان آخر . آجنيس ريبلير تمددت فوق (ولدي الكسول) وهي الترجمة العربية لـ(ليزي بوي) الذي أجلس إليه عادة عند الكتابة ، والذي يمكن استخدامه ككرسي هزاز للقراءة أو كسرير مريح إذا ما قمت بمد سنادة القدمين وإرجاع ظهره للوراء كمقاعد الدرجة الأولى في الطيارة (ألا يمكننا إضافة ترجمة أقصر وأفضل وأكثر حشمة من هرطي هذا اإلى مورد منير البعلبكي ؟؟). مه على (الليزي بوي) ، كتبت لكم هذه السطور : هبطت الطائرة في مطار سان فرانسيسكو الدولي عند حوالي الساعة العاشرة صباحاً . لم تكن تلك المرة الأولى التي تزو فيها ميشيل سان فرانسيسكو ولكنها كانت المرة الأولى التي تزورها فيها وحيدة بدون أبويها وأخيها ميشو . هواء المكان مشبع بالرطوبة والحرية . ألوان بشرية وأعراق متنوعة تسير في جميع الاتجاهات من حولها . لا أحد يكترث بكونها سعودية ، أو بكون جارها سنغالياً . كل مشغول بحاله . أبرزت التأشيرة الخاصة بها والتي تثبت كونها طالبة من السعودية أتت للدراسة في أميركا . أخبرتها موظفة الجمارك أنها أجمل فتاة عربية رأتها منذ بداية عملها في هذا المطار حتى ذلك اليوم . بعدما أنهت ميشيل جميع الإجراءات اللازمة ، بدأت تبحث بين أوجه المستقبلين عن وجه مألوف . لمحت ابن خالها ماثيو يلوح لها من بعيد فاتجهت نحو بسعادة . - هاي مات ! - هاي سويتي . لونغ تايم نو سي غيرك ! احتضنها ماتي بشوق وهو يسألها عن حال أمها وأبيها وأخيها . لاحظت ميشيل أن ماتي هو الفرد الوحيد من أفراد عائلة خالها الصغيرة الموجود في المطار . - أين البقية ؟ والداك وجيمي وما غي ؟ - والداي في العمل ، وجيمي وماغي في المدرسة . - وأنت ؟ ما الذي أتى بك لاستقبالي ؟ أليست لديك محاضرات ؟ - محاضراتي هذا الصباح ملغاة لاستقبال ابنة عمتي العزيزة . سوف نمضي النهار معاً حتى يصل بقية أفراد العائلة ، ثم سأذهب لإلقاء محاضرة في المساء . بإمكانك الحضور معي إن أردت لأريك الجامعة التي ستدرسين فيها ولتلقي نظرة على غرفتك في السكن أما زلت تصرين على السكن في مسكن الجامعة بدلاً من بيتنا ؟ - هكذا أفضل . أتوق لتجربة العيش باستقلالية . - كما تريدين ، ولكنني أشفق عليك . عموماً ، لقد أعددت لك كل شيء . اخترت لك غرفة مع إحدى طالباتي أعتقد أنك ستستمتعين بصحبتها كثيراً . هي في مثل سنك وشقاوتك ولكنك أجمل منها بكثير . - ماتي ! ألن تكف عن تدليلي ؟ لقد كبرت وأستطيع أن أتدبر أموري بنفسي . - سوف نرى ، لكني أكره أن أغامر . أخذها في جولة نهارية ممتعة في فيشر مانز وورف . أمضيا الوقت في السير وتأمل المحلات المختلفة . ورغم رائحة السمك التي تعبق في الأجواء إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمتاع بكل ما حولها من مؤدي استعراضات ورسامين ومغنين هنا وهناك . وعندما شعرا بالجوع تناولا حساء كلامب شاودر مقدماً في وعاء كبير مصنوع من رغيف خبز . ساعدها ماتي على تدبير شؤون سكنها في الجامعة واختيار المقررات التي ستدرسها خلال ذلك الفصل . قررت مبدئياً أن تدرس مهارات التواصل مثل ابن خالتها بعدما أثنى لها على ذلك التخصص ، وأدرجت المادة التي يدرسها في الجامعة والتي هي وسائل الاتصال غير المنطوقة ضمن موادها . بدأت ميشيل تنهمك في الدراسة والأنشطة الجامعية علها تنسى ما كان ، وقد كان لها ما أرادت . استطاعت أخيراً أن تنسى فيصل ، كل يوم .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:47 PM   #47
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(23)

مغامرة لا تنسى وحدهم الذين يقومون بالمجازفة ، يمكن أن يكتشفوا إلى أي مدى يمكنهم البلوغ. تي أس إليوت إن الآيات والأحاديث والاقتباسات الدينية التي أوردها في إيميلاتي تلهمني ، والمقولات المشهورة والأغاني التي تحتويها رسائلي تلهمني أيضاً ، فهل هذا تناقض كما يزعم البعض ؟ هل أكذب وأدعي أنني أحادية الهوى وبدائية التركيب ؟! أنا كأي فتاة في سني ، بل كأي إنسان في أي مكان ! فرقي الوحيد عنهم أنني لا أتوارى ولا أحب السكوت ولا أستحي مما أنا عليه .

** تعرفت لميس إلى شقيق صديقتها فاطمة عندما أوصلتها بسيارتها إلى محطة القطار في أحد الأيام . كان علي يكبرهما بأربعة أعوام . كان يدرس الطب أيضاً إلا أنها لم تلتق به إلا ذلك اليوم أمام القطار المتجه إلى القطيف ، والذي قرر أن يستقله هذا الأسبوع مع أخته لأن سيارته التي عادة ما يُسافر بها معطلة . كانت علاقة فاطمة بأخيها غريبة بالنسبة إلى لميس ، فعلىي يسكن مع أصدقائه في إحدى الشقق التي تؤجر للطلاب القادمين من خارج الرياض ، بينما تسكن أخته مع صديقتها في شقة أخرى في سكن آخر .لم يكن يأتي لزيارتها كثيراً لأن كلاً منهما كان يفضل قضاء وقته مع أصحابه . كان هو يسافر في نهاية كل أسبوع بسيارته أو سيارة أي من زملائه المتجهين للقطيف بينما تسافر هي مع صديقاتها بواسطة القطار . أعجبت لميس بعلي لطوله قبل كل شيء ! كان معظم الشباب الذين تلتقيهم أقصر منا أو في مثل طولها الذي يبلغ مئة وستة وسبعين سنتيمتراً . كان طول علي لا يقل عن مائة وتسعين سنتيمتراً ، وكانت سمرته الجذابة المشربة بحمرة وحاجباه الكثان تضفي عليه سحراً ورجولة طاغية . التقت لميس بعلي بعد تعارفهما بأسبوع في المستشفى الذي توجهت إليه في ذلك اليوم مع فاطمة لشراء بعض المراجع ، قبل أن تنتظمن فيه في السنوات القادمة . كثرت بعد ذلك لقاءاتهما في المستشفى ليشرح لها ما تستصعبه من دروس كبقية زميلاتها في الكلية اللواتي تستعين كل منهم بالطالب الذي تراه (مناسباً) ليساعدها على الفهم والاستيعاب ثم صارت تلتقي به خارج المستشفى ، في أحد المقاهي (الكافيهات) المنتشرة في كل مكان. استمرت علاقة لميس بعلي لمدة شهور ، لم تطلع فيها أياً من صديقاتها عليها . وحدها فاطمة كانت تعلم عن طريق أخيها ، إلا أنها كانت تنصرف أمام صديقتها وكأنها لا تعلم شيئاً عما يدور بينهما ، مع أنها كانت هي التي دبرت للقائهما في محطة القطار ذلك اليوم نزولاً عند رغبة أخيها الذي أعجب بصورة لميس التي رآها في غرفة أخته في منزلهم بالقطيف . كانت الصورة ملتقطة للميس وفاطمة وبعض الزميلات وهن بالمعاطف الطبية البيضاء إلى جانب إحدى الجثث التي قمن بتشريحها في مشرحة كلية الطب للبنات بالملز ، تلك المشرحة الكئيبة التي تختلط فيها رائحة الفورمالين والجثث المتحللة برائحة بخور رخيص . كان علي في السنة الأخيرة من سنوات دراسة الطب البشري وكان عليه أن يبدأ التطبيق (الامتياز) بعد تخرجه مباشرة في أحد مستشفيات المنطقة الشرقية ، أما لميس وفاطمة فكانتا ما تزالان في سنتهما الجامعية الثانية . خلال أحد لقاءات لميس بعلي في أحد المقاهي في شارع الثلاثين ، انقضت عليهما جوقة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محاطين بأفراد من الشرطة واقتادوهما بسرعة إلى سيارتين منفصلتين من نوع الجمس (الجي أم سي) توجهتا بهما نحو أقرب مركز للهيئة . هناك تم أخذ كل من لميس وعلي في غرفة على حده ، وبدأ التحقيق معهما . لم تستطع لميس تحمل الأسئلة الجارحة التي وُجهت إليها ، راحوا يسألونها عن تفاصيل علاقتها بعلي بفظاظة ، ويسمعونها كلمات تخجل من التلفظ بها أمام أقرب صديقاتها ، فانهارت باكية بعد أن جاهدت ساعات لتبدو واثقة من نفسها ومقتنعة بفعلها الذي لا تعتقد أن فيه ما يشين ، وفي الغرفة المجاورة كان المحقق يضغط على علي الذي فقد أعصابه أمام ادعاءات الرجل بأن لميس قد اعترفت بكل شيء وأن لا مجال أمامه للإنكار. اتصل مسؤولو الهيئة بوالد لميس وأخبروه أنه قد تم ضبط ابنته مع شاب في أحد المقاهي وتم ترحيلها للسجن وعليه أن يأتي لاستلامها بعد أن يوقع تعهداً بعدم تكرارها لهذا الفعل المخل بالآداب مرة أخرى . جاء والدها مصفر الوجه . وقع التعهدات المطلوبة عن ابنته قبل أن يُسمح له باصطحابها للمنزل . في طريق عودتهما حاول الأب كتم غيظه وتهدئة ابنته المنتحبة قدر المستطاع . وعدها ألا يخبر والدتها وأختها عما حصل ، على ألا تعود للقاء زميلها هذا خارج مبنى الجامعة مرة ثانية . صحيح أنه يسمح لها بالخروج وحيدة مع أبناء عمومتها وأبناء أصدقائه وصديقات والدتها في جدة ولكن ، جدة غير ! شعرت لميس بالشفقة على علي بعد أن سمعت الشرطي يهمس في أذن والدها في مبنى الهيئة أنهم اكتشفوا أن الفتى الذي كان معها من الرافضة ، وأن عقابه سوف يكون أقسى بكثير من عقابها هي . لأول مرة تجد في الرياض اضطهاداً لفئة من المواطنين أكثر من اضطهادهم لأهل الحجاز . انقطعت علاقة لميس بعلي منذ ذلك اليوم ، كما انقطعت علاقتها بأخته فاطمة ، التي استمرت تجحدها بنظرات حارقة كلما التقت عيناهما وكأنها تحملها مسؤولية ما حدث . مسكين علي . لقد كان شاباً لطيفاً ، وبصراحة ، لو لم يكن شيعياً ، لكانت أحبته !
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:49 PM   #48
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(24)

فراس : الرجل شبه الكامل! للنساء غرائز تحبب إليهن القسوة ، وقد فعلنا نحن الرجال كثيراً لتحريرهن ، فأبين إلا أن يكن لنا عبيداً ، وإلا أن نكون لهن أسياداً . أوسكار وايلد لقد مللت من الردود تتنبأ بشخصيتي بعد كل إيميل ! هل هذا حقاً ما يهمكم بعد كل ما كتبت ؟ أن أكون قمرة أو ميشيل أو سديم أو ليمس ؟ أولكْ كبروا عقولاتكون شوي !

** قالت سديم لقمرة بحماسة : - ما كنت عارفة إن الشوبنج للبيبي ممتع كذا ! يا لبّي سلّم (يا ربي سلم)! حاجاتهم مرة كيوت ! بس لو الله يهديك ورتضين تشوفين بالسونار البيبي ولد ولا بنت كان عرفنا وش نشتري له من ملابس ! مع انشغال أختي قمرة الأكبر منها – نفلة وحصة - بزوجيهما وأبنائهما ، وانشغال أختها شهلاء طالبة الثانوية العامة بدراستها وامتحاناتها اقترحت سديم على قمرة أن تذهب معها لشراء مستلزمات الوليد المنتظر ، وفي بعض الأيام عندما تشتد على والدة أم قمرة آلام الروماتيزم ، كانت سديم تصطحب صديقتها بدلاً منها لمراجعة طبيبة النساء والولادة لمتابعة تطورات الحمل . - لاحقين ، بعدين ما تفرق . خلينا نشتري الأشياء الأساسية والباقي بعد الولادة . - يا برودك ياختي ! أنا لو منك كان ما قدرت أصبر إلى أن يقولون لي ! وانتِ تجيك الدكتورة إلى حد عندك وتولين لها ما أبغي أشوف ! - يا سديم انتِ مانتِ فاهمة . أنا ماني متحمسة لهذا البيبي ! هذا البيبي بيجيني ويغير كل حياتي . بعده مين بيرضى يتزوجني ؟ خلاص يعني ؟ با عيش باقي حياتي مرتبطة بهالولد اللي أبوه ما يبه ولا يبي أمه ؟! يروح راشد يعيش حياته حر ومن غير قيود ويحب ويتزوج ويسوي كل اللي يبغاه وأنا أعيش في هم ونكد باقي عمري!! ما أبغي هالبيبي يا سديم ! ما أبغاه ! تنخرط قمرة في بكاء يائس داخل السيارة وهما في طريقهما لمنزل قمرة ، وتعجز سديم عن إيجاد الكلمات المقنعة لمواساتها . لو أن قمرة عادت للدراسة معها في الجامعة ! لكنها أصرت على كسلها . جسمها الذي كان يُضرب به المثل في النحول حتى كان الجميع يسميها (أم العصاقيل) أصبح مكتنزاً بالشحوم من كثرة الخمول وقلة الحركة ! لابد وأنها تعاني من الملل وهي حبيسة المنزل ، حتى أختها شهلاء التي تصغرها كانت أكثر حرية منها بحكم أنها (ليست مطلقة) وموضي ابنة عمتها الآتية من القصيم للسكن معهم بعد أن التحقت بكلية في الرياض لا تكف عن مضايقتها بانتقاداتها لنمص الحواجب وعباءة الكتف التي ترتديها قمرة عوضاً عن عباءات الرأس الساترة ، أما أكبر إخوتها الذكور ، محمد وأحمد فكل منهما مشغول بأصدقائه ومغامراته مع الفتيات اللواتي (يرقمهن) كل يوم ، لم يتبق لها من يؤنسها سوى نايف ونواف اللذين لم يتعديا سن العاشرة والثانية عشرة . ماذا تقول سديم لقمرة وكيف تسري عنها ؟ ليس هناك أسوأ ممن يدعي مواساة حزين وجداول السعادة تترقرق في عينيه ! لو أنها تستطيع تصنع التعاسة على الأقل ! ولكن كيف تستطيع ذلك ومعها فراس ؟! لقد استجاب الله دعاءها وأهداها فراس من عنده . كم تضرعت لله بعد انفصالها عن وليد حتى يعيده إليها ! بعد أن تعرفت على فراس صارت حرارة دعائها تخفت تدريجياً ، حتى تحول الدعاء من رغبة في عودة وليد إلى دعاء لتقرب فراس . لم يكن فراس رجلاً عادياً ! كان مخلوقاً رائعاً يستحق منها أن تشكر الله عليه ليلاً ونهاراً . ما الذي ينقصه ؟ لابد وأن شيئاً من ينقصه ، أو أن ثمة أمر يعيبه ! لا يمكن لبشر أن يكتمل إلى هذا الحد ! فالكامل وجه الله !! لكنها عاجزة عن إدراك هذا النقص ، واكتشاف هذا العيب . الدكتور فراس الشرقاوي ، صاحب المركز المرموق ومستشار علية القوم ، الدبلوماسي المثقف ، صاحب العلاقات الاجتماعية المميزة . الشخصية القوية التي تقود ولا تقاد ، تحكم ولا تُحكم ، العقلية الفذة التي تثمر يومياً عن قرارات مدروسة ، تثبت بسرعة نجاحها وحكة صاحبها . سرعان ما ذاع صيت فراس بعد عودته من لندن ، وصارت صوره تتصدر صفحات الصحف والمجلات ، بصفته مستشاراً في الديوان الملكي . كانت سديم تشتري نسختين من كل صحيفة أو مجلة تحوي لقاءً معه أو خبراً أو صورة ، نسخة لتحتفظ بها ، والأخرى من أجله ، فمشاغله اليومية تمنعه من متابعة أخباره على الصحف والمجلات ، وأهله كما استشفت منه ليسوا بحريصين كثيراً على قراءة الجرائد وتتبع أخباره فيها ، فأبوه (الشايب) كما يسميه رجل طاعن في السن يعاني الكثير من المشاكل الصحية ، وأمه ربة منزل لا تحسن القراءة ولا الكتابة ، وأخواته البنات آخر همهن السياسة وأعلامها . رفعت ظروفه العائلية من قدره في عينيها ، هذا هو الرجل المكافح الذي صنع كل شيء من لا شيء وسيصل يوماً بجهده وحده إلى أعلى المناصب ! كانت حريصة على أن تقرأ له كل ما يُكتب عنه ، وصنعت له سراً دفتراً مليئاً بقصاصات عنه ، لتهديه إياه في يوم زفافهما . لم تتسرع في تفكيرها وتخطيطها ، حتى نحن صديقاتها لم نعتقد أنها تسرعت في ذلك ! بدا الأمر محتوماً بالنسبة للجميع ، لها ولنا وله . كانت تلميحاته واضحة لا غبار عليها ، ومع أنه لم يذكر الزواج صريحاً ، إلا أن الفكرة كانت تدور في باله منذ يوم عمرته . من داخل الحرم اتصل بها ، كان في رحلة رسمية لأداء العمرة مع بعض الشخصيات المهمة ، سألها عما تود منه الدعاء لها به . - ادعُ لي إن الله ينولني اللي بقلبي ، وانت عارف (اللي بقلبي)! أخبرها بعد أيام أن اعترافها الخجول ذلك اليوم أغرق قلبه في بحر من اللذة التي لم يشعر بمثلها من قبل . بعد جرأتها معه تجرأ هو في أفكاره وبدأ يبحر بخياله منذ ذلك اليوم نحو الارتباط بها . كشف لها عن إحساسه بانجرافه الشديد نحوها وهو الرجل الرصين الذي يحسب لكل خطوة من خطواته ألف حساب ، وصار لا يخفي غيرته عليها وحرصه على معرفة كل ما يدور في حياتها . أقر لها بأنها الوحيدة التي استطاعت أن تتسرب إلى حياته وتعبث بجدوله اليومي الدقيق وتحرضه دون جهد منها على السهر وإهمال أعماله وتأجيل مواعيده في سبيل قضاء أكبر وقت معها على الهاتف ! كان الغريب في فراس التزامه بالدين على الرغم من قضائه ما يزيد عن عشر سنوات في الخارج ، فهو لم يبدو متأثراً بالتحرر الغربي أو متأففاً من أوضاع البلد كغيره ممن يقضي بضع سنوات في الخارج فيصبح كارهاً لكل شيء في بلاده ، حتى مع كونه من أشد المعجبين به والمدافعين عن سياسته قبل السفر ! . لم تتبرم بمحاولاته للتأثير عليها ، بل على العكس ، وجدت في نفسها ميلاً قوياً واستعداداً لتقبل جميع أفكاره واعتناقها ، خاصة وأنه لم يكن صريحاً في محاولاته ، وهذا ما أعبجبها! مجرّد تأخير لمكالمة ما قبل النوم اليومية حتى تتوافق وموعد صلاة الفجر ، وتلميح بريء حول الحجاب كذلك الذي قام به وهما على متن الطائرة ، وتحذير غيور من مضايقات الشباب الذين يلاحقون الفتيات الكاشفات أوجههن في الأسواق . هكذا وبالتدريج ، جهدت سديم في سبيل الاقتراب من الكمال حتى يحق لها الارتباط بفراس ، الأقرب منها بكثير إلى الكمال ! لم يُشعرها فراس يوماً بأنها بحاجة لبذل الجهد في سبيل الوصول إليه ، كان هو الأحرص على الاتصال بها والقرب منها . كان لا يُسافر إلا بعد أن يطلعها على جهة سفره وموعده ويملي عليها عناوين وأرقاماً يمكنها الاتصال به عليها إن تعذر عليه هو الاتصال لطمأنتها . كان الهاتف هو المتنفس الوحيد تقريباً للحب الذي جمع سديم بفراس ، مثل كثير من الأحباء في بلدهما ، لكن أسلاك الهاتف في هذه البلاد كانت قد اتسعت أكثر من غيرها في البلدان الأخرى لتتحمل كل ما يسري فيها من قصص العشاق وتنهداتهم وتأويهاتهم وقبلاتهم التي لا يمكنهم ( أو هم لا يريدون ، نظراً للتعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية ) استراقها على أرض الواقع . شيء وحيد كان ينغص على سديم هناءها وسعادتها ، علاقتها السابقة بوليد . سألها فراس عن ماضيها في بداية علاقتهما فانطلقت تخبره كل شيء عن وليد ، كبوة ماضيها الوحيدة التي تخفي جراحها عن الجميع . استزادها وتعمق في التفاصيل لكنه بعد الشرح بدا متفهماً وحنوناً ، إلا أن ما أربكها هو طلبه ألا تحدثه عن هذا الموضوع مرة أخرى ت! هل أزعجه الحديث عن ماضيها إلى هذه الدرجة ؟ مع أنها كانت تود لو يقلب صفحات قلبها بنفسه كل ليلة حتى يتأكد من خلوه من كل شيء سواه . ودت لو شاركته كل ما في نفسها ، لكنه كان صارماً في قراره كالعادة ، فصار وليد الشيء الوحيد الذي لا يمكن لها مناقشته مع نفسها ، فراس ! - طيب وانت يا فراس ؟ ما كانت لك تجارب سابقة ؟ لم يكن سؤالاً بغرض التحقيق أو التنقيب عن جرح في قلبه يقابل جرحها ويساويه بهذا ! كان حبها لفراس أكبر من أن يتأثر بماض أو حاضر أو مستقبل ، وكانت ستظل الأبعد بينهما دائماً عن الكمال ! كانت مجرد محاولة فضولية ساذجة للعثور على خدش في ركبة فراس يبت لها أن بشر مثلها ! - لا تسأليني هذا السؤال مرة ثانية إن كنت حريصة علي . ومن أحرص منها عليه ؟ لا كان سؤالاً ولا كانت هي وليذهب الفضول إلى الجحيم!!.
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:51 PM   #49
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(25)

ولادة متعسرة لابن المتعسر حدثنا يحيى بن بكير : حدثنا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب : أخبرني أبو سلمة قال : قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : يسب بنو آدم الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الليل والنهار . صحيح البخاري : 6181 أنا أدعو للرذيلة والانحلال ؟ أنا أشجع الفساد وأتمنى أن أرى الفاحشة تعم في مجتمعنا المثالي ؟ أنا أريد استغلال المشاعر المقدسة في غير غرضها الشريف ؟ أنا ؟؟! سامح الله الجميع ، وأزال عن أعينهم الغمة السوداء التي تجعلهم يفسرون كل ما أقول على أنه فسق ومجون . لا أملك سوى الدعاء لهؤلاء بأن ينير الله بصائرهم ليسعهم رؤية بعض مما يدور حولهم على حقيقته ، ويهديهم إلى سبل الحوار الراقي دون تكفير أو تحقير أو استهزاء . استغرقت ولادة قمرة تسع مناوبات بين أمها وأخواتها الثلاث وسديم . لم تكن الولادة متعسرة ، لكنها بكر والبكر كما تقول أمها تلد بصعوبة أكثر ممن سبق لها الولادة من قبل . قضت أم قمرة الساعات السبع الأخيرة من الولادة في غرفة الولادة مع ابنتها ، لتعمل على تهدئتها والتخفيف عنها . كانت قمرة تصرخ مع كل طلقة : - الله ياخذك يا راشد ! - يا رب يصير فيك هاللي فيني وأكثر ! - ما أبغي ولده ما أبيه ! خلوه جوا ما أبغي أولد ! - يمه نادي راشد ... يمه قولي له يجي ... يمه حرام عليه ليش يسوي فيني كذا ... والله ما سويت له شي ... والله تعبت !ماني قادرة أستحمل ! وتشهق بالبكاء بمرارة بصوت يخفت تدريجياً كلما ازداد دوراها مع تسارع الطلق واشتداد الألم . - أبغي أموت وارتاح . خلاص ما أبغي أولد ! ليه كذا يصير فيني ؟ ليه يمه ليه ؟! بعد ستٍ وثلاثين ساعة من المخاض ، سُمِعَ بكاء طفل حديث الولادة في غرفة قمرة تقافزت شهلاء وسديم فرحاً خارج الغرفة وهما بانتظار معرفة جنس المولود الذي أخبرتهم الممرضة الهندية بعد دقائق أنه صبي . رفضت قمرة حمل وليدها بعد أن لمحته ملطخاً بالدماء ومستطيل الرأس ومجعد البشرة بشكل مخيف ! ضحكت الأم منها وأخذته بعد أن قامت الممرضة بتنظيفه وهي تسمي عليه وتذكر الله : قمر يا بنيتي ! ما شاء الله ! طالع على أميمته !! سألت سديم صديقتها بعد ساعات وهي تتأمل بحنان بالغ ذلك الصغير مغمض العينين بين يديها ، وتبحث عن أصابعه الناعمة لتقبض على سبابتها برقة . - وش قررتي تسميه ؟ - صالح . - صالح على مين ؟ - على اسم جده لأبوه . يمكن الاسم يحنن قلب راشد عليه شوي ! كان راشد ما يزال في أميركا عند ولادة قمرة ، ورغم أن والدته قد قامت بزيارتها في المستشفى وبعد عودتها إلى منزل أهلها عدة مرات ، ووالده أيضاً قد عادها مرتين وفرح كثيراً بتسمية الطفل على اسمه ، إلا أن قلب قمرة حدثها أن هذه الزيارات من أهله والهدايا والنقود هي أقصى ما سيمنحها إياه راشد هي وابنهما . في فصل الصيف ، قررت الأم أن تسري عن ابنتها التي شاخت قبل أوانها ، فسافرت وإياها وبقية العائلة لمدة شهر إلى لبنان ، تاركين الطفل الرضيع عند خالته نفلة. في لبنان ، خضعت قمرة لبرنامج (سمكرة) معتبرة ! بداية بعملية تجميل للأنف ، وصولاً إلى جلسات تقشير البشرة وتنظيفها والعناية بها ، مروراً بنظام الريجيم القاسي والتمارين الرياضية تحت إشراف اختصاصي رشاقة ، وانتهاءً بصبغ الشعر وقصه على أيد أمهر المزينين في لبنان . عادت قمرة إلى الرياض وهي أجمل بقليل من ذي قبل ، إلا أن الفرق بدا واضحاً للذين لم يروها منذ زمن ، أمّا من شاهدوها قبل أن تتمكن من نزع غطاء الجرح عن أنفها كموضي ، فأخبرتهم أن أنفها قد كُسر في حادث تعرضت له في لبنان ، واستلزم الأمر تدخلاً جراحياً ، لكنها لم تجرِ عملية تجميل بعدها كما عرض عليها الطيب ، لأنها تؤمن كما يؤمن الجميع بأن عمليات التجميل حرام .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 23-11-2006, 10:52 PM   #50
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )

(26)

عالم التشات ، عالم آخر ! ولله غيب السماوات والأرض وإليه يُرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافلٍ عما تعملون سورة هود:123 تملئني النشوة وأنا أستمع للحديث الدائر عني في كل مجلس أكون فيه ! أحب دائماً أن أشارك الحضور في حديثهم وأعطي توقعاتي مثلهم ، وفي منزلنا أطبع الإيميل الذي أرسله كل جمعة لكم وأقرأه على أهل البيت مثلما تفعل جميع البنات ! أشعر في تلك اللحظات بلذة توازي لذة التمدد تحت غطاء سرير ناعم بعد عناء يوم شتوي شاق ، أو لذة من يدير المذياع في لحظة ملل ليفاجأ بأن أغنيته المفضلة تذاع من بدايتها !

** بدأت علاقة لميس بالإنترنيت منذ كانت في الخامسة عشر من عمرها ، عندما بدأ والدها باستخدام الإنترنت عن طريق البحرين ، ثم مع دخول الإنترنت السعودية وهي في السابعة عشر بدأت تتعرف على ذلك العالم المثير عن قرب . كانت في الصف الثالث الثانوي عندما قام والدها بالاشتراك بخدمة الإنترنت ، فظلت علاقتها بالإنترنت محدودة بحكم خوفها على معدلها في تلك السنة المصيرية ، أما بعد التخرج فصارت تقضي ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً على الإنترنت ، 99% منها على برامج المحادثة المختلفة (التشات) من ياهو ، ومايكروسوفت ، وآي سي كيو ، وإم آي آرسي ، وأي أو إل . كانت لميس تشتهر بسرعة بين أعضاء التشات بخفة دمها وشقاوتها ، وحتى مع حرصها على تغيير لقبها في التشات باستمرار إلا أن الكثيرين كانوا يكتشفون أن (السوسة) هي نفسها (عفريت) و (معسل) هي دلوعة بابا و(فرخة الجمعية) هي ( بلاك بيرل)! كانت تضحك من شكوك جميع الشباب الذين تحادثهم والذين لا يصدقون كونها بنتاً! - يا بوشنب اخلص علينا والله مانت بنية . - ليه طيب ؟ - يا خي البنات ما صلات ودمهم ثقيل وانت بصراحة محشش ! - يعني لازم أسوي نفسي تقيلة دم عشان تصدق إني ماني ولد ؟ - لا أنا عندي لك حل ! إن كنت فعلاً بنت ، سمعنا صوتك . - ههههههههههههه لا يا شيخ ؟ كان غيرك أشطر ! العب غيرها . - تكفين بس عطيني ألو ، وإذا ما ودك بالتليفون خليها في المايك ، بس عشان تثبتين لي إنك بنت مانت بولد . - عنك ما صدقت يا حبيبي ! - أخخخخخ . عورني قلبي على هالكلمة ! لا خلاص صدقت إنك بنت ! كلمة حبيبي طالعة من بُقك زي العسل ! - هههههههههه .... لا خلاص خليني أبو شنب أحسن من العسل وبلاويه ! - لا لا لا . أنا أشهد إنك أحلى شنبة ( واحد ما هو عارف وش يختار ولد ولا بنت ! محتاااااااااار ). - أحسن ! - طيب باسألك سؤال بيخليني أعرف إن كنت بنت ولا ولد . - أسأل يا عملي الأسود في حياتي . - رُكبك سود والا بيض ؟؟؟ - هههههههههه حلوة ! طيب أنا كما بأسألك سؤال أعرف منو إزا كنت بنت ولا ولد. - إسألي يا بعد عمري ! - أظافر رجولك سودا والا بيضا ؟؟؟ - هههههههههههه قوية ! وش دراك ؟ عاد هاذي ماركتنا المسجلة ! - شفت كيف؟! قال ركب سودة قال ! روحوا يا حبايبي شوفوا البلاوي اللي فيكو بعدين تعالوا تكلموا ! حصلت لميس من خلال التشات على عدد هائل من أرقام هواتف الشباب الذين عجزوا عن أن يحصلوا منها على أكثر من كلمات على شاشة . صرح لها المئات بإعجابهم بشخصيتها ، والعشرات بحبهم لها ، لكنها ظلت على قناعتها ، التشات مجرد وسيلة للضحك والتسلية و(الاستهبال ) على الشباب في مجتمع لا يسمح بذلك في أي مكان آخر . تعرفت قمرة على التشات من خلال لميس . كانت لميس في بداية الأمر تدعوها للدخول معها أثناء الساعات التي تقضيها على النت لتعرفها بأصدقائها أو لاين ، وشيئاً فشيئاً أدمنت قمرة التشات وصارت تصل الليل بالنهار وهي تحادث هذا الشاب أو ذاك أو ذاك أو ذاك ! منذ البداية ، أوضحت لميس لقمرة حقائق التشات وخفاياه . أخبرتها عن حيل الشباب المعروفة وألاعيبهم المكشوفة والتي قد تنطلي على حديثة عهد بالإنترنت مثل قمرة، حتى أنها قرأت لها بعضاً من الأحاديث القديمة لها مع أصدقائها على الإنترنت والتي تختزن أوتوماتيكياً على جهاز الكمبيوتر في بعض برامج المحادثة . - شوفي يا قمرة ، كل الشباب ستايلهم واحد لكن بينهم اختلافات بسيطة . مثلاُ اللي يجي من الرياض غير عن اللي يجي من الشرقية غير عن اللي يجي من الغربية وكدا . خليني أكلمك عن ستايل شباب الرياض بما إنهم يور مين إنترست : أول حاجة حيقول لك : ممكن أعرف إسمك ؟ انتي طبعاً ما تديلوا اسمك الحقيقي ، إما تديه اسم يعجبك أو تقولي لو سوري ما أبغي أقول اسمي . أنا عن نفسي أشتري دماغي وأقول أية اسم ، بس انتبهي كل واحد أديتيه أي اسم ! أنصحك تعملي زيي ، تسجليهم في دفتر علشان ما تتلخبطي ، أو تختاري اسم واحد ثابت ، بس كده أنا أحسو زهق ! بعد الاسم بكم يوم حيقول لك أنا معجب بشخصيتك وما عمري شفت زيك ، ممكن نتكلم بالتليفون ؟ حيطفشك وزن عليك وما حتوافقي طبعاً بس برضو حيديكي رقمو ! بعد كم يوم حيطلب صورتك علشان يبعث لك صورتو ، بس في الأخير حيمل ويبعتها من غير ما تبعتي لو حاجة . ساعتها ستي حتشوفي واحد من اتنين ! إما واحد جالس ورا مكتب وماسك قلم ووراه علم السعودية ، أو واحد عامل فيها بدوي وجالس جلسة عربية على الأرض ومتلتم وواحدة من ركبتيه مرفوعة ومسند دراعو عليها ، وما ناقصو غير صقر على كتفوا ويطلع في برنامج مضارب البادية ! بعدين حيقول لك إنو حب واحدة قبل سنتين وتزوجت . كانت تموت في دباديبو بس جالها عريس كويس وما قدرت تقول لأهلها لاه ، وهو ياحبة عين أمو كان لسه صغير وما يقدر يفتح بيت فاضطر يضحي سعادتو علشان سعادتها وقال لها يا بنت الحلال لا تربطي نفسك بيا وشوفي مستقبلك ونصيبك والله يوفقك ! بعد الاعترافات راح يبدأ يترك لك مسجات أوف لاين ، أغنية رومانسية والا قصيدة والا عنوان موقع شاعري حلو على الإنترنت ، وكما كم يوم حيتعترفك بحبه . راح يقول لك أنا كنت أدور على بنت متلك من زمان وأبغي أخطبك بس إحنا لازم نعرف بعض أكتر ونتكلم على التليفون (وفي بالو إنو راح يطلع معاك بس ما راح يصرح لك بكده وكفاية التليفونات في البداية عشان ما يخوفك)! بعدين شويه شويه حتبدأ مرحلة تقالة الدم ، واستلمي : ليش مطنشتيني ؟ ليش ما بتردي على مسجاتي بسرعة ؟ لا تكوني تكلمي واحد ثاني ؟ ما أبغاكي تكلمي واحد غيري. با غير عليكي . إزا جيتي مرة ثانية وما لقيتيني لا تظلي أو لاين ، ومن هادا الكلام اللي يسم البدن ويخليكي تديلوا بلوك والا اقنور على وشو زي الحلاوة علشان يبطل يعمل نفسو طرزان علكي مرة تانية ، وتروحي تشوفي غيرو !! أهم حاجة يا قمورة إنك ما تثقي بأحد ولا تصدقي أي واحد . حطي في بالك إنو مجرد لعب وإنو كل هدول الشباب نصابين ويبغو يضحكو على البنات الهُبُل ...). لم يكن أسلوب قمرة في التشات بجمال أسلوب لميس ولذلك فإن من تحمسوا لها بعد معرفتهم أنها صديقة لميس سرعان ما انفضوا من حولها بعد أن اكتشفوا أنها ليست بخفة دم صديقتها وسرعة بديهتها . بدأت قمرة تكوين صداقات جديدة بنفسها ، تعرفت على أناس من بلدان مختلفة ، وأعمار متفاوتة ، ومثل لميس ، لم تتعرف على أي من الفتيات . كان كل من على لوائحها للأصدقاء من الجنس الآخر . في إحدى الأمسيات المملة تعرفت على سلطان ، شاب بسيط ولبق في الخامسة والعشرين من عمره ، يعمل بائعاً في أحد محلات الملبوسات الرجالية . كان حديثه ممتعاً وكان يقرأ ما تكتبه له باهتمام ، ويضحك لنكاتها بمرح ويكتب لها الكثير من أبيات الشعر النبطي التي ينظمها بنفسه . مع مرور الأيام ، صارت تكتفي هي من الأصدقاء بسلطان وصار هو يكتفي من الصديقات بها ، كان يدعوها بلقبها على الإنترنت شموخ . حدثها كثيراً عن نفسه ، وبدا لها صريحاً وصادقاً وخلوقاً ، إلا أنها لم تستطع أن تعترف له بشيء عنها فاكتفت باسم شموخ ، وكذبة صغيرة مفادها أنها طالبة في أحد الأقسام العلمية بالجامعة . في تلك الأثناء ، كانت لميس قد تعرفت عر الإنترنت أيضاً على أحمد ، طالب الطب في جامعتها وكان كلاهما في السنة الثالثة . صار أحمد يضع لها نسخاً من الملخصات المهمة في إحدى المطابع لتستلمها من هناك فيما بعد ، وكانت هي ترسل له رسائل إلكترونية تحمل أهم النقاط التي قام الدكتور بالتركيز عليها قبل الامتحان ، فقد كان الدكاترة يتساهلون مع الطالبات أكثر من تساهلهم مع الطلاب والعكس صحيح ، ولذلك فقد كان الشاطر من تصله أخبار الدكاترة من البنات والشاطرة من تصلها أخبار الدكتورات من الأولاد ! لأسباب مهنية بحتة مثل اقتراب موعد الامتحانات وتقلص ساعات الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر وازدياد الحاجة لردود سريعة تتعلق بسؤال في أحد الامتحانات أو ملاحظة خاصة بأسلوب أحد الأساتذة في الاختبارات الشفوية ، انتقلت العلاقة بين أحمد ولميس من شاشة الكمبيوتر إلى سماعة الهاتف الجوال .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd