العلم هو أول الطرق لدحر الاحتلال..بالعزيمة والتحدي نستطيع النجاح

[ماهر فلسطين]

غزة - صابرين الطرطور

استطاعت المرأة الفلسطينية إثبات وجودها في كل المجالات فهي لا تكتفي بتميزها الذي حققته في المقاومة والجهاد حيث مثلت العطاء المتفاني في سبيل دحر الاحتلال والحصول على حرية الوطن الأكبر فها هي تحمل وسام أم الشهيد وزوجة الأسير وبنت الجريح والآن حققت طموحها الكبير وأملها الذي طالما حلمت به في تولي المناصب الهامة والصعبة كاعتلائها منصب الوزير والسفير وأخيراً الجلوس على عرش القضاء قاضية في العديد من الأمور التي ترد إليها بحنكة وعقلانية بعيداً عن العاطفة التي تلغيها بمجرد دخولها قاعة المحكمة، ضيفتنا اليوم استطاعت من خلال هذا المنصب الحساس أن تبتدع لوناً جديداً من المقاومة ليس بالحجر إنما بنشر العدالة التي نتمنى أن ينظر لها العدو الصهيوني ولو لمرة واحدة.. إنها نيرمين محمد صبح أول قاضية فلسطينية تعتلي عرش القضاء الفلسطيني نحاورها ونخوض في تفاصيل حياتها فكونوا معنا...

من جد وجد
الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح لكل خطوة يخطها الإنسان في حياته حتى لو لم يكن مقتنع بها أولم يفكر بها مسبقاً وهذا ما حدث بالفعل مع الدكتورة القاضية نيرمين صبح (32)عاماً التي كانت تطمح بأن تدرس الهندسة بعد حصولها على معدل عال في الثانوية العامة، لكنها آثرت على نفسها أن تحقق رغبة أبيها في أن تكمل مشواره في السلك القضائي.
كانت تلك بداية الحوار معنا وراحت تسترجع سنوات الدراسة الجامعية فقالت " كانت بداية دراستي في مجال الحقوق صعبة لأني لا أحب المواد الأدبية فأنا مغرمة بالرياضيات والفيزياء والكيمياء إلى أخرها من المواد العلمية، وتضيف كان علي أن ادرس ليل نهار حتى أستطيع أن أثبت نفسي في هذا المجال الذي لم أحبذه في بداية الأمر ولكن بتوفيق من الله أولاً ودعم أبى وسهر أمي وتشجيعها ثانياً استطعت أن أنجح بتفوق في كلية الحقوق وحصلت على المرتبة الخامسة مع مرتبة الشرف على الدفعة، استكملت نيرمين والابتسامة تغمر وجهها النحيف أردت أن أكون مميزة في تخصصي فسجلت إلى الماجستير بعد انتهاء البكالوريوس مباشرة ومن ثم الدكتوراه حيث كان عنوان الرسالة "مبدأ العقد شريعة المتعاقدين والقيود التي ترد عليه في مجال التجارة الدولية"

طبيعتي متحدية

تشرب القليل من الماء ثم تتابع حديثها قائلة "عدت إلى غزة وعملت بجامعة الأزهر بمنصب أستاذ مساعد في كلية الحقوق ثم أتيحت لي فرصة العمل بالقضاء وكان هناك رفض من الوالد ونصحني أن أبقى في عملي كأستاذ بالجامعة لأن العمل في القضاء فيه نوع من القيد ولا يتيح إلى العمل في مجال آخر ولكني أحببت أن أقدم على تلك الخطوة، تبتسم قليلاً ليس هذا غريباً علي فأنا في طبيعتي أحب التحديات وخوض المجالات الصعبة والمسئولة، مستكملة تم تعيني في محكمة الصلح بمنصب قاضية صلح وكانت أول قضية بتاريخ 2-9-2003م.

القضايا المنتشرة

وعندما سألناها في أي نوع من القضايا تختص؟ قالت " أن القضاء الفلسطيني لم يصل إلى حد الفصل، فالقضايا متنوعة ولكن جميعها قضايا مدنية، مبينة أنه تم فصل قضايا (الجز) والمقصود بها القضايا الجنائية " تصمت قليلاً في محاولة لحصر أكثر القضايا تداولاً في المحاكم الفلسطينية ثم تقول لكن من أكثر القضايا التي تتوافد على المحاكم هي "قضايا الأراضي وحوادث الطرق"، كما وتطرقت د. نيرمين صبح إلى أصعب أنواع القضايا التي تترافع وقد بدا الحزن يرتسم على ملامحها قائلة أنها تلك القضايا المتعلقة بالنساء كالنفقات وتنفيذ الأحكام وقضايا الضم والمقصود بها هو انتزاع الطفل من والده أو والدته بأمر من المحكمة، بالإضافة إلى قضايا مصاغي الذهب وهي عندما يأخذ الأزواج مصاغ زوجاتهم ويبيعونه فتقمن الزوجات برفع قضايا على أزواجهن لاسترجاع حقوقهن ولكن من معظم هذه القضايا تحل ودياً بين الأزواج والزوجات ويتم التنازل عن القضية فيما بعد.
طلبنا من د. صبح أن تحدثنا عن كيفية سير القضاء الفلسطيني خصوصا في ظل الظروف الحالية فقالت" أن القضاء بشكل عام هو أهم مرفق في مرافق الدولة حيث إذا صلح صلحت باقي المؤسسات في التطبيق والتنفيذ حسب القواعد القانونية " أما بالنسبة إلى القضاء الفلسطيني فتقول صبح "أن مجتمعنا الفلسطيني مختلف عن جميع المجتمعات سواء العربية أو الأجنبية وذلك نتيجة ما وعي عليه هذا الشعب من عدوان واحتلال مستمر لا يعرف الراحة، لكن أبناء الشعب مصممو على المواصلة الدرب والنجاح مشيرة أن القضاء الفلسطيني أيضا مصر على متابعة المسيرة رغم كل ما يحيطه من تدهور وأزمات ألا انه مازال واقفا على قدميه هو وباقي المجالات الفلسطينية رافضين الهزيمة".

المرأة الفلسطينية.. قاضية
وعن تجربة عمل المرأة الفلسطينية في مجال القانون أوضحت صبح أن المرأة الفلسطينية تثبت نجاحها دوماً برغم كل ما يعترضها من عراقيل وصعاب وتضيف يوجد ست قاضيات في المحاكم أربعة منهن في محكمة الصلح وقاضية في محكمة البداية وأخرى في المحكمة العليا مبينة أن ذلك يعتبر انتصاراً للمرأة الفلسطينية لأن فلسطين من الدول القليلة التي شغلت المرأة فيها منصب القضاء وتابعت القول" أن مجال القضاء يحتاج إلى مواصفات في الشخصية كالجرأة والصلابة والاعتماد على العقل في التفكير قبل القلب وخصوصاً لأن طبيعة المرأة عاطفية مؤكدة ونظرات التحدي تكاد تفيض من عيناها" فكل امرأة فلسطينية متحلية بهذه الصفات ليست القاضية فقط"


أيهما أصعب..؟

دهشنا منها عندما سألنها أي المهنتين أصعب بالنسبة لها حيث كانت إجابتها أن مهنة التدريس للطلبة الجامعيين أصعب بكثير من العمل في مجال القضاء موضحة أنها في الجامعة تكون المتحدثة والمسئولة عن كل كلمة تنطقها في مجال القانون حيث أشرح لأكثر من 50 طالب وطالبة متفاوتة أعمارهم فمنهم الكثير من يكبرني سناً وملزمة بأن يفهم الجميع ما أقوله بالإضافة إلى ضرورة فرض احترامي وشخصيتي والحمد لله استطعت إثبات ذلك أما القضاء فأنا أستمع أكثر مما أتحدث".


القاضية الأم

" وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل امرأة عظيمة رجل " هذا ما قالته لنا القاضية نيرمين عندما سألنها كيف تستطيع التوفيق بين العمل والمنزل متابعة " أن الرجل هو المساعد الأول للزوجة إذا أرد نجاحها وأنا احمد الله على ذلك لان زوجي متفهم طبيعة عملي وهو متعاون معي ومقدر متاعب المهنة بالإضافة إلى ضرورة تنظيم وقتي لأن أسرتي لها علي حق فأنا زوجة وأم لطفلان هما مريم 6 سنوات ومحمد4 سنوات فرغم عملي وأعباء المنزل فأنا قريبة منهم ومتفقدة لأحوالهم.
آمال وطموحات

أما بالنسبة إلى الأمنيات فبابتسامة رقيقة تقول هي كثيرة ولكن أهمها في القضاء " أتمنى أن يكون هناك معهد تدريب على مستوى عالي من الكفاءات والخبرات الخارجية لتدريب القضاة بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام باللغات حيث أن أصول القانون مكتوب باللغة الفرنسية"
و في ختام حديثها أرادت أن توجهه رسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني قائلة "علينا أن نتمسك بالعلم لأنه هو السلاح والسبيل الوحيد للنصر فبالعلم نصنع المستحيل"

[NOOR ELHOODA]

ماهر فلسطين



يعطيك الله الف عافيه


على روعه طرحك المميز


دمت بكل الابداع والتميز

[rock]

مشكور اخى الغالى على الابداعات التى تخطها دمت لنا ودام قلمك الرقيق بكل خير وسعاده تحياتى
الروك