|
05-05-2005, 02:00 PM | #1 |
(حلا نشِـط )
|
صور من ذكرياتي
حينَ تتمايلُ الأمواج
تتَّجِه نحو الشّاطئ كأميراتٍ أسطورياتٍ يعزِفْنَ على قيثاراتِهنَّ أنغاماً منسيَّة…لعاشقَيْن… يرنّمْنَها بجوقاتٍ جميلةْ… ويداعِبْنَ الرِّمال… يَرْسِمْنَ مع عطرها بأناملهِنّ البيضاءْ صوراً لذكرياتي… فوق وطن منسيٍّ هوَ وطني عندَ ريفٍ مجهولٍ أُسَمّيه قريتي… لفتاةٍ أسميها دوماً... حبيبتي… * * * عندما يلامسُ رفيفَ الفراشاتِ وجنتي تحُطُّ غيرَ خائفة…على شعري وتهرُبُ لترفَّ بعيداً بعدَ أنْ تُخِيْفِيْها شقيَّتِي… وصدى ضحكاتك يملأُ السهلَ والوادي… وأنتِ تلاحقينَها… ثم تصمُتِينَ فجأةْ… وأتوجَّسُ خِيفَةْ… أنبذُ قلقاً هدوءَ قيلولَتِي عندَ الأعشابِ وأقومُ لأبحثَ عنكِ منادياً باسمِكِ فأجدُكُ طفلةً صغيرةً بخفرِ الأميراتِ…بين السنابلِ تتبخترينْ بباقاتٍ من سوسنٍ وشقائقَ نعمانْ نَحوي مبتسمةً تتقدَّمينْ تُهْدِينِيها… وابتسمُ لأكلَّلكِ بها وأنثُرُها عندَ شعرِكِ الأشقر أميرةْ تقفزُ فرحةً بي كالأرانبِ الصغيرةِ الناعمةْ * * * عندما يستأذنُ ضوعَ الياسمينْ الشمسَ قَبَيْلَ إشراقِها ويطيرُ كما العصافير نحوَ غرفَتي يسابقُ أميرتي ليوقظَني قبلَ ابتسامتِها فيفوحُ يقتربُ من سَريري برفقٍ يهدهدُني كابتسامتك وزهورُ الياسمينِ بين راحتَيْكِ تَنثريها عندَ وسادَتي وبصوتٍ ساحرٍ آسرٍ عذْبٍ تهمسينْ بأذُني: استيقظْ لقد أشرقتِ الشمسُ و أنتَ لمْ تصحُ بعدْ فابْسِمُ متدلِّلا …ثم أُغمضُ عيْنَيَّ أعلنُ رفضي الاستيقاظَ فتغضبينَ منِّي …وتغادرينَ غرفتي قائلةْ: أنتَ حُرّ …شَأْنُكْ… لتعودي إليَّ بعدَ دقائقْ معدوداتْ بفنجانِ قهوتي وابتسامتِك التي احبُّها… وهمستِك الرقيقة: صباحُ الخيرِ حبيبي... * * * وقتما كانَ القمرُ يحضنُ النجومَ يحنو عليهِنَّ عطفَ الوالدْ لطفلِه الصغيرْ وينشرُ فوقَ التلالِ البعيدةْ قناديلَه ينيرُ بها للحطابين دروبَ الغابة الطويلةْ ويحرسُ بنورِها الأغنامَ وراعِيَها من غدرِ الظلامِ والذئابْ يُناغِشُنِي نورَهُ الفضِّيْ منْ هُناكْ وفنجانُ الشاي لجانبي فوقَ شُرفَتِي أرْشُفُهُ جالساً متأمِّلاً منتظراً عودَهُم بُعَيْدَ العِشاء لأُصغي لثُغاءِ الماعزِ والأغنامْ ولزجلِ الرَّاعي الجبليِّ المميَّز وللحطابينَ ينادونَ بَعْضَهُم بَعضاً والقمرُ في السّماءِ مبتسماً يُطلُّ بخفرٍ ويَسيرُ مسروراً يزيِّنُ أشجارَ السروِ والصّنوبر يُوَشِّي بَساتينَ الليمونِ والزّيتونِ بوشاحِ نورِه الفضيّ... في غمرةِ سُكونِي وهُدُوئي مع نسيمٍ خفيفِ البرودة يُدَغدغني يُبَلْسِمُ توتُّرَ أعصابي تأتينَ أنتِ كمشاغبةٍ رقيقةْ تُغمضينَ عينيَّ بأناملكِ الناعمةِ الصغيرةْ وبدلالٍ وغنجٍ معهودٍ تسألينْ: مَنْ أكون؟... برفقٍ أنزَعُهُما كفَّيْكِ نحوَ النجومِ الزَّاهيةِ البرّاقةْ أشيرُ لكِ قائلاً موشْوشاً: إنهنّ لا شيء أنتِ في ذكرياتي… في حياتي… كلُّ شيء... أنتِ نجمتي التي تظلُّ دوماً معي تبث السلام لروحي الدفء بين خفاياي والأمان لداخلي... أنتِ من أسميتُك وسأظلُّ أسمّيكِ للأبد حبيبتي * * * |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
¤ّ,¸¸,ّ¤ ذكرياتي ¤ّ,¸¸,ّ¤ | شــمــوٍوٍوٍخ انــسـان | مجلس حلا لعذب الكلام | 4 | 20-01-2006 03:58 AM |